بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخينا في الله ,, هذهـ حكاية إحدى الأخوات بإختصار
تبلغ من العمر 20 عامًا ,, تقول تعرفت على إحدى الأخوات عبر أحد المنتديات
و هذهـ الأخت ليست سعودية و إنما من إحدى الدول الخليجية و تسكن في دولتها
تقول أن هذهـ الفتاة متزوجة و تكبرني بعشر سنوات ,, تحبني جدًا و تتابع ردودي في المنتدى
و كانت تصر علي دائمًا أن تتعرف علي عبر الجوال ,, تقول استشرت والدتي بالأمر فوافقت
و تعرفت عليها و تكلمنا على الجوال مرارًا و تكرارًا و هي طيبة جدًا و تحبني محبة غريبة لدرجة أنها تتحدث عني عند أهلها و زوجها أيضًا ! ,,
لكنني لستُ مرتاحةً لها أبدًا و لا أشعر أن هناك توافقًا عقليًا و فكريًا ,, أتكلف معها في الحديث دائمًا و أرتبك و أتوتر ..
و لا أمازحها كما لو أنها في مثل سني أو كما لو أنها صديقةًَ لي في الجامعة ,,
هي طيبة معي لكنها مع غيري ربما لها شخصية انتقامية ,, و دائمًا أفكر و أضع احتمالات في أنها ستؤذيني يومًا ما ,, و أنـا أخشى على نفسي منها
تعرفت أمي على أمها و أصبح التواصل أشد عمقًا من سابقه ,,
لكنني لا أزال لستُ مرتاحةً لها و هي لا تعلم بذلك البتة لأنني أجاملها كثيرًا و لا أفصح لها عما يصول و يجول في دواخلي
و إن أردتم الحقيقة أنا لا أحبها أصلاً و لا ربع المحبة التي تحبني إياها ,, أحبها لكن ليس كما تحبني هي ,,
المهم مرّ عامًا على صداقتنا و أخبرت أمي لأكثر من مرة بعدم ارتياحي لهذا الأمر
فقالت لي : يا ابنتي البنت أكبر منك بالسن و فارق السن كبير و هي متزوجة و من دولة أخرى و طريقة التعارف ليست جيدة كونها تمت عبر الإنترنت ,,
و طالما أنكِ لستِ مرتاحة لها فاقطعي العلاقة
قلت لها : لا أريد التواصل معها عبر الجوال و ليكن التواصل عبر المنتدى ,,
فـ قمت بإعطاءها بلوك على الواتس آب حتى لا تتمكن من محادثتي ,, تمهيدًا لقطع العلاقة عبر الهاتف ,, لكنها اكتشفت ذلك و واجهتني برسالة عبر الجوال ,,
فـ أخبرتها أن أحدًا من أهلي غير راضٍ عن طريقتنا في التواصل ( و كنت أعني والدتي ) لهذا ليكن تواصلنا عبر المنتدى فقط ,,
فتضايقت و غضبت مني ,, و طلبت مني مسح رقمها .. و فعلت
سؤالي .. هل ظلمتها ؟
أنـا لستُ مرتاحة لها غصبًا عني ,,
و قلب المؤمن دليله و الأرواح جنود مُجنّدة كما ورد في الحديث ,, و أشعر أنني أنافق ..
هل تصرفي ظالمًا ؟ أنـا لم أقطع العلاقة و إنما طلبت أن يكون التواصل عبر المنتدى فقط
و عاهدت نفسي أن لا أكرر تصرفًا أحمقًا كـ هذا من قبل و لا أتعرف على أي فتاة من النت
السبب الذي دفعني للتعرف عليها أنني خجلت أن أرفض طلبها فهي طيبة معي ,,
___
انتهت مشكلة الأخت ,, و معذرةً أخينا الفاضل لقد صغتها على لساني و حاولت جمع أطراف المشكلة قدر المستطاع ,,
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يصلح لنا في نفوسنا ويصرف عنّأ السوء واهله . .
أخيّة . .
الانسان في هذه الحياة يحتاج إلى الصحبة والأصدقاء . . إذ لا يمكن للانسان السويّ ان يعيش بمعزل عن الناس " والمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم "
فالأصدقاء . . والصحبة ( حاجة ) . .
ولأنها حاجة فإن الله علّمنا كيف نحقق هذه الحاجة بطريقة صحيحة حتى لا نقع في المحظور . .
فعلّمنا كيف نختار الأصدقاء ..
وكيف يكون حبنا لله وفي الله ولأجل الله . .
وقد علّمنا صلى الله عليه وسلم : غذا أحب أحد أخاه أن يقول له ( إني أحبك في الله ) . .
كل هذا لأجل أن تسود بين المسلمين روح الودّ والتراحم . .
حتى تكون هذه المرحمة عوناً لهم على التواصي بـ ( الصبر ) , وبـ ( الحق ) " وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة " .
إذا فمن المقاصد المهمّة في العلاقات بين الناس : أن تتحقق بينهم المرحمة . .
فإذا كان التواصل بمثل هذه الطريقة التي ذكرتها ( الأخت ) لا تحقق هذا المقصد بل تنعكس بآثار سلبيّة . . فإن العقل والحكمة أن يكون الانسان جريئا وصريحا ( بلا ضجيج ) أمام نفسه وامام الآخرين في ضبط علاقاته .
تصرف هذه الأخت كان ( جريئاً ) لكن بـ ( ضجيج ) . .
كان من الأفضل لو صارحتها بهدوء أن ( والدتها ) لا ترغب لها أن تتواصل معها عن طريق الجوال ، وأنه احتراماً لرغبة الوالدة يمكننا التواصل عن طريق المنتدى . .
المقصود أن يعبّر الانسان عن مشاعره بثقة وفي نفس الوقت بـ ( هدوء ) . .فذلك أفضل من أن ( يكبت ) أو أن يعيش ( الحسرة والألم ) بسبب ( الخجل ) . .
الصراحه مع النفس ومع الآخرين . .
مهمّة جداً في بناء الشخصيّة .. ومهمّة جداً ايضا في بناء العلاقات ..
الآن .. ليس المطلوب من هذه الأخت أن تفكر : هل تصرفها صحيح أو خطأ . . لأنه سؤال بعد ( أوانه ) !
لكن المطلوب منها : أن تتعلّم من دروس الحياة لمستقبل أيّامها . . وأن لا تقف على تصرف مضى ( تندب ) أو ( تتحسّر ) فلا هي التي اهتمت بما هو قادم .. ولا هي التي تستطيع أن تُعيد الزمن إلى الوراء . .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛ ؛