اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

 شبهة حول : "آيات ورد فيها معاتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم "

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 99315
شبهة حول : "آيات ورد فيها معاتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم " Oooo14
شبهة حول : "آيات ورد فيها معاتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم " User_o10

شبهة حول : "آيات ورد فيها معاتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم " Empty
مُساهمةموضوع: شبهة حول : "آيات ورد فيها معاتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم "   شبهة حول : "آيات ورد فيها معاتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم " Emptyالسبت 10 نوفمبر 2012 - 7:36

شبهة حول : "آيات ورد فيها معاتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم "

الشبهة


مما استدل به الطاعنون فى عصمة النبى صلى الله عليه وسلم، وزعموه أدلة على صدور وجواز الكبائر والصغائر من الذنوب عنه صلى الله عليه وسلم ما ورد فى القرآن الكريم من آيات ظاهرها عتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحو قوله تعالى: (عَبَسَ وَتَوَلَّى* أن جاءه الأعمى* وما يدريك لعله يزكى*أو يذكر فتنفعه الذكرى*أما من استغنى*فأنت له تصدى* وما عليك ألا يزكى* وأما من جاءك يسعى* وهو يغشى* فأنت عنه تلهى) ( سورة عبس آيات 1 ـ 10) وقوله سبحانه : (ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض. تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم. لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم (2 ) وقوله عز وجل : وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ( 3) وقوله : يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضات أزواجك والله غفور رحيم (4 ) وقوله : عفا الله عنك لم أذنت لهم (5 )0

الرد على الشبهة


أولاً : إن عتاب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام الوارد فى القرآن الكريم، هو فى الظاهر عتاب، وفى الحقيقة كرامة وقربة لله عز وجل، وتنبيه لغيرهم ممن ليس فى درجتهم من البشر، بمؤاخذتهم بذلك، فيستشعروا الحذر، ويلتزموا الشكر على النعم، والصبر على المحن، والتوبة عند الزلة(6 )0

ثانياً : أن لله تعالى أن يعتب أنبياءه وأصفياءه، ويؤدبهم، ويطلبهم بالنقير والقطمير من غير أن يلحقهم فى ذلك نقص من كمالهم، ولا غض من أقدارهم، حتى يتمحصوا للعبودية لله عزوجل( 7)0
ثالثاً : أن غاية أقوال الأنبياء وأفعالهم التى وقع فيها العتاب من الله عز وجل لمن عاتبه منهم، أن تكون على فعل مباح، كان غيره من المباحات أولى منه فى حق مناصبهم السنية0

رابعاً : المباحات جائز وقوعها من الأنبياء، وليس فيها قدح فى عصمتهم ومنزلتهم، فهم لا يأخذون من المباحات إلا الضرورات، مما يتقون به على صلاح دينهم، وضرورة دنياهم، وما أخذ على هذه السبيل التحق طاعة، وصار قربة(8 )0

خامساً : أنه ليس كل من أتى ما يلام عليه يقع لومة، فاللوم قد يكون عتاباً، وقد يكون ذماً، فإن صح وقوع لومه، كان من الله عتاباً له لا ذماً، إذ المعاتب محبور(9 ) والمذموم مدحور، فاعلم – رحمك الله – صحة التفرقة بين اللوم والذم قال الشاعر :
لعل عتبـك محمـود عواقبـه *** فربما صحت الأجسام بالعلل(10 )0
إذا ذهــب العتـاب فليس ود *** ويبقى الود ما بقـى العتاب(11 )

سادساً : أن العتاب فيما قيل أنه عوتب عليه رسول الله ، إنما كان على ما حَكَمَ فيه رسول الله بالاجتهاد، والاجتهاد محتمل الخطأ، فكان تصحيح الخطأ فى اجتهاده من الله عز وجل، بتوجيهه إلى الأخذ بالصوب فعاد الحكم بذلك إلى الوحى0

سابعاً : عدم ورود نهى عما عوتب فيه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، حتى يكون عتابهم ثمَّ ذم0

ثامناً : إنه ما من آية ظاهرها عتاب رسول الله إلا وهى واردة فى مقام المنَّة على رسول الله ، وبيان عظيم فضله ومكانته عند ربه عز وجل بأعظم ما يكون البيان0

وإليك التفصيل :
1- ما استدلوا به من قوله تعالى : عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين ( 12)0

هذه الآية بحسب الأسلوب العربى، تفيد تكريم النبى وتعظيمه، خلافاً لمن وهم، ففهم منها عتابه أو تأنيبه، لأن النبى لم يخالف أمراً ولا نهياً، فيستوجب ما فهمه ذلك الواهم0

فرسول الله لما عزم على الخروج إلى تبوك، استأذنه بعض المنافقين فى التخلف، لأعذار أبدوها، فأذن لهم فيه لسببين :

أحدهما : أن الله لم يتقدم إليه فى ذلك بأمر ولا نهى0

ثانيهما : أنه لم يرد أن يجبرهم على الخروج معه، فقد يكون فى خروجهم على غير إرادتهم ضرر0
فأنزل الله تعالى : يبين له أن ترك الإذن لهم كان أولى، لما يترتب عليه من انكشاف الصادق من الكاذب، فيما أبدوه من الأعذار، واستفتح رب العزة ما أنزله بجملة دعائية. هى قوله : عفا الله عنك على عادة العرب فى استفتاح كلامهم بهذه الجملة، أو بقولهم : غفر الله لك، أو جعلت فداك، أو نحوها يقصدون تكريم المخاطب؛ إذا كان عظيم القدر، ولا يقصدون المعنى الوصفى للجملة( 13)0

ولو بدأ رب العزة حبيبه ومصطفاه بقوله : لم أذنت لهم لخيف عليه أن ينشق قلبه من هيبة هذا الكلام، لكن الله تعالى برحمته أخبره بالعفو حتى سكن قلبه، ثم قال له : لم أذنت لهم بالتخلف حتى يتبين لك الصادق فى عذره من الكاذب؟

وفى هذا من عظيم منزلته عند الله مالا يخفى على ذى لب، ومن إكرامه إياه وبره به، ما ينقطع دون معرفة غايته نياط القلب0

فليتأمل كل مسلم! هذه الملاطفة العجيبة فى السؤال من رب الأرباب، المنعم على الكل، المستغنى عن الجميع، ويستثير ما فيها من الفوائد0

وكيف ابتدأ بالإكرام قبل العتب (وهل سمعتم بمعاتبة أحسن من هذا إن كان ثمَّ عتب) وأنس بالعفو قبل ذكر الذنب إن كان ثمَّ ذنب، وهكذا فى أثناء عتبه براءته، وفى طى تخويفه تأمينه وكرامته(14 ). إن قوله تعالى : لم أذنت لهم غاية ما يمكن أن يدعى فيها أن تكون دالة على أنه ترك الأولى والأفضل، وقد بينت أن ترك الأولى ليس بذنب، وقد يقول أحدنا لغيره إذا ترك الندب، لم تركت الأفضل، ولم عدلت عن الأولى، ولا يقتضى ذلك إنكاراً، ولا ذنباً(15 )0

أما قول بعضهم : إن هذه الآية تدل على أنه وقع من الرسول ذنب، لأنه تعالى قال : عفا الله عنك والعفو يستدعى سابقة ذنب، وأن الاستفهام فى قوله تعالى : لم أذنت لهم استفهام بمعنى الإنكار(16 )0

فهذا قول من يجهل لغة العرب فى استفتاح كلامهم بهذه الجملة ونحوها يقصدون بها تكريم المخاطب، إذا كان عظيم القدر، وتحاشياً عن جعل الاستفهام أول كلام للمعظم0

وليس "عفا" هنا فى الآية بمعنى "غفر" أى ستر، وترك المؤاخذة بل بمعنى : لم يلزمك شيئاً فى الأذن، كما قال : "إنى قد عفوت عنك عن صدقة الخيل والرقيق، ولكن هاتوا ربع العشر من كل أربعين درهماً، درهماً"(17 )0
ولم تجب عليهم زكاة فى خيل ورقيق قط، أى : لم يلزمكم ذلك، فليس معناه : إسقاط ما كان واجباً، ولا ترك عقوبة هنا فتأمل(18 )0

وصفوة القول : أن يقال : إما أن يكون صدر عن رسول الله ذنب أم لا؟ فإن قلنا : لا! امتنع على هذا التقدير أن يكون قوله "لم أذنت لهم" إنكاراً عليه. وإن قلنا : إنه صدر عنه ذنب – وحاشاه الله من ذلك – فقوله عز وجل : عفا الله عنك يدل على حصول العفو، وبعد حصول العفو يستحيل أن يتوجه الإنكار عليه0
فثبت أنه على التقديرين المذكورين، يمتنع أن يقال : إن قوله : لم أذنت لهم يدل على كون الرسول مذنباً، وهذا جواب شاف كاف قاطع0

وعند هذا يحمل قوله : لم أذنت لهم على ترك الأولى والأكمل، بل لم يعد هذا أهل العلم معاتبة، وغلطوا من ذهب إلى ذلك(19 ) كالإمام الزمخشرى(20 ) فقد أساء الأدب فى التعبير – مع جلالة علمه – عن بيان العتاب – فى زعمه – فقال : إن قوله تعالى : عفا الله عنك كناية عن الجناية، لأن العفو رادف لها، ومعناه : أخطأت وبئس ما فعلت(21 )0

وقد استغواه فى هذا التعبير السئ سلفه الجبائى(22 ) الذى يرى أن أذن رسول الله للمستأذنين من المنافقين بالقعود عن الخروج معه إلى غزوة تبوك "كان قبيحاً، ووقع صغيراً"( 23) فالزمخشرى – رحمه الله – مقلد فى سوء الأدب لشيخ شيوخ المعتزلة، وقد تابع البيضاوى( 24) الزمخشرى فى جفوة التعبير فى هذا الموضع من تفسيره(25 )0

وقد علق أبو حيان(26 ) – رحمه الله تعالى فى البحر، على هذا المسلك من التفكير والتعبير فقال : "وكلام الزمخشرى فى تفسير قوله عفا الله عنك لم أذنت لهم مما يجب إطراحه، فضلاً عن أن يذكر فيرد عليه"(27 ) قال الألوسى(28 ) : "وكم لهذه السقطة فى الكشاف من نظائر"(29 )0

2- وأما قوله تعالى : فى أسارى بدر : ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم (30 ) فليس فى هذه الآية الكريمة وما بعدها إلزام ذنب لرسول الله ، لتصديرها بجملة "ما كان لنبى" وهذا الأسلوب المكون من "كان" المنفية بـ "ما" الآتى بعدها لام الجحود، تأكيداً لتقوية النفى فيها قد ورد فى القرآن الكريم، وكلام العرب على وجهين، كما قال المفسرون، وأهل المعانى(31 )0

الوجه الأول : النفى كما هو ظاهر أسلوبها كقوله تعالى ما كان لكم أن تنبتوا شجرها (32) وقوله : وما كان الله ليضيع إيمانكم ( 33) وهذا هو الأصل فى معنى هذا الأسلوب، لأن توكيد فعل الكون بلام الجحود هو "أبلغ لفظ يستعمل فى النفى"(34 ) ومعناه انصباب النفى على ما قبل اللام وما بعدها نفياً مطلقاً "يشمل جميع الحالات المعنوية التى يتضمنها الكلام"( 35)0

ويفيد هذا التركيب معنى زائداً على نفى مجرد الفعل، وهو نفى التهيؤ للفعل المنفى عنه وإرادته والصلاحية له، كما أوضح ذلك أبو حيان وغيره(36 )0

ولا شك أن نفى التهيئة والإرادة للفعل أبلغ من نفى الفعل، لأن نفى الفعل لا يستلزم نفى إرادته، ونفى التهيئة والصلاح والإرادة للفعل تستلزم نفى الفعل، فلذلك كان النفى مع لام الجحود أبلغ"(37 )0

أما الوجه الثانى : من وجهى استعمال هذا الأسلوب فى القرآن الكريم، فهو النهى الضمنى عن أن يقع متعلق الخبر، كقوله تعالى : وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله (38 )0

وقد جعل منه بعض العلماء آية بحثنا هذا ما كان لنبى أن يكون له أسرى ( 39) ومعنى الآية على الوجه الأول : أن الله عز وجل يبرئ نبيه ، وينزه ساحته عن أن يكون له تهيئة وقصد فى أخذ الأسرى، وإنهاء المعركة قبل الإثخان فى الأرض0

والمعنى على الوجه الثانى : نهيه عن أن يكون له أسرى قبل الإثخان فى الأرض، والمبالغة فى إضعاف قوة العدو، ولا يستلزم هذا النهى وقوع المنهى عنه من المخاطب، لجواز


أن يكون وقوع المنهى عنه، كان ممن له صلة تبعية بالمخاطب، ويؤيد هذا أن "التنكير – أى تنكير نبى فى قوله "ما كان لنبى" إبهاماً فى كون النفى لم يتوجه عليه معيناً"( 40) تلطفاً به ، وإشارة إلى أن هذا سنة من سنن الله تعالى مع أنبيائه وبياناً لأنه لم يكن متوجه القصد، إلى أن يكون له أسرى قبل الإثخان فى العدو، وإكثار القتل، والجراح فيه، وعلى ذلك يكون الخطاب – فى ظاهره – موجهاً لرسول الله مع هذا التلطف الذى يبرئ سماحته مما يوجب العتاب، ويكون الخطاب - فى حقيقته - موجهاً إلى الذين أسرعوا فى إنهاء المعركة، وأخذ الغنائم والأسرى بمجرد ظهور طلائع النصر، ولم يصبروا حتى يكثروا القتل فى العدو كسراً لشوكته. وقد نزه الله تعالى نبيه عن إرادة شئ من الدنيا بتوجيه الكلام بطريق الإفراد فى أول الكلام فى قوله "ما كان لنبى" الذى أخرج مخرج الغيبة، مع أن المقصود به هو النبى ، إلى الجمع فى قوله : تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة الذى قصد به بعض الصحابة، ممن تجرد غرضه لعرض الدنيا وحده، والاستكثار منها، وليس المراد بهذا النبى ولا علية أصحابه رضى الله عنهم(41 )0

وهذا يدل على أن النبى لم يدر بخلده، أن ينهى المعركة قبل الإثخان فى العدو ليأخذ الأسرى، ويغنم أصحابه المغانم، ويؤكده ما رواه ابن إسحاق فى سيرته : "ولما وضع القوم أيديهم يأسرون، ورسول الله فى العريش( 42) وسعد بن معاذ قائم على باب العريش الذى فيه رسول الله متوحشاً السيف فى نفر من الأنصار، يحرسون رسول الله ، يخافون عليه كرة العدو، ورأى رسول الله فى وجه سعد بن معاذ الكراهية لما يصنع الناس، فقال له رسول الله لكأنك يا سعد تكره ما يصنع القوم؟ قال : أجل، والله يا رسول الله، كانت أول وقعة أوقعها الله بأهل الشرك، فكان الإثخان فى القتل أحب إلى من استبقاء الرجال"( 43)0

وهذا يدل على أن النبى لم ينكر على سعد بن معاذ ما رأى فى وجهه من كراهية ما يصنع القوم، فاستفسره عن ذلك، فقال له : "والله لكأنك يا سعد تكره ما يصنع القوم؟" فقال سعد : أجل يا رسول الله، وعلل سعد ذلك بأن هذه أول وقعة فى الإسلام نصر الله فيها المسلمين على أعدائهم من المشركين، فكان الإثخان فى القتل أحب إليه من استبقاء الرجال. وفيه دلالة على أن المعاتب عليه عدم الإثخان فى القتل، والإسراع إلى الغنيمة، لا أخذ الفداء، لأن سعداً أبان عن رأيه قبل الاستشارة فى أخذ الفداء، وهذا كالصريح فى أن أخذ الفداء من الأسرى لا عتاب عليه، وقد بين الله تعالى هذا بقوله لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم (44 ) فإنه تعالى لعظيم فضله، وبالغ رحمته، منع عذابه العظيم عن المؤمنين المجاهدين يوم بدر، الذى استحقوه بما مالت إليه أنفسهم من الإسراع فى جميع الغنائم، قبل إكثار القتل فى عدوهم0

وهذه الآية الكريمة : ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض (45 ) كما هو ظاهر منها لا تمنع الأسر، وأخذ الفداء نهائياً، ولكنها تقرر أنهما لا يكونان إلا بعد الإثخان فى الأرض بظهور المسلمين على أعدائهم0

وهى لا تتنافى مع آية سورة محمد فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما مناً بعد وإما فداء ( 46) فلا زيادة فى حكم هذه الآية، على آية الأنفال، لأن كلتا الآيتين متوافقتان "فإن كلتيهما تدلان على أنه لابد من تقديم الإثخان ثم بعده أخذ الفداء"(47 ) فلا نسخ إذن كما يزعم البعض0

ولكن بعض الصحابة رضى الله عنهم حين اشتغلوا بجمع الغنائم قدموا عرض الدنيا على الآخرة فخالفوا ما أراده الله تعالى لهم من عظيم الظهور وقوة الشوكة0

أما الكتاب المذكور فى قوله تعالى : لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم فقد أدى إبهامه إلى اختلاف العلماء فيه على أقوال كثيرة أوصلها الشوكانى(48 ) إلى ستة أقوال، لعل أرجحها وأقربها إلى المعقول، وأولاها بالقبول هو : ألا يعذب الله أحداً إلا بعد أن يقدم إليه أمراً أو نهياً فيخالف ما قدمه الله إليه( 49)0

والمعنى : لولا أنه سبق منى أن لا أعذب أحداً إلا بعد النهى لعذبتكم على ما أخذتم من الفداء. إذ لو كان منهياً عنه محرماً لاستحقوا بمخالفته العذاب، فالمراد بالكتاب : حكم الله الذى كتبه وقدره، وهذا التفسير ينفى أن يكون أمر فداء الأسارى معصية لعدم النهى(50 )0

وفى الآية بيان لما كان مسطوراً فى غيبه تعالى من إحلال الغنيمة، وتطييبها لعبادة المؤمنين من هذه الأمة، وهذا كان من خصائصه على سائر الأنبياء فكأنه قال : "ما كان أخذ الفداء لنبى غيرك" وهو ما أكده بقوله : "أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلى، أحلت لى الغنائم، ولم تحل لأحد قبلى – الحديث"( 51)0

فقال الله تعالى تطيباً لنفوس أولئك المجاهدين فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً واتقوا الله إن الله غفور رحيم (52) وهذا كله ينفى الذنب والمعصية، لأن من فعل ما أحل الله لم يعص(53 )0
أما ما روى فى أسباب نزول آيات بحثنا، من مشاورة رسول الله أصحابه فى أمر أسرى بدر، واختياره لرأى أبى بكر ومن معه القائلين بقبول الفداء، من الأسرى تقوية لجيش المسلمين على الكفار بالفداء، ورجاء أن يهديهم الله تعالى للإسلام أو أن يخرج من أصلابهم بعد وقعة بدر من يؤمن بالله، ويهتدى بهداه، ثم بكاءه وصاحبه أبى بكر شفقة لأجل ما عرض عليه من عذاب أصحابه لأخذهم الفداء، ونزول الآيات بذلك(54 ) فليس فى ذلك ما يفيد أصلاً بأن النبى أشار بأخذ الفداء، وإنما شاور أصحابه، فأشارت الكثرة منهم بأخذ الفداء، وهم الذين عوتبوا بقوله تعالى : تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة (55) فلما خرج إليهم بعد المشاورة قال لهم : أنتم عالة، فلا يبقين أحد إلا بفداء أو ضربة عنق (56 )0

وهذه المشاورة مأمور بها النبى كما يدل على ذلك صريح حديث على بن أبى طالب رضى الله عنه قال : جاء جبريل عليه السلام يوم بدر إلى النبى ، فقال : "خير أصحابك فى الأسرى إن شاءوا فى القتل، وإن شاءوا فى الفداء، على أن يقتل منهم فى العام المقبل مثلهم، فقالوا : الفداء ويقتل منا"(57 )0

ومن هنا يظهر جلياً أن النبى لم يختر أخذ الفداء ولا حبذه، بدليل ما رواه البخارى من قوله فى أسارى بدر : "لو كان المطعم بن عدى(58 ) حياً، ثم كلمنى فى هؤلاء النتنى(59 ) لتركتهم له"(60 )0
وهذا يدل على أن لا عتاب على أخذ الفداء لعزم رسول الله على ترك الأسرى، وإطلاقهم بدون فداء، فيما لو كان المطعم بن عدى حياً، وكلم رسول الله فيهم0
كما يؤخذ أيضاً من حديث تخيير جبريل فى أمر الأسرى، أن أخذ الفداء، لا عتاب عليه، إذ لو كان أخذ الفداء موضع مؤاخذة، ما جاء جبريل عليه السلام بالتخيير بينه، وبين القتل، لأنه لا يخير بين جائز مطلق، وبين مؤاخذ عليه. وبالتالى فهم لم يفعلوا إلا ما أذن لهم فيه، لكن بعض الصحابة مال إلى أضعف الوجهين، فى حين كان الأصلح غيره من الإثخان فى القتل، فعوتبوا على ذلك، وتبين لهم ضعف اختيارهم، وتصويب اختيار غيرهم، وكلهم غير عصاة ولا مذنبين( 61)0

ويؤيد أنه لا عتاب على رسول الله فى أخذ الفداء، أنه سبق أن فادى الحكم بن كيسان(62 ) وعثمان بن عبد الله بن المغيرة(63 ) اللذين أسرتهما سرية عبد الله بن جحش الأسدى رضى الله عنه(64 ) حين أرسله رسول الله ومعه ثمانية من المهاجرين – إلى وادى نخلة بين مكة والطائف لرصد عير قريش – وذلك قبل غزوة بدر الكبرى بأكثر من شهرين، فالتقوا بهم فى آخر يوم من رجب، من السنة الثانية من الهجرة، فغنموا العير، واقتادوا معهم الأسيرين إلى المدينة، فوقف رسول الله العير والأسيرين، وقال أهل الكفر : استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام، وأكثروا فى ذلك، فرد الله عليهم قولهم فأنزل : يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهوكافر فأولئك حبطت أعمالهم فى الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"(65 )0

فقبل رسول الله العير والأسيرين، وأخذ الغنيمة، وهى أول غنيمة غنمها أصحاب رسول الله فى الإسلام"(66 ) ولم يعاتب الله تعالى أحداً على شئ من ذلك، فلو كان الفداء ممنوعاً لعتب( 67)0

وعلى ذلك فلا عتاب لسيدنا رسول الله فى فداء الأسرى يوم بدر لعدم العتاب على أخذه، وأخذ الغنيمة، فيما سبق هذه الغزوة أولاً، هذا بالإضافة إلى أن اختيار أخذ الفداء يوم بدر، وقع من الصحابة رضى الله عنهم كما فى حديث تخيير جبريل عليه السلام0
على أن بعض الأئمة من الذين يرون أن فى الآية عتاباً، أخذاً بظاهر رواية مسلم المشار إليها(68 ) رجحوا رأى الصديق رضى الله عنه بأخذ الفداء0
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وقد اختلف السلف فى أى الرأيين كان أصوب؟ فقال بعضهم: كان رأى أبى بكر لأنه وافق ما قدر الله فى نفس الأمر، ولم استقر الأمر عليه، ولدخول كثير منهم فى الإسلام، إما بنفسه، وإما بذريته التى ولدت له بعد الوقعة، ولأنه وافق غلبة الرحمة على الغضب، كما ثبت ذلك عن الله تعالى فى حق من كتب له الرحمة"( 69) قالوا: وأما بكاء النبى ، فإنما كان شفقة لنزول العذاب، لمن أراد بذلك عرض الدنيا، ولم يرد ذلك رسول الله ولا أبو بكر، وغيره من عليَّة أصحابه(70 )أ0هـ0 والله أعلم0
3- وأما قوله تعالى: عبس وتولى. أن جاءه الأعمى0 وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى0 فأنت له تصدى0 وما عليك ألا يزكى0 وأما من جاءك يسعى0 وهو يخشى0 فأنت عنه تلهى( 71)0
أولاً: هذه الآيات نزلت فى ابن أم مكتوم الأعمى( 72) أتى رسول الله ، فجعل يقول: يا رسول الله أرشدنى، وعند رسول الله رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله يعرض عنه، ويقبل على الآخر، ويقول: أترى بما أقول: بأساً؟ فيقول: لا، ففى هذا أنزلت "عبس وتولى"(73 )0

فهذا أصح ما روى فى سبب نزول الآيات، والزعم بأن هذا السبب لا يصح، والقصة مفتعلة، لأن عائشة الراوية لها لم تدركها( 74)، قول مردود بما يلى :
أ-أن مرسل الصحابى مما يعلم أنه لم يحضره لصغر سنه أو تأخر إسلامه، حكمه على المذهب الصحيح، الوصل المقتضى للاحتجاج به، لأن غالب رواية الصغار من الصحابة عن صحابة مثلهم، وكلهم عدول، ورواية صغار الصحابة عن غيرهم نادرة، فإذا رووها بينوها، وحيث أطلقوا فالظاهر أنها عن الصحابة وأكثر ما رواه الصحابة عن التابعين ليس أحاديث مرفوعة بل إسرائيليات أو حكايات أو موقوفات، والقول بأنه لا يحتج بمرسل الصحابى قول ضعيف0
ب-اتفاق أهل الحديث على أن الصحابى الذى شاهد الوحى والتنزيل إذا فسر شيئاً من آى القرآن، أو أخبر عن آية نزلت فى كذا، كان له حكم المرفوع المسند، وقيده بعضهم بما إذا كان التفسير مما لا مجال فيه للاجتهاد، ولا يقال من قبل الرأى(75 )0
جـ- اتفاق السلف، وجمهور المفسرين على أن فاعل "عبس وتولى" هو رسول الله ( 76) كما أجمعوا على أن هذه الآيات نزلت فى ابن أم مكتوم(77 )0

ثانياً : مع صحة سبب نزول الآيات، فليس فيها إثبات ذنب لرسول الله ، بل الآيات إعلام من الله تعالى لرسوله ، بأن ذلك المتصدى له ممن لا يتزكى، وأن الصواب والأولى، كان لو كشف له حال الرجلين، لاختار الإقبال على الأعمى لأنه جاءك يسعى. وهو يخشى والإعراض عن الكافر، وتوهين أمره لأنه استغنى عن الإسلام بكفره، وما عليك ألا يزكى أى ليس عليك بأس فى أن لا يتزكى بالإسلام، والمراد : لا يبلغن بك الحرص على إسلامهم أن تعرض عمن أسلم، بالاشتغال بدعوتهم، إن عليك إلا البلاغ0

وفعل النبى لما فعل من العبوس والإعراض، وتصديه لذلك الكافر، كان طاعة لله عزوجل، وتبليغاً عنه، واستمالة للكافر، رجاء إسلامه، كما شرعه الله له بالتبليغ، ومن لين الجانب لمن يدعوه، وبالتالى لا معصية ولا مخالفة لله عز وجل( 78)0

وقد كان ابن أم مكتوم يستحق التأديب والزجر، لأنه وإن فقد بصره، كان يسمع مخاطبة رسول الله لأولئك الكفار، وكان يعرف بواسطة استماع تلك الكلمات شدة اهتمامه بشأنهم، فكان إقدامه على قطع كلامه بعد سماعه، إيذاء له وذلك معصية عظيمة0

فثبت أن فعل ابن أم مكتوم كان ذنباً ومعصية، وأن الذى فعله رسول الله كان هو الواجب المتعين، سواء كان ابن أم مكتوم مسلماً فى ذلك الوقت، كما هو رأى الجمهور، أو لم يكن أسلم بعد، على ما ذهب إليه السهيلى( 79) فى الروض الأنف ورجحه قائلاً : "مع أنه – أى الأعمى – لم يكن آمن بعد، ألا تراه يقول : وما يدريك لعله يزكى (80) ولو كان قد صح إيمانه وعلم ذلك منه لم يعرض عنه رسول الله ، وكذلك لم يكن ليخبر عنه ويسميه بالاسم المشتق من العمى، دون الاسم المشتق من الإيمان والإسلام، ولو كان دخل فى الإيمان من قبل – والله أعلم – وإنما دخل فى الإسلام بعد نزول الآية ويدل على ذلك قوله للنبى : "يا محمد استدننى"(81 )، ولم يقل "يا رسول الله استدننى" مع أن ظاهر الكلام يدل على أن الهاء فى لعله يزكى، عائدة على الأعمى لا على الكافر، لأنه لم يتقدم له ذكر بعد، و(لعل) تعطى الترجى والانتظار، ولو كان إيمانه قد تقدم قبل هذا لخرج عن حد الترجى والانتظار للتزكى والله أعلم"(82 )0
أما قوله تعالى : أو يذكر فتنفعه الذكرى (83 ) فهو معطوف على قوله "يزكى" الواقع خبراً لحرف الرجاء "لعل" فهو من مدخول الرجاء معه على معنى : أن قوله : "لعله يزكى" يدل على أنه يراد منه التطهر بالإيمان( 84) ولعل هذا القول هو مستقى كلام السهيلى فى اختياره عدم إيمانه حين مجيئه إلى رسول الله 0
قلت : فى كلا الحالتين إسلامه وعدمه وقتئذ، فليس فى الآيات إثبات ذنب له ، وإنما الذنب والمعصية ما فعله ابن أم مكتوم على ما سبق شرحه. وإن كان ثمَّ عتاب موجه إلى رسول الله ، فهو بسبب عمى ابن أم مكتوم حيث استحق مزيداً من الرفق به، ولذا ذكره الله فى كتابه بوصفه المشتق من العمى، بيان لعذره فيما واجه به رسول الله من تكرير القول عليه، وسبب فى أحقية التلطف به والعطف عليه، وأنه جاءه يسعى، أى يمشى مع عجزه، إشارة لذلك، وللصفح عنه(85) وبيان أن عجزه هذا مما له مدخل فى العتاب، الذى جاء بأحسن ما يكون بعدم التصريح بذكر الفاعل للفعلين الماضيين (عبس وتولى) تلطفاً برسول الله عن المفاجأة بهذا الخطاب المشعر بالشدة0
وذهب البعض إلى أن المقصود بالآيات شخص آخر غير النبى ، وهذا يرده ما فى الآيات من قوله تعالى : فأنت له تصدى (86 ) وقوله : فأنت عنه تلهى (87 ) فإن ظاهره أن هذا التصدى والتلهى من قبل من يهمه هذا الدين، فيتصدى لهذا، ويتلهى عن ذلك!

والقول بأن التصدى كان لأهداف أخرى دنيوية، أو أن التصدى للدعوة كان من غيره ( 88) قول ضعيف يرده ما فى الآيات من كاف الخطاب التى للتعظيم فى قوله تعالى : وما يدريك لعله يزكى (89 ) وقوله سبحانه : وما عليك ألا يزكى (90 ) وقوله عز وجل : وأما من جاءك يسعى (91 ) فهل جاء مثل هذا الخطاب لغير رسول الله ؟!0
وهل فيمن يتصدى للدعوة أو غيرها أيام النبوة من يسعى إليه غير رسول الله ؟!0
وقالا شارحا الشفا، الشهاب الخفاجى، وعلى القارى فى شرحيهما رداً على من قال، إن فاعل "عبس" هو الكافر. قال الخفاجى : "وهو قول فى غاية الضعف، بعيد عن السياق الذى عليه المفسرون أنه النبى "( 92) وقال على القارى : "وهذا التأويل مخالف لظاهر التنزيل، بل كاد فى مقام النزاع أن يكون مخالفاً للإجماع"( 93)0
وبالجملة : ففى هذه القصة ما يشعر بأن اجتهاد رسول الله فى حديثه مع الكافر ليستميله إلى الإيمان، رجاء أن يؤمن بإيمانه عدد ممن يتبعه، كان غير متمش مع طبيعة. الهداية الإلهية، التى عليه أن يعرضها على الناس دون أن يبخع نفسه حرصاً على إيمانهم فجاءت الآية الكريمة تصحح هذا الاجتهاد، وتبين الطريق للدعاة إلى الله تعالى الذن يرثون دعوة رسول الله ، وتبليغ رسالته ونهجه فى إيصالها إلى جميع الناس، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وبتصحيح هذا الاجتهاد، يعود حكم اجتهاده إلى وحى الله تعالى، وإن كان ثمَّ عتاب فهو على أمر اجتهادى وقع على خلاف الأولى، لا على ذنب، كما أن المعاتب محبور كما سبق( 94) أهـ. والله أعلم0
4- وأما قوله تعالى فى قصة زيد عن حارثة رضى الله عنه : وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر الله مفعولاً (95 )0
إن هذه الآية الكريمة ذكر فيها كلاماً من بعض الذين تصدوا لتفسير القرآن الكريم، وتحملوا أمانة تجلية معانيه، وهو كلام لا يليق بمنصب النبوة، ولا بالعصمة، اتخذ فيما بعد منطلقاً لضجيج أهوج، وصيحات هستيرية تطعن فى السنة النبوية وأهلها من أعدائها(96 ) وترمى بالنقيصة، وعدم العصمة أكمل الناس خلقاً، وأحمدهم سيرة0
من ذلك أقوال وآراء تضمنتها تفاسير الطبرى، والزمخشرى، والنسفى، ومن نحا نحوهم حول الآية الكريمة0

فقد ذكرت هذه التفاسير : أن نبينا رأى زينب بنت جحش رضى الله عنها( 97) وهى تحت زيد بن حارثه، على حالة جعلت قلبه يتعلق بها، ويود لو فارقها زيد فيتزوجها، وخشى أن يقول الناس، أمر ابنه بطلاق امرأته، ونكحها حين طلقها، والله أحق أن يخشاه من الناس(98 ) وفى هذا طعن على نبينا ، فتح الباب لأعداء الإسلام قديماً وحديثاً من المبشرين والمستشرقين الذين أطلقوا العنان لخيالهم، وهم يتحدثون عن تاريخ رسول الله فى هذا الموضوع، والذى اتخذوا منه دعامة للطعن فى نبوته، وعصمته ( 99)0
والجواب :
لا حجة لهم فى التعلق بظاهر الآية، ولا بالآراء التى قيلت فى تأويلها ولا سند لها بل هى باطلة لوجوه :
الوجه الأول : أنه ليس فى الآية ما يدل على أن رسول الله صدر منه فى هذه الواقعة مذمة، ولا عاتبه الله على شئ منه، ولا ذكر أنه عصى أو أخطأ، ولا ذكر استغفار النبى منه، ولا أنه اعترف على نفسه مخطئاً، وأنه لو صدر عنه زلة لوجد من ذلك شئ، كما فى سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام متى صدرت عنهم زلة – إن صح التعبير – أو ترك مندوب0
الوجه الثانى : أنه ذكر فى القصة بصريح القرآن الكريم : ما كان على النبى من حرج فيما فرض الله له (100 ) ونفى الحرج عن النبى تصريح بأنه لم يصدر منه ذنب البتة، كما أن نفى الحرج رد على من توهم من المنافقين نقصاً فى تزويجه إمرأة زيد مولاه، ودعيه الذى كان قد تبناه( 101)0
الوجه الثالث : أنه تعالى ذكر الحكمة والعلة من زواجه من زينب رضى الله عنها بقوله : فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها كيلا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهم وطراً (102 ) ولم يقل : إنى فعلت ذلك لأجل عشقك! أو نحو ذلك0
الوجه الرابع : قوله تعالى : زوجناكها ولو حصل فى ذلك سوء لكان قدحاً فى الله تعالى، وهو ما يؤكد أنه لم يصدر منه ذنب البتة فى هذه القصة0
الوجه الخامس : أنه لو كان ما زعموه صحيحاً، لكان قوله لزيد كما حكى القرآن الكريم أمسك عليك زوجك نفاقاً، لأنه أظهر بلسانه خلاف ما يضمره فى نفسه! لكن الله عز وجل عصم نبيه من ذلك0
الوجه السادس : أن رسول الله لم يكن يرى زينب للمرة الأولى، فهى بنت عمته، ولقد شاهدها منذ ولدت، وحتى أصبحت شابة، أى شاهدها مرات عديدة، فلم تكن رؤيته لها مفاجأة، كما تصور القصة الكاذبة! ولو كان رسول الله يحمل أى ميل نحو زينب رضى الله عنها لتقدم بزواجها، وقد كان هذا أملها، وأمل أخيها حين جاء يخطبها منه، فلما صرح لهما بزيد، أبيا، فأنزل الله تعالى : وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم (103 ) فقالا : رضينا بأمر الله ورسوله(104 ) وكانت هذه الآية توطئة وتمهيداً لما ستقرره الآيات التالية لها من حكم شرعى يجب على المؤمنين الانصياع له، وامتثاله والعمل به، وتقبله بنفس راضية، وقلب مطمئن، وتسليم كامل0
الوجه السابع : أن ما أخفاه النبى ، وأبداه الله تعالى هو : أمره بزواج زينب ليبطل حكم التبنى، هذا ما صرحت به الآية، لا شئ آخر غيره، قال تعالى : فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً (105 )0

فكيف يعدلون عن صريح القرآن الكريم إلى روايات لا زمام لها ولا خطام؟!( 106) وليس فى هذا الإخفاء ما يعاب عليه أصلاً، وإلا لكان ذنباً تجب منه التوبة، وليس فى الآية الكريمة ما يشعر بشئ من ذلك0

وعليه فالإخفاء هو غاية العقل، وعين الكمال، لأن ذلك إنما كان سراً بينه وبين خالقه عزوجل، لم يأمره بإذاعته قبل أوانه، فكتمانه فى الحقيقة، قبل مجئ وقته هو الكمال الذى لا ينبغى غيره0
ويوضح هذا ويبينه ما وقع منه فى قصة عائشة رضى الله عنها، حين أتاه جبريل عليه السلام، قبل أن يتزوجها بأمد بعيد، بصورتها على ثوب من حرير، وقال له : "هذه امرأتك"، وقد عرفها رسول يقيناً، ولم يشك فى أنها ستكون من أزواجه الطاهرات، ومع ذلك فقد ترك هذا الأمر سراً مكتوماً بينه وبين ربه، وقال : "إن يك هذا من عند الله يمضه"( 107) أى أنه من الله ولابد، فلأتركه إلى أن يجئ وقته الموعود، فلما جاء هذا الوقت أظهره الله تعالى، وتم ما أراد عزوجل0
إذن ليس فى الإخفاء المذكور منقصة، ولا خيانة للوحى، كلا، بل لو أنه كان قد أذاع هذا السر المكنون، والأمر المصون، لكان ذلك هو الخروج عن دائرة الحزم والكمال0

وهنا نصل إلى أصح المحامل فى قصة زينب رضى الله عنها، وهو : أن الله تعالى قد أعلم نبيه أنها ستكون من أزواجه، فلما شكاها له زيد، وشاوره فى طلاقها، ومفارقتها، قال له على سبيل النصيحة والموعظة الخالصة "أمسك عليك زوجك واتق الله" أى واتق الله فى شكواك منها(108 ) واتهامك لها بسوء الخلق، والترفع عليك، لأنه شكا منها ذلك، وأخفى رسول الله فى نفسه ما كان أعلمه الله به من أنه سيتزوجها، مما الله مبديه، ومظهره بتمام التزويج، وطلاق زيد لها(109 )0
ويصحح هذا قول المفسرين فى قوله تعالى بعد هذا وكان أمر الله مفعولاً (110 ) أى لابد لك أن تتزوجها، ويوضح هذا أيضاً أن الله عز وجل لم يبد من أمره معها غير زواجه لها، فدل أنه الذى أخفاه مما كان أعلمه به ربه عز وجل0

وبهذا القول : الذى تعطيه التلاوة من أن الذى أخفاه النبى هو إعلام الله له أنها ستكون زوجة له بعد طلاقها من زيد، قال به جمهور السلف، والمحققون من أهل التفسير، والعلماء الراسخون كابن العربى والقرطبى(111 ) والقاضى عياض( 112) والقسطلانى فى المواهب والزرقانى فى شرحها( 113) وغيرهم( 114) ممن يعنون بفهم الآيات القرآنية وفقهها، وتنزيه الرسل عما لا يليق بهم من الروايات البعيدة عن منطق الحق والواقع0

بقى فى القصة : قوله تعالى : وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ( 115) فليس مرد هذه الخشية عند رسول الله رهبة شئ يحول بينه وبين تبليغ رسالته من قريب أو بعيد، ولا يصح أن يفهم منها أنه لم يكن يخشى الله تعالى، بدليل ما ورد فى القرآن الكريم فى أكثر من آية الشهادة له بالخشية والخوف قال تعالى : قل إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم (116 ) وقوله عز وجل : الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيبا ( 117) وهذه الآية الكريمة تشمله شمولاً أولياً لأنها فى صدر الحديث عنه(118 ) ومن هنا فالخشية فى آية بحثنا وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه مردها إلى شدة حياءه ، فقد كان يتحرج حياء من بيان ما قد اطلعه الله عليه، مما سيؤول إليه أمر زينب رضى الله عنها، لأن الناس كانوا يعدون ذلك أمراً كبيراً، ولكن لما كان شرعاً محكماً، كان لابد من بيانه0
أما ما ارتضاه كثير من المفسرين فى معنى الخشية بأنها : مجرد خوفه من قالة المنافقين، وطعنهم فى ذاته الكريمة بقولهم: تزوج زوجة ابنه، أى من تبناه( 119). فهذا التأويل ترده سيرته العطرة مما تعالم وعرف فى تاريخ تبليغه الرسالة على مدى مدة الإقامة فى مكة – ثلاثة عشر عاماً – وما مضى من مدة قدومه المدينة إلى حين وقوع قصة زيد وزينب، وهى قد وقعت فى السنة الثالثة أو الرابعة من الهجرة، من مناهضة الكفر والشرك والوثنية، وطغيان ملأ قريش وعتوهم وفجور سفهائهم من مواقف حفظها تاريخ السيرة النبوية العطرة من صبر على البلاء، ومجابهة الأعداء فى وقائع وأحداث كثيرة تدل قطعاً على أن النبى ما كان فى حياته المباركة يخشى أحداً غير الله تعالى، ولا يقيم وزناً لأقوال الناس فيه، وأفعالهم معه، وفى مهاجره لقى من أعداء الإسلام اليهود والمنافقين وبقايا المشركين مالا يقل فى عنفونه وعتوه، عن فجور مشركى مكة، فلم يحفل به، ولا خشى أحداً من الناس، ولو لم يكن من صور صبره على سفاهة السفهاء، وقالة السوء من أعدى أعداء الإسلام المنافقين واليهود إلا صبره فى قصة الإفك(120 ) وعدم المبالاة بتقول المتقولين، وافتراء المفترين، لكفاه ذلك فى مواقف الفخر بالاعتصام بالله، وأفراده وحده بالخشية منه دون خشية أحد من خلقه0
والذى أرتضيه فى المراد بالخشية فى قوله تعالى: وتخشى الناس هو ما أشار إليه ابن حزم(121 )فى كتابه الفصل فى الملل والنحل:"أنه خشى ضرر الناس،ووقوعهم فى الهلاك
بسبب إساءة ظنهم به، وبسط ألسنتهم فيه بالسوء"(122 ) كما وقع له ، أنه كان واقفاً مرة مع زوجته صفية بنت حى بن أخطب رضى الله عنها، ليلاً، فمر عليه رجلان من أصحابه، فلما أبصراه واقفاً معها أسرعا فى المشى، فقال لهما رسول الله ، "على رسلكما، إنها صفية بنت حى" فقالا : سبحان الله يا رسول الله، وكبر عليهما ذلك(123 ) فقال النبى : "إن الشيطان يبلغ من ابن آدم مبلغ الدم، وقد خشيت(124 ) أن يقذف فى قلوبكما شيئاً"( 125) فالخشية كانت من سوء الظن، والإشاعات الكاذبة التى قد تؤثر على بعض ضعفاء الإيمان، أو تقف عقبة فى سبيل تبليغ الرسالة، فيستغلها الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم،وهذا هو المعقول اللائق بعظيم منزلته ، وإلا فمجرد الخوف من قالة الناس، وخشية الطعن منهم، مما يجب أن ينزه عنه مقام النبوة الأسمى، فإنه أى خوف الناس، لا ينشأ إلا من حب المحمدة والثناء، والحرص على الجاه عند الناس، وحسن الأحدوثة بينهم، وهذا مما يترفع عنه آحاد الأتقياء، فضلاً عن سيد الأنبياء، وعلى ذلك فليست قصة زينب المذكورة، مسوقة مساق العتاب له ، كما توهمه المفسرون، وإنما سيقت فى الحقيقة لبيان كماله وحزمه ، وشدة شفقته على الناس، وحرصه على سلامتهم من الأذى، كما يومئ إليه قوله تعالى قبل هذه القصة وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ( 126) فإن إعطاء النبى هذا المنصب العظيم، وإحلاله هذه المنزلة الرفيعة، التى جعلت رأيه فوق رأى الجميع، بحيث لا يكون لمؤمن ولا مؤمنة الخيرة فى شئ ما، بعد قضائه ورأيه ، يدل على دلالة ظاهرة على أن هذه القصة، وهى قصة زينب المذكورة، إنما ذكرت هنا كالتعليل لاستحقاقه ما ذكر، فلابد حينئذ أن يكون
مضمونها مدحاً له ، وتنزيهاً له عن جميع الأغراض والحظوظ النفسية، فما قيل من أنه أبصرها فتعلق قلبه بها وأخفاه، فهو قول باطل كما قال بعض العلماء، لا يلتفت إليه، وإن جل ناقلوه، فإن أدنى الأولياء لا يصدر عنه مثل هذا، وكذلك لا يجدى فيه الاعتذار، بأن ميل القلب غير مقدور، فإنه هنا أيضاً مما يجب صيانة النبى وعصمته عنه، ويرد هذا القيل : أن الله سبحانه وتعالى لم يبده، أى لم يبد الميل القلبى كما زعمتم، وإنما أبدى نكاحه إياها نسخاً لما كان عليه الجاهلية من تحريم أزواج الأدعياء( 127)0
فإن قيل : فما تصنع بقوله تعالى : والله أحق أن تخشاه فإنه يدل على معاتبة النبى ، بأنه خشى الناس، ولم يخش الله الأحق بالخشية؟0
فالجواب : بأن ظاهر الآية غير مراد، وإنما المعنى : والله أحق أن تخشاه، أى : جدير بأن تخشاه كما فعلت يا رسول الله، وذلك لأن خشية ضرر الناس، وتوقى هلاكهم على ما وقع منه فى قصة صفية بنت حى السابقة، إنما نشأت من مراقبته لله تعالى، وقيامه بحق الرعاية التى جعلها الله تعالى له عليهم، فهو فى الواقع إنما خشى الله فى الناس، فجاء قوله عز وجل: والله أحق أن تخشاه تعزيزاً له على ما فعل، وإخباراً بأن الله تعالى جدير بأن يخشاه مثلك يا رسول الله فى عباده، بأن يقيهم أسباب الضرر والهلاك، ويحرص على هدايتهم وسعادتهم فى الدارين0
قلت : وهذا الوجه الأخير من أحسن ما تنزل عليه الآية الكريمة، لأنه اللائق بما جبل عليه رسول الله من الرأفة والرحمة، وبما كان فى المسلمين من حدثاء الإسلام، الذين لم تتعمق جذور الإيمان فى قلوبهم بعد، فخشى رسول الله عليهم ذلك(128 )0 أهـ
5- أما قوله تعالى : يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضات أزواجك والله غفور رحيم (129 ) ففهم البعض من هذه الآية، أن تحريمه على نفسه ما أحله الله له ابتغاء مرضاة أزواجه، أنه ارتكب ذنباً، وبالتالى فهو غير معصوم! 0
قال أحمد صبحى منصور(130 ) : "إن تحريم الحلال، اعتداء على حق الله تعالى فى التشريع، والله تعالى يقول فى ذلك : يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين (131 )0
وأحمد صبحى منصور فيما أطلقه فى حق رسول الله تقول وافتراء، والنبى منه براء، وتعليله بما علل به، تصيد لزلة من زلات أحد المفسرين الأعلام هو الزمخشرى؛ إذ قال فى تفسيره : "كان هذا ما حرمه الرسول على نفسه من ملك اليمين أو العسل زلة منه، لأنه ليس لأحد أن يحرم ما أحل الله، لأن الله عز وجل، إنما أحل ما أحل لحكمة ومصلحة عرفها فى إحلاله، فإذا حرم كان ذلك قلب المصلحة مفسدة"( 132)0
قلت : وعد الزمخشرى رحمه الله، ظاهر التحريم فى الآية زلة لرسول الله ، وتعليله بما علل به، زلة من الزمخشرى نفسه0
وإليك تفصيل ذلك فى الجواب :
أولاً : قبل دفع هذه الشبهة، وما قاله الزمخشرى، وتبعه فيه خصوم السنة المطهرة، والسيرة العطرة، أذكر سبب نزول هذه الآية، حيث يوضح سبب النزول حقيقة ما حرمه رسول الله على نفسه مما كان حلاله0
فأقول : وردت روايات فى صحيحى البخارى ومسلم، وتفيد أن ما حرمه على نفسه هو العسل، كذلك وردت روايات أخرى تفيد أن ما حرمه على نفسه هو وطء جاريته مارية رضى الله عنها(133 ). فلنذكر كلا منهما، لنعرف من الموازنة بينهما أيهما أصح، ولنعرف أيضاً أيهما أكثر توافقاً وانسجاماً مع ألفاظ هذه الآية، والآيات بعدها0
أ- حديث العسل :
روى مسلم فى صحيحه بسنده عن عائشة رضى الله عنها قالت : إن النبى كان يمكث عند زينب بنت جحش فيشرب عندها عسلاً. قالت : فتواطئت أنا وحفصة(134 ) أن أيتنا ما دخل عليها النبى ، فلتقل : إنى أجد منك ريح مغافير(435 ) أكلت مغافير؟ فدخل على إحداهما، فقالت ذلك له. فقال : "بل شربت عسلاً عند زينب بنت جحش، ولن أعود له" فنزل : يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك … إلى قوله : "إن تتوبا (لعائشة وحفصة) وإذ أسر النبى إلى بعض أزواجه حديثاً، لقوله : بل شربت عسلاً"(136 )0

وفى رواية للبخارى : "فلن أعود له، وقد حلفت، لا تخبرى بذلك أحداً"(137 ) وقد روى مسلم فى صحيحه روايتين، أحدهما السابقة، والتى تفيد أن التى سقت الرسول العسل، زينب بنت جحش، وأن المتظاهرتين عليه هما عائشة وحفصة رضى الله عنهما0
والرواية الثانية تفيد أن التى سقته العسل هى حفصة، وأن المتظاهرات عليه من نسائه، سودة وعائشة وصفية رضى الله عنهن(138 ) والحديث الأول الذى فيه أن المتظاهرتين عائشة وحفصة رضى الله عنهما أرجح(139 ) لما يلى :
1- لأنه يتوافق مع لفظ الآية : وإن تظاهرا عليه (140) فإنه بالتثنية0
2- ولأنه يتفق مع الحديث الذى رواه البخارى ومسلم فى صحيحهما بسندهما عن ابن عباس رضى الله عنهما، أنه سأل عمر رضى الله عنه عن المرأتين اللتين نزلت فيهما الآية : وإن تظاهرا عليه فما أتم سؤاله حتى قال عمر : هما عائشة وحفصة رضى الله عنهما(141 )0

ب- حديث مارية رضى الله عنهما :
عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : "إن رسول الله كانت له أمة يطؤها فلم تزل به عائشة، وحفصة حتى حرمها فأنزل الله عز وجل : يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك والله غفور رحيم (142 )0

وعن عمر رضى الله عنه قال : دخل رسول الله بأم ولده مارية فى بيت حفصة، فوجدته حفصة معها، فقالت له : تدخلها بيتى، ما صنعت بى هذا من بين نسائك إلا من هوانى عليك، فقال : لا تذكرى هذا لعائشة، فهى علىَّ حرام إن قربتها"، قالت حفصة : وكيف تحرم عليك وهى جاريتك، فحلف لها لا يقربها، فقال النبى ، لا تذكريه لأحد، فذكرته لعائشة، فآلى لا يدخل على نسائه شهراً، فاعتزلهن تسعاً وعشرين ليلة : فأنزل الله تعالى : لم تحرم ما أحل الله لك (143 )0
وللحديث شواهد أخرى(144 ) بمجموعها يتبين أن للقصة أصلاً، كما قال الحافظ ابن حجر، وزاد أحسب لا كما زعم القاضى عياض أن هذه القصة لم تأت من طريق صحيح(145 ) وغفل – رحمه الله – عن طريق النسائى التى سلفت، فكفى بها صحة(146 )0

وهناك أقوال أخرى غير ما سبق فى أسباب نزول آية التحريم، ولكن ضعفها العلماء لإرسالها وشذوذها( 147) ولهذا استبعدت ذكرها0

ويبقى معنا قولان : الأول : وهو تحريم العسل، والثانى : وهو تحريم مارية أما القول الأول : فهو إن كان أقوى من جهة رواية الشيخين له، ورجحه بعض الأئمة على ما سبق قريباً، إلا أن القول الثانى : أكثر موافقة لألفاظ الآيات، ومال إلى ترجيحه ابن الجوزى( 148) فى تفسيره، وأسنده إلى بعض أئمة السلف والأكثرين من المفسرين، وإلى هذا الترجيح مال جمال الدين القاسمى فى تفسيره حيث قال : "والذى يظهر لى هو ترجيح روايات تحريم الجارية فى سبب نزولها وذلك لوجوه : منها : أن مثله يبتغى به مرضاة الضرات(149 ) ويهتم به لهن. ومنها : أن روايات شرب العسل لا تدل على أنه حرمه ابتغاء مرضاتهن بل فيه أنه حلف لا يشربه أنفة من ريحه(150 )0
ولا مانع من القول بعد كل هذا بأن الآية نزلت بعد القصتين، فاقتصر بعض الرواة على إحداهما، والبعض الأخرى على نقل الأخرى. قال الحافظ فى فتح البارى : "وطريقة الجمع بين هذا الاختلاف، الحمل على التعدد، فلا يمتنع أن تكون الآية نزلت فى السببين معاً"( 151)0

قلت : وأياً كان السبب، فإن ما أطلقه الزمخشرى، وتابعه فيه خصوم السنة النبوية، والسيرة العطرة، فى حق النبى تقول وافتراء، والنبى مما أطلقوه براء، وذلك أن تحريم ما أحله الله على وجهين :
الوجه الأول : اعتقاد ثبوت حكم التحريم فيه، فهذا بمثابة اعتقاد حكم التحليل فيما حرمه الله عز وجل، وكلاهما محظور لا يصدر من المتسمين بسمة الإيمان، وإن صدر! سلب المؤمن حكم الإيمان0
والزمخشرى كلامه محمول على هذا المحمل، ومعاذ أن يعتقد رسول الله تحريم ما أحله الله له… وما هذه من الزمخشرى إلا جراءة على الله ورسوله؛ تابعه فيها بعض أدعياء العلم على ما سبق0
الوجه الثانى : الامتناع عما أحله الله عز وجل، وهو المعنى الأصلى لمادة "حرم" فى اللغة( 152) وقد ورد التحريم بهذا المعنى فى القرآن الكريم فى آيات منها :
1- قوله تعالى : وحرمنا عليه المراضع من قبل ( 153) أى منعنا موسى المراضع، أن يرتضع منهن إلا من قِبَلِ أمه(154 )0
2- وقوله عز وجل : إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ( 155) أى منعه من دخولها0
3- وقوله سبحانه : كل الطعام كان حلاً لبنى إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه (156 ) أى إلا ما امتنع عنه سيدنا يعقوب عليه السلام عنه من قبل نفسه0

والامتناع عما أحله الله قد يكون مؤكداً باليمين مع اعتقاد حله، وهذا مباح صرف، وحلال محض0
وعلى هذا الوجه الثانى تحمل آية التحريم، والتفسير الصحيح، والحديث الصحيح يعضده
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل


avatar


نقــاط : 99315
شبهة حول : "آيات ورد فيها معاتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم " Oooo14
شبهة حول : "آيات ورد فيها معاتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم " User_o10

شبهة حول : "آيات ورد فيها معاتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم " Empty
مُساهمةموضوع: رد: شبهة حول : "آيات ورد فيها معاتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم "   شبهة حول : "آيات ورد فيها معاتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم " Emptyالسبت 10 نوفمبر 2012 - 7:37


(1 ) الآيات 1 – 10 عبس0
(2 ) الآيتان 67، 68 الأنفال0
(3 ) الآيات 37 – 39 الأحزاب0
(4 ) الآية الأولى التحريم0
(5 ) الآية 43 التوبة، وممن قال بهذه الشبهة، در منغم فى حياة محمد ص299، 305، 328، ومونتجمرى وات فى محمد فى المدينة ص434، 502، وغوستاف لوبون فى حضارة العرب ص112، وكارل بروكلمان فى كتابيه تاريخ الشعوب الإسلامية ص67، وتاريخ العرب ص166، وجولد تسيهر فى العقيدة والشريعة فى الإسلام ص143، ومجهول صاحب كتاب اٍلإسلام بدون حجاب مستل من شبكة الإنترنت ص27، ونيازى عز الدين فى إنذار من السماء ص179 – 182، وجمال البنا فى الأصلان العظيمان ص232، وأحمد صبحى منصور فى كتابيه لماذا القرآن ص40، والأنبياء فى القرآن دراسة تحليلية ص53، وغيرهم ممن سيأتى ذكرهم ص171 0
(6 ) الشفا 2/171 بتصرف0
(7 ) يراجع : ص132 – 137 0
(8 ) يراجع : ص127 0
(9 ) أى مظنة للحبور، وهو السرور. النهاية فى غريب الحديث 1/316 0
(10 ) البيت للمتنبى فى ديوانه (بشرح العكبرى) 3/86 0
(11 ) البيت فى الأمثال والحكم للرازى ص103 ولم ينسبه، وينظر : تنزيه الأنبياء لعلى السبتى ص118، 119 0
(12 ) الآية 43 التوبة0
(13 ) دلالة القرآن المبين على أن النبى أفضل العالمين ص68 بتقديم وتأخير، وينظر : خواطر دينية ص43، 44 كلاهما لعبد الله الغمارى، وشرح الزرقانى على المواهب 9/40 – 42، والشفا 2/158، 159 0
(14 ) الشفا 1/28، 29، 30 بتصرف، وقارن بشرح الزرقانى على المواهب 9/40 0
(15 ) ينظر : تنزيه الأنبياء لعلى الحسين الموسوى ص114 بتصرف0
(16 ) سيأتى بعد قليل التعرف بهم، ورد الأئمة عليهم0
(17 ) أخرجه ابن ماجة فى سننه كتاب الزكاة، باب زكاة الورق والذهب 1/559 رقم 1790، وأبو داود فى سننه كتاب الزكاة، باب زكاة السائمة 2/101 رقم 1574، والترمذى فى سننه كتاب الزكاة، باب ما جاء فى زكاة الذهب والورق 3/16 رقم 620 وقال : حديث صحيح، والنسائى فى سننه الصغرى كتاب الزكاة، باب زكاة الورق 5/37 رقم 2477 من حديث على بن أبى طالب رضى الله عنه0
(18 ) ينظر : المواهب اللدنية وشرحها للزرقانى 9/41، 42، والشفا 2/158، وشرح السيوطى على النسائى، وحاشية السندى 5/37 رقم 2477 0
(19 ) المواهب اللدنية وشرحها للزرقانى 9/42، 43، وينظر : زاد المسير لابن الجوزى 3/445، ونسيم الرياض 4/178، وتفسير القرطبى 8/154 0
(20 ) هو : أبو القاسم، محمود بن عمر بن محمد الزمخشرى، معتزلى، نحوى، مفسر، يلقب بجار الله، لمجاورته بمكة زماناً، من مصنفاته : الكشاف عن حقائق التنزيل، والفائق فى غريب الحديث. مات سنة 538هـ له ترجمة فى : طبقات المفسرين للداودى 2/314 رقم 625، وطبقات المفسرين للسيوطى ص48 رقم 147، وإشارة التعيين فى تراجم النحاة واللغويين لعبد الباقى اليمانى ص345 رقم 210، ووفيات الأعيان لابن خلكان 5/168 – 174 رقم 711 0
(21 ) الكشاف 2/192 0
(22 ) هو : أبو على، محمد بن عبد الوهاب بن سلام الجبائى، ينسب إلى جبى – من قرى البصرة – كان من أئمة المعتزلة، ورئيس علماء الكلام فى عصره، وإليه تنسب الطائفة الجبائية، من آثاره : التفسير الكبير، والأصول، وغير ذلك مات سنة 303هـ. له ترجمة فى : طبقات المعتزلة لابن المرتضى ص7، 57، 68، ولسان الميزان 6/320 رقم 7783، والبداية والنهاية 11/134، وسير أعلام النبلاء 14/ 183 رقم 102، والأعلام 6/256 0
(23 ) مجمع البيان للطبرسى المجلد الثالث 10/68 0
(24 ) هو : عبد الله بن عمر بن محمد، أبو الخير، ناصر الدين البيضاوى، كان إماماً علامة، عارفاً بالفقه، والتفسير، والأصلين، والعربية، والمنطق، نظاراً صالحاً، متعبداً زاهداً شافعياً، من مصنفاته : أنوار التنزيل وأسرار التأويل، وشرح الكافية لابن الحاجب وغير ذلك مات سنة 685هـ له ترجمة فى : طبقات المفسرين للداودى 1/248 رقم 230، وطبقات الشافعية للسبكى 8/158، والبداية والنهاية لابن كثير 13/327 0
(25 ) أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوى 3/69 0
(26 )هو : محمد بن يوسف بن على، أثير الدين، أبو حيان، الغرناطى، من كبار العلماء بالعربية والتفسير، والحديث، من مؤلفاته : البحر المحيط فى التفسير، والتذكرة فى العربية، وغير ذلك مات سنة 745هـ. له ترجمة فى : ذيل تذكرة الحفاظ للحسينى الدمشقى ص23، وطبقات الشافعية لابن السبكى 6/31، وشذرات الذهب 6/145، والرسالة المستطرفة للكتانى ص101، وطبقات المفسرين للداودى 2/287 رقم 608 0
(27 ) البحر المحيط 5/47 0
(28 ) هو : محمود شكرى بن عبد الله بن شهاب الدين، محمود الألوسى، الحسينى، أبو المعالى، عالم بالأدب والدين، والتاريخ، ومن الدعاة إلى الإصلاح، من مصنفاته : روح المعانى، ومختصر التحفة الإثنى عشرية، مات بغداد سنة 1342هـ، له ترجمة فى الأعلام للزركلى 7/172، 173 0
(29 ) روح المعانى 10/109 0
(30 ) الآية 67 الأنفال0
(31 ) تفسير القرطبى 8/274، وفتح القدير للشوكانى 2/410 0
(32 ) جزء من الآية 60 النمل0
(33 ) جزء من الآية 143 البقرة0
(34 ) أسرار التكرار فى القرآن لمحمود بن حمزة الكرمانى ص99 0
(35 ) النحو الوافى لعباس حسن 4/299 0
(36 ) البحر المحيط 1/426، وينظر : مغنى اللبيب لابن هشام 1/211 0
(37 ) البحر المحيط 1/426 0
(38 ) جزء من الآية 53 الأحزاب0
(39 ) الآية 67 الأنفال. وينظر : البحر المحيط 4/518، وروح المعانى للألوسى 4/109، والأنصاف لابن المنير بهامش الكشاف 1/476 0
(40 ) البحر المحيط 4/518 0
(41 ) الشفا 2/159، والمواهب اللدنية وشرحها 9/46، 47 0
(42 ) هو : كل ما يستظل به. النهاية فى غريب الحديث 3/187 0
(43 ) أخرجه ابن إسحاق فى السيرة النبوية لابن هشام، 2/290 نص رقم 753، وذكره ابن كثير فى البداية والنهاية 3/284 نقلاً عن ابن إسحاق0
(44 ) الآية 68 الأنفال0
(45 ) الآية 67 الأنفال0
(46 ) الآية 4 محمد0
(47 ) التفسير الكبير للرازى 15/202 0
(48 ) هو : محمد بن على بن محمد الشوكانى، فقيه مجتهد، من كبار علماء اليمن، من أهل صنعاء، من مؤلفاته : فتح القدير فى التفسير، وإرشاد الفحول فى أصول الفقه، مات سنة 1250هـ له ترجمة فى : البدر الطالع للشوكانى 2/214 – 225 رقم 482، والفتح المبين لعبد الله المراغى 3/144 – 145، والرسالة المستطرفة للكتانى ص152، ومعجم المؤلفين لكحالة 11/533 0
(49 ) فتح القدير 2/325، 326 0
(50 ) ينظر : تفسير القرآن العظيم لابن كثير 4/34، وروح المعانى للألوسى 10/ 34، والبحر المحيط لأبى حيان 4/519 0
(51 ) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الصلاة، باب قول النبى جعلت لى الأرض مسجد وطهوراً 1/634 رقم 438، ومسلم (بشرح النووى) كتاب المساجد، 3/5 رقم 521 من حديث جابر بن عبد الله رضى الله عنه0
(52 ) الآية 69 الأنفال0
(53 ) الشفا 2/159، 160 0
(54 ) ينظر الحديث فى صحيح مسلم (بشرح النووى) كتاب الجهاد، باب الإمداد بالملائكة 6/327 رقم 1763 من حديث ابن عباس رضى الله عنهما0
(55 ) جزء من الآية 67 الأنفال0
(56 ) أخرجه أحمد فى مسنده 1/383، والحاكم فى المستدرك 3/24 رقم 4304 وقال : صحيح الإسناد ووافقه الذهبى، وعزاه الهيثمى فى مجمع الزوائد 6/87 إلى أحمد وأبى يعلى والطبرانى وقال : وفيه أبو عبيده ولم يسمع من أبيه ولكن رجاله ثقات أهـ، من حديث ابن مسعود رضى الله عنه0
(57 ) أخرجه النسائى فى سننه الكبرى، كتاب السير، باب قتل الأسرى 5/200 رقم 8662، والترمذى فى سننه كتاب السير، باب ما جاء فى قتل الأسارى والفداء 4/114 رقم 1567 وقال : حديث حسن غريب، وعن أبى عبيدة مرسلاً فى الطبقات الكبرى لابن سعد2/14 0
(58 ) هو المطعم بن عدى بن نوفل بن عبد مناف، دخل رسول الله مكة فى جواره مرجعه من الطائف، وبات رسول الله فى بيته ليلة دخوله مكة، وفى الصباح خرج رسول الله ، ومعه المطعم بن عدى، وبنوه السبعة فطاف رسول الله بالبيت، وهم محتبون بحمائل سيوفهم فى المطاف لحمايته، فلما انصرف رسول الله انصرفوا معه وأعلن ذلك فى قريش. وقد توفى المطعم بن عدى بعد هجرة رسول الله بيسير وهو على دين قومه، وخبر ذلك فى البداية والنهاية لابن كثير 3/135، 136 0
(59 ) يعنى أسارى بدر، وأحدهم : نتن كزمن وزمنى، سماهم نتنى لكفرهم كقوله تعالى : إنما المشركون نجس جزء من الآية 28 التوبة، وينظر : النهاية فى غريب الحديث 5/12 0
(60 ) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب فرض الخمس، باب ما من النبى على الأسارى من غير أن يخمس 6/280 رقم 3139، وفى كتاب المغازى 7/375 رقم 4024 من حديث جبير بن مطعم رضى الله عنه0
(61 ) الشفا 2/160، وينظر : جامع البيان عن تأويل آى القرآن لابن جرير 6/289 0
(62 ) قدم به أسيراً على رسول الله ، فأسلم وحسن إسلامه، وأقام عند رسول الله حتى قتل يوم بئر معونة، شهيداً. له ترجمة فى : أسد الغابة 2/54 رقم 1226، والاستيعاب 1/355 رقم 522 0
(63 ) ذهب حين فدى إلى مكة، فمات بها كافراً. السيرة النبوية لابن هشام 2/259 نص رقم 709 والدرر فى اختصار المغازى والسير لابن عبد البر ص101 0
(64 ) صحابى جليل له ترجمة فى : تجريد أسماء الصحابة 1/302، وتاريخ الصحابة ص160 رقم 777، وأسد الغابة 3/194 رقم 2858، والاستيعاب 3/877 رقم 1484 0
(65 ) الآية 217 البقرة0
(66 ) ينظر: السيرة النبوية لابن هشام2/255-259 نص رقم 705-709، ودلائل النبوة للبيهقى3/17-19، والدرر فى اختصار المغازى والسير لابن عبدالبر ص99،100، وتاريخ الطبرى2/410-413 0
(67 ) ينظر: الشفا2/160،161، وشرح الزرقانى على المواهب9/49،50 0
(68 ) يراجع: ص155 0
(69 ) فتح البارى7/377 رقم4022 0
(70 ) ينظر: زاد المعاد لابن قيم الجوزية3/111 0
(71 ) الآيات1-10 عبس0
(72 ) هو: عمرو بن قيس بن زائدة، صحابى جليل له ترجمة فى أسد الغابة4/251 رقم 4011، والاستيعاب3/1198 رقم1946 0
(73 ) أخرجه الحاكم فى المستدرك2/558 رقم3896 وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبى، والترمذى فى سننه كتاب التفسير، باب سورة عبس5/402 رقم3331 وقال: حديث غريب، من حديث عائشة رضى الله عنها0
(74 ) ينظر: الصحيح من سيرة النبى الأعظم لجعفر مرتضى العاملى3/157، والخطوط الطويلة أو الدفاع عن السنة لمحمد بن على الهاشمى ص13 0
(75 )ينظر: فتح المغيث للسخاوى1/170،171، والتبصرة والتذكرة للعراقى1/156، وتدريب الراوى1/207، والأحكام للآمدى2/112-118، وإرشاد الفحول للشوكانى1/258-264 0
(76 ) ينظر : روح المعانى للألوسى 30/ 39، وفتح البارى لابن حجر 8/560 رقم 4937 0
(77 ) ينظر : فتح القدير للشوكانى 5/382، وجامع الأحكام للقرطبى 19/211 0
(78 ) الشفا 2/161 بتصرف0
(79 ) هو : عبد الرحمن بن عبد الله بن أصبغ، أبو القاسم، السهيلى، الأندلسى، المالكى، حافظ، كان عالماً بالعربية، واللغة، والقراءات، بارعاً فى ذلك، جامعاً بين الرواية والدراسة، عالماً بالتفسير، وصناعة الحديث، حافظاً للتاريخ، من مصنفاته : الروض الأنف فى شرح السيرة، ومسألة السرفى عور الدجال، وغير ذلك ما سنة 581هـ له ترجمة فى : طبقات المفسرين للداودى 1/272، رقم 257 وتذكرة الحفاظ للذهبى 4/1348رقم 1099،والديباج المذهب لابن فرحون ص246 رقم 318 0
(80 ) الآية 3 عبس0
(81 ) بياء بين نونين أى : أشر لى إلى موضع قريب منك أجلس فيه. شرح الزرقانى على الموطأ 2/19 رقم 477، والحديث أخرجه مالك عن عروة بن الزبير مرسلاً فى كتاب القرآن، باب ما جاء فى القرآن 1/180 رقم8 0
(82 ) الروض الأنف للسهيلى 2/151، 152 0
(83 ) الآية 4 عبس0
(84 ) ينظر : جامع البيان للطبرى 30/52 0
(85 ) المواهب اللدنية للقسطلانى وشرحها للزرقانى 9/39، 40، وقال بنحو قولهما ذلك من الشيعة الإمامية السيد الأمين فى كتابه الأعيان، وقال بقوله : هاشم معروف الحسينى فى كتابه سيرة المصطفى ص193 قائلاً : "والذى أراه أن ما ذكره السيد الأمين مقبول ومعقول، ولا يتنافى مع مقام النبى ولا مع عصمته كما ذكره السيد رحمه الله" أهـ. قلت : وكفى بهذا رداً على من أنكر سبب نزول هذه الآيات ممن هو على مذهبهم. يراجع ص159 0
(86 ) الآية 6 عبس0
(87 ) الآية 10 عبس0
(88 ) ينظر : الصحيح من سيرة النبى الأعظم لجعفر مرتضى العاملى 3/161، 162 0
(89 ) الآية 3 عبس0
(90 ) الآية 7 عبس0
(91 ) الآية 8 عبس0
(92 ) نسيم الرياض فى شرح شفاء القاضى عياض 4/187 0
(93 ) شرح الشفا لعلى القارى 2/290، ويراجع ما سبق ص179 تأكيداً لذلك0
(94 ) يراجع :ص147، وينظر : آيات عتاب المصطفى فى ضوء العصمة والاجتهاد ص286، 287 0
(95 ) الآية 37 الأحزاب0
(96 ) ينظر : الصحيح من سيرة النبى الأعظم لجعفر مرتضى العاملى 1/19، وسيرة المصطفى لهاشم معروف الحسينى ص453 0
(97 ) هى زوج النبى ، وابنة عمة النبى ، وأول نساء رسول الله لحقوقاً به كما أخبر ، وتوفيت سنة 20هـ لها ترجمة فى : أسد الغابة 7/126 – 128 رقم 6955، والاستيعاب 4/1849 رقم 3355، والرياض المستطابة ص314، 315 0
(98 ) ينظر : جامع البيان للطبرى 22/10، والكشاف للزمخشرى 3/427، 428، والنسفى 3/67، وتفسير الجلالين ص555، ونوادر الأصول للحكيم الترمذى 1/704 – 706 الأصل رقم 147، ومع المفسرين والمستشرقين فى زواج النبى بزينب دراسة تحليلية للدكتور زاهر الألمعى ص9 – 21 0
(99 ) يراجع : مصادرهم السابقة ص146 0
(100 ) الآية 38 الأحزاب0
(101 ) ينظر : تفسير القرآن العظيم لابن كثير 6/ 422 0
(102 ) جزء من الآية 37 الأحزاب0
(103 ) الآية 36 الأحزاب0
(104 ) فعن قتادة رحمه الله قال : خطب النبى زينب بنت عمته، وهو يريدها لزيد، فظنت أنه يريدها لنفسه، فلما علمت أنه يريدها لزيد أبت، فأنزل الله تعالى : وما كان لمؤمن ولا مؤمنة … الآية فرضيت وسلمت. رواه الطبرانى بأسانيد، ورجال بعضها رجال الصحيح كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد 7/91، 92، وهكذا قال مجاهد، ومقاتل بن حيان، وابن عباس : إنها نزلت فى زينب بنت جحش حين خطبها رسول الله لمولاه زيد بن حارثة، فامتنعت ثم أجابت. ينظر : رواية الطبرانى فى مجمع الزوائد 9/246، 247، وجامع البيان للطبررى 22/9 – 12، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير 6/417، وشرح الزرقانى على المواهب 7/167 0
(105 ) جزء من الآية 37 الأحزاب0
(106 ) قال الحافظ ابن كثير فى تفسيره 6/420 "ذكر ابن جرير، وابن أبى حاتم، ها هنا أى فى تفسير قوله تعالى وتخفى فى نفسك ما الله مبديه آثاراً عن بعض السلف أحببنا أن نضرب عنها صفحاً لعدم صحتها فلا نوردها" أهـ وقال الحافظ ابن حجر فى فتح البارى 8/384 رقم 4787 "ووردت آثار أخرى أخرجها ابن أبى حاتم، والطبرى، ونقلها كثير من المفسرين، لا ينبغى التشاغل بها، والذى أوردته منها هو المعتمد" والحافظ يشير إلى رواية السدى التى أخرجها ابن أبى حاتم، والتى سيأتى ذكرها قريباً فى الهامش. أهـ0
(107 ) قيل : التردد هنا فى : هل هى رؤيا وحى على ظاهرها وحقيقتها، أو هى رؤيا وحى لها تعبير؟ وهذا هو المعتمد فى تأويلها. ينظر : فتح البارى 9/88 رقم 5125، والحديث فى صحيح مسلم (بشرح النووى) كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة رضى الله عنها 8/217 رقم 2438، والبخارى (بشرح فتح البارى) كتاب النكاح، باب النظر إلى المرأة قبل التزويج 9/86 رقم 5125 0
(108 ) ينظر : السنن الكبرى للبيهقى 7/138 0
(109 ) فعن السدى الكبير (إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبى كريمة) قال : بلغنا أن هذه الآية : وتخفى فى نفسك ما الله مبديه نزلت فى زينب بنت جحش، وكانت أمها أميمة بنت الحارث عبد المطلب، عمة رسول الله ، فأراد أن يزوجها زيد بن حارثة مولاه، فكرهت ذلك، ثم إنها رضيت بما صنع رسول الله فزوجها إياه، ثم أعلم الله عز وجل نبيه بعد أنها من أزواجه، فكان يستحى أن يأمر بطلاقها، وكان لا يزال يكون بين زيد وزينب ما يكون من الناس، فأمره رسول الله أن يمسك عليه زوجه، وأن يتقى الله، وكان يخشى الناس أن يعيبوا عليه، ويقولوا : تزوج امرأة ابنه، وكان قد تبنى زيداً" أخرجه ابن أبى حاتم فى تفسيره 9/3137 رقم 17696 وقد أثنى الحافظ ابن حجر فى فتح البارى 8/384 رقم 4787، على رواية السدى هذه دون غيرها من التى أخرجها ابن أبى حاتم فى تفسيره، وقال الحافظ فى رواية السدى : هى أوضح سياقاً، وأصح إسناداً، من التى اطنب الترمذى الحكيم فى تحسينها من رواية ابن أبى حاتم عن على بن زيد بن جدعان الضعيف، يقول الحافظ : وكأنه أى الحكيم الترمذى لم يقف على تفسير السدى الذى أوردته أهـ0
(110 ) أحكام القرآن لابن العربى 3/1531 0
(111 ) الجامع لأحكام القرآن 14/190، 191 0
(112 ) الشفا 2/191 0
(113 ) شرح الزرقانى على المواهب 7/170 0
(114 ) ينظر : روح المعانى للألوسى 22/ 23، 24، ومحاسن التأويل للقاسمى 13/ 4864 – 4877، وآيات عتاب المصطفى فى ضوء العصمة والاجتهاد ص243، 244 0
(115 ) جزء من الآية 37 الأحزاب0
(116 ) الآية 15 الأنعام0
(117 ) الآية 39 الأحزاب0
(118 ) يراجع تفصيل ذلك ص130 – 132 0
(119 ) فعن عائشة رضى الله عنها قالت : لما تزوج زينب، قالوا تزوج حليلة ابنه، فنزل : ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما الآية 40 الأحزاب، والحديث أخرجه الترمذى فى سننه كتاب التفسير، باب سورة الأحزاب 5/328 رقم 3207 وقال: حديث غريب. وينظر : فتح البارى 8/384 رقم 4787، والسيرة النبوية فى ضوء الكتاب والسنة للدكتور محمد أبو شهبة 2/297، 298 0
(120 ) القصة أخرجها البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب التفسير، باب لولا إذا سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا إفك مبين… الآية 8/306 رقم 4750، ومسلم (بشرح النووى)كتاب التوبة، باب حديث الإفك – 9/115 رقم2770من حديث عائشة رضى الله عنها0
(121 ) هو على بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهرى، أبو محمد، عالم الأندلس فى عصره، وأحد أئمة الإسلام، روى ابنه أبو رافع أن مصنفات والده بلغت الأربعمائة، من أشهرها : الإحكام فى أصول الأحكام، والفصل فى الملل والنحل، مات سنة 456هـ له ترجمة فى : لسان الميزان لابن حجر 4/724 رقم 5782، والبداية والنهاية لابن كثير 12/91، وتذكرة الحفاظ للذهبى 3/1146 رقم 1016، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص435 رقم 981، ووفيات الأعيان لابن خلكان 3/325 رقم448 0
(122 ) الفصل فى الملل والنحل 2/312 0
(123 ) أى : عظم عليهما توضيح الرسول لهما، لأنه فوق الشك0
(124 ) ليس فى هذه الروايات ما يشير إلى أنه ظن بهما سوءاً، لم تقرر عنده من صدق إيمانهما، ولكن خشى عليهما أن يوسوس لهما الشيطان، ذلك لأنهما غير معصومين، فقد يفضى بهما ذلك إلى الهلاك، فبادر إلى إعلامهما حسما للمادة، وتعليماً لمن بعده إذا وقع له مثل ذلك، فهذه الخشية كانت من قبيل الرحمة والإحسان إلى المؤمنين ليحفظ إيمانهم أهـ. ينظر : فتح البارى 4/328 رقم 2035 0
(125 ) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) فى عدة أماكن منها كتاب الاعتكاف، باب هل يخرج المعتكف لحوائجه إلى باب المسجد 4/326 رقم 2035، ومسلم (بشرح النووى) كتاب السلام، باب بيان أنه يستحب لمن رؤى خالياً بامرأة وكانت زوجته أو محرماً له أن يقول : هذه فلانة ليدفع ظن السوء به 7/411 رقم 2175 0
(126 ) الآية 36 الأحزاب0
(127 ) الأدعياء : هم الذين ينسبون إلى غير آبائهم0
( 128) ينظر : النفحات الشذية فيما يتعلق بالعصمة والسنة النبوية لمحمد الطاهر الحامدى ص66 – 68، وآيات عتاب المصطفى فى ضوء العصمة والاجتهاد ص240 – 247، وخواطر دينية لعبد الله الغمارى ص45، 46، والشفا 2/188 – 191، وعصمة الأنبياء للرازى ص100 – 104، ومحمد رسول الله لفضيلة الشيخ عرجون 2/438 – 441، وتنزيه الأنبياء لعلى السبتى ص50 – 63، وعصمة الأنبياء للدكتور محمد أبو النور الحديدى ص453 – 466 0
(129 ) الآية الأولى التحريم0
(130 ) أحمد صبحى منصور، تخرج فى الأزهر الشريف، وحصل على العالمية فى التاريخ من الجامعة، وتبرأ من السنة النبوية، زاعماً أن السنة عمل شيطانى، ورواتها مجرمون خونة، فتبرأت منه الجامعة، سافر إلى أمريكا، وعمل مع المتنبئ رشاد خليفة، يحاضر بالجامعة الأمريكية بمصر، ومدير رواق ابن خلدون الثقافى بالمقطم، من مؤلفاته : الأنبياء فى القرآن دراسة تحليلية، والمسلم العاصى، وعذاب القبر والثعبان الأقرع، والقرآن وكفى، وغير ذلك ينظر : قصته هو ورشاد خليفة فى كتابى : مسيلمة فى مسجد توسان، والدفاع عن السنة – الجزء الأول من سلسلة الإسلام واستمرار المؤامرة، كلاهما لفضيلة الدكتور طه حبيشى0
(131 ) الآية 87 المائدة، وينظر : الأنبياء فى القرآن دراسة تحليلية ص53، والنص والاجتهاد لعبد الحسين شرف الدين، ص291، وحوار ومناقشة كتاب عائشة لهشام آل قطيط ص178، 190 – 192، ودفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين لصالح الوردانى ص95 – 97، 117، 118 0
(132 ) الكشاف 4/450 0
(133 ) هى : مارية القبطية، مولاة رسول الله ، وسريته، وهى أم ولده إبراهيم ابن سيد ولد آدم ، أهداها له المقوقس صاحب الإسكندرية، لها ترجمة فى : أسد الغابة 7/253 رقم 7276، والاستيعاب 4/1912 رقم 4091 0
(134 ) هى : حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنهما، وزوج النبى ، توفيت سنة 41هـ، وقيل غير ذلك. لها ترجمة فى : تاريخ الصحابة ص83 رقم 339، والرياض المستطابة ص312، وأسد الغابة 7/67 رقم 6852، والاستيعاب 4/1811 رقم 3797 0
(135 ) بفتح الميم، وبغين معجمة، وفاء بعدها ياء، وأحدها مغفور وهو : صمغ حلو كالنَّاطِف، وله رائحة كريهة منكرة، ينضحه شجر يقال له : العرفط، يكون بالحجاز ينظر : النهاية فى غريب الحديث 3/336 0
(136 ) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الطلاق، باب وجوب الكفارة على من حرم امرأته ولم ينو الطلاق 5/330 رقم 1474 0
(137 ) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) فى عدة أماكن منها كتاب التفسير، باب سورة التحريم 8/524 رقم 4912 0
(138 ) ينظر : صحيح مسلم (بشرح النووى) فى الأماكن السابقة نفسها مع صحيح البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الطلاق، باب لم تحرم ما أحل الله لك 9/287 رقم 5268 0
(139 ) وهو رأى القاضى فى إكمال المعلم بفوائد مسلم 5/29 رقم 1474، واختاره النووى فى المنهاج شرح مسلم 5/334 رقم 1474، وابن حجر فى فتح البارى 9/289 رقم 5266،وابن كثير فى تفسيره 8/187 0
(140 ) جزء من الآية 4 التحريم0
(141 ) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب التفسير، باب وإذ أسر النبى إلى بعض أزواجه حديثاً والباب الذى يليه 8/526، 527 رقمى 4914، 4915، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الطلاق، باب الإيلاء واعتزال النساء 5/339 رقم 1479 0
(142 ) الآية الأولى التحريم، والحديث أخرجه النسائى فى سننه الكبرى، كتاب عشرة النساء، باب الغيرة 5/286 رقم 8907، وفى كتاب التفسير، باب سورة التحريم 6/495 رقم 11607، وسنده صحيح كما قال الحافظ فى فتح البارى 9/288 رقم 5266، والحاكم فى المستدرك 2/535 رقم 3824 وقال صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبى0
(143 ) أخرجه الدارقطنى فى سننه كتاب الطلاق والخلع والإيلاء 4/41، 42 رقم 122، قال العظيم آبادى فى التعليق المغنى 4/41 فيه عبد الله بن شعيب هو أبو سعيد أخبارى علامة لكنه واه، قال الحاكم ذاهب الحديث، وكذا حاله فى لسان الميزان 2/439 رقم 4378، وأخرجه الهيثمى بن كليب فى مسنده بنحوه عن عمر بسند صحيح كما قال الحافظ ابن كثير فى تفسيره 8/186، وينظر : فتح البارى 8/525 رقم 4911 0
(144 ) عن ابن عباس رضى الله عنهما أخرجه البيهقى فى سننه كتاب الخلع والطلاق، باب من قال لامرأته، أنت على حرام 7/351، والطبرانى فى الكبير 11/86 رقم 11130، والبزار بإسنادين رجالهما رجال الصحيح غير بشر بن آدم الأصغر وهو ثقة، كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد 7/126، وعن قتادة مرسلاً، أخرجه أبو داود فى المراسيل، كتاب النكاح، باب ما جاء فى الحرام ص94 رقم 254، وعن مسروق مرسلاً أخرجه سعيد بن منصور فى سننه 1/438 رقم 6707، وإسناده صحيح كما قال الحافظ فى فتح البارى 8/525 رقم 4911، وعن زيد بن أسلم مرسلاً، أخرجه الطبرانى بسند صحيح كما قال الحافظ فى الفتح 9/288 رقم 5266 0
(145 ) ينظر :إكمال المعلم بفوائد مسلم 5/29 رقم 1474، والمنهاج شرح مسلم 5/335 رقم 1474 0
(146 ) تلخيص الحبير 3/447 رقم 1595، وكذا قال فى الفتح 8/525 رقم 4911 0
(147 ) ينظر : فتح البارى 9/289 رقم 5266، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير 8/187، وأحكام القرآن لابن العربى 4/1833 0
(148 ) هو : عبد الرحمن بن على بن محمد الجوزى القرشى البغدادى، ابو الفرج، علامة عصره فى الحديث والتاريخ، له نحو ثلاثمائة مصنف منها : زاد المسير فى التفسير، والمنتظم فى تاريخ المملوك والأمم. مات سنة 597هـ له ترجمة فى : البداية والنهاية لابن كثير 13/31، وطبقات المفسرين للداودى 1/275 رقم 260، وتذكرة الحفاظ للذهبى 4/1342 رقم 1098، والذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب 1/399، والنجوم الزاهرة لابن تغرى 6/174 0
(149 ) يقصد بالضرات الزوجات، وإن كانت السرية ليست ضرة بالمعنى الشرعى، وإنما هى ضرة فى الواقع النفسى لهن0
(150 ) محاسن التأويل 16/5855 0
(151 ) فتح البارى 9/289 رقم 5266، 8/525 رقم 4912 0
(152 ) فحرمه، وتحريمه، وحرماناً، وأحرمه، أى منعه. والمحروم : الممنوع عن الحير، ومن لا ينمى له مال، ومنه الصيام إحرام، لامتناع الصائم عما يفسد صومه ينظر : معجم مقاييس اللغة 2/45، والقاموس المحيط 4/93، ومختار الصحاح ص132، والنهاية فى غريب الحديث 1/358 0
(153 ) الآية 12 القصص0
(154 ) جامع البيان للطبرى 20/40 0
(155 ) الآية 72 المائدة0
(156 ) الآية 93 آل عمران0
(157 ) اٍلآية 2 التحريم0
(158 ) يراجع ما سبق ص 127، 147 0
(159 ) جزء من الآية الأولى التحريم0
(160 ) الآية 130 طه0
(161 ) أخرجه النسائى فى سننه الصغرى كتاب عشرة النساء، باب حب النساء 7/61 رقم 3939، وأحمد فى مسنده 3/128، 199، 285، والحاكم فى المستدرك 2/174 رقم 2676 وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبى، وعزاه العراقى فى تخريج الإحياء 2/35 إلى النسائى والحاكم وقال : إسناده جيد، وأخرجه البيهقى فى سننه الكبرى 7/87 0
(162 ) ينظر : دلالة القرآن المبين على أن النبى أفضل العالمين لعبد الله الغمارى ص92 0
(163 )الآية 62 التوبة0
(164 ) الآية 80 النساء0
(165 ) روح المعانى للألوسى 10/128 0
(166 ) جزء من الآية 144 البقرة0
(167 ) الآية 5 الضحى0
(168 ) الآية 84 طه0
(169 ) حاصل ما نقل فى تأويل "ترجى" أقوال : أحدها تُطَلِق وتُمْسِك، ثانيها : تعتزل من شئت منهن بغير طلاق، وتقسم لغيرها؛ ثالثها : تقبل من شئت من الواهبات، وترد من شئت والحديث يؤيد هذا الأخير، والذى قبله، واللفظ محتمل للأقوال الثلاثة، وظاهر ما حكته عائشة رضى الله عنها من استئذانه أنه لم يرج أحداً منهن، بمعنى أنه لم يعتزل، وهو قول الزهرى : "ما أعلم أنه أرجأ أحداً من نسائه" وعن قتادة : "أطلق له أن يقسم كيف شاء، فلم يقسم إلا السوية" ينظر : فتح البارى 8/386 رقم 4788 0
(170 ) الآية 51 الأحزاب0
(171 ) بداية الحديث، قالت عائشة : كنت أغار على اللاتى وهبن أنفسهن لرسول الله وأقول : أتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله تعالى : ترجى من تشاء منهن …الآية" والحديث أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب التفسير، باب ترجى من تشاء منهن… 8/385 رقم 4788، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الرضاع، باب جواز هبتها نوبتها لضرتها 5/305 رقم 1464 0
(172 ) ينظر : فتح البارى 8/386 رقم 4788 0
(173 ) الآية الأولى التحريم0
(174 ) الآية 3 التحريم0
(175 ) الآية 4 التحريم0
(176 ) روح المعانى 28/ 152 0
(177 ) محاسن التأويل 16/5863 0
(178 ) جزء من الآية 4 التحريم0
(179 ) الآية 5 التحريم0
(180 ) ينظر : آيات عتاب المصطفى فى ضوء العصمة والاجتهاد للدكتور عويد المطرفى ص263 – 279 0
(181 ) الآية 43 التوبة، ويراجع ص148 0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شبهة حول : "آيات ورد فيها معاتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم "
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شبهة معاتبة أم المؤمنين حفصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
» شبهة (اختلاف سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كتب السنة)
»  دوافع التمسك بدين الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
» حديث أن رجلاً شكا إلى رسول الله (صل الله عليه وسلم) قسوة قلبه
» محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثرها في عبادة المرء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: شبهـات حــول الاسـلام-
انتقل الى: