زكريا ودين يُخَجِل أتباعهتساءل الكذاب اللئيم زكريا بطرس عدّة مرات على سبيل الإنكار والتعجب قائلا : أي دين هذا الذي يخجّل أتباعه؟ !
وأعرض على حضراتكم هذه المباحث الثلاث، أعرض فيها شيئا من دين النصارى ، فقط لتعلموا أي دين هو الذي يُخجل أتباعه . ولتعلموا أنه كذاب لئيم . يبدي قليلا ويخفي كثيرا .
الأولى : أهذا كتاب مقدس؟
الثانية : هكذا تكلموا عن رسل الله.
الثالثة : هكذا تكلموا عن الله سبحانه وتعالى.
أولا : هذا كتابهم المقدس [2].
هناك ثلاثة محاور أساسية حين تتناول من خلالها كتاب النصارى ( المقدس ) ترفضه ولا تقبله.
المحور الأول : شهادة القرآن العظيم والسنة النبوية الشريفة على هذا الكتاب بالتحريف، وهو معلوم من الدين بالضرورة . فليس عندنا من هو أصدق من الله قيلا، ولا نشك في صدق رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم لحظة واحدة .
المحور الثاني : يشكك كثير من الباحثين في كَتَبِة الأناجيل ( العهد الجديد ) مثل يوحنا ومَتَّى مثلا، وكذا في كتبة ( العهد القديم )، ويتكلمون في سيرتهم بأشياء تجعل خبرهم مردود غير مقبول، أضف إلى ذلك أنّه (وصل إلى أيدينا ثلاث نصوص مختلفة للتوراة، ولا نتحدث هنا عن ثلاث ترجمات، بل نعني أنّه توجد نصوص ثلاثة يستقل بعضها عن بعض ) [3]، والنصارى أنفسهم مختلفون في عدد الأسفار فمنهم من يرفض أسفاراً بكاملها ويقول أنّها غير قانونية ( أي غير مقدسة )، وبعضهم يعتبر ذات الأسفار التي يرفضها أخوه في الملة وحيُّ من الله، وفي داخل الأسفار اختلافات كثيرة.
المحور الثالث : وهو محتوى ( الكتاب المقدس )، هم يقولون أنّ الكتاب المقدس كتبه الأنبياء والقديسون بوحيٍ من الله، حلّ فيهم روح القدس ـ الذي هو أقنوم [4] الله الثالث بزعمهم ـ فأملاه عليهم، فهو عين كلام الله ـ بزعمهم ـ.
ونحن نقول أنّه كلام بشر، فيه من مشكاة النبوة إلّا أنّه لا يمكن أن يكون ـ بهيئته هذه ـ كلام الله، فهناك أعداد مكررة الذكر متناقضة، وهناك كلام جنسي فاضح تخجل من ذكره حتى البغي، وهناك كلام أشبه ما يكون بحكاوي القهاوي.
وسأقتصر على تناول الفقرة الأخيرة – حكاوي القهاوي - ، وأنقل للقارئ العزيز بعض الفقرات من الكتاب ( المقدس ) ليعلم أنّ هذا الكتاب لا يمكن أن يكون كلام الله.
كلام فارغ في الكتاب ( المقدس ).
ورد في سفر صموئيل الأول: " فبادرت أبيجال وأخذت مائتي رغيف خبز وزقي خمر، وخمسة خرفان مهيئة، وخمس كيلات من الفريك ومائتي عنقود من الزبيب، ومائتي قرص من التين، ووضعتها على الحمير" [5].
" كان طعام سليمان لليوم الواحد ثلاثين كرّ سميذ، وستين كرّ دقيق، وعشر ثيران مسمنة، وعشرين ثوراً من المراعي، ومائة خروف عدا الأيائل واليمامير والأوز المسمن " [6].
وجاء في سفر الملوك الثاني: " سألَها: ما بِكِ؟ أجابَت: قالَت لي هذِهِ المرأةُ: هاتي ابنَكِ فنَأْكُلَهُ، وغدًا نأْكُلُ ابني. فطَبَخنا ابني وأكلْناهُ، وقُلتُ لها في اليومِ الثَّاني: هاتي إبنَكِ لِنَأكُلَهُ فأخفَتْهُ " [7].
لا أجد ما أعلق به : يتفقان على أكل ولديهما. بالله أهذا كلام ؟
وفي سفر نشيد الإنشاد : " لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ ليس لها ثديان، فَمَاذَا نَصْنَعُ لأُخْتِنَا فِي يَوْمِ خِطْبَتِهَا ؟ " [8]
وجاء في سفر القضاة : " فَأَوْصَوْا بَنِي بَنْيَامِينَ قَائِلِينَ: انْطَلِقُوا إِلَى الْكُرُومِ وَاكْمِنُوا فِيهَا. وَانْتَظِرُوا حَتَّى إِذَا خَرَجَتْ بَنَاتُ شِيلُوهَ لِلرَّقْصِ فَانْدَفِعُوا أَنْتُمْ نَحْوَهُنَّ، وَاخْطِفُوا لأَنْفُسِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَةً وَاهْرُبُوا بِهِنَّ إِلَى أَرْضِ بَنْيَامِينَ " [9].
ونسأل :أين القداســة في هذا الكلام ؟
يقول بولس (مؤسس النصرانية الحقيقي) في رسالته الثانية إلى صديقه تيموثاوس : "سلم على فرسكا وأكيلا وبيت أنيسيفورس. أراستس بقي في كورنثوس. وأمّا تروفيمس فتركته في ميليتس مريضاً. بادر أن تجيء قبل الشتاء. يسلم عليك أفبولس وبوديس ولينس وكلافدية والإخوة جميعا" [10].
ويقول بولس لصديقه تيطس: " حينما أرسل إليك ارتيماس أو تيخيكس بادر أن تأتي إليَّ إلى نيكوبوليس لأنّي عزمت أن أشتي هناك " [11] .
ونسأل: هل أصبح السلام على فرسكا وإخوانه، ودعوى أحد للحضور في المكان الذي سيُشتي فيه بولس وحي من عند الله يتعبد بتلاوته؟؟!!
وفي أسفار الحكمة والشعر ... التي هي للحكمة تجد هذا العبث: " لكل أمر تحت السماوات وقت، للولادة وقت، وللموت وقت، للغرس وقت، ولقلع المغروس وقت، للبكاء وقت، وللضحك وقت، وللنوح وقت، وللرقص وقت، لتفريق الحجارة وقت، ولجمع الحجارة وقت، للمعانقة وقت، وللانفصال عن المعانقة وقت، للتمزيق وقت، وللتخييط وقت، للسكوت وقت، وللتكلم وقت، للحب وقت، وللبغض وقت، للحرب وقت، وللصلح وقت" [12].
( شمشون المقدس )
قصة شمشون الجبار مصدرها الكتاب ( المقدس ).
ومن أعاجيب شمشون في الكتاب ( المقدس ) أنّه بينما هو يمشي " إذ بشبلِ أسدٍ يزمجر للقائه، فحل عليه روح الرب، فشقه كشق الجدي، وليس في يده شيء " ( القضاة 14/5 - 6 ).
وبعد هذا الكلام بصفحتين وفي نفس السِفر يحكي لنا الكتاب ( المقدس ) أنّ شمشون الجبار زنا بعاهرة فأين روح الرّب ؟ هل كانت معه وهو يضاجعها ؟؟
وأيضاً لما ربطه قومه وسلموه للفلسطينيين موثقاً " فحل الوثاق عن يديه، ووجد لحي حمار طرياً، فمد يده، وأخذه، وضرب به ألف رجل. فقال شمشون: بلحيّ حمار كُومَةً كومَتَيْن (هكذا)، بلحيِ حمار قتلتُ ألف رجل " [13]، ووالله كأنّي بـ ( أبي لمعة ) قد ارتوى من هنا. ولا تضحك فما قصدت ذلك. وشر البلايا ما يضحك.
ومن غرائب شمشون وعجائبه أنّه أحضر ثلاثمائة من الثعالب وربط ذيول بعضها ببعض، ثم أشعل فيها النّار، وأطلقها في حقول الفلسطينيين، فأحرقوها انتقاماً من زوجته الفلسطينية التي هجرته[14].
والسؤال : كيف جمع هذه الثعالب! وكيف ربطها جميعاً!، وكيف أشعل في ذيولها النّار، وكيف سارت في المسار الذي أراده بعد أن أُشعلت النّار في ذيولها ؟ قصة جِدُّ غريبة.
كلام جنسي فاضح
وفي كتاب النصارى كلام جنسي فاضح، ولك أن تراجع نشيد الإنشاد [ 7: 1 ـ 9 ]. غزل بكلام يعف عنه السفلة من النّاس، ولا أستطيع نقل شيء منه هنا، ولكن لك أن تراجعه.
وأنقل لك ما هو أخف من نشيد الإنشاد قليلا لتعلم أنّه كلام بغايا وليس كلام الله.
في سفر الأمثال زانية متزوجة تخون فراش زوجها وتخاطب صاحبها بهذه الكلمات : " بالديباج فرشت سريري بموشّى كتان من مصر. عطرت فراشي بمرّ وعود وقرفة. هلم نرتو ودّا إلى الصباح. نتلذذ بالحب. لأنّ الرجل ليس في البيت " [15].
وفي سفر حزقيال يصف العضو الذكري، وحجم الماء الذي يخرج منه [16].
وفي الكتاب المقدس قصص كثيرة لعمليات الزنا بالمحارم، الأب يزني بابنته ( لوط مع بناته )، والابن يزني بأخته ( ابن داود مع بنت داود )، والابن يزني مع حليلات أبيه ( ابن يعقوب مع سريّة أبيه ) .. الخ هذا الهراء.
ويا أهل الكتاب أهذا كلام مقدس ؟
وأين هذا من الذكر الحكيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. يقول الله تعالى : {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ( 130 ) وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ( 131 ) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ( 132 ) وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى ( 133 ) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى ( 134 ) قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى ( 135 )} [طه:130-135].
هذا هو كلام الله.
ثانيا : هكذا تكلموا عن رسل الله
الحديث عن أنبياء الله في ( الكتاب المقدس ) حديث أشبه بأحاديث الخيال، حديثٌ لا يكاد يصدق، إلّا أنّه حقيقة في كتاب النصارى ( المقدس )، يعترفون بها ولا ينكرونها. وهاك بعض ملامحها. وفي هذا المقال لا أقوم بِبَتْرِ النَّص وإنّما أنقل سياقا كاملا.
نـــوح ( عليه السلام )
في كتابهم أنّه شرب من الخمر فسكر وتعرى، ورأى ابنه عورته فلعنه ولعن ابنه ـ أي حفيد نوح عليه السلام- !!!!!
في سفر التكوين : " وَابْتَدَا نُوحٌ يَكُونُ فَلَّاحا وَغَرَسَ كَرْما. وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. فَابْصَرَ حَامٌ ابُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أبِيهِ وَأخْبَرَ أخَوَيْهِ خَارِجا. فَأخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إلَى وَرَاءِ وَسَتَرَا عَوْرَةَ أبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أبِيهِمَا. فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ فَقَالَ: مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإخْوَتِهِ. وَقَالَ: مُبَارَكٌ الرَّبُّ إلَهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدا لَهُ. لِيَفْتَحِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي مَسَاكِنِ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدا لَهُمْ " [17].
ونسأل : نبي ويشرب الخمر ؟!
نبي يسكر ويتعرى ؟!
نبي ويلعن حفيده الذي لا ذنب له ؟! ويجعله عبدا لأعمامه على جرم لم يقترفه ؟؟
لــوط ( عليه السلام )
قالوا عنه: شرب خمرا وسكر ثم زنى بابنتيه وأنجب منهما ولدين موآب وعمون!!!
التكوين : " وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأنَّهُ خَافَ أنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: أبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأرض رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأرض. هَلُمَّ نَسْقِي أبَانَا خَمْرا وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أبِينَا نَسْلا. فَسَقَتَا أبَاهُمَا خَمْرا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أبيها وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا. وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: إنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أبِي. نَسْقِيهِ خَمْرا اللَّيْلَةَ أيْضا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أبِينَا نَسْلا. فَسَقَتَا أبَاهُمَا خَمْرا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أيْضا وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا. فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أبِيهِمَا. فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ ( مُوابَ ) - وَهُوَ أبُو الْمُوابِيِّينَ إلَى الْيَوْمِ. وَالصَّغِيرَةُ أيْضا وَلَدَتِ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ ( بِنْ عَمِّي ) - وَهُوَ أبُو بَنِي عَمُّونَ إلَى الْيَوْمِ " [18].
إسرائيل ( يعقـــوب عليه السلام )
قالوا عنه:
ـ مكر بأبيه إسحق وسرق البركة من أخيه عيسو [19].
ـ صارع الرب وكاد يغلبه [20].
ـ لطم الخدود وشق الجيوب وكفر بقضاء الله حين سمع بخبر أكل الذئب ليوسف ـ عليه السلام ـ [21].
ـ واتهموا بناته بالزنا [22].
ـ ويذكر الكتاب المقدس بعد ذكر قصة زنا بنت يعقوب (دِينَةُ ابْنَةُ لَيْئَةَ ) أنّ أبناء يعقوب قاموا بقتل كل الذكور ونهبوا البلدة بعدما أمنوهم على أنفسهم ـ أي غدروا بهم ـ وذلك لأنّ شكيم قد زنى بأختهم [23].
ـ ويقولون أنّ واحدا من أبناءه ـ عليه السلام ـ زني بسرّية أبيه، والسرية في حكم الزوجة عندنا وعندهم أيضا [24].
وكلّه كلام ( مقدس ) يحتويه ( الكتاب المقدس ) !!
وعندنا : {وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف : 18 ].
موســـى ( عليه السلام )
قالوا عنه:
ـ خان الله عز وجل هو وهارون عليهما السلام ـ ولم يقدسا الله تبارك وتعالى بين شعب إسرائيل كما أمرهما [25].
ـ ويسيء الأدب مع الله وهو يخاطبه. إذ يقول بزعمهم : " فَرَجَعَ مُوسَى إلى الرَّبِّ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ لِمَاذَا أسَأتَ إلَى هَذَا الشَّعْبِ؟ لِمَاذَا أرْسَلْتَنِي؟. فَإنَّهُ مُنْذُ دَخَلْتُ إلَى فِرْعَوْنَ لأتكلم بِاسْمِكَ أسَاءَ إلَى هَذَا الشَّعْبِ. وَأنْتَ لَمْ تُخَلِّصْ شَعْبَكَ " [26].
واقرأ هذه :
فَقَال مُوسَى لِلرَّبِّ: "لِمَاذَا أَسَأْتَ إِلى عَبْدِكَ وَلِمَاذَا لمْ أَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ حَتَّى أَنَّكَ وَضَعْتَ ثِقْل جَمِيعِ هَذَا الشَّعْبِ عَليَّ؟ [27] .
هـــارون ( عليه السلام )
نسبوا إليه هو صناعة العجل لبني إسرائيل كي يعبدوه من دون الله [28].
داود ( عليه السلام )
قالوا عنه:
ـ زنا بزوجة جارة أوريا الحثي وحبلت منه. جاء في سفر صموئيل الثاني: " وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدّاً. . فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: أَلَيْسَتْ هَذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ؟ [29]. فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا. ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. وَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ، فَأَرْسَلَتْ وَأَخْبَرَتْ دَاوُدَ وَقَالَتْ: إِنِّي حُبْلَى ".
ـ وقالوا أنّه أردف ذلك بتدبير مؤامرة لزوج هذه المرأة وقتله وضم هذه المرأة لنسائه وأنجب منها سليمان عليه السلام [30] ـ من سفاح ـ قطع الله لسانهم.
ـ يرقص "بكل قوته" أمام الرب ويتكشّف فتحتقره امرأته[31].
ـ يحضن فتاة عذراء غريبة عنه لتدفئه[32].
ـ ابنه أمنون يزني ببنته ثامار ـ ابن داود وبنت داود ـ ولا يقيم عليه الحد[33].
ـ يقتل 200 فلسطيني ويقطع غلفهم ـ حشفة الذكر ـ مهرا لميكال بنت شاول[34].
ـ قالوا عنه ينشر شعوبا كاملة أطفالا ونساء ورجالا [35].
سليــــمان بن داود ( عليهما السلام )
قالوا عنه:
تزوج من نساء أجنبيات مخالفا الشريعة وأملن قلبه حتى كفر بالله وعبد الأصنام وأقام لهن معبدا [36].
أشعيـــــــاء ـ شعيب ـ ( عليه السلام )
قالوا عنه:
مشي عريان وحافيا ثلاث سنوات[37] !!!
وعندهم من الأنبياء من مات منتحرا، ومن اتخذ امرأة زنا بأمر ( الرب ) وقتل الأطفال وشق بطون الحوامل، ومن تعصب مع الرب وتطاول عليه. ونبي يكذب، ونبي يذهب لعرَّافة كي تحضِّر له روح نبي آخر، ونبي يتسبب في قتل صاحبه. ونبي أحمق يمنعه من الحماقة ( حِمَارٌ أَعْجَمُ نَاطِقاً بِصَوْتِ إِنْسَانٍ ).
وكله كلام ( مقدس ) !!
وبعد :
هكذا يتكلم النصارى ومعهم
اليهود على أنبياء الله. وليس معصوما عندهم سوى الأحبار والرهبان.
أنبياء الله كذبة وزناة وأولاد حرام وقليلو الأدب مع ربّهم، والأحبار و الرهبان معصومون من الخطأ. تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
وختاما أخاطبكم بما خاطب به رب العزّة جلّ جلاله يقول الله تعالى : {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} [المائدة : 77 ].
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ} [المائدة : 15].
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة : 19].
والحمد لله على نعمة
الإسلام وكفى بها نعمة.
الثالثة : هكذا تكلموا عن الله سبحانه وتعالى وتقدس
الله عند النصارى إنسان
يتحدث كتاب النصارى بأنّ الإنسان نسخة من الله عز وجل. ففي سفر التكوين : " وقال الله: نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا " [38].
وفي أكبر كنائس الكاثوليك في روما ( كنيسة " سانت بيتر") رسم الرسام مايكل أنجلو صورة لله تشبه البشر.
وقد وردت تفاصيل جسم الرب في أماكن متفرقة من العهد القديم أنقها لك وهي:
أنّ له رأساً، شعره أبيض " شعر رأسه كالصوف النقي، وعرشه لهيب نار [39].
وله عينان وأجفان " عيناه تنظران، أجفانه تمتحن بني آدم [40].
وله شفتان، شفتاه ممتلئتان سخطاً، ولسانه كنار آكلة، ونفخته كنهر غامر يبلغ إلى الرقبة [41].
وله رجلان [42]، و لما صعد موسى وهارون وناراب وأبيهو وسبعون من شيوخ إسرائيل رأوا إله إسرائيل، وتحت رجليه حلية من العقيق الأزرق الشفاف، كالسماء في النقاء، ولكنّه لم يمد يده إلى أشراف إسرائيل [43].
وأيضاً له فم وأنف يخرج منهما دخان ونار، صعد دخان من أنفه، ونار من فمه [44].
وألوهيته وعظمته لا تمنع من ركوبه الملائكة في تنقلاته، كما لا تمنع أن يكون له أذنان، وإلى إلهي صرخت، فسمع من هيكله صوتي، وصراخي دخل أذنيه، فارتجت الأرض وارتعدت، أسس السماوات ارتعدت وارتجت، لأنّه غضب، صعد دخان من أنفه، ونار من فمه أكلت، جمر اشتعلت منه، طأطأ السماوات ونـزل، وضباب تحت رجليه، ركب على كروب [45]، وطار، ورئي على أجنحة الريح... [46]
وقد تكرر ركوبه على الكروبيم، ومجد إله إسرائيل صعد عن الكروب الذي كان عليه إلى عتبة البيت [47].
ولما أصبح ركوبه على الكروبيم فعلاً معتاداً له ـ جلّ وعز ــ، ناجاه الملك حزقيا مثنياً عليه بهذا الفعل: "صلى حزقيا أمام الرب، وقال: أيّها الرب إله إسرائيل، الجالس فوق الكروبيم، أنت هو الإله وحدك لكل ممالك الأرض، أنت صنعت السماء والأرض" (الملوك (2) 19/15). [48]
أفعال الإله البشرية
وتحكي أسفار العهد القديم عن أفعال بشرية تنسبها إلى الله، وهي فرع من عقيدتهم المجسِّمة لله، ومن ذلك أنّ الله يمشي، ولكن على شوامخ الجبال " فإنّه هو ذا الرب يخرج من مكانه، وينـزل ويمشي على شوامخ الأرض.. كل هذا من أجل إثم يعقوب " [49].
ومنه حديث الأسفار عن مشي الله في الجنّة، وسماع آدم لوقع خطواته: "وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنّة عند هبوب ريح النهار... فنادى الربُّ الإلهُ آدمَ، وقال له: أين أنت؟ فقال: سمعت صوتك في الجنّة، فخشيت لأنّي عريان، فاختبأت. فقال: من أعلمك أنّك عريان؟ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها؟"[50].
ويزور الربُ إبراهيمَ - تعالى الله عن ذلك - ويأكل عنده زبداً ولبناً " وظهر له الرب عند بلوطات ممرا، وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار، فرفع عينيه، وإذا ثلاثة رجال واقفون لديه، فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض ... ثم أخذ زبداً ولبناً والعجل الذي عمله، ووضعه قدامهم، وإذ كان هو واقفاً لديهم تحت الشجرة أكلوا ... وذهب الرب عندما فرغ من الكلام مع إبراهيم " (التكوين 18/1 - 23 ).
وفي موضع آخر تذكر الأسفار أنّ الرب ظهر ليعقوب، وصارعه حتى الفجر: فدعا يعقوب اسم المكان: فينئيل قائلاً : " لأني نظرت الله وجهاً لوجه، ونجيت نفسي " ( التكوين 32/30 ).
ولما أغضبه مريم وهارون " فنـزل الرب في عمود سحاب، ووقف في باب الخيمة....فقال اسمعا لكلامي.. فماً إلى فم، وعياناً أتكلم معه لا بالألغاز " ( العدد 12/5 - 8 ).
ويذكر سفر التكوين أنّ الله رضي عن نوح وقومه بعد أن شم رائحة شواء المحرقات التي قدمها نوح على المذبح " وبنى نوح مذبحاً للرب، وأخذ من كل البهائم الطاهرة، ومن كل الطيور الطاهرة، وأصعد محرقات على المذبح، فتنسم الرب رائحة الرضا.... " [51].
وعندهم أن الله يتعب ويحتاج للراحة [52].
ويشبهونه حين يستيقظ بعربيد سكير استفاق لتوه من سكْرته، في المزمور [53] ( فاستيقظ الرب كنائم كجبار معيط من الخمر يصرخ عالياً من الخمر ).
وعندهم أنّ الربّ ينوح ويولول كالنساء، ويمشي عريانا
هذا نص كلامهم يرونه على لسان ربّهم. في سفر ميخا [ 1: 8 ] أنّ الله سبحانه وتعالى يقول عن نفسه : " لِهَذَا أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ وَأَمْشِي حَافِياً عُرْيَاناً، وَأُعْوِلُ كَبَنَاتِ آوَى، وَأَنْتَحِبُ كَالنَّعَامِ ".
وعندهم أنّ الرب يصفق بيديه
. في سفر حزقيال [54] ينسب الكاتب للرب قوله: " وأنا أيضاً أصفق كفي على كفي وأسكن غضبي، أنا الرب تكلمت ".
وعندهم أنّ داود ـ عليه السلام ـ وجميع الشعب يجرون التابوت والرب جالس فيه يتفرج عليهم وهم يرقصون حوله. جاء في سفر صموئيل الثاني [55] : أن داود وجميع الشعب أخذوا تابوت الله الذي يسمى رب الجنود الجالس على الكروبيم، وجروا التابوت على عجلة والرب جالس في التابوت يتفرج عليهم، وهم يرقصون فرحاً بعودته من الأسر من عند الفلسطينيين بعد أن ضربهم الرب بالبواسير. وكان الرب جالساً في التابوت طوال الوقت. ونبي الله داود وكل الشعب يرقص ويغني ويلعب بالرباب، وينفخ بالمزمار، ويضرب بالدفوف والجنوك، ابتهاجاً بالنصر وبعودة رب الجنود الجالس على الكروبيم!
وعندهم أن الله يغار من الإنسان [56]
ونقرأ في رؤيا حزقيال أنّ الله دخل الهيكل من باب، وأمر بإغلاقه إلى الأبد. فقال لي الرب : " هذا الباب يكون مغلقاً لا يفتح، ولا يدخل منه إنسان، لأنّ الربّ إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً " [57].
من صفات الله عند النصارى ( البداءة )
و تعني : أي أنّه بدا له ما لم يكن يعلم فعلمه ـ تعالى الله عما يقولون علوا عظيما ـ أو أنّ الله يغير رأيه لأمر بدا له لم يكن بادياً له من قبل [58].
فالربّ عندهم يندم، والربّ عندهم تصبه الحسرة على أشياء كان قد شرَّعها من قبل، ولازم هذا كله أنّ الله يجهل الأشياء ولا يعلمها إلّا حين ظهورها. وهذا مذكور في طيات ( الكتاب المقدس ) بنصوص صريحة وسياق طويل كامل، وليس جملة واحدة مجتزئة. والقوم يقرون بهذا ولا ينكرونه. وإليك شيء من التفاصيل بما يسمح به المقام.
الكتاب المقدس ينسب لله صفة الندم والحزن !!
الإله في الكتاب المقدس يتخذ القرارات بسرعة ودون رَِويِّة، مما يدفعه إلى إعلان الندم أحياناً، وأحياناً أخرى يَقْبَل التوبيخ والزجر من أنبياءه ورسله.
وكثيرة هي حالات ندم( الإله ) وأسفه وحزنه في ( الكتاب المقدس )، وهاك بعضها :
قال كاتب سفر التكوين [59] : " ورَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ فِكْرِ قَلْبِهِ يَتَّسِمُ دَائِماً بِالإِثْمِ، فَمَلأَ قَلبَهُ الأَسَفُ وَالْحُزْنُ لأَنَّهُ خَلَقَ الإِنْسَانَ . وَقَالَ الرَّبُّ: أَمْحُو الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ مَعَ سَائِرِ النَّاسِ وَالْحَيَوَانَاتِ وَالزَّوَاحِفِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي خَلَقْتُهُ ".
وعندنا كانت رؤية الربّ وأهدافه من خلق الإنسان واضحة من البداية، ويعلم ماذا سيفعل هذا الإنسان لأنّ ربنا عليم قدير حكيم مريد . ففي التنزيل : {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [ البقرة : 30 ].
وفي سفر صموئيل الأول [60]، أنّ الربّ يقول للنبي صموئيل : " لَقَدْ نَدِمْتُ لأَنِّي جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً، فَقَدِ ارْتَدَّ عَنِ اتِّبَاعِي وَلَمْ يُطِعْ أَمْرِي ".
والأمر الذي ارتد عنه ( شاؤول ) ولم ينفذه هو أنّ الربّ أمره بقتل النساء والأطفال والرجال والمواشي، فقتل الكل وأمسك عن الخراف. وهو مذكور في بقية الإصحاح لمن أراد أن يطلع عليه.
أرأيت ؟! يعطي قرارا وحين يرى أثره في النّاس يندم.
أي ربّ هذا الذي يجهل مآلات الأمور، ولا يعرف الشر من الخير ؟
وندمُ الرب في ( الكتاب المقدس ) ليست صفة عابرة، ولا نص مبتور، وإنّما هي إصحاحات كاملة تحكي ندمة، وأحاديث بين الإله ورسله يخطئونه في أحكامه ويردون عليه أمره، ولك أن تطالع سفر ( إرميا ) لتجد أنّ نسبة صفة الندم لله سبحانه وتعالى تكررت أكثر من عشر مرات في نفس السفر.
بل ينسبون صفة الجهل الحقيقي لله عز وجل. فعندهم أنّ الله ـ وتعالى ربّنا وتقدس ـ أمر الله موسى ومن معه قبل خروجهم من
مصر أن يلطخوا أبوابهم والعتبة العليا بالدم والقائمتين بالدم حتى يكون الربّ على بينة منها حين يقوم بتدمير بيوت المصريين، وحتى لا تمتد يده إلى بيوت بني إسرائيل ! [61].
وهذا في سفر الخروج [62] يقول كاتب السفر: " لأَنَّ الرَّبَّ سَيَجْتَازُ لَيْلاًَ لِيُهْلِكَ الْمِصْرِيِّينَ. فَحِينَ يَرَى الدَّمَ عَلَى الْعَتَبَةِ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ يَعْبُرُ عَنِ الْبَابِ وَلاَ يَدَعُ الْمُهْلِكَ يَدْخُلُ بُيُوتَكُمْ لِيَضْرِبَكُمْ ".
وكثرت الشكوى من سدوم وعموره ــ قرى لوط عليه السلام ــ . فنزل الربّ ليتحقق من صدق الشكوى !!
اسمع : في سفر التكوين [63] يقول كاتب السفر: " وَقَالَ الرَّبُّ: لأَنَّ الشَّكْوَى ضِدَّ مَظَالِمِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَتْ وَخَطِيئَتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً أَنْزِلُ لأَرَى إِنْ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ مُطَابِقَةً لِلشَّكْوَى ضِدَّهُمْ وَإِلاَّ فَأَعْلَمُ ".
وأرح أذنك صاحبي قليلا واستمع إلى قول ربّنا تبارك وتعالى فيما أنزل على رسولنا صلى الله عليه وسلم : {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [يونس : 61 ].
وعندهم تشبيهات مقززة للرب، منها:
ـ يشبهونه بالدب واللبؤة ( أنثى الأسد ) [64].
ـ ويشبهون ربهم بالخروف [65].
ـ ويقول ( الكتاب المقدس ) أنّ قوة الربّ تبارك وتعالى كقوة الثور الوحشي ! [66]
وأنقل لك أخي القارئ الكريم بعض من مناجاة رسل بني اسرائيل لربهم من ( الكتاب المقدس ) لتعلم كيف هي صورة هذا الربّ في ذهن الأنبياء فضلا عن العامة والرعاع .
إيليا ( إلياس ) النبي يخاطب الله بقوله : " وصرخ إلى الربّ وقال : أيّها الربّ إلهي، أأيضاَ إلى الأرملة التي أنا نازل عندها أسأت بإماتتك ابنها " [67].
وفي سفر الخروج [68] : " فرجع موسى إلى الربّ وقال يا سيد لماذا أسأت إلى هذا الشعب. لماذا أرسلتني. فإنّه منذ دخلت إلى فرعون لأتكلم باسمك أساء إلى هذا الشعب. وأنت لم تخلّص شعبك ".
وعندنا: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} [الأعراف: 155].
وفي مزمور داود[69] يناجي ربه بقوله : " يا رَبُّ: لماذا تقف بعيداً؟ لماذا تختفي في أزمنة الضيق؟ ".
وعندنا: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].
وعندنا: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} [النمل: 62]
وفي مزمور [70] : "يا رب إلى متى تنتظر.. لا يشمت بي الذين هم أعدائي باطلاً استيقظ وانتبه إلى حكمي ".
وعندنا: {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255].
وعندنا: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 26].
ونحن نسأل : أي ربّ هذا الذي يخاطب بهذه الوقاحة من أعرف النّاس به ... أنبيائه ورسله.
وختاما !!
إنّه ليس لله عز وجل شيء في عقيدة النصارى أمر ونهي، كل ما يعرفونه عن ربّهم هو أمور نظرية، ومصدر التحليل والتحريم في النصرانية . . . مصدر كل الشرائع عندهم هم ( رجال الكنيسة )، أو ما يقولون عنه ( كتابات الآباء ).
فهم يعبدون هؤلاء على الحقيقة، كما قال الله عز وجل في كتابه الكريم : {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة : 31 ].
وأمّا الله عز وجل فهذه صورته في كتاب النصارى المحرف، والحمد لله على نعمة الإسلام.
***********************************************
[2] الكتاب المقدس عبارة عن قسمين العهد القديم والعهد الجديد، العهد القديم يتكون من عدة أجزاء : الأسفار الخمسة المنسوبة لموسى عليه السلام، وهي ما يقال لها عند المسلمين التوراة مجازا، و الأسفار التاريخية منسوبة لعدد من الأنبياء الذين عاصروا هذه المرحلة، و أسفار الشعر والحكمة، والأسفار النبوية، وأسفار الأبوكريفا ـ وهي محل خلاف عندهم ـ ويطلق النصارى لا اليهود على هذا الأجزاء الأربعة اسم العهد القديم، وتسمى أيضا الكتب والناموس، ويطلق اسم التوراة على الأجزاء الثلاثة الأخيرة تجوزا.
و العهد الجديد هو مجموعة الأناجيل الأربعة والرسائل الملحقة بها، وينسب إلى ثمانية من المحررين ينتمون إلى الجيل الأول والثاني من النصرانية، وهم متى ومرقس ولوقا ويوحنا أصحاب الأناجيل، ثم بولس صاحب الأربع عشرة رسالة، ثم بطرس ويعقوب ويهوذا، تلاميذ المسيح الذين تنسب إليهم القليل من الرسائل.
وهؤلاء الكتبة الثمانية بعضهم تتلمذ على يد السيد المسيح (متى – يوحنا – بطرس – يعقوب - يهوذا)، بعضهم تنصر بعد المسيح ولم يلقه (بولس ومرقس تلميذ بطرس)، وبعضهم تنصر على يد من لم يلق المسيح (لوقا تلميذ بولس) . راجع إن شئت ـ هل العهد الجديد كلمة الله ؟! وهل العهد القديم كلمة الله ؟! للشيخ الدكتور منقذ محمود السقار.
[3] من ( هل العهد القديم كلمة الله ) للدكتور منقذ محمود السقار صـ 9 . وقد جمع الشيخ صور كثيرة من الاختلاف بين النصوص الموجودة في العهد القديم، وذكر أحداث ذكرتها التوراة ( الأسفار الخمس ) وهي حدثت بعد موسى عليه السلام، مما يدل أنّ التوراة كتبت بعد موسى ـ عليه السلام ـ ودخل فيها ما لم يكن في عهد موسى عليه السلام ثم تناول باقي الأسفار والمزامير الموجودة في العهد القديم، وأبطل صحة نسبتها إلى من كتبوها، فليرجع إلى كتابه من أراد أن يستزيد، وراجع أيضا للدكتور منقذ السقار كتاب ( هل العهد الجديد كلمة الله ).
[4] كلمة أقنوم كلمة يونانية الأصل تعني بالعربية شخص.
[5] صموئيل الأول [ 25/18 ].
[6] ( الملوك (1) 4/22 - 23).
[7] الإصحاح السادس الفقرة الثامنة والعشرون وما بعدها.
[8] سفر نشيد الأنشاد [ 8 : 8 ].
[9] سفر القضاة [ 21 : 20 ].
[10] تيموثاوس [ 4: 19].
[11] [تي 3: 12].
[12] (الجامعة 3/1-
.
[13] (القضاة 15/14-16).
[14] (انظر القضاة 15/4-6).
[15] سفر الأمثال 7 : 16.
[16] حزقيال [ 23: 19 ].
[17] سفر التكوين [إصحاح 9 : العدد20ـ 28 ].
[18] التكوين [19 : 30ـ 39 ].
[19] سفر التكوين [ 27 : 18 ـ 40 ].
[20] سفر التكوين : [ 32 : 24 ـ 33 ].
[21] سفر التتكوين [37 : 32 ـ 38 ].
[22] سفر التكوين [34: 1 ـ 5 ].
[23] راجع ـ إن شئت ـ سفر التكوين [34/ 20ـ 29 ].
[24] راجع سفر التكوين [35 : 21 ـ 23 ].
[25] سفر التثنية [32 : 48-51].
[26] سفر الخروج [5 : 22ـ 24].
[27] وفي سفر الخروج أيضا [11 : 11].
[28] سفر الخروج [32 : 1-6].
[29] صموئيل الثاني [11 : 2- 6 ].
[30] سفر صموئيل : [11 : 14 ـ 19 ].
[31] صموئيل الثاني :[ 6 : 14 ـ 21 ].
[32] الملوك الأول [1 : 1 ـ 5 ].
[33] صموئيل الثاني [13 : 21وما بعدها ].
[34] صموئيل الأول [18 : 25- 29 ].
[35] سفر أخبار الأيام الأول [20 : 3- 5].
[36] لملوك الأول [11: 1-12 ]
[37] سفر أشعيا [ 20 : 2ـ 5 ].
[38] ( التكوين 1/26 ).
[39] ( دانيال 7/9 ).
[40] ( المزمور 11/4 ).
[41] (إشعيا 30/27 - 28 ).
[42] ( المزمور 18/9 ).
[43] ( الخروج 24/9 - 11).
[44] ( المزمور 18/9).
[45] الكروب كما في قاموس الكتاب المقدس هم نوع من الملائكة، وقد ذكر سفر حزقيال أن لكل واحد منهم وجهان أحدهما على شكل وجه إنسان والآخر على شكل وجه شبل (انظر حزقيال 41/18).
[46] ( صموئيل (2) 22/7 - 11 ).
[47] (حزقيال 9/6).
[48] هل العهد القديم كلمة الله للشيخ الدكتور / منقذ محمود السقار . صـ 46، وما بعدها.
[49] ( ميخا 1/3 - 5 ).
[50](التكوين 3/
لا حظ الربّ لا يعرف أين آدم ولا يعرف أنّه أكل من الشجرة وتعرى.
[51] ( التكوين 8/20 - 21).
[52] سفر الخروج [ 31 : 17 ]
[53] [ 78 : 65 ].
[54] [ 21 : 17 ].
[55] [ 6 : 12 _ 16 ].
[56] راجع ـ إن شئت ـ سفر التكوين [ 11 : 1 ـ 9 ).
[57] (حزقيال 44/2). ) وللمزيد من صور رؤية الله انظر (إشعيا 6/1 – 11).
[58] الناسخ والمنسوخ / خطاب المصري. المقدمة.
[59] ( الإصحاح6 : العدد 5ـ 8 ).
[60] [ 15 : 11 ].
[61] وقد مر بنا أنّ الله كان يبحث عن آدم عليه السلام في الجنّة، وفوجئ بأنّه أكل من الشجرة وتعرى!!
[62] [12 : 23 ].
[63][ 18 : 20 ].
[64] سفر العدد [ 24 : 9 ].
[65] سفر رؤيا يوحنا [ 17 : 14 ].
[66] سفر العدد [ 24 : 8].
[67] سفر الملوك الأول [ 17 : 20 ] ( ترجمة الفاندايك ).
[68][ 5: 22].
[69] [ 10: 1].
[70] [ 35: 17].