بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التعدد الثلاثي والانفصام الثلاثي
حالة الانفصام هي الانفصال بالشخصية مما تنتقل لتجزئة الشخصية الواحدة على عدة حالات بلا تحكم ذاتي من الإنسان مما تتعدد تصرفاته وتعاملاته بشكل متناقض وهذا ينجب حالة حيرة وشتات وذهول وتغيرات في التصرفات والتعاملات والعلاقات وهناك حالة
شبيهة بين الشخص الذي يعاني في الانفصام مع الإنسان المسيحي أو النصراني في هذا الزمن فحالة الانفصام مرض بينما الدين المسيحي المتواجد الآن يصنع حالة الانفصام وسوف ندرس هذه الحالة بشكل عقلاني وفي تأكيد عقيدي
ماهية الانفصام
الانفصام تجزئة الموحد كالكيان أو الشخصية أو الأسلوب بحيث تكون هناك حالة تعدد متناقضة في التحركات والإشارات والتصرفات وتؤكد انفصال حالة عن حالة أخرى مما لا يكون هناك تكامل أو التقاء وهذا يجعل الفعل القادم يناقض الفعل السابق مما لا يتواجد
تأكيد على ما تم فعله سابقا ولا استمرارية وهذه تجعل الشخصية غير مستقرة والشخص غير متحكم ذاتيا بتصرفاته وتحركاته وأعماله وأفعاله وأفكاره وهذه تهدم الثقة بالنسبة للآخرين لأقوال الشخص الذي يعاني من هذه الحالة وهي هادمة للعلاقات ووجب مراجعتها
ومعالجتها وهي تتم في توحد أجزاء الشخصية المتفرقة على مبدأ وهدف وإرادة موحدة واحدة محددة تجتمع بها الأفكار والأفعال والأعمال
ماهية الانفصام الثلاثي
حالة الانفصام الثلاثي هي حالة التعدد الثلاثي وهذه أقصى حالة شتات تؤكد ثلاثة متناقضات يتجه له الشخص في عقليته واهتمامه وحركته مما يصبح مشتتا في ذهنه ومبعثرا في روحه ومتنقلا في حركاته لا يستقر على مبدأ واحد وهذا يجعل جفاف روحي يعاني منه
الشخص لأن لا يتواجد استجماع أو تكوين أو اتحاد أنما انفصال وتشتت وتبعثر توجد تناقض وحيرة واختلاف يجعل الشخص ينتمي لثلاث حالات متناقضة وهمية غير مؤكدة واقعيا أو روحيا وهذا أسر للإنسان واستعباد وهمي يصبح الإنسان فيه ذليلا وعبدا مخذولا
العقل الثلاثي
العقل لا يعمل جيدا إن لم يكن له تحديدا أو توحيدا أو تحددا أو أن يكون موحدا صانعا لتوجهات محددة واحدة ليست ثنائية مثل إرادة هي واحدة تجتمع حولها الرغبات ومبدأ هو واحد يجتمع حوله الاهتمامات و هدف هو واحد تجتمع حوله المخططات وطموح واحد
تجتمع فيه الأمنيات كما أن العقل واحد تجتمع به الأفكار والخواطر والرؤى والإلهامات والعقل إن لم يكن به تأمل وهي حالة عامة واحدة وحالة تركيز خاصة وهي موحدة على شي معين وحالة ملاحظة وهي واحدة تتوزع حوله النظرات والالتفاتات هنا سيعمل
جيدا وسينتج الرؤى والخطط والأفكار والتصورات والخيالات والانتاجات العقلية بينما مضاد حالة التوحد هو الانفصال والموحد هو التعدد وضد التركيز الشتات لأن لا يتواجد رؤية واحدة إرادة واحدة هدف واحد مهمة واحدة هنا سيتم تعطيل لقدرة العقل بينما لو
كان العقل ثلاثة عقول منفصلة لأصبحت هناك ثلاثة مبادئ تتصادم وثلاثة إرادات تتصارع وثلاثة أهداف تتقاتل وهذا يسبب نزاع عقلي يضعف العقل لأن لا حالة تكامل أو اكتمال ولا استمرارية واستقرار أنما نزاع وانفصال وصراع وهذه كعقلية المتدين المسيحي لا
يتحد عقله على مبدأ أو هدف أو إرادة واحدة حين دعائه أو شكره أو توسله أو اتصاله مع موجده وهذه تضعف الذهن وتجعله يتفكر في حالات سريعة قبل اتخاذ قرار موحد وهذا كطفل يحتار في ثلاثة ألعاب يحملها معه تتعبه أو أنه لا يستطيع أن يوحدها بينما لو
كانت في علبة واحدة جامعة لها لأصبحت انتقائها أسهل فالعقل واحد به ملايين الطاقات فهذا سببه التوحد والاتحاد والاستجماع الذي سببه الوحدانية بينما العقل الثلاثي ثلاثة عقول تتصارع بكيان واحد بها طاقات معدودة متنازعة غير مستقرة تجلب الشتات وتتوزع
عليها التصرفات الغير ملائمة والمتناقضة فالعينين تجتمع على منظرا واحد والإذن تسمع كلام واحد والفكر يستقبل حالة عقلية واحدة كقراءة كتاب أو استماع لمحاضرة بينما العين تحتار في عدة مناظر والإذن تتأثر من كلمات أشخاص متعددة هنا ينتفي التركيز
ويحصل الشتات ويتم إنجاب الإزعاج و الإنسان لا يستطيع قراءة أكثر من كتاب في لحظة واحدة أو استماع لمحاضرة وهو يشاهد مباراة كذلك لا يشعر الإنسان بحضور إلهي وهو يقسمه ثلاثة أجزاء وثلاثة مجموعات يحتار في من يتوجه له الدعاء سواء كان في
إشارة ثلاثية أو دعاء ثلاثي أو تفكير ثلاثي وكما نعرف بأن رقم واحد أفضل من رقم ثلاثة فالأولوية للأولى والأولى أوحد فلا يتفرع لأثنين أو ثلاثة ولا يقارن بين أحدا فهو أساس الكل ومنجب الكليات وكل شي منه كان حي وهو واحد
القلب الثلاثي
القلب مولدا واحدا تتفرع منه الحركة الإنسانية والطاقة البشرية وهو المحرك الأساسي للدماء وهو الجهاز المؤكد لحياة الكائن الحي ومن القلب يتم تفرع تكويناته المحبة والعطف واللين والمودة والرحمة والحنان وطالما القلب واحد فمن المستحسن أن يسكنه واحد
فالكرسي واحد يستصعب أن يجلس عليه اثنين أو ثلاثة لأنه تشويه لصنعته كما أن هناك تضييق على جالسه ومن أسس وصنع القلب هو من يجب أن يحتله ومن المستصعب أن يتم صناعة شي متكاملا على أساسا واحدا متكاملا متلائما في اثنين أو ثلاثة لأن هناك
سيكون انتزاع أو صراع على الأفضلية أو سيكون هناك اختلاف جوهري أو مظهري بسبب التعدد والتقمص وحينما نفكر في أرض سنتأكد بأن مالكها واحد وإن كان أكثر ستكون بينهم مناصفة وهنا سيتجه لحالتين أساسيين بينما الأرض الموحدة يتحكم بها واحدا
والقلب الواحد لا يسكنه إلا واحدا ولو كان هناك خلاف ذلك لأصبح هناك أكثر من قلب وفي هذا لن يكون إنسانا متكاملا متماثلا متلائما ورائحة هذه القلب وطاقته الإيمانية لا تجتمع إلا لموحدها وهو موجد القلب وهو الرب وإن كانت صنعته واحدة فهذا دليل على
وحدانيته وما يتفرع من القلب وهو الحب لا يصلح إلا إن كان بين واحد وواحدة وإن كان أكثر هذه حالة تناقض لا يصدقها العاشقين ولا المحبين لأن فاعله عديم الوفاء ودليل ذلك بأن له قلب واحد وإن كان الكائن الحي البشري لا يتقبل أن يتعدد في المحبة فكيف
الإله الرب الكريم كيف يتعدد لهذا أساسه واحد وصنعته واحدة لأنه واحد أساس كل شي وهذا هو قيمة الكمال والاكتمال والتكامل
الروح الثلاثية
الروح واحدة طاقة لا مرئية تتفرع منها جميع طاقات جسم الإنسان وتبث الحياة في الكائن الحي وطالما أن الروح غير منفصلة عن جسم الإنسان إلا حين الوفاة أنما هي متصلة مع كيان جسم الإنسان وأجزائه ومفاصله وأعضائه وتكويناته الداخلية فهي واحدة
أوجدت الطاقات ألا معدودة بجسم الإنسان فكيف في واحد وهو موجدها فالذي يوجد من الشي الواحد أشياء لا معدودة فهو واحد ينجب كل شي حي ولو افترضنا أن للإنسان ثلاثة أرواح لأصبح له ثلاثة حيوات يتجه نحوها لأن الجسد واحد لا تسكنه إلا روحا واحدا
يحركها قلب واحد و يدركها عقل واحد تتوزع منهما الحواس العينين الإذنين اليدين الرجلين وهذا يؤكد وحدانية الصانع الذي هو واحدا وخلقه ومخلوقاته من كائنات حية عاقلة وغير عاقلة مرئية وغير مرئية جامدة وغير جامدة كلها تنحدر في الثنائيات وأكثر لأنها
منه تتفرع وتتوزع وتتعدد وتتنوع بينما هو المنشئ الذي أوجد دليلا مؤكدا على ذلك وهي الروح الواحدة التي تتفرع منها الطاقات كالرؤية والنور للعين والسماع للإذن والإيمان للقلب وللإدراك للعقل وللكلام للسان وللتنفس للنفس وفي خروجها تنفصل هذه الأشياء
فدليل وجود حياة هو وجود موجدها فالكل يموت لكن الحياة لا تنتهي لأن موجودها موجود لا ينتهي ولا يموت وهو الحي الذي أوجد حياة ودائما من الواحد تتفرع عدة أشياء فالقلب منه النية والعقيدة والإيمان والعاطفة والمحبة والمودة و ...كلها اجتمعت من مكون
واحد والعقل واحد به التصور والرؤية والخيال والفهم والاستيعاب والإدراك والذاكرة واليقظة والنباهة والرشد والنضج والحكمة و ...كلها تجتمع من حالة واحدة والنفس بها الرغبات والإرادات والمشاعر والأحاسيس جميعها تجتمع من مكون واحد وهذه تدل على
أن الواحد يكون ما يؤكد على وحدانيته وجميع الحالات لا تتجه إلا على حياة واحدة فالإنسان لا يستوعب أن يكون له أبوين أو أمين أو عائلتين أو حياتين يضيع في معادلة الشتات والحيرة فهو كائن حي يحتاج للانتماء ولعائلة تتبناه ليصنع ذكرياته معهم فالحنان
والعطف تتجه من الابن والبنت للأم والأب وهذه طاقة لا تتوزع لأن في توزعها ضياع لاستجماعها فالأم تحب من ينتمي لها لأنهم وجدوا منها فما بالك في الرب كيف تتجه روحه الذي أوجدها بنا لتفرعات ثلاثية بينما موجدها وضع ما يدل عليه من ما ذكرناه وفي
هذا تقوية لطاقة كل كائن حي في استجماع الكيان الواحد في الموحد والمحدد وهو الواحد
الإله الثلاثي
الإنسان دائما يسعى للكمال والاكتمال في ما يفعله لكن كل كائن حي مؤمن يعلم بأن الله كاملا مكتملا لا ينقصه شي ومالك لكل شي فهو الكمال المطلق وكل أهل الكتاب يتفقون على ذلك لكن هناك انتقاص للكمالية والاكتمال فالكمال هو اجتماع كل شي في واحد
بينما الانفصال عن الأشياء وتجزئتها أو المشاركة بها أو بمسألة التعدد أو التوزع فهي ضد الاكتمال ومن جانب أخر دائما الإنسان المتهم في حالة الانفصام يستشعر بنقص في داخله ويستشعرون من حوله في شفقة عليه بسبب حالة التوهم الذي سببها التعدد في
الشخصيات بلا تحكم ذاتي أو بسبب تجزئة الشخصية بلا استقرار نفسي أو ثبات روحي أو اندماج تكويني وحتى إن كانت حالة تحكم فهنا ستأتي حالة الانفصام حالة فنية كالممثلين الذين يدخلون من دور ويلبسون دور أخر في مسرحية أم مسلسل أم فلم وهذه حالة
غير مستقرة وهذه لا تحدد ماهية الشخصية أو شخصيته الحقيقية أنما تعتمد على لحظات إجادة الدور بينما الإله من المستصعب أن يكون أقل من مخلوقه أو مماثلا لعبده لأن التعدد الثلاثي هو كأننا نقول بأن الإله يعاني من انفصام ثلاثي يتجزأ به على ثلاثة حالات
وهذا أقل من الأصعب الذي يطلق النقص على الإله ويجعله مماثلا لمخلوقاته ومنتميا لعائلة وهذا نفي للوحدانية والتوحد وإن كنا لا نستطيع فعل ذلك على ما خلقه الله فكيف نستطيع فعل ذلك على ما خلقه الله من الانتقاص هو أن نقول أن الله ينتمي ومن الانتماء هو
وجود عائلة لله فهذا تحيز عن الكمالية وتعدي على حدود الإلوهية هو أن يكون لله أبن فهنا ستكون حالة استثناء ثنائي خاطئ ينفي المعبود ويفرع العباد لعدة فصول وبسبب الانتهاء عن الشرك هو دليل على أن الله لا شريك له فهو ليس كمخلوقاته هو واحدا موحدا
منشئ كل ما نراه وما لا نراه وما نحسه وما لا نحسه كامل كمال مطلق لا يأتيه نقص ولا عجز ولا هون وكل شي منه وهو أول شي وأخر شي حي لا يموت موجد الحياة الكل له ضعيفا وهو على الكل قويا رحيما كبيرا قديرا خبيرا عليما حكيما لطيفا غفورا
ودودا فهنا ننفي أن يكون له ثنائيات فلا يوجد من يشاركه أو يماثله أو يقارن به فهو لا يتعدد ولا ينفصل فكيانه لا تتصوره العقول ولا تستطيع الوصول له الأذهان وكل ما يتصوره البشر هو بشريا وكل ما هو بشري لا يستحسن أن نطلقه على الرب الواحد الإله فإن
عجزنا عن معرفة بعض أسرار خلقه كيف نتوصل لأسرار كيانه فلا يعلم الله إلا الله وما يعلمنا إياه هو ما علمنا إياه عن ذاته ففكرة الثلاثيات التي أساسه نقص وإنقاص وغايتها شرك وإيهام تم صناعته من شياطين الإنس من إيحاء شياطين الجن مما أصبحت الخرافة
الشيطانية عقيدة فاسدة ومن خلال هذا سأؤكد أنها حالة تصنع مرضا نفسيا له أتباع من تأثيرات تقود الإنسان إلى الجنون أو
الإلحادالانفصام
حالة مرضية تتم في تجزئة كيان موحد لعدة أجزاء بلا تحكم ذاتي من المتعرض لأعراض هذه الحالة وتجعله متناقضا بتصرفاته وغير موحد بين أفعاله وأقواله وأفكاره مما لا يتواجد استمرارية فكرية واستقرار نفسي وهنا ستتبعثر طاقاته بين ما يؤمن به من خرافات
وما يستشعر فيه من اعتقادات خاطئة وما ينويه من أفعال متناقضة وما يفكر به من تصورات وهمية وسيتم تمزيق كيانه بين حالات تموجية متعددة ستضعفه ذهنيا وتنفي المصداقية منه وينعدم الاستقرار النفسي والثبات الروحي مما يأتي صراع بين خرافات وحقائق
واعتقادات واكتشافات وأوهام وعلوم وهذه تقود لحالة جنون بدايتها مرض نفسي وعدم تحكم ذاتي مما يصبح العقل سارحا وتنفصل عنها الحواس ويتبع الإنسان ما يعتقد أنه صحيح بلا تأكيد صريح ولن يأتيه ما يريده من انشراح وارتياح وراحة بال وأمن واطمئنان
وأمان واستقرار بسبب إتباعه لمعتقد خاطئ وهذا يثير حالة هياج وثوران وانفعال قد تقاد لصرع أو رفض أو انتكاسة شخصية ليعيش عالما وهميا غير عالمه وهذا إن لم يتم معالجته وإن بقى على معتقده الخاطئ وهذه ما تصنعه الخرافات وما تؤكده العقيدة المسيحية
بالتعدد الثلاثي أو بالانتقاص الإلهي فما بني على باطل يقودك لمستحقات الباطل وهي في الهم والغم والوهم والنزاع والصراع الدائم بين ما يحمله الإنسان قلبه وعقيدته وعقله وإدراكه ونفسه وشعورها وجسده وفعله وروحه وتوجهاتها
الانفصال
يتم انفصال العقل حينما يتوجه لاعتقاد خاطئ ويتم انفصال الفعل حينما تكون الإرادة غير محددة ويتم انفصال التركيز حينما تكون النظرة غير موحدة وفي الانفصال حيرة وشتات وذهول فالعقل يعمل بشكل جيد حينما يفكر في حالة يعتقد أنها صحيحة وهي واقعا
صحيحة وهي موحدة فلا يتواجد اجتماع في متناقضات فالقلب واحد إذا الحب واحد والرب واحد إذا العبادة لواحد إن كان القلب الواحد يحب ثلاثة فتيات سينتقل في مشاعره وأحاسيسه على ثلاث فتيات مما تصبح الليلة ثلاثة ليالي والعاطفة تقل بسبب عدم توحدها
بينما إن كان صاحب القلب المتعلق بثلاثة فتيات في مكان واحد شاهده الفتيات الثلاث وهو شاهدهم هنا أين ستكون نظرته ستكون مفاجئة ومتنازعة بين ثلاثة اتجاهات وكل من الفتيات لن يتقبل تصرفه فجميعهم يحملون قلب واحد وهو أيضا فكيف لقلب واحد تسكنه
ثلاثة قلوب بينما القلوب الثلاثة لا تنتمي لبعضها البعض هنا سيكون هناك تناقض بين ما قاله الفتى لكلاهما بين ما ينظر له الآن وما يفعله وفي هذا الموقف سيخسر القلوب الثلاثة بسبب الانفصال الذي هو مضاد التوحد فالعين ستنظر لما هو أمام ولا تستطيع أن
تنظر للخلف أو الأعلى أو اليمين واليسار بنفس اللحظة فحينما تكون العقيدة ثلاثية انفصالية ستنفصل جميع مكونات الإنسان الذي يعتقد بداخله وهذا ا سيوجد التناقض والاختلاف وعدم التوحد والاتحاد والالتحام بين ما يؤمن به فالقلب إن لم يسكنه الرب سيكون الذهن
ضائعا بين توحد الأرض وانفصال الإله وبين اكتمال الخلق وانتقاص الخالق مما يصبح المخلوق مقارنا في الخالق بينما التوحد والاتحاد هو اجتماع المتناقضات وصهرها في المؤكدات
التعدد
التعدد هو شأن المخلوق حينما يريد اكتمال صفاته فينتقل من حالة إلى حالة بسبب تقلبات نفسية فهو تارة مرح وتارة جاد وتارة ضعيفا وتارة قويا وتارة مريضا وتارة معافى وهذا بسبب عجزه وفقره وعدم كماله لهذا هو لا يسعى للكمال أنما الاكتمال فهو ينتمي ومن
ينتمي يفتقد من ينتمي لهم لهذا هو ابن وأخ وصاحب وزوج وأب وموظف ومسئول فهو كالممثل لكن في الحياة له أدوار متعددة تارة يتخذ دور الجندي وتارة دور القائد وتارة دور المريض وتارة دور الطبيب وتارة دور التلميذ وتارة دور المعلم وهذه بسبب نشأته
وطبيعته وبيئته وانتمائه لهذا بسبب القصور يأتي التعدد لكن من تكون المشيئة بيده وهو الله سبحانه وتعالى فهو كامل كمال مطلق لا يأتيه نقصا أو عجزا ولا يستطيع كائن من كان وصفه هنا تكون مسألة التعدد ليس في الكيان لأن كاملا مكتملا تصبح مسألة التعدد
بخلقه كتعدد الملائكة والجان والبشر والحيوانات والجمادات والجبال والبحار والأشجار والسماوات والأراضي والكواكب والنباتات وما يخلقه فكلها تنتمي له لكن هو لا ينتمي لها لأنه قادر على تبديلها وخلق ما هو أفضل منها فكل شي بالنسبة له هين فكلمة منه
تغير حياة وتأتي بحياة كن ويكون ودليل ذلك الله جعل من الماء وهو واحد كل شي حي فالكل يحتاج للمادة من كل المخلوقات والخلق العاقلة والغير عاقلة من ما يسكن الطبيعة الأرضية فكيف في خالق الماء ألا يحتاجونه خلقه وما يتواجد بخلقه من عقول وقلوب
وأنفس وأجساد تحتاج له لهذا نكتمل في التوحد كما توحدت الأفواه على الماء تتوحد العقول والقلوب والأنفس على الإله
الاكتشاف
أي عقيدة خاطئة نتيجتها حالة مرضية تؤثر على العقول والقلوب والأنفس والأرواح وتجعل الأجساد عشوائية التصرف ومتناقضة الأفعال فهناك حالة مرضية مثل الانفصام لكن هناك من يصنع مرضا وهي حالة تهتم في صناعة الأمراض وامتهان العقيدة الخرافية
الفاسدة الخاطئة تصنع مرضا كحالة الانفصام تتم صناعتها في امتهان الخرافة المسيحية وهي في التعدد الثلاثة أو الإله الثلاثي أو الانتقاص الثلاثي فإسكان تلك العقيدة في القلب ستوجد حالة مرضية وهي أقصاها باسم المرض الثلاثي التي تؤكد حالة الانفصال
الثلاثي بين ما يدركه العقل ويؤمن به القلب وتستشعره الروح مما نتاج المرض يصبح بالعقل وهما وبالقلب هما وبالجسد تناقضا وهذا يقود لحالة مرضية بسبب عدم توحد طاقات الإنسان الداخلية في بعضها البعض مما ينتج حزن دائم وهم غائم ووهم سائم يجعل
العقل سارحا والقلب لاهيا والجسد فارغا مما يصبح الإنسان أسير خرافة تكوينه الأساسي لا يتقبلها ولا يقبل فيها
الخطة الشيطانية للخرافة المسيحية
حينما تكثر حالة التناقض بين توحد الأعضاء مثل العقل والقلب والروح وتوزع المقدرات كالحواس الخمس والأحاسيس المتعددة ومع وجود اكتمال الخلق وانتقاص الخالق تناقض بين ما يؤمن به القلب من العقيدة الخاطئة وبين ما يراه من تكامل وجودي للسماء
والأرض والليل والنهار والشمس والقمر والجبال والبحار بلا تصادم أو تنازع أو اختلاق أو انشقاق مما تكثر حالة التناقض وينتزع الإيمان بالقلب وينتهي الإيمان بالرب ويتجه الإنسان للإلحاد لأنه قاس على ذلك خرافة تعقيدية ليست لها صلة واقعية ولا تتقبلها
الأذهان من أن الواحد هو ثلاثة فمن هو المتحكم والجامع لها وكيف للمخلوق توحد وللخالق ثنائيان هنا يتم رفض الإيمان وهذا ما يريده الشيطان وهو عدم الاعتراف بالرب وإسكان الإلحاد بالقلب
المؤكدات
القلب الموحد
القلب واحدا لا يصح إلا أن يسكنه واحد وهذا يدل على أنه واحد وهو الرب الذي جعلنا له موحدين وعليه متحدين وكلنا له مجتمعين وهذا سبب وجود الوحدانية فالقلب كرسي لا يسكنه إلا أسم الرب والإيمان به صلة بين ثلاثة تكوينات النفس ومشاعرها والعقل
وأفكاره والقلب وإيمانه وإن كانت النية موحدة ستكون العقيدة واحدة وهذا سيوجد إيمان واحد وفي الإيمان بالله إيمان بخلق الله من أمور غيبية كالملائكة والكتب والرسل واليوم الأخر والقدر خيره وشره وأيضا الإيمان في الموت و البعث والجنة والنار وهنا سيكون
اتحاد لجميع العلوم الغيبية والأمور المنطقية وهذا أساس وجود القلب وهو الإيمان بالرب وذاك هو وقوده وسبب وجود راحة وانشراح وأمن وأمان واطمئنان فمن وحد الأشياء وحددها هو واحد وهو الله والواحد لا ينقسم لأثنين أو ثلاثة ولا يشاركه ويقارنه ويماثله
أحدا فهو مستقل عن الأشياء وهو موجدها الكل ينتمي له لأنهم خلقه وهو لا ينتمي لهم لأنه ربهم
العقل الواحد
العقل جهازا ربانيا واحدا به ملايين الطاقات والخلايا وينتج ملايين التصورات والخيالات والأفكار والخواطر والرؤى والخطط والتفاعلات المتعددة والعقل يفهم يستوعب يدرك فالتناقض يكون له أثر عقلي يجعل الفكر يحتار أو يتشتت فلا يتقبل أن يكون على
الكرسي ثلاثة أو أن يكون خالق الموجودات ثلاثة وينفي أن الكامل به نقص أو عجز أو انتماء أو منه تنحدر عائلة أو له شريك ويفرق بين هيئة مخلوق مع كيان خالق فالواحد هو منتج جميع الأشياء إن كانت متلائمة ومتكاملة ومتماثلة ومتعددة ومتفرعة وموزعة
بينما الثلاثي ينتج تناقض واختلاف ونزاع وصراع وخلاف وهي أمور شركية من يقولها إشراكي بينما العقل يفكر به صاحبه وهنا يصبح مندمجا مع إحساسه وتصوره ونطقه وفعله بينما إن كان العقل يفكر له عقول أخرى أو أن هناك شريك فيه سيحدث تناقض
واختلاف وأخذ وعطاء وتأخر ومحاولة سيطرة وهيمنة وعنصرية أو أولوية وأهمية وهنا يتم استبعاد ذلك لهذا يتم استبعاد ما هو أعلى من ذلك وهو أن تكون ثلاثية مشيئة للكون أو الإله وفي النظر لتماسك واندماج الكون بين طبيعته وحالاته ونظامه سيتم التأكد
بأن المنظم واحد فهو من لم يغير الفصول الأربعة ومن سيطر على حركة الشمس والقمر وأدخل الليل في النهار والنهار في الليل ولو كان هناك شركاء لكان هناك تغيرات واختلافات وعدم وجود هيمنة واستقرار كوني أبدي وهنا العقل يتوحد وفي الوحدانية تتلاءم
جميع المتناقضات ويعلم بأن للسماء والأرض وما بينهما أو فوقهما إله واحد متحكما بها ومسيطرا عليها ومن جعل العقل واحدا به ملايين الأشياء قادرا على أن يجعل الأرض الواحدة بها ملايين الأشياء فهو واحدا مسيطرا عليها
الروح الواحدة
الروح واحدة تبث الحياة في كيان الكائن الحي ووقودها واحد من موجدها وإن تم توحدها على ذلك أتحدت مشاعرها وأحاسيسها وطاقاتها وتوحدت مع الطاقة العقلية والقلبية وابتعدت عن الانفصال فالروح أمنيتها الصعود لمستقرها الذي في السماء فهي تنتمي هناك
بينما الجسد ينتمي لما يمشي عليه الآن وهي الأرض فإن تم انفصالهم سينتقل الإنسان لإحداهما بلا اندماج أو اتزان وهذه قد تصنع إنسانا ماديا غريزيا لا يهتم للقيم والطاقات الروحية وهنا سيكون منغمسا في عاداته وشهواته وغرائزه وشهيته مما يدمن على ذلك أو
أنه سيتجه للسلطة الروحية مما يصبح عقلية خيالية وهمية متوهمة أو جنونية لا تنتمي للواقع مما يصبح سارحا حائرا حالما بينما توحدهم على من أوجدهم بلا تعدد يقود لتشتت أو تقمص يقود لتبعثر سيتم الاتزان بين الروح والجسد والقلب والعقل وهذا ما سيؤكد
العبودية فالقلب يؤمن ويسكنه الرب و العقل يدرك ويقيس في الخلق والمخلوقات و الروح تتودد إلى منشئها وموجدها والجسد يفعل ما يؤمر به وينتهي عن ما نهى عنه الله سبحانه وتعالى وهذه الحالة تصنع كيان إنساني متعدد القدرات العقلية والطاقات الروحية
والمهارات الجسدية ولن يكون منغمسا أو مدمنا ولا سارحا أو حالما سيكون خياله مسلطا على واقعه وواقعه متقبلا لخياله والروح الواحدة توحد مكوناتها إن كان موجدها واحدا
ما يفيدنا من التوحد
سننفي الأمراض النفسية كالانفصام أو الانفصال أو الإيهام أو التقمص الغير إرادي والتعدد بلا تحكم ذاتي أو التمثيل العشوائي ويقربنا للتوحد والاتحاد والاكتمال والتكامل ومنها
التأمل والتركيز والملاحظة
التأمل النظرة العامة المحددة التي تجتمع عليها التأملات المتنوعة والتركيز ينفي الشتات وهي في الرؤية المحددة الواحدة الموحدة المركزة والملاحظة هي ما ستلقطه في ذهنك بتوحد وهذه تتأكد من توحد الحالات الثلاث العقل والنفس والقلب وهذه تتوحد وتتحد في الاجتماع على الله سبحانه وتعالى وتتأثر القدرات منها الرؤية والاهتمام في ما ينبع من داخله
الانطلاق
سيكون للإنسان ثبات روحي واتزان قلبي وإدراك عقلي لأن في توحده على واحد ستتحد معه المهمات التي منها الإرادة الواحدة والهدف الواحد والمبدأ الواحد والرؤية الواحد وهذه تقود للوضوح والصفاء مما تأتي الانطلاقة للهمة والعزيمة والمبادرة والعطاء بلا تعطيل أو تردد
التحديد
قدرة التحديد لا تتقبل الشتات والحيرة والتردد والبعثرة والتعطيل فهي في إتيان الموحد وإسكانه في المحدد ومنه تتفرع كل القدرات كالروح واحدة سكنت في الجسد وأنتجت قدرات وحينما يتم إسكان في القلب واحدا وهو موجده الواحد الله سيتفرع من ذلك النية والإيمان والعقيدة و ستنتج الدراية والرؤية وتنتقل إلى العقل لتحدد هدف وللروح لتحديد غاية و للجسد لتحديد مهمة وفق ما يهتم به الإنسان عن سبب وجوده وحياته
الاستجماع
دائما الكائنات تحتاج للانتماءات لهذا المحددات لا تنتمي إلا لموحد لها شرط أن يكون واحدا فمئات العاملين يلتقون بشركة واحدة ودائما تكون الرئاسة الواحدة لرئيس واحد ودولة عليها ملكين تسقط بينما دولة عليها ملك تتحد حوله كما يتحد الجنود تحت راية قائد واحدا لهذا الاستجماع هو حصيلة الوحدانية استجماع مكونات الإنسان الداخلية في بعضها البعض واستجماع جميع الفئات على رب واحد تكون علاقات أخوية وثيقة لا يماثلها أي شي أخر أبدا
التكوين
المكونات تحتاج لمكون انحدرت منه وهذا أساس الاكتشافات الدقيقة في العلوم الطبية والعضوية وغيرها لهذا جميع المختلفات من أفكار وخواطر وخيالات وتصورات ورؤى وخطط تجتمع لمكونها وهو العقل وبهذا هو حاوي لها وجامع وأيضا النوايا والعقائد والإيمانيات المختلفة مع العواطف والكراهية والمتناقضات تجتمع في مكونها وهو القلب وبهذا يكون لها حاوية وجامع وفي معرفة الكائنات الحية يجب معرفة مكونها وهو واحد لأن المكون لا يتكون فالعقل لا يحتوي عقل متواجد به والقلب لا يسكن قلبا منافيا له لهذا المكون واحد وفي معرفته سنتفهم جميع الاختلافات والتناقضات والمكونات المنحدرة والمنشئة من مكونها
المحبة
دائما القلب يجتمع في القلوب إن كانت بينهم محبة وينفر من القلوب إن لم يكن بها محبة وعمومية المحبة هي ليست محبة من نميل له ونهواه ونتودد إليه أنما أقصاها هي محبة من صنع لنا المحبة أو من أوجد ما تتكون به المحبة وهو من صنع حاوية المحبة وهو القلب وفي إسكان الرب في القلب ستتقرب وتحب كل من هو متقرب للرب وستتعامل وفق ما يأمرك به الرب اتجاه الصادين عنه وتلك حماية لك في علاقاتك وتكوين جذري لكل ما تراه بلا اختلاف بينكم في العادات ولا الألوان ولا الغايات ولا المناصب ولا الطبائع لأنكم جميعها يجمعكم رب واحد وهذه علاقة كونية أبدية تجعلك تتعاطف مع ما تراه وتميل لما يماثلك عقيدتك فالكائنات متعددة لكن ربها واحد فأنت لا أختلف ولو كنتم عني مختلفون
الأساس
لكل الأساسيات من مكونات وكائنات وأشياء وانتاجات أساس فالوجود والكون والخلق والمخلوقات والعباد والأرض والسماء والحياة والموت لهم أساس وفي معرفة الأساس سيسهل عليك فهم الأساسيات المنحدرة منه والأساسيات تنقاد من بلايين وتتقلص لملايين ثم لألوف ثم لمئات ثم لعشرات ثم لمجموعة ثم لثلاث ثم لأثنين ثم لواحد هنا نصل إلى الأساس وهو واحد منه انحدرت الأساسيات وهي العبادات والوجود والحياة والموت والديانات التي أساسها دين واحد به ختمت الأديان مع خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم وأساس الرسل عليهم الصلاة والسلام الملائكة الذين أخبروهم الوحي وأساس إرسال الملائكة وإنزال الكتب السماوية هو منزلها وهو ربنا الإله الواحد الله سبحانه وتعالى
القيمة من ذلك
الدعاء
اجتماع الإدراك العقلي مع الإيمان القلبي مع الشعور النفسي والثبات الروحي والأداء الجسدي لرب واحد وهو الله في دعاء واحد في لحظة واحدة لها توجه واحد بلا انتقاص أو تناقض أو تعدد وهذه اجتماع جميع مكونات الإنسان لوجدها وهو المكون وأساس الموجودات
العلاقة
ستكون العلاقة التكوينية متحدة وموحدة وواحدة فالتركيز النظري في منظرا يتزامن مع التركيز الذهني بفكرة ويتزامن مع التركيز الحركي في نطق أو إشارة أو فعل وهذه تؤكد العلاقات مع الآخرين بلا زعزعة في العقيدة والإيمان والنية لأن العلاقة الواحدة مع الله جامعة لملايين العلاقات وأكثر مع البشر والمخلوقات
النشأة
نشأة الإنسان تعتمد على فرد له انتماء مع أفراد أخوان وأخوات أنحدر من أب وأم وهذه مشيئة الخالق للمخلوقات الاثنان موجود فالإنسان لديه عينين وإذنين ويدين ورجلين بينما الأشياء الباطنية كالقلب والروح موحدة ويختلف نشأة الإنسان عن موجده فالإنسان ناقصا وعاجز وفقيرا لما لا يمتلكه بينما الله كاملا مكتملا فالكل في حاجته وهو لا يحتاج لأحد وهذا لا يدل إلا على أنه واحد
المعاملة
حينما يتقبل الإنسان كلام من قائدين سيحتار في تذكرهم أو معرفة من قالها أو سيحتار في عدم إتباعه لأحدهم وهنا ننفي هذا على الإنسان لأنه لا يتقبل له إلا للاستماع لمصدر للأوامر واحد وهو كائن حي بشري فكيف بموجد الوجود فإن شاركه إله أخر أو أحد من ينتمي له بقراره ستتولد حالة حيرة وشتات تقود للزعزعة والنزاع أو الترك والرفض بينما الاستماع لأمر واحد سيصلح العلاقات مع ملايين الشخصيات لأن الصادر واحد والسامعون كثيرون وهنا سيأتي القياس لمن طاع ولمن عصى وهذا يقود المكأفاة ويؤكد الحساب أما في الثواب أو العقاب وتلك أساس المعاملة الاستماع لمصدر أوامر لا شريك له وهو واحد الجميع له فقيرا