اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

  في كتابه "موت الغرب": مفكر أمريكي يؤكد إنهيار أوروبا وأمريكا وإسرائيل وصعود الإسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 99985
 في كتابه "موت الغرب": مفكر أمريكي يؤكد إنهيار أوروبا وأمريكا وإسرائيل وصعود الإسلام Oooo14
 في كتابه "موت الغرب": مفكر أمريكي يؤكد إنهيار أوروبا وأمريكا وإسرائيل وصعود الإسلام User_o10

 في كتابه "موت الغرب": مفكر أمريكي يؤكد إنهيار أوروبا وأمريكا وإسرائيل وصعود الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: في كتابه "موت الغرب": مفكر أمريكي يؤكد إنهيار أوروبا وأمريكا وإسرائيل وصعود الإسلام    في كتابه "موت الغرب": مفكر أمريكي يؤكد إنهيار أوروبا وأمريكا وإسرائيل وصعود الإسلام Emptyالخميس 18 أكتوبر 2012 - 7:46

في كتابه "موت الغرب": مفكر أمريكي يؤكد إنهيار أوروبا وأمريكا وإسرائيل وصعود الإسلام

كتب أ. أحمد حسين الشيمي*
05/08/2011

"قاوم" خاص- ومثلما كتب السياسي والمفكر الكبير جيمس بيرنهام منذ ما يزيد على ثلث قرن مضى : " لا أعرف سبب انحطاط الغرب بسرعة غير عادية، وهو ما يظهر أبعد ما يكون غورا في تعميق فقدان قادة الغرب ثقتهم بأنفسهم وبالصفة الفريدة لحضارتهم الخاصة، ويظهر بتلازم ضعف الإرادة الغربية للبقاء. السبب أو الأسباب لها صلة بإنحلال الدين وبالإفراط بالترف المادي، وأفترض لها علاقة بالوصول إلى التعب والإعياء، مثلما يحدث للأشياء الدنيوية".



معلومات عن الكتاب:

تأليف : باتريك جيه . بوكانن
ترجمة : محمد محمود التوبة،

مراجعة : محمد بن حامد الأحمري
دار النشر : مكتبة العبيكان
عدد الصفحات : 265 صفحة

معلومات عن المؤلف:

باتريك جيه . بوكانن كان مستشارا كبيرا لثلاثة رؤساء أمريكيين، وخاض سباق تسمية المرشح لمنصب الرئيس عن الجمهوريين مرتين في العام 1992 وفي العام 1996، ثم كان مرشحا لانتخابات الرئاسة عن حزب الإصلاح في العام 2000. وهو مؤلف لخمسة كتب أخرى، من جملتها كتابان من أفضل الكتب مبيعا هما :" مُحق من البداية"، و"جمهورية لا إمبراطورية" وهو كاتب لعمود صحفي ينشر في عدة صحف، وعضو مؤسس لثلاثة من أشهر برامج التليفزيون العامة في محطة إن بي سي، وسي إن إن.

انتهاء أوروبا:

يذكر باتريك جيه. بوكانن في كتابه (موت الغرب) أنه مثلما كان تنامي عدد السكان طوال وقت مديد علامة على أن الأمم تتمتع بالصحة، فإن هبوط عدد السكان صار سمة للأمم والحضارات التي تعيش حالة إنحطاط، وإذا ما كان هذا صحيحا، فإن الحضارة الغربية تكون، مع وضع القوة والثروة جانبا، في حالة حرجة.

ففي الوقت الذي تضاعف فيه عدد سكان العالم إلى ستة بلايين نسمة في غضون أربعين عاما، توقفت الشعوب الأوروبية عن التكاثر، وبدأ عدد السكان بالتوقف، بل وفي العديد من البلدان، بدأ عدد السكان بالهبوط، ومن بين الأمم الأوروبية السبع والأربعين، هناك أمة واحدة فقط وهي ألبانيا المسلمة، كانت ما تزال تحتفظ في العام 2000 بمعدل مواليد كافٍ ليبقيها حية إلى أجل غير محدد، أما بقية أوروبا فقد بدأت تموت.

التنبؤ بالحالة المحتلملة للوضع متجهم، وبين العام 2000 والعام 2050 سوف ينمو عدد سكان العالم بأكثر من ثلاثة بلايين نسمة ليصل إلى ما يزيد على تسعة بلايين نسمة، ولكن هذه الزيادة التي تبلغ 50% من سكان المعمورة سوف تأتي بكاملها في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، بينما سوف يتلاشى عن ظهر الأرض مائة مليون نسمة من الأصول الأوروبية.

ففي العام 1960 كان السكان المنحدورن من أصول أوروبية يشكلون ربع سكان العالم، وفي العام 2000 كانوا يشكلون السُدس، أما في العام 2050 فسوف يشكلون عُشر سكان العالم. هذه هي الإحصاءات عن جنس يتلاشى، وقد حرض الوعي المتنامي بما تعنيه هذه الحالة من نذر مشؤومة إحساسا بتوجس البشر، بل بالذعر في أوروبا.

ثم يطرح المؤلف سؤاله الرئيسي الذي يدور حوله الكتاب وهو : هل موت الغرب أمر لا مناص منه؟ أو مثله مثل كل التنبؤات السابقة عن إنحطاط الغرب وموته فإن هذا الكأس أيضا سوف يبتعد ويمر ويكشف جميع الذين قالوا لابد لنا أن نشرب هذا الكأس بوصفهم حمقى؟.

ويجيب المؤلف بأن موت الغرب ليس تنبؤا بما سيحدث، إنه تصوير لما يحدث الآن، إن أمم العالم تموت، وهي تواجه أزمة مميتة، لا بسبب شئ ما يحدث في العالم الثالث، بل بسبب ما لا يحدث في الوطن وفي بيوت العالم الأول.

فقد مضى على معدلات الخصوبة الغربية عقود وهي تهبط، وخارج ألبانيا المسلمة ليس هناك أمة واحدة أوروبية تنجب ما يكفي من الأطفال لتعوض النقص في سكانها، ومع مرور السنوات فإن معدل الولادة لا يستقر إنه يهبط، وفيما يقارب 20 بلدا فإن المسنين يموتون منذ مدة بأسرع مما يجري إنجاب الشباب، فليس هناك أي إشارة للعودة عن ذلك، وقد بدأت الآن الأرقام المطلقة للأوروبين بالهبوط.

يوم أوروبا قد انتهى، والهجرات الضخمة القادمة من العالم الإسلامي سوف تغير التركيب العرقي للقارة القديمة بحيث سيكون الأوروبيون أكثر شللا بخطر الإرهاب من أن يتدخلوا في شمال أفريقيا أو في الشرق الأوسط أو في الخليج العربي.

إنهيار النظام الأخلاقي:

ما يعتقده الناس حقيقة حول الصواب والخطأ يمكن أن يتحدد من خلال الكيفية التي يعيشون بها حياتهم على نحو أفضل مما يتحدد ويعرف من خلال ما يقولونه باستطلاعات الرأي، فإذا كان الأمر كذلك، فإن النظام الاخلاقي القديم في حالة موت.

وحتى وقت متأخر في الخمسينيات من 1950 كان الطلاق فضيحة، وكان "العيش معا بلا زواج" يوصف بأنه الكيفية التي تعيش بها " القمامة البيضاء"، وكان الإجهاض مقززا، وكان اللواط هو "الحب الذي لا يجرؤ أحد على أن ينطق باسمه".

أما اليوم، فإن نصف كل الزواجات تنتهي بالطلاق، والعلاقات هي ما تدور الحياة حولها والحب الذي لا يجرؤ أحد على أن ينطق باسمه لا يغلق فمه، ويقول عالم السكان البلجيكي رون لسثايغي إن إنهيار الزواج والخصوبة الزوجية يعود إلى "تحول في نظام تشكيل الأفكار الغربية"، ابتعد على أمد طويل عن القيم التي أكدتها النصرانية ـ التضحية، والإيثار، وقدسية الالتزام ـ وتوجه نحو "فردية علمانية" محاربة تركزت على الذات.

وعندما أصدر البابا بول السادس في العام 1968 تعميمه الكنسي ضد منع الحمل، فإن العداوة الشاملة التي أُستقبل بها ذلك التعميم، حتى بين الكثيرين من الكاثوليك أعطت شهادة على التغيير الهائل في المجتمع.

لكن مع إنتشار الزنا المتعدد غير المنضبط والطلاق على نطاق واسع وإنفجار الكتابة العارية وشيوع فلسفة الإنحلال والعبث في التيار العام، وقيام دافع الضرائب بتمويل الإجهاض، وفي يوم نستطيع فيه أن نقرأ في أمريكا عن فتيات في العشرية الثانية من أعمارهن يرمين مواليدهن الجدد في حاويات القمامة وسط الجليد، تُذكرنا بالعالم القديم لروما الوثنية، حيث تُترك المواليد الغير مرغوب فيها على سفوح التل ليموتوا من التعرض للعوامل الطبيعية.

ويقوم أطفال وسط أمريكا الآن برحلات متناوبة واجبة في الثورة الجنسية، تحت شعار "أعمل الشئ الذي يخصك"، هو الآن عرف أخلاقي، وكل إمرأة أمريكية في سن حمل الأطفال كان لها إجهاض كمرجع تعود إليه، والملايين منهن لن يرجعن عنه، يردنه موجودا لأنفسهن ولبناتهن وسوف يصوتن ضد أي سياسي أو حزب يهدد بإنتزاع الإجهاض منهن.

أزمة إسرائيل الوجودية:

على الرغم من تزايد سكان إسرائيل، فان إتجاه الجيران يساعد المرء على فهم السبب الذي توصل من أجل المحاربون ـ السياسيون من أمثال إسحق رابين وإيهود باراك إلى قرار بأنهم لا يملكون أي خيار سوى أن يقايضوا الأرض مقابل السلام.

معدل الخصوبة عند الفلسطينيين في إسرائيل هو 4.5 طفلا لكل إمرأة، وفي الضفة الغربية 5.5 طفل لكل إمرأة، وفي غزة 6.6 طفل لكل إمرأة. إذا كان موضوع السكان هو المصير المقدر لكل مجتمع، فإن إسرائيل تكون في أزمة وجودية لا يمكن إلا أن تتفاقم بالاحتلال العسكري المستمر وبتوسيع المستعمرات.

ففي السنوات الخمس والعشرين المقبلة، سينمو سكان إسرائيل (اليهود والعرب) فيزيد 2.1 مليون نسمة، بينما سيتعاظم عدد جيرانها العرب ويزدادون 62.2 مليون نسمة، لكن التحدي الأكبر هو المشكلة الفلسطينية لدى إسرائيل.

ففي غضون خمسة وعشرين عاما سيكون 2 مليون فلسطيني داخل إسرائيل، و7 مليون في الضفة الغربية وغزة، و7 مليون في الأردن، أي 16 مليون فلسطيني يعيشون متلاصقين مع 6 مليون يهودي إسرائيلي.

في العام 2050 سيكون 3 مليون فلسطيني داخل إسرائيل و12 مليون فلسطيني في الضفة والقطاع و10 مليون فلسطيني في الأردن، أي 25 مليون فلسطيني يعيشون مع 7 مليون يهودي إسرائيلي في منتصف القرن.

حتى لو قبل العرب إسرائيل، فما هو الضمان لها بأن تكون هذه المطالبات بالأرض هي آخر المطالبات الموجهة إلى الدولة اليهودية؟ ولماذا يجب على العرب بعد أن يكونوا قد هضموا ما تعطيه إسرائيل، ألا يتابعوا هدف طرد الكيان الصهيوني من الشرق الأوسط؟.

يقول الإسرائيليون إنهم يعرضوا على جيرانهم سلاما عادلا، لكن العرب قد يرون إسرائيل بصفتها أمة في تراجع، وتحاول أن تعقد أفضل صفقة تستطيعها، لكن لماذا لا ينبغي للعرب أن يعتقدوا بأنه مثلما أن الحرب جاءت بإسرائيل إلى طاولة المفاوضات لتقدم الأرض مقابل السلام، فالمزيد من الحرب سوف تنتج المزيد من الأرض مقابل السلام؟.

من وجهة نظر العرب الحرب ناجعة، فحرب يوم الغفران عام 1973 أدت بإسرائيل إلى تسليم سيناء، وجهاد حزب الله طرد إسرائيل من لبنان، وانتفاضتان أجبرتا إسرائيل على أن تعرض تسليم كل الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية تقريبا.

أما قوة إسرائيل العسكرية، فإنها لن تبق قادرة على أن توقف تراجع إسرائيل بأكثر مما أوقف تفوق الغرب العسكري تراجعه، هل منع العشرون ألف سلاح نووي لدى روسيا فقدانها لأوروبا الشرقية، ودول البلطيق وأوكرانيا وكازاخستان وبقية إمبراطورية موسكو في القوقاز وآسيا الوسطى؟.

صعود الإسلام:

تؤكد إشارات عديدة موجودة في كل مكان أن الإسلام ينهض مرة ثانية، فيجري دفع إسرائيل إلى خارج الضفة الغربية كما خرجت من غزة على يد الانتفاضات التي تتولى فيها حركة حماس دورا قياديا، وفي تركيا وفي الجزائر جاءت الإنتخايات في التسعينيات من 1990 إلى السلطة بأنظمة إسلامية، وأزيحت هذه الأنظمة بوسائل أخرى غير ديمقراطية، لكن عادت مرة أخرى في تركيا عن طريق حزب العدالة والتنمية.

وفي المقابل تموت الصلوات الجماعية المسيحية، والكنائس تُفرغ، والمساجد تمتلئ، فقد حل الإسلام محل الدين اليهودي بوصفه الدين الثاني في أوروبا، ومع تناقص المد المسيحي وخروجه من أوروبا، فإن المد الإسلامي يدخلها.

وفي حين أن الأيديولوجية الإسلامية قد فشلت في أفغانستان وإيران والسودان في خلق دولة حديثة تستطيع أن تملك ولاء شعبها وتخدم لتكون نموذجا للأمم الإسلامية الأخرى، فإن الدين الإسلامي لم يفشل.

وفي العلم والتكنولوجيا والاقتصاد والصناعة والزراعة والتسليح والحكم الديمقراطي، ما تزال أمريكا وأوروبا واليابان متقدمة بأجيال للأمام، ولكن العالم الإسلامي يحتفظ بشئ قد فقده الغرب : وهو الرغبة في أن يكون لديه أطفال والإرادة لمتابعة حضارتهم وثقافتهم وعائلاتهم وإيمانهم.

ومن الصعب اليوم أن تجد أمة غربية لا يموت فيها السكان المحليون، ومن الصعب على الغرار نفسه أن تجد أمة إسلامية لا ينفجر فيها عدد السكان المحليين، قد يكون الغرب تعلم ما لا يعرفه الإسلام، ولكن الإسلام يتذكر ما قد نسيه الغرب : " ليس هناك رؤية إلا بالإيمان".

البيت المنقسم:

تستطيع الحضارات والأمم والدول أن تموت بطرق عديدة، تستطيع أن تتعرض للغزو وتعرض على السيف لتقبل به، وذلك مثلما حدث للقسطنطينية في 1453، وتستطيع أن تمتصها الامبراطوريات مثلما فعلت روما للدول المدن في اليونان القديمة، ومثلما فعلت بروسيا للمقاطعات الألمانية، وتستطيع الأمم أن تتفرق وتذوب وتتصدع لأجزاء مثلما فعلت يوغسلافيا والاتحاد السوفيتي وتشيكوسلوفاكيا، على الرغم من أن الكثيرين يحاجون بأن هذه الأمم كانت دائما مصطنعة.

الغرب هو أكثر حضارة متقدمة في التاريخ وأمريكا هي أكثر أمة متقدمة، فهى الأولى في الاقتصاد وفي العلم والتكنولوجيا والقوة العسكرية، ولا توجد قوة عظيمة أخرى تنافسها. أوروبا واليابان وأمريكا تتحكم بثلثي ثروة العالم ودخل العالم والقدرة الانتاجية في العالم.

ولكن أمريكا والغرب يواجهان أربعة أخطار واضحة وحاضرة وهي :

الأول : سكان يموتون.

الثاني : الهجرة الجماعية لشعوب من ألوان ومعتقدات وثقافات مختلفة، وهي تغير شخصية الغرب إلى الأبد.

الثالث : الظهور إلى حد الهيمنة لثقافة معادية عداء مستحكما لأديانه وتقاليده وأخلاقياته، وهي قد بدأت الآن تصدع الغرب.

الرابع : تمزيق الأمم ومروق النخب الثقافية لتنحاز إلى حكومة عالمية وهو الذي تتلوه، إذا ما برز، نهاية الأمم.

الغرب لا تعوزه القدرة أو القوة على صد هذه المخاطر، ولكن الغرب على ما يبدو، تعوزه الرغبة أو الإرادة لإستدامة نفسه بوصفه حضارة حيوية، منفصلة، فريدة.

ومثلما كتب السياسي والمفكر الكبير جيمس بيرنهام منذ ما يزيد على ثلث قرن مضى : " لا أعرف سبب انحطاط الغرب بسرعة غير عادية، وهو ما يظهر أبعد ما يكون غورا في تعميق فقدان قادة الغرب ثقتهم بأنفسهم وبالصفة الفريدة لحضارتهم الخاصة، ويظهر بتلازم ضعف الإرادة الغربية للبقاء. السبب أو الأسباب لها صلة بإنحلال الدين وبالإفراط بالترف المادي، وأفترض لها علاقة بالوصول إلى التعب والإعياء، مثلما يحدث للأشياء الدنيوية".

صحفي وكاتب مصري.



وهذه مقتطفات من الكتاب
أنقل لكم من مركز الزيتونة للدراس في كتابه "موت الغرب": مفكر أمريكي يؤكد إنهيار أوروبا وأمريكا وإسرائيل وصعود الإسلام Pat_buchanan145من الكتب القيمة التي صدرت من المطبعة الغربية في الاشهر الاخيرة كتاب"موت الغرب The Death Of the West " لبات بوكانان Pot Buchonon والكتاب مهم وخطير لسببين: لموضوعه ولكاتبه، فالموضوع مهم لانه يبحث في العوامل التي - في رأي الكاتب - ستؤدي الى انهيار الحضارة الغربية والمجتمعات الغربية وهي عوامل متصاعدة ومحسوسة وملموسة سنعرض لها باختصار. في كتابه "موت الغرب": مفكر أمريكي يؤكد إنهيار أوروبا وأمريكا وإسرائيل وصعود الإسلام The-Death-of-the-West-av-Patrick-Buchanan
والكاتب بات بوكانان هومرشح رئاسة الجمهورية في الولايات المتحدة سنوات 1992 و 1996 ويحتمل ان يرشح نفسه للمرة الثالثة في انتخابات الرئاسة القادمة.
الكتاب يقع في 308 صفحات من الحجم المتوسط مقسمة على عشرة فصول ومقدمة ويبحث الكتاب في مواضيع حساسة يرى فيها المؤلف مؤشرات هامة لبداية "موت الغرب": منها انخفاض معدلات المواليد وذوبان العائلة واندثارها كوحدة اجتماعية وعزوف النساء عن الحياة الطبيعية التقليدية مثل الزواج وانجاب الاطفال ورعايتهم.
وعزوف الشباب عن مؤسسة الزواج وشيوع الجنس واللواط والحماية القانونية لهذه النزعات غير السوية، يقابل هذا نمو المجتمعات في العالم الثالث وخاصة الاسلامي حجما وكيانا وهجرة العرب والمسلمين الى ديار الغرب وتشكيلهم كينونة ثقافية مغايرة للكينونة الغربية ومتحديه لها وغشيان العرب والمسلمين في ديار الغرب لمجالات الاعلام والسياسة والنقابات وممارسة دورهم بروح رسالية خاصة بعد سبتمبر اليفن.
لقد كان بات بوكانان كبير المستشاريين Senior adviser لثلاثة رؤساء امريكان ومرشحا للرئاسة مرتين كما اسلفنا وله خمسة كتب اخرى تبحث في شؤون الغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا وله رؤية خاصة وصارمة في مواضيع عديدة يحسن بالقارىء العربي ان يطلع عليها وذلك لانعكاسها على العلاقات بين الولايات المتحدة والعالمين العربي والاسلامي خاصة بعد مفاعيل سبتمبر اليفن وتفريعاتها الاستراتيجية.
ينطلق بوكانان في كتابه من قناعة راسخة لديه بأن الغرب عموماً والولايات المتحدة خصوصاً يتجهان نحو الموت والفناء والذوبان ما لم تتم مراجعة سريعة لكثير من سياساته واوضاعه واتجاهاته وما لم ـ على ضوء المراجعة ـ يتم اتخاذ اجراءات فورية تصحيحية. اكبر خطرين يهددان الغرب عموماً يتلخصان في نقطتين: انخفاض معدلات المواليد وموجات الهجرة التي يقوم بها شعوب العالم الثالث (وبالخصوص العرب والمسلمون) الى ديار الغرب. فانخفاض معدلات المواليد في الغرب تكمن وراءه رؤية اجتماعية شائعة هناك بأن هدف الحياة هو (اللذة Pleasure) بكل اشكالها وان مؤسسة الزواج والعائلة باتت عبئا لا داع له طالما الشيوعية الجنسية هناك تلبي حاجة اللذة. لذلك يقول بوكانان سنلاحظ ان معدلات المواليد في انخفاض مستمر وان الوعاء السكاني الغربي في انكماش مستمر وهناك طبقة يسميها بوكانان (ص15) بطبقة الـ Dinks (double income no 2 kids) وهي طبقة اجتماعية آخذه في النمو والتعاظم هناك كفرت بمؤسسة العائلة والزواج ـ وبالتالي المواليد ـ وتسعى على مدى الايام لمضاعفة مداخيلها المالية ونشاطها التجاري. واصبحت المرأة الغربية ـ يؤكد بوكانان ـ مركز هذه الموجه واكسيرها بحيث اصبحت تعزز هذا الاتجاه في المجتمعات الغربية من خلال صورة (المرأة العاملة Career woman) غير المعنية بشؤون البيت والزوج والاطفال. من جهة اخرى ـ يقول بوكانان ـ هناك موجات من الهجرة الضخمة mass immigration القادمة من العالم الثالث وخاصة العربي والاسلامي للاستقرار في ديار الغرب حاملة معها انساق نموها العددي وارتفاع نسبة المواليد لديها وكينونتها الثقافية المنفصلة سيكولوجيا عن الغرب.يقول بوكانان ان هذا النمو الذي تشهده الاقليات العربية والاسلامية في ديار الغرب يشكل علامة بارزة نحو موت الغرب من الداخل. الامريكي - حاليا - في رأي بوكانان منقسم على نفسه في شكل صارخ لا يشكل الشعب الامريكي ليس امة واحدة بل امتين  Two nations: امة فقيرة وامة ثرية ولماذا نذهب بعيدا - يقول بوكانان - فبوش رئيس الجمهورية يقول في خطاب له في 20 يناير 2001 ان الخلافات بين الامريكان انفسهم عميقة الى درجة تدفعه الى الاقتناع بانهم يتشاركون العيش في قارة وليس في وطن؟ وهذا نص ما قاله بوش:
Sometimes Our differences run so deep it seems, "we share a continent ,but not a country" p. 2سبتمبر اليفن (11/9) - برغم توحيدها الظاهري للامريكان - كشفت ايضا عن انقسامات جديدة يؤكد بوكانان هذا الانقسام - الذي ظهر بعد سبتمبر - لا يقوم على اسس اقتصادية او سياسية بل يقوم على اسس ثقافية ودينية وعنصرية اثنيه يتفرع منها نظام مفاهيم يتعلق بالولاء Loyalty على صعيد سياسي واجتماعي، ملايين من المقيمين في الولايات المتحدة يقيمون بطريقة غير شرعية - illegal - حسب بوكانان بل يزعم بوكانان ان ثلثهم - اي الاجانب - ينطبق عليهم هذا الحكم وان ولاء هؤلاء قد يكون لدول وانظمة سياسية في حالة حرب مع الولايات المتحدة حسب بوكانان هناك تسعة ملايين نسمة من الممكن تصنيفهم على انهم illegals أي يقيمون بطريقة غير شرعية في الولايات المتحدة هذا الوضع الفسيفسائي  في الولايات المتحدة سيؤدي في النهاية - حسب بوكانان- الى بلقنة الولايات المتحدة وما يتبع ذلك من اضطرابات داخلية عنيفة Balkanization of America ودعوات انفصالية وانهيار للاتحاد الفدرالي بين الولايات وسقوط السلطة المركزية او اضعافها بشكل مريع ويستشهد بالحالة في المملكة المتحدة ويلز - سكوتلند - ايرلندا وتحركات الباسك Basques في اسبانيا والحركة الكورسيكية Corsica في فرنسا والحركات الانفصالية في ايطاليا هذا ما سيحدث على الاغلب في الولايات المتحدة يقول بوكانان ان لم نتخذ بعض الاجراءات الجذرية. يقول بوكانان ـ مؤلف الكتاب ـ إن الغرب اليوم يموت تدريجيا، يتلاشى، يذوب ببطء، إنه فعلا يموت (the West is dying) (ص .9) إن أمم وشعوب الغرب توقفت عن التناسل reproduction وتوقفت عن إنجاب الأطفال. بل إن إنجاب طفل في كثير من البلاد الأوروبية والشمال الأمريكي نذير شؤم ومدعاة للقلق وعبء اقتصادي لا يطاق. حسب بوكانان هناك سبعة عشر بلدا أوروبيا يتناقص فيها الوعاء السكاني لأن معدلات الوفيات تزيد بوتيرة أسرع من معدلات المواليد: بلجيكا وبلغاريا وكرواتيا وجمهورية التشيك والدنمارك وإستونيا وألمانيا والمجر وإيطاليا ولاتفيا وليتوانيا والبرتغال ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا واسبانيا وروسيا وكل هذه البلدان مسيحية سواء كاثوليكية أو بروتستانتية أو أرثوذكسية. وحدها ألبانيا ذات الأغلبية المسلمة التي يتكاثر فيها السكان بشكل طبيعي وترتفع عندهم معدلات المواليد، وهذا يصيب بوكانان بالرعب والذعر.مقابل هذا التناقص في سكان الغرب يلاحظ بوكانان أيضا هذه الموجات المتعاظمة من هجرة العرب والمسلمين إلى ديار الغرب mass immigration وهي موجات ـ حسب بوكانان ـ تهدد العنصر الأبيض المسيحي بالانقراض والغرق بحيث صَدَعت التايمز اللندنية (16/1/2000) بأن الأوروبيين فصيلة من الكائنات التي في طريقها إلى الانقراض (Europeans are a vanishing species) ص .11 لا بل إن بوكانان يقول انه نتيجة لهجرة العرب والمسلمين إلى الولايات المتحدة أصبحت الولايات المتحدة في كثير من مظاهرها دولة عالم الثالث Third World America وان أوروبا تسير في نفس الطريق ص .3 يدق بوكانان الجرس مرة تلو المرة فيقول ان الطاعون plague أكل في القرن الرابع عشر ثلث أوروبا،وأما الآن ـ يقول بوكانان ـ فإن الغرب ينتحر طواعية ويوميا من خلال حبّـة منع الحمل التي تقتل النطفة قبل أن تتخلق (the pill: the suicide tablet of the west) ص .26 في سنة 1960 كان العنصر الأبيض في العالم يشكل ربع سكان العالم وفي سنة 2000 أصبحوا سدس العالم وأما في سنة 2050 لن يتعدوا عُشر سكان العالم ص .12 سيناريو فعلا ينبىء بانقراض الغرب وموته. ثمة إله جديد يعبدونه في الغرب (امريكا واوروبا خصوصا) يقول بوكانان ـ مؤلف الكتاب ـ اسمه (الاباحية (Promiscuity هذا الإله الجديد يقول بوكانان سوف يقضي على الغرب ويصيبه في مقتل، فشيوع العلاقات الجنسية ـ خارج مؤسسة الزواج ـ وشيوع المثلية الجنسية Homosexuality ساهمت في انتشار كثير من الامراض التناسلية والاجتماعية وظهور الحاجة الملحة لمستشفيات وعيادات اختصاصية مكلفة تتفرغ لعلاج هذه الامراض وكذلك ظهرت فكرة الاجهاض Abortion وحبوب منع الحمل the Pill التي اصبحت في متناول الطلبة والطالبات في سن المراهقة. يقول بوكانان انه في حالة ان الطالبة او الطالب او غيرهما قد نسي الحبة او الـ Condom فان اقرب عيادة للاجهاض في المحلة او الحي من الممكن ان تحل الاشكال:
(IF you forgot to take the pill, or the contraceptive didn"t work, the local abortinist Would not fail)ص 3 . 
يقول بوكانان (ص27) لقد اجريت في الولايات المتحدة منذ 1965 حتى الآن اربعين مليون عملية اجهاض منذ ان حكمت المحكمة الدستورية هناك بان الاجهاض (حق دستوري للمرأة الامريكية)!! ومن الواضع ان بوكانان مستاء جدا لهذا التسيب الذي يعاني منه المجتمع الغربي، اذ يعتقد ان هذا الطريق سوف يؤدي ـ في النهاية ـ الى هزيمة الغرب وانهياره شأنه شأن حضارة روما (ص 47 ـ 4. ويهاجم بوكانان النخبة في امريكا واوروبا Elite التي سيطرت على الاعلام والفنون والسينما والمسرح والجامعات ودور النشر وما يسميه (Valueـ shaping institutions) ص 32 (وكأنه ضمنا يشير الى اليهود اذ ان هذه النخبة هي التي تضع القاعدة الفكرية والنظرية لموجة الاباحية التي تعصف المجتمع الامريكي والاوربي، لقد ساهمت هذه الاباحية في هدم فكرة (العائلة) ومبرراتها النظرية ومسوغاتها الشرعية ولذلك فان العائلة ـ من حيث هي مؤسسة اجتماعية ـ بدأت ـ تدريجيا ـ تختفي في الغرب:
ص 13(Families have begun to disappear)الحركة النسائية الامريكية - في رأي بات بوكانان مؤلف الكتاب - من العوامل الهامة التي ادت الى تفكيك واضعاف وبلبلة المجتمع الامريكي اذ استهدفت هذه الحركة - بقيادة نانسي ليمان وهيلين سالينجر واندريا دوركن وجلوريا شتاينم وشيلا كرونن وروبن مورجان وغيرهن - الى رسم دور جديد للمرأة الامريكية خارج البيت والعائلة والزوج والاولاد وتهميش ذلك واعطاء اهمية اكبر لدورها في مجالات اخرى مثل الاحزاب والنقابات والمصانع والمؤسسات الاقتصادية وغير ذلك بحيث ادى ذلك الى انهيار الوضع العائلي التقليدي في الولايات المتحدة وضمور العائلة كمؤسسة اجتماعية تتكامل في حضانتها تربية الجيل تربية سوية ناضجة، فانتشرت بسبب ذلك الجريمة والانحراف وغير ذلك في المجتمع الامريكي وحتى الاوروبي "ص 36 - 37"يستعرض بوكانان بعض ادبيات وكتابات الحركة النسائية الامريكية ويشير الى مكامن الانحراف فيها والتطرف والغلو منها ما كتبته جلوريا شتاينم "يهودية" من ان فكرة الزواج لا تختلف عن فكرة البغاء والفرق فقط هو ان المرأة تتحول في حال زواجها من رجل الى بغية له طوال فترة زواجها منه marriage is prostitution ومن ذلك ما كتبته شيلا كرونن من ان حرية المرأة لا يمكن ان تتحقق في شكل كامل وصحيح الا اذا الغينا تماما فكرة الزواج ومنحنا المرأة والرجل حق الشيوعية الجنسية، تقول كرونن بالنص:
Freedom For women Cannot be won withovt the abolition Fmarriage
لا بل ان فاليري سولانيس تذهب الى ابعد من هذا اذ تقول بان المرأة تستطيع - فنيا technically ان تستغني عن الرجل في الاشباع الجنسي وحتى في انجاب الاطفال لا بل انجاب البنات فقط ولذلك اسست جمعية مشهرة وقانونية اسمتها جمعية الاستغناء عن الرجل Society For Cutting up men وكتبت في تقدمتها لهذه الجمعية ان الرجال خطأ بيولوجي يجب ان تصححه المرأة ان الذكور حولوا العالم الى - عفوا - "كومة من الخراء".
"The male has made the world a shitpile"
"ص 40" يقول بوكانان ان هذه المفاهيم التي نشطت الحركة النسائية الامريكية في نشرها كانت سببا رئيسيا في انهيار النظام القيمي في المجتمع الامريكي.حسب بات بوكانان ـ مؤلف الكتاب ـ فإن انهيار النظام القيمي في الولايات المتحدة (ص43) The Collapse of the moral order جعل الكثير من الانحرافات الخلقية والسلوكية امراً مقبولاً بين عموم الناس هناك. حسب بات بوكانان ـ مؤلف الكتاب ـ فإن انهيار النظام القيمي في الولايات المتحدة (ص43) The Collapse of the moral order جعل الكثير من الانحرافات الخلقية والسلوكية امراً مقبولاً بين عموم الناس هناك.
فالمثلية الجنسية homosexuality والسحاقية بين النساء Lesbianism والزنى adultery صارت اموراً مألوفة وعادية وجزءا من اليوميـات الامريكـية. وصـارت لهذه الفئات (المخنـثين والنـساء السحاقيات) مقرات وجمعيات ونشرات وكراسات تدعو الجمهور الامريكي ـ تحت مظلة حرية الرأي والتعبير عنه ـ الى ممارسة المثـليـة الجنـسيـة (اللواط) والسحاقـية بين النسـاء وصارت هذه الفئات تطبع كتبا ومجلات واشرطة وكشاكيل عضويـة بالعنـاوين والهـواتف. يقـول بوكانان ـ بحيث باتـت هـذه الفئات تعتبــر عملـها شبيها بالعمل الحـزبي اذ لها مرشحوها في الانتخـابات المحلية والفدرالية.ليس هذا فحسب بل ان البيت الابيض نفسه اصبح منشغلاً في هذا الامر اذ عيّن ملحقاً خاصاً وجهازاً وظيفياً خاصاً لاسترضاء هذه الفئات التي تتنامى مع الوقت في الولايات المتحدة وتكثر. وكان لمجيء بيل كلينتون وزوجته هيلاري الى البيت الابيض دفعة قوية في تشجيع هذه الفئات اذ كان كلينتون وزوجته حريصين على مشاركة هذه الفئات في مسيراتها ومظاهراتها واحتفالاتها (ص45) وصار من حق هذه الفئات غشيان الجيش والقضاء واصبح بعضهم سفراء للولايات المتحدة في الخارج ـ مثال ـ جيمس هورمل سفير الولايات المتحدة في لوكسمبورج (ص45) يقول بوكانان ان الاباحية المتفشية rampant promiscuity في المجتمع الامريكي فجرت المطبوعات الاباحية والافلام والسينما الاباحية ومع انتشار صورة المرأة المتعرية تآكل الاحترام العام للمرأة وتآكل احترام المرأة لقيمتها وذاتها وصار هؤلاء الرجال الذين يكثرون الحديث عن حقوق المرأة الاجتماعية والسياسية هم اكثر من يعبث بالنساء وفي النهاية يلقون بهن على قارعة الطريق (ص44) They toss them away like kleenex حسب تعبيره.بالرغم من اعترافه بان النظام القيمي moral order في الولايات المتحدة قد انهار وتفشت كل اشكال الانحرافات الخلقية والسلوكية وتفريعاتها السياسية والاجتماعية، بالرغم من ذلك- يفصح بات بوكانان عن عنصرية مقيمة في تفكيره عندما يزعم ان الميراث الامريكي والثقافة الامريكية تظل متفوقة على باقي الثقافات في انحاد العالم ( ص59 )  America,s heritage and culture are superior to other foreign or historic culturesليس هذا فحسب بل يصر بوكانان انه ينبغي مراجعة النظام التعليمي في الولايات المتحدة على ضوء هذه الفكرة وتدريس الطلبة في مدارس وجامعات الولايات المتحدة كل ما يمكن ان يعزز تفوق Superiority الثقافة الامريكية ودونية inferiority الثقافات الاخرى في العالم لذلك يقول بوكانان - مؤيدا هذه الفكرة - ان الولايات المتحدة فوق جميع العالم وان الطلبة يجب ان يدرسوا ذلك الامر طوال الوقت: the should be taught that America is unquestionably superior كيف تحافظ ايه قوة في الارض على تفوقها وقد انهار نظامها القيمي باعتراف بوكانان؟
يطرح بوكانان هذه الفكرة الخطيرة - فكرة تفوق الثقافة الامريكية على جميع الثقافات في العالم - دون ان يضع حسابا لردود الافعال - ليس في العالم الثالث فقط بل في المجال الاوروبي الذي يكتنز ويعج بالمفكرين الذين لا يحملون كثيرا من الاحترام للثقافة الامريكية، لا بل ان هناك نوادي ثقافية في لندن وباريس وبرلين وروما وغيرها من المدن الاوروبية والمشتغلة بعالم الثقافة جعلت مهمتها الرئيسة ومحاضراتها ونشراتها ومطبوعاتها هي صد الرياح الامريكية الثقافية لما تمثله من ارتباط عضوي بقيم منفكة عن هموم شعوب وثقافات العالم ومرتبطة بقيم السوق الامريكية والاقتصاد الامريكي والنزوع الى الهيمنة والاستحواذ والاستغلال لمقدرات العالم وشعوبه وشذوذ الولايات المتحدة وامتناعها عن التوقيع والالتزام بكثير من الاتفاقيات العالمية المتعلقة بالطاقة النووية والبيئة اتفاق كيوتو واعتماد الولايات المتحدة المبالغ فيه على ترسانتها العسكرية في تنفيذ سياستها الخارجية وضعف ذراعها السياسي والدبلوماسي اذا ما قورنت بالدول الاوروبية والغربية.
من علامات انهيار النظام القيمي في الولايات المتحدة وهو ما أشار اليه بوكانان في كتابه الثمين (ص 43) انغماس أصحاب القرار في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الامريكية والكونجرس ومجلس الأمن القومي في التجارة واللهاث وراء الدولار. فهذا تشيني نائب الرئيس الامريكي الاكثر تشددا في الادارة الامريكية تجاه العراق بدأت اوراقه تتكشف في الصحافة الغربية. فقد نشرت الاندبندنت اللندنية في 15/9/2002 مقالة لأندرو جامبل بعنوان:
"Fortunes of war await Bush’s circle" يؤكد فيه جامبل ان تشيني كان حريصا بعد انتهاء الحرب 1991 (وقد كان خلال الحرب وزيرا للدفاع في حكومة بوش الأب) الاستفادة من تجربته مع العراق في تكديس ثروته من خير العراق. لقد ترك العمل الحكومي وترأس شركة هاليبرتون Halliburton النفطية ومقرها تكساس. وعندما عقدت الأمم المتحدة 1998 اتفاقية النفط مقابل الغذاء مع الحكومة العراقية كان تشيني يتزاحم مع غيره من الامريكان لكي تظفر شركته بعقد من الحكومة العراقية لتحديث المنشآت النفطية العراقية التي قصفتها الطائرات الامريكية خلال حرب .1991 ولقد ظفرت شركته وقتها بعقدين قيمتهما 24 مليون دولار مع الحكومة العراقية، وتمكنت شركته ايضا من جني 36 مليون دولار في آب 2000 من أعمالها في العراق.ويتوقع جامبل ـ صاحب مقالة الاندبندنت ـ اذا قامت الحرب الامريكية ضد العراق ان يبادر الطيران الامريكي لقصف المنشآت النفطية العراقية مرة أخرى لكي تعود شركة تشيني بعد توقف الحرب للظفر بعقود جديدة لتحديث المنشآت النفطية العراقية مرة اخرى وسحب ملايين الدولارات لجيبه الخاص ويتوقع جامبل هذه المرة شركاء آخرين لتشيني في الادارة الامريكية. اما رمسفيلد وزير الدفاع الحالي فقد كان يتباهى بعلاقته الحميمة بالقيادة العراقية في الكونجرس والصحافة الامريكية 1983 كمؤهل لترشحه للرئاسة الامريكية. لقد كان رمسفيلد في بغداد 1983 يوم اعلنت الامم المتحدة ان العراق استخدم الاسلحة الكيماوية ضد ايران ولم ينبس وقتها بأي تصريح حول هذا الامر. ويشير جامبل ان عددا كبيرا من المحيطين ببوش الابن هم من المشتغلين بالتجارة النفطية oilmen. كذلك لرمسفيلد علاقات قوية ـ تجارية وشخصية ـ مع فرانك كارلوتشي الذي يرأس مجموعة كارلايل carlyle Group للصناعات العسكرية. والتي تزود وزارة الدفاع بكثير من المشتريات العسكرية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في كتابه "موت الغرب": مفكر أمريكي يؤكد إنهيار أوروبا وأمريكا وإسرائيل وصعود الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: قسم الحــوار المسيحي-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: