وقفات مع امرأة دخلت الجنة
عن عطاء بن ابي رباح قال لي ابن عباس: ألا أُريك امرأةً من أهل الجنة ؟ قلت : بلى . قال : هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أُصرع وإني أتكشف ، فادعُ الله لي . قال : إن شئت ِ صبرتِ ولكِ الجنة, وإن شئتِ دعوت ُ الله أن يعافيكِ . فقالت : أصبر . فقالت : إني أتكشف ُ , فادعُ الله لي لا أتكشف , فدعا لها (رواه البخاري)
فلي وقفات مع هذا الحد يث :
الوقفة الاولى : لماذا خيرها الرسول صلى الله عليه وسلم بين الصبر على البلاء والعافيه ؟
الجواب : لأن طريق الجنة محفوف بالمكاره فإن كانت تريد الجنة فلتصبروحتى يتضح صدق إيمانها بالله فالدنيا زمن محدود وينقضي أما الآخرة فهي دار القرار .
الوقفة الثانية : ماسبب أختيارها للصبر ؟ فالمرأة المسلمة التي تريد الجنة لا بد أن تصبر وتتحمل في طاعة الله عزوجل فكيف بالبلاء . . . فلما قالت (أصبر) تستشعرين أيتها المؤمنه بد خول الجنة بها .
كيف وقد قال الله جل وعلا (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) فهل أنتِ أيتها الفتاة المؤمنة تريدين الجنة بغير حساب ؟ إنه الصبر على حجابكِ وستركِ وعفافكِ وطهركِ , فهذه حفصة بنت سيرين تمكث في مصلاها ستين سنة بين صلاة وذ كر وقرآءة للقرآن , لاتخرج من بيتها .
فماذا تريد من خلال صبرها إنها تريد الجنة ! فأين هذا من فتياتنا الذين ركبو مروج التبرج والسفور والأختلاط .؟ فلماذا أنتِ أيتها الفتاة الطاهرة التي أعطاكِ الله تعالى الصحة والعافية لاتريد ين أن تكوني فتاة تريد الجنة ؟ فهل علمتِ بإمرأة فرعون . . وهل علمتِ بماشطة آل فرعون . . وهل علمتِ بأم عمار رضي الله عنها . .
كلهم تحملوا من أجل هذا الدين . . . . فأي الغادين أنتِ يافتاه . .
الوقفة الثالثة : هل الستر والعفاف والحجاب سببٌ لدخول الجنة ؟ . نعم . أيتها الفتاة فعندما قالت : ( إني أصرع وإني أتكشف ) بينت من خلالها أنها محافظة على سترها وعفافها وحجابها. فلا تريد أن تظهر عورتها أو أحد ينظر إليها عند صرعها . فالحجاب سببٌ لدخول الجنة فهل كان بإختيارها أن تتكشف أم لا ؟ .
فالجواب أيتها الفتاة : لا . فكما نعلم بأن المريض الذي يصاب بالصرع يفعل تصرفاتٍ بدون إختيارٍ منه .
الوقفة الرابعة : ماسبب تكرارها (فإني أتكشف فادع لي ) ؟ . فهذا دليل على همتها وحرصها على حجابها . .
أيتها الفتاة : إنها الهمة في تلك المرأة التي تريد الجنة . فهل أنت أيتها الفتاة لديك الهمة للجنة مثل هذه المرأة السوداء . أم تريدين أن تكوني من الصنفان الذين لم يراهما النبي صلى الله عليه وسلم من الكاشفات العاريات فإنه صلى الله عليه وسلم لم يراهما في عهده . . ! فهل ياترى أنتِ سترين النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة بعدما وقعتِ في التبرج والسفور . . . فكم من محجبٍ عن حوضه صلى الله عليه وسلم بسببِ إعراضه عن هد يه صلى الله عليه وسلم فيأتون عند حوضه فيردون ويمتنعون فيقول صلى الله عليه وسلم (أمتي أمتي ) فتقول الملائكة ماتدري يامحمد ماذا أحدثوا بعدك ! فلاحول ولاقوة إلا بالله.....................
أسأل الله أن ينفع بما نقرأ ونسمع والحمد لله رب العالمين .