اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

  نصائح خاصة.. لكل حاج ومعتمر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100250
   نصائح خاصة.. لكل حاج ومعتمر  Oooo14
   نصائح خاصة.. لكل حاج ومعتمر  User_o10

   نصائح خاصة.. لكل حاج ومعتمر  Empty
مُساهمةموضوع: نصائح خاصة.. لكل حاج ومعتمر       نصائح خاصة.. لكل حاج ومعتمر  Emptyالإثنين 8 أكتوبر 2012 - 20:05


الحج والعمرةمن أروع قرارات المسلم في حياته قرار الحج أو العمرة.. فهذه رحلة إلى الله عز وجل، تترك فيها الدنيا وبهرجها، وتهاجر إلى الله ومرضاته، وتُلقي فيها بهمومك ومشاغلك وراء ظهرك، وتستقبل أروع لحظات العمر. ومن هنا فإنني أُذَكِّر إخواني وأخواتي الحجاج والمعتمرين بعدَّة أمور قبل وأثناء رحلة السفر إلى الحج أو العمرة؛ وهذه الأمور هي:

أولاً: بعض آداب السفر:

1- الإكثار من الدعاء: للمسافر دعوة مستجابة؛ فلا ينبغي التفريط فيها، روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لاَ شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ"[1].

2- دعاء نزول المنزل: قد يحتاج المسافر إلى النزول من السيارة، للنوم، أو الأكل، أو قضاء الحاجة، وقد يكون النزول في أماكن فيها من الهوام والسباع والشياطين ما يمكن أن يضرنا؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -كما روت خولة بنت حكيم السُّلمية رضي الله عنها-: "مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ. لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ، حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ"[2].

3- استحباب الاجتماع عند النزول: لما رواه أبو ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: كان الناس إذا نزلوا منزلاً تفرَّقُوا في الشعاب والأودية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ وَالأَوْدِيَةِ، إِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنَ الشَّيْطَانِ". فلم ينزل بعد ذلك منزلاً إلاَّ انضمَّ بعضهم إلى بعض، حتى يُقال: لو بُسط عليهم ثوب لعمَّهم[3].

4- الاجتماع على الطعام: لا تأكل بمفردك، إنما احرص على الاشتراك مع الآخرين؛ وهذا يُحَقِّق لك عدَّة فوائد؛ منها أنه تحصل به البركة والزيادة؛ فقد قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم له يومًا: يا رسول الله، إنا نأكل ولا نشبع. قال: "فَلَعَلَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ؟" قالوا: نعم. قال: "فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ"[4]. ومنها أنه يحدث به إيناس وألفة بين المسافرين، وهذا يُلَطِّف السفر، ويُهَوِّن مصاعبه.

ثانيًا: بعض رخص السفر[5]:

من قواعد الشريعة "المشقَّة تجلب التيسير"؛ ولمَّا كان السفر قطعة من العذاب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَنَوْمَهُ، فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ[6]، فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ"[7]. رتَّب الشارع ما رتَّب من الرخص، حتى ولو فُرِضَ خُلُوُّه عن المشاقِّ؛ ومن هذه الرخص ما يلي:

1- القَصْر؛ وليس للقصر من أسباب غير السفر؛ ولهذا أُضيف السفر إلى القصر لاختصاصه به، فتُقْصَر الرباعية من أربع إلى ركعتين[8].

2- الجَمْع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء في وقت إحداهما: والجمع أوسع من القَصْر، ولهذا له أسباب أُخرى غير السفر: كالمرض، والاستحاضة، والمطر، والوحل، والريح الشديدة الباردة.. ونحوها من الحاجات، والقَصْر أفضل من الإتمام، بل يُكره الإتمام لغير سبب، وأمَّا الجمع في السفر فالأفضل تركه إلاَّ عند الحاجة إليه، أو إدراك الجماعة، فإذا اقترن به مصلحة جاز[9].

3- الفطر في رمضان[10].

4- المسح على الخفين، والعمامة، والخمار.. ونحوها، ثلاثة أيام بلياليهن؛ لحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لِلمُسَافِرِ، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلمُقِيمِ"[11].

5- ترك صلاة النوافل، ولا يُكره له ذلك، مع أنه يُكره تركها في الحضر، ويُستثنى من ذلك نافلة الفجر وصلاة الوتر، فتُصَلَّى حضرًا وسفرًا[12].

حقيبة الحاج والمعتمر

لا شكَّ أن هناك خصوصية لكل مسافر، وأنه يحتاج إلى أشياء قد لا يحتاج إليها غيره، ولكن هذه بعض الأشياء التي يمكن لجميع الحجاج والمعتمرين أن يحتاجوها، وقد يحتاجون إلى ما هو أكثر من ذلك حسب ظروف كل منهم.

أولاً: الملابس:

حسب مدَّة السفر ستحتاج إلى ملابس خارجية كالجلباب أو القمصان، وستحتاج -أيضًا- إلى ملابس داخلية كثيرة، مع مراعاة أن الحاج والمعتمر يبذلان جهدًا كبيرًا يُؤَدِّي إلى عرق كثير، وخاصة في جوِّ مكة والمدينة الحارِّ، وسوف يحتاج إلى تغيير ملابس بشكل دوري.

ثانيًا: ملابس الإحرام:

- في رحلة العمرة لا تحتاج إلاَّ إلى لبس إحرام واحد، ولكن في رحلة الحج قد تحتاج إلى لباسين للإحرام؛ لأنك تُحرم فترة أطول.

- دبابيس لتثبيت ملابس الإحرام.

- شنطة صغيرة تُعَلَّق في الرقبة أثناء الطواف والسعي؛ لتضع فيها أموالك والتليفون المحمول.. وغير ذلك من متعلِّقات صغيرة.

ثالثًا: أدوات النظافة الشخصية:

- فوطة.
- قصافة للأظافر.
- فرشاة الأسنان والمعجون والسواك.
- عطر، مزيل للعرق (مع ملاحظة عدم استخدامهما أثناء الإحرام).
- بالنسبة للنساء يُفَضَّل أخذ مقص صغير؛ لاستخدامه في قصِّ طرف الشعر بعد التحلُّل من الإحرام.

رابعًا: الأوراق المهمة والمتعلقات الثمينة:

- جواز السفر.
- تذاكر الطيران.
- جدول الرحلة.
- عناوين الفنادق ومحلات الإقامة كلها؛ سواء في مكة، أو في منى، أو في عرفة، أو في المدينة.
- تليفون المشرف على الرحلة، وكذلك تليفون المطوف بالسعودية.
- التليفون المحمول + الشاحن.
- نظارة شمسية (مهمة جدًّا).
- نظارة القراءة لمن يحتاجها، (ونظارة احتياطية).
- عدسات لاصقة احتياطية.
- أرقام تليفونات المعارف أو الأقارب بالسعودية في حال الاحتياج للتواصل معهم.
- أقلام وورق.
- قائمة المشتريات المطلوبة منك.

خامسًا: مواد للقراءة:

- المصحف.
- كتب أو أوراق أحكام الحج والعمرة.
- كتيبات أذكار.

سادسًا: متفرقات:

- شمسية صغيرة.
- المنبِّه (إذا كنت لا تعتمد على منبِّه المحمول).
- غطاء للعين إن وُجد؛ (لكي تستطيع النوم في النور المضاء أو الشمس).

سابعًا: أدوية:

الأدوية متوفِّرة بالسعودية في كل مكان، ولكن يُفَضَّل أخذ بعض الأدوية البسيطة للإسعافات الأولية السريعة؛ ومنها على سبيل المثال:

- دواء مسكن للآلام والصداع.
- دواء للإسهال والإمساك.
- دواء للحموضة.
- دواء للبرد.
- كريم للتسلخات (مهم جدًّا).
- ضمادات ومطهِّر للجروح.
- لا تنسَ أخذ أدويتك المعتادة؛ مثل: دواء السكر، أو الضغط، أو القلب، أو الأعصاب.. أو غير ذلك من الأدوية الضرورية لك.

ثامنًا: مأكولات:

الأكل متوفِّر جدًّا في كل مكان، ولكن يُفَضَّل أخذ سندوتشات بسيطة وخفيفة تكفي ليوم واحد؛ حيث إنه من الممكن أن تتأخَّر كثيرًا في المطار في أماكن لا تصل فيها بسهولة إلى الطعام؛ خاصة إذا لم تكن تحمل عملات سعودية.

تاسعًا: الأموال:

- خذ ما تحتاج إليه من المال وزيادة، واحرص على وضع الأموال دائمًا معك في حقيبة صغيرة، أو أحد جيوب ملابس الإحرام.

- محلات الصرافة السعودية لا تُبَدِّل إلاَّ العملات الكبيرة فقط، وبالنسبة للمصريين فهي لا تُبَدِّل إلاَّ العملات فئة المائة والمائتي جنيه.

- يمكنك حمل أموالك على هيئة دولارات أو يورو أو جنيه إسترليني؛ لأن هذه عملات كبيرة لا تحتاج أن تحمل منها أوراقًا كثيرة؛ فتكون أسهل في الحفظ.

- خذ معك بعض الأموال السعودية (الريالات) من مصر، وخاصة العملات الصغيرة (فكة)؛ لأنك قد تحتاجها في المطار أو في الانتقالات، وقد لا يتوفَّر محل صرافة قريب.

- خذ معك بعض عملات بلدك (فكة) لاستخدامها في مطار بلدك وعند عودتك في الانتقالات وللعمال وغير ذلك.

- لا تشغل بالك بتحويل الأموال من عملة بلدك إلى الريال السعودي قبل السفر؛ لأن محلات الصرافة متوفرة جدًّا في السعودية، وأسعار الصرف فيها مقاربة لبلدك، فحوِّل منها ما تريد كلما احتجت.

يوم السفر

الكعبة- احرص على أخذ قسط مناسب من الراحة، ونم جيدًا في الليلة التي تسبق السفر، فأمامك جهد كبير.

- راجع محتويات حقيبة السفر قبل إغلاقها.

- اطمئن قبل خروجك من البيت على وجود جواز السفر وتذاكر الطيران، وبرنامج الرحلة، وأموالك، ورقم تليفون مشرف الرحلة.

- لو كنت مرتديًا ملابسك العادية؛ فتأكَّد من وجود ملابس الإحرام معك في حقيبة صغيرة تصحبها معك في الطائرة.

- احرص على التواجد في المطار قبل السفر بثلاث ساعات.

- وطِّن نفسك على احتمال حدوث تأخير في مواعيد الإقلاع والوصول، خاصة في موسم الحج؛ وذلك للزحام الشديد، ولا تسمح لنفسك أبدًا بالغضب؛ فهذا التأخير أمر طبيعي جدًّا في مثل هذه الرحلات.

- استغلَّ أوقات الانتظار في قراءة القرآن والذِّكْر والدعاء، ومراجعة أحكام الحج والعمرة.

- اتَّصل بأهلك قبل إقلاع الطائرة مباشرة؛ ليعلموا وقت السفر إذا تأخَّرت الطائرة، فلا ينتابهم القلق عليك.

- إذا ركبتَ الطائرة فتعرَّف على زميلك في المقعد إن لم تكن تعرفه؛ فمن الجفاء أن تُجالسه ساعتين دون أن تعرف اسمه وعمله.

- احرص على دعاء السفر: فعن علي بن ربيعة، قال: شهدت عليًّا -رضي الله عنه- وأُتي بدابَّة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: "بِاسْمِ اللهِ". فلمَّا استوى على ظهرها قال: "الحَمْدُ للهِ". ثم قال: }سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لمُنْقَلِبُونَ{ [الزخرف: 13، 14]، ثم قال: "الحَمْدُ للهِ". ثلاث مرات، ثم قال: "اللهُ أَكْبَرُ". ثلاث مرات، ثم قال: "سُبْحَانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ". ثم ضحك، فقيل له: يا أمير المؤمنين، من أي شيء ضحكت؟ قال: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلتُ ثم ضحك، فقلتُ: يا رسول الله، من أي شيء ضحكت؟ قال: "إِنَّ رَبَّكَ يَعْجَبُ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا قَالَ: اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي. يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرِي"[13].

ومن دعائه -أيضًا- عند سفره وعودته ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجًا إلى سفر كَبَّر ثلاثًا، ثم قال: "}سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لمُنْقَلِبُونَ{ [الزخرف: 13، 14]، اللهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ[14]، اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ[15]، وَالخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ[16]، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ[17] السَّفَرِ، وَكَآبَةِ المَنْظَرِ[18]، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ فِي المَالِ وَالأَهْلِ"[19]. وإذا رجع قالهن وزاد فيهن: "آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ"[20]. وعنه -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من غزو أو حجٍّ أو عمرة، يُكَبِّر على كل شَرَف[21] من الأرض ثلاث تكبيرات، ثم يقول: "لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ"[22].

- احرص على معرفة وقت وصول الطائرة إلى الميقات؛ حتى تأخذ نيَّة الإحرام عنده، وقد اعتاد الطيارون على التنبيه إلى الميقات قبله بنصف ساعة تقريبًا، وأوصِ جارك أن يُوقظك لو كنتَ نائمًا.

مسألة: هل يجوز للمسافر أن يُصَلِّي الفريضة على الطائرة أو السيارة أو القطار إذا اضطر لذلك؟ أم يُؤَخِّرها حتى يصل إلى المكان الذي يتمكَّن أن يُؤَدِّيَها فيه؟ وهل يلزم التوجُّه إلى القبلة؟

والجواب: أجابت اللجنة الدائمة عن سؤال مماثل فقالت: إذا كان راكب السيارة أو القطار أو الطائرة أو ذوات الأربع، يخشى على نفسه لو نزل لأداء الفرض، ويعلم أنه لو أخَّرها حتى يصل إلى المكان الذي يتمكَّن أن يُصَلِّيَ فيه فات وقتها، فإنه يُصَلِّي على قدر استطاعته؛ لعموم قوله تعالى: }لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا{ [البقرة: 286]. وقوله تعالى: }فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ{ [التغابن: 16]. وقوله تعالى: }وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ{ [الحج: 78].

وأمَّا كونه يُصَلِّي أين توجَّهت المذكورات، أم لا بُدَّ من التوجُّه إلى القبلة دومًا واستمرارًا، أو ابتداءً فقط، فهذا يرجع إلى تمكُّنه، فإذا كان يمكنه استقبال القبلة في الصلاة وجب فعل ذلك؛ لأنه شرط في صحَّة صلاة الفريضة في السفر والحضر، وإذا كان لا يمكنه في جميعها، فليتَّقِ الله ما استطاع، لما سبق من الأدلة[23].

مسألة: هل يمكن للمصلي في الطائرة أن يصلي جالسًا؟

لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز في ذلك فتوى، يقول فيها:

أمَّا كون المسافر صلَّى جالسًا فلا حرج في ذلك؛ إذا كان لم يستطع الصلاة قائمًا كالمُصَلِّي في السفينة والباخرة إذا عجز عن القيام؛ والحجة في ذلك قوله تعالى: }فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ{ [التغابن: 16].

وإذا أخَّر الصلاة حتى ينزل فلا بأس إذا كان الوقت واسعًا، وهذا كله في الفريضة، أمَّا النافلة فلا يجب فيها استقبال القبلة حالة كونه في الطائرة والسيارة أو على الدابة؛ لأنه ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان في سفره يُصَلِّي النافلة وهو على بعيره إلى جهة سيره، لكن يُستحبُّ له أن يستقبل القبلة حال الإحرام، ثم يُكمل صلاته إلى جهة سيره؛ لأنه ثبت من حديث أنس -رضي الله عنه- ما يدلُّ على ذلك[24].

- إذا دخلت الطائرة في أجواء المطار "سواء جدة أو غيرها" فلتقل دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم عند دخول البلدة، وهو: "اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ، وَرَبَّ الأَرَضِينِ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْنَ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا ذَرَيْنَ، فَإِنَّا نَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَخَيْرَ أَهْلِهَا، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ أَهْلِهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا"[25].

- استمع إلى تنبيهات طاقم الضيافة جيدًا، ولا تنزل من الطائرة إلاَّ عندما يُطلب منك النزول؛ لأن بجدة مطارين، أحدهما للركاب العاديين، والآخر لركاب الحج والعمرة، وقد يُطلب منك النزول في أحدهما دون الآخر، والمخالفة تُؤَدِّي إلى تعقيدات هائلة، وتأخُّر في الإجراءات، وتخلُّف للحقائب، فاحذر هذا تمامًا!

- من المألوف أن تتأخَّر في المطار عدَّة ساعات، فلا تبتئس لذلك، بل احتسب هذا في ميزان الحسنات، وقد وهبت هذا الوقت كله لله، فاترك الله يُصَرِّفه كيف يشاء، ولا تفتر عن التلبية والذكر والدعاء، وإيَّاك ورفع الصوت أو الغضب أو الجدال. ولا تنسَ أن تُطَمْئِن أهلك على سلامة وصولك، ولاطف مَنْ حولك، وهوِّن عليهم الانتظار، وساعد الكبير والضعيف، وكن في خدمة الجميع وحاجتهم يكن الله عز وجل في حاجتك.

أسأل الله أن يُيَسِّر على كل حاج ومعتمر رحلته، وأن يتقبَّلها منه كاملة، وأن يتقبَّل منا ومنكم ومن سائر المسلمين.. إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.

[1] أبو داود (1536)، والترمذي (1905)، وابن ماجه (3862)، وأحمد (7501)، وقال شعيب الأرناءوط: حسن لغيره. وصححه الألباني، انظر: صحيح أبي داود 5/262.
[2] مسلم (2708)، والترمذي (3437)، والنسائي (10394)، وابن ماجه (3547)، وأحمد (27166).
[3] أبو داود (2628)، وأحمد (17771)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح. وصححه الألباني، انظر: صحيح أبي داود 7/378.
[4] أبو داود (3764)، وابن ماجه (3286)، وأحمد (16122)، وقال شعيب الأرناءوط: حسن بشواهده.
[5] انظر: الأحكام التي تتغير في السفر: الموسوعة الفقهية الكويتية، 25/35-37.
[6] نهمته: حاجته ومقصده. النووي: المنهاج 13/70، وابن حجر: فتح الباري 1/99.
[7] البخاري (1710)، ومسلم (1927).
[8] انظر: الجزيري: الفقه على المذاهب الأربعة 1/427-437، والموسوعة الفقهية الكويتية 27/273-280.
[9] انظر: الجزيري: الفقه على المذاهب الأربعة 1/438-442، والتويجري: موسوعة الفقه الإسلامي 2/531-541.
[10] انظر: الجزيري: الفقه على المذاهب الأربعة 1/521.
[11] مسلم (276)، وأبو داود (157)، والترمذي (95)، والنسائي (131)، وانظر في المسح على الخفين: الجزيري: الفقه على المذاهب الأربعة 1/125-156.
[12] انظر: الحُكْم التكليفي لأداء السنن الرواتب: الموسوعة الفقهية الكويتية 25/276، 277.
[13] أبو داود (2602)، والترمذي (3446)، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وصححه الألباني، انظر: صحيح أبي داود 7/355.
[14] اطو عنا بعده؛ أي: قَرِّبْه لنا وسهِّل سَيْرَنَا. العظيم آبادي: عون المعبود شرح سنن أبي داود، ومعه حاشية ابن القيم: تهذيب سنن أبي داود وإيضاح علله ومشكلاته، 7/186.
[15] الصاحب هو الملازم، وأراد بذلك مصاحبة الله إيَّاه بالعناية، والحفظ، والاستئناس بذكره، والدفاع لما ينوبه من النوائب. السيوطي: قوت المغتذي على جامع الترمذي، رسالة دكتوراه إعداد الطالب: ناصر بن محمد بن حامد الغريبي، إشراف: فضيلة الأستاذ الدكتور سعدي الهاشمي، جامعة أم القرى، مكة المكرمة - كلية الدعوة وأصول الدين، قسم الكتاب والسنة، 1424هـ، 2/851.
[16] والخليفة في الأهل؛ يعني: أنت الذي أرجوه وأعتمد عليه في سفري، وغيبتي عن أهلي، بأن يكون معيني وحافظي، وأن تلمَّ شعثهم، وتداوي سقمهم، وتحفظ عليهم دينهم، وأمانتهم. السيوطي: قوت المغتذي على جامع الترمذي 2/851.
[17] الوعثاء: الشدَّة والمشقَّة. النووي: المنهاج 9/111، وابن حجر: فتح الباري 9/259.
[18] الكآبة: تَغَيُّرُ النَّفْس من حزن ونحوه. النووي: المنهاج 9/111.
[19] سوء المنقلب؛ أي: سوء الرجوع، (في المال والأهل)؛ أي: من سوء الانقلاب إلى أهله وماله؛ وذلك بأن يرجع منقوصًا مهمومًا بما يسوءه. وقيل: أي من أن يعود إلى وطنه فيرى في أهله وماله ما يسوءه، مثل أن يُصيب ماله آفة، أو يجد أهله مرضى، أو فقد بعضهم. وقيل: أي من أن يطمع ظالم أو فاجر في المال والأهل. المباركفوري: مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 8/169.
[20] مسلم (1342)، والنسائي (11466)، وأحمد (6374).
[21] الشرف: المكان العالي. ابن حجر: فتح الباري 11/189.
[22] البخاري (1703) واللفظ له، ومسلم (1344).
[23] فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى: جمع وترتيب: أحمد بن عبد الرزاق الدويش، رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء - الإدارة العامة للطبع - الرياض، فتوى رقم (1375) 8/123، 124.
[24] انظر فتوى: (حكم صلاة الفريضة في الطائرة وهو جالس)، الموقع الرسمي للشيخ ابن باز.
[25] البيهقي: السنن الكبرى (8826)، وابن حبان (2709)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده حسن. وصححه الألباني، انظر: التعليقات الحسان 4/337، (2698).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نصائح خاصة.. لكل حاج ومعتمر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ منتدي الاسلاميات العامه ۩✖ :: مقــــالات اســــلاميه :: مقـالات منـوعه-
انتقل الى: