الطاعات.. بعد رمضان
قال الله تعالى
(وَاعْبُدْ ربَّكَ حتى يأتيكَ اليقين))، الحجر:99. المُخَاطَب في هذه الآية الكريمة هو النبي – صلى الله عليه وسلم – والخطاب عامٌّ لجميع الأمة، و(اليقين) هنا هو الموت.
وكان عمر بن عبد العزيز – رحمه الله تعالى – يقول:" ما رأيت يقينًا أشبه بالشك من يقين الناس بالموت ثم لا يستعدّون له ".
والمراد بالآية:استمرار العبادة مدّة الحياة، وهكذا ينبغي أن يكون المسلم دومًا؛ فما يخرج من طاعة إلا ويدخل في أخرى، مستقيم على دينه، ثابت على شرعه.
لكنّ فئامًا من الناس يعبدون الله في شهر دون شهر، أو في مكان دون آخر، وكأنّ ربّ رمضان ليس هو ربّ شوال، بل ربّ سائر العام!
والمسلم الحقّ يكون ربّانيًّا وليس رمضانيًّا، وبئس العبد الذي لا يعرف ربّه إلا في رمضان، ولا يعرف الصلاة في المساجد، وتلاوة القرآن، والصيام إلا في رمضان.
وإذا كان رمضان قد ذهب شاهدًا لنا أو علينا؛ فإن الطاعات والقُربات وجميع الأعمال الصالحة في كل وقت وزمان.ومن علامات قبول العمل أن يُتبع بعمل صالح مثله؛ كما قال المولى سبحانه
(فإذا فَرَغْتَ فانْصَبْ وإلى ربّك فارْغَبْ)).
وأن يكون العبد بعد العمل الصالح في حال أحسن من حاله السابق، وأن ترى فيه إقبالًا على الطاعات، وبعدًا عن الذنوب والسيئات.
فالله الله في الطاعات بعد رمضان، والثبات على الدّين حتى يأتينا اليقين.
اللهم توفّنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، يا ربّ العالمين.