السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخطبة الاولى :
الحمد لله المتفرد بالعزة والجبروت والبقاء، أذل أصناف الخلق بما كتب عليهم من الفناء فإذا هم مردودون
فما خلدوا..ولاسليمان إذ تجري الرياح له..والإنس والجن فيما بينها ترد..أين الملوك التي كانت لعزتها..من كل أوب إليها وافد يفد..حوض هنالك مورود بلا كذب..لابد من ورده يوماً كما وردوا
يا عبد الله: ماذا لو قيل لك أن جندياً من جنود الملك سوف يأتيك في موعد محدد لا محالة فإن وجدك على ما يرضي الملك سوف يأخذك لقصور وزوجات ونعيم وإن وجدك على ما يغضب الملك أخذك للسجن والأغلال والعذاب المهين،فإذا قلت متى الموعد قيل لك الموعد
مجهول لا نحدده لك وإن كان عندنا محدد فكيف يكون حالك؟ ألا تراقب نفسك حتى في المنام رغبة في النعيم وخشية من العذاب؟
. ياعبدالله: اعلم أن لك موعداً لن تخلفه، هذا الموعد مجهول بالنسبة لك معلوم عند علام الغيوب،حدده اللطيف الخبير منذ خلق القلم فقال له اكتب قال ما أكتب؟ قال اكتب ماهو كائن إلى قيام الساعة فهو مكتوب في اللوح المحفوظ، ثم كتب عند الملائكة مع أول عهدك بالحياة وأنت في بطن أمك يوم أن نفخ فيك الملك الموكل الروح وأُمر بأربع كلمات أخرج ذلك الإمام البخاري في صحيحه عن زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ عَبْدُاللَّهِ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ
قَالَ
(إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ وَيُقَالُ لَهُ اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ..))
هذا الموعد لابد لك منه أخبر بذلك من لايخلف الميعاد بقوله:
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ{ آل عمران185
ياعبد الله هذا الموعد المجهول في حياتك موعد الأجل محدد بدقة متناهية بأصغر أجزاء الوقت وإذا جاء الموعد وحضر الرسول ((ملك الموت )) لمهمة انتقالك من هذه الدنيا لحياة البرزخ فإنه لايتأخر ولو جزء من الثانية ولا يتقدم أخبر بذلك من حدد هذا الوقت جل شأنه بقوله:
( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ)الأعراف34
،ويقول سبحانه (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) فاطر45
ياعبدالله إذا أيقنت بأن هذا الموعد قد حدده الذي خلقك وأنه لايستطيع خلقاً من الإنس أو الجن أو غيرها مهما بلغت قوته ومهما عظم سلطانه ومهما كانت مكانته أن يقدم أو أن يؤخر في هذا الموعد كنت إنساناً قوياً في الحق لاتخشى لومة لائم 0 ـــ آمن بذلك إبراهيم فتحدى قومه فألقوه في النار، ولما لم يحضر الأجل ولم يأتي الموعد خرج منها سالماً معافاً بقدرة الله وبتأييد الله
ـــ آمن بها موسى فرجع إلى الذين فر منهم قبل الرسالة خشية القتل ، رجع إلى فرعون في ملكه وصولجانه وعسكره ليدعوه للتوحيد ويقذف في وجهه بالحجج الدامغات ، فظن فرعون بغروره وجهله وسفاهة رأيه أن أجل موسى ومن معه بيده فأراد أن ينهي أجلهم وأن يأتي بالموعد المجهول ، فكان في ذلك حتفه وهلاكه وعاش موسى ومن معه بعده
ـــ وآمن به حبيبنا ورسولنا محمد فما هاب قريش وتهديدهم له بالقتل بل لما أرادوا تنفيذ ذلك أذلهم الله بأن خرج خير الورى يمشي من بينهم ويحثوا على رؤوسهم التراب
ـــ وآمن به خالد بن الوليد فشرب السم الزعاف فما أضره والقائمة تطول وليس الهدف من ذكر هذه النماذج أيها الأحبة في الله أن لايأخذ العبد بالأسباب فنحن مأمورون بذلك ،
ولكن الهدف تقوية الإيمان وتثبيت اليقين بأنه موعد محدد لايملك أحد من البشر تقديمه أو تأخيره
. ياعبدالله: كم من مسافر ركب الطائرة وهو يمني نفسه بالوصول للمحطة التالية فجاءه الموعد المجهول (الموت ) قبل وصوله وتحطمت الطائرة فوصل للمحطة ولكن جثة هامدة محمولة على الأعناق ،
كم من راكب قطار عاين المحطة التي يقصدها بعينه ثم إذا بالقطار ينحرف عن مساره ويحضره الموت فتغمض تلك العين فلا ترى بعد ذلك من الدنيا شيء
، كم من زوج ودع زوجته عند باب المنزل وطلب منها أن تصنع له طعاماً معيناً على العشاء ، فصنعت الزوجة واستعدت لاستقبال زوجها ليذوق طعامها ولكنه عاد بفم مغلق عن طعام الدنيا بأسرها عاد جثة هامدة لا حراك فيها
.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ* وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ* لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ{.سورة ق 19- 22 نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبسنة سيد المرسلين، وبسير سلفنا الصالحين. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه إنه كان للأوابين غفور
اً الخطبة الثانية :
( الحمد لله الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)، أحمده كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله أما بعد: فيا عبد الله هذا الموعد قد ضرب وهذا الأجل قد حدد وأنت لاتعلم متى يكون فماذا أعددت له؟ أما علمت أن من مات على شيء بعث عليه ؟
أخرج الأمام أحمد عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
(مَنْ مَاتَ عَلَى شَيْءٍ بَعَثَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ))، فمن مات وهو ساجد بعث وهو ساجد ،ومن مات وهو يتلو القرآن بعث وهو يتلو القرآن، ومن مات وهو يذكر الله بعث وهو يذكر الله ،وفي المقابل من مات وهو يزني بعث وهو يزني ،ومن مات وهو يغني بعث وهو يغني، ومن مات وهو يدخن بعث وهو يدخن، ومن مات وهو يتعاطى المخدرات بعث وهو يتعاطى المخدرات
وكم من رجل بينما هو يقلب بصره في فاتنات القنوات الفضائية جاءه الموعد المجهول ليختم حياته بتلك المعصية
، كم من شاب خرج ومعه مومسة من المومسات أو فتاة غرر بها وبينما هو في قمة رذيلته جاءه الموعد المجهول ليفضح في الدنيا هو ومن كانت معه ويوم القيامة يفضح على رؤوس الأشهاد
كم من فتاة ضحت بعرضها وشرفها وشرف أهلها من أجل شهوة عابرة فجاءها الموعد المجهول فماتت وهي في قمة خطيئتها
كم من زوجة خانت زوجها فأدخلت رجلاً على فراشه فجاءه الموت فمات في بيتها لتضبط متلبسة بجريمتها أو جاءها الموعد المجهول فماتت في أحضان رجل عربيد فاسق وستبعث على ما ماتت عليه والقائمة تطول
فاحرص ياعبدالله أن يأتيك الموعد المجهول وأنت على طاعة لربك فتفوز والله فوزاً عظيماً
واحذر أن يفجاءك الموعد وأنت على معصية وذنب فتخسر خسراناً عظيماً .
ياعبدالله: لاتكن كذاك الذي جاءه الموعد المجهول فأخذ يصيح ندماً وحسرة بما لاينفعه يقول سبحانه في وصف ذلك الجهول: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ*لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ*فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ*فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ*وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ )المؤمنون: 99- 103 لاتكن كمن فرط فما جاءه الموت طلب التأخير فقد حثك ربك على أن لاتكون مثله بقوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ *وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ *وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)المنافقون 9-11
إني أدعوك من هذه اللحظة أن تتوب وتنخلع من ذنوبك في هذا المكان المبارك فإنك لاتدري أتصل لبيتك سالماً أم لا
(فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ*وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) الذاريات 50-51
هذا واعلموا رحمكم الله أن من أفضل الطاعات وأشرف القربات كثرة صلاتكم وسلامكم على خير البريَّات صاحب المعجزات الباهرات والآيات البينات، فقد أمركم بذلك ربكم جل وعلا، فقال تعالى قولا كريما
إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبدالله، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، ذوي المقام العلي، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين
. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم اجعل هذه البلاد آمنة مطمئنة رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح اللهم ولاة أمورنا ووفقهم لما تحب وترضى، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم نوّر على أهل القبور من المسلمين قبورهم، اللهم واغفر للأحياء ويسر لهم أمورهم. اللهم تب على التائبين واقض الدين عن المدنين واشف مرضانا ومرضى المسلمين إنك أنت الرحمن الرحيم يا رب العالمين، اللهم يسر أمر كل مؤمن ومؤمنة ،وأمر كل مسلم ومسلمة، وتول أمر كل مؤمن ومؤمنة يا رب العالمين،
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم أعذنا من إبليس وذريته، اللهم أعذ المسلمين من إبليس وذريته، اللهم أعذ ذرياتنا من إبليس وذريته إنك أنت السميع العليم يا رب العالمين، اللهم احفظ ووفق إمامنا وولي أمرنا ،لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم اجعله من الهداة المهتدين ،اللهم انصر به دينك يا رب العالمين، وأعل به كلمتك، اللهم أعنه على أمور الدنيا والدين، ووفق بطانته لما تحب وترضى، اللهم اجعل ولاة أمور المسلمين عملهم خيرا لشعوبهم وأوطانهم إنك على كل شي قدير، اللهم احفظ الإسلام وأهله في كل مكان، اللهم احفظ الإسلام وأهله في كل مكان، اللهم أعز الإسلام وأهله في كل مكان، اللهم أعز الإسلام وأهله في كل مكان يارب العالمين
اللهم أغفر لنا وارحمنا،وأغفر اللهم لآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا وبناتنا ،وإخواننا وأخواتنا ،وأزواجنا وزوجاتنا ،وأحيائنا وأمواتنا .اللهم أرحم أموات المسلمين،وأغفر لهم وتجاوز عنهم ،من عرفنا منهم ومن لم نعرف،ومن ذكرنا ومن لم نذكر
.اللهم يا عظيم العفو،يا واسع المغفرة،يا قريب الرحمة يا ذا الجلال والإكرام،هب لنا العافية والسلامة في الدنيا،والعفو والمغفرة في الآخرة،اللهم ارحم ضعفنا،وتول أمرنا ،وأحسن خلاصنا،وبلغنا مما يُرضيك آمالنا،اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك،ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا .للهم أنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى،اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء،وسوء القضاء وشماتة الأعداء يا سميع الدعاء
(رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) البقرة:201
عباد الله:
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)
واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون