دخل رمضان ولازال هناك فئة من مضيعي لأجوره ممن يسيرون خلف طائفة أبت- ولا تزال - كل عام على نفس الموعد والزمان؟!!
أنفقت الأموال والطاقات لتقدم للمسلمين -وعلى السفرة الرمضانية- أنواع شتى من السخف والانحدار ؟!!
فمن هم هؤلاء ؟
إنهم ثلة من البشر قد وضعوا عقولهم جانباً فاستحوذ عليهم الشيطان لينذروا أنفسهم وقفاً لخدمة اللغو واللهو والعربدة بشتى أنواعها، ناصبين لهم أسوء الشعارات الجامعة بين السخف وتزييف الحق و الحقيقة ،
فوضعوها بإطار كوميدي ؛ لجذب عقول فشلت في تقدير الزمان ؛ فاشتعلت الهمم في النشاط التخريبي الرمضاني _ خاصة في أوقات الذروة ( الإفطار والسحور ) ؛ نظراً لإخفاقهم في فهم المدلول الشرعي له ؛ فقل حياءهم نتيجة لذلك ولا لوم ؛ فـ ( إذا لم تستحي فاصنع ما شئت ) مما ترتب عليه [ آثار شر ] تمثلت في تقديم بصمة رديئة لتخريب القيم والأخلاق ، وإحلال مكانها زبالة من اتجاهاتهم الفكرية البذيئة ، في نفوس أشخاص ذوو عقول ( اسفنجية) تمتص جُلّ هذه الاتجاهات ، ومنهم من لا يكتفي بالامتصاص فيتبرع بالمساهمة في النشر والدعاية لها بشتى المصادر بالمجان ..فيبوء بوزره ووزر غيره ..
ولو أسهبت في التعريف لما صعب علي ؛ ولكن لم أشأ أن ألطخ أوراقي فاكتفيت بما سبق ..
إلى من يتابع هؤلاء ؟!
لا يخفى عليكم أن في هذا الشهر المبارك غنيمة عظيمة وهي :العتق من النيران لحديث
إن لله تبارك وتعالى عتقاء كل يوم وليلة ) ،
ولكن السؤال الذي قليل من يعرف جوابه ؛ متى تبدأ فترة العتق ؟
إنها تبدأ وقت الإفطار ، الوقت الذي استغله الإعلام السيئ بمصطلح ( وقت الذروة ) لجذب من صاموا عن الأكل والشراب – وما صاموا عن متابعة اللغو واللهو الباطل - ؛ فهل تطلبون عتقاً وأنتم متربعي فاتحي الأفواه ضحكاً لمشاهدة هذه النفايات التي تفنن في إعدادها شياطين الإنس ممن لم يشأ الله أن يصفدوا في رمضان ..إنني أكبر فيكم عقولكم – فيما لو أعملتموها قليلاً – وراجعتم حساباتكم
لتكتشفوا حجم التبعية التي يغط فيها كثير من الناس ، وكيف ساهمت هذه السخافات بتبنيج الأذهان السليمة ، وتخريب القيم الجميلة داخل منازلنا والتي ما كانت لتحصل لولا أننا نحن من وقّع بالموافقة عليها.
إن العجب ممن لم يستطيعوا مقاومة هذه الشهوات التي تطمس القلب والعقل ولم يتحكموا بها فاستعلت عليهم ، ثم صفقوا لهم ؛ والسؤال الآن: إن فشلنا أمام هذه الفتن البسيطة فكيف سنقاوم فتن آخر الزمان والتي من أخطرها ( فتنة المسيح الدجال )!! فتصبروا قليلاً ؛ فإنما الحياة أقصر من أن نلوثها بشهوات عابرة قد نحرم منها غنائم مباركة .
إلى هؤلاء ؟!
إن القلب ليحزن عليكم ويعجب من صنيعكم! تأملت رسالتكم المزعومة ( بمناقشة القضايا الاجتماعية ) فتبسمت ساخرة ولا أعلم كيف تجرأتم بذكر هذه الرسالة التي تخالف الطرق العملية المستخدمة لتحقيقها ؟! ألهذه الدرجة تستخفون بعقليات المشاهدين ؟!!
تكرماً حينما تفكرون في التجرؤ على فعل شي، فتجرئوا على فعل شيء ذي قيمة ، تتخطون فيه ذواتكم وحدودها ، لتبدأوا التفكير في بذل عمل يؤثر – إيجاباً – على الكوكب الإعلامي بأسره ؛ فتنحازون إلى جوار رغبة العالم في النماء ..
احترت في معرفة سبب قيامكم بهذا ؟
فعلمت أن معتقداتكم هي التي تجبركم على القيام بما قد ترونه حسناً وهو في الحقيقة حمقاً ؛ لأن المتأمل لأعماركم والإطار الذي رسمتموه لحياتكم سيتوقع أنكم تعيشون اضطرابات نفسية وحرمان وخداع من الحياة ؛ فتخرجونها للناس بقالب رديء ينبئ عن حجم الحمق المتمثل في تشويه صوركم وسمعتكم وأبنائكم مقابل دنانير معدودة ، فتواصلون عاداتكم السيئة إلى أن تؤذيكم فتكلفكم ألماً قد لا تبوحون به ، فتقودون حياتكم نحو اكتئاب دائم ، ثم تموتون قبل أن تحيوا !! ولو جرب أحدكم أن يمسك جرة قلم لكتابة سيناريو حياته سيظهر له }مسلسل حزين{ يتنافس الجميع على عرضه لتسكب الدموع على حال صاحبه !!
إنني أكرهكم في الله ( كثيراً كثيراً ) نتيجة لصنيعكم وأوساخكم التي لوثتم بها منازلنا ، ولأنكم تجرأتم على حدود الله ، فارجعوا لحديث : " ويلٌ للذي يُحدِّث بالحديث ليُضحك به القوم فيكذب ، ويلٌ له ، ويلٌ له " ولست بصدد تحليل صنيعكم ؛ فالحلال بين والحرام بين ولا غبار عليه ؛ لكن أرجوكم كفى عبثاً بقيمنا وأخلاقنا ومجتمعنا.. إلى متى تستخفون بعقول المسلمين بعد أن تنازلتم عن عقولكم ؟
متى ستعلنون اكتفاءكم من التهريج والضحك الذي هو في الحقيقة حثالة أوقاتكم وأعماركم التي أفنيتموها في سبيل تقديمها للمسلمين ؟ وليتها ذات قيمة ؟ أنني لا أجد وسيلة للتعبير عن الكره الذي أكنـّه تجاه تجرؤكم على حرمة الشهر المبارك ؛ إلا دعوة صادقة بأن [يعجل الله بهدايتكم أو يأخذكم ويصفدكم ] كما صفدّ شياطين الجن - إن كان قد قضى عليكم في سابق علمه بالخذلان- ؛ ليريح دنيانا ومنازلنا وشهرنا من وقاحة أفعالكم ، ويعيش المسلمون في شهر نقي غني عن تهريجكم ..