شرع الزواج في الإسلام لإشباع حاجات الإنسان الدنيوية وكذلك غرائزه البشرية ؛ وليكون الزواج نواة لتكوين أسرة مسلمة صالحة تكون نواة لمجتمع مسلم صالح , وهو سبيل ليعف الإنسان نفسه ويحصنها من الانزلاق في مستنقع الرذائل والشهوات..لذلك وجب على كل إنسان شاب أو فتاة يريد الزواج أن يحسن الاختيار وان يتعرف على الصفات الواجبة سواء في الزوج أو الزوجة وتكلمنا فيما مضى عن صفات الزوج المثالي واليوم نتحدث عن صفات الزوجة المثالية والتي يقول عنها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)
عَنِ أَبي هُريرة رضيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنِ النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: " تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ " مُتّفَقٌ عَلَيْهِ
أولاً : رؤيتها تسر العين والقلب
يقول النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) عن مواصفات الزوجة الناجحة في حديث فيما معناه ( إذا نظر إليها سرته وإذا غاب عنها حفظته في عرضها ونفسها ومالها وبيتها ) وهذا الحديث يوضح الصورة التي لابد أن تكون عليها الفتاة أو الزوجة المثالية .
إذا نظر إليها سرته أي أنها مهتمة بمظهرها الخارجي تهتم بجمال وجها في حدود الشرع والدين وتهتم بملبسها وزيها الإسلامي الشرعي بحيث إذا نظر إليها خطيبها أو زوجها فيما بعد يسر من رؤيتها ويجد في وجهها النضارة والبشاشة التي تعطيه الدافع نحو الاهتمام بها وعدم النظر إلى غيرها وأكثر المشاكل الزوجية تكون بسبب إهمال الزوجة في مظهرها وملبسها وطلاقة وجهها مع زوجها ..ولكن ليس معنى ذلك أن يطغى هذا الاهتمام بالمظهر على أشياء أخرى أهم ولكن بالتوازن ومعرفة فقه الأولويات .
ثانيا : تجيد فن التعامل مع الآخرين
قال بعض الصحابة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ما قولك في امرأة تصلى وتصوم وتقيم الليل وتتصدق وتزكى ولكنها تؤذى جيرانها فرد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) هي في النار فاندهش الصحابة وقالوا يا رسول الله إنها تفعل كل خير فقال عليه السلام هي في النار رغم صلاتها وصومها وقيام ليلها . فالإنسانة الملتزمة الصوامة القوامة ولكنها لا تجيد التعامل مع جيرانها وأهل زوجها والمجتمع الذي تعيش فيه لا تستطيع أن تكون زوجة ناجحة لأنها ستكون نموذج سيئا للإسلام وسيشبهها الناس بهذه المرأة التي ذكرت في الحديث..واغلب المشاكل الزوجية خاصة مع أم الزوج يكون سببها الزوجة لعدم قدرتها على التعامل مع الآخرين واحتوائهم .
ثالثا :حكيمة الرأي راجحة العقل
تزن الأمور بميزان العقل وتنظر إلى الواقع من حولها نظرة حكيمة تستطيع من خلالها الحكم على الأشياء مما يمكنها من اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب بعد استشارة الآخرين ممن هم خبرة عنها وخاصة في الحياة الزوجية التي تمر بمنعطفات تحتاج إلى رأي حكيم وعقل لبيب وقدوتها في ذلك أم المؤمنين أم سلمه رضي الله عنها في موقف صلح الحديبية وملكة سبا التي لجأت إلى قومها لاستشارتهم في الرد على هدية سيدنا سليمان عليه السلام..فكلا منهن قراءت الواقع جيدا ونظرت للأمور بعقلانية وحكمة دون الاندفاع وراء العاطفة التي تتميز بها أغلب النساء .
رابعا : ذات حسب ونسب
يقول النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)( تخيروا لنطفكم فان العرق دساس ) إن انتقاء الزوجة على أساس الأصل والشرف والصلاح ينشئ الأولاد على خير من العفة والطهارة .
خامسا : رقيقة المشاعر مهذبة الأخلاق
تغدق على من حولها من أقرانها من الفتيات بالحب والود وتتصف بينهم بالأخلاق الحسنة والسمعة الطيبة , لينة سهلة بشوشة ليست فظة التعامل لا تحمل في قلبها غلا ولا حقدا ولا حسدا لأحد تعطى دائما ولا تنتظر المقابل .
سادسا : تتصف بالرضا والقناعة
فالرضا بقسم الله هو ما يميز أي فتاة عن الأخرى , ترضى بقسم الله في كل شئ وخاصة بعد الزواج لان الحياة الزوجية كما قلنا قبل ذلك تمر بمراحل ومنعطفات خطيرة تحتاج إلى الرضا والقناعة والصبر لان الزواج ليس كلام معسول وإنما قول وعمل وتحمل مسؤولية أسرة وأبناء وإصلاح لهذه الأسرة حتى تكون لبنة صالحة في المجتمع المسلم
وأخيرا..هذه بعض المواصفات ولكل إنسان اختياره ورأيه واجتهاده , ندعو الله عز وجل أن يهدى شباب المسلمين إلى ما فيه الخير والصلاح والفلاح ولا تنسى أخي الحبيب إذا أردت أن تكون زوجتك مثل فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم فكن أنت كعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأمر بما يستطاع كي تطاع ولا تحلق في عالم الخيال حتى لا تصطدم بالواقع واعلم أن لكل منا محاسنه وعيوبه فكن واقعيا ولا تنخدع بالمظهر فالريحانة رائحتها طيبة ولكن طعمها مر.