اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

 "المراهقون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100265
"المراهقون  Oooo14
"المراهقون  User_o10

"المراهقون  Empty
مُساهمةموضوع: "المراهقون    "المراهقون  Emptyالأربعاء 30 مايو 2012 - 21:23

"المراهقون

عباد الله : في كتاب الله بيان من الله عن أنبيائه حين توجهوا إلى ربهم بصلاح ذرياتهم من قبل مجيئهم ومن بعد مجيئهم، فهذا زكريا عليه السلام يقول : [ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ] {آل عمران:38}.وهذا إبراهيم عليه السلام يقول “[رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ] {إبراهيم:40} . ويشير المولى سبحانه لقول بعض عباده الصالحين حين قال “[قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ المُسْلِمِينَ] {الأحقاف:15}.ويشير جملة لقول عباده المتقين فيقول سبحانه "[وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا] {الفرقان:74} .
نعم عباد الله : "عباد الله " حديثنا اليوم عن المراهقين الذين أرهقوا آبائهم بتصرفاتهم الغير متزنة وأرهقوهم بمشاكلهم المتكاثرة فأمرضوهم وأحزنوهم ولا حول ولا قوة إلا بالله ، إنها مرحلة المراهقة فالمراهق يلجأ إلى وسائل عديدة تتضمن المغامرة وركوب المخاطر ومواجهة الصعاب وحب كل ما يهواه وإن كان فيه ضرر عليه ودمار لحياته ، والمراهق إن لم يجد موجها إنساق في هواه فضاع وهلك وكان أمره فرطا، لان المراهق يريد أن يثبت للآخرين أنه الأقوى والأفضل والأحسن. ولذلك يحب الظهور والشهرة والفراغ ومحاكاة رفقة السوء الذي جروه وعلموه كل خلق سيء ، ولعل أثر وسائل الإعلام المنحرفة عليهم والألعاب الإلكترونية كأفلام المطاردات ومسلسلات العنف والترف وتلبية طلباتهم في كل صغير وكبير وعدم تقدير النعم كل ذلك كان من أسباب تفاقم هذه الظاهرة الخطرة ومع الأسف نجد كثيرًا من الأولياء يخلط بين الحبّ والعاطفة والنصح والتربية، فالتربية إبداع لا عاطفة رخوة ولا سوط فاتك بل مناخ ملائم وهمٌّ دائم، وليس من الحب أن تقتني لابنك وأسرتك معولات الهدم وقد أغناك الله وهيألك بديلا عنها ، فاليوم مثلا كم من أسرة فتحت أبواب الشر لأبنائها من مئات القنوات الفاسدة وهناك البديل التربوي والديني قد توفر ولله الحمد في عشرات القنوات الإسلامية التي تغذي البيت الأسري بكل منفعة في الدنيا والآخرة وتضفي عليه سكينة الإيمان وطمأنينة الرحمن ، فلما التجاهل لها والبحث عن ما يفسد البيت الأسري من قنوات لا ترعى حق الله في برامجها ، ثم بعد ظهور المشاكل نئن ونبحث عن العلاج التي تولدت بأيدينا وبإختيارنا ، أين الحزم في مثل هذا الأمر ، أين قوامة الرجل على أهل بيته والله تعالى يقول "[الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ] {النساء:34} " وأين أخذ الأمر بجديته طالما الخطر لنا بين وظاهر قال تعالى " [خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ] {البقرة:63} .
إن بعض الآباء عاجز أن يأمر أطفاله الصغار بالالتحاق لحلقات القرآن التي تغرس فيهم خصال الخير فكيف بمن هم أكبر من ذلك ، بل تركهم يغرقون في أهوائهم فلم يجدوا غير الشوارع والأرصفة يتعلمون منها وينهلون من مخاطرها ما يفسد فطرهم الزكية وقلوبهم الطرية ، وبعض الآباء عاجز أن يمنع أذى أبناءه بمرافق الجامع بل لربما يمشى إلى الصلاة وأبنه يلهو ويلعب في ساحة الجامع ولا يوجهه ويعلمه ويأمره بالصلاة ، وكم وكم كسر وعبث بمرافق هذا الجامع من هؤلاء الأبناء ، فمن منا قدس هذه المشاعر في قلوب أبناءه وأوصاهم بخطر وعظم المساس بهذه الشعائر الإسلامية والله تعالى يقول " ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب " أم لسان حال الواحد منا ، أبنائي لا يفعلون هذا ، بل والله إنهم أبناؤك فأفق من سباتك العميق ، يا أهل حينا المبارك أناديكم بأعظم نعمة منّ الله بها عليكم فقال " يا أيها الذين آمنوا ، فأقول يا أيها الذين آمنوا ، إن من واجبنا جميعا النصح والتذكير والتوجيه بالتي هي أحسن بالرفق واللين ، عند أي عبث يرى بمرافق جامعنا هذا فالأمر لا يتعلق بإلامام وحده بل هذا بيت الله وهو أقدس عندنا من بيوتنا التي لربما هوجمت من طفل مؤذي لزجرناه ونهيناها فبيت الله أحق من بيوتنا فلنوجه وننصح لأي عبث وخلق سيء داخل الجامع أو خارجه أو حتى داخل الحي فهؤلاء أبناؤنا جميعا وإن من المنكر أن نرى المنكر فلا نغيره ، وكأن الأمر لايعنيينا والله تعالى يقول "[ وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ] {المائدة:2} " والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عمل وعبادة مطالب بها كل مسلم وخطاب النبي صلى الله عليه وسلم كان للأمة جمعاء وذلك حين قال صلى الله عليه وسلم " من رأى منكم منكرا فليغيره " فلنغير بالنصيحة والتذكير في رفق ولين حتى نكون جسدا واحدا وحيا مثاليا خاليا من المنكرات وكل خلق سيء بين أي فرد منا ، قال تعالى "[ وَالْعَصْرِ ، إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ].
عباد الله :يقول الله سبحانه وتعالى :[وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ] {يوسف:53} " هذه النفس فطرت على حب ما فيه ضرر عليها ومهلك لها ، هكذا خلقت وهكذا جبلت، لكن الذي خلقها وفطرها لم يترك الناس هملا ولم يتركهم سدى فرائس للنفس والشيطان ، بل مدهم برحمته وفضله بما يهذب نفوسهم ويقومها ويقيمها ، وما جبلت النفس ما جبلت عليه إلا ابتلاء واختبارا للعباد ليتميز أهل الإيمان من أهل الكفر وأهل الطاعة من أهل المعصية ، وأهل الجنة من أهل النار ، فمن جاهد نفسه واستعان عليها بالله ثم بعمل ما يرضيه وقاه الله شر نفسه وهداه الله سبل كل خير .
قال تعالى " [وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ] {العنكبوت:69} " وقال سبحانه " [وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى] {النَّازعات:40} " فالعلاج والدواء بأيدينا فمن آخذه نجا ومن تركه هلك قال تعالى " [إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا] {الإنسان:3} .
عباد الله :يمر المراهقون في مراحل نموهم بالكثير من التغيرات النفسية والجسمانية ومرحلة المراهقة هي فترة انتقالية يتحول المراهق خلال هذه الفترة إلى الاستقلال عن أسرته ليصبح شخصا مستقلا يكفي ذاته بذاته، إلا أن أسرته يعانون منه معانات لا تنتهي حين يرون أغلى ما يملكون يخرج عن طوعهم وإرادتهم بتصرفات يندى لها الجبين وكم من مراهق جر لأهله الويلات والمصائب ، لكننا نقول كيف يستقيم أمر من لا يعرف شيئا إسمه الصلاة وكيف يستقيم أمر من لا يعرف شيئا إسمه القرآن ، وكيف يستقيم أمر من لا يعرف شيئا اسمه التعوذات الشرعية ، وكيف يستقيم أمر من لا يعرف عقوبة الذنوب في الدنيا والآخرة ، وكيف يستقيم أمر من نأ بنفسه عن حفظ الله وكلائته ، قال تعالى " [قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونٍَ] " ويقول صلى الله عليه وسلم " يا غلام إحفظ الله يحفظك "
عباد الله : يجب علينا جميعا أن نجرع أبناءنا الهداية للطريق المستقيم والتمسك بها والمحافظة عليه والتذكير الدائم بعظمها عل وعسى أن تمسنا وأبناءنا رحمة الله تعالى ، ومن صدق الله في مجاهدته لنفسه وإبنه وأسرته صدقه الله في رحمته وفضله وبره ، قال صلى الله عليه وسلم " إن تصدق الله يصدقك " عباد الله ، الآباء في صراعات مع أبناءهم في أمور شتى كحرية اختيار الأصدقاء وطريقة صرف النقود والمصروف ومواعيد الرجوع إلى المنزل وطريقة المذاكرة ومشاكل الدروس الخصوصية وطريقة اختيار الملابس وقص الشعر واستعمال سيارة الأسرة في سن مبكرة ولجوء الشاب لاسيما الذي لا يجد من يسمعه أو يصغي إليه إلى الانضمام إلى رفقة تشبع حاجاته التي فشلت الأسرة في إشباعها أو اتخذت أساليب غير تربوية في رعاية ابنها الذي نشأ بينها تحت مطارق النقد واللوم و التوبيخ ، والتهديد والوعيد بسبب سلوكياته التي تبدر منه ولا ترضيهم ، دون أن يحاول أي منهم مساعدته على تعديلها أو تبديلها بما هو أفضل منها ، مما يتسبب في النيل من كرامته وجرح مشاعره وطمس معالم هويته ، لذلك يجد المراهق سلوكياته دائما مرفوضة في رؤية الآباء، بينما يجد سلوكيات أقرانه المماثلة لها مقبولة في رؤية الرفقاء ، مما يجعله يميل إليهم من أجل اكتساب الاعتراف بذاته في إطار جماعتهم فيخيل إليه أن الابتعاد عنهم يبعد عنه الملل فيلجأ إلى رفاق السوء وأحلام اليقظة والانطواء على النفس وطغيان الدوافع الجنسية الغريزية وهذا خطأ أبوي تربوي كبير ، قال الله تعالى " [ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ] {النحل:125}
"فعلى الآباء أن يكونوا دعاة قدوة حسنة في سلوكهم وعقابهم وإعطاء المراهق مزيدا من التفهم والتفاهم والحب والصداقة هذا نبينا صلى الله عليه وسلم" تعامل مع بحكمته ورحمته وعطفه فهذا الشاب المراهق جاء للرسول صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد وسط أصحابه معلنا الثورة الجنسية فقال : يا رسول الله إئذن لي في الزنا.. فهمهم الناس وتضجروا من السؤال الجريء ولكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بحمله وصبره لم يغضب وعالج الأمر بعلاج نبوي عظيم ، وجعله في قصه وحوار جميل هادئ بعيدا عن الغضب فطلب أولا من هذا الشاب أن يقترب " فاقترب الشاب " رغم أنه كان يستطيع أن يجيبه وهو في مكانه ولكنها الإشارة النبوية إلى أن هؤلاء المراهقين يحتاجون إلى أن نقربهم منا حتى يكونوا في مجال تأثيرنا النفسي فلما اقترب الشاب كان الرسول صلى الله عليه وسلم قادرا على أن يجيبه بكلمة واحدة وهو صاحب التشريع فيقول له: إن الزنا حرام وتنتهي القضية وتحسم! لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أبا إلا أن يعلمنا أدبا نبويا نتعامل به مع أبناءنا في كل خطأ يقعون فيه ، فاستخدم المنطق السليم والحوار من أجل أن يقنع عقل هذا الشاب..فقال له بعد أن قربه إليه وضمه إلى جانبه ،هل ترضاه لأمك؟ والشاب يجيب مستنكرا بأبي وأمي أنت يا رسول الله لا أرضاه لأمي، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: والناس كذلك لا يرضونه لأمهاتهم! ويكرر هل ترضاه لخالتك؟ هل ترضاه لأختك؟ هل ترضاه لعمتك؟ والشاب يجيب نفس الإجابة والرسول صلى الله عليه وسلم يبادره بنفس الرد وكان أيضا قادرا على أن يضرب مثالا واحدا ولكنه الصبر والتركيز على المعنى حتى يصل إلى قلب وعقل هذا المراهق ثم كانت الأخيرة بأن وضع الرسول صلى الله عليه وسلم يده الشريفة على صدر هذا الشاب ودعا له أن يملئ الله قلبه بالإيمان فخرج الشاب وهو يقول: والله ما هناك شيء أبغض إلي من الزنا.
فيا أيها الآباء احذروا من سرعة التذمر و الغضب و التهيج و التفرد في اتخاذ القرار إذا إمتنع المراهق من الاستجابة فإن المراهق الحيوي يحتاج إلى تفريغ طاقته بأفعال إيجابية ، و لا يحتاج إلى سماع كلمات الزجر ليكف عن الحركة ، لان صاحب الحالة المزاجية يتسم بالعناد و التحدي ، و هو شخص شديد المراس ، يميل إلى الجدل ولا يقبل ركود الحال وهذا الصنف يحتاج إلى الهدوء والإقناع والتدرج والمشاركة كي يستجيب و يتفاعل ، وهناك حالة مزاحية خجولة فهي شخصية تصاب بالإحباط بسرعة وترتبك في بداية أي موقف لكن سرعان ما تصبح طبيعية متكيفة مما يدل على حاجتها إلى الوقت و التشجيع وإعادة طمأنينتها بالتمهل والتعقل ، لابد للآباء أن يمدوا جسر التواصل بينهم وبين أبنائهم دع المراهق يعبر عن رأيه لا تقاطعه وجهه واشرح له سبب رفض طلباته المستحيلة ،استجيب بتواضع لرغباته المعقولة وإياك أن ترضخ لمزاج الطفل لكل طلب يطلبه منك حتى لا ترسخ المزاجية وتعزز الفوضوية فيه ولكن لا بأس أن تسمعه لكل طلب يطلبه كلمة نعم ،حتى تتجنب انفعاله وإصراره، ويبقي جسر التواصل بينك وبينه لتتدرج بعد ذلك في بيان ضرر مطلبه حتى ينساق لرأيك بدون مصادمة، كذلك تجاهل أخطاءه القولية والفعلية عند انفعاله وإصراره الزم الصمت حتى تشعر بهدوءه وأن الوقت حان لتوجيهه ، إزرع في نفسه المسئولية البيتيه واجعل له عملا بيتي يشعر بدوره فيه واحذر من مزلق تجاهل الابن في البيت والاعتماد على الخدم في كل شاردة وواردة ، كلفه ببعض الأعمال التي تغرز فيه الشعور بقيمته لدى الأسرة وحاجة الأسرة له ،إستشره في بعض متطلبات الأسرة وخذ رأيه وأثني على رأيه ، إذا تحدث بحديث فلا تسكتوه واستمعوا له وأعيروه اهتمامكم لحديثه وإن كان تافها أو مملا أو طويلا ، فالمهمل من الأسرة تسحق نفسيته ويزيد تقاعسه وينطوي على نفسه ويصاب بعقدة المواجهة مع الآخرين ، فلا بد من سعة الصدر والصبر والمصارحة ولا تتوقع أن يستجيب المراهق لك عندما تطلب منه تغير عشرة سلوكيات في وقت واحد بل يحتاج الأمر صبرا وحلما مع المناصحة الدائمة ، احفظ إيجابيات المراهق في كل سلوك سيئ يتجنبه وأثني عليه وادع له بالخير.
عباد الله إن فترة المراهقة فترة حرجة جداً، فهي فترة انتقالية بين الطفولة المتأخرة والنضوج، يعمل فيها المراهق على التخلص من الطفولة ويبدأ في البحث عن الاستقلال الذاتي والحرية التي يتمتع بها الراشد ويحاول أن يثبت مقدرته على التخلص من سلطة الوالدين وهذا امر غير مقلق إذ كل ما يحتاجه الأبناء هو أن يكف الوالدان عن معاملتهم كأطفال صغار.فعلى الآباء احتواء أبنائهم وصداقتهم حتى لا يخجل الأبناء من التصريح مع آبائهم فيلجأ المراهق إلي خارج المنزل وهنا سيواجه الخطر الحقيقي فعلا، وعند كل خطأ يتكرر من المراهق خذه بعيداً عن الأعين ثم أجلسه في المكان الذي تستقبل فيه ضيوفك أو في مكان آخر كالبحر مثلا أو منتزه وقم بشراء ما يحب لتشعره بقيمته عندك ثم ابدأ معه بالحديث عن خوفك عليه وحبك له تكلم معه بحوار هادئ تصل فيه لإقناعه لا لإجباره ولتفصح عن مرادك وترفع هيبئة السلطة الأبويه عنه وقدم لحوارك معه طرفه أو حدثه عن أمر وقع معك في حياتك فيه تشويق وإثارة لا علاقة بموضوعه لتكسب حسن إنصاته وقبول نصحك له ، لا تناصحه وقت انشغاله أو تعبه أو تعلقه بأمر ما يريده ثم أدنو منه كما أدنى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الشاب الذي إستئذن النبي صلى الله عليه وسلم في الزنا ووجهه صلى الله عليه وسلم ووعظه وعلمه ، اجلس بجانب إبنك ضمه إليك أشعره بحنانك ، بالأمان، بالثقة، أبداً معه بصوت هادئ، بدون تأفّف، أو تذمّر. أعطه الفرصة الكافية ليعبّر عن نفسه ، فللأسف كثير من الآباء لا يمنحون الأبناء فرصة الدفاع عن أنفسهم ويسكتونهم إذا تبين خطأهم وهذا من أكبر موانع الاستجابة لهذا الطفل أو الشاب ، دعه يبرر ما شاء ويقول ما شاء ولا تكذبه ولا تعنف عليه ولا تتهمه بالكذب ولا تنهال عليه بالسباب بل إسمع منه وتجاهل تبريراته وأشعره بتصديقك له وبين له بلباقتك أن كلامه صحيح وقصده صحيح ونيته صحيحة حتى تشعره بجانب المحسن لا المذنب ، ثم حاوره وجادله بالتي هي أحسن حتى تعالج داءه وتتجنب مصادمته وجداله ، وبهذا تأحذ به إلى طريق الآمان إن شاء الله ، وحين يشعر أنك تجاهلت خطأه واحترمته وأشعرته برجولته ولا تهنه أمام أخوته فسيكن لك هذا ويشعر بذنبه ولربما صارحك بخطأه وبادر بأسفه واعتذاره [وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا] {الفرقان:74}
اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا ، اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا ،اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
"المراهقون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ منتدي الاسلاميات العامه ۩✖ :: مقــــالات اســــلاميه :: مقـالات منـوعه-
انتقل الى: