السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة عقد عليّ قبل 8 أشهر, ومن فترة لفترة خطيبي يزورني, وبآخر مرة صار بيننا جماع سطحي، وبعدها بساعات نزلت الدورة الشهرية, ولكنها متقدمة أسبوعًا, وهذا الشهر جاءتني متقدمة يومين عن موعد الدورة التي قبلها, وكانت غزيرة, والآلام شديدة, مع العلم أني كنت أعاني من حالة نفسية سيئة من ذلك اليوم, وكنت كثيرة التوتر والقلق؛ مما أثر على نومي وأكلي.
وأنا الآن أعاني من صعوبة بالتنفس, وأتعب عند الوقوف ولو لفترة قصيرة, وعندي انتفاخ أسفل البطن تحت السرة, مع ألم بالجنب الأيمن, وأحيانًا أحس بثقل فيه, ونبضات في نفس الجنب الأيمن كذلك, وألم متنقل بين الجنب الأيمن والأيسر, ما سبب هذه الأعراض؟ وهل من الممكن أن يكون حملاً؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
فيجب الحذر دومًا من مثل هذه الممارسات -يا عزيزتي- حتى لو تم عقد القران بينكما؛ لأنها غالبًا ما تتطور إلى أبعد من ذلك, وتؤدي في كثير من الأحيان إلى الندم, وتكون الفتاة هي من يعاني ومن يدفع الثمن لا قدر الله.
وكون الجماع قد حدث بشكل خارجي فقط, وكونك متأكدة من أنه لم يحدث إيلاج في المهبل, فمن المستبعد جدًّا - لكن ليس من المستحيل - أن يؤدي هذا إلى حدوث الحمل, خاصة وأنك تقولين بأن الدورة قد نزلت بعد هذه الممارسة مرتين.
وأغلب الظن بأن ما حدث لك قد نتج عن التوتر والقلق الشديد الذي أصابك؛ مما أدى إلى حدوث اضطراب في الهرمونات الأساسية التي تنظم الدورة, وبالتالي نزول الدورة قبل موعدها, وهذا يحدث كثيرًا عند النساء في حال التعرض إلى شدة نفسية أو ظرف مفاجئ؛ لأن الغدة التي تتحكم في عمل المبيض وفي انتظام الدورة, تتوضع في الدماغ.
وهنالك احتمال آخر وهو أن يكون قد تشكل كيس على المبيض في هذه الدورة, وقد انفجر, مسببًا اضطرابًا في نزول الدورة, وحدوث الألم في البطن.
على كل حال: ورغم أن احتمال الحمل يبقى مستبعدًا في هذه الحالة, إلا أن الاحتياط واجب دومًا, والأفضل أن يتم عمل تحليل للحمل, فيتم قطع الشك باليقين, وحينها ترتاحين أكثر.
وإن كان هنالك كيس وانفتح, فقد يكون هو السبب في حدوث الألم مع حدوث الانتفاخ؛ لأن السوائل التي تسرب منه تؤدي إلى تخريش الغشاء المغلف للأمعاء, ويسمى (غشاء البريتوان), فيحدث ارتخاء وانتفاخ فيها, وسيزول هذا الانتفاخ بعد ارتشاف هذه السوائل.
يمكنك تناول حبوب مسكنة مثل: حبوب (بروفين ), مع مراقبة الدورة القادمة, فإن اختفى الألم ونزلت الدورة في وقتها, فلا داعي لعمل أي شيء, وإن حدث تأخير أو تقديم, أو استمر الألم, فيجب عمل تصوير تلفزيوني للرحم والمبيضين للتأكد من عدم وجود كيس أو أكياس, وبعدها يجب عمل بعض التحاليل الهرمونية الأساسية؛ لمحاولة معرفة السبب إن أمكن.
نسأل الله العالي القدير أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائمًا.