اشكر ربك ..
احمد ربك من أعماق أعماق قلبك .. احمد ربك على نعمه وآلائه .. احمد ربك على صحة في بدنك، وأمن في وطنك، على طعامك وشرابك، على زوجك وأولادك ..
احمد ربك على عينك التي ترى بها .. وأذنك التي تسمع بها .. وأنفك التي تشم بها .. ورجلك التي تمشى عليها .. ويدك التي تمسك بها ..
احمد ربك على صحتك من مرض .. وعلى شرابك من ظمأ .. وعلى شبعك من جوع ..
أتستقل أيها الحبيب أنك تمشى على قدميك وآلاف محرومون من ذلك؟! .. أتستهين بأنه قد رزقك الولد وعشرات الآلاف قد حرموا من الولد؟! .. أحقير أن تنام ملء عينيك وقد أطار الألم نوم الكثير؟! .. أبسيط أن تملأ معدتك من الطعام الشهي، وأن تشرب الماء البارد وهناك من عكر عليه الطعام، ونغص عليه الشراب بأمراض وأسقام؟!
أيها الحبيب: احمد ربك بكل ما تملك .. بلسانك .. بقلبك .. بعقلك .. بمشاعرك .. بمالك .. قل بكل ما تملك الحمد لله .. الحمد لله رب العالمين
الأنبياء حامدون لربهم
فكان إبراهيم شاكراً دائم الشكر لربه: (إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين * شاكرًا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم ) .. سورة النحل: 120-121 ..
وأما نوح فوصفه ربه بأنه شكور فقال: (ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدًا شكورًا) سورة الإسراء: 3 ..
وأما الحبيب صلى الله عليه وسلم فقد علمنا أن نقول دبر كل صلاة: (اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) ..
وتحكي السيدة عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل، ويصلي لله رب العالمين حتى تتشقق قدماه من طول الصلاة والقيام؛ فتقول له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فيرد عليها النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: أفلا أكون عبدًا شَكُورًا متفق عليه .
عجائب الحامدين
يحكى أن رجلاً ابتلاه الله بالعمى وقطع اليدين والرجلين .. فدخل عليه أحد الناس فوجده يشكر ربه على نعمه .. ويقول: الحمد الله الذي عافاني مما ابتلى به غيري .. وفضَّلني على كثير ممن خلق تفضيلاً .. فتعجب الرجل من قول هذا الأعمى مقطوع اليدين والرجلين .. وسأله: على أي شيء تحمد الله وتشكره؟
فقال له: يا هذا .. أَشْكُرُ الله أن وهبني لسانًا ذاكرًا .. وقلبًا خاشعًا وبدنًا على البلاء صابرًا.
و يحكى أن رجلاً ذهب إلى أحد العلماء .. وشكا إليه فقره .. فقال العالم: أَيسُرُّكَ أنك أعمى ولك عشرة آلاف درهم؟ .. فقال الرجل: لا ..
فقال العالم: أيسرك أنك أخرس ولك عشره آلاف درهم؟ ..
فقال الرجل: لا ..
فقال العالم: أيسرك أنك مجنون ولك عشرة آلاف درهم؟ ..
فقال الرجل: لا ..
فقال العالم: أيسرك أنك مقطوع اليدين والرجلين ولك عشرون ألفًا؟ ..
فقال الرجل: لا ..
فقال العالم، أما تستحي أن تشكو مولاك وله عندك نعم بخمسين ألفًا، فعرف الرجل مدى نعمة الله عليه .. وظل يشكر ربه ويرضى بحاله ولا يشتكي إلى أحد أبدًا.
ويقول حكيم فارسي: ما شكوت الزمان ولا برمت بحكم السماء, إلا عندما حفيت قدماي, ولم استطع شراء حذاء, فدخلت مسجد الكوفة, وأنا ضيق الصدر, فوجدت رجلا بلا رجلين, فحمدت الله وشكرت نعمته علي.
سعادة الشاكرين
أراد رجل أمريكي أن يبيع بيته لينقل إلى بيت أفضل .. فذهب إلى أحد أصدقائه وهو رجل أعمال وخبير في أعمال التسويق .. وطلب منه أن يساعده في كتابة إعلان لبيع البيت وكان الخبير يعرف البيت جيداً فكتب وصفاً مفصلاً له أشاد فيه بالموقع الجميل والمساحة الكبيرة ووصف التصميم الهندسي الرائع ثم تحدث عن الحديقة وحمام السباحة .. الخ .. وقرأ كلمات الإعلان على صاحب المنزل الذي أصغى إليه في اهتمام شديد وقال: أرجوك أعد قراءة الإعلان .. وحين أعاد الكاتب القراءة صاح الرجل يا من له بيت رائع .. لقد ظللت طول عمري أحلم باقتناء مثل هذا البيت ولم أكن أعلم أنني أعيش فيه إلى أن سمعتك تصفه .. ثم ابتسم قائلاً: من فضلك لا تنشر الإعلان فبيتي غير معروض للبيع !!!
أيها الحبيب هناك أنشودة قديمة تقول: احصي البركات التي أعطاها الله لك واكتبها واحدة واحدة وستجد نفسك أكثر سعادة مما قبل ...
إننا ننسى أن نشكر الله لأننا لا نتأمل في البركات ولا نحسب ما لدينا...ولأننا نرى المتاعب فنتذمر ولا نرى البركات والنعم ...
قال أحدهم: إننا نشكو لأن الله جعل تحت الورود أشواك .. وكان الأجدر بنا أن نشكره لأنه جعل فوق الشوك ورداً ...
ويقول آخر: تألمت كثيراً عندما وجدت نفسي حافي القدمين ...ولكنني شكرت الله بالأكثر حينما وجدت آخر ليس له قدمين ..