اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

 الخيانة الزوجية عن طريق الإنترنت.. كيف ولماذا؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100245
الخيانة الزوجية عن طريق الإنترنت.. كيف ولماذا؟ Oooo14
الخيانة الزوجية عن طريق الإنترنت.. كيف ولماذا؟ User_o10

الخيانة الزوجية عن طريق الإنترنت.. كيف ولماذا؟ Empty
مُساهمةموضوع: الخيانة الزوجية عن طريق الإنترنت.. كيف ولماذا؟   الخيانة الزوجية عن طريق الإنترنت.. كيف ولماذا؟ Emptyالخميس 24 مايو 2012 - 12:12


لا تزال التقنيات الحديثة تقدّم لبعض الناس طرقاً وأساليب لممارسة بعض الأخطاء السلوكية والشرعية والاجتماعية، بل والاقتصادية أيضاً عن طريق الاختلاسات والسرقات الإلكترونية.

وإن كان الجميع يتحرى الأمان في معاملاته المالية وعمليات الشراء عبر الإنترنت؛ لتجنّب بعض ضعاف النفوس الذين يتصيدون الأخطاء لسرقة بياناتهم المالية، فإن قلّة نادرة جداً من الناس تراعي نفس الاحتياطات لتجنب الوقوع في الأخطاء الاجتماعية، هي أو أحد أفراد أسرتها، السبب الذي يجعل المشكلات الاجتماعية أكبر وأوسع وأضر أيضاً.

في هذا التحقيق، يحاول موقع (لها أون لاين)، ومن خلال مشاركات عدّة مراسلين من دول عربية مختلفة، إلقاء ضوء ولو بسيط، على ظاهرة الخيانة الزوجية عبر الإنترنت، تلك الخيانة التي وسّعت من قدرة الناس، حتى البسيطين منهم، للدخول في معترك الخطأ والخطيئة، وقدّمت أدوات ووسائل لنشر الخيانة، بأساليب وطرق عديدة.

لماذا يلجأ البعض إلى الخيانة الزوجية؟

قد لا يكون مفتاح المشكلة في معرفة طريقة حدوثها، بقدر ما يكون في معرفة دوافعها، فالخيانة الزوجية، التي تعني قيام أحد الزوجين بإقامة علاقة غير شرعية مع طرف آخر خارجي، تتراوح ما بين كلمات الغزل، أو الحديث المسموع، والمشاهدة المباشرة عن طريق الإنترنت، وصولاً إلى اللقاء الحقيقي في الواقع، والذي قد يصل في بعض الأحيان إلى إقامة علاقة غرامية، وربما علاقة محرّمة شرعاً.

يحدد الدكتور درداح الشاعر (أستاذ علم الاجتماع في جامعة الأقصى بغزة) الأسباب التي قد تؤدي بالبعض إلى اللجوء للخيانة بـ "ضعف الإيمان والدين"، ويقول: "صاحب الدين معروف أنه إذا كره زوجته لم يظلمها أو يخونها، أما إذا أحبها فيكرمها ولا يأتي بحقها بسلوك مشين"، ويضيف بأن الزوجة تماماً مثله،إذا ما تحلّت بالدين والأخلاق الكريمة فتكون صيانة زوجها في غيبته جزء من عقيدتها، فتحفظه في ماله وعياله كما أمر الله سبحانه وتعالى وأقر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لذلك، فإنه "إذا تناقص مستوى الدين والإيمان لدى الزوجة ولدى الزوج في هذه الحالة نتوقع أن يسلكوا أي سلوك سواء كان الخيانة أو غيره".

كما يرى الدكتور الشاعر سبباً آخر لظهور وانتشار ظاهرة الخيانة الالكترونية، وذلك بسبب "فقدان الرجل لقوامته"، ويقول: "في بعض الأحيان لا يقوم بوظيفته التربوية نحو الزوجة، تكون وظيفته الأساسية كالدابة ويغفل أنه زوج وأنه راع وأنه مسؤول عن رعيته، وبالتالي يسقط هذا الزوج في نظر زوجته وبالتالي هي تتصل بغيره".

كذلك فإن للاختلاط دور في اتساع رقعة انتشار ظاهرة الخيانة الإلكترونية، برأي الدكتور الشاعر، والذي يضيف قائلاً: "إن الاختلاط يتسبب في إحداث هذه المشكلة وذلك عندما يخرج الزوج لزيارة صديق له متزوج فيجتمعون جميعاً الزوجات والأزواج مما يؤدي إلى دخول الشيطان بينهما، ومن ثمَّ تأتي المراحل الأخرى بالحديث والمراسلة واللقاءات عبر الشاشات الإلكترونية"،

ويختتم الأسباب التي يراها سبباً في انتشار ظاهرة الخيانة الزوجية، بحالة الفراغ التي تعاني منها الزوجة مع انحدار القيم الأخلاقية، ويقول: "الزوج والزوجة حينما تسوء علاقتهما ببعضهما يجدان وقتاً كبيراً للفراغ ويبدأ يشغل كل منهما نفسه، بما حرم الله عز وجل خاصة أن التقنية باتت متوفرة في أغلب البيوت وسهلة".

عدم تفهم الاحتياجات الجنسية للزوجة:

من جهتها، ترى الأخصائية الاجتماعية فوزية علاجي، أن من الأسباب المؤدية للخيانة الالكترونية، "عدم تفهم الزوج لاحتياجات زوجته الجنسية أو مقابلة صراحتها معه بالنسبة للأمور الجنسية بتهكم وسخرية أو باللامبالاة فتلجأ إلى الخيانة عبر الانترنت، باسم مستعار حتى لا تنكشف شخصيتها الحقيقة لأنها أصبحت تعتقد أن متطلباتها الجنسية محل تهكم وسخرية من قبل الجنس الآخر".

وتضيف بالقول: "إن إشباع الحاجة لتقدير الذات هي من الحاجات الأساسية في حياة الفرد فالبعض من النساء ترغب في إكمال دراستها ولكنها لظروف معينة حرمت من التعليم! فنجدها تتقمص شخصية سيدة أعمال أو مهندسة ديكور وتشبع رغبتها في التقدير من خلال خداع الآخرين وجذبهم لها خاصة إذا كان زوجها صاحب درجة علمية عالية ويسخر منها لجهلها".

وتؤيد الدكتور الشاعر خطورة "الفراغ بمعناه الحقيقي وبمعناه النفسي"، كسبب رئيسي للخيانة الزوجية، وتضيف: "في بعض الحالات يكون الفراغ نفسي بتجاهل الطرف الآخر له فالفرد بطبيعته يحب أن يكون جزءا من جماعة يتجاذب معهم أطراف الحديث والزيارات و ويشاركهم الاهتمامات والهوايات، ولا ننسى أن من مميزات التعارف على الإنترنت أن الشخص يستطيع اختيار الشخص الذي يتناسب مع أهوائه ورغباته الشخصية بسهولة".

كذلك ترى أن "متعة المغامرة" سبب كفيل بالخيانة، وتقول "إذا لم يوجد جديد في حياة الزوج أو الزوجة فقد يلجأ أحدهما لخوض المغامرة فيعتبرها في البداية مجرد لعبة مسلية ما تلبث أن تصبح جزءا من حياة الإنسان، جزء يملئ وقته وعقله وقلبه".

ولم تنس "الإدمان" على الإنترنت، الذي قد يفضي إلى مشكلات أخلاقية، قائلة: " أثبتت دراسات حديثة بأن الانترنت يتحول لإدمان بعد فترة قصيرة جدا حتى أن البعض يطلب المساعدة للإقلاع عن الإنترنت".

وتؤكد الدكتورة فوزية أن هناك الكثير من الأسباب الأخرى، التي تبرر للشخص إقامة علاقات غير مشروعة، مثل إقناع نفسه أن شخصيته عبر الإنترنت غير معروفة، وأن علاقاته هي علاقات عابرة ولن تؤثر على شريك حياته، كما يوهم نفسه أن هذه العلاقات "غير محرمة شرعاً"، وقد ترى بعض السيدات أن العلاقات عبر الإنترنت هي لمجرد "رد الصاع للزوج الذي له علاقات نسائية عبر الإنترنت"!

ومن وجهة نظر تقنية، يرى المبرمج محسن وجيه، أن من أسباب الخيانة الزوجية: " جلوس بعض مستخدمي الإنترنت لفترات طويلة أمام الكمبيوتر دون داعٍ، وغالباً ما يكون ذلك للتسلية مما ينتج عنه الوقوع في الرذيلة بعد ذلك". مشيراً إلى أن من البرامج المستخدمة في الخيانات الالكترونية، والتي لابد أن يكون عليها حظر من نوع ما، منتديات التعارف ومواقع الزواج وبعض البرامج المستخدمة في معرفة الخيانة الالكترونية، والتي تمثل نوعاً من الهاكر التي تمكن الشخص من مراقبة أي جهاز كمبيوتر بعد وضع هذه البرامج عليه، فيقوم الجهاز بإرسال تقارير للشخص الأخر.


قصص خيانة لا تنتهي:

قصص وحكايات الخيانة الإلكترونية أكثر من أن تعد، نتيجة غياب الرقابة سواء كانت الأسرية أو المجتمعية، مع وجود الفراغ وإدمان الجلوس أمام الكمبيوتر لفترات طويلة؛ للتسلية! والنتيجة في النهاية خيانة زوجية وممارسات غير أخلاقية.

في البداية تحكي دعاء نبيل، قصة إحدى صديقاتها وقعت في هذا النوع من الخيانة دون أن تجد من يقدم لها النصيحة. تقول: "إن صديقتها كانت ترنو لتعلم استخدام الكمبيوتر حتى تواكب العصر الحديث، خاصة وأن زوجها تخصص في البرمجة والتقنية الحديثة في استخدام الكمبيوتر وأجهزة المراقبة، وكانت تحاول أن تجاريه في تخصصه مما دعاها لتجلس ساعات طويلة كانت في البداية لتعلم استخدام هذه التكنولوجيا".

وتضيف دعاء: "بالفعل تعلمت صديقتها الدخول على الكمبيوتر وكتابة بعض الرسائل، وتعلمت أيضا الدخول على الإنترنت واستخدام بعض برامج الشات حتى حدث المحظور وهو إقامة علاقة مع رجل غريب".
هذه العلاقة كما تقول دعاء بدأت بمجرد تعارف وانتهت بخيانة إلكترونية، وياليت الأمر أقتصر على ذلك، فدخولها على مواقع التعارف والدردشة أصبح إدمانا، فأصبحت تتعرف يوميا على أشخاص جدد.

وتشير إلى أن صديقتها كانت تدخل إلى عالم الإنترنت بعد خروج زوجها، وكانت تضع كلمة مرور خاصة بحيث تمنع أي شخص أن يتعرف على الرسائل الغرامية التي ترسها أو يرسلها إياها آخرون. وتنهي حديثها بالقول: "إن ما حدث مع صديقتها حدث مع عشرات أخريات لأسباب منها: وجود الفراغ وقلة الوعي الديني والخبرة الحياتية مع غياب الرقابة المجتمعية على هذه البرامج".
من جهتها، تقول غادة رزق: "إن صديقه لها روت قصة هي أغرب من الخيال حيث فوجئت بزوجها وهو يعمل مهندساً وكان لا يجيد استخدام الكمبيوتر، فحاول التعرف عليها وهي كانت خبيرة في استخدام هذه التقنية دون أن يعرف إنها زوجته فضلا عن ذلك أنه طلب أن يكون بينهما علاقة".

تضيف غادة، إن زوج صديقتها مريض ولا تدري لماذا يلجأ إلى هذا الأسلوب الذي فسره بعض أصدقائها بأنه يغلب على ظنه خطأ، متخيلا أن ما يقوم به لا يعد خيانة وإن كانت افتراضية.

وتذكر، أن رقابة المجتمع ضعيفة، ولذلك لابد للأسر أن يكون لها رقابة من نوع آخر، وأن يتم حذف كافة برامج الدردشة والتعارف؛ لأنها سبب كثير من البلايا وإن لم يكن هناك خوف على عوائل الأسرة فالخوف على الأطفال في المستقبل.

فيما تروي رنا عادل قصة حدثت معها، تقول: " شاهدت زوجي أكثر من مرة أمام جهاز الكمبيوتر لفترات طويلة؛ مما أدخل الشك في قلبي فراقبته كثيرا حتى اكتشفت خيانته".

وتضيف رنا بالقول: "إن العلاقة بزوجها انتهت بالطلاق لأنها شعرت بعدم الأمان وأن زوجها يغضب الله تعالى بعلاقاته المتعددة بنساء أخريات". وتذكر أنها طلقت منه بالفعل عندما تأكد لها ذلك حيث قامت بعمل بريد إلكتروني افتراضي على أنها فتاة ليل، فوجدت منه ما لم تكن تتوقعه، فاضطرت لمواجهته فاعترف، وقرر عدم العودة إلى ما كان عليه، حتى فوجئت مرة أخرى بامرأة في بيت الزوجية تعرف عليها خلال "الشات"، بعدها طلبت الطلاق.

نار في الهشيم:

لا تبدو مشكلة الخيانة الزوجية كظاهرة عابرة يمكن أن تنتهي سريعاً، فرغم حداثتها وقصر عمرها بين الناس، إلا أنها انتشرت كالنار في الهشيم، وباتت تقض مضاجع الكثير من الأسر والعائلات، تقول الأستاذة أمل مليباري: " إن الخيانة الالكترونية بدأت تسري في المجتمعات على اختلاف ثقافتها بسرعة سريان النار في الهشيم، فالإنترنت بدأ في المملكة منذ عام 1994م تقريباً وهي فترة قصيرة حدثت فيها تغيرات أخلاقية واجتماعية كثيرة في المجتمع، ومن المؤسف أنها بدلاً عن تغيرات ثقافية وعلمية كانت هي الغرض من تدشين الإنترنت في بلادنا".

كما يقول المهندس سامر ياغي (رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات في كلية المجتمع بغزة): "إن التقدم الإلكتروني له جانبين إيجابي وسلبي، ولو قلنا بأن الانترنت سلبي؛ نكون قد ظلمنا الانترنت. وكذلك ليس باستطاعتنا أيضاً الجزم أنه إيجابي. إذ إن استخدام الصوت والصور بتقنية عالية أدى إلى تطوّر آليات ووسائل الخيانة الالكترونية، ناهيك إلى أن أبسط الأشكال كفتح إيميل إباحي قد يجر ضعيف النفس إلى عالم لا منتهي من الخيانة الإلكترونية".

ولكن ما العواقب التي تصيب الزوجين والأسر والمجتمع نتيجة هذه الظاهرة، وكيف يمكن التغلب عليها، وكيف يمكن كشفها والتعرف على خيانة أحد الزوجين للآخر إلكترونياً.؟

كل هذه الأسئلة سنجيب عنها في القسم الثاني من التحقيق بإذن الله


القسم الثاني

الرأي الشرعي للخيانة الزوجية:

أقرت الشريعة الإسلامية مبادئ السمو بالأخلاق، وأمرت المسلمين بالابتعاد عن كل ما يمكن أن يكون سبباً في الانحراف الأخلاقي أو الديني، وقدمت مبادئ درء المفاسد على جلب المصالح، يقول الله سبحانه وتعالى {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن}.
يرى الدكتور سلمان الداية (الأستاذ المساعد في كلية الشريعة في الجامعة الإسلامية بغزة) أن الخيانة الالكترونية التي تختلف وسائلها هي ليست جريمة واحدة بل عدة جرائم في آن واحد، فمشاهدة الصور والنظر إليها وهو ممنوع وحرام، قد يدفع إلى ارتكاب محرمات أخرى وهو الطلب من الزوج أو الزوجة ممارسة الشذوذ المحظور! أو الوقوع في المعاصي أو الزنا أو غيرها.

ويضيف الدكتور الداية بالقول: "يجب أن يعلم المقدم على هذا الفعل أنه حرام ومعرفة الإنسان بحرمة الفعل من شأنها أن تزجره عن فعله، أيضاً إذا علم الإنسان أن الله جل وعلا من خلال سنته الكونية يجازي الإنسان ويعامله على جنس عمله، فالذي يتجرأ على أعراض الناس ربما ابتلاه الله من جنس صنيعه، فيجد من يتجرأ على عرضه، فإن ذلك يزجره وربما يزجره في مرحلة ما أكثر من خشيته من الله سبحانه وتعالى". وتابع بالقول: "إذا استحضر المرء أنه كما يخون سيبتلى بمثل ما يصنع وفقاً للسنة الكونية، وأن الغير يخونه في عرضه هذا يمثل له زاجر.. وإذا علم المرء أن صنيعه يجعل حياته من جهة العافية والطمأنينة والهناءة والمال والرزق، فإن المعصية تؤثر في العافية وتؤثر في هدوء الإنسان وطمأنينته وتضيق الرزق".

من جهتها، تقول الداعية الإسلامية الدكتورة ملكة زرار (المستشارة في قضايا الأحوال الشخصية) عن الخيانة عبر الإنترنت والتي قد تصل إلى حد الزنا عبر الإنترنت: "إن الخيانة الالكترونية زنا يحاسب الشرع عليه؛ لأنه يؤدي بالإنسان إلى ما يؤدي به الزنا الواقعي"، معتبرة هذا النوع من الخيانة يوجب الطلاق.

وأضافت، أن هذا النوع من الزنا يدخل في باب الزنا الحكمي، وإن لم يكن هناك التقاء جسدي ولابد أن يواجه مرتكبوها العقاب الشرعي وأن يكون القانون متوافقاً مع الشرع في العقاب.

وقارنت الدكتورة ملكة زرار، بين معاقبة الدولة للفعل الفاضح في الوقت الذي لا يوجد فيه تشريع لمعاقبة من يرتكب فعل فاضح وخيانة إلكترونية، معتبرة ذلك قصور في التشريع القانوني لمجابهة هذه الجرائم.
وأنهت كلامها، بأن الموقف الشرعي واضح من قضية الخيانة الالكترونية التي بدأت تظهر الفترة الأخيرة في المجتمع، وأدت إلى انشقاقات في كثير من الأسر وأدت إلى حالات طلاق كثيرة.


المجتمع.. المتضرر الأكبر:

قد تكون المشكلة الكبيرة التي تحدث بسبب الخيانة الإلكترونية، أنه لا يقتصر أذاها على الشخص المرتكب لهذه الخيانة فقط، بل هناك طرف آخر في الإطار الزوجي، فضلاً عن أطراف أخرى تتعلم من المخطئين، قد يمارسون نفس الخطأ، لذلك فإن المتضرر الأكبر في النهاية هو المجتمع الذي يسير باتجاه "المعصية والخطأ" بخطوات أوسع مع كل ظهور جديد للتقنية.

تقول الأخصائية الاجتماعية الأستاذة أمل مليباري: "عواقب الخيانة الإلكترونية كثيرة ووخيمة، منها: تلاشي القدوة الحسنة، ففي الوقت الذي يجب أن يكون الوالدان قدوة حسنة لأبنائهما؛ يضربان أسوء مثل عندما يكتشف أحد الأبناء خيانة أحد أبويه، وهما أكثر الناس أثراً وتأثيراً في نفسية الأبناء! فمن الواجب على الوالدين تهذيب أنفسهما وكبح جماح رغباتهما وشهواتهما رغم المغريات المحيطة بحكم تطور التكنولوجيا في سبيل تربية أبنائهم تربية صالحة، فيكونوا أكثر استقامة وخلقا من أجل أنفسهم ومن أجل أبنائهم، وحتى لا تحدث خلافات بسبب الخيانة تؤدي إلى الطلاق وضياع الأولاد وشتاتهم".

وتضيف أنه من عواقب الخيانة الإلكترونية أيضاً "تضييع حقوق الآخرين، إذ يكفى أن الخيانة تضييع لحق الطرف الآخر الزوج أو الزوجة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت)، فإن الاستمتاع بالاتصال الإلكتروني قد يكون وراء الساعات الطويلة التي يجلسها الزوج أمام شاشة الكمبيوتر، وقد يضيع الرجل عمله، والمرأة واجباتها من أجل الجلوس أمام الكمبيوتر وهو ما يضيع حق الطرف الآخر من حقوق، كذلك الجلوس أمام هذا الجهاز له مضار نفسية واجتماعية وعقلية أهمها القلق والاضطراب النفسي طوال الوقت خشية أن يكتشف الطرف الآخر علاقاته الغير شرعية؛ مما يؤدي إلى الثورة لأتفه الأسباب، وإثارة المشاكل بلا داع والتبرم من الحياة وما فيها".

أضرار اقتصادية أيضاً:

أما أميرة أحمد باهميم (استشارية أسرية بجمعية الشقائق) فتقول عن الخيانة الالكترونية: "إن الخيانة موضوع خطير، وآفة اجتماعية جديدة لأن بها درجة كبيرة من الخفاء والسهولة في التواصل والتساهل في لوم الذات، وهي متنفس قد يلجأ له الزوج أو الزوجة في حال الفشل في تحقيق تواصل جيد مع الطرف الأخر أو لمجرد الهروب من مشكلة، أو واقع أليم، وقد تكون أحيانا لمجرد المتعة والرغبة في التجربة والتنوع أو حتى تقليد الآخرين".

وتضيف بالقول: "تكمن خطورة الخيانة الالكترونية في أنها يمكن أن تحقق إشباع عاطفي وجنسي يغري بالاستمرار؛ لأنها مرتبطة بالخيال، ويعيش الشخص من خلالها دور يرغب فيه ولا يجده في حياته الحقيقية ولذلك كثيراً ما نجد الشخص الممارس للخيانة الالكترونية محبط ومنعزل اجتماعياً".

يبدو أن مشكلة الخيانة الإلكترونية لا تقتصر على ظهور آثار سلبية اجتماعية ودينية فقط، بل قد ينتج عنها آثار سلبية اقتصادية، إذ يقول الخبير الاقتصادي عماد العطر: " يتوافر على شبكة الإنترنت الكثير من المواقع الفاضحة يصل عددها إلى أكثر من 70000 موقع جنسي وتزيد هذه المواقع بالمئات يومياً؛ لأنها تحقق ربحا قدره بليون دولار سنويا على أقل تقدير".

وأرجع العطر سبب انتشارها إلى ما تتميز به من سرعة التأثير على المجتمع، وهو ما يحقق أغراض ومطامع الدول الغير الإسلامية والتي تبيح الجنس الغير شرعي، وبذلك تكون حققت ربحا ماديا وأثرت على كيان المجتمعات الإسلامية والعربية المحافظة عن طريق غزوها فكريا.


هل من حل؟

لكل مشكلة في المجتمع، حلول يمكن اللجوء إليها لتقليل المشكلة أو حلّها، يقدّمها أهل الاختصاص كل في مجاله، ومن هذه الحلول التي يجب الاسترشاد بها، والعمل بها للحد من هذه الظاهرة، قبل أن تتحول إلى كابوس حقيقي يشيع في المجتمع كله، ما تقدمه الدكتورة سامية خضر (أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس) والتي تقول: "إن غياب الوازع الديني، واتباع الهوى و الشيطان تؤدي لفكرة الانحراف سواء كان ذلك إلكترونياً أو حقيقياً على أرض الواقع، كما أن انتشار غرف الشات ومقاهي الإنترنت ساد على ذلك بشكل كبير".

وطالبت، بوجود حماية لمتصفحي الإنترنت وأن تكون هذه الحماية مشمولة من الدولة بحيث لا يترك الشباب من الجنسيين إلى الهاوية فيصيبهم ما أصاب غيرهم من المجتمعات المنحلة.

وأكدت، على أن الدافع الحقيقي للخيانة يعود لعدم الالتزام بالأوامر الربانية مما يستلزم ذلك دعوة للتربية، سواء كان ذلك من خلال مناهج دراسية كالتعليم أو من خلال الأسرة.

فيما يقول الخبير الاقتصادي عماد العطر: "للأسف لا يمكن للحكومات حظر جميع المواقع الإلكترونية الأجنبية، وهي تحتاج لجهد فردي ودولي كبير جداً؛ حتى يمكن الضغط على الشركات التي تروج لمثل هذه المواقع المخلة بالآداب، أما المواقع العربية بمجرد التبليغ عنها لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات يمكن حجب الموقع وإيقافه".

الاستشارية أميرة أحمد باهميم تقول: " إن من خطوات المعالجة: استحضار عظمة الله، والخوف منه لدى الفرد، ونشر الوعي الديني بخطورة هذا الأمر وحرمته في المجتمع وتحصين النفس عن الحرام بالطرق المشروعة كذلك يجب حل الخلافات الزوجية بطرق صحيحة والحرص على التواصل الجيد وتحقيق إشباع عاطفي بين الزوجين وأخيرا السعي لتحقيق الذات وإثباتها على أرض الواقع".

أما الدكتور سلمان الداية فيرى أنه يجب على الحكومات العربية والإسلامية تصفية أو فلترة المواقع الإلكترونية الإباحية، وعلى هذه الحكومات أن تعلم أن الخراب إذا أدرك الأسر، فإنه بسرعة البرق يدرك المجتمعات، فيعم الفساد في كل مكان مما يشمل الحياة بكل نواحيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسلوكية الأدبية والأخلاقية السيئة؛ سبب إعطاب جميع مناحي الحياة كما أن الحسنة هي البلسم لجميع مناحي الحياة.

أهمية التركيز على الجانب الشرعي:

ويؤكد هذا الرأي المهندس سامر ياغي الذي يقول " من الحلول لمواجهة هذا الظاهرة أن الأصل لمنع هذه الأمور هو وجود رقابة الأخلاق والتربية فهما أهم عنصرين يحكموا أي شخص"، مشيراً إلى أنه، ورغم التوسع في عمليات الفلترة والمراقبة "إلا أن البعد التربوي والاجتماعي هو الذي يحكم، ثم يأتي بعد ذلك أهمية وجود فلتر حكومي على مستوى الدولة، مثل ما حدث في السعودية إذ من الصعب بعض الشيء الدخول للمواقع الإباحية، إذ إن نسبة 95% من المواقع فقط تتم فلترتها وهذا لا يكفي لوحده ".
ويعود ياغي ليؤكد أن هذا وحده لا يكفي، فالمهم أن نبدأ بنشر التوعية في المدارس؛ لأن موضوع التربية هو الأساس، و يجب أن يكون هناك اهتمام على مستوى المناهج والمدارس ومستوى المؤسسة التعليمة لتوجيه وحماية المقبل على الانترنت.
أستاذ علم الاجتماع في جامعة الأقصى بغزة الدكتور درداح الشاعر، يؤكد على الجانب الشرعي لقضية الخيانة الإلكترونية، معتبراً أن الحل يجب أن ينطلق من هذا الجانب، ويقول: "إن ما يمنع الرجل والمرأة من الخيانة الإلكترونية الضمير فإذا ما تحرى إحداهما ضميره؛ فإنه لا يلجأ لمثل تلك الأفعال حتى ولو على سبيل المتعة وأضاف :" أن تلك المتاعب النفسية التي تبرز لدى الخائن؛ ترتبط بإحساس الإنسان بوخز الضمير، إذا كان هذا الرجل ليس لديه ضمير أو قد تبنج ضميره أو تليف ضميره! من أين سيأتي له هذا الإحساس؟ الضمير سينهاه أصلاً عن هذه الفعلة.

أما إذا كان لديه ضمير، ومن ثم تورط لأن الشيطان قد بث له بعض الأفكار لعله يستفيق ويعود إلى رشده، لكن من تلف ضميره وفقد الوازع الأخلاقي في تقييم سلوكه هذا لن يشعر بوخز الضمير".

ويدعو د. الشاعر إلى معالجة إيمان الإنسان وتصحيح أفكاره، فالخيانة هي خيانة سواء عن طريق الشبكة العنكبوتية أو عن طريق اللقاءات الشخصية أو الجوال، أو أي شكل لكنها تأخذ أشكال وأوجه متعددة، قد تكون ميسرة أكثر، أن يتعلم كيف يلجأ إلى الله عز وجل على نظرية {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد:16] .
---------------
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الخيانة الزوجية عن طريق الإنترنت.. كيف ولماذا؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الخيانة الزوجية
» حكم تخاطب الجنسين عن طريق الإنترنت
» شراء وبيع السلع عن طريق الإنترنت
» معالم في طريق السعادة الزوجية
»  نحن والقرآن.. لماذا.. ولماذا؟!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ منتدي الاسلاميات العامه ۩✖ :: مقــــالات اســــلاميه :: مقـالات منـوعه-
انتقل الى: