فضل مصافحة المسلم لأخيه المسلم
فإن مصافحة المسلم لأخيه المسلم مرغب فيها شرعاً لما في حديث أحمد وأبي داود: ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا. كما أن التناصح بين المسلمين وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر من آكد المطالب الشرعية، فقد قال الله تعالى: وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ، وفي الحديث القدسي: حقت محبتي للمتحابين فيَّ، وحقت محبتي للمتواصلين فيَّ، وحقت للمتناصحين فيَّ. رواه ابن حبان وصححه الألباني.
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
هل تصافح المصلين بعد الانتهاء من الصلاة فى المسجد وقول تقبل الله بدعة الرجاء الإفادة؟
والسلام عليكم ورحمة الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمصافحة المسلم لأخيه المسلم مشروعة ويؤجر عليها لما رواه الترمذي عن البراء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا. وغيره من الأحاديث الدالة على فضل واستحباب المصافحة.
إلا أن تقييد المصافحة بعقب الصلوات أو بعضها كما يفعله بعض الناس غير مشروع، بل هو بدعة كما نص عليه شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال: المصافحة عقيب الصلاة ليست مسنونة بل هي بدعة. انتهى.
ومثلها في الحكم الدعاء الذي يقوله بعض الناس بعد الانتهاء من الصلاة وهو تقبل الله أو حرماً، ونحو ذلك مما لم يأتِ به الشرع.
والله أعلم.
السؤال
ماحكم كثرة المصافحة باليد بعد الصلوات الخمس في المسجد أو خارجه؟ مع الدليل إذا وجد؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمصافحة سنة مشروعة عند اللقاء، لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من قوله: "تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا، وتذهب الشحناء" رواه مالك، وحسنه أبو عمر بن عبد البر، وقال صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا" رواه الترمذي، وحسنه من حديث البراء مرفوعاً.
أما المصافحة بعد الصلوات فكرهها بعض أهل العلم منهم: الإمام عزالدين بن عبد السلام، وقال
إنما شرعت المصافحة عند اللقاء. أما من هو جالس مع الإنسان فلا)، ولقوله هذا حظ كبير من النظر، لأن العبادة مبناها على التوقيف، وكون المصافحة بعد الصلاة دائماً يجعل بعض العوام ينظر إليها على أنها سنة فيدخل في العبادة ما ليس منها.
وأما المصافحة بعد الخروج من المسجد فالأظهر خروجها من خلاف من خالف في المصافحة بعد السلام من الصلاة، إذ هي نوع من اللقاء الداخل في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلمين يلتقيان...". والله أعلم.