السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يا من أسأتِ الاستقبال.. أحسني الوداع
مضت أيامه ولياليه وانقضت كغمضة عين..
بالأمس القريب كنا نترقب هلاله المبارك وها نحن على مشارف توديعه..
وهكذا تمضي سويعات الهناء على عجالة فلا نحن نملك دوامها ولا نحن نحسن استغلالها..
مضت أيام شهر الخير والمحبة كضيف خفيف, وزائر لطيف, بل كسحابة جميلة كانت تقينا حر الشمس ثم لم تلبث أن تزول بعد أن تعلقت بها القلوب وأنست بها الدروب..
وكأني والمقصرات من أمثالي قد وقفنا حيارى لا ندري أنبكي على ما مضى وما أحسنا فيه أم نحزن على ما بقي وأنفسنا كسيرة حسيرة..
أخيتي الحبيبة..
وإن بقي عليه من الليالي خمس أو ثلاث أو حتى ليلة واحدة، فما يدرينا لعلنا بإصلاح تلك الليلة نكون من عتقاء الله من النار!
فلا يلقي الشيطان في قلبكِ اليأس ولا يزرع في نفسكِ القنوت..
فهيا يا من أسرفتِ على نفسك، وسوفتِ، وضيعتِ ليالي مضت، دعي عنكِ اللوم والعتاب، وانظري إلى سويعاته المقبلة، نظرة أمل وتفاؤل وإحسان ظن بالله.
سئل أحد السلف عن السبيل إلى النجاة بعد أن أسرف على نفسه أعواما، فقال:
تحسن فيما بقي، يغفر لك ما قد مضى.
كيف لا وقد قال الله عز وجل: {إن الحسنات يذهبن السيئات}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الأعمال بالخواتيم)).
فيا من أسأتِ استقباله، لا تعجزي عن إحسان توديعه..
فلعل عتقكِ من النار يكون في آخر لياليه المباركة..
لعلكِ بتلاوة آية أو استغفار أو ذكر أو صدقة وما أكثر سبل الخير..
لعلكِ تدركينها في هذه الدقائق الغاليات..
فسارعي وأحسني واعملي وتذكري أن الله يضاعف لمن يشاء
رزقني الله وإياكِ الإخلاص والقبول في القول والعمل وجعلنا جميعا من عتقاء الله من لنار وتقبل الله منا القليل وغفر لنا كل تقصير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, وسلم تسلميا كثيرا.