بسم الله الرحمن الرحيم
" وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ "
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :-
أحبتي في الله ,,
يقول الله جل وعلا : (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة) سورة النور,
لقد توعد الله في هذه الآية كل من يحب إشاعة ونشر الفاحشة بين المؤمنين بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة , فكيف إذا كان يعمل - وليس فقط يحب - على نشر الفاحشة كما هو واقع بعضهم اليوم !
قال ابن القيم رحمه الله: (هذا إذا أحبوا إشاعتها وإذاعتها فكيف إذا تولوا هم إشاعتها وإذاعتها).
نعم فلقد بات البعض لا يرقبون صورة تأتيهم إلا وعملوا على نشرها بوسائل مختلفة كالبلوتوث والانترنت وغيرها , وقد يقوم أحدهم بإرسال صورة إلى أحد أقربائه أو زملائه ويظن المسكين أن الأمر انتهى !
وما هي والله إلا سيئة جارية تصب في ميزان سيئاته ( أي : أن إثمها وإثم من نشرها ومن شاهدها جار معه حتى يتوب إلى الله من غير أن ينقص من آثامهم شيء).
ونقول لكل من يتبادل الصور المحرمة :هل ترضى لأمك وأختك مشاهدة هذه الصور؟؟ أليس المسلمون إخوانك؟؟ بأي شيء تجيب ربك عندما يسألك عن نشر الصور المحرمة يوم القيامة؟؟ هل تعلم : أنك تتحمل آثام كل من شاهد هذه الصور التي قمت بتبادلها. هل تعلم : أن رصيدك من السيئات يزداد بازدياد متبادلي هذه الصور حتى بعد مماتك. هل تعلم : أن تبادل هذه الصور بين الناس بعد مماتك قد يسبب عذابك في القبر حتى قيام الساعة. هل تعلم : بأن الله سبحانه وتعالى يغار ومن غيرته أنه حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. أخي الكريم تذكر ... قول الله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون).
أخي الكريم تذكر ,,أن في إعطاء هذه المواد المحرمة للغير مجاهرة بالذنب، وخروج من المعافاة التي يحرم منها المجاهرون، قال النبي صَلَى الله عَليْهِ وَسَلّم : (كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه) رواه البخاري ومسلم .
أخي الكريم تأمل معي هذه الحسبة :
لو أنك جاءتك رسالة فيها صورة لامرأة فاتنة فمررتها إلى ستة أشخاص فأنت قد كسبت سيئات ستة أشخاص ولو كل واحد من هؤلاء الستة أشخاص أرسل الرسالة إلى ستة آخرين ستكسب 36 سيئة لو كل واحد من هؤلاء الست والثلاثين أرسلوها إلى ستة فقط سوف يزداد رصيدك إلى 216 سيئة لو استمرينا إلى ثمانية مستويات تخيل كم الرقم الذي ممكن أن يزيد من سيئاتك ؟
الرقم هو 10077696 عشرة ملايين وسبعمائة ألف وستمائة و ستة وتسعين في ميزان سيئاتك , تدخل رصيدك بسبب "صورة" فقط .
وفي الختام نقول له : إذا كنت بارعاً في استخدام الجوال أو الإنترنت لماذا لا تنصر دين الإسلام وتنكر المنكر أينما كان، ففرصتك باقية . فهل تفعل؟. نسأل الله لك الهداية . والله من وراء القصد.