السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك) كيف أفرق إذا حدث موقف لي هل هو شر من نفسي أم هو قضاء وقدر أم هو خير لي وأنا لا أعلم؟
يجيب عن السؤال :الشيخ :شوقى ابراهيم ابوزيد
الجواب :بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
فإذا كان المرء ملتزماً بالشرع الحنيف، فما يصيبه من بلاء يُعد رفعة له في الدرجات ومثقلاً لموازين حسناته.
أما إن كان مرتكباً للمعاصي مقصراً في جنب الله مفرطاً في دينه فقد تكون المصائب التي يبتلى بها تنبيها له من الله ليتوب ويرجع قبل فوات الأوان.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة ).
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط ) أخرجهما الترمذي.
فعلى المرء عند حلول المصا ئب أن يعلم أنها ابتلاء من الله تعالى، يكفر بها عن السيئات ويرفع بها الدرجات، فيكون ذلك دافعاً له للصبر عليها، والرضا عن الله تعالى بها، فلا يسخط ولا يجزع؛ فإنه الرابح على جميع الاحتمالات إن هو صبر واحتسب.
فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها؛ إلا كفر الله بها من خطاياه )..
والله تعالى أعلى أعلم.