العنوان البداية في تخريج أحاديث الهداية
المؤلف الحافظ أحمد بن الصديق الغماري
نبذه عن الكتاب
الهداية في تخريج أحاديث البداية ومعه بداية المجتهد ونهاية المقتصد...
التعريف بالكتاب:
إن كتاب "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" هو كتاب في الفقه على مذهب إمام المدينة المنورة مالك بن أنس، وقد استوفى فيه القاضي أبو الوليد ابن رشد (الحفيد) كتب الفقه وأبابه جميعها بدءاً من كتاب الطهارة فالصلاة... وانتهاءً بكتاب الأقضية. ومن الطوابع المميزة لهذا الكتاب أنه يستعرض المسألة الواحدة على مذهب الإمام مالك، ثم على سائر آراء الفقهاء المعتبرين عند جماعة المسلمين، كالإمام أحمد بن حنبل، وأبي حنيفة النعمان... ولا يكتفي بذلك، بل يأتي أحياناً بآراء المجتهدين ضمن هذه المذاهب من أصحاب أبي حنيفة، والشافعي وغيرهم ويناقش هذه المسألة من جميع وجوهها فيبين أوجه الاتفاق فيما اتفقوا عليه، وأوجه الاختلاف فيما اختلفوا فيه مورداً حجج كل واحد منهم، ثم يرجح بعد كل ما يراه صواباً، وهذا بدل على علو شأن ابن رشد في الفقه، ليس ضمن مذهبه المالكي فقط، بل وفي الفقه الإسلامي عامة.
ولكن الإمام-رغم توفر ملكات الاجتهاد لديه-يعتبر نفسه خاصراً عن هذه الرتبة الخطيرة، وهو أدب رفيع قلما يتحلى به الناس، خاصة في أيامنا هذه، وفي هذا يقول في كتاب الطهارة، باب معرفة أنواع النجاسات، في مسألة نجاسة البول، بعد أن استعرض مذاهب الأئمة وحججهم واستدلالاتهم في هذه المسألة: "ولولا أنه لا يجوز أحداث قول لم يتقدم إليه أحد في المشهور، وإن كانت مسألة فيها خلاف لقيل...) ثم يورد رأيه في المسألة بعد هذا الاعتذار الخجول أمام الأئمة الكبار. ولأهمية هذا الكتاب اعتنى الإمام المحدث، أبي الفيض "أحمد بن الصديق الغماري الحسني" بتخريج أحاديث هذا الكتاب سالكاً في ذلك مسلك التخريج الموسع للحديث بجميع طرقه ورواياته، وما يدخل في بابه، وتناول عمل السابقين في هذا العلم، فوافق بعضه، وعارض بعضه الآخر، وله مناقشات وردود دلت على طول باعه في علم الحديث، شبيهه بمناقشات الحافظين الزيعلي وابن حجر العسقلاني.
وهذا مما يندر وجوده في القرن الخامس عشر الهجري/العشرين الميلادي. وطريقته في التخريج أن يرد الحديث للكتب الستة، إن وجد فيها، ولا يكتفي بذلك، بل يرده لكل من علم أنه يرويه، ذاكراً سائر الطرق والأسانيد، ومختلف الروايات والألفاظ للحديث الواحد، حتى غدا كتابه موسوعة شاملة في علم الحديث، تجمع شتات تخريج الحديث الواحد من شتى التصانيف، وقد التزم في كتابه تخريج الأحاديث المرفوعة فقط، ولم يتعرض للأحاديث الموقوفة على الصحابة من الآثار. ولما كان هذا الكتاب من أعم الكتب الصادرة في تخريج أحاديث "البداية" فقد عني تحقيق مادته تحقيقاً دقيقاً يجلي ما شاب هذه الرسالة في غموض وبالرجوع لعمل المحقق نجد أنه قد تركز على ما يلي: أولاً: اعتنى بضبط الآيات الشريفة بالشكل، وغيرها بالقوسين. ثانياً: اعتنى بضبط الأحاديث النبوية الشريفة بالشكل. ثالثاً: قام بضبط أسماء الأعلام وذلك فيما أشكل منها، وقد رجع في ذلك للكتب المتخصصة في الرجال والأنساب، من الثقات والمجروحين، والضعفاء... والتعريف بمن يقتضيه المقام منهم، مما يساعد في تبيان أحوال الأحاديث وبيان درجها من الصحة. رابعاً: علق على الكتابين في بعض المواضيع بما يوضح أمراً مشكلاً، أو يزيل إلباساً، أو يصحح خطاً. خامساً: جمع إلى جانب نص كتاب الهداية في تخريج أحاديث البداية نص كتاب "البداية" وذلك في أعلى الصفحات، ويأتي التخريج أسفل منه في نفس الصفحة. وعلق على الكتابين بتحقيقات حواش عديدة.
التحميل
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/hdaya_bdaya.zip