إلى الرجال .. من أسباب السعادة الزوجية ..
إن من نعم الله التي منّ بها على عباده أن خلق لهم من أنفسهم أزواجاً ليسكنوا إليها وجعل بينهم مودة ورحمة. قال تعالى : ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون تلك النعمة العظيمة التي لا يعرف قدرها إلا من حرم منها. ولكن هذه الحياة الزوجية قد يشوبها شيء من الفتور ويحصل فيها شيء من المنغصات التي قد تكدر صفوها ولا شك أن كل زوج حريص على أن تكون حياته الزوجية حياة سعادة وهناء فكيف يحافظ الزوجان على بيت الزوجية سعيداً آمناً من التفكك والمنازعات، ترفرف عليه الرحمة وتحيطه المودة؟ فنقول والله المستعان:
إن الشارع حكيم جعل لكل شيء قدراً وقرر واجبات وحقوقاً، فإذا قام كل مسلم بما وجب عليه شرعاً تحقق له كل خير في الدنيا والآخرة.. ولذا فإن هناك توجيهات ينبغي لكل من الزوجين الأخذ بها لتكون حياتهما سعيدة، ويعيشا عيشة رغيدة في ظل تعاليم شريعتنا السمحة.
فنقول للزوج : إن الله عز وجل أكرمك بأن جعلك راعياً لهذه الأسرة وجعل بيدك الرعاية وأناط القوامة بك فعليك أن تسعى في إسعاد هذه الأسرة وإني أضع بين يديك الوصايا الآتية:
@ ينبغي أن تقوم بما أوجب الله عليك من النفقة على هذه الأسرة حسب الاستطاعة لينفق ذو سعة من سعته فتؤمن لزوجتك وأولادك السكن المناسب الذي يحصل لهم فيه الراحة والاستقرار مع تأمين ما يلزمهم من أكل وشرب وكسوة أسوة ببني جنسهم من أبناء عمهم وأبناء خالهم ونحو ذلك.
@ السماحة في التعامل فينبغي أن تكون في تعاملك مع أهلك سمحاً طلق الوجه بشوشاً لا مغضباً حنقاً ما لم يؤد الأمر إلى ارتكاب ذنب أو معصية لله تعالى فالبعض من الناس هداهم الله لا تراه إلا صاخباً مغضباً ولو عرف أن الشجار يباع لراح يشتريه، فكيف لمثل هذه السعادة أن تكون؟ وأنّى له ذلك؟
@ ثم يا أخي أعلم أنه لا يخلو بيت من مشاكل قليلة كانت أو كثيرة ولكنها مادمت داخل محيط هذا البيت الصغير فمن السهل علاجها واحتواؤها ولذلك فالحذر الحذر من خروجها خارج البيت فإذا دخل فيها الأهل سواء كانوا أهل الزوج أو أهل الزوجة فإن الأمور سوف تزداد تعقيداً ويكثر اللت والعجن فكل يحمّل الثاني الخطأ ولا مجال للتعافي والتسامح بل كل سيطالب برد اعتباره ونحو ذلك فأهل المرأة يؤلبونها على زوجها وأهل الزوج يحرضونه على زوجته وهكذا حتى تصل الأمور إلى درجة لا تحمد عقباها.
@ كن حسن الخلق مع أهلك فإن خيار الناس أحسنهم أخلاقاً وخيارهم خيرهم لأهله يقول صلى الله عليه وسلم :"إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله" رواه الترمذي وحسنه.
@ مناصحة الاهل عند التقصير في أي أمر من الأمور فلربما حصل التقصير بسبب الجهل وربما كان متعمداً ومع النصيحة يحصل الاعتذار وتصفو القلوب فلا تجعل العتاب شعارك فإنه يمل إذا كثر وإن كان صاحبه محقاً.
@ احذر أخي أشد الحذر من البخل فإن البخل منقبة سيئة لا سيما إذا كان في حق الأهل والأولاد.
@ احذر أن تهين زوجتك أو تجرحها بكلام أمام الآخرين ولو كانوا أهلك أو أهلها مهما كان الخطأ فإنك إذا عاتبتها على خطئها بينك وبينها فإن ذلك يكون أدعى لقبولها وأما عتابها أمام الناس فسوف يجعل العتاب عليها مضاعفاً ويترك في نفسها أثرا سيئاً لا يندمل.
@ وكما أنك أخي تطلب من زوجتك إكرام أهل أمك وأبيك وأخواتك وإخوانك كذلك يجب عليك أن تكرم أهلها وأن تغفر زلاتهم لأجلها ولا تسئ إليهم بأي شكل من الأشكال وإياك ونقدهم أمامها فقد تجاملك وقلبها يتقطع حسرة وألما من سوء ما تسمع منك واحفظها في غيبتها فاحذر أن تسبها وتذكر أخطاءها أمام أهلك إذ لا يسرها أن تسمع عنك ذلك.
@ اجعل لزوجتك وأولادك جلسة يومية وإن لم تستطع فأسبوعية جلسة إيمانية تتدارس معهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتبين لهم بعض الأحكام ولو لم يكن إلا بالاستماع الى تلاوة مباركة أو محاضرة نافعة يعقبها تعليق منك على ذلك.
@ ينبغي أخي الحبيب أن تتجمل لزوجتك كما تحب أن تتجمل هي لك فقد أثر عن ابن عباس رضي الله عنه قوله : إني لأتجمل لها كما أرغب أن تتجمل لي.
وعليك أخي أن تعرف لزوجتك فضلها وجميلها فهي أم أولادك وراعية بيتك وتخدمك وتخدم أولادك وتضحي من أجلك بالشيء الكثير فاحذر أن تكون أعور لا ترى إلا المثالب وتغض طرفك عن المحاسن فإياك ثم إياك فكن منصفاً مقسطاً.
يقول صلى الله عليه وسلم: "المقسطون يوم القيامة على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا" رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منهما آخر" رواه مسلم