ٌأقفَاصٌ سَودَاءٌ ...
وجلاّدٌ متكبّرٌ ...
وسجناءٌ تُكبّلهم الجِراحُ ...
هَذِهِ الصّورةُ كَانتْ نتاجُ حرب ٍ طَاحنةٍ ..
أشعَلهَا الهَوَى .. وأسَالتْ دِمائهَا الفِتنةُ ..
ولعلّ مِن أعْجبِ مَشَاهِدهَا أن يَكونَ قَائدَهَا
هُو " أنت "
نَعم هُو " أنت " ولِمَ العجبُ ؟!!!
بَلْ و قَدتَ غِمَار المَعْرِكَةِ بِكُلّ شَراسةٍ وعَنجَهيةٍ ...
أرْدَيتَ كلّ مَا كانَ يُنجِيكَ فِي أخْدودِ الهَلاكِ ..
وَذبحتَهُم بِنيرَانِ الهَوَى الّتِي تَسْكنُ أرجَائكَ ...
فَكَانُوا ضَحَايَا هَذِهِ الحَربِ الظّالِمَةِ هُم أولئكَ الّذِينَ يُمثّلُونَ مَعنَى الحَياةِ ..
وَيَا لهُ مِن اعْتداءٍ وظُلمٍ ...
أتجدُ أحداً يقطعُ سَببَ نَجَاتِهِ بِملء إرَادَتهِ ؟!! ..
ويُرخِي عَلَى أرْجَاءِ الدّنيَا سُجفَ الظّلامِ بَعدَ شَمسِ الأصِيلِ ؟!! ..
لقدْ خُضتَ غِمَارَ مَعركةٍ ٍ لستَ تَعقِلُ نَتِيجتَهَا ...
وبَنَيتَ عَلَى هَذَا الدّمَارِ آمالاً طِوَالاً ..
وَبينَ رَميةٍ وإشعالُ نارٍ ...
تُردِّدُ " سَأفعلُ غَداً " و " عُمرِي أمَامِي " !!!
كَلِمَةُ " سَوْفَ " هِيَ مَن تُحرّككَ
فأنتَ ثَابِتٌ فِي مَكَانِكَ .. ولا شُغلَ لَكَ إلا تَردِيدُ هَذِهِ الكَلِمةِ الّتِي لا تُسْمِنُ ولا تُغْنِي مِن جُوعٍ ...
كَأنّكَ تَرَى فِي هَذِهِ الدّنيَا طُولُ الأمدِ ..
أو بَقَاءً لا زَوَالَ بَعْدَهُ ...
وحينَ تُسألُ فِي اللقَاءِ الفَاصِلِ يَومَ القِيامَةِ كَمْ لبثتَ ؟؟؟
سبحانَ اللهِ ؟؟؟؟؟
مالّذِي قَصّرَ العُمرَ فِي عَينَيكَ ؟؟
مالّذِي جَعلَهُ يَوماً أو بَعضَ يَومٍ فِي وقتِ العُسْرَةِ ؟
بعْدَمَا كُنتَ تَرَاهُ بَحْراً لا نِهَايةَ لَهُ ؟؟
جَبرُوتُكَ أعْمَاكَ ..
ورُفَقَاءُ دَرْبِكَ .. عَفواً ..أقْصِدُ " قَاتِلُوكَ " الّذِينَ اخْتِرْتَهُم لِيُشَارِكُوكَ الظّلمَ فِي هَذِهِ الحربِ الحَاقِدةِ ..
يُهِيلُونَ عَليكَ بِالإقدَامِ إلى الإعدَامِ ..
وأنتَ إمّعةٌ ..أينَ مَا وجّهتكَ الأموَاجُ فأنتَ مَعهَا ...
لقدْ وَافَقتَ أعْدَائكَ .. وسِرتَ مَعَهُم فِي المُسْتَقبَلِ المُظلمِ الّذِي لنْ تَستَطِيعَهُ ولنْ تَصبِرَ عَليهِ ...
لأنكَ فُطرتَ علَى النّورِ ..فُطرتَ علَى إتّباعِ السّنَا الّذِي يُجدِدُ كُلّ أجْزَائكَ ويُعطّرُ كُلّ أيّامكَ ..لكِنّكَ بَطيشِكَ أضَعتَ حَياتَكَ ...وسِرتَ خَلفَ أعدَائكَ .. فأشعَلتَ فِتنةَ هَذِهِ الحَربِ ..
وسَجنتَ كُلّ مَا يُعبّرُ عَن دُنيَاكَ ...
فَكانَ القَفصُ هَواكَ..
والجلاّدُ فَرَاغَكَ..
والسّجَناءُ هُم " قَلبَكَ وعَقلَكَ "
والضّحَايَا هُم " وقتَكَ وَهدَفَكَ "