أبعث هذه الرسالة مكللة بالصدق مجللة بالوفاء فافتح أخي مغاليق قلبك وأرعني سمعك حتى أهمس في أذنك
أخي إنك تحمل قلبا بتوحيد الله ناطقاً ومن ناره خائفاً وفي جنته راغباً تعال معي نسير على هذا الطريق لعلنا نفوز بمحبة الله ورضوانه حديث الروح إلى الأرواح يسري وتدركه القلوب بلا عناء أخي إن هذه الخطايا ما سلمنا منها فنحن المذنبون أبناء المذنبين ولكن الخطر أن نسمح للشيطان أن يستثمر ذنوبنا ويرابي في خطيئتنا
تصور إذا مات الإنسان من غير رضى الله عليه وهو يسحب على وجهه وهو أعمى في نارحرها شديد وقعرها بعيد وطعام أهلها الزقوم وشرابهم فيها الصدي النار وما أدراك ما النار سوداء مظلمة شعثاء موحشة دهماء محرقة فيها الحيّات والعقارب يا ويلهم تحرق النيران أعظمهم بالموت شهوتهم من شدة الضجر أذن إذا كان الحال كذلك فلا بد من وقفة مع النفس لمحاسبتها والسير بها إلى رضوان الله تعالى
هل تعلم أن من أكثر الأمور إثارة لمشاعر ييُوقظ فؤادي وتختنق العبرات في صدري عندما أسمع موت صديق او قريب لي أتذكر حال هذا المتوفي وأنه سيبيت هذه الليلة في قبره وحيداً فريداً
تذكرت غفلتنا وكيف أننا فتحنا على أنفسنا مباحات الدنيا وملذاتها تذكرت جهلنا بالمصير وبالمــآل وجهلنا بالحشر والنشر وهول المطلع
تذكرت غفلتنا عن أحوال البرزخ وسكرات الموت وشدتهــــا نظرت إلى الناس وتدبرت أحوالهم فمنهم من يخطط لمستقبله ومنهم من يعد لسفره ومنهم من شغل بدراسته ومنهم .. ومنهم أما تلك الحفرة فليس هناك من يخطط لها تذكرت القبر مرة ثانية تلك الحفرة الضيقة المظلمة سأنزل فيها رغم أنفي شئت أم أبيت لن أستطيع أن أمانع في ذلك الأمرلأنه أمر الله فيّ ولا راد لقضائه وأمره
فكرت لو كان لدي حديقة في منزلي لحفرت بها حفرة مماثلة أضطجع فيها كلما رأيت من نفسي تقصيرا ولهواً عسى أن تتوب فيخرج مافيها وتشفى من أمراض فتورها تمنيت أن يُسمح لي بالوقوف على قبر فأرى ساعة نزول الميت فيه فيغير ذلك من حالي
تذكرت منكراً ونكير اللذان وصفها رسول الله صل الله عليه وسلم بأنهما أسودان أزرقان أصواتهما كالرعد وبأيديهما مطرقة من حديد كيف بي إذا أقعد
اني تأملت في نفسي فإذا أنا ذات قلب رقيق لايقوى على رؤية المصابين من المسلمين لاأصبر على رؤية الجرحى والمنكوبين وأصحاب الحوادث والعاهات هاأنا يقشعر بدني لرؤية حشرة صغيرة لأن شكلها غريب هانحن إذا أصبنا بمرض أو ألم فارقنا النوم وضاقت النفس وحل الاكتئاب كيف بي لوسُلط على العذاب في قبري أو سحبتني ملائكة العذاب إلى الناروما ربك بظلام للعبيد
الآن فقط عرفت الآن تيقنت الآن لماذا الفاروق رضوان الله عليه كان في خديه خطان أسودان من كثرة البكاء وختاماً ليس عندي ما اقوله الاسبـحـان الله وبـحـمده سبـحـان الله الـعـظيم
وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات .