اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

 ثلاث من كن فيه كن عليه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 99980
ثلاث من كن فيه كن عليه Oooo14
ثلاث من كن فيه كن عليه User_o10

ثلاث من كن فيه كن عليه Empty
مُساهمةموضوع: ثلاث من كن فيه كن عليه   ثلاث من كن فيه كن عليه Emptyالثلاثاء 10 يناير 2012 - 19:41

ثلاث من كن فيه كن عليه 1_64
ثلاث من كن فيه كن عليه


بسم الله و الحمد لله . أما بعد

فالسنن لا تعرف المحاباة ولا المجاملا ت ﴿ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ﴾ " الأحزاب : 62 " , ﴿ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ﴾ "فاطر : 43 " . و الشرع لا يفرق بين المتساويين ولا يساوى بين المختلفين , وهلكة الماكر و الباغى و الناكث مسألة وقت ,


فالزمن جزء من العلاج , ولا يصح أن تهتز الثوابت و المعايير , قال محمد بن كعب القرظى : ثلاث خصال من كن فيه كن عليه : المكر ﴿ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ﴾ " فاطر : 43 " , والبغى ﴿ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم ﴾ " يونس : 23 " , والنكث ﴿ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ ﴾ " الفتح : 10 " ,

فهذه الخصال من أسباب دمار أهلها , والعلاقة وثيقة بين الأسباب و المسببات و المقدمات و نتائجها , أعمالكم عمالكم قال تعالى ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾ " الجاثية : 15 " , وقال ﴿ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فلها ﴾ " الإسراء : 7",

وفى الحديث " واعمل ما شئت فإنك مجزى به " وصح الخبر " ياعبادى إنما هى أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله , ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " أتى رجل لأحد العلماء يقول له : إن بنى فلان قد تواطئوا على و صاروا يداً واحدة , فقال : ﴿ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾ قال : إن لهم مكراً , قال : ﴿ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهًِ ﴾ , قال : هم فئة كثيرة , فقال له العالم : ﴿ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ﴾ وأنت تشتهى الخلاص من الكافرين و الفاجرين , ثق تماماً أن مكرهم و بغيهم و نكثهم سيدمرهم تدميراً , فهم فى واقع الأمر و حقيقته يهلكون أنفسهم بأنفسهم قبل أن يصل اليهم سلاحك وما يعود وبال هذه الخصال السيئة إلا عليهم أنفسهم دون غيرهم , قال تعالى: ﴿ وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ " آل عمران : 54 " وقال ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ " الأنعام : 123 " ,


وقص علينا القرآن صورة من مكر ثمود بنبيهم صالح , قال تعالى : ﴿ وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ " النمل : 50- 51 " قيل فى تفسيرها : وهم لا يشعرون بالملائكة الذين أنزل الله على صالح ليحفظوه من قومه حين دخلوا عليه ليقتلوه , فرموا كل رجل منهم بحجر حتى قتلوهم جميعاً و سلم صالح من مكرهم , وقيل : انهم مكروا بأن أظهروا سفراً , و خرجوا فاستتروا فى غار ليعودوا فى الليل فيقتلوه , فألقى الله صخرة على باب الغار حتى سده , , وكان هذا مكر الله بهم و وقد مكر المشركون برسول الله صلى الله عليه و سلم , قال تعالى : ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ " الأنفال : 30

" لقد أنجى الله نبيه صلى الله عليه و سلم , وخرج سالماً من بين ظهرانيهم مهاجراً إلى المدينة , وقتل صناديدهم يوم بدر , كأبى جهل و عتبة و شيبة ابنا ربيعة ... وأدخل الله عليهم الإسلام يوم فتح مكة , ومات صلى الله عليه و سلم يوم مات وهو سيد الأولين و الأخرين , رفع الله له ذكره وأعلى له أثره , وكذلك مكر المنافقون به , قال تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ ﴾ " فاطر : 10 " ,

لقد كان مآل مكرهم الفساد و البطلان , و ظهر زيفهم لأولى البصائر و النهى , فإنه ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه و فلتات لسانه , وما أسر أحد سريرة إلا كساه الله تعالى رداءها , إن خيراً فخيراً , وإن شراً فشرً و مكر يهود برسول الله صلى الله عليه و سلم و محاولتهم قتله , و تأمرهم مع المشركين عليه ..... كثير معلوم , فكان أن قتل بعضهم وأجلى آخرين , وظهر أمره صلى الله عليه و سلم , وقرب قيام الساعة يستنطق الحجر و الشجر لأمته , فيقول الحجر و الشجر : يا مسلم يا عبد الله , هذا يهودى خلفى تعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود , ويفتح الله لهذه الأمة بيت المقدس , فاحذر المكر ولا تنبهر بأهله , فعن قيس بن سعد بن عبادة- رضى الله عنهما قال : لولا أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " المكر و الخديعة فى النار " لكنت من أمكر الناس " صححه الألبانى . ولا يخفى عليك أن المكر الذى وصف الله به نفسه على ما يليق بجلاله , و معناه مجازاته للماكرين بأوليائه ورسله , فيقابل مكرهم السيئ بمكره الحسن , فيكون المكر منهم أقبح شئ , ومنه أحسن شئ , لأنه عدل و مجازاة , وكذلك المخادعة منه جزاء على مخادعة رسله و أوليائه , فلا أحسن من ذلك المخادعة و المكر وإذا كان المكر السيئ وباله على صاحبه , فكذلك الأمر بالنسبة للبغى , وهو أسرع الجرم عقوبة ,


قالوا : من سل سيف البغى قتل به , وعلى الباغى تدور الدوائر , والبغى يصرع أهله , فالبغى مصرعه وخيم , ومن حفر بئراً لأخيه سقط فيه , فاهجروا البغى فإنه منبوذ . قال بن عباس- رضى الله عنهما : لو بغى جبل على جبل لجعل الله- عز وجل- الباغى منهما دكاً .

وقال أيضاً : تكلم ملك من الملوك كلمة بغى وهو جالس على سريره فمسخه الله- عز و جل- فما يدرى أى شئ مسخ ؟ أذباب أم غيره ؟ إلا أنه ذهب فلم ير ,

وقال عبد الله بن معاوية الهاشمى : " إن عبد المطلب جمع بنيه عند وفاته , وهم يومئذ عشرة وأمرهم و نهاهم و قال : إياكم و البغى , فوالله ما خلق الله عز وجل- شيئاً أعجل عقوبة من البغى ولا رأيت أحداً بقى على البغى إلا إخوتكم من بنى عبد شمس ,

قال بن القيم : " سبحان الله , فى النفس كبر إبليس , وحسد قابيل , وعتو عاد , وطغيان ثمود , وجرأة نمرود , وأستطالة فرعون و وبغى قارون , وقبح هامان , وهوى بلعام ؟, وحيل أصحاب السبت , وتمرد الوليد , وجهل أبى جهل , وفيها من أخلاق البهائم : حرص الغراب وشره الكلب , ورعونة الطاووس , ودناءة الجعل , وعقوق الضب , وحقد الجمل , ووثوب الفهد , وصولة الأسد , وفسق الفأرة , وخبث الحية , وعبث القرد , وجمع النملة , ومكر الثعلب , وخفة الفراش , ونوم الضبع , غير أن الرياضة و المجاهدة تذهب ذلك "

وقد وردت النصوص تذم البغى بغير الحق قال تعالى : ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ " الشورى : 42 " , والبغى هو الإستطالة على الناس , وهو الكبر و الظلم و الفساد و العمل بالمعاصى , وهو من الأمور الخمسة التى وردت الشرائع بالنهى عنها , وهى المذكورة فى قوله تعالى ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ " الأعراف : 33 " , ويكفى من بغى عليه , وعد الله بنصرته , قال تعالى : ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ ﴾ " الحج : 60 "

وفى الحديث " : ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة فى الدنيا مع ما يدخره فى الآخرة من البغى و قطيعة الرحم " رواه أحمد و أبو داود و الترمذى , وقال : حسن صحيح . وورد " ليس شئ أطيع الله فيه أعجل ثواباً من صلة الرحم , وليس شئ أعجل عقاباً من البغى و قطيعة الرحم و اليمين الفاجرة تدع الديار قع " ( أى لا شئ فيها ) رواه البيهقى و صححه الألبانى .

وفى الحديث " وإن الله أوحى إلى أن توضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغى أحد على أحد " رواه مسلم . وانظروا فى قصص البغاة قديماً و حديثاً ستجدون تطابقاً بين صفحات الكون المنظور و الكتاب المسطور , فهذا فرعون بغى فى الأرض بغير الحق وأدعى الربوبية و الألوهية , وقال " أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى " وحاول اللحاق بنبى الله موسى ومن آمن معه من بنى إسرائيل , وأتبعهم بجنوده بغياً و عدواً , فأطبق عليه البحر وأجراه سبحانه من فوق رأسه جزاءً وفاقاً , ورآه المصريون جثة منتنة بعد أن كانوا يعبدونه من دون الله ﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ﴾ وكذلك حكى القرآن قصة بغى قارون , قال تعالى : ﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ ) وكان من جملة ما نصحه به الناصحون , أن قالوا له : ﴿ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ " القصص : 77 " فلم يرفع قارون بذلك رأساً ,


فأهلكه سبحانه , وانتقل إليه غير مأسوف عليه ﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ ﴾ إن بغي الأمم الهالكة على الأنبياء و المرسلين فيه عظة وعبرة لأولي الألباب ، وقد أخذهم سبحانه وتعالي أخذ عزيز مقتدر ، وسارت الأيام والليالي قوم نوح وعاد وثمود وقرونا ً بين ذلك كثيراً ، فأسلمتهم الى ربهم وقدمت بهم على أعمالهم ﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا ﴾ تطاول العماليق قوم عاد وقالوا من أشد منا قوة فأرسل سبحانه وتعالي ريحاً صرصراً عاتية ، ﴿ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ﴾


وخرج صاحب يس يعبد قومه لله رب العالمين ، فقتلوه وبغوا عليه كما صنعوا مع المرسلين ، فهاونوا على ربهم ، قال تعالي ﴿ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُون يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ ﴾ وما قيل فى المكر و البغي من تعجيل العقوبة والوبال الذي يعود على صاحبه ، يقال مثله فى النكث ونقض العهد والميثاق ،


يحكي أن بلعام بن باعوراء ، كان مجاب الدعوة ، وكان قد أوتي اسم الله الأعظم ، الذي إن سئل به أعطي ، وإن دعي به أجاب ، فلما قدم نبي الله موسي ومن آمن معه ، ألح قوم بلعام عليه حتي يدعوا على نبي الله موسي ، ففعل فتحول لسانه بالدعاء عليه وعلى قومه ، وضرب به مثل السوء قال تعالي ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث﴾ الأعراف 175 – 176 وهذا مثل كل من لم يرفع رأساً بدين الله ، وانسلخ من آياته سبحانه ، ونقض العهد والميثاق المأخوذ عليه


وفي عام الحديبية أجحفت قريش برسول الله صلي الله عليه وسلم ، ومنعته هو و أصحابه رضي الله عنهم – من دخول بيت الله الحرام ، واشترط سهيل بن عمرو على النبي صلي الله عليه وسلم ان يكتب بسمك اللهم ، وأن يكتب أسمه واسم أبيه ، بدلا من كتابة محمد رسول الله ، و أن يرجع عامه هذا ، و أن يرد الى الى مكة كل من جاءه مسلما ً منها ، فى الوقت الذي لا يردون من جاءهم مرتدا من المسلمين ، ..... إلى غير ذلك من بنود التعسف ، وعلى الرغم من ذلك كان هذا الصلح فتحا ً مبينا ً للإسلام و أهله ونزل بشأنه ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا ﴾ الفتح الآية : 1 وسعت قريش جاهدة فى نقض الصلح الذي أبرمته . ومن قبل كانت المجافاة لمقتضي العقل والفطرة والشريعة المنزلة . ولما بعث النبي صلي الله عليه وسلم برسالة الى كسري فمزقها ، قال النبي صلي الله عليه وسلم مزق الله ملكه ، وقد كان. وكان سبب إجلاء بني قينقاع ، استصراخ مسلمة ، تكشف بدنها بسبب يهودي ، فقتله مسلم ، ثم تمالأ يهود على المسلم فقتلوه ، فثار الحيان ، ونقض يهود للعهود و المواثيق قديما ً وحديثا ً معلوم ، قال تعالي ﴿ وإن عدتم عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا﴾ الأسراء : 8

فما عادوا مرة للإفساد إلا وعاد عليهم ربنا بالإهلاك . إن من نقض العهد يضر نفسه ، حتي و إن كان مسلما ً كما أنه يجر على نفسه اللعن لقوله تعالي ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ ﴾ ومصيرهم إلي خلاف ما صار اليه المؤمنون فى الدنيا و الآخرة ، قال الحافظ ابن حجر " كان عاقبة نقض قريش العهد مع خزاعة حلفاء النبي صلي الله عليه وسلم أن غزاهم المسلمون حتي فتحوا مكة واضطروا الى طلب الأمان وصاروا بعد العزة و القوة فى غاية الوهن الى أن دخلوا فى الإسلام ، وأكثرهم لذلك كاره " وفى الحديث " يا معشر المهاجرين خمس خصال إذا ابتليتم بهن و أعوذ بالله ان تدركوهن ........ ولم ينقضوا عهد الله إلا جعل الله بأسهم بينهم " رواه ابن ماجه والحاكم وصححه الألباني،


فمن نكث العهد فإنما يجنى على نفسه ، وإياها يهلك ، فنكثه عليه لا له ، والبعض قد يضيف لنكث العهد مكرأً وبغياً , كما قال شداد بن أوس : إذا رأيت الرجل يعمل بمعصية الله فاعلم أن لها عنده أخوات ، وذلك أن المعصية تدل على أختها . والناظر فى فعل الشيوعية العالمية ، وما فعل بها- على سبيل الحصر- سيجد شاهد أو نذير لهؤلاء الأعداء الذين نقضوا العهد والميثاق مع الخالق والمخلوق ، وبغوا فى الأرض بغير الحق ، ومكروا مكرًا كباراً ، ولا يسعنا إلا ان نردد معهم قول ربنا﴿ وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُون َوَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ هود : 123 اللهم دبر لنا فإنا لانحسن التدبير ، اللهم من أرادنا وأراد المسلمين بسوء فاشغله بنفسه وأجعل كيده فى نحره ، واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ثلاث من كن فيه كن عليه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» درجة حديث "ثلاث من كن فيه فهي راجعة عليه"
» هل مكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة عشر سنين أو ثلاث عشرة سنة ؟
»  بشرى موسى عليه السلام بمحمد صلى الله عليه وسلم لا بيسوع
»  موقف اليهود من عيسى صلى الله عليه وسلم عليه السلام والنصارى
» الظلم ثلاث !!!!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ منتدي الاسلاميات العامه ۩✖ :: مقــــالات اســــلاميه :: مقـالات منـوعه-
انتقل الى: