السؤال
على موقع الفيس بوك توجد صفحة تسيء للقرآن الكريم، وهناك دعوة منا للقائمين على الفيس بوك لإلغاء هذه الصفحة، لكن هل علي في نشر هذه الدعوة إثم من باب تشييع الفاحشة بين المسلمين؟ خصوصا أنني لم أسمع بهذه الصفحة إلا من شخص نشرها هو الآخر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما أشارت إليه السائلة الكريمة من تأثمها من نشر هذه الروابط في محله، ومثل هذه الروابط لا يجوز نشرها ولو من باب محاربتها والتصويت على منعها، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 113109، ولزيادة الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 122008.
والله أعلم.
يقوم البعض بتحميل مواد تسيء للإسلام و القرآن الكريم على إحدى المواقع المشهورة، و يصلنا في بعض الأحيان من الإخوة الغيورين مناشدات تدعو للتصويت لمنع عرض هذه الإساءة و دعوة كل من نعرف للمساهمة في التصويت ضد استمرار عرضها على الموقع، مع العلم أن منع العرض قد لا يتم في بعض الأحيان. ما حكم إعلام المسلمين بهذه الإساءات بنية جمع أكبر قدر من الأصوات المضادة، علما أن المسلم المصوت سوف يشاهد ويسمع الإساءة بمجرد دخوله على الرابط المرسل، الأمر الذي حدا بالأشخاص الذين حملوا الإساءة في المقام الأول بنشر الرابط في المنتديات الإسلامية بحيث تصبح غيرة المسلم الواحد أسرع وسيلة لعرض الإساءة على كل المسلمين؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله العظيم أن ينصر الإسلام ويعز المسلمين، وأن يكبت أعداء الدين .. ولا يخفى أن نشر هذه الروابط هو نفسه يعتبر نوعا من أنواع الترويج لهذه الإساءات.
ثم من المعلوم أن طرق نشر هذه المواد المسيئة للإسلام كثيرة وميسورة لأعداء الإسلام، فالتصويت لمنع عرضها من موقع معين لا يفيد كثيرا، مع كونه أمرا محتملا لا قطعيا ، كما ذكر السائل الكريم. وفي الوقت نفسه فمضرة مشاهدة وسماع هذه الإساءات بمجرد الدخول على تلك المواقع أمر متحقق أو غالب. وعليه فلا يجوز نشر هذه الروابط ولا الدخول عليها.
ونوصي كل الغيورين أن يجتهدوا في الدعوة إلى دين الله بكل ما أوتوا من قوة وسبب، فإن في هذا قياما بالواجب، وكبتا لأعداء الله، وردا لكيدهم عليهم، ومعاملة لهم بنقيض قصدهم. والله المستعان.
والله أعلم.
سؤالي هو أنا أدخل موقعا، وأرى ناسا تشارك بالسب على الإسلام وعلى دين الإسلام، فأرد عليهم مرة بالكلام الجيد، وبعد ذلك أضطر لأسبهم هل أنا آثم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا نحمد لك غيرتك على دين الله وغضبك له، وذلك من مقتضيات الإيمان ولوازمه، ولكن مشاركة أمثال هؤلاء في مثل هذه المواقع، الأصل فيها الحظر، لقوله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا {النساء: 140}.
وإنما تشرع إذا كانت بقصد منع شرهم أو تقليله، وهذه هي تقوى الله تعالى، فإن الله تعالى قد قال: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {الأنعام: 68-69} قال السعدي: هذا النهي والتحريم لمن جلس معهم ولم يستعمل تقوى الله، بأن كان يشاركهم في القول والعمل المحرم، أو يسكت عنهم وعن الإنكار، فإن استعمل تقوى الله تعالى بأن كان يأمرهم بالخير وينهاهم عن الشر والكلام الذي يصدر منهم، فيترتب على ذلك زوال الشر أو تخفيفه، فهذا ليس عليه حرج ولا إثم، ولهذا قال: وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أي: ولكن ليذكرهم، ويعظهم لعلهم يتقون الله تعالى. وفي هذا دليل على أنه ينبغي أن يستعمل المذكِّرُ من الكلام ما يكون أقرب إلى حصول مقصود التقوى. وفيه دليل على أنه إذا كان التذكير والوعظ مما يزيد الموعوظ شرا إلى شره، إلى أن تركه هو الواجب لأنه إذا ناقض المقصود، كان تركه مقصودا. اهـ.
فظهر من هذا أن سبهم لا يشرع لما فيه من زيادة شرهم والمبالغة في منكرهم، ولذلك قال سبحانه: وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ {الأنعام:108} فيجب على من سمعهم يسبون عدم استعدائهم بسبهم أو سب ما هم عليه من الكفر فيردون بسب الله والإسلام، كما سبق بيانه في الفتويين: 60286، 30761.
ولا شك أن من واجب كل مسلم أن يذب عن الإسلام ويدافع بما يستطيع، وعليه كذلك قبل أن يتصدر لمجادلة الكفار أن يتسلح بالعلم والحكمة لئلا يذل نفسه أثناء مجادلتهم، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 45226.
والله أعلم.