العنوان الانتصار للقرآن / موافق للمطبوع
المؤلف القاضي أبو بكر الباقلاني
نبذه عن الكتاب
هذا كتاب "الانتصار للقرآن" من تصنيف الإمام النظام المتكلم القاضي أبي بكر محمد بن الطيب بن محمد الباقلاني (403هـ) لسان الأشاعرة في زمانه، وأحد أفذاذ العلماء الذين أسهموا بقوة في الدفاع عن الحقائق الدينية على طريقة أهل الإثبات من المتكلمين. صنفه في سياق منهجه المعروف عنه من النقض لمطاعم المخالفين من المعتزلة والروافض والجهمية والمشبهة والخوارج، وجرى فيه على أسلوبه البديع في غزارة الاستمداد، وكثرة الاستطراد، واستقصاء أطراف القول فيما هو آخذ بسبيله من المسائل العلمية، وقتلها بحثاً وتنقيراً وإيراداً واحتاجاً، ثم اختيار لما يراه من الآراء سداداً، نقلاً كان ذلك الاختيار أو اجتهاداً.
وهو كتاب عظيم الموقع في نفوس أهل العلم، عرفت العلماء نباوة محله في بابته، وإنافته على غيره من نظائره، ودقة المسالك التي سلكها مصنفه في تصنيفه، فأثنوا عليه بالذي هو أهله، وكثر استمدادهم منه حتى قال قائلهم في حقه: "وهو الكتاب العظيم الذي لا ينبغي لعالم أن يخلو عن تحصيله" وهي كلمة حق لم ينازع فيها أحد ممن سير غور الكتاب، وعرف اتساع دائرة مصنفه، وأن له اليد الباسطة في الحجاج، والاضطلاع التام بأعباء الدفاع عن القرآن العظيم، فضلاً عن منزلته الراسخة بين أساطين الأشاعرة، وهي المنزلة التي دفعت إماماً عظيماً شديد الوطأة على المتكلمين -هو شيخ الإسلام ابن تيمية (ت728هـ) كي يقول في حق الباقلاني: "وهو أفضل المتكلمين المنتسبين إلى الأشعري، ليس فيهم مثله لا قبله ولا بعده" وهي شهادة فريدة لا إخال أحداً من المتكلمين قد ظفر بها من هذا الإمام المجتهد الشهير.
إن كتاب "الانتصار للقرآن" كتاب فريد على مستوى المنهج والمادة، تغيا به صاحبه أن يزلزل الأرض تحت أقدام الطاعنين في كتاب الله فلا يبقى لهم موضع قدم يقفون عليه، ولقد وفق الباقلاني في أداء هذه المهمة الجليلة، واستطال على خصومه بالحجة البالغة التي تنزل بهم عن مراتب الخطاب فضلاً عن أن يكونوا بمنزلة من يبحث معه في المسائل التي تحتاج إلى لطيف بحث واستخراج، فكان كتاب "الانتصار" دفاعاً شاملاً ضد كل الشكوك والأسئلة، تبلورت بنيته الأساسية ضمن منطلقات لغوية وتاريخية ونحوية وعقائدية، فضلاً عن بعض السمات البلاغية والأسلوبية التي تتقاطع جوهرياً مع نظرياً الإعجاز القرآني التي أسهم الباقلاني في دفعها إلى الإمام، وقدم في سياقها كتابه الشهير "إعجاز القرآن"، ومهر ذلك كله بتوقيعه الخاص الذي يشهد بكفاءته في الدفاع عن قضية القرآن وصحة نقله التي ثارت بين أهل السنة وبعض فرق الشيعة الذين أثاروا غباراً كثيفاً حول سلامة النص القرآني، ونبذوا كثير من مقتضيات البحث المنهجي السليم لهذه القضية، وأسرفوا في بناء بعض التصورات الواهية لتاريخية جمع القرآن، وتبلورت لديهم بعض الرؤى الشعبية الصلبة إزاء هذه القضية، فجاء الباقلاني إلى هذا كله، وكرّ عليه بقلم النقد والتمحيص، ووظف منهجيته النقلية والعقلية في استئصال هذه الشبهات والتغبير في وجوه قائليها، وأنجز هذا الكتاب.
تحقيق د. محمد عصام القضاة
الناشر : دار الفتح - عَمَّان ، دار ابن حزم - بيروت
الطبعة الأولى 1422 هـ - 2001 م
عدد الأجزاء : 2
تنبيه :
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ]
حمل الان
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/entesaar15.rar