عن أبي عمرو، وقيل: أبي عمرة ؛ سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله ! قـل لي في الإسـلام قـولاً لا أسـأل عـنه أحــداً غـيـرك، قـال:
{ قُــل آمـنـت بالله، ثـم اسـتـقم }.
[رواه مسلم:38].
الحديث الحادي والعشرون من الأربعين النووية عن أبي عمرو وقيل: أبي عمرة سفيان بن عبدالله الثقفي
قال: قلت يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، قال:
{ قل آمنت بالله ثم استقم } يعني قولاً يكون جامعاً واضحاً بيّناً لا أسأل أحداً غيرك فيه، فقال له النبي
:
{ قل آمنت بالله ثم استقم } آمنت بالله هذا بالقلب، والاستقامة تكون بالعمل، فأعطاه النبي
كلمتين تتضمنان الدين كله فآمنت بالله يشمل إيماناً بكل ما أخبر الله به عزوجل عن نفسه وعن اليوم الآخر وعن رسله وعن كل ما أرسل به، وتتضمن أيضاً الانقياد ولهذا قال:
{ ثم استقم } وهو مبني على الإيمان ومن ثم أتي بـ
{ ثم } الدالة على الترتيب والاستقامة ولزوم الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ومتى بنى الإنسان حياته على هاتين الكلمتين فهو سعيد في الدنيا وفي الآخرة.
في هذا الحديث من فوائد: حرص الصحابة رضي الله عنهم على السؤال عما ينفعهم في دينهم ودنياهم.
ومنها عقل أبي عمرو أو أبي عمرة، حيث سأل هذا السؤال العظيم الذي في النهاية ويستغني عن سؤال أي أحد، حيث قال:
{ قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك }.
ومنها أنه أجمع وصية وأنفع وصية ما تضمنه هذا الحديث، الإيمان بالله ثم الاستقامةعلى ذلك بقوله:
{ آمنت بالله ثم استقم }.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الإيمان بالله لا يكفي عن الاستقامة، بل لا بد من إيمان بالله واستقامة على دينه.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الدين الإسلامي مبني على هذين الأمرين، الإيمان ومحله القلب ،والاستقامة ومحلها الجوارح، وإن كان للقلب منها نصيب لكن الأصل أنها في الجوارح. والله أعلم.