فتى الأحلام..
قالت وهي تذرف دموع الندم، كانت البداية مكالمة هاتفية عفوية، تطورت إلى قصة ( حب ) وهمية أوهمني أنه يحبني وسيتقدم لخطبتي طلب رؤيتي.. رفضت.. هددني بالهجر " بقطع العلاقة " ضعفت.. أرسلت له صورتي مع رسالة وردية معطرة.. توالت الرسائل.. طلب مني أن أخرج معه.. رفضت بشدة.. هددني بالصور. بالرسائل المعطرة بصوتي في الهاتف.. وقد كان يسجله.. خرجت معه على أن أعود في أسرع وقت ممكن.. لقد عدت ولكن. عدت وأنا أحمل العار.. قلت له: الزواج.. الفضيحة.. قال لي بكل إحتقار وسخرية؛ إني لا أتزوج فاجرة..
أختي الكريمة.. إن كنتي عاقلة فاستمعي إلى هذه النصائح:
لا تصدقي...
لا تصدقي.. أن زواجاً سوف يتم عن طريق مكالمات هاتفية عابثة، ولو تم فإن مصيره إلى الضياع والفشل والشك والندم.
لا تصدقي.. إن شاباً - مهما تظاهر بالصدق والإخلاص - يحترم فتاة تخون أهلها وتحادثه عبر الهاتف أو تتصل به أو تخرج معه مهما أظهر لها من الحب وألان لها من القول، فهو إنما يفعل ذلك لأغراض دنيئة لا تخفى على عاقل.
لا تصدقي.. ما يردده أدعياء التقدم وما يسمى بتحرير المرأة من أنه لابد من الحب قبل الزواج، فالحب الحقيقي لا يكون إلا بعد الزواج وما سواه فهو في الغالب حب مزيف، مؤسس على أوهام وأكاذيب لمجرد الإستمتاع وقضاء الوطر ثم لا يلبث أن ينهار فتنكشف الحقائق ويظهر المستور.
إحذري...
إحذري.. المكالمات الهاتفية، فإنها تسجل عند الله تعالى، ويسجلها شياطين الإنس ( أدعياء الحب ) فيستخدمونها سلاحاً للضغط عليك أو للنيل من سمعتك وعرضك.
إحذري.. التصوير بشتى أنواعه، فإنه علاوة على تحريمه ولعن صاحبه فهو من أخطر الأسلحة التي يستخدمها ذئاب البشر لإرغام الضحية وتهديدها وإفتراسها.
إحذري.. كتابة الرسائل الغرامية فهي أيضاً من وسائلهم في التهديد والضغط.
إحذري.. المجلات والروايات الهابطة فإنها تحمل بين صفحاتها الملونة وأوراقها المصقولة السم الزعاف.
إحذري.. المسلسلات والأفلام الهابطة المضللة التي تقتل الحياء وتقضي على الفضيلة وتسعى إلى هدم الأخلاق والقيم.
إحذري.. التبرج والسفور وكثرة الخروج إلى الأسواق وغيرها من غير حاجة مما يعرضك لغضب الله وعذابه.
إحذري.. الركوب مع السائق الأجنبي منفردة فإن ذلك من الخلوة المحرمة التي حذر منها الشرع الحكيم وإياك أن تحتجي بالضرورة فمن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب.
إحذري.. رفيقات السوء الضالّات المُضلات، فإنهن يعدين كما يعدي المريض الصحيح.
إحذري.. جميع المعاصي والذنوب فإنها سبب للشقاء والتعاسة وزوال النعم وحلول النقم ونزول المصائب.
وأخيراً...
إحذري.. ملك الموت إذا جاء لقبض روحك بالاستعداد للآخرة بالتوبة النصوح والأعمال الصالحة فإنك لا تدرين متى يهجم عليك.
وبعد هذه النصائح إعلمي وفقك الله أن باب التوبة مفتوح للتائبين، فإن كنت قد ألممتي بشىء من الذنوب فبادري بالتوبة النصوح قبل أن يغلق الباب ويعلوك التراب فلا ينفع الندم حينئذ.