شرح الحديث الشريف - الشرح المختصر - الدرس ( 058 - 207 ) : من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله.........
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2001-06-18
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة الكرام: لا زلنا في موضوع الترهيب من منع الزكاة.
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ يَعْنِي بِشِدْقَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ ثُمَّ تَلَا ( لَا يَحْسِبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ ) الْآيَةَ ))
(صحيح البخاري)
الثعبان حينما يمتد عمره كثيراً له شعر في مقدمة رأسه يصبح أقرع شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ يَعْنِي بِشِدْقَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ ثُمَّ تَلَا ( لَا يَحْسِبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ )
﴿ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188)﴾
(سورة آل عمران)
مرة ثانية أيها الأخوة: المال قوام الحياة، والله لو وضع تحت أيديكم ما يسببه الفقر من دمار أسر من طلاق زوجات من تشرد أولاد، من وقوع أولاد في الشذوذ والسرقات، من إيداعهم السجون، من انهدام شركات، لو يوضع تحت أيديكم آثار الفقر لعدّ الإنسان للمليار قبل أن يفقر إنساناً، أسرة متماسكة الأب له مكانة الزوجة لها ولاء الأولاد متعلقون بأبيهم وأمهم مادام هناك إنفاق معقول في طعام وشراب وحلويات ونزهات أحياناً وثياب معقولة وثياب جيدة، هناك حالات خاصة يكون فيها الإيمان عالي جداً مع الفقر الشديد، أما أنا أتكلم عن عامة الناس عن الخط العريض حينما يفتقر الأب يضعف ولاء الزوجة، وولاء الأولاد، وحينما لا يجد الطفل طعاماً في بيته يبحث عن أصدقاء السوء الأغنياء أذلين يطعمونه وقد يفسدونه فالمال قوام الحياة، وأي إنسان وفّر فرص عمل للناس...
مرة سألني صاحب معمل قال: أصبح ربحي صفراً، وعندي ثمانين عامل أنا لا أتمنى أن يقول هذا الكلام لكن هكذا قال لي: عندي أموال تكفيني غلى ذرية ذريتي، وأنا لا أحتاج لأن أعمل إطلاقاً ! فجاء يستشيرني في تصفية المعمل وصرف العمال ثم يستريح، قلت له: والله لولا مع أنك في بحبوحة بالغة ولست محتاجاً لدخل هذا المعمل لكن أن يكون هناك ثمانون عاملاً معهم أسر يعيشون من معملك هذا أكبر ربح تقدمه لله عز وجل، لو لم تربح قرشاً واحداً، ألا يكفي أنك تستر ثمانين أسرة ؟ الإنسان الأحمق إخواننا يظن كل الربح مال، أحياناً لو لم تربح إذا هيأت لثمانين أسرة دخل، أسرة متماسكة، تصور إنسان فقد عمله ماذا يحدث له؟ أول شهر يستدين، ثاني شهر كذلك، الدين تفاقم، ماذا يحصل ؟
والله قبل شهر أو شهرين إنسان انكب على رجل إنسان يقبله قال: ماذا أفعل ؟ هل أجعل بناتي يعملون بالدعارة كي آكل ؟ ماذا أفعل ؟ فحينما يهمل أغنياء المسلمين فقرائهم....
ورد في بعض الآثار القدسية:
((الأغنياء أوصيائي، والفقراء عيالي فمن منع مالي عيالي أذقته عذابي ولا أبالي ))
لك أن تعيش لك أن تأكل لك أن تشرب لك أن تلبس بالمعقول بالوضع المتوسط من دون إسراف من دون بذخ من دون استعلاء.
والله حدثني أحد العلماء قال: شاب مقدم على الزواج ومتوقف زواجه على عشرين ألف ! وبقي سنة لم يستطع أن يؤمن هذا المبلغ ! قال: يسّر الله لي وأمنته له، أقسم لي أنه حينما بلغه أن المبلغ جاهز وقع على الأرض، أحياناً الإنسان ينفق إنفاق بلا طائل بلا مكان، الوضع صعب، اصرف الحد الأدنى وحل مشكلات المسلمين، الزكاة فرض لا فضل لك فيها.
﴿ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)﴾
(سورة المعارج)
أما الرقي الأعلى في الصدقات، الصدقة ليست فرضاً، قال تعالى:
﴿ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)﴾
(سورة الذاريات)
لكن لم يقل معلوم.
((عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ فِي الْمَالِ حَقًّا سِوَى الزَّكَاةِ))
(سنن الترمذي)
إخواننا الكرام: القلب الذي لا يتفطر لمأساة إنسان قلب صخري بعيد عن الله عز وجل، والله حدثني أخ قال: أركب سيارتي ولا املك غيرها وأعيش منها، سيارة أخرى دخلت في مؤخرته فوصل مقدمة السيارة المعتدية إلى المقعد الخلفي فتحطمت، وفوق ذلك بدأ يضربني ويعتدي علي مرت امرأة في الطريق يبدو أنها محسنة جاءت إلى صاحب السيارة المضروبة قالت له: تصليحها عليّ لا تبكي، قال: دفعت لي أربعين ألف ليرة تصليح السيارة، في قلبها رحمة، وجدته مظلوماً، وسبب رزقه السيارة، فإذا لا يوجد في قلب الإنسان رحمة في قلبه تدفعه إلى إطعام الفقراء وحل مشكلات المساكين ومسح دموع اليتامى وحل مشكلات الأرامل فهو إنسان بعيد عن الله بعد الأرض عن السماء لأن الله عز وجل فيما رواه النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
(( عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُكْثِرُوا الْكَلَامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّ كَثْرَةَ الْكَلَامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ قَسْوَةٌ لِلْقَلْبِ وَإِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ الْقَلْبُ الْقَاسِي ))
(سنن الترمذي)
أضرب لكم بعض الأمثلة: قال لي رجل: كنت بمطعم فول بحلب جاء طفل قال أريد أن أتناول طعام بربع ليرة من كم سنة، وكان صحن الفول بخمس ليرات وأكثر، فقال صاحب المطعم قدم له صحن، ومقبلات كالعادة فالابن انزعج قال: بربع ليرة ! يا بني اشتهى أن يتناول الفول، يجب أن نطعمه فول، فأحياناً صاحب مطعم صاحب متجر، إذا واحد لا يوجد بقلبه رحمة هذا مقطوع عن الله ملعون مطرود.
ورد في بعض الاثار القدسية:
(( إذا أردتم رحمتي فارحموا عبادي ))
حدثني أخ ساكن بالمالكي قال: والله أذهب لعامل التنظيفات وأعطيه من طعامي كل يوم، لا يرتاح حتى يطعم الناس ما يأكل، يوجد أناس لهم أعمال كبيرة عند الله لا يعلمها إلا الله، والله أناس أولياء ومظهرهم مدني عادي ! يتصدقون صدقات.
أعرف أصحاب معمل يدفع عشر أمثال الزكاة ! لا يترك عامل عنده إلا يساعده عنده زواج عنده ولادة وهو أسعد الناس.
مرة قرأت كلمة بمجلة وصلت إلى العظم عبارة عن حكمة من أربع كلمات مجلة ريدر بارجرس الأميركية لها طبعة عربية اسمها المختار قديمة الآن توقفت: كنت أحب هذه المجلة هي مختار أجمل مقالات ما في المجلات، فالمقالة انتهت بنصف الصفحة وبقي نصف الصفحة فارغ، فكتبوا حكمة: إذا أردت أن تسعد فأسعد الآخرين، هذه حقيقة وجربوها، لا تعش لهمومك عش لهموم الآخرين، إنسان تزوج ترتاح، إنسان اشترى بيت ترتاح له، عُيّن بوظيفة، كلما حملت هم المسلمين كنت عند الله كبيراً، وكلما حملت همك وحدك كنت عند الله صغيراً.
يوجد مئات الألوف أغنياء لا مشكلة عندهم، ارتفع ثمن اللحم أو انخفض أو البنزين كذلك لا يهم، أموال كبيرة جداً عمل عرسه بالشيراتون كلفه خمس وثمانون مليون ما معه هذا ؟ فهذا الذي يحمل همه فقط صغير عند الله.
(( سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ جَاءَ شَيْخٌ يُرِيدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبْطَأَ الْقَوْمُ عَنْهُ أَنْ يُوَسِّعُوا لَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا ))
(سنن الترمذي)
فأنا أعطيكم هذا المقياس: كلما حملت هم المسلمين كنت عند الله كبيراً، وكلما حملت همك وحدك كنت عند الله صغيراً.
(( عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَرَى عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ تَزْنِي يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ))
(صحيح البخاري)
كثير من الناس له دخل كبير ومعه وكالة حصرية، ودخل يومي فلكي، بيته درجة أولى، زوجته وأولاده، يضحك حتى يكاد ينثني من الضحك هؤلاء الذين يموتون في فلسطين يُقتلون يجوعون يعرون يُذلون لا علاقة له هو، هو آمن، هذا الذي لا يهتم لأمر المسلمين ليس منهم إطلاقاً، لذلك المال قوام الحياة، ويمكن أن تحل بالمال أكبر مشكلة.
والله دخلت لبيت صاحب البيت أحد أخوة مسجدنا أصيب بمرض عضال في قلبه فزرته في أثناء المرض وجدت كآبة بالبيت الأطفال الصغار واجمون، إنسانة اتصلت بطبيب قلب جراح قلب، قالت: فلان أجري له العملية على حسابي، هذا الطبيب اتصل بفلان قال له: أنا جاهز لإجراء عملية قلب لك متى تحب ؟ أذكر أخبره بيوم الأربعاء، فبعدما تمت العملية ونجحت زرته في البيت والله وجدت الأطفال يكادون يرقصون من الفرح، أبوهم عافاه الله، هذه الإنسانة التي دفعت تكاليف هذه العملية ما مقامها عند الله ؟ أدخلت الفرح على قلب أولاد صغار وعلى قلب أمهم لأنها ساهمت في شفاء أبيهم الذي يرزقهم فيما يبدو، فأنت عندما تحمل هم المسلمين عند الله كبير جداً، أما عندما تحمل همك وحدك، لا هم لك إلا أكلك وشربك.
يوجد شخص يحمل هم أسرته جيد، لكن هل تصدقون هناك شخص يحمل همه وحده لو لم يأكل أولاده هو أكل بالمطعم يكفي، اليوم انعزم عليهم أن يتدبروا أنفسهم ! والله أعرف أشخاص مؤمنين لا يمكن يأكل أكلة لذيذة بدعوة أو بوليمة إلا ويكون مثلها في البيت في اليوم الثاني !
المؤمن يأكل بشهوة أهله، الأسر الناجحة ماذا نأكل اليوم ؟ أنت ماذا تحبين أن تأكلي ؟ يسألوا بعضهم: أنت ماذا تحبين أن تأكلي يا بنيتي يا زوجتي ؟ فكل إنسان يحمل همه وحده هذا مجرم، الحد الأدنى الأدنى شخص يحمل هم أسرته، شخص يحمل هم أسرته بالمعنى الواسع، يكون من بيت القباني فرضاً له أقرباء فقراء طلاب لا يملكون أقساط جامعة له قريبة مريضة يلزمها عملية فلما يحمل هم الأسرة الموسعة أرقى عند الله عز وجل، يوجد إنسان يحمل هم بلده، يؤلمه بعض السلبيات في بلده، يتحرك يساهم بشكل أو بآخر، إنسان يحمل هم أمته كلها.
من هو النبي ؟ الذي يحمل هم البشرية جمعاء، لذلك قال:
(( لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ))
. المؤمن إذا التقى بإنسان معتدٍ لا يعامله كمعتدٍ يعامله كمريض، مرّ قبل يومين في خطبة الجمعة:
واحداً من أصحاب رسول الله دخل إلى بستانه رجل فأخذ من بعض ما فيه فقيده لببه بثوبه وساقه إلى النبي، هذا عمل طبعاً سيئ، لكن النبي درس الأمر من زاوية ثانية قال: لو كان جائعاً أطعمه، ولو كان جاهلاً علمه، ترك الجرم اللهم صلي عليه، ونظر لحالة المجرم، نحن خالف القانون خالف القاعدة خالف الشرع هذا الذي خالف لماذا خالف ؟ عنده مشكلة كبيرة.
أروي لكم قصة من ستين سبعين سنة: إمام مسجد قال: رأى النبي عليه الصلاة والسلام في المنام قال: قل لجارك فلان إنه رفيقي في الجنة، جاره سمّان هو خطيب المسجد وإمامه فأخذ على خاطره، البشارة ليست لي لجاره السمان، فطرق باب جاره قال لك عندي بشارة من رسول الله ! ولكني لن أقولها لك إلا إذا أخبرتني ماذا فعلت مع ربك حتى استحققت هذه البشارة، قال: تزوجت امرأة في الشهر الخامس على وشك الولادة، هذا يعني أنها حامل من غيره إذاً هي زانية، قال: كان بإمكاني أن اسحقها أفضحها وأطلقها وأطردها من البيت لكني آثرت أن تتوب على يدي فجئت بقابلة في منتصف الليل وولدتها وحملت المولود تحت جبّتي ودخلت إلى جامع الورد بعد أن نوى الإمام الفرض، وضعت هذا المولود وراء الباب وصليت مع المسلمين فلما انتهت الصلاة بكى المولود بكاء شديداً، تحلق المصلون حوله، فجئت وأنا أزعم لا علم لدي قال: ما الأمر ؟ قال: تعال وانظر مولود هنا، قال: أنا أكفله أعطوني إياه، أخذه وضمه إلى أسرته وسترها وتوّبها، فقال النبي الكريم للإمام: قل لجارك فلان إنه رفيقي في الجنة !
إخواننا الكرام: إن الله يأمر بالعدل والإحسان، مرة أخ من إخواننا يعمل حلاق في شيخ محي الدين، عنده محل صغير دخل بالتنظيم اشتر المحضر تاجر من تجار العمار فطالب المحافظة بتسليم المحضر، المحافظة أرسلت تراكس هدمت المحل وسلمت المحضر للتاجر، صاحب المحل جاءني شاكياً، قال: صاحبك فلان هدموا لي محلي أصبحت بلا عمل، فاستدعيته قال: أنا اشتريت محضر فارغ لا علاقة لي، فلما طالبت المحافظة بالتسليم سلموني إياه، قلت له: هذا هو العدل رائع، ألم تقرأ قوله تعالى
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾
(سورة النحل)
أنت بالعدل لا حق عليك، لكن بالإحسان عليك حق، والله جاء بمبلغ لا بأس به وجمعنا مبلغ أخذنا محل للأخ بالجبل فتحه حلاق وحلت المشكلة، هذا الدرس لا أنساه
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾
كما أنك مأمور بالعدل مأمور بالإحسان، ليس كل قضية تحل بالعدل، توجد قضايا تحل بالإحسان.
رجل ساكن ببيت إلى جوار الأمير عبد القادر الجزائري هذا كان من أبطال الجزائر ونقل بعد وفاته إلى الجزائر، فلما كان حي يرزق كان له جار فقير فافتقر جداً فاضطر لبيع بيته، فجاءه من دفع له ثلاثمائة ليرة ذهبية في البيت، فغضب قال: والله لا أبيع جوار الأمير بهذا المبلغ، معقول ثلاثمائة ليرة ! فجاء من أوصل هذا الكلام للأمير فدعاه الأمير هذه ثلاثمائة ليرة ابقى جاري وأنا لا أبيعك أيضاً ! يستعير البيت شهر ليدهن بيته يبقى به ثلاثون سنة، هذا الحاضر هذه المحاكم، لماذا وكأن الله تخلى عنا ؟ من الظلم فيما بين المسلمين، القاعدة التحتية.
﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ﴾
(سورة ص)
أخبرت مرة قاضي بالتل قلت له مشكلة المسلمين ليست مع كلينتون ولا الإف بي آي، ولا مع الموساد ولا مع اليهود، مشكلتنا مع أنفسنا البنية التحتية عاطلة، قال لي أخ: أكثر من ثلاثمائة ألف دعوة كيدية بالقصر العدلي ! يقول: مسلمين كلهم رواد مساجد، يصلون وراء الإمام، فعندما نفهم الدين استقامة ووقوف عند حدود الله ينصرنا الله، وإذا فهمنا الدين فقط صلاة وممكن أن نقيم دعاوة كيدية ونأخذ ما ليس لنا ونغتصب شركات ونعتد على أعراض وكله باسم الدين نحن أصحاب دين، الله عز وجل يتخلى عنا حينما يهون أمر الله علينا نهون على الله، هذا الكلام إخواننا متعلق بالترهيب من منع الزكاة، الزكاة قوام الحياة، والله اذلي لا إله إلا هو لو دفع أغنياء هذا البلد ما عليهم من زكاة لحلت مشكلات الفقراء جميعاً، لكن معي معلومات دقيقة لا يدفع الزكاة إلا فقط خمسة بالمائة من التجار، والباقون على ملذاتهم وانحرافهم وطيشهم وهكذا، لذلك هذا المال الذي لا تؤدى زكاته يكون
(( يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ يَعْنِي بِشِدْقَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ ))
والحمد لله رب العالمين