شرح الحديث الشريف - الشرح المختصر - الدرس ( 023 - 207 ) : مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان من كبير ......
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2001-03-04
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة المؤمنون : لازلنا في إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم ، والموضوع اليوم
((عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا ، مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ : إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ. ثُمَّ قَالَ : بَلَى. كيف نجمع بين القولين ))
عامة المسلمين يتوهمون أن الكبيرة هي القتل ، وشرب الخمر والزنى والسرقة ، وغاب عنهم أن هناك كبائر لا تقل عن هذه الكبائر أساسها كلمة
إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ. ثُمَّ قَالَ : بَلَى.
هذا المجتمع متى يقوى ؟ بالود والمحبة ، والصدق ، والأمانة ، فأنت إذا كنت لا سمح الله نماماً تجد شرخ بالأسرة ، شرخ بالشركة ، شرخ بالحي ، شرخ بالعائلة ، الآن أكثر الناس خصومات و عداوات وكيد ، أي طاقة الناس الآن كما وصفوا ، بأسهم بينهم ، لا على عدوهم ، بأسهم بينهم ، وهذا أساسه النميمة ، هل سمعت ماذا قال عنك ؟ قال أنك لا تفهم. هل هو من قال هذا ؟ نعم قالها أمام الناس جميعاً ، ولد عندك حقداً ، أصبحت كالمرجل الذي يغلي ، هكذا قال لي طبعاً.
النمام لا يدخل الجنة ، النميمة من أكبر الكبائر ، لو قلت له بالعكس ، شعرت أنه يودك ، ذاك لم يتفوه بكلمة ، لكن أنا من خلال لقائي معه شعرت أنه يودك ، شعرت أنك غالٍ عليه ، فيقول : جزاك الله خيراً والله أنا أحبه أيضاً ، كلمة ألفت بها بين قلبين ، وكلمة باعدت بها بين قلبين ، والله يكاد يكون سلوك النميمة سلوك شائع بين المسلمين ، ما عنده مشكلة ، هو صلى بالجامع ، وحج ، وعمل عمرة وزكى ، وهو من رواد مسجد معين ، لكن كيفما تكلم ينم ، وهذه المشكلة أصبحت بين العلماء ، تراهم إن التقوا ما أكثر الود الذي بينهم ، سيدنا نحن من بعدك ، أنت بركتنا ، ولكن إن ذهب !!! ما هذه القصة ؟ ما هذا المرض الخطير ؟ هذه النميمة
قَالَ عليه الصلاة والسلام
(( إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ. ثُمَّ قَالَ : بَلَى ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَسْعَى بِالنَّمِيمَةِ ))
والله ما من مجلس إلا وبه كلام على أحد ما ، قد يكون مسلماً وقد تكون عقيدته صحيحة ، وقد يكون مستقيماً ، لكن إرضاء الناس غاية لا تدرك ، يروى أن جحا كان ماشياً مع ابنه ومعهما حمار ، فركب الأب والابن ماشياً ، فقال الناس : ما هذا الأب القاسي ، الذي ليس عنده رحمة ، ابنه ماشي ! فركَّبه معه ، مر آخرون : مات الحمار المسكين ، الاثنين فوق الحمار ؟ فنزل الاثنين ، مجانين الحمار وهم يمشون لو ركبوه ، فركب ابنه، ما هذا الولد العاق الذي لا يستحي هو راكب وأبيه ماشي ، ثم أرادوا أن يحملوا الحمار ، إنهم مجانين ، الأمر لا نهاية له ، من أرضى الناس جميعاً فهو منافق ، قل الله ثم ذرهم في غيهم يعمهون ، من عرف نفسه ما ضرته مقالة الناس به ، هل هناك أكمل من رسول الله ؟ هل هناك أفصح منه ؟ أجمل منه ؟ ألطف منه؟ أشد منه رحمة ؟ ومع ذلك هناك من أبغضه في حياته ، رجل قال له : والله ما كان على وجه الأرض رجل أبغض إلي منك ، معركة الحق والباطل قديمة ، هي معركة الحق والباطل.
قصة سأرويها ولها مغزاً كبير ، في الخمسينات كان يوجد باصات عامة قطاع خاص سكانيا وغيرها ، كانت موجودة في كل البلد ، وفي أحد السنوات سمحوا لهذه الباصات أن تنقل الحجيج ، أنا أعي هذا الشيء ، ففرغت الشام ولم يبق باصات ، ترى مسلماً فيقول : هنأهم الله ويذهب إلى بيته مشياً. بينما الآخر : لا وفقهم الله. قضية ولاء وبراء ، رجل دعا لهم وذهب إلى بيته مشياً ، غير المؤمن سبَّهم ، فأنت مع من ؟ مع الله ؟ تحب الله ورسوله والمؤمنون ؟ انظر أنت لما يكون لأم بنتاً ، كيف تدافع عنها ، تصحو ظهراً ، مسكينة هي تعبة ، أما لو كانت كنتها فتقيم قيامتها ، نفس الحادث أمام الأم شيء ، وأمام أم الزوج شيء ثاني ، لأنه يوجد ولاء وبراء ، فأنت مع من ؟ إذا كنت مع الله ورسوله تقول هؤلاء المؤمنين قدرنا ، وعلينا أن نحبهم ، علينا أن نعالجهم ، أن نتساهل معهم ، أن نرشدهم ، أن نتحمل شيء من انحرافاتهم ، حتى يهديهم الله عز وجل ، لا أن نكفرهم ، الطرف الآخر يجب أن لا يمدحه
((إن الله يغضب إذا مدح الفاسق في الأرض))
(كنز العمال للمتقي الهندي )
تجد أحدهم أنيقاً ، ولكنه تارك للصلاة ، بابا هذا الإنسان محترم جداً ، الابن صدق أباه ، إنسان محترم جداً ، له تجارب ، فهيم ، لبق ، ولكن لا دين له ! فلما يراه ابنك داخل إلى ملهى ، أو إلى قهوة عامة ، أو لا يصلي إطلاقاً ، أو يمشي مع زوجته الغير محجبة جيداً ، ماذا قال عنه أبي ؟ قال عنه : إنه من أكابر الناس. أنت قد غلَّطته ، هدمت لابنك أساساته كلها
((إن الله يغضب إذا مدح الفاسق في الأرض))
(كنز العمال للمتقي الهندي )
إياك أن تمدح فاسقاً ولو كان أنيقاً
﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ﴾
(سورة المنافقون )
أنيق جداً ، روائح عطرية غالية جداً ، وليس عطر مشايخ ترشح منه بعد دقيقتين ، سعر علبة عطره خمسة آلاف ليرة
﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ﴾
معه دكتوراه ، كلام منطقي ، ولكن لا دين فيه أبداً ، نتمنى من الطرف الثاني أن يكون راقياً أيضاً ، فالعبرة يا أخوان أنه يوجد كبائر دققوا في هذا الحديث :
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ ))
(صحيح البخاري )
ورد في الأثر : أن قذف محصنة يهدم عمل مائة سنة.
قذف محصنة ، لو لم تقذفها ، لو قلت ، الله أعلم ، لا نعلم ، أنت لم تقل شيئاً لكن هذه مفهومة ، الله أعلم لا نعلم ، معنى هذا أنك اتهمتها بالزنى ، تروى قصة إن صحت لها مغزى كبير ولا أعرف مدى صحتها ، رواها بعض الخطباء ، أن امرأة كانت تغسل امرأة ميتة في عهد الإمام مالك ، فالتصقت يدها بجسدها ، ولم تستطع أن ترفعها عنها بأي قوة ، اجتمع الأهل ، لقد أذن الظهر ، ثم العصر ، وقرب المغرب ، وهي لاصقة بها ، هل نقطع جزءاً من لحم هذه الميتة؟ أم نقطع جزءاً من يد المغسلة ؟ هذه حية لكن تلك ميتة ، احتاروا !! فكان الإمام مالك إمام دار الهجرة ، فذهبوا وسألوه فقال : اجلدوها ثمانين جلدة ، لعلها اتهمتها بالزنى.
عند الجلدة الثمانون فكت يدها ، أحياناً يوجد ذنوب أنت لم تتكلم فيها كلمة ولكن حركت يدك ، أحياناً التحريك بحاجبيك يعني شيء ، أحياناً ابتسامة ساخرة يكون شخص تعبان عمل جهده ، أحياناً أن تكمش وجهك تعني شيء ، مثل آخر
ماذا قالت السيدة عائشة ؟ قالت قصيرة
(( عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ حَكَيْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً فَقَالَ مَا يَسُرُّنِي أَنِّي حَكَيْتُ رَجُلا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ صَفِيَّةَ امْرَأَةٌ وَقَالَتْ بِيَدِهَا هَكَذَا كَأَنَّهَا تَعْنِي قَصِيرَةً فَقَالَ لَقَدْ مَزَجْتِ بِكَلِمَةٍ لَوْ مَزَجْتِ بِهَا مَاءَ الْبَحْرِ لَمُزِجَ ))
(سنن الترمذي)
ومياه البحر إخواننا يوجد مدن كبرى المياه المالحة تمشي فيه خمسون كيلو متراً ، ويظهر فيه خط أسود ، ومع ذلك البحر ماءه طاهر ، أي خمسون كيلو متراً من المياه المالحة لا ينجس البحر ، أما كلمة قصيرة تنجس بحراً، أحياناً تجد معلمة عندها بنت وديعة لطيفة تقول لها : أنت حمارة ، غبية. فتحمل عقدة حتى الموت ، أنها غبية لا تنجح ، يوجد معلمات مجرمات ، يوجد معلم مجرم ، يضرب الطفل على وجهه ، طفل وديع مربى تربية عالية ، يخطئ خطأً بسيطاً فيضربه كفاً ، قيل : علموا ولا تعنفوا ، فإن المعلم خير من المعنف. كلمة لطيفة تجد نفسك أنك قد ملكت قلبه ، بالبر يستعبد الحر ، كلمة لطيفة مع زوجتك يصبح بينكما وداً ، أعطاك الله العافية هذا البيت مرتب ، أبقاك الله لنا ، نحن من دونك لا نساوي شيئاً ، ماذا كلفتك هذه الكلمة ؟ ما إن يدخل حتى يقول : هل جهز الطعام ؟ بدلاً من أن يقول لها : أعطاك الله العافية. يقول لها كلاماً قاسياً، الأحمق يشقى ويشقي ، والله تعالى قال :
﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً﴾
(سورة البقرة )
هذا الحديث
قَالَ عليه الصلاة والسلام :
((إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ. ثُمَّ قَالَ : بَلَى ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَسْعَى بِالنَّمِيمَةِ ))
أينما جلس تكلموا عنك ، أنت لا تعجبه ، يقول : والله دخلت إليه وكان..! فيقول : لا تصدقه هذا كاذب.
شرخ ، تجد المجتمع متفتت ، ممزق ، هذه واحدة ، ربنا عز وجل قال :
﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾
(سورة الأنفال )
والله أنا منذ يومين أو ثلاثة أحل مشكلة بين صهر وعمه ، قال لي الصهر كلمة ، قال لي : والله عمي جيد.
فأنا كبرتها وكبرتها وقلت له : الله وكيلك يحبك ، ويمدحك ولك فضل عليه. فانسر العم كثيراً ، هذا الصهر يريد أن يشتري بيتاً ، قال له عمه : نصف ثمن البيت علي. كلمة بسيطة ، يوجد بينهما خلاف ولكن أنا أخذت كلمة ووسعتها قليلاً ، فانسر العم ، والعم مليء قال : نصف ثمن البيت علي. فأنت مهمتك التوفيق ، قال عليه الصلاة والسلام :
((عَنْ أَبِي مُوسى؛ قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الْوَالِدَةِ وَوَلَدِهَا. وَبَيْنَ الأَخِ وَبَيْنَ أَخِيهِ))
(مسند ابن ماجه)
لا تفرق لا بين أم وابنها ، ولا بين أخ وأخيه ، ولا بين شريك وشريك ، ولا بين صانع وسيده ، كم يعطيك معلمك ؟ خمسة آلاف. فقط خمسة آلاف أنت تستاهل أكثر من هذا ، غيرك يأخذ عشرة ، هل أنت مجنون لتبقى عنده ؟ فتركه. ولما سأله عن عمل قال له : لا يوجد عمل. كان يعيش من خمسة آلاف ولكن الآن لا يوجد عمل.
رجل عنده سيارتين تشبهان بعضهما تماماً لأخَّين ، قصة قديمة ، باع إحداهما بستين ألف مثلاً ، جاء أحدهم وقال له : أصلحك الله إنها تساوي ثمانون. قال له : حسناً الثانية جاهزة بعها لي بثمانين. فارتبك ، يجب أن يزعجك ، يجب أن يندمك ، يجب أن يكرهك بهذه البيعة ، يكرهك بهذا البيت ، دخلت إلى صغير ، والله هذا البيت مثل العلبة ، هل يسعك هذا البيت ؟ فيجيب : والله ما معي إلا ثمن هذا البيت. دائماً يكرهك بعملك ، دخلت إلى بيت أحدهم فاصطدمت ساقي بطاولة الوسط ، غرفته تتسع لديوانين وطاولة وسط وممر لساق ، فاستحى ، قلت له أتستحي ؟ النبي عليه الصلاة والسلام سيد الخلق ، الذي لا يوجد من هو أعظم منه ، كان إذا أراد أن يصلي قيام الليل لاتسع غرفته لصلاته وزوجته ، كان يزيحها جانباً ، فأين نحن أمام رسول الله ؟ هذه الكلمة تطيب القلب ، يوجد كلام يطيب القلب ، ويوجد كلام يجرح ، فالمؤمن يقول كلمة طيبة ، لا يزعج أحد أبداً ، ظله خفيف ، إن دخلت إلى بيت تقول : والله جيد ، والله مرتب، هو مأوى ، الحمد لله ، بيت ملك والإنسان مرتاح من الأجرة ، أما لماذا هو صغير ، كم ثمنه ، ثمنه كبير غشوك به ، فإن وقع شيء لا تندم صاحبه عليه ، أما إن سألك ولم يشتري بعد فقل له : والله لربما هذا لا يناسبك. ممكن لأنه شمالي والشمس لأولادك ، أما بعد أن اشتراه وعمل العقد ودفع ثمنه !! فيجب أن لا تكرهه به ، فأنا قصدي أن هذا اللسان الذي يرتكب باليوم ألف معصية دون أن يشعر ، الإمام الغزالي عد ثمانية عشر معصية من هذا اللسان ، فيقول عليه الصلاة والسلام :
إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ ثُمَّ قَالَ : بَلَى
ما يعذبان في كبير عندكم ، أنا لم أقتل إنساناً ، إياك أن تقتل إنسان ، لكن تفوهت بكلمة ، كله كلام بكلام ، بكلمة تهد جبلاً
((وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ وَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ))
أي لا يستحي ، من بال في الطريق جرحت عدالته ، حكى لي أخ عن جامعة في موسكو ، أن المراحيض عبارة عن صالون كبير عشرون بعشرين متراً ، كل المراحيض قرب بعضها ، يدخل الشباب ليقضوا حاجة قرب بعضهم جميعاً ، والحمامات مائة دش بصالون كبير ، فتيات وشباب يغتسلون قرب بعضهم ، أساساً لا يوجد تكليف بين النور
فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ
أو في رواية النسائي لا يستبرئ من بوله ، فالبول مادة مؤذية ، وفي رواية ابن ماجه لايستنزه من بوله.
بالمناسبة ثلاثمائة مليون إنسان في العالم مرضى من مرض القذارة ، عدا العالم الإسلامي ، لأنه يستنجي ويستبرئ ويتوضأ ، ويغتسل كل جمعة ، اغتسل ولو مداً بدينار ، ثلاثمائة مليون في العالم معهم أمراض النجاسة ، أمراض القذارة ، نحن والحمد لله ديننا دين نظيف جداً ، هل ترى في أمريكا المكونة من خمسين ولاية ؟ لا ترى مرحاض فيه ماء ، بكل أمريكا ، كله ورق ، مع أنه لا يوجد بلد في العالم عندها مياه مثلها ، في منطقة ديترويت عندها تسعة عشر ألف بحيرة ، مياه مدهشة ، وكل هؤلاء لا يتطهرون بالماء ، قال تعالى :
﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً (48)﴾
(سورة الفرقان )
نحن والحمد لله بالماء
والحمد لله رب العالمين