حرية الفتيات بين السطور
نبذة :
ما هو مفهوم الحرية الصحيح يا فتاتي وما هو موقفنا منها؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين حمداً طيباً كما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه والصلاة والسلام على رسوله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين وبعد:
على ساحل من الحب يا حبيبتي في الرحمن وقفت وفي رحلة مع الحرية أبحرت غايتي رضى الرحمن والفوز بالجنان.
أبحر معك وفي قلبي نبضات من أحرفي وبين يدي قلم يسكب قليلاً من بريق حبر كلمات أنعم الله علي بها.
حبيبتي في الرحمن:
إن كل شيء في الحياة لابد له من نظام يحكمه بعيداً عن عبث العابثين الذين يحاولون تغيير النظام الكوني الإلهي في هذه الحياة، ويوم أن يكون ذلك تختل الموازين، وتتبعثر أوراق الحياة، وتخرج بغير صورتها الحقيقية.
والناظر في حالنا معاشر الفتيات يجد تغايراً في التصرفات، واختلافاً في الاتجاهات ورغبة جانحة في التحرر من القيود التي قد تتعب النفس وترهقها، وهذه هي طبيعة النفس البشرية إذ لا يمكن أن يتحد جميع الخلق على فعل واحد أو تصرف ولكن قد يجمعهم أي البشرية غاية واحدة ألا وهي عبادة الله عز وجل، التي تحرر العابد من ك عبادة إلا عبادة الله عز وجل يقول الله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]
وهذه العبادة جاءت وفي طياتها موافقة تامة للفطرة البشرية دون أن تتصادم مع الحقائق الثابتة والأصول الراسخة.
لهذا فإن الإنسان يعيش في هذه الرحلة يأمل ويرجو..
يعلب ويلهو.. يتمنى لوعاش بلاد حدود أو قيود ولكن؟
يظل إنساناً بمعنى الإنسانية ومسلماً متميزاً بتنظيم وقته وبالتحكم في حريته وباحترامه لغيره وما غايته بذلك إلا الكمال الدنيوي حتى ينال الأجر الأخروي من الله عز وجل.
ولأجل هذه الغاية السامية تعيش الفتاة المسلمة في معترك الحياة وهي تملك الطاقات التي تحتاج إلى مزيد من الحرية المعتدلة التي تنتج فتاة صالحة وزوجة تمهد طريق المجد لزوج صالح، وأماً ترسم جيل المستقبل.
ونحن إذا نخص مقالنا في عددنا هذا نريد بداية تلك الفتاة التي ترجو وتأمل المزيد من العطاء الذي يعني حرية الذات، والقدرة على فرض الوجود على وجه يرضي الله سبحانه.
حبيبتي في الله:
لم تعد مجتمعاتنا منغلقة على نفسها بل أصبحت أكثر انفتاحاً من ذي قبل حيث بدأت عوامل التأثر واضحة في كل لون وميدان سواءً كان منها النافع أو الضار وهذا يدعونا إلى بعض من المراجعة وإعادة النظر.
فنحن نحتاج يا أخيتي في الرحمن إلى أن نعيد النظر في مفهوم الحرية وبالذات لدى بعض فتياتنا الحرائر العفيفات نحتاج إلى أن نعيد النظر فيما قدمته لنا هذه الحرية من إيجابيات وسلبيات وغير ذلك يوم سرنا على طريقها وتبع بعضنا كل من دعا إليها.
فهل لنا أن نبدأ المسير ولكن بشرط يا حبيبتي في الرحمن ألا وهو أن تصبري على مقالي وعلى ترديد شيء من كلامي فلعلك تجدين بين ثنايا هذه الكلمات المتواضعة شيئاً ينفعك في دينك ودنياك هدانا الله وإياك إلى الصواب.
ما هو مفهوم الحرية الصحيح يا فتاتي وما هو موقفنا منها؟
حتى يرتقي الإنسان في هذه الحياة يا فتاتي لا بد له من شيء يثبت به ذاته ويحقق به أمانيه مستعيناً قبل ذلك بالله عز وجل ثم بكل ما يرضيه ومنها هذه الحرية التي تعني خلوص الإنسان من قيود الحجر عليه وتمتعه بكل حق إنساني سوغه العقل وقضى به الشرع، وهي أحد الحقوق الطبيعية للإنسان إذا حرم منه فقد إنسانيته وسلبت منه إرادته، ومن هذا المنلطق ننطلق من منطلق أن الحرية حق لكل إنسان على وجه الأ{ض ولكن بحدود وتحت أطر شرعية خاصة إذا آمنا إيماناً لا شك فيه في أن الشريعة الإسلامية قد جاءت وهي موافقة لحاجة جميع الخلق الذين قد ولدوا من بطون أمهاتهم أحراراً إلا أنهم قد استعبدوا من غير رضاهم فأصبحوا عبيداً لأناس مثلهم أو أنهم استعبدوا برضاهم يوم أن صاروا عبيداً لملذاتهم وشهواتهم التي لا تعني حرية الذات، وإنما استعبادها وتطويقها بنظرة فاحصة إلى حال فتياتنا يستطيع أن يعرف موقف كل فئة منهن من الحرية بعد أن نستبعد مسألة استعباد الخلق لغير خالقنا فنحن ولله الحمد مسلمات موحدات.
فئات المناديات بالحرية
الفئة الأولى من المناديات بالحرية وهي فئة المناديات بالحرية المعتدلة وهي فئة البناء والعطاء، إذا أنها كالشجرة الثابتة في الأرض وفرعها في السماء تؤتى أكلها كل حين.
هذه الفئة التي تنظر إلى الحرية من منظار شرعي فتنضبط بضوابطه التي تعني العطاء بلا من أو أذية، والقوة بلا تجبر أو طغيان، والعزة بلا إذلال للآخرين وسحق لذواتهم الشخصية بمنعهم من حرية التعبير وإبداء الرأي، وكل ما ذكرنا من هذه الضوابط ما هو إلا فضل من الله يمتن به على عباده يقول الله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْـزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [آل عمران: 26]
وحين نجد من فتياتنا من تنتسب لهذه الفئة فما عسانا أن نرى صورتها؟
أنها ستظهر بتشكيلة جميلة لصورة إنسانة تملك القلوب بسحر كلامها، وبصدق فعالها، وحسن تصرفها وهذه هي التي تملك الحرية بمعناها الصحيح وهي صورة مشرقة لفتياتنا وإن كانت ليست بالجديدة فمن قبلها زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم والصالحات من بعدهن لقد كانت عائشة رضي الله عنها رمزاً من رموز هذه الحرية فلم يمنعها من كونها امرأة أن تأخذ كامل حريتها، وتخدم مجتمعها بطلبها للعلم وبتعليمها للصحابة والصحابيات وقد قيل عنها: كانت عائشة لواء العلم والعرفان في عصرها ونبراساً نيراً يضيء على أهل العلم وطلابه وكانت تأتيها مشيخة محمد صلى الله عليه وسلم يسألونها عن عويص العلم ومشكله فتجيبهم جواباً مشبعاً بروح التروي والتحقيق مما لا يتسنى إلا لمن بلغ في العلم مقاماً علياً
وتجدين دور هذه الفئة بارزاً في الأسرة الصالحة التي تنتج فتيات صالحات كما تجدين هذه الفئة في المجمعات أو الجمعيات الخيرية وفي دور التعليم أو في المدارس يتمتعن بحرية الكلمة الهادفة، وبالدعوة إلى التصرف السليم الموافق للشرع، وفي الفكر المستنير الداعي إلى شغل الأوقات بما يفيد وينفع.
الفئة الثانية من المناديات بالحرية:
وهي فئة الهدم بشعور أو بلا شعور لهذا الهدم، فما عدنا نرى صورة الحرية لديهن إلا كنوع من أنواع استنزاف الطاقات واستغلال للقدرات البشرية سواء كن طالبات أو أخوات أو زميلات أو غيرهن وخير مثال حريتها في العمل في مجالات قد لا تخصها بل تستنزف طاقتها وجسمها وتؤثر على طبيعتها كأنثى وعندما تصل الحرية إلى هذه المستوى تختل الموازين وتنحدر الأخلاق التي تنبعث من ضمير لا يرى وازعاً جينياً أو خلقاً عرفياً فيصبح بمقدورها أن تعبث بمصالح الأخريات وتهتك الحرمات في صورة حديث في الذوات، أو في صورة نظرة محرمة للقنوات، أو في صورة الحديث في أعراض الحرائر العفيفات، أو في صورة تهتك وتفسخ وتبرج ودعوة صريحة للاختلاط بالرجال بحجة الحرية في التصرفات.
وغالباً ما نرى هذه الفئة تتحدث عن الطموح والنضج الفكري وما وصلت إليه المرأة الغربية ويشغلها حال المرأة في الجزيرة العربية فتجدينها تحتل الصدارة في الصحف والمجلات بل وفي اللقاءات المتلفزة بصورة لا تعبر عن أخلاق المسلمات المعتزات بدينهن بل لا يمنعهن الحياء من التعبير عن الثوابت في الدين كاعتبار الحجاب وتغطية الرأس حرية شخصية ناهيك عن تصريحاتهن التي قد تلقى على الملأ ومن يسمعهن يعتقد أنهن يمثلن رأي أكبر شريحة من نساء مجتمعهن، ولا تنسى أنهن قد شغلن أماكن حساسة ومرموقة على الرغم من ضحالة الفكر لدى بعضهن وتوجهاتهن الغربية الدخيلة.
ومن الأمور المسلم بها يا حبيبتي في الرحمن أننا كلما بعدنا عن المفهوم الرباني للحرية ازدادت تعقيدات الحياة وظلمتها وعمت المشاكل التي كثيراً ما يكون الفرد والمجتمع في غنى عنها.
ومنها الخواء الفكري والفراغ الروحي واختلاط المفاهيم التي تعيشها بعض فتياتنا نتيجة الفهم الخاطئ للحرية ونتيجة غياب الفئة المعتدلة عن الساحة النسائية ناهيك عن عنصر فعال كان ولازال يمد حباله وينشر خيوطه العنكبوتية والمتمثل في ضعاف النفوس من النساء والرجال المنادين بحرية المرأة ومساواتها بالرجل.
وأحب أن أشير إلى أمر يخص هذا العنصر وهو أننا عندما قمنا بطرح الاستبيان الخاص بهذا الموضوع على فئات عمرية مختلفة من الفتيات وكان من أسئلة هذا الاستبيان السؤال التالي:
هناك أمور يرى ضعاف النفوس (ضعيفو الإيمان) أنها تحد وتضغط على حرية الفتاة وتمنعها من المشاركة في المجتمع أذكري بعضها إن تيسر لك.
وكانت الإجابات تكاد تجتمع في التالي:
العمل مع الرجال، عدم لبس الحجاب، الركوب مع غير المحرم، المساواة، الدين، الدراسة، الزواج والتبعية للوالدين أو الأخ، الإنجاب، بقاء المرأة في المنزل، منع قيادة السيارة، منع البطاقة الشخصية، العباءة والتحكم في اللباس مع دعوتها للتبرج.
ما الذي أفرزته هذه الدعاوي بحجة الحرية؟
لاشك في أن هذه الدعاوي ذات أهمية لا ينبغي التغافل عنها ولا التقليل من شأنها ولو تفكرت لوجدت أنها قد تكون لدى البعض وإن كان في غير إطار الصالحات، وتبرز آثار تلك الدعوي في عدة أمور منها:
1-الحرية المنفتحة في تقبل الأفكار الغربية مع الإصابة بالهزيمة النفسية وما كان ذلك أن يكون إلا للانفتاح على القنوات الفضائية والاتصالات الغير شرعية عن طريق شبكة الاتصال، الإنترنت وغيرها.
2-الدعوة لقبول التعليم المختلط بين الجنسين.
3-إطلاق البصر في النظر إلى ما حرم الله بحجة الحرية الشخصية.
4-نفور بعض الفتيات في الانفلات من سلطة الأب أو الأخ أو الزوج، واعتبار السفر بدون محرم من سمات التحضر والتقدم.
5-إبداء الزينة لغير المحارم في صورة عباءات الكتف والتبرج مع اعتبار الحجاب من ظواهر التأخر والرجعية وأن جلوس المرأة في المنزل هدر للطاقات وضياع لها.
6-الحرية المطلقة في اخيتار الزوج دون اعتبارات من دين أو خلق مع عدم الإقبال على فئة الشباب الصالحين إما بحجة الحصول على أي زوج، أو لأن هذا الشاب الصالح قد يقيدها ويمنعها من بعض المخالفات التي قد ترتكبها كما في قضية الملابس والعباءة وغيرها.
7-الحرية الأسرية المطلقة مع عدم تحمل المسؤولية فقد تمنع الأم ابنتها من فعل (إذا تزوجت افعلي ما تشائين)، وتترك لها حرية التصرف بعد الزواج أو تهمل جانب إعدادها الإعداد القائم على الاعتزاز بهذا الدين.
8-اعتبار أي عمل تقوم به حتى وإن كان مخالفاً للشرع حرية شخصية، (بمزاجي، أنا حرة ليس لك دخل)، متى ما أنكرت عليها.
الأسباب:
إن المتأمل لما سبق يدرك أن هذه الأمور لا يمكن أن تنشأ من فراغ بل لا بد لها من أسباب وإن كنا لازلنا بخير ولله الحمد ومن هذه الأسباب:
1-اتباع الهوى والشيطان قال تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا} [الفرقان: 43]
مع الرغبة في تحقيق الذات هذا يقول كلاماً وهذا يقول كلاماً آخر، وهذا يريد أن يحقق شيئاً، وذلك يريد أن يحقق شيئاً آخر، كل إنسان يريد أن يأخذ ما لا حق له فيه، وكل إنسان يتحدث بما يعتقده أنه يحقق له هواه.
2-التفلت الاسري في إعطاء الفتيات الحرية في التصرف منذ الصغر مع عدم الرقابة وتحمل المسؤولية أو الشدة في كبت حرياتهم وما من شك في أن أسلوب الشدة والقسوة لا يجدي وحده بل لابد أن يكون مع الأساليب التي دونها، خاصة بعد أن بدأت أجراس الخطر تنذر بمزيد من ظواهر الانحراف والضياع والشذوذ بين الأبناء والبنات.
3-طغيان المجتمع واستبداد أهله في الرأي والحرية وذلك ناتج عن عدم الموازنة بين حرية الأفراد وحرية المجتمع، فقد يمتلك زمام الأمور من ليس بأهله سواء كانوا نساء أم رجال مما ينتج أفراداً مفيدة حرياتهم فهم كالإمعة أو أفراداً منشقين وهنا يحتاج الفرد إلى وعي فقهي يعرض به الفرد ماذا يأتي وماذا يدع، ومتى يسمع ويطيع ومتى يفضي به السمع والطاعة إلى الهلاك.
4-غياب تأثير الفئات الصالحة من النساء مع قلة الاهتمام بالصحبة الصالحة ذات المفهوم الصحيح للحرية.
5-الانفتاح على العالم الغربي مع الشعور بكماله وقوته مع الهزيمة النفسية.
6-النظر لبعض الأمور الشرعية من منظار أنها من العادات والتقاليد.
7-غياب الغيرة مع قلة الاهتمام بالتعليم المدرسي وقلة فاعليته نتيجة النتاقض الذي تجده الطالبة بين ما تقوله معلمتها وما تفعله، أو عدم تطرق المعلمة لمثل هذه المواضيع بذكر القصص الهادفة وأوجه الاعتبار بها.
واجبنا
من العدل أن نشير إلى أمر ألا وهو أن فتياتنا لم يصلن إلى الدرجة القصوى التي وصلت إليها بعضهن ولله الحمد والمنة ولكن غياب عامل التبصير بالأمور والتحذير منها له دور في تحريك وقلب طاولة نقطة الالتقاء بيننا وبين كل فتاة مسلمة خاصة وأن تلك العيون التي كانت بالأمس ناعسة أصحبت اليوم متفتحة ويقظة.
يقول الشيخ عائض القرني: "أصبح الإنسان الآن على درجة من الوعي ألا يرضى بحياة العبودية والكبت، بل أصبح عنده تطلع إلى أن يعلو صوته وأن يعلن حواره، وأن يكون شجاعاً في كلمته، لقد ذهب العصر الذي يبرمج فيه الإنسان ليكون حيواناً يقاد ويضرب ويعلف ويؤمر وينهى، الإنسان أصبح يتطلع إلى المرحلة العمرية أي مرحلة العدل والقوة".
وبما أن الإنسان قد وصل إلى هذه المرحلة فأين واجبنا؟
أين واجب تلك الفئة الأولى المتمثلة في الحرية المعتدلة ذات الإيجابيات النافعة؟
هل من العدل يا فتاتي أن تقفي بلا دور؟
وهل حريتك تدعوك إلى حكر النفع على ذاتك من قراءة مفيدة وسماع وحضور للمحاضرات والندوات دون أن تبصري بنات جنسك وتتركي بعد ذلك الساحة لكل منادية للحرية سواء كانت ذات مكانة أو لم تكن.
فتاتي وحبيبتي في الله: إنك تعيشين في عصرك هذا العصر الذي يلزمك بأن تسايري الأحداث وتنظري إليها بمنظار قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحتى نكون أنا وأنت من المتعاونات على الخير عليك بالتالي سواء كنت طالبة أو معلمة أو مديرة أو غير ذلك.
1-ابدأي نقطعة انطلاقتك من التجمعات الأسرية وذكري كل أم بواجبها فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعتيه». صحيح الجامع.
وعليك بالقصص الهادفة التي منها تستنتج كل أم الأسباب وطرق العلاج.
2-افتحي باب الحوار والشجاعة في التعبير مع فتياتك وإياك من عملية كبت الحريات وعليك بالرفق فإن «الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه». صحيح الجامع
3-صححي مفهوم الخلط بين الثوابت في الدين وعملية الإبداع والابتكار في هذه الثوابت فمثلاً قضية الحجاب لا خلاف في كونه ستراً واحتشاماً فهل يعقل أن يكون هناك إبداع وابتكار في تشكيلته وأنواعه كما ذكرت إحداهن أنها بدأت في إعداد تشكيلات للعباءة فهناك (عباءة للمسجد عباءة للسوق، عباءة للزيارات، عباءة للعمل)
وقيسي على ذلك من اختلاط المفاهيم.
4-فرقي لفياتك بين العادات والتقاليد، وتطبيق الأمر الإلهي على أنه عبادة شرعية نتعبد بها لله عز وجل تجدين هذه الصورة واضحة في الأم الكبيرة تبدو في كامل الاحتشام والستر وإلى جانبها ابنتها وهي متبرجة سافرة ولا ننسى أن جزءاً كبيراً من المحافظة الظاهرة لدى كثيرات يعود إلى أعراف قبلية وتقاليد اجتماعية متوافقة مع الشرع دون أن يكون لها بعد إيماني في نفوس كثيرات، ومن المعلوم أن الأعراف والتقاليد ليس لها طابع الثبات بل هي قابلة للتبديل بمرور الوقت خصوصاً متى تغيرت أوضاع المجتمع، علماً وجهلاً غنىً وفقراً، انفتاحاً وانغلاقاً.
5-أبرزي لهن عوار الحريات المطلقة والجوانب السلبية في الحريات المقيدة واجعليهن يعقدن مقارنة صادقة مهما كانت اتجهاتهن مختلفة بين الفتاة التي تتميز بالخلق والأسلوب الجيد الذي يعني احترام الآخرين والفتاة المتحررة من القيود وأيهما تميل لها أكثر، هذا ونشير إلى أن جميع الاستبيانات بنسبة 100% أجمعت على الميل للفتاة المتزنة ذات الخلق والأسلوب الذي يعني احترام حرية الآخرين المتفقة مع الشرع مع اتباع الأسلوب الحسن عند القيام بالإنكار على من ترد عليها بقولها: (أنا حرة بمزاجي، لا دخل لك فيما أفعل).
6-حدثي فتياتك عن مراعاة المصلحة العامة ووجوب عدم تعارض حرياتهن معها إذ أن بعض الحريات تفضي إلى فساد المجتمع وانهياره مما يعني الحجر عليها ومنعها كما في حال الفتيات المتبرجات المدعيات في تبرجهن بالحرية الشخصية.
أسأل الله تعالى أن تكون هذه الكلمات كلمات صادقة وخالصة لوجهه الكريم سبحانه وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.
إعداد : فاتن الصويلح