" شجاعة الزبير بن العوام رضي الله عنه "
«ولما قصد عمرو بن العاص مصر لفتحها كانت معه قوات تبلغ ثلاثة آلاف وخمسمائة رجل، فكتب إلى عمر بن الخطاب يستمده - يطلب المدد من الرجال- فأشفق عمر من قلة عدد قوات عمرو، فأرسل عمر أربعة آلاف رجل، عليهم من الصحابة الكبار : الزبير والمقداد بن الأسود، وعبادة بن الصامت، ومسلمة بن مخلد، وكتب إليه :«إني أمددتك بأربعة آلاف، على كل ألفٍ منهم رجل مقام ألفٍ» وكان الزبير على رأس هؤلاء الرجال» .
وحين قدم الزبير على عمرو وجده محاصرًا حصن
(بابليون) فلم يلبث الزبير أن ركب حصانه وطاف بالخندق المحيط بالحصن، ثم فرق الرجال حول الخندق، وطال الحصار حتى بلغت مدته سبعة أشهر فقيل للزبير : إن بها الطاعون فقال : إنما جئنا للطعن والطاعون , وأبطأ الفتح على عمرو بن العاص، فقال الزبير : إني أهب نفسي لله، أرجو أن يفتح الله بذلك على المسلمين. فوضع سلمًا وأسنده إلى جانب الحصن من ناحية سوق الحمام ثم صعد، وأمرهم إذا سمعوا تكبيره أن يجيبوه جميعًا، فما شعروا إلا والزبير على رأس الحصن يكبر ومعه السيف، فتحامل الناس على السلم حتى نهاهم عمرو، خوفًا من أن ينكسر، فلما رأى الروم أن العرب ظفروا بالحصن انسحبوا، وبذلك فتح حصن بابليون أبوابه للمسلمين، فانتهت بفتحه المعركة الحاسمة لفتح مصر، وكانت شجاعة الزبير النادرة السبب المباشر لانتصار المسلمين على المقوقس» .