الحجاب ..فرض أم رمز!!
نبذة :
الحكاية من البداية إن المرأة في تاريخ ما قبل الإسلام كانت تحيا حياة أقل ما توصف به هو أنها حياة ذليلة.. فكانت أحقر من العبيد الخدم.
الحجاب..
فرض أم رمز؟!
الحكاية من البداية
إن المرأة في تاريخ ما قبل الإسلام كانت تحيا حياة أقل ما توصف به هو أنها حياة ذليلة.. فكانت أحقر من العبيد الخدم.
ففي الحضارة الغربية:
لم تكن سوى جارية أو غاوية.. مهمتها هي الخدمة والمتعة.. لا تُشاور ولا يُأخذ رأيها.
وفي حضارة جنوب شرق أسيا:
لم تكن أحسن حالاً.. فهي للخدمة والشهوة فقط.. فإن كانت من أسرة عريقة.. فيكفي أن تجلس في البيت.
وفي العرب:
الفتاة التي تولد.. تُدف حية.. وهو المعروف بـ"وأد البنات" خشية من العار والفقر، ولم ينجو سوى القليل.
فجاء الإسلام من 1400 سنة
ليعز المرأة المسلمة بعد ذل، ويجعل لها قيمة بعدما كانت مهملة، فجعل لها رأي في كل شأن من شئون بيتها، وجعل قرار زواجها بيدها، وجعل لها ذمة مالية مستقلة، وجعل لها إرث مثل الرجل، وأباح لها العمل وهو ما لم يعرفه الغرب إلا من عشرات السنين.
واليوم ينادوا:
أن الإسلام ظلم المرأة.. وأهان المرأة.. وقيد المرأة.
أرأيتم كيف تُقلب الحقائق؟
معوقات وشبهات
تؤجل ارتداء الحجاب
1- الحجاب جوهر وليس مظهر:
فالجوهر هو الأهم.. وأن الله يحاسب عما في القلب.. وأن كثير من المحجبات غير ملتزمات فالسلوك هو الأهم.
وأقول لك:
نعم السلوك مهم.. وليس مقبول أن نطيع الله في جزء ونعصاه في جزء آخر.. إن الله فرض الحجاب بشكله لمهمة معينة وهي حماية المرأة من العيون المتلصصةبها.. فتكون الفتاة محجبة فذلك يمنع العيون الجارحة من تتبع حركتها.
2- بعد فترة:
فأنا مقتنعة بأن الحجاب مهم.. وأنه فرض فرضه الله.. ولكن أريد تأجيله لبعض الوقت.
وأقول لك:
ومن أدراك أن تعيشي لترتديه..؟ ومن أدراك أن العمر يبقى لتحققي آمالك؟ ومن منا يضمن أن يعيش حتى غداً؟.. بل من منا يضمن أن يُخرج النفس الذي الذي دخل الآن؟
{فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف:34].
3- أريد أن أتزوج:
فالشباب في هذه الأيام يريدون الجميلة المبهرة، وإن ارتديت الحجاب فلن استطيع أن أظهر جمالي.. وأنا أريد الزواج حتى أرفع عن عائلتي هم المصاريف.
واحذرك:
من هذا النوع من الزواج.. الذي يعتمد على جمالك.. من يريد الجميلة دون خُلقها وسلوكها سيرميها غداً ويبحث عن أخرى أكثر جمالاً وأكثر إبهاراً.
ابحثي عن الزوج الذي يبحث عن الخلق مع الجمال المقبول، والجمال المقبول لا يخفيه حجاب.
4- أريد العمل:
فالحياة الاقتصادية سيئة وأريد مساعدة والدي، وأصحاب العمل يريدون كشف شعر الفتيات التي تعمل لديهم لجذب الزبائن.
وأدعوك:
لكي تجعلي صاحب العمل يتمسك بك لتميزك في مهنتك وليس لتميزك في شكلك.. احترفي ما تقومي به.. ووسعي قدراتك.. تعلمي وافهمي.. وحينئذ سيكون صاحب العمل هو الذي يحتاجك وليس العكس.
ثم إن الرزق بيد الله لا بيد صاحب العمل..
رضا الله أم رضا الناس
الحقيقة أنه لن يستطيع أحد أن يُرضي الخلق.. فالناس طبائعها مختلفة ومتباينة فالأولى رضا الخالق .. وطاعة الله تجلب رضا الناس وتجلب السعادة في الدنيا والآخرة.
«من أرضى الناس بسخط الله.. سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، ومن أرضى الله بسخط الناس.. رضى الله عنه وأرضى عنه الناس».
الحكم الشرعي للحجاب
الحجاب باتفاق جميع أئمة المسلمين قديمهم وحديثهم هو فرض من رب العالمين ولا يجوز أن تخلع المرأة حجابها طالما هي قادرة على ارتداءه.
من القرآن..
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب:59].
{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31].
من السنة..
«إن المرأة إذا بلغت المحيض فلا يحل لها أن تُظهر إلا هاتين، وأشار إلى الوجه والكفين».
معنى الحجاب:
الحجاب هو الستر، والمقصود أن تستر المرأة جمالها وعورتها ومفاتنها، حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض، وهو الحكمة التي من أجلها شُرع الحجاب.
شروط الحجاب:
1- أن يستر.. فلا يظهر جزء مما حرم الله ظهوره.
2- ألا يشف.. فلا يبين جزء من جسد المرأة تحته.
3- ألا يصف.. فلا يُجسد أو يحدد جزء من جسم المرأة.
فتوى دار الإفتاء
الصادرة في 28 رجب 1422هـ والموقع عليها مفتي الجمهورية تقول:
* لبس المرأة للبنطلون المفصل لجسدها حرام شرعاً، كما أن تعرية شعر المرأة وساقيها حرام شرعاً.
* وبالنسبة لحدود الزي الشرعي فهو كل ما يستر جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين والكعبين شريطة أن يكون واسعاً محتشماً فضفاضاً لا يشف ولا يصف بدنها.
* وبالنسبة لعقوبة التبرج و السفور في الآخرة قهي عقوبة شديدة وهي من الكبائر شرعاً.
*وبالنسبة لمن يشترطون خلع المرأة لحجابها في العمل أو الدراسة فإنهم آثمون شرعاً ولا يجوز للمرأة أن تفعل ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».
والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم
سجل برقم 421/ 158
28 رجب 1422هـ
دار طيبة