رسائل فى الصلاة
نبذة :
بلغني أن كثيراً من الناس قد يتهاونون بأداء الصلاة في الجماعه ويحتجون بتسهيل بعض العلماء في ذلك فوجب علي أن أبين عظم هذا الأمر وخطورته وأنه لا ينبغي للمسلم أن يتهاون بأمر عظم الله شأنه في كتابة العظيم...
وجوب أداء الصَّلاة في الجماعة
من عبد العزيز بن باز إلى من يراه من المسلمين وفقهم الله لما فيه رضاه ونظمني وإيَّاهم في سلك من خافه واتَّقاه آمين.
سلامٌ الله عليكم ورحمته وبركاته، أمَّا بعد:
فقد بلغني أنَّ كثيرًا من النَّاس قد يتهاونون بأداء الصَّلاة فىالجماعه ويحتجون بتسهيل بعض العلماء فى ذلك فوجب عليَّ أن أبين عظم هذا الأمر وخطورته وأنَّه لا ينبغي للمسلم أن يتهاون بأمرٍ عظم الله شأنه في كتابة العظيم وعظَّم شأنه رسوله الكريم -عليه من ربِّه أفضل الصَّلاة والتَّسليم- ولقد أكثر الله -سبحانه- من ذكر الصَّلاة في كتابه العظيم وعظَّم شأنها وأمر بالمحافظة عليها وأدائها فى الجماعة وأخبر أنَّ التَّهاون بها والتَّكاسل عنها من صفات المنافقين فقال -تعالى- فى كتابه المبين: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238].
وكيف تُعرف محافظة العبد عليها وتعظيمه لها وقد تخلف عن أدائها مع إخوانه وتهاون بشأنها وقال -تعالى-: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43]، هذه الآية الكريمة نصٌّ في وجوب الصَّلاة فى الجماعة والمشاركة للمصلِّين فى صلاتهم، ولو كان المقصود إقامتها فقط لم تظهر مناسبة واضحة فى ختم الآية بقوله -سبحانه-: {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} لكونه قد أمر بإقامتها في أوَّل الأية وقال -تعالى-: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ} [النِّساء: 102].
فأوجب -سبحانه- أداء الصَّلاة في الجماعة في حال الحرب فكيف بحال السّلم ولو كان أحدٌ يسامح فى ترك الصَّلاة في جماعة لكان المصافون للعدو والمهددون بهجومه عليهم أولى بأن يسمح لهم فىترك الجماعة، فلمَّا لم يقع ذلك على أنَّ أداء الصَّلاة في جماعة من أهم الواجبات وأنَّه لا يجوز لأحدٍ التَّخلف عن ذلك وفي الصَّحيحين، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عنِ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: «والَّذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب يحتطب ثمَّ آمر بالصَّلاة فيؤذن لها ثمَّ آمر رجلًا فيؤم النَّاس، ثمَّ أخالف إلى رجالٍ فأحرق عليهم بيوتهم» الحديث [رواه البخاري 7224 ومسلم 651]، وفي صحيح مسلم عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصَّلاة إلا منافقٌ علم نفاقه أو مريضٌ إن كان المريض ليمشي بين رجلين حتَّى يأتي الصَّلاة".
وقال: "إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- علَّمنا سنن الهدى، وإنَّ من سنن الهدى الصَّلاة فى المسجد الَّذي يؤذن فيه".
وفيه أيضاً عنه قال: "من سره أن يلقي الله غدًا مسلمًا فليحافظ على هؤلاء الصَّلوات حيث ينادى بهنَّ فإنَّ شرعٌ لنبيِّكم سنن الهدى وإنَّهنَّ من سنن الهدى، ولو أنَّكم صلَّيتم فى بيوتكم كما يصلِّي هذا المتخلف فى بيته لتركتم سنَّة نبيِّكم، ولو تركتم سنَّة نبيِّكم لضللتم، وما من رجلٍ يتظهر فيحسن الطّهور ثمَّ يعمد إلى مسجدٍ من المساجد إلا كتب الله له بكلِّ خطوةٍ يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه سيِّئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافقٌ معلومُ النِّفاق ولقد كان الرّجل يؤتى به يهادى بين الرَّجلين حتَّى يقام في الصَّفِّ".
وفي صحيح مسلم أيضًا عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رجلًا أعمى قال: «يا رسول الله إنَّه ليس لي قائدٌ يقودني إلى المسجد. فسأل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أن يرخص له فيصلِّي في بيته، فرخَّص له، فلمَّا ولي دعاه فقال هل تسمع النِّداء بالصَّلاة؟ فقال: نعم، قال فأجب» [رواه مسلم 653].
والأحاديث الدَّالَّة على وجوب الصَّلاة فى الجماعة وعلى وجوب إقامتها فى بيوت الله الَّتي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه كثيرًا جدًّا، فالواجب على كلِّ مسلمٍ العناية بهذا الأمر والمبادرة إليه والتَّواصي به مع أبنائه وأهل بيته وجيرانه وسائر إخوانه المسلمين؛ امتثالًا لأمر الله ورسوله، وحذرًا ممَّا نهى الله عنه ورسوله، وابتعادًا عن مشابهة أهل النِّفاق الَّذين وصفهم الله بصفاتٍ ذميمةٍ من أخبثها تكاسلهم عن الصَّلاة فقال -تعالى-: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا} [النِّساء: 142]، ولأنَّ التَّخلف عن أدائها في الجماعة من أعظم أسباب تركها بالكليَّة، ومعلومٌ أنَّ ترك الصَّلاة كفرٌ وضلالٌ وخروجٌ من دائرة الاسلام لقول النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «بين الرَّجل وبين الشِّرك والكفر ترك الصَّلاة» [رواه مسلم 82 في صحيحه عن جابر -رضي الله عنه-]، ولقوله صلَّى الله عليه وسلَّم-: «العهد الَّذي بيننا وبينهم الصَّلاة، فمن تركها فقد كفر» [رواه النِّسائي 462 والتِّرمذي 2621 وابن ماجه 891 وصحَّحه الألباني]، والآيات والأحاديث في تعظيم شأن الصَّلاة ووجوب المحافظة عليها وإقامتها كثيرةٌ جدًّا.
ومتى ظهر الحقُّ واتضحت أدلَّته لم يجز لأحدٍ أن يحيد عنه لقول فلان أو فلان؛ لأنَّ الله -سبحانه- يقول: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} [النِّساء: 59]، ويقول -سبحانه-: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النُّور: 63].
ولا يخفى ما في الصَّلاة في الجماعة من الفوائد الكثيرة والمصالح الجمَّة، ومن أوضح ذلك التَّعارف والتَّعاون على البرِّ والتَّقوى والتَّواصي بالحقِّ والصَّبر عليه، وتشجيع المتخلف وتعليم الجاهل وإغاظة أهل النِّفاق والبعد عن سبيلهم، وإظهار شعائر الله بين عباده، والدَّعوة إليه -سبحانه- بالقول والعمل إلي غير ذلك من الفوائد الكثيرة.
وفقني الله وإيَّاكم لما فيه رضاه وصلاح أمر الدُّنيا والآخرة وأعاذنا جميعًا من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا ومن مشابهة الكفار والمنافقين إنَّه جوادٌ كريمٌ.
والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ وآله وصحبه.
حكم تارك الصَّلاة
الحمدلله والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا وعلى آله وصحبه وسلَّم أمَّا بعد:
فإليك أخي المسلم هذا السُّؤال الَّذي ألقي على فضيلة الشَّيخ محمَّد العثميين -أثابه الله- فإليك السُّؤال والجواب:
السُّؤال: ماذا يفعل الرَّجل إذا أمر أهله بالصَّلاة ولكنَّهم لم يستمعوا إليه، هل يسكن معهم ويخالطهم أم يخرج من البيت؟
الجواب: إذا كان هؤلاء الأهل لا يصلُّون أبدًا فإنَّهم كفارٌ مرتدون خارجون عن الإسلام، ولا يجوز أن يسكن معهم ولكن يجب عليه أن يدعوهم ويلح ويكرر لعلَّ الله يهديهم؛ لأنَّ تارك الصَّلاة كافرٌ -والعياذ بالله- بدليل الكتاب والسُّنَّة وقول الصَّحابة والنَّظر الصَّحيح...
أمَّا من القرآن فقوله -تعالى- عن المشركين {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [التَّوبة: 11] -مفهوم الآية أنَّهم إذا لم يفعلوا ذلك فليسوا إخوانًا لنا- ولا تنفي الأخوة الدِّينيَّة بالمعاصي وإن عظمت ولكن تنتفي عند الخروج عن الإسلام.
أما من السُّنَّة فقول النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «بين الرَّجل وبين الشِّرك والكفر ترك الصَّلاة» [رواه مسلم 82] ثابتٌ في صحيح مسلم، وقوله فى حديث بريده -رضي الله عنه- في السُّنن: «العهد الَّذي بيننا وبينهم الصَّلاة، فمن تركها فقد كفر» [رواه النِّسائي 462 والتِّرمذي 2621 وابن ماجه 891 وصحَّحه الألباني].
أمَّا أقوال الصَّحابة: قال أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه-: "لاحظَّ في الإسلام لمن ترك الصَّلاة" -والحظّ: النَّصيب، وهو هنا نكرةٌ في سياق النَّفي فيكون عامًّا لا نصيب ولا قليل ولا كثير-، وقال عبدالله بن شقيق: "كان أصحاب النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- لا يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غير الصَّلاة".
أمَّا من جهة نظر الصَّحيح فيقال: هل يعقل أنَّ رجلًا في قلبه حبَّة خردل من إيمانٍ يعرف عظمة الصَّلاة وعناية الله بها ثمَّ يحافظ على تركها ؟ هذا شيء لا يمكن، وقد تأملت الأدلَّة الَّتي استدل بها من يقول أنَّه لا يكفر فوجدتها لا تخرج عن أحوال أربع:
1- إمَّا أنَّها لا دليل فيها أصلًا.
2- أو أنَّها قيدت بوصفٍ يمتنع مع ترك الصَّلاة.
3- أو أنَّها قيدت بحالٍ يعذر فيها من ترك هذه الصَّلاة.
4- أو أنَّها عامَّةٌ فتخصص بأحاديث كفر تارك الصَّلاة.
وليس في النُّصوص أنَّ تارك الصَّلاة مؤمنٌ أو أنَّه يدخل الجنَّة أو ينجو من النَّار ونحو ذلك ممَّا يحوجنا إلى تأويل الكفر الَّذي حكم به على تارك الصَّلاة بأنَّه كفر نعمةٍ أو كفر دون كفر وإذا تبين أنَّ تارك الصَّلاة كافرٌ فإنَّه يترتب عليه أحكام المرتدين ومنها:
أولًا: أنَّه لا يصحُّ أن يزوَّج فإن عقد له وهو لا يصلِّي فالنِّكاح باطلٌ ولا تحلُّ له الزَّوجة به لقوله -تعالى-: {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ} [الممتحنة: 10].
ثانيًا: أنَّه إذا ترك الصَّلاة بعد أن عقد له فإن نكاحه ينفسخ ولا تحلُّ له الزَّوجة، للآية الَّتي ذكرناها سابقًا على حسب التَّفصيل المعروف عند أهل العلم بين أن يكون ذلك قبل الدُّخول أو بعده.
ثالثًا: أنَّ هذا الرَّجل الَّذي لا يصلِّي إذا ذبح لا تؤكل ذبيحته لماذا؟ لأنَّها حرام ولو ذبح يهوديٌّ أو نصرانيٌّ فذبيحته يحلُّ لنا أن نأكلها فيكون -والعياذ بالله- ذبحه أخبث من ذبح اليهود والنِّصارى.
رابعًا: أنَّه لا يحلُّ له أن يدخل مكة أو حدود حرمها؛ لقوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [التَّوبة: 28].
خامسًا: أنَّه لو مات أحد من أقاربه فلا حقَّ له فى الميراث فلو مات رجلٌ عن ابنٍ لا يصلِّي (الرَّجل مسلمٌ يصلِّي والابن لا يصلِّي) وعن ابن عم به بعيد (عاصبٌ) من الَّذي يرثه؟ ابن عمه البعيد دون ابنه لقول النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حديث أسامة: «لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم» [متفقٌ عليه]، ولقوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «ألحقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فلأولى رجل ذكر» [متفقٌ عليه]، وهذا مقالٌ ينطبق على جميع الورثة...
سادسًا: أنَّه إذا مات لا يغسل ولا يكفن ولا يصلِّي عليه ولا يدفن مع المسلمين إذا ماذا نصنع به؟ نخرج به إلى الصَّحراء ونحفر له وندفنه بثيابه؛ لأنَّه لا حرمة له وعلى هذا فلا يحلُّ لأحدٍ مات عنده ميِّتٌ وهو يعلم أنَّه لا يصلِّي أن يقدمه للمسلمين يصلُّون عليه.
سابعًا: أنَّه يحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي ابن خلف، أئمَّة الكفر حوالعياذ بالله-، ولا يدخل الجنَّة ولا يحل لأحد من أهله أن يدعو له بالرَّحمة والمغفرة؛ لأنَّه كافرٌ لا يستحقها لقوله -تعالى-: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التَّوبة: 113].
فالمسألة يا إخواني خطيرةٌ جدًّا. ومع الأسف فإنَّ بعض النَّاس يتهاونون في الأمر ويقرُّون في البيت من لا يصلِّي وهذا لا يجوز.
تنبيهات على بعض الأخطاء الَّتي يفعلها بعض المصلِّين في صلاتهم
الشَّيخ / عبدالله بن عبدالرَّحمن الجبرين
الحمدلله وحده والصَّلاة والسَّلام على من لا نبيَّ بعده محمَّد وآله وصحبه وبعد، فنظرًا لأهمية الصَّلاة وعظم أمرها وحرصًا على إكمالها بما تبرأ به الذِّمَّة ويحصل به الأجر المترتب على أداء هذه العبادة، وحيث لوحظ أنَّ الكثير من العامَّة يخالفون التَّعليمات الواردة في صفة الصَّلاة استدعى ذلك التَّنبيه على بعض تلك المخالفات الَّتي تنبه لها بعض النَّاصحين ولو كان أغلبها من سنن الصَّلاة ومكملاتها وهي كما يلي:
1- الإسراع الشَّديد في السَّير إلى المسجد أوِ السَّعي الشَّديد لادراك الصَّلاة في المسجد أو لإدراك الرُّكوع وذلك يفوت السَّكينة واحترام الصَّلاة ويشوِّش على المصلِّين وقد ورد في الحديث «إذا أقيمت الصَّلاة فلا تأتوها تسعون، وأتوها تمشون، عليكم السَّكينة ، فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فأتمُّوا» [متفقٌ عليه].
2- استعمال ما يسبب الرَّوائح النَّتنة والمستنكرة في مشام النَّاس كالدُّخان والنَّارجيلة (الشِّيشة) ممَّا هو أقبح من الكراث والثُّوم والبصل الَّذي تتأذى منه الملائكة والمصلُّون فعلى المصلِّي أن يأتي وهو طيب الرَّائحة بعيدًا من تلك الخبائث.
3- يكبر كثير من المسبوقين بعد ما ينحني راكعًا إذا وجد الإمام في الرُّكوع، والأصل أنَّ التَّحريمة (تكبيرة الإحرام) تفعل من قيامٍ ثمَّ يركع بعدها ولو استعجل فترك تكبيرة الرُّكوع أجزأته صلاته واكتفى بالتَّحريمة (تكبيرة الإحرام).
4- رفع البصر إلى السَّماء أثناء الصَّلاة أوِ النَّظر إلى الإمام أو عنِ اليمين والشَّمال ممَّا يسبب السَّهو وحديث النَّفس وقد ورد الأمر بخفض البصر والنَّظر إلى موضع السُّجود.
5- كثرة الحركة أثناء الصَّلاة كتشبيك الأصابع وتنظيف الأظافر والتَّحريك المستمر للقدمين وتسوية العمامة (الغترة) أو العقال والنَّظر إلى السَّاعة وربط الأزرار ونحو ذلك ممَّا يبطل الصَّلاة أو ينقص الثَّواب.
6- مسابقة الإمام أو موافقته أوِ التَّأخر عنه في الرُّكوع والسُّجود والرَّفع والخفض فيجب الانتباه لذلك.
7- القراءة في المصحف أو متابعة الإمام في المصحف في التَّراويح ونحوها لغير حاجةٍ لما فيه من العبث فإن كان فيه فائدةٌ كالفتح على الإمام أو نحوه فلا مانع بقدر الحاجة.
8- التَّحديب في الرُّكوع أو تديله الرَّأس وقد رود النَّهي على تحديب الظَّهر أي تقويسه فإنَّ الرَّاكع يسوي ظهره ولا يرفع رأسه ولا يخفضه.
9- عدم التَّمكن من السُّجود ورفع بعض الأعضاء عن الأرض كمن يسجد على كور العمامة أي على مقدمة رأسه ولا يتمس جبهته الأرض أو يسجد على جبهته ويرفع أنفه أو يرفع قدميه عن الأرض فلا يكون ساجدًا إلا على خمس أعضاء مع أنَّ أعضاء السُّجود سبعة معروفة كما في الحديث.
10- تخفيف كثير من الأئمَّة لأركان الصَّلاة بحيث لا يتمكن المأموم من المتابعة ولا من الاتيان بالذِّكر الواجب وهو خلاف الطَّمأنينة الواردة فى الحديث فلابد من المكوث في الرُّكوع أوِ السُّجود بقدر ما يتمكن المأموم من التَّسبيح ثلاث مرَّات مع التّؤدة وعدم العجلة.
11- التَّحريك المستمر للسَّبابة أو غيرها من الأصابع أثناء التَّشهد وهو إنَّما يشار بها مرَّةً أو مرَّتين عند الشَّهادتين أو عند ذكر اسم الله ونحوه.
12- تحريك الكفين عند الخروج منَ الصَّلاة من جهة اليمين أو من الجهتين عند الالتفات للسَّلام وقد كان الصَّحابة يفعلونه فقال النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس؟ اسكنوا في الصَّلاة» [رواه مسلم 430].
13- كثيرٌ من النَّاس الَّذين لا يلبسون الثِّياب السَّابغة وإنَّما يلبس أحدهم السَّروايل وفوقه جبّة (قميص) على الصَّدر والظَّهر فإذا ركع تقلصت الجبَّة وانحسرت السَّراويل فخرج بعض الظَّهر وبعض العجز مما هو عورة بحيث يراه من خلفه وخروج بعض العورة يبطل الصَّلاة.
14- كثيرٌ من المصلِّين يمدُّون أيديهم لمصافحة من يليهم وذلك بعد السَّلام من الفريضة مباشرةً ويدعون من المكتوبة مباشرةً وترك الأذكار المشروعة وهذا خلاف السُّنَّة وإنَّما يشرع الدُّعاء بعد الفراغ من الأذكار فهو من مظان إجابة الدُّعاء. وكذا الدُّعاء بعد النَّوافل. والله أعلم.
الأذكار الَّتي تقال بعد الفراغ منَ الصَّلاة
من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى جميع من يراه من المسلمين
السُّنَّة أن يأتي بهذه الأذكار بعد كلِّ فريضةٍ تأسيًا بالنَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-
(1)أستغفر الله (2) أستغفر الله(3) أستغفر الله
اللهمَّ أنت السَّلام ومنك السَّلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام... لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كلِّ شيءٍ قديرٍ، لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إيَّاه له النَّعمة وله الفضل وله الثَّناء الحسن، لا إله إلا الله مخصلين له الدِّين ولو كره الكافرون.
اللهمَّ لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد، معناها (لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منع الله ولا ينفع ذل الغني غناه بل الكلُّ فقراء لله -عزَّ وجلَّ-).
ثمَّ بعد ذلك يقول سبحان الله ثلاثًا وثلاثين والحمدلله ثلاثًا وثلاثين والله أكبر ثلاثًا وثلاثين، ثمَّ يقول تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمدلله وهو على كل شيءٍ قديرٍ. ثمَّ يقرأ آية الكرسي.
{اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255]، ثمَّ بعد ذلك يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوذتين بعد كلِّ صلاةٍ: الظُّهر والعصر والعشاء وفي المغرب والفجر يكرر {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوذتين ثلاث مرات هذا هو الأفضل.
وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.
سماحة الشَّيخ
عبدالعزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله-
فضيلة الشَّيخ
محمَّد بن صالح العثيمين -رحمه الله-
فضيلة الشَّيخ
عبدالله بن عبد الرَّحمن الجبرين -رحمه الله-