التحذير من...
نبذة :
وقال الإمام أحمد رحمه الله: "الغناء ينبت النفاق في القلب فلا يعجبني".
إن الاستماع إلى الأغاني حرام ومنكر، ومن أسباب مرض القلوب وقسوتها وصدها عن ذكر الله وعن الصلاة. وقد فسر أكثر أهل العلم قوله تعالى في: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} [لقمان:6]، بالغناء وكان عبدالله بن مسعود يُقسم على أن لهو الحديث هو الغناء. وإذا كان مع الغناء آلة لهو كأرباب والعود والكمأ والطبل صار التحريم أشد. وذكر بعض العلماء أن الغناء بآلة لهو حرام بالإجماع. فالواجب الحذر من ذلك وقد صح عن رسول الله أنه قال: «ليكون من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف» والحر هو الفرج الحرام - يعني الزنا-، والمعازف هي الأغاني وآلات الطرب.
وأوصيك وغيرك بسماع إذاعة القرآن الكريم وبرنامج نور على الدرب ففيهما فوائد عظيمة، وشغل شاغل عن سماع الأغاني وآلات الطرب.
أما الزواج فيشرع فيه ضرب الدف والغناء المعتاد الذي ليس فيه دعوة إلى محرم ولا مدح لمحرم في وقت من الليل للنساء خاصة لإعلان النكاح والفرق بينه وبين السفاح كما صحت السنة بذلك عن النبي.
أما الطبل فلا يجوز ضربه في العرس، بل يكفى بالدف خاصة، ولا يجوز استعمال مكبرات الصوت في إعلان النكاح وما يقال فيه من الأغاني المعتادة لما في ذلك من الفتنة العظيمة والعواقب الوخيمة وإيذاء المسلمين ولا يجوز أيضاً إطالة الوقت في ذلك بل اكتفى بالوقت القليل الذي يحصل به إعلان النكاح لأن إطالة الوقت تفذي إلى إضاعة صلاة الفجر والنوم عن أدائها في وقتها وذلك من أكبر المحرمات ومن أعمال المنافقين [انتهى].
هذه أدلة على تحريم الغناء من أقوال السلف الصالح رضوان الله عليهم: قال أبوبكر الصديق رضي الله عنه: "الغناء والعزف مزمار الشيطان". وقال الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه: "الغناء إنما يفعله الفساق عندنا". والشافعية يشبهون الغناء بـ "الباطل والمحال". وقال الإمام أحمد رحمه الله: "الغناء ينبت النفاق في القلب فلا يعجبني". وقال أصحاب الإمام أبي حنيفة رحمهم الله: "استماع الأغاني فسق". وقال عمر بن العزيز: "الغناء بدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن". وقال الإمام القرطبي: "الغناء ممنوع بالكتاب والسنة". وقال الإمام ابن الصلاح: "الغناء مع آلة الإجماع على تحريمه".
حكم التصوير:
لسماحة الشيخ: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
السؤال: ما قولكم في حكم التصوير الذي عمت به البلوى وانهمك فيه الناس؟
الجواب: الحمد الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
فقد جاءت الأحاديث الكثيرة عن النبي في الصحاح والمسانيد والسنن دالة على تحريم تصوير كل ذي روح آدمياً كان أو غيره، وهتك الستور التي فيها الصور والأمر بطمس الصور ولعن المصورين وبيان أنهم أشد الناس عذاباً يوم القيامة، وأنا أذكر لك جملة من الأحاديث الصحيحة الواردة في هذا الباب، وأذكر بعض كلام العلماء عليها، وأبين ما هو الصواب في هذه المسألة إن شاء الله.
ففي الصحيحين عن أيى هريرة قال: قال رسول الله: «قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقاً كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة» [رواه مسلم]. ولهما أيضاً عن أبى سعيد قال: قال رسول الله: «إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون» ولهما عن ابن عمر قال: قال رسول الله: «إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم» [لفظ البخاري].
وروى البخاري في الصحيح عن أبي جحيفة أن النبي نهى عن ثمن الدم، وثمن الكلب وكسب البغي، ولعن آكل الربا وموكله، والواشمة والمستوشمة والمصور.
وعن ابن عباس سمعت رسول الله قال: «من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ» [متفق عليه]. وخرج مسلم عن سعيد بن أبي الحسن قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: "إني رجل أصور هذه الصور فافتني فيها"، فقال: "ادن مني"، فدنا منه ثم قال: "ادن مني"، فدنا منه حتى وضع يده على رأسه فقال: "أنبؤك بما سمعت من رسول الله سمعت رسول الله يقول: «كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفساً تعذبه في جهنم» وقال: «إن كنت لا بد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له».
وخرج البخاري قوله: "إن كنت لا بد فاعلاً" الخ.. في آخر الحديث الذي قبله ما ذكره مسلم [انتهى].
(ومن أراد الاستزادة يرجع إلى الكتاب الذي نقلت منه هذه الفتوى وهو كتاب "حكم الإسلام في التصوير" ص 37، 38 للشيخ ابن باز).
حكم حلق اللحى:
للشيخ: محمد بن صالح العثيمين
حلق اللحية محرم لأنه معصية لرسول الله، فإن النبي قال: «أعفوا اللحى وحفوا الشوارب»، ولأنه خروج عن هدي المرسلين إلى هدي المجوس والمشركين، وحد اللحية كما ذكره أهل اللغة هي شعر الوجه واللحيين والخدين بمعنى أن كل ما على الخدين وعلى اللحيين والذقن فهو من اللحية، وأخذ أي منها داخل في المعصية أيضاً لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «أعفوا اللحى» و «أرخوا اللحى» و «وفروا اللحى» و «أوفوا اللحى» وهذا يدل على أنه لا يجوز أخذ شيء منها لكن المعاصي تتفاوت. فالحلق أعظم شيء منها، لأنه أعظم وأبين مخالفة من أخذ شي منها.
حكم الإسبال للرجال:
للشيخ: محمد بن صالح العثيمين
إسبال الإزار إذا قصد به الخيلاء فعقوبته أن لا ينظر الله تعالى إليه يوم القيامة ولا يكلمه ولا يزكيه وله عذاب أليم. وأما إذا لم يقصد به الخيلاء فعقوبته أن يعذب ما نزل من الكعبين بالنار لأن النبي قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب» وقال: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة» فهذا في من جر ثوبه خيلاء وأما من لم يقصد الخيلاء ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة أن النبي قال: «ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار». ولم يقيد ذلك بالخيلاء ولا يتضح أن يقيد بها بناء على الحديث الذي قبله لأن أبا سعيد الخدري قال: قال رسول الله: «إزار المؤمن إلى نصف الساق ولا حرج» أو قال: «لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل من ذلك فهو في النار ومن جر إزاره بطراً لم ينظر الله إليه يوم القيامة» [رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه ذكره في كتاب الترغيب والترهيب]. ولأن العملين مختلفان والعقوبتين مختلفتان ومتى اختلف الحكم والسبب امتنع حمل المطلق على المقيد لما يلزم على ذلك من التناقض وأما من احتج بحديث أبي بكر فنقول له ليس لك حجة فيه من وجهين:
الأول: أن أبا بكر قال: "إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أني أتعاهد ذلك منه فهو لم يرخ ثوبه اختيالا بل كان ذلك يسترخي ومع ذلك فهو يتعاهده". والذين يسبلون ويزعمون أنهم لم يقصدوا الخيلاء يرخون ثيابهم عن قصد فنقول لهم: إن قصدتم إنزال ثيابكم أسفل من الكعبين بدون قصد الخيلاء عذبتم على ما نزل فقط وإن جررتم ثيابكم خيلاء عذبتم بما هو أعظم من ذلك لا يكلمكم الله يوم القيامة ولا ينظر إليكم ولا يزكيكم ولكم عذاب أليم. الوجه الثاني: أن أبا بكر شهد له النبي أنه ليس ممن يصنع ذلك خيلاء فهل قال أحد من هؤلاء تلك التزكية والشهادة؟ ولكن الشيطان يفتح لبعض الناس اتباع المتشابه من نصوص الكتاب والسنة ليبرر لهم ما كانوا يعملون والله يهدي من يشاء إلى الصراط المستقيم.
حكم شرب الدخان:
للشيخ: محمد بن صالح العثيمين
أرجو من سماحتكم بيان حكم شرب الدخان والشيشة، مع ذكر الأدلة على ذلك.
شرب الدخان محرم وكذلك الشيشة والدليل على ذلك قوله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} [النساء:29] وقوله تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة:195] وقد ثبت في الطب أن تناول هذه الأشياء مضر وإذا كان مضراً كان حراماً ودليل آخر قوله تعالى: {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً} [النساء:5] فنهى عن إتيان السفهاء أموالنا لأنهم يبذرونها ويفسدونها ولا ريب أن بذل الأموال في شراء الدخان والشيشة تبذير وإفساد لها فيكون منهياً عنه بدلالة هذه الآية ومن السنة أن رسول الله نهى عن إضاعة المال ولأن النبي قال: «لا ضرر ولا ضرار» وتناول هذه الأشياء موجب للضرر ولأن هذه الأشياء توجب للإنسان أن يتعلق بها فإذا فقدها ضاق صدره وضاقت عليه الدنيا، فأدخل على نفسه أشياء هو في غنى عنها.
أخي المسلم.. أختي المسلمة
على كل منا أن يجتهد في الأمور الآتية:
- طلب العلم الشرعي من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
- تحقيق التوحيد وتصفيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي.
- أداء الصلاة في أوقاتها بخشوع وطمأنينة.
- إخراج زكاة المال وغيره، وصرفها لمستحقيها.
- صوم رمضان والحرص على التنفل في غيره على الوجه المشروع.
- أداء فريضة الحج في أقرب وقت ممكن.
- صلة الأرحام بالتزاور والتناصح والتعاون على البر والتقوى.
- الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة مع الحرص على هداية الناس.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كل حسب استطاعته.
- الاستفادة من الوقت والإكثار من الأعمال الصالحة.
- تربية الأولاد تربية صالحة.
- التخلق بالأخلاق الحميدة.
- الإكثار من الاستغفار والتوبة وذكر الله تعالى.
- تذكر الموت والحساب والجنة والنار.
- ستر عيوب المسلمين والدعاء لهم بظهر الغيب.
وعلى الأخت المسلمة أن تحذر من:
- التبرج وإظهار المحاسن أمام الرجال الأجانب بلبس الثياب الضيقة، أو المكشوفة، أو القصيرة، أو المفتوحة من أسفل.
- التشبه بغير المسلمات في الملابس أو تسريحات الشعر المختلفة.
- نتف الحاجب أو فلج الأسنان أو إطالة الأظافر أو الوشم أو وصل الشعر.
- الإسراف والتبذير في الولائم ورمي الطعام مع القاذورات.
- مشاهدة الأفلام أو المسرحيات المختلطة أو سماع الأغاني وآلات اللهو.
- الاطلاع على المجلات والكتب التي تدعو إلى التحلل وضياع الأخلاق.
- الخلو بالأجانب من السائقين أو الخدم أو غيرهم.
- الغيبة والنميمة والاستهزاء والكذب وخلف الوعد والخديعة.
- لبس المصورات من المجوهرات أو الملابس أو تعليقها.
- السهر وخاصة على المحرمات أو ما لا فائدة فيه.
- الخروج وحدك للأسواق العامة وغيرها خشية الفتنة.
- السفر بدون محرم بالطائرة أو غيرها.
- استعمال الأطياب عند الرجال الأجانب.
- اللعان والسب والشتم أو الألفاظ البذيئة أو الدعاء على الأولاد أو سب الدهر.
- لبس البراقع التي تخرج محاسن الوجه وتفتن الرجال.
- تغطية الوجه بغطاء لا يستر لخفته أو لقصره.
التحذير من السفر إلى بلاد الكفرة وخطره على العقيدة والأخلاق:
لسماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز رحمه الله
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين أما بعد:
فقد أنعم الله على هذه الأمة بنعم كثيرة وخصها بمزايا فريدة وجعلها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله. وأعظم هذه النعم نعمة الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده شريعة ومنهج حياة وأتم به على عباده النعمة وأكمل لهم به الدين قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا} [المائدة:3].
ولكن أعداء الإسلام قد حسدوا المسلمين على هذه النعمة الكبرى فامتلأت قلوبهم حقداً وغيظاً وفاضت نفوسهم بالعداوة والبغضاء لهذا الدين وأهله وودوا لو يسلبون المسلمين هذه النعمة أو يخرجونهم منها كما قال تعالى في وصف ما تختلج به نفوسهم: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء:89].
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [آل عمران :118]، وقال عز وجل: {إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} [الممتحنة :2].
وقال جل وعلا: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة :217].
والآيات الدالة على عداوة الكفار للمسلمين كثيرة، والمقصود أنهم لا يألون جهداً ولا يتركون سبيلاً للوصول إلى أغراضهم وتحقيق أهدافهم في النيل من المسلمين إلا سلكوه ولهم في ذلك أساليب عديدة ووسائل خفية وظاهرة فمن ذلك ما ظهر في هذه الأيام من قيام بعض مؤسسات السفر والسياحة بتوزيع نشرات دعائية تتضمن دعوة أبناء هذا البلد لقضاء العطلة الصيفية في ربوع أوربا وأمريكا بحجة تعلم اللغة الإنجليزية ووضعت لذلك برنامجاً شاملاً لجميع وقت المسافر.
وهذا البرنامج يشتمل على فقرات عديدة منها ما يلي:
أ- اختيار عائلة إنجليزية كافرة لإقامة الطالب لديها مع ما في ذلك من المحاذير الكثيرة.
ب- حفلات موسيقية ومسارح وعروض مسرحية في المدينة التي يقيم فيها.
ج- زيارة أماكن الرقص والترفيه.
د- ممارسة الديسكو مع فتيات انجليزيات ومسابقات في الرقص.
هـ- جاء في ذكر الملاهي الموجودة في إحدى المدن الإنجليزية ما يأتي: "أندية ليلية، مراقص ديسكو، حفلات موسيقى الجاز والروك، الموسيقى الحديثة، مسارح ودور سينما وحانات إنجليزية تقليدية".
وتهدف هذه النشرات إلى تحقيق عدد من الأغراض الخطيرة منها ما يلي:
1- العمل على انحراف شباب المسلمين وإضلالهم.
2- إفساد الأخلاق والوقوع في الرذيلة عن طريق تهيئة أسباب الفساد وجعلها في متناول اليد.
3- تشكيك المسلم في عقيدته.
4- تنمية روح الإعجاب والانبهار بحضارة الغرب.
5- تخلقه بالكثير من تقاليد الغرب وعاداته السيئة.
6- التعود على عدم الاكتراث بالدين وعدم الالتفات لآدابه وأوامره.
7- تجنيد الشباب المسلم ليكونوا من دعاة التغريب في بلادهم بعد عودتهم من هذه الرحلة وتشبعهم بأفكار الغرب وعاداته وطرق معيشته.
إلى غير ذلك من الأغراض والمقاصد الخطيرة التي يعمل أعداء الإسلام لتحقيقها بكل ما أوتوا من قوة وبشتى الطرق والأساليب الظاهرة والخفية وقد يتسترون ويعملون بأسماء عربية ومؤسسات وطنية إمعاناً في الكيد وإبعاداً للشبهة وتضليلاً للمسلمين عما يرمونه من أغراض في بلاد الإسلام. لذلك فإني احذر إخواني المسلمين في هذا البلد خاصة وفي جميع بلاد المسلمين عامة من الانخداع بمثل هذه النشرات والتأثر بها وأدعوهم إلى أخذ الحيطة والحذر وعدم الاستجابة لشيء منها فإنها سم زعاف ومخططات من أعداء الإسلام تفضي إلى إخراج المسلمين من دينهم وتشكيكهم في عقيدتهم وبث الفتن بينهم كما ذكر الله عنهم في محكم التنزيل قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} الآية.
كما أنصح أولياء أمور الطلبة خاصة بالمحافظة على أبنائهم وعدم الاستجابة لطلبهم السفر إلى الخارج لما في ذلك من الأضرار والمفاسد على دينهم وأخلاقهم وبلادهم كما أسلفنا وإرشادهم إلى أماكن النزهة والاصطياف في بلادنا وهي كثيرة بحمد الله والاستغناء بها عن غيرها فيتحقق بذلك المطلوب وتحصل السلامة لشبابنا من الأخطار والمتاعب والعواقب الوخيمة والصعوبات التي يتعرضون لها في البلاد الأجنبية. هذا وأسأل الله جل وعلا أن يحمي بلادنا وسائر بلاد المسلمين وأبناءهم من كل سوء ومكروه وأن يجنبهم مكايد الأعداء ومكرهم وأن يرد كيدهم في نحورهم كما أسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمرنا لكل ما فيه القضاء على هذه الدعايات الضارة والنشرات الخطيرة وأن يوفقهم لكل ما فيه صلاح العباد والبلاد إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
نصيحة من القلب لكل أب غيور يؤمن بالله
لفضيلة الشيخ: عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
قال النبي: «لا أحد أغير من الله يزني عبده أو تزني أمته» ولا شك أن جميع البشر كلهم عباد الله وإماؤه وقال عليه الصلاة والسلام: «أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير منه والله أغير مني، فالله تعالى يغار ومن أجل غيرته حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن» والغيرة هي الأنفة والحمية والغضب على المحارم وحمايتهن من أيدي العابثين وأعين الناظرين. ومن لا غيرة له هو الديوث الذي يُقر الخنا في أهله وقد ورد أنه لا يدخل الجنة. ولا شك أن كل مؤمن تقي يكون غيوراً على زوجاته وبناته وجميع أقاربه ويكون من آثار هذه الغيرة أن يراقبهن ويتبع أخبارهن ويمنعهن عن الاختلاط بالرجال وعن المجتمعات التي فيها وجود الاحتكاك والازدحام لا سيما وأن الكثير في تلك الأماكن من ذوي النفوس الشريرة بحيث يكثر المزاح والمعاكسة والغزل والكلام الساقط مما يثير الغرائز ويدفع النفوس الضعيفة الإيمان إلى فعل الجرائم وارتكاب الفواحش، فكم حصل في تلك الأسواق من اختطاف ومن مواعيد ومكالمات ومخاطبات خفية وجلية والأولياء في غفلة يحسنون الظن بمولياتهم ولا يخطر ببالهم عشر معشار ما حصل.
أما الغيور الحازم فيجب عليه أن يكون دائماً بصحبة محارمه يراقبهن ويحميهن ويمنعهن عن أسباب الفساد وعن النظر إلى الأفلام الخليعة والصور الفاتنة وعن سماع الأغاني الماجنة التي تثير الغرائز وتبعث النفوس إلى الحرام، كما أن عليه صحبة محارمه في الأسواق دائماً وفي المستشفيات وفي الطريق إلى المدارس حتى يدخلن الفصول الدراسية وكذا عند خروجهن حتى يركبن الحافلات وكذا في قصور الأفراح وفي البيوت والمساكن العادية ونحو ذلك حتى يأمن من الاعتداء عليهن ومن تساهلهن وخضوعهن بالقول، فإن المرأة ضعيفة الشخصية وقوية الشهوة إذا رأت الرجال أو سمعت بعض الأقوال التي تثير الشهوة لم تأمن أن تضعف مقاومتها، فلابد من المراقبة والحراسة التامة لا سيما في هذه الأزمنة التي كثر فيها الفساد وانتشر الزنا وضعف الوازع الديني والدنيوي في كثير من النفوس، ووجدت الأسباب وتيسرت الوسائل لنيل الشهوات وإشباع الغرائز في الداخل والخارج، فكان لزاماً على كل ولي أن يحمي موليته وأن يحرص على إعفاف أولاده ذكوراً وإناثاً بما يمنع نفوسهم عن الميل إلى الحرام أو تمني ذلك عند مشاهدة أو سماع ما يدفع النفس إلى اقتراف ذنب أو فعل فاحشة مما يسبب سخط الله تعالى وغيرته وإنزال العقوبة الخاصة والعامة ببني الإنسان فإن انتشار الزنا من أسباب كثرة الأمراض المستعصية كما ورد في الحديث ومن أسباب حرمان الناس من الخير والسعة والله المستعان.
وصلى الله على محمد وآله وسلم.
لسماحة الشيخ: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
لتحميل الموضوع كاملا بصيغة pdf
حمل من هنا
http://www.wathakker.net/flyers/download/1982/1996/1634