بسم الله الرحمن الرحيم
( حديث شريف )
اللَّهُمَّ يَسِّرْ وَأَعِنْ يَا كَرِيمُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَوْضَحَ لَنَا شَرَائِعَ دِينِهِ وَمَنَّ عَلَيْنَا بِتَنْزِيلِ كِتَابِهِ وَأَمَدَّنَا بِسُنَّةِ رَسُولِهِ حَتَّى تَمَهَّدَ لِعُلَمَاءِ الْأُمَّةِ أُصُولٌ ، بِنَصٍّ وَمَعْقُولٍ ، تَوَصَّلُوا بِهَا إِلَى عِلْمِ الْحَادِثِ النَّازِلِ ، وَإِدْرَاكِ الْغَامِضِ الْمُشْكِلِ ، فَلِلَّهِ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ مِنْ هِدَايَتِهِ ، وَصَلَوَاتُهُ عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَصْحَابِهِ .
واما الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " يجمع الله الأولين والخرين لميقات يوم معلوم قياما اربعين سنة شاخصة ابصارهم الى السماء ينتظرون فصل القضاء قال وينزل الله عز وجل في ظل من الغمام من العرش الى الكرسي ثم ينادي مناد : أيها الناس الم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وامركم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ان يولي كل اناس منكم ما كانوا يتولون ويعبدون في الدنيا , اليس ذلك عدلا من ربكم؟
قالوا :بلى , قال :فلينطلق كل قوم الى ما كانوا يعبدون في الدنيا .
فينطلقون ويمثل لهم اشباه ما كانوا يعبدون فمنهم من ينطلق الى الشمس ومنهم الى اقمر والى الوثان من الحجارة واشباه ما كانوا يعبدون , قال : ويمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى ويمثل لمن كان يعبد عزيرا شيطان عزير.
ويبقى محمد صلى الله عليه وسلم وامته فيأتهم الله عز وجل فيقول مالكم لا تنطلقون كما انطلق الناس ؟
قال :فيقولون:ان لنا الها ما رأيناه بعد , فيقول عز وجل : هل تعرفونه ان رأيتموه ؟
فيقولون :ان بيننا وبينه علامة اذا رأيناها عرفناه , فيقول عز وجل : ما هي؟
فيقولون :يكشف عن ساقه فعند ذلك يكشف عن ساق فيخرون له سجدا
ويتبقى قوم ظهورهم كصيامي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون وقد كانوا يدعون الى السجود وهم سالمون .
ثم يقول الله عز وجل : ارفعوا رءوسكم فيرفعون رءوسهم فيعطيهم نورهم على قدر اعمالهم فمنهم من يعطى نورا مثل الجبل العظيم يديه ومنهم من يعطى نورا اصغر من ذلك ومنهم مثل النخلة بيمينه ومنهم اصغر من ذلك حتى اخرهم يعطى نوره على ابهام قدمه يضئ مرة ويطفئ مرة فإذا اضاء قدم قدمه ومشى واذا اطفا قام والله تبارك وتعالى امامهم حتى يمر في النار فيبقى اثره كحد السيف يمرون على قدر نورهم منهم من يمر كطرف العين ومنهم من يمر كسرعة البرق ومنهم كسرعة السحاب ومنهم من يمر كإنقضاض الكوكب ومنهم كسرعة الريح ومنهم كشد الفرس ومنهم يمر كشد الرجل , حتى يمر الذي اعطي نوره على قدر ابعام قدمه يحبو على وجهه ويزحف على بطنه ورجليه تخر وتعلق يد وتخر يد وتصيب جوانبه النار حتى يمر ويخلص فإذا اخلص وقف عليها ثم قال :الحمد لله لقد اعطاني الله مالم يعطي احد اذا نجاني منهما بعد اذ رأيتها قال : فينطلق به الى غدير باب الجنه فيغتسل فيعود اليه ريح اهل الجنة والوانهم فيرى ما في الجنة من خلال الباب قبل ان يدخلها فيقولك رب ادخلني الجنة فيقول الله تبارك وتعالى :اتسأل الجنة وقد نجيتك من النار ؟فيقول: يارب اجعل بيني وبينها حجابا لا اسمع حسيسها ابدا , قال : فيدخل الجنة فيرى منزل امامه كانه الذي حلم به فيقول رب اعطني ذلك المنزل فيقول عز وجل : فلعلك ان اعطيتكنه تسأل غيره فيقول لا وعزتك لا اسألك غيره واي منزل يكون احسن منه فيعطاه فينزله , ويرى منزلا اخر فيعجبة وكأنه الذي حلم به فيقول رب اعطني ذلك المنزل فيقول عز وجل فلعلك ان اعطيتكنه تسأل غيره فيقول لا وعزتك فأي منزل احسن منه فيأخذه ثم يرى منزلا فيعجبه فيقول رب اعطنى ذلك المنزل فيقول عز وجل : لعلك تسأل غيره فيقول لا وعزتك واي منزل احسن من ذلك فيعطاه فينزله ثم يسكت فيقول الله عز وجل : مالك لا تسأل , فيحيب : رب لقد سألتك حتى استحييت واقسمت لك حتى استحييت .
فيقول رب العزة :الا ترضى ان اعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها الى يوم افنيتها وعشر اضعافه ؟
فيقول :اتستهزئ بي وانت رب العزة فيضحك الله عز وجل من قوله .
وعند هذا يضحك عبد الله بن مسعود لأنه رأى النبي محمد صلى الله عليه وسلم يضحك عند هذ وهو يروي الحديث .
فيقول الله عز وجل : لا ولكني على قدر ذلك سل , فيقول الحقني بالناس فيقول عز وجل : الحق بالناس فينطلق يرمل في الجنة حتى اذا دنا من الناس رفع له قصرا من درة فيخر ساجدا فيقال له ارفع رأسك مالك؟
فيقول : رأيت ربي , فيقال : انما هو منزل من منازلك , ثم يلقى رجلا فيتهأ للسجود , فيقول الرجل : مالك ؟ , فيقول : رأيت ملكا من الملائكة فيقول : انما انا خازن من خزانك عبد من عبيدك تحت يدي الف قهرمان على مثل ما انا عليه فيفتح له القصر في دره مجوفة ومفاتيح بجوهرة خضراء مبطنة بحمراء وأزواج ووصائف أدناهن حوراء عيناء إلخ .
فيقول عمر:ألا تسمع ما يحدثنا , عن ادنى اهل الجنة منزلا فكيف اعلاهم ؟