الشيعة في موسم الحج
يأتي موسم الحج كل عام بنفحاته وبركاته، تهفو فيه قلوب الملايين من المسلمين لزيارة بيت الله الحرام، ولا تفتر ألسنتهم وحناجرهم عن ذكر الله والدعاء طلباً لأداء تلك الفريضة، وفيه يحصد المسلمون البركات والحسنات، من زار منهم البيت ومن لم يزر، تفضلاً من الله، ومناً منه على عبادة الطائعين.
ولا يعكر صفو هذه الأجواء إلا العبث الشيعي الذي ألفناه كل عام، حيث دأب شيعة قم على اتخاذ هذا الموسم وبيت الله الحرام موسماً للفتنة، ومكاناً لنشر الهرج والمرج والوقيعة بين الناس، بل وقتل الأنفس - التي حرم الله قتلها - بالبيت الحرام، في البلد الحرام، والشهر الحرام.
فقد دأبت العمائم السوداء في طهران في كل عام في موسم الحج على إيفاد مئات الآلاف من الحرس الثوري للأراضي المقدسة، لا للحج كباقي الموحدين، وإنما لإحداث الشغب، وقفل الطرقات، وتعكير صفو أجواء الحج على المسلمين، إضافة إلى قيامهم بالمظاهرات الصاخبة التي تطلق فيها الشعارات والهتافات التي تنافي توحيد الله تبارك وتعالى.
ففي الوقت الذي يحج فيه المسلمون مجردين أنفسهم من عوالق الدنيا وزينتها، بل ومن ملابسهم التي اعتادوها، إلا ما يستر عوراتهم، في ذلك الوقت يخرج الشيعة مدججين بالسلاح لنحر حجاج بيت الله الحرام، بدلاً من الأضاحي، تقرباً لآلهتم في قم من الملالي والآيات.
حدث ذلك من قبل في حج عام 294هـ، حيث تعرض القرامطة الشيعة لحجاج بيت الله، فعند رجوعهم أعملوا فيهم السيوف والحراب حتى قتلوا جميع الحجاج، وكان نساء القرامطة يطفن بين القتلى يعرضن عليهم الماء، فمن كلمهن قتلنه، حتى بلغ عدد القتلى قرابة العشرين ألف قتيل.
ثم تكرر هذا الأمر عام 312هـ على يد أبي طاهر الشيعي القرمطي، وقتل خلقاً كثيراً من المسلمين.
وفي حوادث سنة 317 هـ ذكر ابن كثير قصة أخذ القرامطة للحجر الأسود إلى بلادهم، وذكر أن أبي طاهر القرمطي خرج علي الحجاج في جماعته يوم التروية، فانتهب أموالهم، واستباح قتالهم، فقتل في رحاب مكة وشعابها وفي المسجد الحرام في الشهر الحرام وفي جوف الكعبة من الحجاج خلقًا كثيرًا، ثم جلس على باب الكعبة والرجال تصرع حوله، والسيوف تعمل في الناس في يوم التروية الذي هو من أشرف الأيام، وهو يقول:
أنا بالله وبالله أنا *** يخلق الخلق وأفنيهم أنا
فكان الناس يفرون منهم فيتعلقون بأستار الكعبة، فلا يجدي ذلك عنهم شيئًا، بل يُقتلون وهم كذلك، ويطوفون فيقتلون في الطواف ... فلما قضى القرمطي - لعنه الله - أمره، وفعل ما فعل بالحجيج من الأفاعيل القبيحة، أمر أن تدفن القتلى في بئر زمزم، ودفن كثيرًا منهم في أماكنهم من الحرم وفي المسجد الحرام.
وبعد قيام الثورة الإيرانية تجدد هذا الأمر على يد الخميني فدعم شيعة السعودية، ومدهم بالسلاح، وحضهم على إحداث التظاهرات والفوضى، كما سعى ملالي طهران من خلال حرسهم إلى التعرض للحجاج داخل الحرم، بل دبروا لتفجير بيت الله الحرام.
ففي حج عام 1406هـ، ضبط رجال الجمارك السعوديون مواد شديدة الانفجار، بحوزة حجاج إيرانيين، قادمين من طهران، وبعد التحقيق معهم اعترفوا أنهم كانوا يريدون تفجير الكعبة والحرم بكامله.
وفي حج عام 1407هـ قام أفراد من حزب الله السعودي الشيعي، بالتعاون مع الحرث الثوري الإيراني والحجاج الإيرانيين بمظاهرات وأحداث شغب في موسم الحج، ونتج عن هذا الأمر سقوط قرابة من 402 قتيل من الحجاج منهم 85 قتيل من رجال الأمن السعودي.
وفي حج عام 1409هـ قام السفير الإيراني بدولة الكويت محمد غلوم بتسليم بعض الشيعة الكويتيين مواد متفجرة، فقاموا بتفجيرات بمكة المكرمة، بجوار بيت الله الحرام.
وفي حج عام 1410هـ قتل قرابة خمسة آلاف حاج، وجرح العديد على يد أفراد من حزب الله السعودي بالتعاون مع أفراد من حزب الله الكويتي، عن طريق إطلاقهم للغاز السام في نفق المعيصم أثناء تواجد الحجاج فيه.
وفي حج هذا العام قالت جريدة السياسة الكويتية, إن "الحرس الثوري" الإيراني أوفد مجموعة قيادات استخباراتية وعسكرية من "فيلق القدس" إلى مكة المكرمة, للقيام بعمليات تخريبية وإرهابية خلال موسم الحج.
وحذرت "المنظمة الإسلامية السنية الأحوازية" في بيان لها أجهزة الأمن في المملكة العربية السعودية من خطورة هذه المجموعة, داعية إياها إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة؛ للحيلولة دون نجاح عمليات المجموعة الإرهابية النشطة.
وكشفت أنَّ المجموعة مكونة من عناصر استخباراتية متمرسة، وقيادية خطيرة من نخبة القوات الإيرانية الخاصة، والمرتبطة منذ سنوات بالشبكات السرية الإيرانية العاملة في دول الخليج العربي, كما أنَّها مسؤولة استخباراتياً عن ملف التجنيد والتمويل والتغلغل في منطقة الخليج العربي.
ومن خلال هذا السرد يتبين لنا أن بيت الله الحرام لا حرمة له عند الشيعة ولا منزلة، ويدلل على ذلك ما يروى في كتبهم، وما ينقل عن مراجعهم، فقد أورد صاحب بحار الأنوار (ج101/109) عن جعفر الصادق - وهو كذب عليه - قال: "إن أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد بُني بيت الله على ظهري، يأتيني الناس من كل فج عميق، وجعلت حرم الله وأمنه. فأوحى الله إليها أن كفي وقري، ما فضل ما فضلت به فيما أعطيت كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا من تضمه أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرت، فقري واستقري وكوني ذنبًا متواضعًا ذليلاً مهينًا غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء، وإلا سخت بك وهويت بك في نار جهنم".
وفي بحار الأنوار أيضاً عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "من فاتته عرفة بعرفات فأدركها بقبر الحسين عليه السلام لم تفته" [بحار الأنوار:ج98/87]، و: "ومن جاء تشوقا- إلى قبر الحسين - كتب الله تعالي له ألف حجة مقبولة، وألف عمرة مبرورة، وأجر ألف شهيد من شهداء بدر، وأجر ألف صائم، وثواب ألف صدقة مقبولة، وثواب ألف نسمة أريد بها وجه الله" [بحار الأنوار:ج98:18].
فهل بعد هذا تبقى للكعبة قداسة، أو لبيت الله حرمة عن الشيعة؟!