اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

  أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100210
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Oooo14
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  User_o10

 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Empty
مُساهمةموضوع: أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب     أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Emptyالسبت 9 نوفمبر 2013 - 16:35

المقدمــــــة
الكاتب: مدير الموقع

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ محمد وعلى آله وصحبه.

وبعد:

فإن الله تبارك وتعالى قد اختار نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم، واختار له أصحاباً وأصهاراً مدحهم في كتابه الكريم في مواضع عديدة، وأثنى عليهم وأرشد إلى فضلهم، وبين أنهم خير الأمم رضوان الله تعالى عنهم.

وقد مدحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشاد بهم وأخبر بفضلهم، ونص على أنهم خير قرون الأمة في قوله صلى الله عليه وسلم: {خير أمتي قرني}([1]). وأوجب علينا محبتهم ونهانا عن بغضهم أو سبهم أو إيذائهم بأي نوع من أنواع الأذى فقال صلى الله عليه وسلم: {الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي([2]) فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه}([3]).

فإياك إياك يا محب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تبغض أصحابه، فلئن أبغضتهم لقد دخلت في قوله: {ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم} فتكون مبغضاً لرسولك صلى الله عليه وسلم، فيا خسارتك ويا سوء عاقبتك إن كنت تبغض نبيك محمداً صلى الله عليه وسلم. بل عليك يا من أحببت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحب من أحب حبيبك ومن أمرك بحبه؛ فلقد كان صلى الله عليه وسلم لا يحب إلا طيباً، ولا يأمر إلا بحب الطيبين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

ولتعلم يا عبد الله أن سب صحابة نبيك صلى الله عليه وسلم أعظم جرماً من بغضهم، فأدنى أحوال الساب أن يكون مبغضاً، فلتحذر من ذلك ولتتأمل قول نبيك صلى الله عليه وسلم: {لا تسبوا أصحابي}([4]). فستجد فيه النهي الواضح منه عليه السلام عن سب أصحابه رضوان الله تعالى عنهم: ((فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) [النور:63].

([1]) صحيح البخاري واللفظ له (5/63)كتاب فضائل الصحابة الباب الأول منه، وصحيح مسلم (4/ 1964) كتاب فضائل الصحابة باب: فضل الصحابة ثم الذين يلونهم..

([2]) والغرض هو: الهدف الذي يرمى إليه. ومراده عليه الصلاة والسلام من قوله هذا نهي الناس عن التكلم في أصحابه أو الوقيعة فيهم؛ فشرف صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم توجب على الناس احترامهم وتوقيرهم والسكوت عما شجر بينهم.

([3]) أخرجه الترمذي في جامعه (5/358) كتاب المناقب باب من سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: هذا حديث حسن غريب، وأحمد في مسنده (4/ 87، 88 و5/ 54-55)، وابن حبان في صحيحه (موارد الظمآن للهيثمي) (ص: 568-569) كتاب المناقب، باب فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم والمقدسي في النهي عن سب الأصحاب 2/ب -3أ.

([4]) صحيح البخاري (5/72) كتاب فضائل الصحابة باب منه، وصحيح مسلم واللفظ له (4/ 1967- 1968) كتاب فضائل الصحابة باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل


avatar


نقــاط : 100210
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Oooo14
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  User_o10

 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب     أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Emptyالسبت 9 نوفمبر 2013 - 16:35


حكم سب الصحابة
الكاتب: مدير الموقع

ولقد اقتدى المسلمون الصادقون في إسلامهم برسولهم محمد صلى الله عليه وسلم، فأحبوا صحابته ووقروهم، وأجمعوا على سمو منزلتهم ورفعة شأنهم وعدالتهم وعدوا كل واحد من الصحابة عدلاً إماماً فاضلاً, فرض على المسلمين توقيره ومحبته والاستغفار له، والاعتقاد بأن تمرة يتصدق بها أفضل من صدقة أحدهم دهره كله، وحكموا على ساب الصحابة بالكفر إذا اشتمل سبه لهم على إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة، أو اصطدم مع نص صريح([1]) ومن أمثلة ذلك:

1- حكموا بكفر من قال بكفر الصحابة جميعاً وارتدادهم إلا نفراً يسيراً؛ لأنه قد عارض النصوص الصريحة التي أخبر الله تعالى فيها برضاه عن الصحابة، والتي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضلهم وأشاد بهم وبين مكانتهم إذ حال من عارض هذه النصوص كحال من كذب بها.

2- حكموا بكفر من كفر الشيخين؛ أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما؛ لأنه قد رد النصوص الكثيرة التي أجمعت على أنهما من أفضل المؤمنين، ومن أهل عليين.

3- حكموا بكفر من نسب الصديقة الطاهرة عائشة إلى الفاحشة، أو أنكر براءتها مما رماها به رأس المنافقين، فهذا يقطع بكفره؛ لأنه طعن في المبرأة من فوق سبع سماوات، وكذب النص الصريح الذي حكم ببراءتها وخالف الله تعالى في قوله: ((يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ)) [النور:17].

4- ولقد أجمع الناس على فضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يخالف في ذلك إلا الشيعة الرافضة الذين أشرعوا سهامهم في وجه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعمدوا إلى تشويه سيرتهم المرضية، وتسويد صحائفهم البيضاء النقية، واتهامهم بالنفاق والخيانة والكذب، وتكفيرهم صراحة بما فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وبقية العشرة الذين بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ومات وهو راض عنهم، وغيرهم من سادات الصحابة وخيارهم رضي الله عنهم أجمعين.

وقد صدق عليهم قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله([2]) فضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلتين: سئلت اليهود: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى. وسئلت النصارى: من خير ملتكم؟ قالوا: حواري عيسى. وسئلت الرافضة: من شر ملتكم؟ قالوا: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. أمروا بالاستغفار لهم فسبوهم([3]).

فالشيعة لم يتبعوا في صنيعهم هذا كتاب الله تعالى، ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما كان قدوتهم في ذلك: ابن السوداء عبد الله بن سبأ اليهودي الذي يعد أول من أحدث الطعن في الصحابة رضوان الله عليهم وكفرهم، وأول من أظهر البراءة منهم باعتراف الشيعة أنفسهم([4])

فابن سبأ اليهودي -باعتراف الشيعة([5]) - هو أول من وضع نواة الرفض المشتمل على تكفير الصحابة وسبهم، وأرسى قواعده، وعنه أخذ الشيعة هذا المعتقد الباطل وغيره من المعتقدات الفاسدة التي خالفت كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولم يكتف الشيعة باعتناق مذهب الرفض -المشتمل على سب الصحابة- فحسب، بل عملوا على نشره والدعوة إليه سالكين في سبيل ذلك مختلف الطرق، آخذين بشتى الوسائل والسبل في محاولة منهم لاستدراج الكثير من المسلمين الغافلين إلى هذا المذهب الفاسد تحت أغطية كثيرة، منها: ادعاؤهم حب أهل البيت وزعمهم أن الصحابة دفعوهم عن حقهم وغصبوهم إياه، وتواطأوا على ظلمهم وغير تلك من المزاعم التي تعد عند أرباب العقول إفكاً غير مقبول.

ولا ريب أن أهل بيت نبينا الطيبين الطاهرين بريئون كل البراءة من كل ما ألصقه بهم الشيعة، وما نسبوه إليهم من معتقدات وبخاصة معتقد الرفض، فهم يحبون الصحابة ويجلونهم ويحترمونهم وينزلونهم المنزلة التي يستحقونها.

وفي هذا الزمان، وبعد قيام دولة الرافضة ازداد خطر الشيعة، واستفحل ضررهم، وتفاقم شرهم في غفلة من أهل السنة، وعدم انتباه منهم لهذه الموجه الفكرية الشرسة التي تحاول اصطياد العديد من أهل السنة وجرهم إلى معتقد الرفض، ومحاولة غرس بغض الصحابة في قلوبهم، كل ذلك بشباك يلقونها عليهم محملة بشتى أنواع الشبه التي لا يصمد جاهل -إن لم يعصمه الله- في وجهها.

وقد ازداد هذا الخطر رسوخاً بجهل الكثير من أهل السنة بمعتقدات الشيعة، وظنهم أن ما بيننا وبين الشيعة من خلاف كالذي بين أتباع المذاهب الفقهية –أي: أنه خلاف في الفروع-.

لذا أردت أن أوضح لإخواني المسلمين معتقداً من معتقدات الشيعة الكثيرة التي خالفوا فيها أهل السنة أشد المخالفة؛ ألا وهو اعتقادهم كفر الصحابة رضي الله عنهم وارتدادهم، وقولهم بوجوب سبهم وبغضهم وذلك كي يكونوا على حذر من شبهاتهم، محترزين عن التكلم في أصحاب نبيهم أو سبهم أو الوقيعة فيهم، وبذلك يتضح الصبح لذي العينين، وتتجلى الحقائق لذوي العقول، فيتنبه الغافلون من غفلتهم ليتعرفوا على معتقد الشيعة في أفضل جيل عرفته البشرية؛ ألا وهو جيل الصحابة وفي أفضل الناس بعد الأنبياء والمرسلين ألا وهم صحابة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

ولله در القائل:

لا تركنن إلى الروافض إنهم شتموا الصحابة دون ما برهان

لعنوا كما بغضوا صحابة أحمد وودادهم فرض على الإنسان

حب الصحابة والقرابة سنة ألقى بها ربي إذا أحياني

احذر عقاب الله وارج ثوابه حتى تكون كمن له قلبان

ومن هنا جاء الكتاب مبيناً بإيجاز معتقد الشيعة في الصحابة من كتب القوم أنفسهم -بلا واسطة- وفي هذا إقامة للحجة عليهم، وإلزام لهم بما هو مسطور في كتبهم التي امتدحوها ومدحوا مصنفيها، وشهدوا لمن سطر ما فيها من معتقدات بالاستقامة وحسن المعتقد، وقد جاء هذا الكتاب مقسماً إلى مجالس تلقي الضوء على معتقد الشيعة الإثني عشرية في الصحابة بإيجاز.

([1]) انظر المصادر الآتية: الشفا في حقوق المصطفى للقاضي عياض (2/286)، والصارم المسلول لابن تيمية ص (565 - 566، 586 - 587)، وبغية المرتاد له ص (343 -344)، والمنتقى من منهاج الاعتدال للذهبي (ص: 536 – 537)، وتذكرة الحفاظ له (2/775)، وحاشية ابن عابدين (2/294)، ورسالة في الرد على الرافضة للتميمي ص8.

([2]) وبعض هذا القول ثابت عن الإمام الجليل الفاضل الفقيه عامر بن شراحيل الشعبي رحمه الله.

([3]) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (1/ 27).

([4]) انظر المصادر الشيعية الآتية: مقالات الفرق لسعد بن عبد الله القمي (ص: 21)، وفرق الشيعة للنوبختي (ص: 44)، واختيار معرفة الرجال للطوسي (ص: 108-109)، وتنقيح المقال للمامقاني (2/ 184)، وغيرها من المصادر.

([5]) لاحظ الحاشية السابقة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل


avatar


نقــاط : 100210
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Oooo14
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  User_o10

 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب     أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Emptyالسبت 9 نوفمبر 2013 - 16:36


المجلس الأول: دعوى الشيعة الإثني عشرية ارتداد الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
الكاتب: مدير الموقع

لا يرتاب مسلم صادق في إسلامه في سمو منزلة الصحابة وفضلهم ورفعة شأنهم؛ قوم اختصهم الله تبارك وتعالى لصحبة أفضل رسله محمد صلى الله عليه وسلم فصدقوه وآزروه ونصروه، واتبعوا النور الذي جاء به فتلقوه عذباً زلالاً، وسائغاً فراتاً من مشكاة النبوة، وأخلصوا دينهم لله وبذلوا في سبيله المهج والأرواح والغالي والنفيس والأموال والأولاد؛ فشادوا بنيانه وأكملوا صرحه وفتحوا البلاد وهدوا العباد، فكانوا بذلك أهلاً لرضوان الله ومحبته ورحمته وجنته، وكانوا خير أمة أخرجت للناس وخير القرون.

ثم الشيعة الإثنا عشرية بعدما تبين لهم فضل أولئك الصحب الأبرار، والخيرة الأطهار، يزعمون أن هؤلاء الكرام البررة رضي الله تعالى عنهم قد ارتدوا جميعاً على أدبارهم القهقرى إلا نفراً يسيراً منهم، رجحوا أنهم ثلاثة: وهم سلمان وأبو ذر والمقداد استثنوهم من عداد من ارتد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال التستري -من كبار علمائهم-: (كما جاء موسى للهداية وهدى خلقا كثيرا من بني إسرائيل وغيرهم فارتدوا في أيام حياته ولم يبق فيهم أحد على إيمانه سوى هارون (ع)، كذلك جاء محمد صلى الله عليه وسلم وهدى خلقاً كثيراً لكنهم بعد وفاته ارتدوا على أعقابهم)([1])

ولئن سألت الشيعة أدلة جلية ألجأتهم إلى هذا القول لرأيتهم قد افتروا أقوالاً ونسبوها -زوراً وبهتاناً- إلى من يدعون أنهم أئمة لهم، أمثال علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومحمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق، وموسى بن جعفر الكاظم وغيرهم.

فمن الأقوال التي نسبوها إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه: [[إن الناس كلهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غيرأربعة]]([2]) زادوا عمار بن ياسر رضي الله عنه علىالثلاثة السابقين-.

ومن الأقوال التي نسبوها إلى محمد بن علي الباقر رحمه الله: [[كان الناس أهل ردة بعد النبي إلا ثلاثة]]([3])، و [[ارتد الناس إلا ثلاثة نفر]]([4]).

وقد وصف الشيعة أسانيد هذه الروايات بأنها معتبرة([5]).

وهناك روايات أخرى مكذوبة ملأ الشيعة بها كتبهم ونسبوها -كذباً وبهتاناً- إلى عدد من أئمتهم([6]).

ولا ريب أن هؤلاء الأئمة الطيبين بريئون من ذلك، وما نسبه إليهم الشيعة هو محض إفك مفترى، والحق أنه قد كُذب على أئمة أهل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم أكثر مما كذب على غيرهم حتى شكا الأئمة -وعلى رأسهم جعفر الصادق - من ذلك.

وقد بين الإمام جعفر بن محمد الصادق رحمه الله-إمام الشيعة السادس- ذلك بقوله: [[إنا أهل بيت صادقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا، ويسقط صدقنا -بكذبه علينا- عند الناس]]([7]).

أضف إلى ذلك معارضة هذه المزاعم -ما زعمه الشيعة من ارتداد الصحابة- لما أخبر به الله تبارك وتعالى من أنه رضي عن الصحابة في غير ما موضع من كتابه الكريم وأمر بالاستغفار لهم، والمؤمن المطيع المتبع لا يصنع كصنيع الشيعة مع الصحابة؛ أمروا بالاستغفار لهم فسبوهم، بل يستغفر لهم ويترضى عنهم ويعتقد أن ما نحن فيه من نعمة فهو من جهودهم رضي الله عنهم وجهادهم، ونتائج أعمالهم الطيبة المباركة، وثمرة لما قدموه من مال وولد في سبيل نصر دين الله ونشره وإعلاء كلمة الله حتى لا يعبد أحد سواه.

والله تبارك وتعالى أخبر أنه رضي عن الصحابة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة بقوله: ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً)) [الفتح:18].

وكانت عدتهم رضي الله عنهم ألفاً وثلاثمائة باعتراف الشيعة أنفسهم([8]). ولم يرتد منهم أحد، فكيف يجوز الشيعة أن يرضى الله عز وجل عن أقوام ويحمدهم وهو يعلم أنهم سيرتدون على أعقابهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ بل وكيف يزعمون بعد هذا الإخبار أن الصحابة ارتدوا إلا نفراً يسيراً؟ إلا أن يقولوا: إن الله لم يعلم ذلك حتى وقع، فإن قالوها فقد عرضوا أنفسهم للعنة أحد الأئمة -المعصومين عندهم- جعفر الصادق الذي لعن من قال: إن الله لا يعلم الشيء حتى يكون،([9]) ودعا عليه بالخزي فقال: [[من قال هذا أخزاه الله]]([10]).

والآية عامة في الرضا عن المبايعين تحت الشجرة تشمل جميع المبايعين، فـ (إذ) في قوله (إذ يبايعونك) ظرف، وسواء أكانت ظرفاً محضاً أم كانت ظرفاً فيها معنى التعليل، فإنها تدل على تعلق الرضا بجميع المبايعين، فعلم أنهم جميعاً من المرضي عنهم.

وخلاصة القول: أن دعوى الشيعة ارتداد الصحابة أمر قائم على الهوى، وليس لديهم دليل نقلي صحيح ولا عقلي صريح يسوغ لهم الإقدام على مثل هذا الادعاء الخطير.

اللهم اعصمنا بالتقوى، واحفظ علينا حبنا لصحابة نبيك صلى الله عليه وسلم كما ترضى يا رب العالمين.

([1]) إحقاق الحق للتستري (ص: 316).

([2]) انظر السقيفة لسليم بن قيس (ص:92)، والأنوار النعمانية للجزائري (1/81).

([3]) روضة الكافي للكليني (ص: 115)، وتفسير العياشي (1/199)، واختيار معرفة الرجال (ص: 6-8-11)، وانظر: علم اليقين للكاشاني (2/743-744)، وتفسير الصافي له (1/148، 305)، وقرة العيون له (ص: 426)، والبرهان للبحراني (1/319)، وبحار الأنوار للمجلسي (6/749)، وحياة القلوب له (2/837)، والدرجات الرفيعة للشيرازي (ص: 223)، وحق اليقين لعبد الله شبر (1/218-219).

([4]) المصادر السابقة نفسها.

([5]) انظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/148)، وقرة العيون له (ص: 426)، وحق اليقين لشبر (1/218).

([6]) راجع في ذلك كتابي: موقف الشيعة الإثني عشرية من الصحابة رضي الله عنهم.

([7]) اختيار معرفة الرجال للطوسي (ص: 108)، وتنقيح المقال للمامقاني (2/184)، ومعجم رجال الحديث للخوئي (1/202).

([8]) انظر: مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب المازندراني (2/22)، والبرهان للبحراني (4/196-197).

([9]) أسنده إليه الكشي الشيعي في كتابه معرفة الرجال، (اختيار معرفة الرجال للطوسي (ص: 151))..

([10]) أسنده الكليني في كتابه الكافي. الأصول من الكافي للكليني (1/148)..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل


avatar


نقــاط : 100210
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Oooo14
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  User_o10

 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب     أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Emptyالسبت 9 نوفمبر 2013 - 16:36


المجلس الثاني: دعوى الشيعة الإثني عشرية نفاق أكثر الصحابة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
الكاتب: مدير الموقع

لم يكتف الشيعة الإثنا عشرية بنسبة الصحابة رضي الله عنهم إلى الارتداد بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل زعموا أن أكثرهم أظهروا الإسلام وأضمروا الكفر في حياته عليه الصلاة والسلام.

قال التستري -من علماء الشيعة - عن الصحابة: (إنهم لم يسلموا بل استسلم الكثير رغبة في جاه رسول الله... إنهم داموا مجبولين على توشح النفاق وترشح الشقاق)([1]).

والمتأمل لهذا القول يسخر من سفاهة هذا الشيعي وسوء رأيه؛ إذ أي مال أو منصب أو شيء من حطام الدنيا كان لديه عليه السلام، وقومه قد رموه من قوس واحدة وتآمروا على قتله وقتل من معه من صحابته، وأذاقوهم من العذاب ألواناً، وأنزلوا بهم من الكربات ما الله به عليم مما لا يصبر عليه صناديد الرجال، وهم ثابتون مقيمون على إسلامهم قابضون على دينهم، ولو تركوه صلى الله عليه وسلم وتركوا دينه لأكرمهم المشركون، وأعطوهم حتى يرضوهم من حطام هذه الدنيا، ولكن نظرتهم لم تكن إلى هذه الفانية، بل كانت نظرة عميقة إلى ما وراء هذه الحياة مما أعد الله لهم، فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

وكان الواحد منهم يُلقى في رمضاء مكة في الأيام الشديدة الحر، وتوضع عليه الصخور والأحجار الكبيرة حتى يرجع عن دينه فلا يزيده هذا إلا ثباتاً على أمر الله ومضياً على الحق، ولسان حاله يقول لعتاة المشركين وجبابرتهم: ((فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا)) [طه:72] ولو قال لهم كلمة واحدة أحسوا منها أنه مستعد لترك دينه لأغدقوا عليه وأعطوه، ولكنه الإيمان إذا لامس بشاشة القلوب يلتحم بها التحاماً لا يمكن فكه إلا أن يشاء الله.

فقل لي بربك يا مسلم: هل هذه من صفات المنافقين، وهل هؤلاء الأبرار منافقون كما زعم الشيعة؟!

وقد أكد حسن الشيرازي -وهو من الشيعة المعاصرين- نفاق أكثر الصحابة، وتساءل عن سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم للمنافقين في صفوف المؤمنين؟ ثم أجاب نفسه بقوله: (إنه لم يكن من صالح النبي صلى الله عليه وآله وسلم منذ فجر الإسلام أن يقبل المخلصين فقط ويرفض المنافقين، وإنما كان عليه أن يكدس جميع خامات الجاهلية ليسيج بها الإسلام عن القوى الموضعية والعالمية التي تظاهرت ضده، فكان يهتف: {قولوا لا إله إلا الله تفلحوا}... إلى أن قال: (ولم يكن للنبي أن يرفضهم، وإلا لبقي هو وعلي وسلمان وأبو ذر والعدد القليل من الصفوة المنتخبين)([2]).

ثم استرسل حسن الشيرازي في حديثه عن الصحابة فقال: (غير أنهم تكاثروا مع الأيام، وعلى إثر كثرتهم استطاع رؤوس النفاق أن يتسللوا إلى المراكز القيادية، فخبطوا في الإسلام خبطاً ذريعاً كاد أن يفارق واقعه لولا أن تداركه بطله العظيم علي بن أبي طالب عليه السلام)([3]).

ومراده برؤوس النفاق: أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فهم الذين عناهم الشيعي بقوله: (استطاع رؤوس النفاق...).

وهذه المزاعم التي فيها طعن واضح برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لم يكن يهتم بالكيف، بل كان جل اهتمامه منصباً على الكم -على حد زعم هذا الشيعي- فكان -على حد ما زعم- يجمع الناس دون اهتمام منه بسلامة عقيدتهم وصدق رغبتهم في الدخول في الإسلام، ليقاتل بهم القوى الموضعية والعالمية، وكأن هذا الشيعي لا يدرك أن المنافقين من أشد القوى الموضعية خطراً على الدين وعلى أتباعه المسلمين، بل وأشد خطراً من القوى المحيطة بالمسلمين المتربصين بهم الدوائر. وكأنه لا يعلم أيضاً أن المنافقين ممن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجهادهم في قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ)) [التوبة:73].

وقال المامقاني -من الشيعة -: (إن من المعلوم بالضرورة بنص الآيات الكريمة وجود الفساق والمنافقين في الصحابة، بل كثرتهم فيهم وعروض الفسق، بل الارتداد لجمع منهم في حياته ولآخرين بعد وفاته)([4]).

وقول المامقاني بوجود المنافقين في صفوف الصحابة صحيح لكن زعمه كثرتهم من الكذب؛ إذ لو كانوا كثيرين كما زعم هو وأسلافه لأحاطوا برسول الله وصحابته وقضوا عليهم، وأقاموا دولة حال ظهور الإسلام دون قيامها، ولكنهم كانوا قلة حقيرة وشرذمة قليلة لم يكن لهم حول ولا طول. وقوة عقيدة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقفت حاجزاً منيعاً بينهم وبين مخططاتهم، وسوراً عالياً منعهم من تحقيق مآربهم، لذلك لم تصدر منهم إلا أقوال يسيرة دلت على خبيئة أفئدتهم وما يعتمل في نفوسهم من حقد دفين نحو الإسلام ورسوله وأصحابه.

وهناك أقوال أخرى كثيرة صدرت عن الشيعة تحاول إلصاق تهمة النفاق بصحابة أطهار أبعد ما يكونون عن الاتصاف بها([5]).

ولست أدري كيف تتفق هذه الأقوال مع ما ذكره الشيعة في كتبهم، ونسبوه إلى أئمتهم من مدح للصحابة رضوان الله عليهم وثناء عليهم، ووصف لهم بصفات لا يتصف بها المنافقون منها:

1/ قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه مخاطباً من كان في جيشه، يحكي لهم عن إخوانه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم: [[فقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله فما أرى أحداً يشبههم منكم، لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجداً وقياماً يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم، وإذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم مادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب ورجاء للثواب]]([6]).

فهل هذه صفات المنافقين الذين وصفهم الله تبارك وتعالى بقلة الذكر لله، وتكاسلهم في أداء الصلاة، وخداعهم لله ولرسوله وللمؤمنين بقوله: ((إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً)) [النساء:142]؟ اللهم لا.

2/ وتأمل كذلك قول جعفر الصادق -رحمه الله- فيهم: [[كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله اثني عشر ألفاً؛ ثمانية آلاف من المدينة، وألفان من مكة، وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولا حروري، ولا معتزلي ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار ويقولون: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير]]([7]).

فهل هذه صفات المنافقين؟؟!! اللهم لا.

ولكن الشيعة أعرضوا عن أقوال أئمتهم واتبعوا أهواءهم وما تمليه عليهم معتقداتهم الفاسدة، وبدلوا قولاً غير الذي قيل لهم.

وخلاصة القول: أن الصحابة رضوان الله تعالى عنهم كانوا من أبعد الناس عن الاتصاف بصفة النفاق، بل وكانوا يخافون النفاق فيفرون منه في أقوالهم وأفعالهم، وقد كانوا رضي الله عنهم مدركين أن الدخول في النفاق يسلبهم اسم الإسلام ولقب الصحبة الشريف الذي يحملونه.

([1]) إحقاق الحق للتستري (ص: 3)..

([2]) الشعائر الحسينية لحسن الشيرازي (ص: 8-9)..

([3]) المصدر نفسه (ص: 10)..

([4]) تنقيح المقال للمامقاني (1/213)..

([5]) انظر على سبيل المثال لا الحصر: تفسير القمي (2/186)، والبرهان للبحراني (3/299)، وتفسير الصافي للكاشاني (2/342)، وقرة العيون له (ص: 416-420)..

([6]) ذكره الشريف الرضي في نهج البلاغة (ص: 143)..

([7]) أسنده إليه الصدوق في كتابه الخصال (2/639-640)..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل


avatar


نقــاط : 100210
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Oooo14
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  User_o10

 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب     أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Emptyالسبت 9 نوفمبر 2013 - 16:36


المجلس الثالث: إنكار الشيعة الإثني عشرية لعدالة الصحابة رضي الله عنهم
الكاتب: مدير الموقع

لا يشك مسلم في أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أمناء هذه الأمة، وحملة الشريعة ونقلتها إلى الأمناء من بعدهم، لا يحتاج واحد منهم إلى توثيق أو تعديل، وكيف وقد أثنى عليهم ربهم وإلههم جل وعلا ثناءً يقطع لهم بالعدالة والوثاقة في آيات كثيرة من كتابه الكريم؛ مثل قوله تعالى: ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)) [آل عمران:110]، وقوله جل وعلا: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)) [البقرة:143] والوسط: العدل. والصحابة أول من يدخل في شمول الخطاب. أضف إلى ذلك الكثير من الآيات التي أثنى الله تعالى من خلالها على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين فضلهم وأخبر برضاه عنهم، وكذلك إثبات الخيرية لهم من رسولهم صلى الله عليه وسلم، ونهيه عن سبهم -ومعلوم أن إنكار عدالتهم سب لهم- ونشره لفضائلهم ومناقبهم، كل ذلك مما يستلزم إثبات العدالة لهم دون توقف.

قال محمد بن أحمد الحنبلي - الشهير بابن النجار -: (إن من أثنى الله سبحانه وتعالى عليه بهذا الثناء كيف لا يكون عدلاً؟ فإذا كان التعديل يثبت بقول اثنين من الناس فكيف لا تثبت العدالة بهذا الثناء العظيم من الله سبحانه وتعالى ومن رسوله صلى الله عليه وسلم؟!)([1]).

وقال الخطيب البغدادي رحمه الله -بعدما ذكر جملة من الأحاديث في فضائل الصحابة رضي الله عنهم-: (كلها مطابقة لما ورد في نص القرآن وجميع ذلك يقتضي طهارة الصحابة والقطع على تعديلهم ونزاهتهم، فلا يحتاج أحد منهم مع تعديل الله تعالى لهم المطلع على بواطنهم إلى تعديل أحد من الخلق له... على أنه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها -من الهجرة والجهاد والنصرة، وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء والأولاد، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين- القطع على عدالتهم والاعتقاد لنزاهتهم وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيئون من بعدهم أبد الآبدين، وهذا مذهب كافة العلماء)([2]).

فالحكم بتعديل الصحابة رضي الله عنهم مبني على تعديل الله تعالى، وتعديل رسوله صلى الله عليه وسلم لهم، ولسنا نحتاج بعد تعديل الله تعالى وتعديل رسوله صلى الله عليه وسلم لهم إلى تعديل أحد أياً كان.

ولكن الشيعة الإثني عشرية رغم هذا البيان الواضح من الله تعالى ومن رسوله صلى الله عليه وسلم أنكروا عدالة الصحابة جملةً وتفصيلاً، وزعموا أن حكم الصحابة من حيث العدالة كحكم غيرهم ليس لهم مزية على غيرهم؛ فهم -على حد زعمهم- قوم من الناس لهم ما للناس وعليهم ما على الناس.

قال المجلسي -شيخ الدولة الصفوية ومرجع الشيعة المعاصرين- في معرض حديثه عن عدالة الصحابة بعد أن ذكر قول أهل السنة فيها: (وذهبت الإمامية إلى أنهم –أي: الصحابة- كسائر الناس من أن فيهم العادل، وفيهم المنافق والفاسق والضال، بل كان أكثرهم كذلك)([3]). أي: كان أكثر الصحابة منافقاً وفاسقاً وضالاً -على حد قوله-.

وقال الشيرازي من الشيعة: (حكم الصحابة عندنا في العدالة حكم غيرهم، ولا يتحتم الحكم بالإيمان والعدالة بمجرد الصحبة، ولا يحصل بها النجاة من عقاب النار وغضب الجبار إلا أن يكون مع يقين الإيمان وخلوص الجنان، فمن علمنا عدالته وإيمانه وحفظه وصية رسول الله في أهل بيته وأنه مات على ذلك كسلمان وأبي ذر وعمار: واليناه وتقربنا إلى الله بحبه، ومن علمنا أنه انقلب على عقبه وأظهر العداوة لأهل البيت عليهم السلام عاديناه لله تعالى، وتبرأنا إلى الله منه)([4]).

وقال التستري الشيعي: (الصحابي كغيره لا يثبت إيمانه إلا بحجة)([5]).

وقال في موضع آخر: (ليس كل صحابي عدلاً مقبولاً)([6]).

وقد تكلم الكاشاني -من مفسري الشيعة - في مقدمة كتابه عن أخذ الناس من تفاسير الصحابة لآيات القرآن فقال: (إن هؤلاء الناس لم يكن لهم معرفة حقيقة بأحوالهم –يعني: بأحوال الصحابة- لما تقرر عنهم أن الصحابة كلهم عدول، ولم يكن لأحد منهم عن الحق عدول، ولم يعلموا أن أكثرهم كانوا يبطنون النفاق، ويجترئون على الله، ويفترون على رسول الله في عزة وشقاق)([7]).

وبين الزنجاني -من الشيعة المعاصرين-موقف الشيعة من عدالة الصحابة فقال: (قول الشيعة في الصحابة أنهم كغيرهم من الرجال فيهم العدول من الرجال وفيهم الفساق...)([8]).

ونقل المامقاني -من علماء الرجال عند الشيعة- إجماع الإمامية على ذلك فقال: (قد اتفق أصحابنا الإمامية على أن صحبة النبي بنفسها وبمجردها لا تستلزم عدالة المتصف بها ولا حسن حاله، وأن حال الصحابي حال من لم يدرك الصحبة في توقف قبول خبره على ثبوت عدالته، أو وثاقته أو حسن حاله ومدحه المعتد به مع إيمانه)([9]).

وممن نقل إجماع الشيعة الإمامية على إنكار عدالة الصحابة: محمد جواد مغنية -وهو من الشيعة المعاصرين- حيث قال: (قال الإمامية: إن الصحابة كغيرهم فيهم الطيب والخبيث، والعادل والفاسق)([10]).

إلى غير ذلك من الأقوال الكثيرة التي ذكرها الشيعة منكرين من خلالها عدالة الصحابة رضي الله عنهم.

وخلاصة القول: أن الشيعة الإثني عشرية مجمعون على إنكار عدالة الصحابة، ولم يخالف منهم أحد في ذلك.

ولا شك أن إنكار الشيعة لعدالة الصحابة تعد مخالفة لما ورد في الكتاب والسنة من أدلة تثبت العدالة التي أنكروها وقد تقدم ذكر بعضها.

ومنها قوله عليه الصلاة والسلام: {خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم}([11]). فقد أثبت الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لصحابته الخيرية المطلقة، والأفضلية على سائر أمته التي هي خير الأمم، فدل على أن الصحابة رضي الله عنهم خيار من خيار.

والحق أن إنكار الشيعة لعدالة الصحابة -إضافة إلى كونه يعد مخالفاً لكتاب الله وسنة رسوله عليه السلام- جد خطير، يفضي بهم إلى رد ما رواه الصحابة وما نقلوه من الدين جملةً وتفصيلاً، وبالتالي إبطال الكتاب والسنة ومن يقرأ كتبهم يجد هذا واضحاً.

وهذا الذي حدا بعلماء أهل السنة إلى التشدد في قبول رواية المبتدعين، وخاصة الذين يطعنون في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الإمام أبو زرعة الرازي رحمه الله: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة)([12]).

وقال يحيى بن معين رحمه الله في تليد بن سليمان المحاربي الكوفي: (كذاب كان يشتم عثمان، وكل من شتم عثمان أو طلحة أو أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دجال لا يكتب عنه، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)([13]).

وقال أبو أحمد الحاكم الكرابيسي (ت:378هـ) في يونس بن خباب الأسيدي مولاهم أبو حمزة الكوفي وكان يشتم عثمان رضي الله عنه: (تركه يحيى([14]). وعبد الرحمن([15]). وأحسنا في ذلك؛ لأنه كان يشتم عثمان، ومن سب أحداً من الصحابة فهو أهل أن لا يُروى عنه)([16]).

والحق أن الإنسان يعجب حين يجد الشيعة يجعلون لمن نظر إلى الإمام الثاني عشر -عندهم([17]).- نظرة واحدة مرتبة أعلى من مرتبة العدالة، بينما يجدهم يمنعون مرتبة العدالة عن الصحابة الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصروه، وبذلوا أنفسهم وأموالهم وأرخصوا أرواحهم في سبيل نصرة دعوة الله وإعلاء كلمته؛ رجاءً لما عند الله وطمعاً في جنته: قال المامقاني -وهو من كبار علماء الجرح والتعديل عند الشيعة - في معرض كلامه على الأمور التي تعرف بها عدالة الرجل من شيعتهم: (ومنها تشرف الرجل برؤية الحجة المنتظر - عجل الله تعالى فرجه، وجعلنا من كل مكروه فداه- بعد غيبته([18]). فإنا نستشهد بذلك على كونه في مرتبة أعلى من مرتبة العدالة)([19]).

ضرورة أنه لا يحصل تلك القابلية إلا بتصفية النفس وتخلية القلب من كل رذيلة، وعراء الفكر عن كل قبيح، وإلى هذا المعنى أشار مولانا العسكري (ع) بقوله لمن أراه الحجة -روحي فداه-: [[لولا كرامتك على الله لما أريتك ولدي هذا...]]([20]).

وهذا يدل -والعياذ بالله- على أن عقولهم معكوسة وقلوبهم منكوسة.

([1]) شرح الكوكب المنير لابن النجار (2/475)..

([2]) الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي (ص: 48-49)..

([3]) بحار الأنوار للمجلسي (8/Cool، ونقله عنه المعلق على كتاب الإيضاح لابن شاذان (ص:49)، وعلى كتاب أمالي المفيد (ص:38)..

([4]) الدرجات الرفيعة للشيرازي (ص: 11)..

([5]) الصوارم المهرقة للتستري (ص: 6)..

([6]) المصدر نفسه (ص: 9)..

([7]) تفسير الصافي للكاشاني (1/4)..

([8]) عقائد الإمامية الإثني عشرية للزنجاني (3/85)..

([9]) تنقيح المقال للمامقاني (1/213)..

([10]) الشيعة في الميزان لمغنية (ص: 82)..

([11]) صحيح البخاري -واللفظ له- (5/63) كتاب فضائل الصحابة الباب الأول منه، وصحيح مسلم (4/ 1964) كتاب فضائل الصحابة باب: فضل الصحابة ثم الذين يلونهم...

([12]) أسنده إليه الخطيب البغدادي في (الكفاية في علم الرواية) (ص: 97) وانظر: الإصابة لابن حجر (1/11)..

([13]) أسنده إليه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (7/138)، وانظر: التاريخ لابن معين-رواية الدوري- (2/66)، وتهذيب التهذيب لابن حجر (1/509)..

([14]) ابن معين..

([15]) ابن مهدي..

([16]) تهذيب التهذيب لابن حجر (11/438)..

([17]) مع أنه لم يخلق، فالحسن العسكري كان عقيماً ولم ينجب..

([18]) يقصد الغيبة الصغرى؛ إذ له غيبتان -على حد زعمهم- غيبة صغرى أمكن رؤيته فيها، وغيبة كبرى لم يره فيها أحد..

([19]) تأمل: (في مرتبة أعلى من مرتبة العدالة)، بينما يمنعون مرتبة العدالة عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم..

([20]) تنقيح المقال للمامقاني (1/211)..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل


avatar


نقــاط : 100210
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Oooo14
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  User_o10

 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب     أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Emptyالسبت 9 نوفمبر 2013 - 16:37


المجلس الرابع: موقف الشيعة الإثني عشرية من الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه
الكاتب: مدير الموقع

ولكني أحب بكل قلبي وأعلم أن ذاك من الصواب

رسول الله والصديق حباً به أرجو غداً حسن الثواب

والله إن المرء ليستشعر نقصه، ويعجز عن البداية، وعن بلوغ النهاية مع بعد الغاية، إذا أراد أن يكتب عن سيرة رجل لم تحمل الغبراء، ولم تظل السماء بعد الأنبياء والمرسلين رجلاً أفضل منه، رجل جمع الله فيه الفضائل كلها، والمزايا الخلقية جميعها، فكان خيراً كله.

ذاكم هو الصديق أبو بكر أول الصحابة إسلاماً، وأخصهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأفضلهم على الإطلاق.

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كذبه الناس، ولم يتردد في قبول دعوته إلى الإسلام حين تردد وأبى الأدنون، وواسى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه وماله، حتى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله}([1]).

أسلم على يديه صفوة الأصحاب، وأعتق بماله الكثير من الرقاب، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم صديقاً، واتخذه أخاً في الله وصديقاً، وانتقل إلى جوار ربه وهو عنه راض، فرضي الله تعالى عن أبي بكر وأرضاه.

ولكن الشيعة الإثني عشرية لم يرقبوا في أبي بكر صدق صحبته وفضله، وقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرموه بكل شين ونقيصة، واتهموه في إسلامه وأخلاقه وعرضه وأمانته، وسلقوه بألسنة حداد أشحة على الخير.

وليس هذا القول افتراءً على الشيعة؛ فكتبهم هي الشاهد على صدق هذه الدعوى وعدم كذبها.

وسأقتصر على ذكر بعض هذه المطاعن ليكون المسلم على بينة من أمر هذه الطائفة التي لم يسلم منها خيار عباد الله تعالى([2]).

فمنها:

أولاً: طعن الشيعة في صدق إيمان الصديق رضي الله عنه:-

يطعن الشيعة في صدق إيمان أبي بكر رضي الله عنه، ويصفونه بأنه رجل سوء،([3])، أمضى أكثر عمره مقيماً على الكفر خادماً للأوثان([4])، عابداً للأصنام([5])، حتى شاب قرنه وابيض فوده([6]).

ولم يكتفوا بهذا بل زعموا أن إيمانه كان كإيمان اليهود والنصارى؛ لأنه لم يتابع محمداً صلى الله عليه وسلم لاعتقاده أنه نبي، بل لاعتقاده أنه ملك،([7]). لهذا لم يكن إسلامه صادقاً، فقد استمر على عبادة الأصنام حتى إنه -على حد قولهم- (كان يصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وآله والصنم معلق في عنقه يسجد له)([8])، وكان يفطر متعمداً في نهار رمضان، ويشرب الخمر، ويهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم([9]).

قال الطوسي الشيعي: (إن من الناس من شك في إيمانه؛ لأن في الأمة من قال: إنه لم يكن عارفاً بالله تعالى قط)([10]).

وأما ابن طاوس الشيعي فقد جزم بأن أبا بكر مشكوك في هدايته([11]).

وجزم المجلسي بعدم إيمانه([12]).

أما باطنه رضي الله عنه فقد زعموا أنهم اطلعوا عليه، وتبين لهم من خلال هذا الاطلاع أنه كافر([13])، حتى إنهم حرفوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن أبا بكر لم يسؤني قط} بما يوافق مزاعمهم الباطلة فقالوا: (هذه صيغة ماض وهي تستلزم أن كفر أبي بكر لم يسؤه عليه السلام)([14]).

وهذه المزاعم التي قالها الشيعة كلها كاذبة ولا تمت إلى الحقيقة بصلة، وليس لهم دليل عليها إلا ما يعتمل في صدورهم من حقد على الصديق رضي الله عنه وإخوانه الصحابة، فالصديق رضي الله عنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمناً به من مبعثه إلى أن مات.

وقد أجمع المسلمون على أن الصديق رضي الله عنه أول من صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمن به من الرجال،([15]). وعلياً أول من آمن من الصبيان، وخديجة أول من آمنت من النساء، وزيد بن حارثة أول من آمن من الموالي([16]).

وقد سئل الحبر ابن عباس رضي الله عنهما: [[من أول من آمن؟ فقال: أبو بكر الصديق، أما سمعت قول حسان:

إذا تذكرت شجواً من أخي ثقة فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا

خير البرية أوفاها وأعدلها بعد النبي وأولاها بما حملا

والتالي الثاني المحمود مشهده وأول الناس منهم صدق الرسلا]]([17]).

وحين عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام عليه لم يتردد في قبوله ولم يتلعثم، بل أقبل عليه بكل جوارحه، وقد أخبر عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: {وما عرضت الإسلام على أحد إلا كانت له كبوة إلا أبا بكر فإنه لم يتلعثم}([18]).

بينما يروي الشيعة في قصة إسلام علي رضي الله عنه أنه تلعثم وتردد وطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمهله وقال له: [[إن هذا الدين مخالف دين أبي وأنا أنظر فيه]]([19]). -على حد زعم الشيعة أنفسهم-.

أما ادعاء الشيعة أن أبا بكر رضي الله عنه لم يكن مؤمناً حقيقة، وأنه عاش مشكوكاً في هدايته فكذب بإجماع المسلمين، ولا يوجد دليل واحد في أي كتاب من كتبهم يؤيد هذه المزاعم الباطلة، ولو كانت التهم تلقى جزافاً لأمكن لمبغضي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يدعو فيه ما ادعى الشيعة في الصديق رضي الله عنه، ولكن حاشاه وحاشا الصديق من أن ينسب إليهم ذلك، بل هما والصحابة الكرام من سادات أولياء الله، وأفضل الناس بعد أنبياء الله ورسله.

ومما يشهد لكذب دعوى الشيعة عدم صدق إيمان الصديق رضي الله عنه: ما تواتر عن اختصاص الصديق بالنبي صلى الله عليه وسلم وشدة لصوقه به، وما روي في شدة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم له -ولم يكن عليه الصلاة والسلام يحب إلا طيباً-:

فقد أخرج البخاري وغيره من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، فقال من الرجال؟ قال: أبوها}([20]).

أما قبل الهجرة وقبل أن يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يعلمون أن الصديق أبا بكر رضي الله عنه أحب خلق الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه: {لما توفيت خديجة رضي الله عنها قالت خولة بنت حكيم بن أمية بن الأوقص امرأة عثمان بن مظعون رضي الله عنه -وذلك بمكة -: أي رسول الله! ألا تتزوج؟ فقال: ومن؟ قالت: إن شئت بكراً وإن شئت ثيباً. فقال صلى الله عليه وسلم: ومن البكر ومن الثيب؟ قالت: أما البكر فابنة أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر الصديق...}([21]).

وقال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: {كان أبو بكر سيدنا وخيرنا، وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم}([22]).

فإذا كان الشيعة لا يتورعون عن توجيه أمثال هذه التهم إلى سيد الصحابة وأفضلهم وأقدمهم إسلاماً، وأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن باب أولى أن لا يتورعوا عن اتهام من دونه من فضلاء الصحابة بشتى أنواع التهم.

فاحذر يا عبد الله! أن تغتر بأقوالهم أو يقع في قلبك شيء من بهتانهم، فإنها والله كذب كلها، ليس من دليل عليها، أملتها عليهم عقيدتهم في الصديق رضي الله عنه، وما يعتمل في قلوبهم من حقد عليه وعلى إخوانه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين اصطفاهم الله واختصهم من بين الناس كلهم لصحبة أفضل رسله وخير أنبيائه، فإن أبغضت أبا بكر لقد أبغضت أحب الناس إلى قلب نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم، ولو كنت تحب نبيك صلى الله عليه وسلم لأحببت من يحبه؛ إذ من علامة المحبة: أن تحب ما أحب حبيبك صلى الله عليه وسلم.

ومن المطاعن:

ثانياً: زعم الشيعة أن أبا بكر كان يعتقد أن رسول الله ساحر وليس رسولاً:-

يزعم الشيعة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يعتقد أن رسول الله محمداً صلى الله عليه وسلم ساحر وليس رسولاً نبياً:

فقد روى الصفار والقمي والمفيد -من الشيعة - بأسانيدهم الشيعية عن خالد بن نجيح([23]). قال: قلت لأبي عبد الله جعفر الصادق: {جعلت فداك! سمى رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر: الصديق؟ قال: نعم. قال: فكيف؟ قال: حين كان معه في الغار، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني لأرى سفينة جعفر بن أبي طالب تضطرب في البحر ضالة. قال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! وإنك لتراها؟ قال: نعم. قال: فتقدر أن ترينيها؟ قال: ادن مني. قال: فدنى منه فمسح على عينيه، ثم قال: انظر، فنظر أبو بكر فرأى السفينة وهي تضطرب في البحر، ثم نظر إلى قصور المدينة فقال في نفسه: الآن صدقت أنك ساحر، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصديق أنت}([24]).

ونسب الشيعة إلى أبي جعفر الباقر زوراً وبهتاناً أيضاً نحواً من هذه الحكاية([25]).

وزعم سليم بن قيس من الشيعة في كتابه السقيفة أنه سمع نحواً من هذه القصة من علي بن أبي طالب رضي الله عنه([26]).

فهذا هو إذن السبب الذي لأجله لقب النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر: الصديق كما يزعم الشيعة.

والحق: إن المرء ليعجب من سخافة عقول هؤلاء وسوء فهمهم، وسهولة اختراعهم للقصص الباطلة دعماً لمعتقدهم، على الرغم مما فيها من تناقضات مكانية وزمانية، يلحظها من أول وهلة من له أدنى إلمام بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحياة أصحابه رضوان الله عليهم، أضف إلى ذلك تفاهة هذه القصص وتهافتها، مع ما فيها من عجمة تدل على أصل واضعها، والكلام مع الشيعة في هذا الإفك -الذي نسبوه إلى أئمة أطهار بريئين منه ومنهم- ذو وجهين: أحدهما: يبين جهل الشيعة أو تجاهلهم للسبب الحقيقي الذي لأجله لقب أبو بكر رضي الله عنه بالصديق، والآخر: يبين تفاهة ما استدلوا به وتهافته وتناقضه.

فلا تسلم للشيعة دعواهم أن سبب تلقيب أبا بكر بالصديق هو هذا الذي زعموه، فالصديق إنما سمي بذلك لكونه سارع إلى تصديق النبي صلى الله عليه وسلم وسبق غيره في ذلك.

قال الحافظ ابن حجر: (لقب بالصديق لسبقه إلى تصديق النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: كان ابتداء تسميته بذلك صبيحة الإسراء)([27]).

ويشهد لقول الحافظ ابن حجر ما رواه الإمام البخاري بسنده عن أبي الدرداء رضي الله عنه، وفيه يخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق}([28]) ففي هذا الحديث الشريف إشارة إلى أن الصديق رضي الله عنه سبق الصحابة جميعاً إلى تصديق النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك ما أخرجه الحاكم في مستدركه –وقال: صحيح الإسناد- من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: {لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى، أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس ممن كانوا آمنوا به وصدقوه، وسعوا بذلك إلى أبي بكر فقالوا: هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس!! قال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم. قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق. قالوا: وتصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ قال: نعم. إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة. فلذلك سمي أبو بكر بالصديق}([29]).

والرسول صلى الله عليه وسلم قد لقب أبا بكر بالصديق في مواضع كثيرة، وذكر أن معنى الصديق الذي يصدق ويصدق ولا يزال يصدق ويتحرى الصدق؛ فقد أخرج الشيخان -واللفظ لمسلم - من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: {عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً}([30]).

وأبو بكر الصديق رضي الله عنه ليست فضيلته في مجرد تحري الصدق؛ بل لأنه علم ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم جملةً وتفصيلاً وصدق ذلك تصديقاًة كاملاً.

وما زعمه الشيعة من أن الصديق رضي الله عنه إنما لقب بذلك؛ لأنه أضمر -وهو في الغار- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ساحر باطل لأدلة كثيرة منها:

أ) إن تعريف الصديق لغة: الدائم التصديق الذي يصدق قوله بالعمل ويوافق باطنه ظاهره، والذي يكثر صدقه ويغلب عليه، فهو للمبالغة في الصدق([31]).

وقد تقدم تعريفه الشرعي في حديث ابن مسعود المرفوع وهو الذي يصدق ويصدق ويتحرى الصدق.

والشيعة قد زعموا أن أبا بكر أضمر في نفسه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ساحر، واستدلوا بما زعموه على عدم صدق إيمانه، وعلى مخالفة باطنه لظاهره. والرسول صلى الله عليه وسلم قد اطلع على خبايا نفسه -بزعمهم- فكافأه على ذلك بمنحه هذا اللقب العظيم الذي لا يمنح إلا لمن أكثر من الصدق وعرف به.

فكيف جرى هذا والكاذب لا يكون صديقاً كما رووا في كتبهم، فقد روى صاحب كتاب (الأشعثيات) بسنده إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، يرفعه: [[الكذاب لا يكون صديقاً ولا شهيداً]]([32]).

ب) إن الهجرة إلى الحبشة كانت قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ببضع سنين كما ذكر ذلك المؤرخون([33]). فكيف رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم سفينة جعفر بن أبي طالب تعوم في البحر وأراها أبا بكر، بالرغم من الفاصل الزمني الكبير بين الواقعتين، إذ الهجرة إلى الحبشة حدثت قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعدة سنوات -كما أسلفنا-.

ج) إن في سبب تلقيب أبي بكر بالصديق في الروايات الصحيحة المستفيضة عند أهل السنة ما يدمغ هذا الاحتجاج الكاذب ويبطله. وقد تقدم بعض هذه الروايات الصحيحة.

وبهذا الرد الموجز يتبين أن الصديق رضي الله عنه إنما حاز هذا اللقب الشريف؛ لأنه صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر تصديقاً كاملاً في العلم والقصد والقول والعمل.

وهذان المطعنان اللذان ذكرتهما قليل من كثير من المطاعن التي وجهها الشيعة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهما غيض من فيض مما في كتبهم من المفتريات الموجهة إلى خير الناس بعد الأنبياء والمرسلين.



([1]) صحيح البخاري (5/67-68) كتاب المناقب، باب فضل أبي بكر..

([2]) المطاعن التي وجهها الشيعة إلى الصديق رضي الله تعالى عنه كثيرة جداً، وهذا الذي ذكرته غيض من فيض مما في كتبهم..

([3]) كما ذكر ذلك الجزائري الشيعي في الأنوار النعمانية (4/60)..

([4]) ذكر ذلك البياضي الشيعي في الصراط المستقيم (3/155)، والكاشاني الشيعي في علم اليقين (2/707)..

([5]) ذكر ذلك الكركي الشيعي في (نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت) (ق: 3/أ)..

([6]) ذكر ذلك الكاشاني الشيعي في علم اليقين (2/707-708)، والفود: معظم شعر الرأس مما يلي الأذن، وفود الرأس: جانباه (انظر: لسان العرب لابن منظور (3/340)..

([7]) كما ذكر ذلك حيدر الآملي-الشيعي- في كتابه الكشكول (ص: 104)..

([8]) نفحات اللاهوت للكركي (ق: 3/أ)، والأنوار النعمانية للجزائري (1/53)..

([9]) البرهان للبحراني (1/500)..

([10]) تلخيص الشافي للطوسي (ص: 407)..

([11]) الطرائف لابن طاوس (ص: 32)..

([12]) مرآة العقول -شرح الروضة- للمجلسي (3/429-430)..

([13]) ذكر ذلك الكوفي الشيعي في كتابه الاستغاثة في بدع الثلاثة (ص: 20)..

([14]) ذكر ذلك البياضي الشيعي في الصراط المستقيم (3/149)..

([15]) فضائل الصحابة للإمام أحمد (1/223-227)، وتاريخ دمشق لابن عساكر، (9/529، 538-543)، والروض الأنيق لابن زنجويه (ق: 3/ب - 8/ب، 86/ب)، والسيرة النبوية لابن كثير (1/435)..

([16]) السيرة النبوية لابن هشام (1/240-250)، والسيرة النبوية لابن كثير (1/428-437)..

([17]) فضائل الصحابة للإمام أحمد (1/142)، وتاريخ دمشق لابن عساكر (9/540)، والسيرة النبوية لابن كثير (1/435)، وانظر أيضاً المستدرك للحاكم (3/64)، ودر السحابة للشوكاني (ص: 151) -فهو مروي عن الإمام الشعبي أيضاً-..

([18]) مسند أحمد (2/253-366)، وسنن ابن ماجة (1/49)، وسيرة ابن هشام (1/252)، وتاريخ دمشق لابن عساكر (9/543)، وانظر: السيرة النبوية لابن كثير (1/433)، ودر السحابة للشوكاني (ص: 142)..

([19]) سعد السعود لابن طاوس (ص: 216)..

([20]) صحيح البخاري (5/68) كتاب المناقب باب: (لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً)..

([21]) أخرجه أحمد والحاكم وقال: هذا صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، مسند أحمد (6/210)، والمستدرك للحاكم (2/167)..

([22]) أخرجه الحاكم وقال: صحيح على شرطهما ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. (المستدرك للحاكم (3/66))..

([23]) شيعي، حسَّن المامقاني -من علماء الشيعة- حديثه (تنقيح المقال للمامقاني (1/393))..

([24]) بصائر الدرجات الكبرى للصفار (ص: 444)، وتفسير القمي (ط حجرية ص 157) (ط حديثة 1/290)، والاختصاص للمفيد (ص: 19)، وانظر: مختصر بصائر الدرجات للحلي (ص: 29)..

([25]) بصائر الدرجات الكبرى للصفار (ص: 444)، وروضة الكافي للكليني (ط حجرية ص: 338 ط حديثة: 218)، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/702)، والبرهان للبحراني (2 /125 – 126)، ومرآة العقول -شرح الروضة- للمجلسي (4/338)..

([26]) السقيفة لسليم بن قيس (ص: 224 – 225)..

([27]) فتح الباري (7/9)، وقد قال ابن الأثير وابن زنجويه نحواً من قوله. (منال الطالب لابن الأثير (ص: 274)، والروض الأنيق لابن زنجويه (ق: 29/أ)..

([28]) صحيح البخاري (5/67-68) كتاب المناقب – باب فضل أبي بكر.

([29]) المستدرك للحاكم (3/62) -وصححه-، وانظر: در السحابة للشوكاني (ص: 150)..

([30]) صحيح البخاري (8/46) كتاب الأدب، باب قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)، وصحيح مسلم (4/2013) كتاب البر باب قبح الكذب وحسن الصدق..

([31]) راجع الصحاح للجوهري (4/1506)، والمحكم المحيط الأعظم لابن سيده (6/118)، ومنال الطالب لابن الأثير (ص: 274)..

([32]) الأشعثيات للأشعث الكوفي (ص: 80)..

([33]) السيرة النبوية لابن هشام (1/321)، والسيرة النبوية لابن كثير (2/3-9)..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل


avatar


نقــاط : 100210
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Oooo14
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  User_o10

 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب     أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Emptyالسبت 9 نوفمبر 2013 - 16:37


المجلس الخامس: موقف الشيعة الإثني عشرية من الفاروق أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الكاتب: مدير الموقع

في الجاهلية والإسلام هيبته تثني الخطوب فلا تعلو عواديها

في طي شدته أسرار رحمته للعالمين ولكن ليس يغشيها

وبين جنبيه في أوفى صرامته فؤاد والدة ترعى ذراريها

إن الذي برأ الفاروق نزهه عن النقائص والأغراض تنزيها

فذاك خلق من الفردوس طينته الله أودع فيها ما ينقيها

لا الكبر يسكنها لا الظلم يصحبها لا الحقد يعرفها لا الحرص يغويها([1])

ذاكم هو الفاروق، عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي أفضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الصديق أبي بكر رضي الله تعالى عنه.

أسلم فكان إسلامه عزاً للمسلمين، وفتحاً مبيناً لهم، فأعلنوا شعائر دينهم بعدما كانوا يخفونها، وفرق الله بإسلامه بين الحق والباطل، ولقبه الرسول صلى الله عليه وسلم يومئذٍ بـ (الفاروق)([2]).

كان قوياً في دينه، شديداً في الحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، ثاقب الرأي، حاد الذكاء، نير البصيرة، جعل الله الحق على لسانه وقلبه.

تولى الخلافة بعد الصديق رضي الله عنه، فكانت ولايته فتحاً للإسلام، ونصراً مؤزراً، إذ تهاوت في أيامه عروش كسرى وقيصر، وقضى على أعظم دولتين في ذلك الزمان.

وقد بلغ عدل عمر رضي الله تعالى عنه الآفاق وأصبح مضرب المثل، فأحبه القاصي والداني، وودوا لو مد الله في عمره من أعمارهم، حتى تدوم ولايته، ويدوم ما يتفيؤونه في ظلالها من الأمن والعدل، وعز الإسلام ونصر المسلمين، إلا أن يد الغدر والحقد امتدت إليه لتضع حداً لحياة هذا العملاق العظيم، فقد قام المجوسي الخبيث أبو لؤلؤة بطعنه بخنجر له رأسان، نصابه في وسطه، كان قد شحذه وأشبعه بالسم، ثم غدر بعمر رضي الله عنه وهو يصلي صلاة الفجر، فطعنه في كتفه وخاصرته لينتقم لدولة المجوس التي أزالها، ولنارهم التي أطفأها، وكان أمر الله قدراً مقدوراً.

فرضي الله عن عمر، لقد كان إسلامه عزاً، وخلافته فتحاً، ووفاته فجيعة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.

ولا يزال المسلمون يذكرونه على مر العصور، وتتابع الأزمان، ويتحدثون عن فضائله ومناقبه، ويشيدون بعدله الذي صار مضرب المثل. إلا الشيعة الإثني عشرية فإنهم رغم فضل عمر رضي الله عنه وسابقته وقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد سلقوه بألسنة حداد، ورموه بكل شين ونقيصة، ووجهوا إليه شتى المطاعن. وسأقتصر على بيان بعضها.

فمنها:

أولاً: زعم الشيعة أن عمر رضي الله عنه مصاب بداء دواؤه ماء الرجال:-

يزعم الشيعة أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه كان مصاباً بداء في دبره لا يهدأ إلا بماء الرجال.([3]).

ولم يكتف الشيعة بهذا التلميح، بل تعدوه إلى تصريح، إذ صرحت بعض رواياتهم أن عمر رضي الله عنه كان ممن ينكح في دبره:

فقد روى العياشي -الشيعي- أن من تسمى بـ (أمير المؤمنين) فهو ممن يؤتى في دبره([4]).

ومعلوم أن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو أول من تسمى بـ (أمير المؤمنين)([5]).

وهذا الإفك وجهه الشيعة إلى من أحب الإمام الأول -المعصوم عندهم-، علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يلقى الله بمثل عمله([6])، وزوجه ابنته أم كلثوم([7]). فهل يحب الإمام المعصوم عندهم أن يلقى الله بمثل عمل من يؤتى في دبره؟ وكيف زوج الإمام المعصوم عندهم ابنته لمن يؤتى في دبره -على حد زعمهم-؟. سؤال أترك الإجابة عليه للشيعة أنفسهم.

ومن المطاعن:

ثانياً: زعم الشيعة نفاق وكفر عمر بن الخطاب رضي الله عنه:-

يزعم الشيعة أن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان كافراً يبطن الكفر ويظهر الإسلام([8]).

ويزعمون أن كفره مساوياً لكفر إبليس إن لم يكن أشد منه([9]).

ولا يكتفي الشيعة بمجرد القول بكفر عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ بل يلعنون كل من يشك في كفره، ويزعمون أنه لا يشك في كفره عاقل:

قال المجلسي -شيخ الدولة الصفوية ومرجع الشيعة المعاصرين-: (لا مجال لعاقل أن يشك في كفر عمر، فلعنة الله ورسوله عليه، وعلى كل من اعتبره مسلماً، وعلى كل من يكف عن لعنه)([10]).

ومن العجب أن هذه التهم يوجهها الشيعة جزافاً إلى من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإيمان، بله الإيمان بالغيب في قوله لأصحابه، وليس عمر بينهم: {بينما راع في غنمه عدا عليه الذئب، فأخذ منها شاة فطلبه الراعي، فالتفت إليه الذئب، فقال: من لها يوم السبع، يوم ليس لها راع غيري؟ وبينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها، فالتفتت إليه فكلمته فقالت: إني لم أخلق لهذا ولكن خلقت للحرث، فلما سمع الصحابة منه ذلك، قالوا: سبحان الله! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فإني أؤمن بذلك، وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما}([11]).

وقد أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر صلابة دينه في قوله: {بينما أنا نائم، رأيت الناس يعرضون عليَّ وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك، ومر عليَّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره، فقال له الصحابة رضي الله عنهم: ما أولت يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: الدين}([12]).

وذكر عليه الصلاة والسلام أن الشيطان يهرب من عمر رضي الله عنه إذا رآه في طريق([13])، وما ذاك إلا بسبب قوة دينه وشدة يقينه رضي الله تعالى عنه.

فإذا كان أفضل الصحابة بعد أبي بكر، ومن وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقوة في الدين كافراً عند الشيعة، فماذا يقولون فيمن هو دونه في الفضل والدين وقوة الإيمان واليقين؟!.

ومن المطاعن:

ثالثاً: فرح الشيعة وابتهاجهم باستشهاد عمر رضي الله عنه، واعتبارهم يوم مقتله يوم عيد لهم:-

الشيعة الإثنا عشرية يفرحون ويبتهجون بمقتل عمر رضي الله تعالى عنه، ويعتبرون يوم مقتله عيداً من أكبر الأعياد، ويعتبرون قاتله أبا لؤلؤة المجوسي الخبيث مسلماً من أفضل المسلمين:

فقد روى محمد بن رستم الطبري -الشيعي- بسنده إلى الحسن بن الحسن السامري أنه قال: (كنت أنا ويحيى بن أحمد بن جريج البغدادي، فقصدنا أحمد بن إسحاق البغدادي([14]). -وهو صاحب الإمام العسكري عليه السلام- بمدينة قم. فقرعنا عليه الباب، فخرجت إلينا من داره صبية عراقية، فسألناها عنه، فقالت: هو مشغول وعياله، فإنه يوم عيد فقلنا: سبحان الله!!! الأعياد عندنا أربعة: عيد الفطر، وعيد النحر، والغدير، والجمعة؟ قالت: روى سيدي أحمد بن إسحاق عن سيده العسكري، عن أبيه علي بن محمد عليهما السلام أن هذا يوم عيد، وهو خيار الأعياد عند أهل البيت وعند مواليهم... -إلى أن ذكر خروج أحمد بن إسحاق إليهم، وروايته عن العسكري عن أبيه أن حذيفة بن اليمان دخل في يوم التاسع من ربيع الأول على رسول الله صلى الله عليه وآله، فذكر له عليه السلام بعض فضائل هذا اليوم، ومثالب من يقتل فيه- قال حذيفة: {قلت: يا رسول الله! في أمتك وأصحابك من يهتك هذا الحرم؟ قال صلى الله عليه وآله: جبت من المنافقين يظلم أهل بيتي، ويستعمل في أمتي الربا، ويدعوهم إلى نفسه، ويتطاول على الأمة من بعدي، ويستجلب أموال الله من غير حله، وينفقها في غير طاعة، ويحمل على كتفه درة الخزي، ويضل الناس عن سبيل الله، ويحرِّف كتابه، ويغير سنتي... -إلى أن قال-: ثم قام رسول الله صلى الله عليه وآله، فدخل بيت أم سلمة، فرجعت عنه وأنا غير شاك في أمر الشيخ الثاني...} -يقصد عمر([15]).-، {... حتى رأيته بعد رسول الله قد فتح الشر وأعاد الكفر والارتداد عن الدين، وحرف القرآن... واستجاب الله دعاء مولاتي – فاطمة - على ذلك المنافق وأجرى قتله على يد قاتله...} -إلى أن ذكر دخوله على علي بن أبي طالب رضي الله عنه يهنئه بمقتل عمر رضي الله عنه، وإخبار علي له عن هذا العيد أن له اثنين وسبعين اسماً، منها يوم تنفيس الكربة، ويوم الثارات، ويوم ندامة الظالم، ويوم فرح الشيعة... إلخ-)([16])..

ويترحم الشيعة الإثنا عشرية على أبي لؤلؤة المجوسي الخبيث، ويعدونه رجلاً مسلماً من أفاضل المسلمين، ويذكرون أنه إنما قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه انتقاماً لظلم أصابه منه، وإهانة ألحقها به([17]).

ويصف الشيعة قاتل عمر بالشجاعة، ويلقبونه بـ (بابا شجاع الدين)([18]).

ويظهر الشيعة الإثنا عشرية فرحتهم وابتهاجهم باستشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فإضافة لاعتبارهم يوم مقتله من أكبر الأعياد، نجدهم ينشدون الأناشيد فرحاً وابتهاجاً بما جرى له على يد قاتله المجوسي، فقد عقد صاحب كتاب: عقد الدرر في بقر بطن عمر، فصلاً وضع له عنواناً قال فيه: (الفصل الرابع في وصف حال سرور هذا اليوم على التعيين، وهو من تمام فرح الشيعة المخلصين، ثم ذكر الأناشيد التي تقال في هذا اليوم ووصفها بقوله: وهي كليمات رآئقة، ولفيظات شائقة، هو أنه لما طلع الإقبال من مطالع الآمال، وهب نسيم الوصال بالاتصال بالغدو والآصال، بمقتل من لا يؤمن بالله واليوم الآخر: عمر بن الخطاب الفاجر الذي فتن العباد، ونتج في الأرض الفساد، إلى يوم الحشر والتناد، ملأت أقداح الأفراح، من رحيق راح الأرواح، ممزوجة بسحيق تحقيق السرور، وبماء رفيق توفيق الحبور...)([19]).

ثم عقب على هذه الكلمات بذكر الأشعار الطوال التي قيلت ابتهاجاً بمقتل عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه([20]).

وهذا المعتقد الشيعي في عمر رضي الله عنه يشم منه رائحة الشعوبية الحاقدة، والانتصار للمجوسية أعداء الإسلام:

فمما لا شك فيه أن أبا لؤلؤة المجوسي كان كافراً، وأن قتله لأمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه إنما كان ثأراً لدينه ووطنه، فعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان سبباً في إطفاء نار المجوس وإزالة ملكهم.

فاندفع أبو لؤلؤة المجوسي بحقده الشخصي -إن قلنا: إنه لم يكن مدفوعاً من أحد- فقتل عمر، وقتل معه بضعة عشر صحابياً. وعلى هذا فانتصار الشيعة له إنما يعد انتصاراً للكفار:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حاكياً عن الشيعة: (ولهذا تجد الشيعة ينتصرون لأبي لؤلؤة الكافر المجوسي، ومنهم من يقول: اللهم ارض عن أبي لؤلؤة واحشرني معه. ومنهم من يقول في بعض ما يفعله من محاربتهم: واثارات أبي لؤلؤة. كما يفعلون في الصورة التي يقدرون فيها صورة عمر من الجبس وغيره، وأبو لؤلؤة كافر باتفاق أهل الإسلام كان مجوسياً من عباد النيران،... فقتل عمر بغضاً في الإسلام وأهله، وحباً للمجوس، وانتقاماً للكفار لما فعل بهم عمر حين فتح بلادهم، وقتل رؤساءهم، وقسم أموالهم).([21]).

وليست تقتصر مطاعن الشيعة على ما ذكر، بل ما ذكرته يعد غيضاً من فيض مما في كتب الشيعة من المطاعن المفتراة والموجهة إلى أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي بكر وابنته.([22]).

([1]) من قصيدة طويلة للشاعر حافظ إبراهيم في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه..

([2]) طبقات ابن سعد (3/270)..

([3]) انظر: الأنوار النعمانية للجزائري (1/63)، ومثل هذا الكلام مذكور في كتاب آخر من كتب الشيعة المعاصرين يعرف بكتاب (الزهراء في السنة والتاريخ والأدب) لمحمد كاظم الكفائي طبع الجزء الأول منه عام (1369هـ)، وأراد مؤلفه إلحاقه بأحد عشر جزءاً فخرج الجزء الثاني من الطبع عام (1371هـ) في (408) صفحات، ولم يتمكن المؤلف من إخراج الأجزاء الباقية، وقد عد آغا بزرك الطهراني الشيعي المعاصر هذا الكتاب من كتب الشيعة وذكره ضمن مصنفه: الذريعة إلى تصانيف الشيعة (12/67)، وقد رأى هذا الكلام الخبيث في هذا الكتاب الأستاذ البشير الإبراهيمي شيخ علماء الجزائر عند زيارته الأولى للعراق، (انظر: الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب (ص 7)، وسراب في إيران لأحمد الأفغاني (ص 25)..

([4]) نقله عنه الجزائري في الأنوار النعمانية (1/63)..

([5]) الاستيعاب لابن عبد البر (2/466 – 467)..

([6]) صحيح البخاري (5/77) كتاب المناقب باب مناقب عمر..

([7]) هذا الزواج ذكره الشيعة أنفسهم في مصنفاتهم (انظر على سبيل المثال: الفروع من الكافي للكليني (6/115)، والأشعثيات للأشعث الكوفي (ص: 109)، والشافي للمرتضى (ص: 216)، وأوائل المقالات للمفيد (ص: 200 – 202)، وبحار الأنوار للمجلسي (9/621- 625)، ومصائب النواصب للتستري (ص: 169)..

([8]) انظر: الصراط المستقيم للبياضي (ص: 3/129)، ونفحات اللاهوت للكركي (ق: 49/ب - 52/أ، 68/ب)، وإحقاق الحق للتستري (ص: 284)، وعقائد الإمامية للزنجاني (3/27)..

([9]) انظر: تفسير العياشي (2/ 223-224)، والبرهان للبحراني (2/310)، وبحار الأنوار للمجلسي (8/220)..

([10]) جلاء العيون للمجلسي (ص: 45)..

([11]) رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (5/78) كتاب فضائل الصحابة باب: مناقب عمر، ومسلم في صحيحه (4/1857 – 1858) كتاب فضائل الصحابة باب: من فضائل أبي بكر الصديق..

([12]) صحيح البخاري (5/79) كتاب فضائل الصحابة، باب: مناقب عمر..

([13]) صحيح البخاري (4/256) كتاب بدء الخلق باب: صفة إبليس..

([14]) عده الكشي الشيعي من ثقات أصحاب الحسن العسكري -الإمام الحادي عشر عند الشيعة- انظر: اختيار معرفة الرجال للطوسي (ص: 557-558)..

([15]) وكنوا عنه بالثاني؛ لأنه ثاني الغاصبين للخلافة من علي -على حد زعمهم- راجع المصادر الشيعية التالية: دلائل الإمامة لابن رستم الطبري (ص: 257-258)، والصراط المستقيم للبياضي (2/26)، وتفسير الصافي للكاشاني (2/570)، والبرهان للبحراني (4/187)، ومقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص: 171-249-260-270-341)..

([16]) نقله عن ابن رستم كل من: البياضي في الصراط المستقيم (3/29) –مختصراً، والمجلسي في بحار الأنوار (20/330)، ونعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية (1/108-111)، وصاحب كتاب (عقد الدرر في بقر بطن عمر) (ق: 1-3)، والنوري الطبرسي في فصل الخطاب (ص: 219)، ومحمد صادق الطباطبائي في مجالس الموحدين (ص: 691)، ومحمد رضا الحكيمي في شرح الخطبة الشقشقية (ص: 220 – 222)، وكل هؤلاء الشيعة أوردوا القصة مطولة..

([17]) عقد الدرر في بقر بطن عمر (ق: 2، 3، 4)..

([18]) الكنى والألقاب لعباس القمي (1/147)..

([19]) عقد الدرر في بقر بطن عمر (ق: 6)..

([20]) المصدر السابق نفسه (ق: 6-11)..

([21]) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (6/370-371)..

([22]) صحيح البخاري (5/329) كتاب المغازي، باب غزوة ذات السلاسل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل


avatar


نقــاط : 100210
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Oooo14
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  User_o10

 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب     أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Emptyالسبت 9 نوفمبر 2013 - 16:39


المجلس السادس: موقف الشيعة الإثني عشرية من الشيخين معاً، أبي بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما
الكاتب: مدير الموقع

ثلاثة برزوا بسبقهم نضرهم ربهم إذ نشروا

عاشوا بلا فرقة حياتهم واجتمعوا في الممات إذا قبروا

فليس من مسلم له بصر ينكر من فضلهم إذا ذكروا

أتدرون من هؤلاء الثلاثة الذين عناهم حسان بن ثابت رضي الله عنه بقوله: (ثلاثة برزوا)؟

إنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحباه، وصفياه، وخليلاه، ووزيراه من أهل الدنيا، أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما.

وقد تقدمت نماذج من المطاعن التي وجهها الشيعة إلى هذين الصاحبين الجليلين كل منهما على حده، وللشيعة مطاعن أخرى مشتركة وجهوها إلى الشيخين معا، وسأقتصر على بعض منهما:

فمن هذه المطاعن:

أولاً: زعم الشيعة الإثني عشرية وجوب لعن الشيخين رضي الله عنهما والبراءة منهما:-

يوجب الشيعة الإثنا عشرية لعن الشيخين، أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، ويزعمون أن بعض أئمتهم قد لعنهما:

فقد نسبوا إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه -زوراً وبهتاناً- أنه لما قام إليه أحد الناس، وطلب منه أن يبايعه على ما عمل أبو بكر وعمر، قال: [[فمد يده، وقال له: اصفق، لعن الله الاثنين]]([1]).

وزعم سليم بن قيس -من الشيعة- أن علياً كان يلعن الشيخين دائماً([2]).

وذكر بعض الشيعة أن الإمام جعفر الصادق رحمه الله كان يلعنهما رضي الله تعالى عنهما في دبر كل مكتوبة([3]).

وقد أنشأ الشيعة أدعية عديدة في لعن الشيخين رضي الله تعالى عنهما، ذكروها في كتبهم، ووضعوا في فضلها أحاديث كثيرة، ترغيباً لشيعتهم في قراءتها، والإكثار من ترديدها والدعاء بها.

وسأذكر منها:

الدعاء المسمى بـ(دعاء صنمي قريش):-

هذا الدعاء اعتبره الشيعة من الأدعية الخاصة في لعن الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وابنتيهما عائشة وحفصة زوجتي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والشيعة قد زعموا أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه -وحاشاه مما نسبه إليه الشيعة - كان يقنت في صلاة الوتر بهذا الدعاء([4]). ونسبوا إليه -زوراً وبهتاناً- أنه قال عنه: [[إن الداعي به كالرامي مع النبي صلى الله عليه وآله في بدر وحنين بألف ألف سهم]]، ونسبوا إليه كذلك قوله عنه: [[إنه من غوامض الأسرار وكرائم الأذكار]]([5]).

وقد زعم الشيعة أنه -حاشاه عما نسبوا إليه- كان يواظب عليه في ليله ونهاره، وأوقات أسحاره([6]).

ونسبوا إلى بعض أئمتهم -زوراً وبهتاناً أيضاً- في فضل هذا الدعاء:

أن من قرأه مرة واحدة: [[كتب الله له سبعين ألف حسنة، ومحى عنه سبعين ألف سيئة، ورفع له سبعين ألف درجة، ويُقضى له سبعون ألف ألف حاجة]]([7]). وأن من يلعن أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما في الصباح لم يكتب عليه ذنب حتى يمسي، ومن لعنهما في المساء لم يكتب عليه ذنب حتى يصبح([8]).

واهتم الشيعة بهذا الدعاء اهتماماً كبيراً، واعتبروه من الأدعية المشروعة([9]).، وعمدوا إلى شرحه، فبلغت شروحه أكثر من عشر شروح([10]).

وقد ذكر مصنفو الشيعة هذا الدعاء -بعضه أو كله- في مصنفاتهم، فممن ذكره كله: الكفعمي([11])، والكاشاني([12])، والنوري الطبرسي([13])، وأسد الله الطهراني الحائري([14])، وسيد مرتضى حسين([15])، ومنظور بن حسين([16])، وغيرهم كثير.

وممن ذكر مقتطفات من هذا الدعاء أو أشار إليه من مصنفي الشيعة:

الكركي في: نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت([17])، والكاشاني في قرة العيون([18])، والداماد الحسيني في شرعة التسمية في زمن الغيبة([19])، والمجلسي في مرآة العقول([20])، والتستري في إحقاق الحق([21])، وأبو الحسن العاملي في مقدمته على تفسير البرهان([22])، والحائري في إلزام الناصب([23])، والنوري الطبرسي في فصل الخطاب([24])، وعبد الله شبر في حق اليقين([25])، وغيرهم.

وقد سمى الشيعة هذا الدعاء بـ (دعاء صنمي قريش) كما تقدم؛ لأن أوله: [[اللهم صل على محمد وآل محمد، والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وإفكيهما وابنتيهما... إلخ]].

ومرادهم بصنمي قريش: أبو بكر وعمر -رضي الله تعالى عنهما، وعامل بعدله من يبغضهما- كما صرح الشيعة بذلك في العديد من مصنفاتهم، منهم: الكفعمي في شرحه لهذا الدعاء([26])، والكركي في نفحات اللاهوت([27])، والمجلسي([28])، والداماد الحسيني([29])، والتستري في إحقاق الحق([30])، والحائري في إلزام الناصب([31])، والنوري الطبرسي في فصل الخطاب([32]).

وبعض الشيعة لم يصرحوا بأن المراد بهما أبو بكر وعمر -وهذا من باب التقية التي يتعاملون بها مع أهل السنة - واكتفوا بالإشارة إلى ألقابهما، بحيث يدرك الشيعي الذي يعرف ألقابهما أنهما المرادان بهذا الدعاء، فالكاشاني مثلاً: ذكر أن المراد بهما: فرعون وهامان، فقال: (أرذل المخلوقات صنما قريش عليهما لعائن الله، وهما فرعون وهامان)([33]). وفرعون وهامان من الألقاب التي يطلقها الشيعة على الشيخين رضي الله تعالى عنهما كما سيأتي.

وأشار أبو الحسن العاملي إلى أن المراد بهما: فلان وفلان، أو الجبت والطاغوت([34])، وكلها من الألقاب التي يطلقها الشيعة على الشيخين.

والدعاء الذي وسمه الشيعة بـ (دعاء صنمي قريش) مليء باللعن والسب والشتم، والدعاء بالويل والنار على الشيخين رضي الله عنهما([35]).، وهو مليء أيضاً بالافتراءات المكذوبة، والإفك الواضح، والبهتان المبين، والاتهامات الباطلة الموجهة لأفضل الناس بعد النبيين، الشيخين الجليلين أبي بكر وعمر، مثل: دعواهم أنهما أنكرا الوحي، وحرفا القرآن، وخالفا الشرع، وعطلا الأحكام، وخربا البلاد، وأفسدا العباد، وأخربا بيت النبوة، و...، و...، إلى آخر هذا الهذيان الكاذب، والإفك المفترى، الذي لا يسعفه برهان، ولا تؤيده حجة ولا دليل. وهو يكشف بوضوح عما يعتمل في صدور الشيعة من حقد دفين، وبغض شديد، وكراهية شنيعة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل ولأفضلهم على الإطلاق: اللذين أمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن نقتدي بهما بعد موته.

أما عن عقيدة الشيعة في البراءة من الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما:

فإن البراءة منهما ومن عثمان ومعاوية رضي الله عنهم تعد من ضروريات مذهبهم، فمن لم يتبرأ منهم فليس من مذهب الشيعة في شيء.

قال المجلسي -مرجع الشيعة المعاصرين-: (ومن ضروريات دين الإمامية البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية...)([36]).

بل والبراءة منهم تعتبر عند الشيعة من أسباب ذهاب الأسقام وشفاء الأبدان([37])، ومن تبرأ منهم ومات في ليلته دخل الجنة.

روى الكليني في كتابه الكافي -الذي يعد أحد الأصول الأربعة المعتبرة عند الشيعة - بسنده عن أحدهما([38]).- قال: [[من قال: اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك المقربين وحملة عرشك المصطفين أنك أنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم، وأن محمداً عبدك ورسولك، وأن فلاناً إمامي ووليي([39])، وأن أباه رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلي والحسن والحسين وفلاناً وفلاناً -حتى ينتهي إليه([40]).- أوليائي على ذلك، أحيا عليه وأموت، وعليه أبعث يوم القيامة، وأبرأ من فلان وفلان وفلان، فإن مات في ليلته دخل الجنة]]([41]).

وفلان وفلان وفلان هم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم.

وليس الشيعة وحدهم الذين يلعنون الشيخين الجليلين أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما ويتبرؤون منهما، بل هناك خلق آخر -على حد زعم الشيعة - خلقهم الله للعن الشيخين والتبرؤ منهما فقط:

فقد نسب الشيعة -زوراً وبهتاناً- إلى جعفر الصادق رحمه الله أنه قال: [[إن من وراء عين شمسكم هذه أربعين عين شمس فيها خلق كثير، وإن من وراء قمركم أربعين قمراً فيها خلق كثير لا يدرون أن الله خلق آدم أم لم يخلقه ألهموا إلهاماً لعنة فلان وفلان]].

وفي رواية الكليني صاحب الكافي: [[لم يعصوا الله طرفة عين يبرؤون من فلان وفلان]]([42]).

وقد علق المجلسي على هذه الرواية بقوله: (من فلان وفلان أي: من أبي بكر وعمر).([43]).

وخلاصة القول: أن الشيعة الإثني عشرية مجمعون على لعن الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما والتبرؤ منهما، بل ويوجبون ذلك كما تقدم آنفاً.

ولا ريب في مخالفة هذه الأقوال لما يعتقده أئمتهم في الشيخين رضي الله عنهما خصوصاً وفي الصحابة عموماً، وستأتي بعض أقوالهم في ذلك، ولا شك أن ما نسبوه إلى بعض أئمتهم من لعن الشيخين رضي الله عنهما وغيرهما من الصحابة والتبرؤ منهم، مكذوب على أولئك الأئمة، وقد ورد عنهم ما يخالف ذلك:

فهذا أمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه ينهى بعض من كان في جيشه عن سب معاوية رضي الله عنه -مع كونه دون الشيخين في الفضل باعتراف الشيعة أنفسهم- ويقول لهم ما نسبه إليه الشيعة في كتبهم: [[كرهت لكم أن تكونوا شتامين لعانين]]([44]) فما كرهه لهم يكرهه لنفسه، وهو الذي يعمل بما يقول وهو المعصوم -في نظرهم-.

وليس الأمر قاصراً على مجرد الكراهة، بل إن أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه أمر بقتل من يلعن الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فقد روى أحمد والطبراني([45]) بسند حسن عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: [[يأتي قوم بعدنا ينتحلون شيعتنا وليسوا بشيعتنا لهم نبز،([46]) وآية ذلك أنهم يشتمون أبا بكر وعمر فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإنهم مشركون]]([47]).

ولما بلغه رضي الله تعالى عنه أن بعض الناس يتناولون الشيخين رضي الله تعالى عنهما بالسب توعد من تكلم فيهما بسوء بحد المفتري ثمانين جلدة، فقد روى الشيخ محمد بن عبد الواحد المقدسي بسنده أن أمير المؤمنين رضي الله تعالى عنه بلغه أن نفراً من الناس يتناولون أبا بكر وعمر، فقال: [[لعن الله من أضمر لهما إلا الحسن الجميل]]، ثم صعد المنبر وخطب الناس خطبة بليغة جاء فيها: [[ما بال أقوام يذكرون سيدي قريش، وأبوي المسلمين؟ أنا مما قالوا بريء وعلى ما قالوا معاقب، ألا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا يحبهما إلا مؤمن تقي، ولا يبغضهما إلا فاجر ردي]].

ثم ذكر كلاماً طويلاً أخبر فيه عن فضلهما، وعن وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو راضٍ عنهما، وعن رضا الناس ببيعتهما، وعن سيرتهما الحميدة في خلافتهما، ثم ختم كلامه رضي الله تعالى عنه بقوله: [[ألا فمن أحبني فليحبهما ومن لم يحبهما فقد أبغضني، وأنا منه بريء، ولو كنت تقدمت إليكم في أمرهما لعاقبت على هذا أشد العقوبة، ولكن لا ينبغي أن أعاقب قبل التقدم، ألا فمن أتيت به يقول هذا بعد اليوم، فإن عليه ما على المفتري، ألا وخير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر وعمر، ولو شئت لسميت الثالث، وأستغفر الله لي ولكم]]([48]).

فما أحوج الشيعة إلى تأمل هذا الكلام العظيم من هذا الإمام الكريم، إنه لم يكتف بالنهي عن سبهما وبغضهما، بل جعل حبهما رضي الله تعالى عنهما من علامات حبه رضي الله تعالى عنه، وجعل بغضهما من علامات بغضه، بل وفضلهما على نفسه الكريمة، بجعلهما خير الناس بعد رسول الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم.

وتفضيله لهما على نفسه رضي الله عنه متواتر مستفيض عنه، فقد تواتر عنه رضي الله عنه من الوجوه الكثيرة أنه قال على منبر الكوفة، وأسمع من حضر: [[خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر]]([49]).

وروى الإمام البخاري في صحيحه عن محمد بن الحنفية -وهو ابن علي رضي الله عنه من زوجته الحنفية - قال: [[قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر]]([50]).

وعندما أظهر ابن سبأ الطعن على أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، أمر علي بقتله، ثم شفع فيه بعض الناس، فعدل عن قتله ونفاه إلى المدائن -كما اعترف أحد الشيعة بذلك-([51]).

فرضي الله عن أمير المؤمنين وجزاه ربه خيراً عن وضعه الحق في نصابه ومعرفته الفضل لأهله، فإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل.

وعلى معتقده في الشيخين كان معتقد شيعته الأوائل، فإنهم لم يتنازعوا في تفضيل أبي بكر وعمر عليه رضي الله عنهم أجمعين، وهذا ما اعترف به علماء الشيعة الأكابر، فقد ذكر أبو القاسم البلخي أن سائلاً سأل شريك بن عبد الله بن أبي نمر -من كبار أصحاب علي رضي الله عنه- فقال له: [[أيهما أفضل: أبو بكر أو علي؟ فقال له شريك: أبو بكر، فقال السائل: أتقول هذا وأنت من الشيعة؟ فقال: نعم. إنما الشيعي من قال مثل هذا، والله لقد رقى علي هذه الأعواد -يريد أعواد منبر مسجده في الكوفة - فقال: ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر. أفكنا نرد قوله؟ أكنا نكذبه؟ والله ما كان كذاباً]]([52]).!!

أما الإمام محمد بن علي، أبو جعفر الباقر: فقد نهى عن اللعن والسب مطلقاً، وأخبر أن الله تعالى يبغض ذلك، فقال: [[إن الله يبغض اللعان السباب الطعان الفحاش المتفحش]]، وهذا ما اعترف به أحد الشيعة([53]). فهل يفعل الإمام المعصوم -عندهم- ما يبغضه الله؟

وقد أخبر عن نفسه -رحمه الله- أنه يتولى الشيخين أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، وأخبر أيضاً أنه لم يكن أحد من أهل البيت يسبهما.

فعندما سأله جابر الجعفي عن الشيخين رضي الله تعالى عنهما: [[أكان منكم أهل البيت أحد يسب أبا بكر وعمر؟ قال: لا. وأنا أحبهما، وأتولاهما وأستغفر لهما]]([54]).

أما الإمام جعفر الصادق رحمه الله -إمام القوم السادس- فلم يكن يتولاهما فحسب، بل كان يأمر أتباعه بتوليهما أيضاً: فقد روى الكليني -في كتاب الكافي الذي هو عند الشيعة بمنزلة صحيح البخاري عند أهل السنة - بسنده عن الصادق أنه: [[قال لامرأة من الشيعة سألته عن أبي بكر وعمر، أتتولاهما وتحبهما؟ قال: توليهما، قالت: فأقول لربي إذا لقيته: إنك أمرتني بولايتهما؟ قال: نعم.]]([55]).

وأخبر زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أصحابه أنه لم يسمع أحداً من آبائه يتبرأ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، كما نقل ذلك عن الشيعة([56]).

وآباؤه -رضوان الله عليهم- الذين لم يسمع أحداً منهم يتبرأ من الشيخين هم: زين العابدين، وعلي بن الحسين، وأبوه الحسين بن علي، وجده علي بن أبي طالب.

أفلا يسع الشيعة ما وسع أئمتهم من تولي الشيخين والترضي عنهما، وعدم التبرؤ منهما، ولعنهما؟!

ولم يكتف زيد بن علي رضي الله عنهما بقوله هذا، بل وافقه بفعله وذلك حين جاءه قوم ممن ينتحلون التشيع ومودة آل البيت، وطلبوا منه أن يتبرأ من الشيخين، أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، حتى يبايعوه -وذلك حينما خرج على الأمويين- فقال لهم كلمته الرائعة التي ألجمت أفواههم، وبينت لهم معنى التشيع الحق: [[أنا أتبرأ ممن يتبرأ منهما]]([57]). [[البراءة من أبي بكر وعمر براءة من علي]]([58]). [[فقالوا له: إذن نرفضك]]([59]).

فهذه أقوال من يزعم الشيعة أنهم أئمة لهم، وهذه حالهم، ويتولون أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، بل وسائر الصحابة، ويترحمون عليهم، ولا يتبرؤون منهم، بل ويأمرون الناس بتوليهم ومحبتهم، ويحذرونهم من بغضهم وسبهم. فكيف يدعي من يزعم الانتساب إليهم أن البراءة من الشيخين والصحابة واجبة؟!.

سؤال أترك الإجابة عليه للشيعة أنفسهم.

ثانياً: زعم الشيعة أن الشيخين أبا بكر وعمر رضي الله عنهما يرجعان إلى الدنيا قبل يوم القيامة للاقتصاص منهما وإنزال أشد العقوبة بهما:-

يعتقد الشيعة الإثنا عشرية أن أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما يرجعان إلى الدنيا قبل يوم القيامة للاقتصاص منهما على يد قائم أهل البيت -مهدي الشيعة المنتظر - ويزعمون أن القرآن الكريم دل على رجعتهما، وأخبر عنهما أنهما يذوقان شتى ألوان العذاب في الرجعة:

فقد استدلوا بقوله تعالى حاكياً عن قوم موسى عليه السلام، وما وقع عليهم من فرعون وجنوده: ((وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ)) [القصص:5] * ((وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ)) [القصص:6].

فزعموا أن المراد بـ (فرعون وهامان) في هذه الآية أبو بكر وعمر -رضي الله تعالى عنهما وحاشاهما مما بهتهما به الشيعة -يحييهما القائم قبل يوم القيامة ليشفي صدور شيعته منهما.

فقد أسند محمد بن الحسن الشيباني في كتابه كشف نهج الحق إلى محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق - رحمها الله وحاشاهما مما نسبه إليهما الشيعة -قولهما في تفسير هذه الآية: [[إن فرعون وهامان هاهنا شخصان من جبابرة قريش([60]). يحييهما الله تعالى عند قيام القائم من آل محمد عليه السلام في آخر الزمان فينتقم منهما بما أسلفا]]([61]).

وقد صرح جمع من علماء الشيعة أن المراد بفرعون وهامان في هذه الآية: أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، وزعموا أن قائمهم يحييهما ويصلبهما على جذع نخله، ويقتلهما كل يوم ألف قتلة جزاءً بما قدما من ظلم أهل البيت والاعتداء عليهم -على حد زعمهم-.

وممن صرح أن المراد بفرعون وهامان أبو بكر وعمر -رضي الله تعالى عنهما، وعامل بعدله من يبغضهما-: البياضي([62])، وحسن بن سليمان الحلي([63])، والطبسي النجفي([64])، والبحراني([65])، والجزائري([66])، وأحمد الأحسائي([67])، وعلي الحائري([68])، وعبد الله شبر([69])، وغيرهم([70]).

وعلق المجلسي على رواية الكليني المسندة إلى جعفر الصادق وفيها القول المنسوب كذباً إلى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: [[وقد قتل الله الجبابرة على أفضل أحوالهم... وأمات هامان وأهلك فرعون]]([71])، بقوله: وأمات هامان أي: عمر، وأهلك فرعون أي: أبا بكر، ويحتمل العكس، ويدل على أن المراد هذان الأشقيان)([72]).

وبنحو قوله قال أبو الحسن العاملي([73]).. وكنى الكاشاني عنهما بـ (صنمي قريش)([74]).

أما دعوى الشيعة إحياء قائمهم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما وصلبهما، فالمزاعم المفتراة والأكاذيب الملفقة عليها كثيرة في كتبهم، وهم لا يتورعون عن الكذب على الله عز وجل الذي يقول سبحانه: ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً)) [الأنعام: 21، 93] [هود: 18] [العنكبوت: 68]، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال في الحديث الصحيح المتواتر: {من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار}([75]).

فتراهم يزعمون كذباً أن الله تعالى قد أخبر نبيه بذلك ليلة الإسراء:

فقد أسند الصدوق إلى جعفر الصادق -زوراً وبهتاناً- قصة الإسراء والمعراج، وفيها زعموا رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لأنوار الأئمة الاثني عشر وفي وسطهم محمد بن الحسن قائم الشيعة، وسؤال ربه عنهم: [[يا رب! ومن هؤلاء؟ قال: الأئمة، وهذا القائم الذي يحلل حلالي ويحرم حرامي، وبه انتقم من أعدائي وهو راحة لأوليائي، وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما، فلفتنة الناس يومئذ بهما أشد من فتنة العجل والسامري]]([76]).

والمراد بـ (اللات والعزى) عند الشيعة: أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، ويشهد لذلك تعليق أحد علماء الشيعة السيد الداماد الحسيني -الشيعي- على رواية إخراج القائم للات والعزى بقوله: (تنبيه: لا يخفين على بصيرتك أن اللات والعزى هما صنما قريش اللذان دعا عليهما أمير المؤمنين عليه السلام في دعائه المشهور، ودفنا في بيت رسول الله، وفي حريم قبره، ودون إذن منه ولا من أهل بيته المطهرين القائمين بأمره صلى الله عليه وآله وسلم)([77]).

ويزعم الشيعة –كذباً- أن علياً رضي الله عنه سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبر به عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

فقد أسند ابن رستم الطبري إلى أبي الطفيل عامر بن واثلة([78]). أنه قال -وحاشاه أن يكون قال هذا الكذب المبين-: [[رأيت أمير المؤمنين وهو في بعض أزقة المدينة يمشي وحده فسلمت عليه واتبعته حتى انتهى إلى دار الثاني([79])، فاستأذن فأذن له فدخل فدخلت معه، فسلم على الثاني -عمر - وهو يومئذ خليفة وجلس، فحين استقرت به الأرض قال له: من علمك الجهالة يا مغرور؟ أما والله لو ركبت القفر ولبست الشعر لكان خيراً لك من المجلس الذي جلسته... إلى أن قال: والله لكأني بك وبصاحبك - أبي بكر - قد أخرجتما طريين حتى تصلبا بالبيداء.. - إلى أن قال له عمر.. -يا أبا الحسن! إني لأعلم أنك ما تقول إلا حقاً فأسألك بالله: إن رسول الله سماني وسمى صاحبي؟ فقال له: والله إن رسول الله سماك وسمى صاحبك... إلخ]]([80]).

وكتب الشيعة مملوءة بأخبار نسبوها -زوراً وبهتاناً- إلى عدد من الأئمة تدل على أنهم –أعني: الشيعة - يعتقدون أن الشيخين أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما يخرجان من قبريهما ويصلبان قبل يوم القيامة ويعذبان أشد العذاب.

فالروايات المنسوبة -كذباً- إلى أبي جعفر الباقر: زعموا أنها رواها عنه عدد من رواة الشيعة أمثال أبي بصير([81]). والمفضل بن عمر([82])، وسلام بن المستنير([83])، وعبد الأعلى الحلبي([84])، وغيرهم.

وكل هذه الروايات المكذوبة المفتراة تدور حول معنى واحد هو إخراج الشيخين رضي الله تعالى عنهما من قبريهما غضين طريين وصلبهما وافتتان الناس بهما.

والروايات المنسوبة -زوراً وبهتاناً- إلى أبي عبد الله الصادق زعموا أنها رواها عنه عدد من رواة الشيعة أمثال أبي الجارود([85]).

والمفضل بن عمر([86])، وبشير النبال([87])، وإسحاق بن عمار،([88]) وغيرهم.

وكلها تدور حول نفس المعنى الذي دارت عليه الروايات السابقة.

أما محمد بن علي الجواد المعروف بأبي جعفر الثاني: فقد روى عنه قصة صلب القائم للشيخين رضي الله عنهما -على حد زعم الشيعة - عبد العظيم بن عبد الله الحسني([89]).

وعن محمد بن الحسن العسكري -وهو قائم الشيعة الذي يصلب الشيخين كما يزعمون، وهو لم يولد أصلاً لعقم الحسن العسكري - زعم الشيعة أنه رواها علي بن إبراهيم بن مهزيار. وهي قصة طويلة مفتراة ذكروا فيها قول محمد بن الحسن -المهدي المزعوم-: [[... وأجيء إلى يثرب فأهدم الحجرة وأخرج من بها وهما طريان فآمر بهما تجاه البقيع، وآمر بخشبتين فيصلبان عليهما فتورقان من تحتهما، فيفتتن الناس بهما أشد من الفتنة الأولى... إلخ]]([90]).

وهذا المعتقد الخبيث المخالف لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين يعرف عند الشيعة بالرجعة، ويزعمون أنها –أي: الرجعة المزعومة- حشر للأبدان والأرواح تشبه حشر القيامة([91]).

والرجعة من عقائد الشيعة الأساسية، وقد استدلوا عليها بنحو مائة آية من كتاب الله أولوها بما لا يسعفه برهان ولا تقويه حجة.

ولا إيمان عند الشيعة لمن لم يعتقد بالرجعة، وليس من الشيعة في شيء من ينكرها-كما نسبوا ذلك إلى أئمتهم-([92]).

وهي خاصة بمن كان مؤمناً خالصاً أو منافقاً خالصاً فلا يرجع إلا من علت درجته في الإيمان، أو بلغ الغاية في الكفر والنفاق.

ومعلوم أن الشيخين الجليلين أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما ليسا ممن محض الإيمان -عند الشيعة - فهما إذاً من الفريق الآخر بدليل:

إجماع الشيعة على أنهما يرجعان، ويذوقان شتى أنواع العذاب على يدي القائم -الذي بعث نقمة([93]) من صلبهما([94]). وضربهما بسياط من نار([95]) وقتلهما في كل يوم ألف قتلة([96]) وحرقهما([97]) ونسفهما في اليم نسفا كما فعل موسى عليه السلام بالعجل([98]) بل وقتل كل من أحبهما-([99]). على حد زعم الشيعة الذين أوردوا كل هذه المفتريات في كتبهم.

والمتصفح لكتب الأدعية عند الشيعة يجدها مليئة بدعاء القائم كي يخرج وينتقم من أعداء آل البيت، وفي مقدمتهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما([100]). وحاشا أبا بكر وعمر أن يكون في قلبيهما بغض لآل بيت رسولهم صلى الله عليه وسلم، وكثيراً ما يكون دعاؤه شعراً، وذلك كقول قائلهم([101]):

يا حجة الله يا خير الأنام ويا نور الظلام ويا ابن الأنجم الزهر

أرجو من الله ربي أن يبلغني أرى اللعينين رؤيا العين بالنظر

ينبشان كما قال النبي لنا من بعد دفنهما في سائر الحفر

ويشهران بلا ريب ولا شبه على رؤوس الملا من سائر البشر

ويصلبان على جذعين من خشب ويحرقان بلا شك ولا نكر

هناك تشفى قلوب طال ما ملئت همّاً وتصبح بعد الهمِّ بالبشر

ولا يقتصر زمن صلب الشيخين رضي الله تعالى عنهما على وقت الرجعة -عند الشيعة- بل تراهم يزعمون أن أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما يصلبان في كل عام أيضاً:

فقد روى الصفار والمفيد بسنديهما المسلسلين بالكذابين عن عيسى بن عبد الله بن أبي طاهر العلوي([102]). يروي عن أبيه عن جده: [[أنه كان مع أبي جعفر محمد بن علي الباقر([103]). بمنى وهو يرمي الجمرات، وأن أبا جعفر عليه السلام رمى الجمرات قال: فاستتمها ثم بقي في يده بعد خمس حصيات، فرمى اثنتين في ناحية وثلاثة في ناحية، فقال له جدي: جعلت فداك لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعه أحد قط. رأيتك رميت الجمرات ثم رميت بخمسة بعد ذلك ثلاثة في ناحية واثنتين في ناحية؟ قال: نعم. إنه إذا كان كل موسم أخرجا الفاسقين الغاصبين ثم يفرق بينهما هاهنا، لا يراهما إلا إمام عادل، فرميت الأول - أبا بكر – اثنتين، والآخر – عمر – ثلاثة؛ لأن الآخر أخبث من الأول]]([104]).

وهكذا لا يتورع الشيعة عن توجيه مثل هذه الاتهامات إلى اللذين هما أفضل الناس بعد الأنبياء والمرسلين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وزيري رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبيبيه وصفييه من أهل الدنيا، وأقرب الناس إليه قلباً وبدناً. ومن اطلع على سيرتهما أدرك شدة قربهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرف مكانتهما ومنزلتهما عنده. وقد شهد لهما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه بذلك:

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: {وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه على سريره فتكنفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع، وأنا فيهم فلم يرعني إلا رجل آخذ منكبي، فإذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه فترحم على عمر وقال: ما خلفت أحداً أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك. وايم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وحسبت أني كنت كثيراً أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر، وإني كنت أظن أن يجعلك الله معهما}([105]).

ولا ريب أن عقيدة الرجعة التي يعتقدها الشيعة مخالفة لنصوص الكتاب والسنة تمام المخالفة:

فهناك آيات كثيرة تبطل هذه العقيدة تماما منها قوله تعالى: ((حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ)) [المؤمنون:99] * ((لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)) [المؤمنون:100] فالبقاء في البرزخ إلى يوم البعث الذي هو يوم القيامة بالاتفاق.

وهذه الآية قطعت كل أمل في الرجعة إلى الدنيا سواء أكانت للعمل الصالح أم لغيره؛ وقد بين الرب تبارك وتعالى فيها استحالة الرجوع إلى الدنيا، وعلل هذه الاستحالة بوجود برزخ لا يمكن لأحد أن يتجاوزه، حجز بين الموت والبعث، وبين الدنيا والآخرة([106]).

أضف إلى ذلك وجود الأحاديث النبوية الكثيرة المصرحة بعدم الرجعة إلى الدنيا قبل يوم البعث، ولا يتسع المقام لإيرادها.

ولكن لما كانت النصوص القرآنية والنبوية غير ذات أثر أو اعتبار عند الشيعة ناسب أن أسوق لهم بعض أقوال من يعتقدون إمامته في إبطال عقيدة الرجعة، ليتبين بذلك كذب ما نسبوه إلى هؤلاء الأئمة الأبرار من أباطيل وترهات:

1/ فمنهم: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه الذي أخبر في عدة مواطن باستحالة رجوع من مات إلى الدنيا. من ذلك القول الذي نسبه إليه الشيعة في كتاب نهج البلاغة: [[فبادروا العمل، وخافوا بغتة الأجل، فإنه لا يرجى من رجعة العمر ما يرجى من رجعة الرزق]]([107]).

وكذا القول الذي نسبوه إليه أيضاً: [[ما بينكم وبين الجنة إلا الموت أن ينزل بكم]]([108]).

2/ ومنهم: الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما الذي رد على من نقل إليه مزاعم القائلين برجعة علي رضي الله عنه إلى الدنيا فقال: [[كذب أولئك الكذابون لو علمنا ذلك ما تزوج نساؤه ولا قسمنا ميراثه]]([109]).

3/ ومنهم: زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب إمام الشيعة الرابع الذي قال: [[جاءني رجل من أهل البصرة فقال: ما جئت حاجاً ولا معتمراً. قال: قلت: ما جاء بك؟ قال: أسألك متى يبعث علي؟ قال: يبعث يوم القيامة وهمه نفسه]]([110]).

4/ ومنهم: محمد بن علي بن الحسين إمام الشيعة الخامس الذي نص صراحة على أن أهل البيت عليهم السلام مبرؤون من اعتقاد الرجعة، لم يقل أحد منهم بها، فقد أخرج ابن سعد بسنده عن زهير بن جابر قال: [[قلت لمحمد بن علي: أكان منكم أهل البيت أحد يقر بالرجعة؟ قال: لا. قلت: أكان منكم أهل البيت أحد يسب أبا بكر وعمر؟ قال: لا، فأحبهما، وتولاهما واستغفر لهما]]([111]).

5/ ومنهم: أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق، إمام القوم السادس الذي رد على من يزعم رجعة محمد بن الحنفية -وهو ابن علي بن أبي طالب من زوجته الحنفية، فقال: [[حدثني أبي: أنه كان فيمن عاده في مرضه، وفيمن أغمضه وفيمن أدخله حفرته. وتُزوّج نساؤه، وقُسم ميراثه]]([112]).

وهذا القول شبيه بقول الحسن بن علي رضي الله عنهما عن أبيه مكذباً من زعم رجعته: [[لو علمنا ذلك ما تُزوّج نساؤه ولا قسمنا ميراثه]]([113]).

6/ ومنهم: علي بن موسى بن جعفر، الملقب بـ (الرضا) إمام الشيعة الثامن الذي رد على من قال بغيبة أبيه -موسى الكاظم - ورجعته.

بقوله الذي نسبه الشيعة إليه: [[بلى والله لقد مات وقُسّمت أمواله ونُكحت جواريه]]([114]).

وغير هذه من الأقوال الكثيرة التي صدرت عن أولئك الأئمة الذين كذب عليهم الشيعة، وهم عن كذبهم غافلون.

وبعد: فهذه أقوال من يزعم الشيعة أنهم أئمة لهم، وقد نسب أكثرها إلى هؤلاء الأئمة: الشيعة أنفسهم، فكيف ينسبون إليهم ما يؤكد عقيدة الرجعة تارة، ثم ينسبون إليهم ما يبطلها أخرى؟! سؤال أترك الإجابة عليه للشيعة أنفسهم إن كان عندهم على هذا التناقض البين جواب.

ثالثاً: زعم الشيعة الإثني عشرية أن الشيخين الجليلين أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما يخلدان في النار يوم القيامة، ويعذبان فيها أشد العذاب:-

لا تقتصر مزاعم الشيعة الإثني عشرية على التصريح بكفر الشيخين رضي الله تعالى عنهما، وتعذيب قائم الشيعة لهما في الدنيا قبل يوم القيامة، بل يزعمون كذلك أن الشيخين رضي الله تعالى عنهما مخلدان في نار جهنم يوم القيامة، يعذبان فيها عذاباً لا يعذبه أحد من العالمين حتى ولا إبليس اللعين.

فقد نسبوا في كتبهم -زوراً وكذباً- إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن إبليس اللعين أخبره أنه لما أهبط بخطيئته إلى السماء الرابعة نادى: [[إلهي وسيدي ما أحسبك خلقت خلقاً هو أشقى مني؟ فأوحى الله تبارك وتعالى: بلى قد خلقت من هو أشقى منك. فانطلق إلى (مالك) يريكه، فانطلقت إلى مالك، فقلت: السلام يقرأ عليك السلام ويقول: أرني من هو أشقى مني، فانطلق بي مالك إلى النار فرفع الطبق الأعلى، فخرجت نار سوداء ظننت أنها قد أكلتني وأكلت مالكاً، فقال لها: اهدئي، فهدأت، ثم انطلق بي إلى الطبق الثاني فخرجت نار هي أشد من تلك سواداً وأشد حمى، فقال لها: اخمدي فخمدت، إلى أن انطلق بي إلى الطبق السابع وكل نار تخرج من طبق هي أشد من الأولى، فخرجت نار ظننت أنها قد أكلتني وأكلت مالكاً وجميع ما خلقه الله عز وجل فوضعت يدي على عيني وقلت: مرها يا مالك أن تخمد وإلا خمدت، فقال: إنك لن تخمد إلى الوقت المعلوم فأمرها فخمدت فرأيت رجلين في أعناقهما سلاسل النيران معلقين بها إلى فوق وعلى رؤوسهما قوم معهم مقامع النيران يقمعونهما بها، فقلت: يا مالك! من هذان؟ فقال: أو ما قرأت على ساق العرش؟ -وكنت قبل قد قرأته قبل أن يخلق الله الدنيا بألفي عام- لا إله إلا الله محمد رسول الله، أيدته ونصرته بعلي، فقال: هذان من أعداء أولئك وظالميهم]]([115]).

وعلق المجلسي -شيخ الدولة الصفوية، ومرجع الشيعة المعاصرين على هذه الرواية بقوله: (إنهما اللذان ظلماه أي: أبي بكر وعمر)([116]).

وهذه الرواية فيها -مع انقطاعها وضعف رواتها- إزراء وانتقاص لإمامهم المعصوم حيث جعلوا شيخه في الرواية إبليس اللعين.

وأسند أيضاً الصفار الشيعي إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه -زوراً وبهتاناً- أنه سأل من حضر مجلسه: [[إن كانوا رأوا ما يرى؟ ثم أخبرهم أنه رأى أبا بكر وعمر كل واحد على ترعة من ترع النار يقولان له: يا أبا الحسن! استغفر لنا، فلا يكلمهما وإنما يقول: لا غفر الله لهما]]([117]).

ونسب الشيعة أيضاً -كذباً- إلى بعض أئمتهم أنهم أخبروا عن الشيخين رضي الله تعالى عنهما أنهما يوضعان يوم القيامة في تابوتين من نار قد أحكم الرتاج عليهما في أحد أودية جهنم:

- فقد أسند الصدوق والشعيري إلى إسحاق بن عمار الصيرفي -أحد رواة الشيعة - يروي عن موسى بن جعفر الكاظم خبراً طويلاً، ملخصه: [[أن موسى الكاظم أخبره أن في النار وادياً يقال له: سقر، لو تنفس لأحرق ما على وجه الأرض، وفي ذلك الوادي جبل وفي الجبل شعب وفي الشعب قليب وفي القليب حية يتعوذ جميع أهل ذلك القليب من خبث تلك الحية ونتنها وقذرها، وما أعد الله في أنيابها من السم لأهلها، وإن في جوف تلك الحية لسبعة صناديق فيها خمسة من الأمم السالفة، واثنان من هذه الأمة. قال: قلت: جعلت فداك ومن الخمسة؟ ومن الإثنان؟ قال: وأما الخمسة: فقابيل الذي قتل هابيل، ونمرود الذي حاج إبراهيم في ربه، فقال: أنا أحيي وأميت، وفرعون الذي قال: أنا ربكم الأعلى ويهوذا الذي هود اليهود، وبولس الذي نصر النصارى، ومن هذه الأمة أعرابيان]]([118]).

وقد ذكر المجلسي أن المراد بالأعرابيين: أبو بكر وعمر([119]).

وهذه الأقوال المكذوبة التي نسبها الشيعة زوراً وبهتاناً إلى بعض الأئمة تخالف السنة الصحيحة التي أفادت أن الشيخين رضي الله عنهما لا يدخلان النار، وأنهما من أهل الجنة، بله الدرجات العالية الرفيعة فيها.

فلقد أخبر عليه الصلاة والسلام أنه: {لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة}([120]).

ومعلوم أن الشيخين رضي الله تعالى عنهما ممن بايع تحتها.

وبشر عليه السلام الشيخين رضي الله عنهما بالجنة بشارة عامة شاركهم فيها عدد من الصحابة: مثل حديث الحائط([121]). وغيره من الأحاديث الكثيرة الصحيحة.

وبشرهما بشارة خاصة بهما، مثل قوله عنهما: {هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين}([122]). ومثل قوله: {إن أهل الدرجات العلى يراهم من هو أسفل منهم كما ترى الكواكب في أفق السماء، وأبو بكر وعمر فيهما وأنعما}([123]).

والأحاديث في ذلك كثيرة جداً ولا يتسع المقام لذكرها، وكلها تدل دلالة قطعية على أن الشيخين رضي الله تعالى عنهما من أهل الجنة بل ومن أهل الدرجات العلى فيها، وهي بمجموعها تبلغ حد التواتر المعنوي، وهي من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة.

وفي هذه الأحاديث الكثيرة الدالة على فضل الشيخين رضي الله عنهما، وما تقدم من أقوال أئمة أهل البيت في حبهما رضي الله عنهما، وتوليهما والترضي عنهما إقامة للحجة على هؤلاء المبغضين لهما، وبيان لمحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحبي صحابته، ومحبي أهل بيته أن لا يغتروا بقول الشيعة في الشيخين الجليلين رضي الله تعالى عنهما؛ لئلا يقعوا في بغض رسول الله صلى الله عليه وسلم دون شعور منهم، إذ من المعلوم أن مبغض أبي بكر وعمر مبغض لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاء أو أبى؛ إذ هما حبيباه وصفياه من أهل الدنيا ووزيراه وضجيعاه، وقد تقدم قوله -بأبي هو وأمي- فيهما وفي بقية أصحابه رضوان الله تعالى عنهم أجمعين: {فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم}.

فإياك إياك يا محب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقع في قلبك بغض لواحد منهم، سيما سيدا المسلمين وحبيبا رسول رب العالمين.

اللهم يا إله الأولين والآخرين، ويا رب كل شيء ومليكه احفظ علينا حبنا لرسولك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم، ولأصحابه الأخيار البررة الأطهار كما ترضى يارب العالمين. آمين، آمين، آمين.

([1]) رواه الصفار في بصائر الدرجات الكبرى (ص: 412)، والمفيد في الاختصاص (ص: 312)..

([2]) السقيفة لسليم بن قيس (ص: 194)..

([3]) نفحات اللاهوت للكركي (ق: 6/أ، 74/ب)..

([4]) البلد الأمين للكفعمي (ص:511)، والمصباح له (ص: 551)، ونفحات اللاهوت للكركي (ق: 74/ب)، وعلم اليقين للكاشاني (2/701)، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص: 221 – 222)..

([5]) المصادر السابقة نفسها..

([6]) المصادر السابقة نفسها..

([7]) ضياء الصالحين (ص: 513)..

([8]) ضياء الصالحين (ص: 513)..

([9]) الذريعة لآغا بزرك الطهراني (8/192)..

([10]) راجع المصادر الشيعية التالية: البلد الأمين للكفعمي (ص: 511)، والمصباح له (ص: 551)، ونفحات اللاهوت للكركي (ق: 74/ب)، وعلم اليقين للكاشاني (2/701)، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص: 221-222)، والذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك الطهراني (8/192)، وأمل الآمل للحر العاملي (2/32)..

([11]) في البلد الأمين (ص: 511-514)، وفي المصباح (الجنة الواقية) (ص: 548- 557)..

([12]) في علم اليقين (2/701-703)..

([13]) في فصل الخطاب (ص: 9-10)..

([14]) في مفتاح الجنان (ص: 113-114)..

([15]) في صحيفة علوية (ص: 200-202)..

([16]) في تحفة العوام مقبول (ص 213-214)..

([17]) (ق: 6/أ، 74/ب)..

([18]) (ص:426)..

([19]) (ق: 26/أ)..

([20]) (4/356)..

([21]) (ص: 58، 133-134)..

([22]) (ص: 113، 174، 226، 250، 290، 294، 313، 339)..

([23]) (2/95)..

([24]) (ص: 221-222)..

([25]) (1/219)..

([26]) المصباح للكفعمي (ص: 552-554)..

([27]) وكتابه: نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت، صنفه خصيصاً في لعن الشيخين الجليلين صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما اللذان عناهما بقوله: الجبت والطاغوت، وقد ذكر في هذا الكتاب أن علياً -رضي الله عنه وحاشاه مما ينسبه إليه الشيعة- كان يقنت في الوتر يلعن صنمي قريش، ثم قال: يريد بهما أبا بكر وعمر، وقد ورد استحباب الدعاء على أعداء الله في الوتر، (نفحات اللاهوت للكركي (ق: 74/ب))..

([28]) في مرآة العقول (4/356)..

([29]) الذي أشار إلى دعاء صنمي قريش، وقال: إن المراد بـ (صنمي قريش) الرجلان المدفونان مع رسول الله (شرعة التسمية في زمن الغيبة (ق: 26/أ)-..

([30]) (ص: 133-134)..

([31]) (2/95) ومما قاله: صنما قريش هما: أبو بكر وعمر... غصبا الخلافة بعد رسول الله....

([32]) (ص: 9-10) وقال نحواً من قول الحائري..

([33]) قرة العيون للكاشاني (ص: 432-433)..

([34]) مقدمة البرهان للعاملي (ص: 113)..

([35]) وقد ختموا هذا الدعاء بقولهم: (ثم قل أربع مرات: اللهم عذبهم عذاباً يستغيث منه أهل النار..)..

([36]) الاعتقادات للمجلسي ق 17..

([37]) إلزام الناصب للحائري (2/9)..

([38]) مصطلح يستعمله الشيعة ويريدون به أحد الإمامين جعفر الصادق أو أباه الباقر..

([39]) ويسمي إمام زمانه..

([40]) أي: إلى إمام زمانه..

([41]) الأصول من الكافي للكليني (2/389)..

([42]) رواه الصفار والكليني بسنديهما بصائر الدرجات الكبرى للصفار (ص:510-513)، والروضة من الكافي للكليني (ص: 347)، وانظر: الخرايج والجرايح للراوندي (ص: 127)، ومختصر بصائر الدرجات لحسن الحلي (ص: 12)، وقرة العيون للكاشاني (ص: 433)، والبرهان للبحراني (1/48، 4/216)، ومرآة العقول -شرح الروضة- للمجلسي (4/347)، وقد أورد رجب البرسي هذه الرواية وزاد على الشيخين عثمان بن عفان. انظر: مشارق الأنوار لرجب البرسي (ص: 42)..

([43]) مرآة العقول -شرح الروضة- للمجلسي (4/347)..

([44]) انظر المصادر الشيعية التالية: وقعة صفين لنصر بن مزاحم (ص: 102)، والأخبار الطوال للدينوري (ص: 1965)، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (11/92)، والدرجات الرفيعة للشيرازي (ص: 424)..

([45]) قال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده حسن. مجمع الزوائد للهيثمي (11/22)..

([46]) النبز بالتحريك: اللقب. الصحاح للجوهري (3/897). ويريد بذلك تلقيبهم بـ (الرافضة)..

([47]) فضائل الصحابة لأحمد (1/441)..

([48]) كتاب النهي عن سب الأصحاب وما ورد فيه من الإثم والعقاب (ق: 4/ب، 6/أ)..

([49]) راجع منهاج السنة النبوية (1/11-12)..

([50]) صحيح البخاري (5/7) كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم باب حدثنا الحميدي ومحمد بن عبد الله....

([51]) فرق الشيعة للنوبختي (ص: 44)..

([52]) قال ابن تيمية في منهاج السنة (1/13-14): ذكر هذا أبو القاسم البلخي في النقض على ابن الراوندي اعتراضه على الجاحظ، وقد نقله عنه القاضي عبد الجبار الهمداني في كتابه: تثبيت دلائل النبوة (1/549)..

([53]) وهو اليعقوبي في تاريخه (2/321)..

([54]) طبقات ابن سعد (5/236)..

([55]) الروضة من الكافي للكليني (ص: 101)..

([56]) الانتفاضات الشيعية لهاشم الحسيني (ص 497)..

([57]) مرآة الجنان لليافعي (ص: 257)..

([58]) الأنساب للبلاذري 3/241..

([59]) مرآة الجنان لليافعي (ص: 257)، وانظر المصادر الشيعية: مروج الذهب للمسعودي (3/220)، وروضات الجنات للخوانساري (1/324)..

([60]) وضع الجزائري والحائري وشبر -من الشيعة-: أبا بكر وعمر بدل: (شخصان من جبابرة قريش)، وعزو هذا القول إلى الصادق فقط. الأنوار النعمانية للجزائري (2/89)، وإلزام الناصب للحائري (2/366-274)، وحق اليقين لشبر (2/10، 25، 28)..

([61]) نقله عنه البحراني في البرهان (3/220)، وانظر: الإيقاظ من الهجعة للحر العاملي (ص 256، 342)، والأنوار النعمانية للجزائري (2/89)، وإلزام الناصب للحائري (1/81-82)، (2/266، 274، 338)، وحق اليقين لشبر (2/10، 25، 28)..

([62]) في الصراط المستقيم (2/252).

([63]) في مختصر بصائر الدرجات (ص: 191)..

([64]) في الشيعة والرجعة (ص: 139)..

([65]) في البرهان (3/220)..

([66]) في الأنوارالنعمانية (2/89)..

([67]) في الرجعة (ص: 191)..

([68]) في إلزام الناصب (2/266، 274، 337، 338)..

([69]) في حق اليقين (2/10، 25، 28)..

([70]) ويلاحظ أن هؤلاء المذكورين كلهم من متأخري الشيعة، ما بعد القرن التاسع الهجري، إلى وقتنا الحاضر، وقد نقل لاحقهم عن سابقهم، وتواطؤوا فيما بينهم على ذلك، ويجوز التواطؤ على الكذب -عقلاً- إذا كان المتواطئون ينقلون ما يقوي مذهبهم، وقد تبين لك أخي يا محب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحب أصحابه أن بغض الصحابة وسبهم من قواعد الشيعة وعقائدهم الأساسية، فلا تغتر بتواطئهم على نقل هذه الرواية الخبيثة، ونسبتها إلى أئمتهم الطاهرين المبرئين مما يزعمه الشيعة، إذ الشيعة قوم بهت، دينهم الكذب..

([71]) الروضة من الكافي للكليني (ص: 277)..

([72]) مرآة العقول -شرح الروضة- للمجلسي (4/277)..

([73]) مقدمة البرهان للعاملي (ص: 263، س341)..

([74]) قرة العيون للكاشاني (ص: 432-433)..

([75]) ذكر الزبيدي في لقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة (ص: 261- 282) أن تسعة وتسعين صحابياً رووا هذا الحديث، منهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي أخرج له هذا الحديث البخاري ومسلم وغيرهما..

([76]) إكمال الدين للصدوق (ص: 246)، وانظر: مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص: 249)..

([77]) شرعة التسمية في زمن الغيبة للداماد الحسيني (ق: 26/أ)..

([78]) صحابي مات سنة نيف ومائة. راجع الاستيعاب لابن عبد البر (4/115-118)، والإصابة لابن حجر (4/113)..

([79]) عند الأحسائي عمر بدل -الثاني- الرجعة (ص: 130-133) ويقصدون بالثاني: أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه؛ لأنه الثاني في الخلافة بعد الصديق رضي الله تعالى عنه..

([80]) دلائل الإمامة لابن رستم الطبري (ص: 257-258)، وانظر: حلية الأبرار لهاشم البحراني (5/598-606)، والرجعة للأحسائي (ص: 130-133)، وانظر من كتب النصيرية: الهداية الكبرى للحسين بن حمدان الخصيبـي (ص: 162-164)..

([81]) سعد السعود لابن طاوس (ص: 116)، وانظر: من كتب النصيرية: الهفت الشريف -رواية المفضل بن عمر الجعفي (ص: 164)..

([82]) انظر: مختصر بصائر الدرجات للحلي (ص: 189)، والإيقاظ من الهجعة للحر العاملي (ص: 286-288)، ومقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص: 361)، وإلزام الناصب للحائري (1/81-82)..

([83]) إكمال الدين للصدوق (ص: 626)..

([84]) تفسير العياشي (2/57-58)، والبرهان للبحراني (2/81-83)، وبحار الأنوار للمجلسي (13/188-189)..

([85]) انظر: دلائل الإمامة لابن رستم الطبري (ص: 242)، والرجعة لأحمد الأحسائي (ص: 128-129)..

([86]) انظر: إكمال الدين للصدوق (ص: 392)، وعيون أخبار الرضا له (1/58)، وحلية الأبرار لهاشم البحراني (2/652-676)، وبحار الأنوار للمجلسي (52/379،53/1-38) وحق اليقين له -فارسي- (ص: 527) والأنوار النعمانية للجزائري (2/85)، ومقدمة البرهان للعاملي (ص: 360-362)، والرجعة للأحسائي (ص: 182-200)، وحق اليقين لشبر (2/23)، وإلزام الناصب للحائري (2/262، 337)، وبيان غيبة حضرة إمام موعود لمحمد كرئلائي (ق: 48- ق:55)، والشيعة والرجعة للطبسي (ص: 139)، ودائرة المعارف الشيعية لمحمد حسن الأعلمي (1/350-351)..

([87]) أسنده إليه الفضل بن شاذان في كتاب الرجعة كما ذكر ذلك المجلسي في بحار الأنوار (52/386)..

([88]) أسنده إليه الفضل بن شاذان في كتاب الرجعة كما ذكر ذلك المجلسي في بحار الأنوار (52/386).

([89]) إكمال الدين للصدوق (ص: 361)، وإعلام الورى للفضل الطبرسي (ص: 409)، والاحتجاج لأحمد الطبرسي (ص: 446)، والإيقاظ من الهجعة للحر العاملي (ص: 269)، والبرهان للبحراني (1/165)، وبحار الأنوار للمجلسي (52/283)، والرجعة للأحسائي (ص: 128-129)..

([90]) مختصر بصائر الدرجات للحلي (ص: 176-177)، والإيقاظ من الهجعة للحر العاملي (ص: 286)..

([91]) حق اليقين لشبر (2/13)..

([92]) راجع الاعتقادات للمجلسي (ق: 23/ ب)..

([93]) أسنده الكليني إلى الصادق: الروضة من الكافي (ص: 347)..

([94]) البرهان للبحراني (2/407)، ومقدمة البرهان للعاملي (ص: 361)، والإيقاظ من الهجعة للحر العاملي (ص: 269)، وإلزام الناصب للحائري (2/167)..

([95]) الرجعة للأحسائي (ص: 214)..

([96]) الإيقاظ من الهجعة للحر العاملي (ص: 287)..

([97]) الإيقاظ للحر العاملي (ص: 269)، والرجعة للأحسائي (ص: 129)..

([98]) مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص: 239)..

([99]) إلزام الناصب للحائري (1/146)، والرجعة للأحسائي (ص: 187)..

([100]) راجع: المصباح للكفعمي (ص: 34، 305، 495)، ومفاتيح الجنان لعباس القمي (ص: 589)..

([101]) وهو صاحب عقد الدرر في شرح بقر بطن عمر (ق: 11)..

([102]) وهو شيعي يبغض الشيخين والصحابة، قال عنه المامقاني -من علماء الشيعة-: حسن. تنقيح المقال (2/362)..

([103]) رحمه الله وحاشاه أن يكون قال شيئاً من هذا الإفك..

([104]) بصائر الدرجات الكبرى للصفار (ص: 306-307)، والاخت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل


avatar


نقــاط : 100210
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Oooo14
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  User_o10

 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب     أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Emptyالسبت 9 نوفمبر 2013 - 16:39


المجلس السابع: موقف الشيعة الإثني عشرية من الخليفة الشهيد ذي النورين: عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه
الكاتب: مدير الموقع

عثمان بن عفان من الرعيل الأول من الصحابة، ومن أفضلهم بعد الصديق والفاروق.

زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنتيه الواحدة تلو الأخرى، فنال بذلك شرف مصاهرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرف بـ (ذي النورين) بسبب ذلك.

كان حيياً شديد الحياء، رفيع التهذيب، عالي التربية، لين العريكة، سمح النفس، دمث العشرة، لطيف الطبع، كثير الإحسان والحلم، من أحكم قريش عقلاً وأفضلهم رأياً.

ولقد أحبه قومه بسبب أخلاقه الفاضلة وسيرته الحميدة وسلوكه المثلى، حتى صار حبهم له مضرب المثل، فقد كانت المرأة منهم تُرقص ولدها قائلة له:

أحبك والرحمن حب قريش عثمان

أسلم فكان من أتقى الناس، وأورع الناس، وأجود الناس، وأسخى الناس، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد وأبلى البلاء الحسن.

تولى الخلافة بعد أبي بكر وعمر فسار بالناس بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، وتأسى بهم، فأجمعت الأمة عليه.

ونتيجة اتساع رقعة الفتوحات في عهده، ودخول طوائف شتى وأجناس مختلفة في حظيرة الدولة الإسلامية، جمعت بين صفوفها حثالة من الحاقدين على الأمة، بدأ أعداء الإسلام الداخليون يحيكون المؤامرات ضد المسلمين، وقد تولى كبر هذه المؤامرات اليهودي الخبيث عبد الله بن سبأ الذي أخذ يؤلب الناس على عثمان، زاعماً أنه غير سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، فجمع حوله ثلة من الغوغاء من مطايا الشياطين، فوافوا المدينة النبوية وقتلوا الخليفة الراشد والصحابة ينظرون، ولكن لا يستطيعون له شيئاً بسبب قسمه عليهم أن يكفوا أيديهم، وأن لا يريقوا في سبيله قطرة دم. فبكته قلوبهم قبل عيونهم، وحزنوا عليه حزن من قُتل وحيدها بين يديها وهي تنظر إليه.

ولا يزال المسلمون كلهم منذ ذلك الحين يبكون على تتابع الأيام وتوالي الشهور ذلك الخليفة المظلوم الصابر الذي آثر أن يفدي المسلمين بنفسه، ويعصم دماءهم بدمه، ويترضون عنه ويترحمون عليه، ويشيدون بمآثره وفضائله ومناقبه فرضي الله عن عثمان وأرضاه.

إلا الشيعة فإنهم رغم ذلك كله تراهم يسلقونه بألسنة حداد، ويوجهون إليه العديد من المطاعن دون أن يرقبوا قربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وشدة اختصاصه به.

ومن المطاعن التي وجهوها إليه:

أولاً: طعنهم في أخلاقه رضي الله عنه:-

حسن خلق عثمان رضي الله عنه من الأمور التي تضافرت الأدلة على إثباته، فبلغت بمجموعها حد التواتر المعنوي، حتى إنه لو أنكر إنسان حسن خلقه وسيرته الحميدة ومآثره النبيلة لقام الناس كلهم عليه، وأشاروا بسباباتهم إليه: إن هذا القائل من الكاذبين.

ولست أدري كيف يستحل الشيعة الكذب ويأتون بما يناقض ما تواتر لفظاً أو معنى، مما يجعل من يقرأ ما كتبوه يصمهم بالكذب إلا أن يقولوا: إن ذلك من التقية، فلا أظن أن التقية تسوغ لهم معارضة الأمور المتواترة.

لذلك نجدهم قد وجهوا العديد من المطاعن إلى أخلاق الحيي الكريم عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه، ووصفوه بأنه زان.. مخنث.. يلعب به.. همه بطنه وفرجه... إلخ.

فقد أطلقوا عليه اسم (نعثل)، وذكروا أنه من أسماء ذكور الضباع، وزعموا أنهم إنما أطلقوا عليه هذا الاسم لأوجه الشبه بينه وبين ذكر الضباع، فذكر الضباع -كما زعموا- (إذا صاد صيداً قاربه -جامعه- ثم أكله) وعثمان رضي الله عنه -وحاشاه أن يوصف بما رماه به الشيعة من الإفك- (أتي بامرأة لتحد، فقاربها -جامعها- ثم أمر برجمها) -على حد زعم الشيعة -([1]).

وليس الأمر قاصراً عند الشيعة على اتهام عثمان رضي الله عنه بالزنا، بل تعدوه إلى زعمهم أنه كان ممن يلعب به (وأنه كان مخنثاً)([2]).

وقد نسبوا إلى علي رضي الله عنه -زوراً وبهتاناً- أنه قال عن عثمان: همه بطنه وفرجه:

فقد روى الكليني بسنده -في كتاب الكافي أحد أصولهم المعتبرة- عن علي بن أبي طالب أنه قال في إحدى خطبه: [[سبق الرجلان، وقام الثالث كالغراب همته بطنه وفرجه، ويا ويحه لو قص جناحاه وقطع رأسه لكان خيراً له]]([3]).

وذكر المجلسي في شرحها أن المراد بالثالث: عثمان بن عفان، وأن اللذين سبقاه هما أبو بكر وعمر([4]).

وزعم الشيعة أيضاً أن عثمان بن عفان رضي الله عنه لم يكن يبالي أحلالاً أكل أم حراماً:

فقد أسند الكليني أيضاً -كذباً- إلى جعفر الصادق أنه قال: [[إن ولي عثمان لا يبالي أحلالاً أكل أو حراماً؛ لأن صاحبه كان كذلك]]([5]).

ومرادهم بـ (صاحبه): عثمان بن عفان رضي الله عنه.

وهذه المطاعن التي وجهها الشيعة إلى أخلاق عثمان رضي الله عنه إنما وجهوها إلى من أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه أن الملائكة تستحي منه([6]) وإلى من أخبر عن نفسه أمام جمع كبير من الناس -كان يمكنهم أن يردوا عليه لو كان كاذباً- بأنه ما زنى قط في جاهلية ولا إسلام([7]).

ثم الشيعة بعد هذا يزعمون أنه كان زانياً ومخنثاً ويلعب به و... و... إلخ ما أوردوه من الأكاذيب.

أما ما نسبوه إلى علي، زاعمين أنه قال عن عثمان: [[همته بطنه وفرجه]] فكذب كله، والثابت عنه رضي الله عنه مدح عثمان والثناء عليه فقد قال عنه مرة: [[إنه كان خيرنا وأوصلنا]]([8]). وقال عنه أخرى: [[هو من الذين آمنوا ثم اتقوا، ثم آمنوا ثم اتقوا]]([9]).

وأقواله في مدح عثمان والثناء عليه كثيرة جداً، وكلها تفند ما نسبه الشيعة إليه من قوله عن عثمان: [[همه بطنه وفرجه]] وتشهد بكذب الشيعة وافترائهم على من يزعمون أنه إمام لهم.

ويرد ذلك أيضاً ما ورد في سيرته رضي الله عنه في إمارته، فقد ذكر عنه رضي الله تعالى عنه أنه كان يطعم الناس طعام الإمارة، ويأكل هو الخل والزيت([10]).

فهل يكون مهتماً ببطنه من كان طعامه الخل والزيت؟

ثانياً: زعم الشيعة الإثني عشرية أن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه كان منافقاً كافراً وقولهم بوجوب لعنه والبراءة منه:-

يزعم الشيعة أن عثمان رضي الله عنه كان منافقاً يظهر الإسلام ويبطن النفاق:

قال نعمة الله الجزائري -الشيعي-: (عثمان كان في زمن النبي صلى الله عليه وآله ممن أظهر الإسلام وأبطن النفاق)([11]).

وقال الكركي: (إن من لم يجد في قلبه عداوة لعثمان ولم يستحل عرضه ولم يعتقد كفره فهو عدو لله ورسوله، كافر بما أنزل الله)([12]).

إذا: ليس الأمر قاصراً على تكفير عثمان رضي الله عنه، بل تكفير كل من لم يبغضه ويكفره ويشتمه ويخوض في عرضه ويعنونكم أنتم أيها المسلمون.

ولم يكتف الشيعة بالحكم على عثمان رضي الله عنه بالكفر، بل أوجبوا لعنه والبراءة منه،([13])، ومن يتصفح كتبهم يجد العجب العجاب.

ولا ريب أن هذا الصنيع يعد مخالفة صريحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد توعد الله من يخالف أمره بالفتنة في الدنيا والعذاب الشديد في الآخرة قال تعالى: ((فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) [النور:63].

فالرسول صلى الله عليه وسلم بشر عثمان رضي الله تعالى عنه بالجنة([14])، وزوجه ابنته رقية([15])، فلما توفيت زوجه ابنته الأخرى أم كلثوم([16])، فلما ماتت أم كلثوم وحزن عليها عثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لو كانت عندي ثالثة زوجتها عثمان}([17]).

ومعلوم أن المنافق والكافر لا يدخل الجنة، بل هي محرمة عليه، فكيف يتفق حكم الشيعة على عثمان بالكفر والنفاق مع بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم له بالجنة؟!

ثم كيف يزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان ابنتيه الواحدة تلو الأخرى وهو كافر منافق -كما زعم الشيعة -؟!

فدل هذا على أن دعوى الشيعة كفر عثمان قائمة على الهوى، ولا تمت إلى الحقيقة بصلة، وأن الشيعة قد خالفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بشر عثمان بالجنة، وزوجه ابنتيه الواحدة تلو الأخرى لما عرف عنه من دين وخلق وفضل، ومات عليه السلام وهو عنه راضٍ([18]).

ثالثاً: زعم الشيعة الإثني عشرية أن عثمان رضي الله تعالى عنه قتل زوجته: ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:-

يزعم الشيعة الإثنا عشرية أن عثمان رضي الله تعالى عنه قتل رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويستدلون على هذه الفرية بآيات زعموا كذباً أنها نزلت فيه، والآيات هي: قوله تعالى: ((أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ)) [البلد:5] * ((يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً)) [البلد:6] * ((أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ)) [البلد:7] * ((أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ)) [البلد:8] * ((وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ)) [البلد:9] * ((وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)) [البلد:10].

فقد روى القمي بسنده عن أبي جعفر الباقر -رحمه الله وحاشاه أن يكون صدر عنه شيء من هذا البهتان المبين- في تفسير هذه الآيات أنه قال: [[قوله تعالى: ((أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ)) [البلد:5] قال: يعني: عثمان في قتله ابنة النبي صلى الله عليه وآله. ((يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً)) [البلد:6] يعني: الذي جهز به النبي من جيش العسرة ((أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ)) [البلد:7] قال: فساد كان في نفسه. ((أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ)) [البلد:8] يعني: رسول الله صلى الله عليه وآله. ((وَلِسَاناً)) [البلد:9] يعني: أمير المؤمنين (ع). ((وَشَفَتَيْنِ)) [البلد:9]: يعني: الحسن والحسين عليهما السلام. ((وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)) [البلد:10]: إلى ولا يتهما...]]([19]).

وأسند الكليني -في كتابه الكافي أحد المصادر الشيعية المعتبرة عند الشيعة - إلى أبي بصير قال: {قلت لأبي عبد الله (ع): أيفلت من ضغطة القبر أحد؟ قال: نعوذ بالله منها، ما أقل من يفلت من ضغطة القبر، إن رقية لما قتلها عثمان وقف رسول الله صلى الله عليه وآله على قبرها فرفع رأسه إلى السماء فدمعت عيناه، وقال للناس: إني ذكرت هذه وما لقيت، فرققت لها واستوهبتها من ضغطة القبر فوهبها الله لي}([20]).

أما كيف قتلها -على حد كذبهم وافترائهم-: فقد زعم البياضي الشيعي أنه ضربها حتى ماتت([21]).

ويزعم الشيعة أن رقية كانت خائفة من عثمان وكانت تدعو الله أن ينجيها منه ومن عمله.

فقد روى شرف الدين النجفي بسنده أن أبا عبد الله جعفر بن محمد بن علي الصادق قال في تفسير قوله تعالى: ((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)) [التحريم:11] أنه قال: [[هذا مثل ضربه الله لرقية بنت رسول الله التي تزوجها عثمان بن عفان. قال: ((وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ)) [التحريم:11]: يعني: من الثالث، عثمان]]([22]).

وقال هاشم معروف الحسيني -وهو من الشيعة المعاصرين-: (وتشير المرويات الكثيرة([23]). أن عثمان بن عفان لم يحسن صحبتها ولم يراع رسول الله فيها فتزوج عليها أكثر من امرأة وماتت على إثر ضربات قاسية منه أدت إلى كسر أضلاعها...)([24]).

فالشيعة إذاً سلفهم وخلفهم على أن عثمان رضي الله عنه قتل رقية.

ولا ريب أن مزاعم الشيعة هذه مزاعم باطلة تردها الأدلة الكثيرة:

1/ منها: ما عرف عنه رضي الله عنه من شدة وصدق حيائه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أرحم أمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياءً عثمان..}([25]).

وقد تقدم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفه بالحياء وأخبر أن الملائكة تستحي منه([26]).

{والحياء خير كله}([27]). كما قال الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام، وهو لا يأتي إلا بخير([28]). وهو من الإيمان([29]). ما كان في شيء إلا زانه([30]). وهو –أي: الحياء- خلق يبعث على ترك القبيح([31]). وقد أخبر صلى الله عليه وسلم: {إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت}([32]).

فإذا فقد الإنسان الحياء فلا رادع يردعه عن فعل الفواحش وارتكاب المنهيات، وإذا من الله عليه بالاتصاف بهذه الصفة الحميدة فقد أعطاه خيراً كثيراً.

2/ والدليل الثاني: هو ما أخرجه أحمد والحاكم والدولابي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رقية رضي الله تعالى عنها قالت: {خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندي آنفاً، فرجلت رأسه فقال: كيف تجدين أبا عبد الله -يعني: عثمان -؟ قالت: قلت: كخير الرجال، قال: أكرميه، فإنه من أشبه أصحابي بي خلقاً}([33]).

وورد في رواية أخرى أن أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم هي التي قالت هذه المقالة([34]).

فأين هذا من مزاعم الشيعة أن عثمان قتلها، وأنها كانت تدعو ربها جل وعلا أن ينجيها منه، وغير ذلك من الافتراءات الواضحات.

فهذا الحديث ذكر فيه ثناء رقية رضي الله عنها على خلق عثمان وأنه عندها من خير الرجال، وقد وافقها أبوها صلى الله عليه وسلم وضم إلى المزية التي ذكرتها مزية أخرى، هي تشابه أخلاق عثمان رضي الله عنه مع أخلاقه عليه الصلاة والسلام.

فمن طعن في أخلاق عثمان رضي الله تعالى عنه فقد طعن بمن أشبهه عثمان في خلقه في المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى -فداه روحي ودمي-صلى الله عليه وسلم.

3/ والدليل الثالث: هو تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان ابنته الأخرى، أم كلثوم رضي الله عنها بعد موت أختها رقية رضي الله عنها، وصلى على أبيها وآله وسلم.

وبعض الشيعة يعترفون بهذا، أمثال الفضل بن الحسن الطبرسي الذي قال: (عثمان تزوج أم كلثوم بعد موت زوجته رقية)([35]).

وأشار الكفعمي وعباس القمي إلى ذلك([36]).

فإذا كان قد قتل واحدة من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف زوجه الأخرى؟!

بل كيف قال له لما ماتت الثانية: {لو كن عشراً لزوجتهن عثمان وما زوجته إلا بوحي من السماء}([37]).

وأسوق إليك فيما يلي -أخي القارئ- هذه الواقعة التي ذكرها علماء الرجال عند أهل السنة في كتبهم، والتي تدلك على أن هذه المزاعم التي اختلقها الشيعة في عثمان رضي الله عنه -وحالها كحال بقية المطاعن التي ألصقوها بخيار عباد الله، صحابة نبيك محمد عليه وعلى آله وأصحابه الصلاة والسلام- إنما هي من بنات أفكارهم وما تمليه عليهم معتقداتهم التي جبلت في قلوبهم فأشربتها، وأنتجت بغضاً لأفضل جيل عرفته البشرية. وحالها كحال بيت العنكبوت:

روى العقيلي، وابن عدي بسنديهما عن عباد بن عباد أن يونس بن خباب الأسيدي -وكان رافضياً- قال له: (إن عثمان قتل بنتي النبي صلى الله عليه وسلم) فقال له عباد: (قتل واحدة فلم أنكحه الأخرى؟!)([38]).

فبهت الرافضي ولم يجد جواباً.

وقد زعم بعض الشيعة أن التي قتلها عثمان كانت أم كلثوم، فلم يزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها، قال نعمة الله الجزائري: (وأما أم كلثوم فتزوج عثمان بها أيضاً بعد أختها رقية وتوفيت عنده، وذلك أنه ضربها ضرباً مبرحاً فماتت منه)([39]).

ولكن هذا القول غير مسلم عند الشيعة أنفسهم لمعارضته ما روي عن أئمتهم من أن التي قتلها عثمان هي رقية وليست أم كلثوم.

وقد تقدم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {لو كن عشراً لزوجتهن عثمان}.

وهذا يبطل ما زعموه من أنه عليه السلام امتنع عن تزويجه بعد ما قتل ابنته.

4/ وأما الدليل الرابع: فكون هذه القصة لم ترد في أي كتاب من كتب أهل السنة، ولم يذكرها إلا الشيعة،..... ولو كانت قد وقعت على حد زعم الشيعة لتناقلها رواة التاريخ والسير سيما وأنها قد وقعت في حياته صلى الله عليه وسلم وأمام سمعه وبصره، ثم هو بعد ذلك تغافل عنها-كما يفهم من إيراد الشيعة لها-، ولم يقم حد القتل على القاتل، وهو الذي لا يتوقف في إمضاء الحدود ولا يخاف في الله لومة لائم، وهو القائل عليه الصلاة والسلام لما سرقت المخزومية، وشفع فيها من شفع: {لو كانت فاطمة لقطعت يدها}([40]).

5/ أما الآيات التي استدل بها الشيعة على هذه المزاعم فقد نحوا في تفسيرها منحى التأويل الباطني الذي لا يعقله عندهم إلا الملك المقرب أو النبي المرسل، أو العبد الذي امتحن الله قلبه للإيمان كما هو مسطور في كتبهم([41]) مع أن القرآن الكريم أنزل بلغة العرب وبها يفهم، قال تعالى: ((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)) [يوسف:2] ولكن تفسير الشيعة الباطني أبعد شيء عن عقول الرجال كما اعترفوا هم أنفسهم بذلك، ونسبوه إلى أئمتهم([42]).

والمنحى الباطني الذي نحوه في تأويل هذه الآيات واضح لمن تأمله، فقد قالوا في خبر الله تعالى عن جنس الإنسان: ((أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ)) [البلد:8] * ((وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ)) [البلد:9] * ((وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)) [البلد:10]: إن العينين هما رسول الله، واللسان علي بن أبي طالب، والشفتين الحسن والحسين، والنجدين ولايتهما.

وهذا أبعد شيء عن عقول الرجال كما أقروا بذلك في كتبهم، ولم ينزل القرآن الكريم بمثل هذه التأويلات الباطنية.

ولم يقل أحد من المفسرين عن هذه الآيات أنها نزلت في عثمان رضي الله عنه كما زعم الشيعة([43]).

وبهذا يتبين لك أخي المسلم، يا محب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحب أهل بيته عليهم السلام، ومحب صحابته عليهم من الله الرضوان أن ما يورده الشيعة من اتهامات موجهة إلى خيار الصحابة وساداتهم إنما تمليه عليهم عقيدتهم المبنية على بغض الصحابة وسبهم، والقول بوجوب لعنهم والبراءة منهم.

([1]) الصراط المستقيم للبياضي (3/30)، وانظر: إحقاق الحق للتستري (ص: 306)..

([2]) الصراط المستقيم للبياضي (3/30)، وانظر: إحقاق الحق للتستري (ص: 306)..

([3]) الروضة من الكافي للكليني (ص: 277-279)، وانظر: الجمل للمفيد (ص: 62)، والطرائف لابن طاوس (ص: 417)..

([4]) مرآة العقول -شرح الروضة- للمجلسي (4/278-279)..

([5]) الروضة من الكافي للكليني (ص: 333)..

([6]) صحيح مسلم (4/1866-1867) كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل عثمان رضي الله عنه..

([7]) مسند أحمد (1/61، 62، 65)، وفضائل الصحابة له (1/464، 465، 466، 495، 496، 508)، وطبقات ابن سعد (3/67)، وتاريخ المدينة لابن شبّه (2/358)..

([8]) فضائل الصحابة لأحمد (1/468)..

([9]) نفس المصدر (1/474). وقد صححه محقق الكتاب..

([10]) ذكره المحب الطبري في الرياض النضرة وقال: خرجه صاحب الصفوة والملائي والفضائلي. الرياض النضره (2/44)-..

([11]) الأنوار النعمانية للجزائري (1/81)..

([12]) نفحات اللاهوت للكركي (ق: 57/أ)..

([13]) المصباح للكفعمي (ص: 37). وعلم اليقين للكاشاني (2/768)، والفصول المهمة للحر العاملي (ص: 170)، ومفاتيح الجنان لعباس القمي (ص: 212)..

([14]) صحيح البخاري (4/64) كتاب الوصايا باب إذا وقف أرضاً..

([15]) صحيح البخاري (5/83) كتاب فضائل الصحابة باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه..

([16]) الذرية الطاهرة النبوية للدولابي (ص: 59)..

([17]) طبقات ابن سعد (3/56)..

([18]) صحيح البخاري (2/213) كتاب الجنائز باب ما جاء في قبر عمر رضي الله عنه..

([19]) تفسير القمي (2/423)، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/819)، والبرهان للبحراني (4/463)، ومقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص: 74)..

([20]) الفروع من الكافي للكليني (-ط حجرية-: (2/222)، وانظر: حق اليقين لعبد الله شبر (2/83)..

([21]) الصراط المستقيم للبياضي (3/34)..

([22]) نقله عنه البحراني في البرهان (4/358)، وقد وردت روايات أخرى أيضاً ذكرت صراحة أن المراد بالثالث عند الشيعة: عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد أطلقوا عليه هذا اللقب؛ لأنه ثالث الغاصبين بزعمهم. راجع: تفسير القمي (-ط حجرية.-ص: 266) (-ط حديثة-: 2/107)، وتفسير الصافي للكاشاني (2/173، 820)، والبرهان للبحراني (3/133، 140-141، 4/463-464)..

([23]) يقصد المرويات الكثيرة المتضافرة على الكذب عند الشيعة..

([24]) سيرة الأئمة الإثني عشرية لهاشم الحسيني (1/67)..

([25]) أخرجه أحمد -بسند صحيح-، وابن ماجة وغيرهما، سنن ابن ماجة (1/55)، المقدمة، باب فضائل الصحابة، ومسند أحمد (1/74، 3/184،281)، وفضائل الصحابة له (1/494)..

([26]) والحديث في صحيح مسلم (4/1866-1867) كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه..

([27]) صحيح مسلم (1/64) كتاب الإيمان باب بيان عدد شعب الإيمان..

([28]) صحيح البخاري (8/53) كتاب الأدب باب الحياء..

([29]) صحيح البخاري (8/53) كتاب الأدب باب الحياء..

([30]) جامع الترمذي -وحسنه- (4/346) كتاب البر..

([31]) فتح الباري لابن حجر (10/522)..

([32]) صحيح البخاري (8/54) كتاب الأدب باب الحياء..

([33]) وقد صحح محقق كتاب فضائل الصحابة إسناد الروايتين اللتين أوردهما الإمام أحمد. فضائل الصحابة لأحمد (1/510، 514)، والمستدرك للحاكم (4/48)، والذرية الطاهرة النبوية للدولابي (ص: 55-56)..

([34]) الذرية الطاهرة للدولابي (ص: 51)..

([35]) إعلام الورى للفضل بن الحسن الطبرسي (ص: 148)..

([36]) المصباح للكفعمي (37)، ومفاتيح الجنان لعباس القمي (212)..

([37]) قال الهيثمي: رواه الطبراني في حديث طويل وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو لين وبقية رجاله ثقات، وذكر الهيثمي حديثا آخر هو قوله صلى الله عليه وسلم: (ما زوجت أم كلثوم من عثمان إلا بوحي من السماء) وقال –أي: الهيثمي-: (وإسناده حسن لما تقدمه من الشواهد) مجمع الزوائد للهيثمي (9/83)..

([38]) الضعفاء للعقيلي (4/458) والكامل لابن عدي (7/2629)، وانظر: ميزان الاعتدال للذهبي (4/479)..

([39]) الأنوار النعمانية للجزائري (1/367)..

([40]) صحيح البخاري (-ط سلفية- 3/28) كتاب فضائل الصحابة باب ذكر أسامة بن زيد..

([41]) راجع كتبهم التالية: بصائر الدرجات الكبرى للصفار (ص: 41-42)، ومعاني الأخبار للصدوق (ص: 188-189)، والأمالي له (ص: 4)، وتفسير فرات الكوفي (ص: 161-162)..

([42]) الميزان في تفسير القرآن للطباطبائي (3/73)..

([43]) راجع: جامع البيان للطبري (30/198-199)، وتفسير ابن كثير (4/512-513)، وفتح القدير للشوكاني (5/443-444)..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل


avatar


نقــاط : 100210
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Oooo14
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  User_o10

 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب     أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Emptyالسبت 9 نوفمبر 2013 - 16:40


المجلس الثامن: موقف الشيعة الإثني عشرية من بقية الصحابة العشرة المبشرين بالجنة
الكاتب: مدير الموقع

فيا سائلي عن خيار العباد صادفت ذا العلم والخبرة

خيار العباد جميعاً قريش وخير قريش ذوو الهجرة

وخير ذوي الهجرة السابقون ثمانية وحدهم نصره

علي و عثمان ثم الزبير وطلحة واثنان من زهرة

وشيخان قد جاورا أحمدا وجاور قبراهما قبره

فمن كان بعدهما فاخراً فلا تذكروا عندهم فخره

وعامر من فهر ثم ابن زيد فقد أصبحوا يا أخي عشرة

بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة من أفاضل أصحابة بالجنة، بأنهم سيدخلونها بقوله: {عشرة في الجنة: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة}([1]).

وقد أنكر الشيعة هذا الحديث -رغم ثبوته وصحته- ونسبوه إلى الوضع([2])، ولم يكتفوا بذلك، بل زعموا أن هؤلاء العشرة المبشرين بالجنة -عدا علي - كانوا من المنافقين وفعلوا أفعالهم.

وقد تقدمت بعض الاتهامات التي وجهوها إلى الخلفاء الراشدين المهددين الثلاثة، أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم.

وسأقتصر هنا على بيان نماذج يسيرة من أقوالهم في بقية العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم وعن الصحابة أجمعين.

وهم عدا الخلفاء الأربعة الراشدين: طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة عامر بن الجراح، وسعيد بن زيد رضي الله تعالى عنهم وعن الصحابة أجمعين.

أولاً: موقف الشيعة الإثني عشرية من طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام رضي الله تعالى عنهما:-

طلحة بن عبيد الله التيمي القرشي، والزبير بن العوام الأسدي القرشي من الرعيل الأول من الصحابة، ومن العشرة المبشرين بالجنة.

بل هما جارا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، كما أخبر عنهما بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه:

فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: {سمعت أذني من في رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: طلحة والزبير جاراي في الجنة}([3]).

أسلما قديماً، ونصرا رسول الله صلى الله عليه وسلم باللسان والسنان، وكلاهما شهدا المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبليا فيها البلاء الحسن، وكل واحد منهما اختص بمناقب لم يختص بها غيره من الصحابة:

فمما اختص به الزبير أنه كان أول من سل سيفاً في سبيل الله([4])، وأنه حواري النبي صلى الله عليه وسلم([5]).

ومما اختص به طلحة: أنه وقى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد بيده حتى شلت([6])، وبرك لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد على ظهره حين انتهى إلى صخرة لم يستطع أن يصعدها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذاك: {أوجب طلحة}([7])، أي: فعل ما أوجب له الجنة. واستبسل في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووقاه بنفسه، وحال بينه وبين سهام المشركين حتى أثخنته الجراح، وكان أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه إذا ذكر يوم أحد قال: {ذلك كله يوم طلحة}([8]).

ومناقبهما رضي الله تعالى عنهما كثيرة، ولا يتسع المقام لذكرها.

والشيعة كدأبهم مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيما سادتهم وكبارهم يحاولون طمس فضائلهم، وإلصاق النقائص بهم، وتوجيه المطاعن إليهم، وهكذا فعلوا مع طلحة والزبير رضي الله تعالى عنهما.

وسأقتصر على نماذج يسيرة توضح موقف الشيعة منهما بإيجاز:

زعم الشيعة أن طلحة والزبير رضي الله عنهما كانا إمامين من أئمة الكفر:-

يزعم الشيعة أن طلحة والزبير رضي الله عنهما كانا إمامين من أئمة الكفر، عاشا كافرين، وماتا كذلك.

وقد استدلوا على أنهما كانا كذلك بما نسبوه -كذباً- إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، زاعمين أنه قال: [[ألا إن أئمة الكفر في الإسلام خمسة: طلحة والزبير ومعاوية، وعمرو بن العاص، وأبو موسى الأشعري]]([9]).

ولم يكتف الشيعة بهذه المزاعم المكذوبة، بل ذكر علماؤهم صراحة -ورموا بالتقية وراء ظهورهم- أن طلحة والزبير رضي الله تعالى عنهما -وحاشاهما مما نسبه الشيعة إليهما- عاشا كافرين وماتا كافرين:

قال المفيد - وهو من كبار علمائهم-: (إن القوم؛ طلحة والزبير وأشكالهما مضوا مصرين على أعمالهم، غير نادمين عليها، ولا تائبين منها)([10]).

وقال محمد علي الحسيني -وهو من الشيعة المعاصرين-: (إن الزبير باع دينه بدنياه، واستباح كل شيء في سبيل أطماعه وشهواته، ولم يكن لكلمة رسول الله عنده من قيمة...)([11]).

وزعم الشيعة -كذباً- أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال للزبير: [[أنا أشهد أني سمعت من رسول الله أنك من أهل النار]]([12]).

إلى آخر ما أورده الشيعة في ذلك من المطاعن، مخالفين بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخبر عن طلحة والزبير أنهما في الجنة([13])، بل وجاراه فيها([14]).

وهما رضي الله تعالى عنهما قد ماتا شهيدين بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما بذلك:

فقد روى مسلم في صحيحه بسنده عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر و عثمان وعلي وطلحة والزبير، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اهدأ، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد}([15]).

فالصديق أبو بكر والشهداء عمر و عثمان وعلي وطلحة والزبير رضي الله عنهم وعن الصحابة أجمعين.

وموت طلحة والزبير شهيدين يدل على أنهما من أهل الجنة، بله الدرجات العالية الرفيعة فيها، فالله تبارك وتعالى قد أخبر أن الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين في أعلى درجات الجنة، فقال جل وعلا: ((وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً)) [النساء:69].

وطلحة والزبير رضي الله عنهما قد عاشا حميدين وماتا شهيدين، ولم يذكر عنهما أنهما خالفا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر من الأمور، بل لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهما راضٍ، فرضي الله عنهما وأرضاهما، وعامل بعدله من يبغضهما أو يضمر لهما غير الحسن الجميل.

زعم الشيعة أن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه كان ابن زنا -حاشاه من ذلك:-

يزعم الشيعة أن طلحة رضي الله عنه كان ولد زنا.

وقد نسبوا إلى هشام بن محمد بن السائب الكلبي قوله عن أم طلحة، الصعبة بنت الحضرمي: [[أنها كانت لها راية([16]) بمكة، وأنها استبضعت بأبي سفيان فوقع عليها أبو سفيان، وتزوجت عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم -والد طلحة - فجاءت بطلحة بن عبيد الله لستة أشهر، فاختصم أبو سفيان وعبيد الله في طلحة فجعلا أمره إلى صعبة فألحقته بعبيد الله، فقيل لها: كيف تركت أبا سفيان؟ فقالت: يد عبيد الله طلقة، ويد أبي سفيان تربة]] -ثم قال الكلبي -.

فاصدقونا قومنا أنسابكم وأقيمونا على الأمر الجلي

لعبيد الله أنتم معشري أم أبي سفيان ذاك الأموي([17])

ولا ريب أن هذه المزاعم الكلبية فرية بلا مرية، وإفك بلا شك، والشيعة لم يفتروا هذه الفرية على طلحة وحده، بل تعدوه إلى أكثر الصحابة، وزعموا أنهم كانوا أبناء زنا -حاشاهم من ذلك-.

ونسبتهم هذه الفرية إلى هشام الكلبي لا تبرؤهم منها:

فالكلبي شيعي باتفاق علماء الرجال عند الشيعة الذين قالوا عنه: (كان مختصاً بمذهبنا)([18])، وهو عند علماء أهل السنة: رافضي متروك، ليس بثقة، ولا يقبل قوله. قال الإمام أحمد: [[ما ظننت أن أحداً يحدث عنه]]([19]).

لذا لا يحتج بقوله، ولا بقول من نقلوا قوله، ولا كرامة.

ثانياً: موقف الشيعة الإثني عشرية من سعد بن أبي وقاص الزهري رضي الله تعالى عنه:-

سعد بن أبي وقاص الزهري رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راضٍ عنهم.

فداه رسول الله صلى الله عليه وسلم -بأبي هو وأمي- بالأبوين، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قال: {ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه لأحد غير سعد بن مالك فإنه جعل يقول له يوم أحد: ارم فداك أبي وأمي}([20]).

وأخرج الإمامان البخاري ومسلم من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: {جمع لي النبي صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد}([21])..

وهو خال النبي صلى الله عليه وسلم كما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى الترمذي وحسنه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: {أقبل سعد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا خالي فليرني امرؤ خاله}([22])..

وعقب الترمذي على هذا الحديث بقوله: (وكان سعد بن أبي وقاص من بني زهرة، وكانت أم النبي صلى الله عليه وسلم من بني زهرة، فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: {هذا خالي}([23]).

وقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاح، ودعا له([24]).

وفيه نزل قول الله تعالى: ((وَلا تَطْرُد الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)) [الأنعام:52]([25]). فلا يحتاج بعد تزكية ربه إلى تزكية من أحد.

وفضائله رضي الله تعالى عنه كثيرة جداً، ولا يتسع المحل لذكرها.

بيد أن الشيعة وجهوا إليه المطاعن العديدة كدأبهم مع كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأذكر نماذج منها:

زعمهم أنه قارون هذه الأمة:-

قال أبو الحسن العاملي: (سعد بن أبي وقاص قارون هذه الأمة. وهذا ظاهر من جهة ارتداده وتكبره عن مبايعة أمير المؤمنين (ع)...)([26]).

وهذا من المزاعم الباطلة، ومن أدل الدلائل على بطلانه ما فيه من تناقض إذ أن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- بايع علياً ولم يمتنع عن بيعته كما زعموا، بل قد جاء في كتبهم وعلى لسان علي ما يبطل ذلك، وهو قول علي لسعد ومن اعتزل القتال معه في الفتنة: [[كيف تخرجون من القتال معي وقد بايعتموني؟!]]([27]).

وقوله لهم: [[ألستم على بيعتي؟ قالوا: بلى]]([28]). وغير ذلك.

فهم قد بايعوه وبقوا على بيعته باعتراف الشيعة أنفسهم كما تبين من الأقوال التي ساقوها ونسبوها إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فكيف تتفق فريتهم عن سعد وتعليلها بالامتناع عن بيعة علي، مع إقرار علي -رضي الله عنه- ببيعته وثباته عليها في كتب الشيعة أنفسهم.

زعمهم أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أخبر سعداً -رضي الله عنه- أن على كل شعرة من لحيته شيطاناً جالساً:-

أسند الملقب بالصدوق وهو من علماء الشيعة إلى الإصبغ بن نباتة([29]). قوله: [[بينا أمير المؤمنين -عليه السلام- يخطب الناس وهو يقول: سلوني قبل أن تفقدوني، فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلا نبأتكم به. فقام إليه سعد بن أبي وقاص فقال: يا أمير المؤمنين: أخبرني كم في رأسي ولحيتي من شعرة؟ فقال له: أما والله لقد سألتني عن مسألة حدثني خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله أنك ستسألني عنها، وما في رأسك ولحيتك من شعرة إلا وفي أصلها شيطان جالس، وإن في بيتك لسخلاً يقتل ابني -وعمر بن سعد يومئذ يدرج بين يديه-]]([30]).

وعند التستري: [[إن في شعرك ملكاً يلعنك، وعلى كل طاقة من شعر لحيتك شيطاناً جالساً... إلخ]]([31]).

وهذه القصة واحدة من القصص الكثيرة المكذوبة على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وآفتها أصبغ بن نباتة، وهو كذاب متروك الحديث يقول بالرجعة. قال عنه أبو بكر بن عياش: كذاب. وقال ابن معين: ليس بثقة. وفي قول آخر: ليس بشيء. وقال النسائي وابن حبان: متروك. وزاد ابن حبان: فُتِن بحب علي فأتى بالطامات فاستحق من أجلها الترك. وقال ابن عدي: بيّن الضعف. وقال أبو حاتم: لين الحديث. وقال العقيلي: كان يقول بالرجعة. وقال الدارقطني والساجي: منكر الحديث([32]). وهذه القصة إضافة إلى نكارتها فإنها تعارض ما ثبت من محبة علي -رضي الله عنه- لسعد وإشادته بفضائله ومآثره، فعلي -رضي الله عنه- قد روى فضائل لسعد تقدم بعضها، منها: إخباره أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فدى سعداً بأبيه وأمه يوم أحد وغيرها من الفضائل.

ولو كان سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما يناقضها على -حد زعم الشيعة - ما رواها ولا غرر الناس به.

أضف إلى هذا ما في هذه القصة من تناقض مكاني، فهذه المقالة إنما قالها علي -رضي الله عنه- وهو على منبر الكوفة -كما زعم الشيعة - وسعد رضي الله عنه كان قد اعتزل في المدينة، ولم يلتق بعلي رضي الله عنه في الكوفة.

أما تمسكهم بكون عمر بن سعد شارك في قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما، وإيراد هذا المطعن في حق أبيه رضي الله عنه، فأي ذنب كان لسعد في هذا، وما حصل إنما حصل بعد موته رضي الله عنه، ولو علم أن ابنه سيشارك في قتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لتمنى أنه مات قبل أن يتزوج أو يكون له ولد، ولتمنى لو انشقت الأرض وابتلعته وولده، ولتمنى أن لو كان نسياً منسياً لما عرف عنه من حبه للنبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته، فلا ذنب لسعد ولا مسوغ للشيعة للطعن فيه، والله سبحانه وتعالى يقول: ((وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)) [فاطر:18].

ثالثاً: موقف الشيعة الإثني عشرية من عبد الرحمن بن عوف الزهري رضي الله عنه:-

عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض.

والشيعة كدأبهم مع كبار أصحاب رسول الله وخيارهم يوجهون إليهم المطاعن المفتراة، ويسلقونهم بألسنة حداد.

وقد خصوا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ببعض مطاعنهم، وافتروا عليه كما افتروا على غيره من الصحابة ما الله يعلم أنه منه بريء، وعباده المؤمنون يعلمون.

وسأذكر مثالاً واحداً من كتبهم يبين مدى الحقد الذي يعتمل في نفوسهم تجاه هذا الصحابي الجليل.

دعواهم أن لعبد الرحمن بن عوف باباً من أبواب النار يدخل منه مع فرعون وهامان:-

وهو: ما ادعوه من أن له بابا من أبواب النار يدخل منه مع فرعون وهامان:

فقد أسند الملقب الصدوق -كذباً- إلى جعفر الصادق أنه قال: [[إن للنار سبعة أبواب؛ باب يدخل منه فرعون وهامان وقارون...]]([33]).

وقد تقدم أن مرادهم بفرعون وهامان: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.

أما المراد بـ (قارون): فقد ذكر الكاشاني أن عبد الرحمن بن عوف قارون هذه الأمة([34]).

وهذا الزعم من الشيعة -وهو قوله أن لعبد الرحمن رضي الله عنه باباً من أبواب النار يدخل منه- يعارض الحديث الصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي أخبر فيه عليه الصلاة والسلام أن عبد الرحمن بن عوف في الجنة([35]).

ويعارض أيضاً ما ذكر في بعض كتب الشيعة من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو لعبد الرحمن ويقول: {اللهم اسق عبد الرحمن من سليل الجنة}([36]).

مستدلاً بهذا الحديث على إثبات مادة لغوية. وقد عقب على هذا الحديث بقوله: (والسليل هو صافي شرابها... إلخ)([37]).

ولو علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن عبد الرحمن بن عوف يدخل من باب من أبواب جهنم مع فرعون وهامان -كما زعم الشيعة - لما دعا الله له أن يسقيه من صافي شراب الجنة، ولما بشره عليه الصلاة والسلام بالجنة، وأخبر أنه سيدخلها فهو عليه السلام لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.

رابعاً: موقف الشيعة الإثني عشرية من أبي عبيدة عامر بن الجراح القرشي الفهري رضي الله تعالى عنه:-

أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه من الرعيل الأول من الصحابة، أسلم قديماً، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وتوفي وهو عنه راض.

وفضائله رضي الله عنه كثيرة، ولا يتسع المقام لذكرها، ويكفيه فخراً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقبه بـ (أمين هذه الأمة):

فقد أخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أنس بن مالك الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن لكل أمة أميناً، وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح}([38]).

ولكن الشيعة لم يعترفوا بفضله، ولم يراعوا حق صحبته، بل أشرعوا سهامهم في وجهه، كما فعلوا مع إخوانه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووجهوا إليه العديد من المطاعن والتهم، سأقتصر على ذكر أحدها:

وهو: زعمهم أن تلقيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي عبيدة بـ(أمين هذه الأمة) مطعن، لا مدح فيه:

وذكروا في سبب إطلاق هذا اللقب عليه من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قصة مكذوبة، ملخصها:

أن جماعة من الصحابة تآمروا فيما بينهم إن مات رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يعطوا الخلافة لبني هاشم أبداً -يريدون بذلك حرمان علي وذريته منها على حد مزاعم الشيعة - وكتبوا في ذلك صحيفة ودفنوها في جوف الكعبة، وكان كاتب هذه الصحيفة هو أبو عبيدة بن الجراح، وهو الذي ذهب بها إلى مكة ودفنها في جوف الكعبة، فأطلع الله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم- على حد زعم الشيعة - على مؤامرتهم، فقال لأبي عبيدة: {أنت أمين قوم من هذه الأمة على باطلهم}([39]).

وتوجيه هذا القول -على حد زعمهم- أن المتآمرين ائتمنوه على الصحيفة، وأودعوها عنده، وأرسلوه إلى مكة نائباً عنهم كي يتولى دفنها في جوف الكعبة، لذا سمي -على حد زعم الشيعة - أمين قوم من هذه الأمة على باطلهم، وليس أمين الأمة بأسرها، قال ذلك من الشيعة كل من: البياضي، الكاشاني، البحراني، التستري، الجزائري، الشيرازي،([40]).

ولم يكتف الشيعة بهذا، بل وصفوا أبو عبيدة بأنه من أعداء آل محمد([41])، وأحد المعينين لأبي بكر الصديق رضي الله عنه على اغتصاب الخلافة من علي بن أبي طالب رضي الله عنه -على حد زعم الشيعة-([42]).

وقد أكد هذه المزاعم هاشم معروف الحسيني –وهو شيعي معاصر- واستشهد على صحتها بكلام المستشرق الصليبي -البلجيكي المولد، الفرنسي الجنسية- هنري لامنس حيث يقول: (إن الحزب القرشي الذي يرأسه أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح لم يكن وليد مفاجأة وارتجال، وإنما كان وليد مؤامرة سرية مجرمة حيكت أصولها، ورتبت أطرافها بإحكام وإتقان، وإن أبطال هذه المؤامرة أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح، ومن أعضاء هذا الحزب عائشة وحفصة... إلخ)([43]).

مناقشة هذه المزاعم:

لا ريب أن ادعاء الشيعة أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي عبيدة: {أمين هذه الأمة} طعن فيه: زعم باطل لا تساعدهم عليه اللغة، ولا المناسبة ولا واقع الحال:

1/ فالأمين لغة هو الثقة الرضي. وإضافته إلى الأمة تدل على أنه مرضي من الأمة جميعها ثقة عندهم.

وهذا لا يتماشى مع قصة الصحيفة التي افتروها، فإنها أفادت أنه ثقة عند جماعة قليلين هم المتواطئون على كتابة الصحيفة - على حد زعم الشيعة -.

وقد تنبه الشيعة إلى هذا التناقض البين، فعمدوا إلى تغيير لفظ الحديث الصحيح ليوافق أهواءهم ومعتقداتهم في الصحابة، فوضعوا بدل {أمين هذه الأمة}: {أمين قوم من هذه الأمة على باطلهم}.

وهذا كذب متعمد على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توعد بالنار من كذب عليه متعمداً، في قوله في الحديث المتواتر الذي تقدم معنا: {من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار}.

2/ ثم إن المناسبة التي لأجلها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث، ولقب بسببها أبا عبيدة بهذا اللقب تبطل دعواهم، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه: {أن أهل اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: ابعث معنا رجلاً يعلمنا السنة والإسلام قال: فأخذ بيد أبي عبيدة فقال: هذا أمين هذه الأمة}([44]).

ولا يصح أن يرسل معهم ليعلمهم أمور الدين من هو عنده غير أمين، وهو الناصح لأمته صلى الله عليه وسلم الحريص عليها.

وكذا أخرج البخاري ومسلم أيضاً في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: {جاء أهل نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: يا رسول الله! ابعث إلينا رجلاً أميناً. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: لأبعثن إليكم رجلاً أميناً، حق أمين، حق أمين. قال: فاستشرف لها الناس. قال: فبعث أبا عبيدة بن الجراح}([45]).

ويعني بالناس في قوله: (فاستشرف لها الناس): أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم تطلعوا إلى الولاية ورغبوا فيها حرصاً على تحصيل الصفة المذكورة، وهي الأمانة، لا على الولاية من حيث هي([46])، حتى إن عمر رضي الله تعالى عنه -مع فضله وتقدمه على غيره- قال: [[ما أحببت الإمارة قط حبي إياها يومئذ رجاء أن أكون صاحبها]]([47]).

ولقد عرف الصحابة لأبي عبيدة هذا الفضل:

فقد روى أحمد بسنده إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: [[لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح فاستخلفته وما شاورت فيه، فإن سئلت عنه، قلت: استخلفت أمين الله وأمين رسوله]]([48]).

وفي رواية: [[لو استخلفت أبا عبيدة بن الجراح فسألني عنه ربي: ما حملك على ذلك؟ لقلت: سمعت نبيك وهو يقول: إنه أمين هذه الأمة]]([49]).

أما استشهاد هاشم الحسيني -الشيعي المعاصر- كلام المستشرق لامنس على إثبات هذه الدعوى فهو استشهاد باطل، فما كان لأعداء الإسلام أن يكونوا شهداء على المسلمين.

ولا ريب أن المستشرقين اعتمدوا على مصادر الشيعة اعتماداً كبيراً في إلقاء الشبه والتشكيك في الدين، ومن ثم إعطاء الفكرة المشوهة والمحرفة عن الفكر الإسلامي الأصيل.

خامساً: موقف الشيعة الإثني عشرية من سعيد بن زيد رضي الله تعالى عنه:-

سعيد بن زيد بن نفيل العدوي القرشي من الرعيل الأول من الصحابة، ابن عم عمر بن الخطاب وصهره، أسلم قديماً قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دار الأرقم، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة، وتوفي وهو عنه راض([50]).

كان مجاب الدعوة، وقصته مع أروى بنت أويس في ذلك مشهورة:

وهي ما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث عروة بن الزبير قال: {إن أروى بنت أويس ادعت على سعيد بن زيد أنه أخذ شيئاً من أرضها، فخاصمته إلى مروان بن الحكم. فقال سعيد: أنا كنت آخذ من أرضها شيئاً بعد الذي سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أخذ شبراً من الأرض ظلماً طوقه إلى سبع أرضين، فقال له مروان: لا أسألك بينة بعد هذا. فقال: اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها واقتلها في أرضها، قال: فما ماتت حتى ذهب بصرها وكانت تقول: أصابتني دعوة سعيد بن زيد. ثم بينا هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت}([51]).

والشيعة قد وجهوا إليه العديد من المطاعن:

فزعموا أنه من شر الأولين والآخرين([52])، وأنه قارون هذه الأمة([53]).

وزعموا أنه من أعداء آل محمد([54]).

وزعموا أنه كان يضع الحديث على رسول الله عليه السلام([55])، إلى غير ذلك من المزاعم الكثيرة والمطاعن المفتراة.

وزعم الشيعة أن سعيداً كان يضع الحديث كزعمهم كذب غيره من الصحابة المكثرين للرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وإنما يزعمون هذا لإبطال الكتاب والسنة اللذين نقلهما إلينا الصحابة رضي الله عنهم.

قال أبو زرعة الرازي رحمه الله: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن رسول الله حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى ذلك كله إلينا الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة)([56]).

وبهذا يتضح أن موقف الشيعة من العشرة المبشرين بالجنة واحد، من حيث إنكارهم أن يكونوا من أهل الجنة، ومن حيث القول بكفرهم ونسبتهم إلى الارتداد -كباقي الصحابة-، وإنكار عاداتهم، وتوجيه المطاعن المفتراة إليهم -وغير ذلك.

([1]) الحديث مروي من عدد من الصحابة منهم، سعيد بن زيد، وقد أخرج حديثه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح، وأخرجه أحمد في مسنده، وصححه أحمد شاكر رحمه الله، سنن أبي داود (5/37-40) كتاب السنة وجامع الترمذي (5/651) كتاب المناقب..

([2]) كفاية الأثر للخزاز (ص: 115)، والاقتصاد للطوسي (ص: 364)..

([3]) أخرجه الحاكم في مستدركه (3/364) وقال: صحيح الإسناد..

([4]) فضائل الصحابة للإمام أحمد (2/735)، والاستيعاب لابن عبد البر (1/581)، والمستدرك للحاكم (3/360-361)، وانظر: در السحابة للشوكاني (ص: 241)..

([5]) سنن الترمذي (5/646) كتاب المناقب باب مناقب الزبير وقال: هذا حديث حسن صحيح، وفضائل الصحابة لأحمد (2/737 -738)، وطبقات ابن سعد (3/105-106)، والمعجم الكبير للطبراني (1/78)، والمستدرك للحاكم (3/367) وقال صحيح ووافقه الذهبي..

([6]) صحيح البخاري (5/94) كتاب فضائل الصحابة باب ذكر طلحة..

([7]) جامع الترمذي (5/643 -644) كتاب المناقب باب مناقب طلحة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، والمستدرك للحاكم (3/374)، ومسند أحمد (1/165)، وفضائل الصحابة له (2/744)، وطبقات ابن سعد (3/218)..

([8]) الرياض النضرة للمحب الطبري (2/252)..

([9]) الشافي في الإمامة للمرتضى (ص: 287)، وتلخيص الشافي للطوسي (ص: 462)..

([10]) الجمل للمفيد (ص: 225)..

([11]) في ظلال التشيع لمحمد علي الحسيني (ص: 112 -113)..

([12]) إحقاق الحق للتستري (ص: 297)..

([13]) تقدم تخريجه قبل صفحتين..

([14]) تقدم تخريجه قبل صفحتين..

([15]) صحيح مسلم (4/1880) كتاب الفضائل باب من فضائل طلحة..

([16]) كناية عمن كانت تسافح في الجاهلية..

([17]) الطرائف لابن طاوس (ص: 495)، وإحقاق الحق للتستري (ص: 296)، والأنوار النعمانية للجزائري (1/65-66))...

([18]) الفهرست للنجاشي (ص: 306-307)، ورجال الحلي (ص: 179)..

([19]) ميزان الاعتدال للذهبي (4/304) وديوان الضعفاء (ص: 419)..

([20]) صحيح مسلم (4/1876) كتاب الفضائل باب من فضائل سعد..

([21]) صحيح البخاري (5/94) كتاب المناقب باب مناقب سعد، وصحيح مسلم (4/1876) كتاب الفضائل باب فضائل سعد..

([22]) سنن الترمذي (5/649) كتاب المناقب باب مناقب سعد، وانظر: فضائل الصحابة لأحمد (2/751)، والمستدرك للحاكم (3/498)، وصححه ووافقه الذهبي..

([23]) سنن الترمذي (5/649)..

([24]) صحيح مسلم (4/1875) كتاب الفضائل باب فضائل سعد..

([25]) صحيح مسلم (4/1878) كتاب الفضائل باب فضائل سعد..

([26]) مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص: 280)..

([27]) السقيفة لسليم بن قيس (ص: 211)، والجمل للمفيد (ص: 45-46)، والأمالي للطوسي (2/327)..

([28]) المصادر السابقة نفسها..

([29]) قال عنه الكشي الشيعي: كان من خاصة أمير المؤمنين علي (ع). اختيار معرفة الرجال للطوسي (ص: 5، 98، 103)..

([30]) الأمالي للصدوق (ص: 133)..

([31]) إحقاق الحق للتستري (ص: 205)..

([32]) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/319 -320)، وميزان الاعتدال للذهبي (1/271)، وتهذيب التهذيب لابن حجر (1/362-363)، وتقريب التهذيب له (ص: 176)..

([33]) الخصال للصدوق (2/361-362)، وانظر: حق اليقين لعبد الله شبر (2/169)..

([34]) علم اليقين للكاشاني (2/732)..

([35]) هو حديث العشرة المبشرين بالجنة، تقدم تخريجه..

([36]) إكمال الدين للصدوق (ص: 243)..

([37]) إكمال الدين للصدوق (ص: 243)..

([38]) صحيح البخاري (5/100) كتاب المناقب باب مناقب أبي عبيدة، وصحيح مسلم (4/1881) كتاب الفضائل باب فضائل أبي عبيدة..

([39]) الملاحظ أن لفظ الحديث الذي أوردوه مخالف تمام المخالفة للفظه الصحيح، (وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح)..

([40]) انظر الصراط المستقيم للبياضي (1/296، 3/154)، وعلم اليقين للكاشاني (2/658)، وتفسير الصافي له (2/570)، والبرهان للبحراني (4/187)، والصوارم المهرقة للتستري: (ص: 77-78)، والأنوار النعمانية للجزائري (4/340، 343)، والدرجات الرفيعة للشيرازي (ص: 302-303)..

([41]) الكشكول لحيدر الآملي (ص:160)..

([42]) السقيفة لسليم بن قيس (ص: 76)..

([43]) سيرة الأئمة الإثني عشر لهاشم الحسيني (ص: 281)، وانظر: كتاب المستشرق لامنس الذي نقل عنه هاشم الحسيني -الشيعي المعاصر- وهو بعنوان (الحكام الثلاثة: أبو بكر وعمر وأبو عبيدة) منوعات الكلية الشرقية، (4، 1910)..

([44]) صحيح مسلم (4/1881) كتاب الفضائل باب فضائل أبي عبيدة..

([45]) صحيح البخاري (5/100) كتاب المناقب باب مناقب أبي عبيدة، وصحيح مسلم (4/1882) كتاب الفضائل باب مناقب أبي عبيدة..

([46]) فتح الباري لابن حجر (7/93-94)..

([47]) المصدر نفسه، وانظر: الرياض النضرة في مناقب العشرة للمحب الطبري (2/347)..

([48]) فضائل الصحابة لأحمد (2/742-743)، وانظر: مسند أحمد (1/18)، والمستدرك للحاكم (3/268)..

([49]) فضائل الصحابة لأحمد (2/742-743)، وانظر مسند أحمد (1/18)، والمستدرك للحاكم (3/268).

([50]) الاستيعاب لابن عبد البر (2/2)، والإصابة لابن حجر (2/46)..

([51]) صحيح مسلم (3/1230-1231) كتاب المساقاة باب تحريم الظلم..

([52]) الخصال للصدوق (2/457، 460)..

([53]) الخصال للصدوق (2/457، 460)..

([54]) الكشكول لحيدر الآملي (ص: 160)..

([55]) الطرائف لابن طاوس (ص: 523)..

([56]) الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي (ص: 49)..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل


avatar


نقــاط : 100210
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Oooo14
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  User_o10

 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب     أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Emptyالسبت 9 نوفمبر 2013 - 16:41


المجلس التاسع: موقف الشيعة الإثني عشرية من الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها
الكاتب: مدير الموقع

حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل

حليلة خير الناس ديناً ومنصباً نبي الهدى والمكرمات الفواضل

مهذبة قد طيب الله خيمها وطهرها من كل شين وباطل

لا يخفى على المسلم فضل أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن، وما خصهن الله به من نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيوتهن، وما تمتعن به من منزلة سامية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فهن من أحب الناس إليه صلى الله عليه وسلم، وأعزهن عنده، وأعرفهن بمطارح أنظاره، وأسرعهن إلى التعلق بأسباب رضاه في كل ما تقر به عينه صلى الله عليه وسلم.

ولا ريب أن الصديقة بنت الصديق، والحبيبة بنت الحبيب، والطاهرة العفيفة المبرأة من فوق سبع سماوات، عائشة رضي الله عنها أولاهن بهذه النعمة، وأحظاهن بهذه الغنيمة، وأخصهن من هذه الرحمة العميمة:

فقد حازت قصب السبق إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين سائر أزواجه، فهي الحبيبة المدللة، ابنت حبيبه وصدّيقه، ولم يتزوج بكراً غيرها، ولم ينزل عليه الوحي في فراش امرأة سواها، كما نص على ذلك صلوات الله وسلامه بقوله لزوجه أم سلمة رضي الله عنها: {يا أم سلمة.. لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها}([1]).

وكان لعائشة رضي الله عنها شرف خدمة النبي صلى الله عليه وسلم وتمريضه في أيام حياته الأخيرة، فما إن نزل به مرضه الأخير الذي مات فيه حتى أخذ يسأل: {أين أنا غداً؟ أين أنا غداً؟ يريد أن يكون في بيت عائشة}([2])، ثم استأذن أزواجه أن يكون في بيتها، فأذن له، فبقي عندها ترعاه وتخدمه، وتسهر عليه في مرضه إلى أن قبضه الله إليه، وإن رأسه لفي حجرها بين سحرها ونحرها، وحاقنتها وذاقنتها([3])، وريقه قد خالط ريقها([4])، فكان موته في بيت أحب الناس إليه، كما ثبت عنه في الصحيح لما سئل: {أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة}([5]).

وقبض وهو راض عنها، وقبر في بيتها، فرضي الله عن عائشة وأرضاها.

فهي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقرب الناس إلى قلبه وأحبهم إليه.

والمؤمن يحب ما يحبه الله ورسوله.

فهل يحب الشيعة أم المؤمنين عائشة ويحترمونها، وينزلونها المنزلة التي أنزل الله وأنزلها رسوله عليه السلام؟ المنزلة التي تستحقها لكونها زوجة سيد ولد آدم، وخير الأولين والآخرين، ولكونها أحب الناس وأقربهم إلى قلب هذا الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم؟

والجواب: أن الشيعة يبغضون عائشة رضي الله عنها أشد البغض:

ويتجلى ذلك في سبها وإيذائها ونسبتها على ما برأها الله منه، وطمس فضائلها وتوجيه العديد من المطاعن إليها.

وليس الأمر تحاملاً على الشيعة أو تجنياً عليهم، فكتبهم هي الشاهد على صدق هذه الدعوى.

والمطاعن التي وجهها الشيعة إلى عائشة رضي الله عنها كثيرة، وسأقتصر على نماذج منها.

فمنها:

أولاً: ادعاء الشيعة كفرها وعدم إيمانها، وزعمهم أنها من أهل النار:-

أسند العياشي -وهو من علماء الشيعة - إلى جعفر الصادق -زوراً وبهتاناً- والقول في تفسير قوله تعالى: ((وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً)) [النحل:92]، قال: [[التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً: عائشة هي نكثت إيمانها]]([6]).

وتبدو النزعة الباطنية في هذا التفسير جلية، فالشيعة قد نحوا منحى التأويل الباطني بتحريفهم معنى نقض الغزل إلى نقض الإيمان، وزعمهم أن التي نقضت غزلها –أي: إيمانها على حد قولهم- هي عائشة رضي الله عنها، بينما إجماع المفسرين على عكس ذلك، فإنهم أجمعوا على أن المرأة التي نقضت غزلها امرأة خرقاء من أهل الجاهلية، تسمى: ريطة، كانت تغزل هي وجوار لها من الغداة إلى الظهر، ثم تأمرهن فينقضن ما غزلن. وكانت معروفة عندهم، فضربها الله مثلاً لهم لئلا يتشبهوا بها فينقضوا العهود من بعد توكيدها، فشبه نقض العهود بنقض الغزل. ولم يقل أحد منهم: إن المرأة المعنية بهذه الآية هي الصديقة عائشة رضي الله عنها، ولم يؤول واحد منهم نقض الغزل بنقض الإيمان، ولم يشبهه به([7]).

وزعم الشيعة أيضاً أن لعائشة رضي الله عنها بابا من أبواب النار تدخل منه:

فقد أسند العياشي إلى جعفر الصادق -رحمه الله، وحاشاه مما نسبه الشيعة إليه- أنه قال: في تفسير قوله تعالى حكاية عن النار: ((لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ)) [الحجر:44]: [[يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب... والباب السادس لعسكر... إلخ]]([8]).

وعسكر كناية عن عائشة رضي الله عنها، كما زعم ذلك المجلسي([9]).

ووجه الكناية عن اسمها بعسكر، كونها كانت تركب جملاً -في موقعة الجمل- يقال له: عسكر. كما ذكر ذلك المجلسي أيضاً.

ولم يكتف الشيعة بذلك، بل لقبوا عائشة في كتبهم بـ(أم الشرور)([10])، وبـ (الشيطانة)([11]).

وزعموا أنها كانت تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم([12])، وأن لقبها (حميراء) من الألقاب التي يبغضها الله تعالى([13]).

فعائشة رضي الله عنها إذاً كافرة عند الشيعة، وليست من أهل الإيمان، وهي عندهم من أهل النار.

ومعلوم أن الشيعة يوجهون هذه المطاعن المفتراة المجردة عن الدليل إلى أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لا يحب إلا طيباً، والكافر خبيث لا يحب، فكيف تتفق مزاعم الشيعة مع ما تواتر -تواتراً معنوياً- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حبه لعائشة الصديقة رضي الله عنها؟!

أخرج أحمد وأبو حاتم وغيرهما بأسانيدهم عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه دخل على عائشة وهي تموت، فقال لها: [[كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، ولم يكن يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا طيباً]]([14]).

وسمع عمار بن ياسر رضي الله عنهما رجلاً ينال من عائشة رضي الله عنها، فزجره ووبخه وقال له: [[اغرب مقبوحاً منبوحاً، أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم]]([15]).

وقد تقدم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: {من أحب الناس إليك؟ فقال: عائشة}([16]).

ثم الشيعة بعد هذا كله يزعمون أنها كانت كافرة حاشاها بل هي من أفضل المؤمنين، ومن عباد الله الصالحين.

وقد فضلها رسول الله صلى الله عليه وسلم على سائر النساء بقوله: {فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام}([17]).

ويتناقض ما زعمه الشيعة عن عائشة بكونها من أهل النار مع ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من بشارته لها رضي الله عنها بالجنة في قوله: {لقد رأيت عائشة في الجنة كأني أنظر إلى بياض كفيها، ليهون بذلك علي عند موتي}([18]).

ويتناقض أيضاً مع ما ثبت عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، من قوله عنها رضي الله عنها: [[إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة]]([19]).

ثم الشيعة بعد هذه الأدلة الواضحة الصريحة قد خالفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخالفوا من زعموا أنه إمام لهم - علي بن أبي طالب رضي الله عنه-، وزعموا أن عائشة رضي الله عنها أنها كافرة، وأنها من أهل النار، حاشاها من ذلك، بل هي مؤمنة طاهرة، من أهل الفردوس الأعلى في الجنة مع زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثانياً: الشيعة الإثنا عشرية ينسبون الصديقة بنت الصديق المبرأة من فوق سبع سموات إلى الفاحشة:-

لما رمى رأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول الصديقة الطاهرة عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه، غضب الله جل وعلا لانتهاك حرمة نبيه فنفى التهمة عن الصديقة، وأنزل تبرئتها من فوق سبع سموات آيات حوت الوعيد الشديد في الدنيا، والتوعد بالعذاب العظيم في الآخرة.

ولو فتشت في آيات القرآن، وتأملت الآيات التي أوعد الله فيها العصاة لما رأيته غلظ في عقوبة شيء تغليظه في عقوبة من رمى الصديقة عائشة رضي الله عنها بالإفك، فالآيات القوارع مشحونة بالوعيد الشديد، والزجر العنيف، واستعظام ما جاء به رأس النفاق ومن رددوا قوله من الإفك، واستفظاع ما أقدموا عليه من التلقي بالألسنة والقول بالأفواه، يحسبونه هينا وهو عند الله عظيم، فجعل القَذَفَةَ ملعونين في الدنيا والآخرة، وتوعدهم بالعذاب الشديد في الآخرة، وأخبر أن ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم ستشهد عليهم بإفكهم وبهتانهم، وهذا ليس ظلماً لهم، بل هو جزاؤهم الحق الذي هم أهله بسبب خوضهم في عرض نبيه، وتكلمهم على زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تنبيهاً لهم على علو منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنافة محله صلوات الله وسلامه عليه.

وقد انتهى ذلك الإفك بجلد الخائضين فيه، وتوبتهم، واعتذارهم إلى نبيهم صلى الله عليه وسلم وزوجه الطاهرة العفيفة.

وبعد ذلك بقرون أحدث الشيعة إفكاً آخر اتهموا به العفيفة الطاهرة في عرضها مرة أخرى، ولم يحاسبهم أحد إلا الله فإنه مطلع عليهم وهو يدافع عن رسوله وحبيبه، ويذب عن عرض خليله صلى الله عليه وسلم.

فقد زعم الشيعة أن قوله تعالى: ((ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)) [التحريم:10] مثل ضربه الله لعائشة وحفصة رضي الله عنهما.

وقد فسر بعضهم بالخيانة بارتكاب الفاحشة -والعياذ بالله تعالى-:

قال القمي في تفسير هذه الآية: والله ما عنى بقوله: (فخانتاهما) إلا الفاحشة([20])، وليقيمن الحد على (عائشة)([21]) فيما أتت في طريق (البصرة)([22])، وكان (طلحة)([23]) يحبها، فلما أرادت أن تخرج إلى (البصرة)([24]) قال لها فلان: لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم، فزوجت نفسها من (طلحة)([25]).([26]).

ووجه إقامة الحد عليها -على حد زعم الشيعة -: كونها زوجت نفسها من آخر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع حرمة ذلك، فالله تعالى قد حرم نكاح أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من بعده أبداً.

فمن هي التي ارتكبت الفاحشة وتزوجت طلحة من بين زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي في طريقها إلى البصرة -كما زعم الشيعة -؟.

المثل مضروب لعائشة وحفصة معاً -على حد زعم الشيعة المتقدم-.

وحفصة لم تخرج إلى البصرة، والتي خرجت هي عائشة رضي الله عنها بإجماع الشيعة، فهي إذن التي يقام عليها الحد -كما زعم الشيعة - لتزويجها نفسها من طلحة مع حرمة ذلك عليها.

- ولا بد أن يقام هذا الحد عند رجعة الأئمة وأعدائهم، حسب معتقد الشيعة الباطل في ذلك-.

ومما يؤكد أن الشيعة الذين لم يذكروا اسم (عائشة) صراحة، عنوا بـ(فلانة) عائشة رضي الله عنها -مع أن الآخرين ذكروا اسمها صريحاً كما تقدم-:

ما رواه الشيعة في كتبهم من المزاعم المكذوبة التي جاء فيها: أنه لما نزل قول الله تعالى: ((النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)) [الأحزاب:6] وحرم الله نساء النبي صلى الله عليه وآله على المسلمين غضب طلحة، فقال: [[يحرم محمد علينا نساءه ويتزوج هو بنسائنا، لئن أمات الله محمداً لنركضن بين خلاخيل نسائه كما ركض بين خلاخيل نسائنا]] -وفي رواية أخرى ذكروها: لأتزوجن عائشة -([27])، -وفي رواية ثالثة- (وكان طلحة يريد عائشة)([28])، فأنزل الله تعالى: ((وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً)) [الأحزاب:53].

ولم يكتف الشيعة بهذا، بل نسبوا إليها أقوالاً في غاية الخسة والبذاءة، وقد ترددت في ذكرها، وهممت أن لا أكتبها، لولا ما ألزمت به نفسي من إعطاء صورة واضحة مختصرة عن نظرة الشيعة إلى الصحابة رضي الله عنهم، لذا فإني أذكر بعضها، وأعرض عن بعضها الآخر:

فلقد ذكر رجب البرسي -وهو من علمائهم- أن عائشة جمعت أربعين ديناراً من خيانة وفرقتها على مبغضي علي([29]).

وذكر أحمد بن علي الطبرسي -وهو من علمائهم أيضاً- أن عائشة (زينت يوماً جارية كانت عندها، وقالت: لعلنا نصطاد بها شاباً من شباب قريش بأن يكون مشغوفاً بها)([30]).

فقاتلهم الله كيف حفظوا النبي صلى الله عليه وسلم في زوجته وأحب الناس إليه، لقد رموها بأشد مما رماها به رأس المنافقين وأتباعه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مناقشة هذه المفتريات:

لا يشك عاقل في أن هذه المزاعم الشيعية من البهتان المبين والإفك المفترى، فالله سبحانه وتعالى لم يضرب امرأة نوح وامرأة لوط مثلاً لعائشة وحفصة رضي الله عنهما، بل هو مثل مضروب للذين كفروا مطلقاً، كما قال الله تعالى في رأس الآية: ((ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ)) [التحريم:10]، والشيعة لما كانوا يحقدون على عائشة وحفصة رضي الله عنهما، ويعتقدون كفرهما قصروا المثل المضروب عليهما وخصوه بهما.

ولم يقل أحد من مفسري أهل السنة أن الخيانة من امرأة نوح وامرأة لوط هي الوقوع في الفاحشة، وإنما أولوها بأنها الخيانة في الدين([31])، وقد أولها بعض الشيعة بذلك([32]).

وفي ذلك يقول حبر هذه الأمة: عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: [[ما زنتا، أما خيانة امرأة نوح فكانت تخبر أنه مجنون، وأما خيانة امرأة لوط فكانت تدل قومها على أضيافه]]، وتبعه على ذلك جميع المفسرين([33]).

والقصة التي افتراها الشيعة لا شك في كذبها، وقد وقع واضعها في أخطاء تدل على كذبها، منها: ادعاؤه أن عائشة خرجت بدون محرم، ولما أخبرت أنه لا يجوز الخروج بغير محرم زوجت نفسها من طلحة -على حد زعمهم-.

ودعوى أنها خرجت بغير محرم يبطلها ما أجمع عليه أهل السنة وجمهور الشيعة من أن ابن أختها عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما كان معها وفي عسكرها، وما رواه الشيعة من أنه –أي: ابن أختها- عبد الله هو الذي حرضها على المسير إلى البصرة، وحرض أباه على محاربة علي رضي الله عنه، وعندما عزم أبوه على الإقلاع عن حربه لما التقيا في البصرة أخذ يلح عليه حتى عاد إلى حربه، وهذه كلها مزاعم ذكرها الشيعة في كتبهم([34]).

فكيف يقال: إنها خرجت من غير محرم، وعبد الله بن الزبير ابن أختها هو محرمها؟

لاشك أن قول الله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً)) [الأحزاب:57].

وقوله جل وعلا: ((وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً)) [الأحزاب:58].

منطبق على من قذفها؛ لأن في قذفها من حيث كونها زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم إيذاء لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقذفها من حيث كونها مؤمنة غافلة إيذاء لها، ولمن اتهموه بها رضي الله عنهما.

وينبغي أن يعلم أن سب عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه يعتبر مروقاً من الدين -حسبما تقرر في القواعد الشرعية- وسابها كافر، وعلى هذا إجماع علماء المسلمين، مستدلين بقوله تعالى: ((يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ)) [النور:17]، وبغيرها من آيات الكتاب الحكيم.

قال القاضي أبو يعلى: (من قذف عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه كفر بلا خلاف)([35]).

وروي عن محمد بن زيد بن علي بن الحسين أخي الحسن بن زيد [[أنه لما قدم عليه رجل من العراق فذكر عائشة بسوء، فقام إليه بعمود فضرب به دماغه فقتله، فقيل له: هذا من شيعتنا ومن بني الآباء! فقال: هذا سمى جدي([36]). قرنان، ومن سمى جدي قرنان استحق القتل]]([37]).

وروي عن أخيه الحسن بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: [[أنه كان بحضرته رجلاً فذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة، فقال: يا غلام! اضرب عنقه، فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا، فقال: معاذ الله، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال الله تعالى: ((الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ)) [النور:26]، فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم خبيث، فهو كافر فاضربوا عنقه. فضربوا عنقه، وأنا حاضر -على حد قول الراوي-]]([38]).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ومن رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين)([39]).

وقال ابن حجر الهيتمي بعد ما ذكر حديث الإفك: (علم من حديث الإفك المشار إليه أن من نسب عائشة إلى الزنا كان كافراً، وقد صرح بذلك أئمتنا وغيرهم؛ لأن في ذلك تكذيب النصوص القرآنية، ومكذبها كافر بإجماع المسلمين، وبه يعلم القطع بكفر كثيرين من غلاة الروافض؛ لأنهم ينسبونها إلى ذلك قاتلهم الله أنى يؤفكون)([40]).

وقال الشيخ محمد بن سليمان التميمي حاكياً عن عائشة رضي الله عنها: (والحاصل أن قذفها كيفما كان يوجب تكذيب الله تعالى في إخباره عن تبرئتها عما يقول القاذف فيها)([41]).

ويقول في موضع آخر: (ومن كذب الله فقد كفر)([42]).

ونقل قول بعض أهل البيت في ذلك: [[وأما قذفها الآن فهو كفر وارتداد، ولا يكفي فيه الجلد؛ لأنه تكذيب لسبع عشرة آية من كتاب الله كما مر، فيقتل ردة... ومن يقذف الطاهرة الطيبة أم المؤمنين زوجة رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة كما صح ذلك عنه فهو من ضرب عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين..]]([43]).

وأقوال علماء المسلمين كثيرة في هذا الباب وكلها متضافرة في كفر من رمى الصديقة بما برأها الله منه، أو نسبها إلى الفاحشة -عياذاً بالله- وهم في ذلك متبعين لكتاب ربهم الذي قرر أن الطيبين للطيبات والخبيثين للخبيثات، وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم التي دلت دلالة قطعية على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب الصديقة الطيبة عائشة حباً لم يساو بها فيه أحداً من الناس، وكان صلى الله عليه وسلم لا يحب إلا طيباً.

ثالثاً: مطاعن مشتركة وجهها الشيعة إلى عائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر رضي الله عنهم:-

وجه الشيعة إلى عائشة وحفصة رضي الله عنهما العديد من المطاعن، أكتفي بذكر بعضها. فمنها:

التبرؤ منهما ولعنهما:-

ذكر الكركي والمجلسي - وهو من كبار علماء الشيعة [[أن جعفر الصادق - رحمه الله، وحاشاه من ذلك -كان يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعة من النساء: التيمي والعدوي - أبا بكر وعمر - وعثمان ومعاوية يسميهم، وعائشة وحفصة وهنداً وأم الحكم أخت معاوية]]([44]).

هذا في لعنهما، أما في التبرؤ منهما: فقد نقل ابن بابويه القمي -الملقب بالصدوق - والمجلسي إجماع الشيعة على ذلك، فقالا -واللفظ للمجلسي -: (وعقيدتنا في التبرؤ: أننا نتبرأ من الأصنام([45]). الأربعة: أبي بكر، وعمر، و عثمان، ومعاوية، ومن النساء الأربع: عائشة، وحفصة وهند، وأم الحكم، ومن جميع أتباعهم وأشياعهم، وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض([46])، وأنه لا يتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرؤ من أعدائهم)([47]).

فهم إذاً يلعنون أبا بكر وعمر و عثمان ومعاوية رضي الله عنهم، ويتبرؤون منهم ولا يكتفون بذلك، بل يلعنون ابنة أبي بكر عائشة، وابنة عمر حفصة، ويتبرؤون منهما، ويزعمون أنهم وأتباعهم وأشياعهم -يعنون أهل السنة - شر خلق الله على وجه الأرض.

ويعلم كل مسلم أن أبا بكر وعمر وعثمان خير خلق الله على وجه الأرض بعد الأنبياء والمرسلين، وأن ابنتي أبي بكر وعمر عائشة وحفصة من خير خلق الله، وزوجتا خير خلق الله، وسيد ولد آدم، وإمام الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، وأن معاوية رضي الله عنه صحابي من الصحابة الذين هم من خير خلق الله عز وجل. وأن أهل السنة القائمين بكتاب الله العاملين بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم السائرين على منهج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من خير خلق الله. فكيف نجعل المسلمين كالمجرمين، بل وكيف نجعل المتقين كالفجار؟!

دعوى الشيعة أن عائشة وحفصة رضي الله عنهما سقتا السم لرسول الله صلى الله عليه وسلم:-

يدعي الشيعة الإثنا عشرية أن عائشة وحفصة تآمرتا مع أبويهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذاعتا سره وهتكتا ستره، وسقتاه السم، فكان ذلك سبب موته صلى الله عليه وسلم -على حد مزاعمهم الكاذبة-.

والقصة المكذوبة التي ذكر فيها الشيعة تآمر أبي بكر وعمر وعائشة وحفصة على وضع السم لرسول الله صلى الله عليه وسلم يزعمون -بالرغم من كذبها- أنها ثابتة، واستدلوا على إثباتها بآية من القرآن الكريم حملوها ما لا تحتمل من المعاني لتوافق أهواءهم ومعتقداتهم في الصحابة رضي الله عنهم، وهذه الآية هي قوله تعالى: ((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ)) [آل عمران:144] فقد أسند العياشي -بسنده المسلسل بالكذابين- إلى أبي عبد الله جعفر الصادق -رحمه الله وحاشاه مما نسبه الشيعة إليه- أنه قال: [[تدرون مات النبي صلى الله عليه وآله أو قتل؟ إن الله يقول: ((أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ)) [آل عمران:144] فسُم قبل الموت، إنهما سقتاه([48]). قبل الموت، فقلنا: إنهما وأبويهما شر من خلق الله]]([49]).

ووصف المجلسي -شيخ الدولة الصفوية، ومرجع الشيعة المعاصرين- سند هذه الرواية المكذوبة بأنه معتبر، وعلق عليها بقوله: (إن العياشي روى بسند معتبر عن الصادق (ع) أن عائشة وحفصة لعنة الله عليهما وعلى أبويهما قتلتا رسول الله بالسم دبرتاه)([50]).

وقد نقل هذه الحادثة المكذوبة عدد كبير من مصنفي الشيعة، وذكروا اسم عائشة وحفصة وأبويهما صراحة، وزعموا أنهم وضعوا السم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فمات بسببه([51]).

وهذه القصة من القصص الباطلة التي افتراها الشيعة، وألصقوها بخيار الصحابة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، ومات راضياً عنهم -كما تقدم ذلك كله- ولم يقل بها أحد من أهل السنة، بل ولا غيرهم؛ عدا الشيعة الذين يريدون إظهار خيار الصحابة -بما يلصقونه بهم من مفتريات كاذبة- بمظهر الخائنين لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.

ومن العجيب حقاً أنهم يلقون التهم جزافاً مجردة عن الدليل، مخالفة للنقل المتواتر الصحيح.

ومن عرف حال أبي بكر وعمر وخصالهما، وفضائلهما وشدة قربهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم واختصاصهما به، ويقول بملء فيه: هذا بهتان مبين.

وعائشة وحفصة رضي الله عنهما قد ثبت علو درجاتهما، وأنهما زوجتا نبينا صلى الله عليه وسلم في الجنة، فقد كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنهما يحلفان بالله أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الدنيا والآخرة([52]).

وكذا أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه، فيما رواه عنه خادمه أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: {إن جبريل عليه السلام أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما طلق حفصة وقال له: إن الله يقرئك السلام، ويقول: إنها لزوجتك في الدنيا والآخرة، فراجعها}([53]).

فعائشة وحفصة رضي الله عنهما من أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، وأبواهما من أحب الناس إليه عليه السلام، ومن أقربهم إلى قلبه صلى الله عليه وسلم.

ومن له أدنى إلمام بسيرة هؤلاء الصحابة الأخيار يجد نفسه عند قراءة ما بهتهم به الشيعة، يقول: سبحانك هذا بهتان مبين.

([1]) صحيح البخاري (5/107) كتاب فضائل الصحابة باب فضائل عائشة..

([2]) صحيح البخاري (5/107) كتاب فضائل الصحابة باب فضائل عائشة..

([3]) كناية عن أن رأسه عليه السلام كان مسنداً إلى صدرها..

([4]) صحيح البخاري (6/31-36) كتاب المغازي باب ما جاء في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وبعض الشيعة يعترف أن ريقه صلى الله عليه وآله وسلم خالط ريقها قبل وفاته، فقد أسند الأشعث في كتابه إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما: أن أبا ذر أخبره أن رسول الله قبل أن يموت دعا بالسواك فأرسله إلى عائشة فقال: لتبلينه لي بريقك، ففعلت، ثم أتي به فجعل يستاك به ويقول بذلك: ريقي على ريقك يا حميراء، ثم شخص يحرك شفتيه كالمخاطب، ثم مات (الأشعثيات (ص: 212)) وهذا يدل بمفهومه -لما تقدم من رغبته في أن يكون في بيتها، تشرف عليه وترعاه، ومن إقباله عليها عند موته، ومخالطة ريقه الشريف لريقها- على موته صلى الله عليه وسلم وهو راض عنها..

([5]) صحيح البخاري (5/68) كتاب الفضائل باب فضائل أبي بكر..

([6]) تفسير العياشي (2/269)، وانظر: البرهان للبحراني (2/383)، وبحار الأنوار للمجلسي (7/454)..

([7]) انظر: تفسير ابن كثير (2/583-584)، وفتح القدير للشوكاني (3/190)، وروح المعاني للألوسي (14/221-222)..

([8]) تفسير العياشي (2/243)، وانظر: البرهان للبحراني (2/345)، وبحار الأنوار للمجلسي (4/378، 8/220)..

([9]) بحار الأنوار للمجلسي (4/378، 8/220)..

([10]) الصراط المستقيم للبياضي (3/161)..

([11]) المصدر نفسه (3/135)..

([12]) الخصال للصدوق (1/190)..

([13]) الأصول من الكافي للكليني (1/247)..

([14]) راجع السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين للمحب الطبري (ص: 30)..

([15]) جامع الترمذي (5/707) كتاب المناقب باب فضل عائشة رضي الله عنها، وقال الترمذي: هذا حديث حسن..

([16]) صحيح البخاري (5/68) كتاب الفضائل باب فضائل أبي بكر..

([17]) أخرجه البخاري (6/340) كتاب الأنبياء باب قول الله تعالى: (وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين)..

([18]) مسند أحمد (6/138)، وفضائل الصحابة له (2/871)، وطبقات ابن سعد (8/65)، وانظر: السمط الثمين للمحب الطبري (ص: 29)..

([19]) تاريخ الطبري (5/225)..

([20]) وليس هذا القول بدعاً من القمي، فقد سبقه إليه الكليني -شيخ الاسلام عند الشيعة، ومرجعهم- ونسبه إلى أبي جعفر الباقر، راجع البرهان للبحراني (4/357-358)..

([21]) عند القمي فلانة بدل عائشة، وهذا من باب التقية، وقد صرح غيره باسمها فكشف ما حظرت التقية كشفه بزعمهم..

([22]) في الطبعة الحديثة (...)..

([23]) في نسخة أخرى فلان بدل طلحة، وهو من التقية كما أسلفنا..

([24]) في الطبعة الحديثة (...)..

([25]) في نسخة أخرى فلان بدل طلحة..

([26]) تفسير القمي (ط حجرية ص: 341) (ط حديثة 2/377)، وانظر: البرهان للبحراني (4/358)، وتفسير عبد الله شبر (ص: 338)، وقد ساقاها موضحة كما أثبتها في المتن..

([27]) تفسير القمي (ط حجرية ص: 290)، (ط حديثة 2/195-196)، ومؤتمر علماء بغداد لمقاتل بن عطية (ص: 38)، والشافي للمرتضى (ص: 258)، والطرائف لابن طاوس (ص: 492-493)، والصراط المستقيم للبياضي (3/23، 35)، ومنار الهدى لعلي البحراني (ص: 452)، ونفحات اللاهوت للكركي (ق: 36/ب)، وتفسير الصافي للكاشاني (2/363)، والبرهان للبحراني (3/333- 334)، وإحقاق الحق للتستري (ص: 260-261)، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص: 58)، وعقائد الإمامية للزنجاني (3/56)، وسيرة الأئمة الإثني عشر لهاشم الحسيني (1/381)، والشيعة والحاكمون لمحمد جواد مغنية (ص: 36)..

([28]) الطرائف لابن طاوس (ص: 492-493)، ونفحات اللاهوت للكركي (ق: 36/ب)، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص: 58)..

([29]) مشارق أنوار اليقين لرجب البرسي (ص: 86)..

([30]) الاحتجاج الطبرسي (ص: 82)..

([31]) راجع: جامع البيان للطبري (28/169-171)، وتفسير ابن كثير (4/393)، وفتح القدير للشوكاني (5/255-256)..

([32]) كالبياضي في الصراط المستقيم (3/165 -166)، والكاشاني في تفسير الصافي (2/720)..

([33]) راجع: جامع البيان للطبري (28/ 169 – 171)، وتفسير ابن كثير (4/393)، وفتح القدير للشوكاني (5/255 – 256)، وغيرها من تفاسير أهل السنة فكلها أجمعت على ذلك..

([34]) الاختصاص للمفيد (ص: 119)، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (2/ 167، 170، 4/ 480، 482- 483)، وأحاديث أم المؤمنين عائشة لمرتضى العسكري (1/227-268 -269)..

([35]) نقله عنه ابن تيمية في الصارم المسلول (ص: 571)..

([36]) يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم..

([37]) ذكرها ابن تيمية في الصارم المسلول (ص: 566 – 567)..

([38]) ذكرها ابن تيمية في الصارم المسلول (ص: 566)..

([39]) الصارم المسلول (ص: 568)..

([40]) الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي (ص:101)..

([41]) رسالة في الرد على الرافضة لمحمد التميمي (ص: 24-25)..

([42]) المصدر نفسه..

([43]) المصدر نفسه..

([44]) نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت للكركي (ق: 74/ب)، وعين الحياة للمجلسي (ص: 599)..

([45]) وضع الملقب بالصدوق (الأوثان) موضع الأصنام..

([46]) زاد الملقب بالصدوق: ونعتقد فيهم أنهم أعداء الله وأعداء رسوله..

([47]) الهداية للصدوق (ق:110/أ)، وحق اليقين للمجلسي (ص: 519)..

([48]) زاد الكاشاني: (يعني المرأتين لعنهما الله وأبويهما) تفسير الصافي (1/305)..

([49]) تفسير العياشي (1/200)، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/305)، والبرهان للبحراني (1/320)، وبحار الأنوار للمجلسي (6/504، 8/6)..

([50]) حياة القلوب للمجلسي (2/700)..

([51]) راجع تفسير القمي ط حجرية (ص 340)، ط حديثة (2/375 – 376)، وانظر: الصراط المستقيم للبياضي (3/168- 169)، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (2/457)، وإحقاق الحق للتستري (ص: 308)، وتفسير الصافي للكاشاني (2/716-717)، والبرهان للبحراني (1/320، 4/352- 353)، والأنوار النعمانية للجزائري (4/336-337)..

([52]) أخرجه الحاكم في المستدرك، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. (المستدرك 4/6)، وانظر: تاريخ الطبري (5/225)..

([53]) أخرجه ابن سعد، والبزار، والطبراني في الأوسط والكبير، والحاكم –وصححه-، وابن عساكر في الأربعين -وحسنه-، وذكره ابن عبد البر، والمحب الطبري، وابن حجر وغيرهم. انظر: طبقات ابن سعد (8/84)، والاستيعاب لابن عبد البر (4/269)، وحلية الأولياء لأبي نعيم (2/50)، والمستدرك للحاكم (4/15)، والأربعين في مناقب أمهات المؤمنين لابن عساكر (ص: 91)، والسمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين للمحب الطبري (ص 68)، ومجمع الزوائد للهيثمي (9/244)، ودر السحابة للشوكاني (ص: 323)، وغيرها..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل


avatar


نقــاط : 100210
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Oooo14
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  User_o10

 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب     أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Emptyالسبت 9 نوفمبر 2013 - 16:42


المجلس العاشر: ذكر نماذج من المطاعن التي وجهها الشيعة الإثنا عشرية إلى بعض الصحابة الآخرين
الكاتب: مدير الموقع

موقف الشيعة الإثني عشرية من الصحابة متشابه من حيث نسبتهم جميعاً إلى الارتداد إلا ثلاثة، وذمهم، ولعنهم، والتبرؤ منهم، وإيراد المطاعن المفتراة وتوجيهها إليهم.

ولا يكاد يخلو كتاب من كتب الشيعة من التعرض للصحابة بالذم والشتم.

ولكثرة المطاعن التي وجهها الشيعة إلى الصحابة الآخرين، أردت أن أقتصر على ذكر نماذج من تلك المطاعن يدرك القارئ عند قراءتها منزلة الصحابة رضي الله عنهم عند الشيعة الإثني عشرية، فيدين الشيعة من فيها.

وفيما يلي أورد نماذج من أقوالهم في معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وخالد بن الوليد رضي الله عن الصحابة أجمعين.

أولاً: ذكر نماذج من المطاعن التي وجهها الشيعة الإثنا عشرية إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما:-

طعنهم في صدق إسلامه، وزعمهم أنه كان كافراً منافقاً وأنه يخلد في النار يوم القيامة:-

يدعي الشيعة أن معاوية رضي الله عنه لم يزل في الإشراك وعبادة الأصنام إلى أن أسلم بعد ظهور النبي صلى الله عليه وآله بمدة طويلة([1])، وكان تظاهره بالإسلام قبل موت النبي بخمسة أشهر([2])، ولم يسلم إلا خوفاً من السيف([3])، لذلك لم يكن مسلماً إلا بالاسم([4])، إذ أنه بقي على جاهليته الأولى([5])، ولم يمت حتى علق الصليب في عنقه([6])، -كما زعم الشيعة ذلك كله-.

ويزعمون أيضاً أنه كان شراً من إبليس([7])، وأن زندقته أشهر من كفر إبليس([8])، وأنه كان رأساً من رؤوس الضلالة([9])، إماماً من أئمة الكفر([10])، فرعون هذه الأمة([11])، طليقاً، منافقاً، معانداً لله ولرسوله وللمؤمنين([12])، من أعداء آل محمد، وخاصة علي بن أبي طالب منهم([13]).

ويزعم الشيعة أيضاً أن معاوية رضي الله عنه مات كافراً، لذلك فإنه يخلد في النار يوم القيامة.

واستدلوا على خلوده في النار بما أسندوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، -زوراً وبهتاناً- فزعموا -وكذبوا عليهم متعمدين- أنه قال: {إن الله عز وجل عرض علي في المنام مني القيامة وأهوالها، والجنة ونعيمها، والنار وما فيها وعذابها، فاطلعت في النار إذا أنا بمعاوية وعمرو بن العاص قائمين في جمر جهنم، يرضخ رؤوسهما الزبانية بحجارة من جمر جهنم، يقولان لهما: هلا آمنتما بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام..}([14]).

وأسند المفيد -كذباً- إلى جعفر الصادق أنه قال: [[معاوية وعمرو بن العاص لا يطمعان في الخلاص من العذاب]]([15]).

ومعاوية رضي الله عنه في معتقد الشيعة يعذب في النار منذ مات، وقد كذبوا على عدد من أئمتهم فنسبوا إليهم -كذباً- أنهم رأوه –أي: معاوية - مغلولاً في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً في واد من أودية جهنم:

فقد كذبوا على أبي جعفر الباقر، وزعموا أنه قال: [[كنت خلف أبي، وهو على بغلته، فنفرت بغلته، فإذا هو شيخ في عنقه سلسلة، ورجل يتبعه فقال: يا علي بن الحسين اسقني؟ فقال الرجل: لا تسقه، لا سقاه الله -وكان الشيخ معاوية -]]([16]).

وزعم الشيعة أن نفس الواقعة حصلت مع أبي عبد الله جعفر الصادق ومع أبيه محمد الباقر([17]).

وذكروا في الرواية التي نسبوها للباقر [[أن معاوية سأله أن يستغفر له، فقال له الباقر ثلاث مرات: لا غفر الله لك]]([18]).

ولأن معاوية رضي الله عنه ممن محض الكفر محضاً -عند الشيعة - فإنه يرجع إلى الدنيا قبل يوم القيامة، ويُنتقم منه أشد الانتقام -على حد زعم الشيعة -([19]).

مناقشة هذه المزاعم:

لا شك أن زعم الشيعة تأخر إسلام معاوية رضي الله عنه، إلى ما قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر لا يصح. بل الثابت أنه أسلم في عام الفتح في السنة الثامنة الهجرية، أي قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو من ثلاث سنين.

وعلى هذا القول جمهور علماء المغازي والسير([20])، وذكر بعضهم أنه أسلم قبل ذلك([21]).

وقد أسند ابن سعد إلى معاوية رضي الله عنه أنه أخبر عن وقت إسلامه بقوله: [[لقد أسلمت قبل عمرة القضية، ولكني كنت أخاف أن أخرج إلى المدينة؛ لأن أمي كانت تقول لي: إن خرجت قطعنا عنك القوت. ولقد دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في عمرة القضاء وإني لمصدق به، ثم لما دخل عام الفتح أظهرت إسلامي فجئته، فرحب بي]]([22]).

وقد ذكر البياضي -وهو من الشيعة- أن معاوية أظهر إسلامه في عام الفتح، فقال: (قد صح من التاريخ أنه أظهر الإسلام سنة ثمان من الهجرة)([23]).

فهذا شاهد منهم ينقل أنه قد صح إظهار معاوية لإسلامه في السنة الثامنة -عام الفتح-، وقوله حجة على من زعم تأخر ذلك.

وأقل أحوال معاوية أن يكون من الطلقاء أو المؤلفة قلوبهم، وكونه منهم لا يقدح به؛ لأن أكثر الطلقاء المؤلفة قلوبهم حسن إسلامهم، (وكان الرجل منهم يسلم أول النهار رغبة منه في الدنيا، فلا يجيء آخر النهار والإسلام أحب إليه مما طلعت عليه الشمس)([24]).

ومعاوية رضي الله عنه ممن حسن إسلامهم، ولذلك استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على كتابة الوحي، وهذا أمر مجمع عليه عند أهل السنة([25]).

وقد أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعا له بقوله: {اللهم اجعله هادياً مهدياً، واهد به}([26])، وقوله: {اللهم علم معاوية الكتاب والحساب، وقه العذاب}([27]).

فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعا ربه أن يهدي معاوية ويهدي به، وأن يقيه العذاب، والشيعة مع ذلك يزعمون أن معاوية رضي الله عنه كان كافراً، وأنه يخلد في النار دونما دليل صحيح، وإنما اتباعاً لأهوائهم وما تزينه لهم أنفسهم.

وما نسبوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إخباره عن معاوية أنه يخلد في النار، كذب متعمد عليه صلى الله عليه وسلم، ومن كذب عليه صلى الله عليه وسلم متعمداً فليتبوأ مقعده من النار -كما أخبر بذلك- صلوات ربي وسلامه عليه في الحديث المتواتر.

والحق أنه لم تكن ثمة عداوة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين معاوية رضي الله عنه، فمعاوية كان صغيراً حين أسلم، ولم يحضر معركة ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يحاربه في أي موقعة، لكن الشيعة نقلوا عداوة أمه وأبيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد عفا عن أمه وأبيه، وهما ممن قد حسن إسلامه، وتابا توبة نصوحاً، والتوبة تجب ما قبلها.

زعم الشيعة وجوب بغض معاوية ولعنه والتبرؤ منه:-

قل أن يخلو كتاب من كتب الشيعة ذكر فيه معاوية رضي الله عنه من لعنه رضي الله عنه والتبرؤ منه([28]).

قال ابن أبي الحديد: (علي إذا برئ من أحد من الناس برئنا منه كائناً من كان، وقد برئ من المغيرة وعمرو بن العاص، ومعاوية)([29]).

وقال المجلسي: (من ضروريات دين الإمامية: البراءة من معاوية)([30]).

وكتب الأدعية عندهم من الشواهد على ذلك، وخاصة ما يقرأ من الأدعية عند زيارة الأئمة، سيما الحسين منهم، فعلى سبيل المثال: ذكر الكفعمي دعاء يقرؤه الشيعة عند زيارتهم الحسين في يوم مقتله -يوم عاشوراء- هو:

[[اللهم إن هذا يوم تبركت به بنو أمية، وابن آكلة الأكباد([31])، اللعين ابن اللعين على لسانك ولسان نبيك في كل موطن وموقف وقف فيه نبيك. اللهم العن أبا سفيان ومعاوية، ويزيد بن معاوية، ومروان، وآل مروان...]]([32]).

وحكم لعن معاوية عند الشيعة كحكم لعن باقي الصحابة هو: الوجوب.

ولا شك أن سب معاوية رضي الله عنه، وغيره من الصحابة يعد من الموبقات.

وقد نقل عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أنه ذكر عنده أن قوماً يشتمون معاوية، فقال: [[ما لهم ولمعاوية؟ نسأل الله العافية]]، ثم قال: [[إذا رأيت أحداً يذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء فاتهمه على الإسلام]]([33]).

وقد نص رضي الله عنه على وجوب تعزير من يسبه واستتابته حتى يرجع بالجلد، وإن لم ينته حبس حتى يموت أو يراجع. وقال: ما أراه على الإسلام، وقال: (واتهمه على الإسلام، وقال: أجبن عن قتله).

وبنحو قوله قال الإمام إسحاق بن راهويه رحمه الله([34]).

وقال إبراهيم بن ميسرة([35]): (ما رأيت عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ضرب إنساناً قط إلا رجلاً شتم معاوية فضربه أسواطاً)([36]).

فشتم معاوية رضي الله عنه، وغيره من الصحابة رضوان الله عليهم لا يجوز، وهو من الموبقات كما نص على ذلك سلف هذه الأمة رضي الله عنهم، فكيف بمن ينسبه إلى الكفر والزندقة -عياذاً بالله تعالى-، وقد تقدم من أقوال الشيعة في ذلك، وهناك أشد من ذلك أيضاً مما يندى له الجبين، نسأل الله العافية.

أما تمسك الشيعة بما وقع بين أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وبين معاوية فلا ريب أن خصم معاوية -أعني: أمير المؤمنين- خصم كريم ومن درس سيرته لمس ذلك بوضوح، وهذا ما أكده الحافظ أبو زرعة الرازي رحمه الله لمن ادعى أنه يبغض معاوية:

فقد روى الحافظ ابن عساكر رحمه الله في كتابه تاريخ دمشق، في ترجمة معاوية رضي الله عنه أن رجلاً قال لأبي زرعة الرازي: (إني أبغض معاوية. فقال له أبو زرعة: ولم؟ قال: لأنه قاتل علياً. فقال له أبو زرعة: ويحك!! إن رب معاوية رب رحيم، وخصم معاوية خصم كريم، فأيش دخولك أنت بينهما رضي الله عنهما؟!).

ثانياً: ذكر نماذج من المطاعن التي وجهها الشيعة إلى عمرو بن العاص رضي الله عنه:-

ومنها:

طعنهم في نسبه:-

زعم الشيعة أن عمرو بن العاص رضي الله عنه ابن زنا([37]).

وذكروا أن أمه كانت من أصحاب الرايات في الجاهلية، وأنه قد وقع عليها خمسة نفر، فأتت بعمرو بن العاص -على حد قول بعضهم-([38]). وفي ذلك يقول محمد جواد مغنية - وهو من الشيعة المعاصرين ـ: النابغة أم عمرو بن العاص كانت بغياً، فوقع عليها أبو لهب، وأمية بن خلف، وهشام بن المغيرة، وأبو سفيان بن الحرب، والعاص بن وائل فأتت بعمرو وادعاه الأربعة فقالت أمه: هو من العاص. ولما قيل لها: لماذا اخترت العاص؟ قالت: كان ينفق علي وعلى أولادي أكثر منهم، وكان عمرو أشبه بأبي سفيان([39]).

ولم ينف الشيعة الآخرون هذه الفرية بل أكدوها إلا أنهم زعموا أنه قد وقع عليها ستة نفر لا خمسة، فولدت عمراً([40]).

قال من سمى نفسه عبد الواحد الأنصاري - وهو من الشيعة المعاصرين - عن عمرو بن العاص: لم يشك أحد من المؤرخين في أنه ولد سفاح، اشترك في إخراجه من أعماق أمه ستة نفر: أبو سفيان، وأمية بن خلف , والعاص بن وائل، وهشام بن المغيرة، وأبو لهب، وخلف الجمحي، وادعاه كلهم فحكموا أمه فحكمت فيه للعاص بن وائل وكان ينفق عليها كثيراً، وهيهات أن ينجب ابن الزنا. وقد ورث هذا المجرم -يقصد عمرو بن العاص - من آبائه الستة أخس الصفات وأرذل السمات؛ فقد ورث من أبي سفيان الغدر والتهتك، ومن أبي لهب الكفر والإلحاد، ومن العاص العداوة لله ولرسوله، ومن شابه أباه فما ظلم([41]).

وهذه الافتراءات من الشيعة ليس لهم على إثباتها دليل وهي مجرد إفك محض، وفرية بينة حملهم عليها حقد عظيم على الصحابة عموماً، وعلى سادتهم وكبارهم خصوصاً، وقد لحق عمرو من حقدهم وبغضهم ما لحق غيره من كبار الصحابة، وهو قد مات وانقطع عمله، ولكن الله لم يشأ أن يقطع عنه الثواب.

وهذه التهمة التي يوردها الشيعة جزافاً، يحاولون إلصاقها بأكثر الصحابة، بل قل ما ذكروا صحابياً إلا وحاولوا وصمه بهذه الفرية([42]). وإذا لم تستح فاصنع ما شئت.

نماذج من أقوال الشيعة في عمرو بن العاص:-

أطلق الشيعة الإثنا عشرية سيما المعاصرون منهم مجموعة من الألقاب على عمرو بن العاص رضي الله عنه تحمل في طياتها حقداً يعتمل في صدورهم، وسُمَّاً ينفثونه على هذا الصحابي الجليل.

ومن الأقوال الخبيثة التي أطلقوها عليه على سبيل الاتهام له: (العاصي ابن العاصي)([43])، (ابن العاهرة)([44])، (الماكر)([45])، (الخبيث)([46])، (المنافق)([47])، (ممن اشتهر نفاقهم، وظهر شكهم في الدين وارتيابهم)([48])، (المجرم)([49])، (من شر الأولين والآخرين)([50])، (يرفض الآخرة ويطلب الدنيا)([51])، (من الذين عادوا النبي وآذوه وكادوا له وكذبوه)([52]). إلى آخر ما أوردوه في ذلك من أقوال كثيرة مكذوبة.

والقارئ المنصف المتجرد يلاحظ أن هذه الأقوال مجردة عن الدليل، فالشيعة لم ينسبوها لأحد، حتى ولا لأئمتهم، كما جرت العادة عندهم في نسبة الأقوال المكذوبة إليهم، ويرجع السبب في ذلك إلى صدور هذه الأقوال عن أناس معاصرين لم يجدوا في الكتب السابقة أقوالاً مكذوبة منسوبة إلى الأئمة تطعن في بعض الصحابة، فاقتضت الضرورة أن يدلوا بدلوهم مقلدين سلفهم ومن سبقهم من علمائهم الوضاعين، فيخترعوا ما يرونه مناسباً من قصص ملفقة أو تهم مزورة، ثم يطلقونها جزافاً على الصحابة بمجموعهم أو بأعيانهم، كما حدث في اتهام الصحابة بأنهم أبناء زنا، وفي غير ذلك من الاتهامات.

وهذا يرشد القارئ اللبيب إلى أن أمثال هذه المطاعن قد صدرت عن هوى وأغراض شخصية، ومن هنا احترز أئمة الجرح التعديل في الرواية عن المبتدعة، سيما إذا رووا ما يقوي بدعتهم.

والشيعة -وخاصة المعاصرون منهم- والذين طعنوا في عمرو بن العاص -رضي الله عنه- إنما وجهوا هذه المطاعن إلى من فرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه عندما أسلم، وأخبر بصدق إسلامه، وأثنى عليه بعد ذلك ووصفه بالصلاح:

فقد روى الترمذي وأحمد وغيرهما بأسانيدهم عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص}([53]).

وهذا القول من رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على أن عمراً -رضي الله تعالى عنه- لما جاء مسلماً جاء مصدقاً بقلبه ولسانه، راغباً في العمل الصالح، طامعاً في المغفرة من ربه.

وقد طلب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيه ذات يوم فلما جاءه قال له: {يا عمرو! إني أريد أن أبعثك وجهاً فيسلمك الله ويغنمك، أرغب لك من المال رغبة صالحة. قال: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! إني لم أسلم رغبة في المال وإنما أسلمت رغبة في الجهاد والكينونة معك. قال: يا عمرو! نعماً بالمال الصالح للمرء الصالح}([54]).

وهذا الحديث يدل على إيثار عمرو لما عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم، ويبين أنه -رضي الله عنه- لم يسلم رغبة في حطام الدنيا الفانية وإنما رغبة في الثواب والأجر من الله، وطمعاً في مرضاة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهو يرد على من زعم من الشيعة أن عمراً كان طالباً للدنيا رافضاً للآخرة.

ولقد أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أهل بيته فقال فيه: {إن عمرو بن العاص من صالح قريش}([55]).

وفيه وفي ابنه عبد الله وفي أم ولده عبد الله قال صلى الله عليه وسلم: {نعم أهل البيت عبد الله وأبو عبد الله وأم عبد الله}([56]).

فرحم الله الصحابي الجليل عمرو بن العاص ورضي عنه، وعامل بعدله شانئيه ومبغضيه.

ثالثاً: الشيعة يقولون عن خالد بن الوليد رضي الله عنه: إنه سيف الشيطان المشلول:-

ينكر الشيعة أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وصف خالداً -رضي الله عنه- بأنه سيف من سيوف الله، ويزعمون أن هذه التسمية أتته من قبل أهل السنة، ويقولون: لو أن أهل السنة أنصفوا لسموه سيف الشيطان المشلول:

فهذا مقاتل بن عطية، وهو من علمائهم يقول عن خالد: (إنه سيف الشيطان المشلول) ويزعم أن أهل السنة لقلة إنصافهم سموه بسيف الله المسلول، ثم يذكر سبب تسميتهم له بذلك فيقول: (حيث إنه كان عدواً لعلي بن أبي طالب... سماه بعض السنة بسيف الله)([57]).

وبنحو قول مقاتل هذا قال الحلي([58]). -وهو من علماء الشيعة أيضاً-.

ويرد عليهما بما يلي:

إن تسمية خالد بن الوليد -رضي الله عنه- بسيف الله لم تأت من قبل أهل السنة، وأول من سماه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكان بدء تسمية الرسول صلى الله عليه وسلم له بذلك في غزوة مؤتة في السنة الثامنة من الهجرة([59]). فقد روى البخاري وغيره بأسانيدهم عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: {إن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيداً، وجعفراً، وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال: أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب –وعيناه صلى الله عليه وسلم تذرفان-. حتى أخذ سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم} وفي رواية: - {حتى أخذها سيف من سيوف الله؛ خالد..}([60]).

ولقد كرر رسول الله صلى الله عليه وسلم إطلاق هذه التسمية على خالد بن الوليد -رضي الله عنه- في غير ما موضع، فمن ذلك: قوله -عليه السلام-: {نعم عبد الله، وأخو العشيرة خالد بن الوليد، وسيف من سيوف الله سله الله على الكفار والمنافقين}([61]). ولما بلغه -صلوات ربي وسلامه عليه- أن أحد الصحابة تكلم في خالد، قال صلى الله عليه وسلم: {لا تؤذوا خالداً، فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار}([62]).

وهذا الحديث حجة على الشيعة الذين يطعنون على خالد، ويسبونه، ويؤذونه بشتى أنواع الأذى.

فأهل السنة لم يسموا خالداً بسيف الله ابتداءً، بل أول من سماه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثم أطلق أهل السنة هذا اللقب على سيف الله اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهناك مطاعن أخرى كثيرة مكذوبة نسجها الشيعة على منوال هذه المطاعن، ووجهوها إلى عدد كبير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأخيار، لكن التزامي الإيجاز في هذا الكتاب حال دون إيراد تلك المطاعن.

([1]) منهاج الكرامة للحلي (ص: 116)..

([2]) منهاج الكرامة للحلي (ص: 114)، وإحقاق الحق للتستري (ص: 266)، وعقائد الإمامية الإثني عشرية للزنجاني (3/61)..

([3]) نفحات اللاهوت للكركي (ق: 14/ب-15/أ، 26/ب)..

([4]) في ظلال التشيع لمحمد علي الحسني (ص: 286)..

([5]) مقدمة مرآة العقول لمرتضى العسكري (1/38)..

([6]) الصراط المستقيم للبياضي (3/50)..

([7]) منهاج الكرامة للحلي ص: (116)..

([8]) تنقيح المقال للمامقاني (3/222)..

([9]) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (20/15)..

([10]) الشافي للمرتضى (ص: 287)، وتلخيص الشافي للطوسي (ص: 462)..

([11]) الإيضاح للفضل بين شاذان (ص: 43)، والخصال للصدوق (2/457-460)، والملاحم لابن طاوس (ص: 90)، وسعد السعود له (ص: 133)، والصراط المستقيم للبياضي (3/50)، والكشكول لحيدر الآملي (ص: 200)، وتفسير الصافي للكاشاني (2/740)، ومقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص: 263، 341)، وأصل الشيعة وأصولها لكاشف الغطاء (ص: 45-47)..

([12]) المصباح للكفعمي (ص: 552)، والشيعة والحاكمون لمحمد جواد مغنية (ص: 39)، وأبو طالب مؤمن قريش للخنيزي (ص: 51)..

([13]) الجمل للمفيد (ص: 49)، ومنهاج الكرامة للحلي (ص: 116)، والكشكول للآملي (160)، والشيعة في الميزان لمغنية (ص: 255)..

([14]) نقله البحراني في البرهان (4/477-478)..

([15]) الاختصاص للمفيد (ص: 344)..

([16]) بصائر الدرجات الكبرى للصفار (ص: 304-307)، والاختصاص للمفيد (ص: 275-277)، وانظر: الخرايج والجرايح للراوندي (ق: 134)، ومختصر بصائر الدرجات للحلي (ص: 111)، وتفسير الصافي للكاشاني (2/491، 740)، والإيقاظ من الهجعة للحر العاملي (ص: 203-204)، وحق اليقين لشبر (2/89)..

([17]) المصادر الشيعية السابقة نفسها..

([18]) نفس المصادر..

([19]) مختصر بصائر الدرجات للحلي (ص: 29)، والإيقاظ من الهجعة للحر العاملي (ص: 363 -364)..

([20]) انظر: الاستيعاب لابن عبد البر (3/395)، ومنهاج السنة النبوية لابن تيمية (4/428-429، 436-439)، والبداية والنهاية لابن كثير (8/ 118)، والإصابة لابن حجر العسقلاني (3/433)، وتطهير الجنان لابن حجر الهيتمي (ص: 8-11)..

([21]) المصادر السابقة نفسها..

([22]) نقله الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (8/118)، والحافظ ابن حجر في الإصابة (3/433)..

([23]) الصراط المستقيم للبياضي (3/46)..

([24]) منهاج السنة النبوية (4/384)..

([25]) راجع في ذلك: تاريخ الطبري (6/179)، وتاريخ الخليفة (1/77)، والوزراء والكتاب للجهشياري (ص: 12)، وتجارب الأمم لابن مسكوية (1/291)، والكامل في التاريخ لابن الأثير (4/385)، والبداية والنهاية لابن كثير (5/350)، وكتاب النبي صلى الله عليه وسلم للأعظمي (ص: 103-105)..

([26]) أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب. جامع الترمذي (5/687) كتاب المناقب، باب مناقب معاوية..

([27]) روى الحديث بأسانيد متعددة يعضّد بعضها البعض وتصل بالحديث إلى درجة الحسن لغيره-كما ذكر ذلك محقق كتاب فضائل الصحابة-. (انظر: فضائل الصحابة لأحمد (2/913-915)، ومسند أحمد (4/127)، وتاريخ الفسوي (2/345)، والاستيعاب لابن عبد البر (3/401)..

([28]) انظر مثلا: الاختصاص للمفيد (ص: 131)، والمصباح للكفعمي (ص: 484 – 485)، وكشف الغمة للإربلي (1/563)، ونفحات اللاهوت للكركي (ق: 26 /ب)، والرجعة للأحسائي (ص: 195)..

([29]) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (20/35)..

([30]) الاعتقادات للمجلسي (ق: 17)..

([31]) مراده من آكلة الأكباد: هند بنت عتبة، أم معاوية؛ لأنها لاكت كبد حمزة يوم أحد...

([32]) المصباح للكفعمي (ص: 484)..

([33]) الصارم المسلول لابن تيمية (ص: 568)..

([34]) الصارم المسلول لابن تيمية (ص: 568)..

([35]) الطائفي نزيل مكة. روى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه نحواً من ستين حديثاً أو أكثر. قال فيه سفيان الثوري: -لم تر عيناك والله مثله- (كان من أوثق الناس وأصدقهم)، وقد أجمع العلماء على ثقته وعدله وضبطه. (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/133)، وتقريب التهذيب لابن حجر (1/172))..

([36]) الاستيعاب لابن عبد البر (3/403)، والصارم المسلول لابن تيمية (ص: 569).

([37]) الإيضاح للفضل بن شاذان (ص: 43)..

([38]) الشيعة والحاكمون لمحمد جواد مغنية (ص: 53)، وانظر: عقائد الإمامية للزنجاني (3/66)..

([39]) الشيعة والحاكمون لمحمد جواد مغنية (ص: 53)..

([40]) الدرجات الرفيعة للشيرازي (ص: 160)..

([41]) أضواء على خطوط محب الدين للأنصاري (ص: 81)..

([42]) من أراد الاطلاع على ذلك فليراجع كتابي: موقف الشيعة الإثني عشرية من الصحابة رضي الله عنهم..

([43]) أطلق عليه هذا اللقب: محمد جواد مغنية، وهو من الشيعة المعاصرين في كتابه: الشيعة والحاكمون (ص: 39)..

([44]) وصفه بهذه الصفة محمد علي الحسني، وهو من الشيعة المعاصرين في كتابه: في ظلال التشيع (ص: 188)..

([45]) سماه بهذا الاسم محمد علي الحسني، وهو من الشيعة المعاصرين في كتابه في ظلال التشيع (ص: 212)..

([46]) سماه بهذا الاسم إبراهيم الموسوي الزنجاني، وهو من الشيعة المعاصرين في كتابه: عقائد الإمامية الإثني عشرية (3/111)..

([47]) وصفه بهذه الصفة الكفعمي في كتابه المصباح (ص: 552)..

([48]) قال ذلك المرتضى في كتابه: الشافي في الإمامة (ص: 240)..

([49]) أطلق عليه ذلك من سمى نفسه بالأنصاري، وهو من الشيعة المعاصرين في كتابه: أضواء على خطوط محب الدين العريضة (ص: 112)..

([50]) وصفه بهذا الوصف الملقب بالصدوق في كتابه: الخصال (2/457)..

([51]) وصفه بهذه الصفة محمد علي الحسني، وهو من الشيعة المعاصرين في كتابه: في ظلال التشيع (ص: 132)..

([52]) اتهمه بذلك محمد جواد مغنية، وهو من الشيعة المعاصرين في كتابه: الشيعة والحاكمون (ص: 53)..

([53]) قال محقق فضائل الصحابة إسناده صحيح. انظر: جامع الترمذي، (5/687) مناقب الصحابة باب: ومن مناقب عمرو بن العاص، وفضائل الصحابة لأحمد (2/912)، وأسد الغابة لابن الأثير (4/117)..

([54]) أخرجه أحمد في المسند (4/202)، وفي الفضائل (2/912) - وقال محققه: إسناده صحيح، والحاكم في المستدرك (2/2) وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي..

([55]) أخرجه الترمذي في جامعه (5/688) كتاب المناقب، باب ومن مناقب عمرو، وأحمد في المسند (1/161)، وفي فضائل الصحابة (2/911، 912، 913)، وانظر: مجمع الزوائد للهيثمي (9/354)..

([56]) أخرجه الترمذي في جامعه (5/688) كتاب المناقب باب: ومن مناقب عمرو، وأحمد في المسند (1/161)، وفي فضائل الصحابة (2/911، 912، 913)، وانظر: مجمع الزوائد للهيثمي (9/354)..

([57]) مؤتمر علماء بغداد لمقاتل بن عطية (ص: 60)..

([58]) منهاج الكرامة للحلي (ص: 115)..

([59]) مؤتة قرية بأرض الشام، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها بعثاً سنة ثمان من الهجرة -مغازي عروة بن الزبير (ص: 204)، ومراصد الاطلاع للبغدادي (3/1330)-..

([60]) صحيح البخاري (5/103) كتاب فضائل الصحابة باب مناقب خالد بن الوليد و(5/294) كتاب المغازي - باب غزوة مؤتة، ومسند أحمد (3/113، 117- 118)، (5/299،300-301)، والحديث مروي أيضاً عن أبي قتادة الأنصاري وعن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. -انظر: مسند أحمد (ط الحلبي- 5/299 و300-301) -و (ط المعارف - 3/192-194)، وانظر: البداية والنهاية لابن كثير (4/251-252)، ومجمع الزوائد للهيثمي (9/349)..

([61]) الحديث مروي عن أبي بكر الصديق وأبي عبيدة بن الجراح وأبي هريرة رضي الله عنهم. فحديث أبي بكر أخرجه أحمد في المسند (1/Cool، وفي فضائل الصحابة (2/ 815 -816) وقال المحقق: إسناده حسن، والطبراني في المعجم الكبير (4/120)، وابن سعد في الطبقات (7/418)، والحاكم في المستدرك (3/298)، وانظر: الاستيعاب لابن عبد البر (1/408)، والإصابة لابن حجر (1/474)، ومجمع الزوائد للهيثمي (9/348)، ودر السحابة للشوكاني (ص: 433)، وحديث أبي عبيدة أخرجه أحمد في مسنده (4/90) بإسناد قال عنه الشوكاني: رجاله رجال الصحيح، وانظر: مجمع الزوائد للهيثمي (9/348)، ودر السحابة للشوكاني (ص: 433 – 434)، وحديث أبي هريرة أخرجه الترمذي في جامعه وقال: حسن غريب (5/687) كتاب المناقب باب من مناقب خالد..

([62]) فضائل الصحابة لأحمد (2/815، 817، وطبقات ابن سعد (7/395)، والمعجم الكبير للطبراني (4/121)، والمستدرك للحاكم (3/298)، وانظر: مجمع الزوائد للهيثمي (9/349)، ودر السحابة للشوكاني (ص: 434)..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل


avatar


نقــاط : 100210
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Oooo14
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  User_o10

 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب     أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Emptyالسبت 9 نوفمبر 2013 - 16:43


خلاصة ما تقدم
الكاتب: مدير الموقع

أن الشيعة الإثني عشرية سلفهم وخلفهم على عقيدة واحدة في الصحابة -رضي الله عنهم- من حيث القول بكفرهم، وارتدادهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن حيث توجيه المطاعن المفتراة إلى ساداتهم وخيارهم:

فقد قالوا بكفر الشيخين: أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- وكفر عثمان، وكفر بقية العشرة المبشرين بالجنة -عدا علي -.

ولم يكتفوا بهذا، بل نسبوا الصديقة بنت الصديق عائشة إلى الفاحشة، وأنكروا أن تكون آيات البراءة قد نزلت في شأنها.

واتهموا بقية الصحابة، وطعنوا في صدق إيمانهم، واستطالوا على أعراضهم، وزعموا أن بعضهم من أبناء الزنا، ومن يطالع كتبهم، ويطلع على ما كتبوه في ذلك يجد العجب العجاب.

ولا ريب أن أئمة أهل البيت الطيبين الطاهرين بريئون كل البراءة من كل ما ألصقه بهم الشيعة الإثنا عشرية من أكاذيب وترهات زعموا أنها صدرت منهم في حق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم يحبون الصحابة ويحترمونهم وينزلونهم المنزلة التي أنزلهم الله تعالى إياها ورسوله صلى الله عليه وسلم.

وينبغي على الشيعة علمائهم وعوامهم -إن كانوا يحبون أهل البيت- أن يحبوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كان يحبهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويحبهم أهل بيته الطيبون الطاهرون -رحمهم الله ورضي عنهم أجمعين-، فإنما تعلم المحبة بالاتباع.

قال الشاعر:

لو كان حبُك صادقاً لأطعته إن المحب لمن أحب مطيـع

وفي الختام: أنقل إلى كل شيعي غرر به، وهو في باطنه محب لأهل بيت نبيه صلى الله عليه وسلم نصيحة صادقة خاطب الإمام الشوكاني -رحمه الله- من خلالها العقول، بعد ما نقل إجماع أهل البيت من اثني عشر طريقاً على تحريم سب الصحابة -رضي الله تعالى عنهم-، وتحريم التكفير والتفسيق لأحد منهم، يقول فيها -رحمه الله-: (فيا من أفسد دينه بذم خير القرون، وفعل بنفسه ما لا يفعله المجنون! إن قلت: اقتديت في سبهم بالكتاب العزيز. كذبت في هذه الدعوى؛ من كان له في معرفة القرآن أدنى تبريز، إنه مصرح بأن الله -جل جلاله- قد رضي عنهم، ومشحون بمناقبهم، ومحاسن أفعالهم، ومرشد إلى الدعاء لهم، وإن قلت: اقتديت بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المطهرة قام في وجه دعواك الباطلة ما في كتب السنة الصحيحة من مؤلفات أهل البيت وغيرهم من النصوص المصرحة بالنهي عن سبهم، وعن أذية رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، وأنهم خير القرون، وأنهم من أهل الجنة، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وهو راضٍ عنهم، وما في طي تلك الدفاتر الحديثية من ذكر مناقبهم الجمة كجهادهم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيعهم نفوسهم وأموالهم من الله، ومفارقتهم الأهل والأوطان، والأحباب والأخدان طلباً للدين وفراراً من مساكنة الجاحدين، وكم يعد العاد من هذه المناقب التي لا تتسع لها إلا مجلدات، ومن نظر في كتب السير والحديث عرف من ذلك ما لا يحيط به الحصر، وإن قلت أيها الساب لخير هذه الأمة من الأصحاب: إنك اقتديت بأئمة أهل البيت في هذه القضية الفظيعة، فقد حكينا لك في هذه الرسالة إجماعهم على خلاف ما أنت عليه من تلك الطرق..)([1]). إلى آخر ما قال رحمه الله في ذلك المصنف القيم.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه إنه جواد كريم وصلى الله وسلم وبارك عل سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم، والحمد لله رب العالمين.

(27-ذو القعدة-1410هـ).

([1]) إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي (ق: 4/ب).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل


avatar


نقــاط : 100210
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Oooo14
 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  User_o10

 أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب     أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب  Emptyالسبت 9 نوفمبر 2013 - 16:44


ثبت المصادر
الكاتب: مدير الموقع

ثبت المصادر السنية:-

- الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين: لابن عساكر الشافعي. دار الفكر، دمشق، سوريا، ط1، 1406هـ- 1986م.

- إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي صلى الله عليه وسلم: للشوكاني. مخطوط يوجد في جامعة الملك سعود، في الرياض.

- الاستيعاب في معرفة الأصحاب: لابن عبد البر. ط مطبعة دار الفكر، بيروت، لبنان.

- أسد الغابة في معرفة الصحابة: لابن الأثير الجزري. مطبعة الشعب بالقاهرة، مصر.

- الإصابة في تمييز الصحابة: لابن حجر العسقلاني، ط دار الفكر، بيروت، لبنان.

- أنساب الأشراف: للبلاذري؛ أحمد بن يحيى بن جابر. نشر مكتبة المثنى، بغداد، العراق.

- البداية والنهاية: لابن كثير الدمشقي. تصوير مكتبة المعارف، بيروت، 1977م.

- بغية المرتاد: لابن تيمية. تحقيق: د/ موسى الدويش. نشر مكتبة العلوم والحكم، ط1، 1408هـ- 1988م.

- تاريخ خليفة بن خياط. ط دار القلم، دمشق، 1397هـ- 1977م، تحقيق: د/ أكرم ضياء العمري.

- تاريخ الطبري. نشر دار المعارف بمصر. تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم.

- تاريخ دمشق: لابن عساكر. مخطوط مصور في الجامعة الإسلامية يحمل الرقم (1343).

- تاريخ الفسوي: محمد بن يعقوب الفسوي.

- تاريخ المدينة المنورة: لابن شبه. ط دار الأصفهاني للطباعة، جدة، السعودية، ط2، 1393م. تحقيق: فهيم شلتوت.

- التاريخ: ليحيى بن معين. طبع مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط1، 1399هـ- 1979م.

- تذكرة الحفاظ: للذهبي، نشر دار إحياء التراث العربي، بيروت.

- تطهير الجنان واللسان عن الخطور والتفوه بثلب سيدنا معاوية بن أبي سفيان: لابن حجر الهيتمي. دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط2، 1405هـ- 1985م.

- تفسير القرآن العظيم: لابن كثير. دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1380هـ- 1969.

- تقريب التهذيب: لابن حجر العسقلاني. ط دار الرشيد، حلب، سوريا، ط1، 1406هـ. قدم له وقابله بالأصل: محمد عوامة.

- تلخيص المستدرك للذهبي (بهامش كتاب المستدرك للحاكم) نشر مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب، سوريا.

- تهذيب التهذيب: لابن حجر العسقلاني. تصوير دار صادر بيروت عن ط1 بمطبعة دائرة المعارف النظامية، حيدر آباد الدكن، 1327هـ.

- تهذيب الكمال في أسماء الرجال: للمزي. نسخة مصورة عن النسخة الخطية المحفوظة بدار الكتب المصرية. تصوير: دار المأمون للتراث، دمشق- بيروت، ط1، 1402هـ- 1982م.

- جامع البيان عن تأويل آي القرآن: للطبري. مطبعة البابي الحلبي، مصر، ط3، 1388هـ- 1968م.

- جامع الترمذي. ط مطبعة البابي الحلبي بمصر، ط2، 1977م. تحقيق: أحمد محمد شاكر.

- الجرح والتعديل: لابن أبي حاتم. تصوير دار الفكر، بيروت. عن ط1 بدائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن، 1361هـ- 1924م.

- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: لأبي نعيم الأصبهاني. تصوير دار الكتاب العربي، بيروت، ط2، 1387هـ- 1967م.

- الخطوط العريضة: لمحب الدين الخطيب. ط القاهرة- مصر.

- در السحابة في مناقب القرابة والصحابة: للشوكاني. ط دار الفكر، دمشق، ط1، 1404هـ- 1984م.

- ديوان الضعفاء: للذهبي. نشر مكتبة النهضة الحديثة. ط2، 1409هـ. تحقيق: الشيخ حماد الأنصاري.

- الذرية الطاهرة النبوية: للدولابي. ط الدار السلفية، الكويت، ط1، 1407هـ- 1986م. تحقيق: سعد المبارك الحسن.

- ذيل ديوان الضعفاء: للذهبي. نشر مكتبة النهضة الحديثة. ط1، 1406هـ. تحقيق: الشيخ حماد الأنصاري.

- رسالة في الرد على الرافضة: للشيخ محمد بن سليمان التميمي. ط مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، مكة المكرمة، ط2، 1400هـ. تحقيق: ناصر بن سعد الرشيد.

- الروض الأنيق في إثبات إمامة أبي بكر الصديق. مخطوط مصور عن المكتبة البلدية بالإسكندرية.

- الرياض النضرة في مناقب العشرة: للمحب الطبري. ط دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 1405هـ- 1984م.

- سراب في إيران: للدكتور أحمد الأفغاني.

- سلسلة الأحاديث الصحيحة: للألباني. ط المكتب الإسلامي، ومكتبة المعارف.

- السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين: للمحب الطبري. مطبعة البابي الحلبي، القاهرة، 1402هـ- 1983م.

- سنن أبي داود. الناشر: حمص، سوريا. ط1، 1388هـ- 1969م. تحقيق: عزت عبيد الدعاس.

- سنن ابن ماجة: ط عيسى البابي الحلبي، القاهرة. تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي.

- سنن النسائي: نشر مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب، سوريا. مصورة عن الطبعة الأولى المصرية سنة 1348هـ- 1930م. طبعة أولى مفهرسة.

- السيرة النبوية لابن كثير ط دار الفكر، بيروت، لبنان. ط2 1398هـ- 1978م. تحقيق: مصطفى عبد الواحد.

- السيرة النبوية لابن هشام: ط مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، ط2، 1375هـ. تحقيق: مصطفى السقا، وإبراهيم الإبياري، وعبد الحفيظ شلبي.

- شرح الكوكب المنير: للحنبلي. تحقيق: د محمد الزحيلي، و د نزيه حماد، دار الفكر، دمشق- سوريا.

- الشفا بتعريف حقوق المصطفى: للقاضي عياض. ط دار الفكر، بيروت- لبنان.

- الصارم المسلول على شاتم الرسول: لابن تيمية. ط عالم الكتب، بيروت، 1402هـ- 1982م. تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد.

- الصحاح: للجوهري. ط2، 1402هـ- 1982م. تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار.

- صحيح البخاري: تصوير عالم الكتب، بيروت، لبنان، ط2، 1402هـ- 1982. مصورة عن الطبعة المصرية المنيرية.

- صحيح الجامع الصغير: للألباني. ط المكتب الإسلامي، ط2، 1406هـ- 1986م.

- صحيح مسلم. ط دار إحياء التراث العربي. تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي.

- الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة: لابن حجر الهيتمي. ط دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط2، 1405هـ- 1985م.

- الضعفاء: للعقيلي. ط دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 1404هـ- 1984م. تحقيق: عبد المعطي القلعجي.

- ضعف الجامع الصغير: للألباني. ط المكتب الإسلامي. ط3، 1406هـ- 1986م.

- طبقات خليفة بن خياط. ط مطبعة العاني، بغداد، العراق، ط1، 1387هـ- 1967م. تحقيق: د/ أكرم ضياء العمري.

- طبقات ابن سعد: ط دار صادر، بيروت، لبنان، 1376هـ- 1957م. نشر دار بيروت.

- فتح الباري بشرح صحيح البخاري: لابن حجر العسقلاني. ط المكتبة السلفية. تصحيح وتعليق: الشيخ عبد العزيز بن باز.

- الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني: لأحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي. ط1، مصر، 1371م.

- فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير: للشوكاني. تصوير بيروت. نشر محفوظ العلي.

- فضائل الصحابة: لأحمد بن حنبل. ط مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، ط1، 1403هـ- 1983م. تحقيق: وصي الله بن محمد عباس.

- القاموس المحيط: للفيروز آبادي. منشورات عالم الكتب، بيروت، لبنان.

- الكامل في التاريخ: لابن الأثير. ط دار صادر، بيروت، لبنان، 1385هـ- 1965م.

- كتَّاب النبي صلى الله عليه وسلم: د/ محمد مصطفى الأعظمي. ط شركة الطباعة السعودية، الرياض، ط3، 1401هـ- 1981م.

- كشف الأستار عن زوائد البزار: للهيثمي. تصوير مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان. تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي.

- الكفاية في علم الرواية: للخطيب البغدادي. ط القاهرة، مصر.

- لسان العرب: لابن منظور الإفريقي. ط دار صادر، بيروت، لبنان، 1388هـ.

- لسان الميزان: لابن حجر العسقلاني. تصوير مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، لبنان.

- لقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة: للزبيدي. نشر دار الباز، مكة المكرمة.

- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي. نشر دار الكتاب، بيروت، لبنان. مصورة عن ط2= 1967م.

- مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية. جمع وترتيب: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم الحنبلي.

- المحكم والمحيط الأعظم: لابن سيده. نشر مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، مصر، ط1، 1377هـ- 1958م. تحقيق: السقا، وحسين نصار.

- مرآة الجنان وعبر اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان: لليافعي. تصوير مؤسسة الأعلمي للمطبوعات. بيروت، عن ط2، 1390هـ- 1970م.

- مراصد الإطلاع: لصفي الدين البغدادي. طبعة عيسى البابي الحلبي، 1373هـ- 1954م.

- المستدرك على الصحيحين: للحاكم النيسابوري. نشر: مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب، سوريا.

- مسند الإمام أحمد بن حنبل: ط الحلبي، القاهرة، 1313هـ. نشر دار صادر، بيروت، لبنان.

- مسند الإمام أحمد بن حنبل. ط المعارف، القاهرة، 1365- 1374هـ/ 1946- 1955م. تحقيق: الأستاذ أحمد شاكر.

- المعجم الكبير: للطبراني. ط وزارة الأوقاف العراقية بالدار العربية للطباعة ببغداد. ط1، 1399هـ- 1979م. تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي.

- المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي الشريف: رتبه ونظمه لفيف من المستشرقين. ونشره د. أ. ي. ونستك. ط 1936م، مكتبة بريل في مدينة ليدن.

- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم: وضعه محمد فؤاد عبد الباقي. نشر دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان.

- المعجم الوسيط لمجموعة من الأساتذة. طبع مطابع دار المعارف بالقاهرة، 1392هـ- 1972م.

- المعرفة والتاريخ: ليعقوب بن سفيان الفسوي. مطبعة الإرشاد، بغداد، العراق، 1394هـ. تحقيق: د/ أكرم ضياء العمري.

- مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعروة بن الزبير. برواية الأسود عنه. نشر مكتب التربية العربي لدول الخليج بالرياض. تحقيق: د. محمد مصطفى الأعظمي.

- منال الطالب: لابن الأثير الجزري. من مطبوعات جامعة أم القرى، مكة المكرمة.

- المنتقى من منهاج الاعتدال: للذهبي. ط المطبعة السلفية، القاهرة. تحقيق: الشيخ محب الدين الخطيب.

- منهاج السنة النبوية: لابن تيمية. ط جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، ط1، 1406هـ- 1986م. تحقيق د/ محمد رشاد سالم.

- موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: للهيثمي. تحقيق: عبد الرزاق حمزة. ط دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان.

- الموطأ: للإمام مالك. ط عيسى البابي الحلبي، القاهرة، 1370هـ- 1951م. تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي.

- ميزان الاعتدال: للذهبي. تصوير دار المعرفة، بيروت، لبنان، عن ط1، 1382هـ- 1963م.

- النهي عن سب الأصحاب وما فيه من الإثم والعقاب: لمحمد بن عبد الواحد المقدسي. مخطوط يوجد في مكتبة الشيخ حماد الأنصاري، ويحمل الرقم 540.

ثبت المصادر الشيعية:-

- أبو طالب مؤمن قريش: لعبد الله الشيخ علي الخنيزي. من منشورات المكتب العالمي للتأليف والترجمة، دار مكتبة الحياة، بيروت، لبنان، ط1، 1381هـ- 1961م. قدّم له النصراني: بولس سلامة.

- أحاديث أم المؤمنين: لمرتضى العسكري. دار الزهراء للطباعة والنشر، بيروت، لبنان، ط1، 1405هـ- 1985م.

- الاحتجاج: لأبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي. مطبعة سعيد، مشهد، إيران، نشر المرتضى، 1403هـ. تعليقات محمد باقر الموسوي. قدم له: محمد بحر العلوم.

- إحقاق الحق: لنور الله التستري. المطبعة المرتضوية في النجف، العراق، 1273هـ. طبعة حجرية، منسوخة بخط أبي القاسم الخوانساري.

- الأخبار الطوال: للدينوري.

- الاختصاص: للمفيد؛ محمد بن محمد بن النعمان. من منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، 1402هـ- 1982م. صححه وعلق عليه: علي أكبر الغفاري.

- اختيار معرفة الرجال: لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي. دانشكا، مشهد، إيران.

- الإرشاد: للمفيد. انتشارات كتاب فروشي إسلامية. طهران، إيران، 1351هـ.

- الاستبصار فيما اختلف فيه من الأخبار: لمحمد بن الحسن الطوسي. نشر دار الكتب الإسلامية، طهران، إيران، 1390هـ. مطبعة النجف في النجف 1375هـ. يقع في أربعة مجلدات. حققه وعلق عليه: حسن الموسوي الخراساني.

- الاستغاثة في بدع الثلاثة: لأبي القاسم علي بن أحمد الكوفي. خال من تاريخ الطبع، ومكانه.

- الأشعثيات: لأبي علي محمد بن محمد الأشعث الكوفي. إصدار مكتبة نينوى الحديثة، طهران، إيران.

- أصل الشيعة وأصولها: لمحمد حسين كاشف الغطاء. المطبعة العربية بالقاهرة، ط10، 1377هـ- 1958م. قدم له: مرتضى العسكري.

- الأصول من الكافي: للكليني. المطبعة الإسلامية، ط طهران – إيران، 1388هـ.

- أضواء على خطوط محب الدين العريضة: لعبد الواحد الأنصاري. خال من مكان الطبع، وتاريخه.

- الاعتقادات: لمحمد باقر المجلسي. مخطوط، يوجد في مكتبة رضا لايبراري، رامبور، الهند، يحمل الرقم 1915.

- إعلام الورى بأعلام الهدى: لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي. دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت، لبنان، 1399هـ- 1979م. صححه وعلق عليه: علي أكبر الغفاري.

- الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد: لمحمد بن الحسن الطوسي. مطبعة الآداب في النجف، العراق، 1399هـ- 1979م.

- إكمال الدين وإتمام النعمة في إثبات الرجعة: لأبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي، الملقّب بالصدوق. المطبعة الحيدرية، النجف، العراق، ط1، 1389هـ- 1970م. قدّم له السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخراساني.

- إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب: لعلي اليزدي الحائري. مؤسسة مطبوعاتي حق بين، قم، إيران. من منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، ط4، 1397هـ- 1977م.

- الأمالي لابن بابويه القمي: المعروف بالصدوق. انتشارات كتاب خانه إسلامية، طهران، إيران، 1362هـ.

- الأمالي: لمحمد بن الحسن الطوسي. مطبعة النعمان، النجف، العراق، 1384هـ- 1964م.

- الأمالي: للمفيد. منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، قم، إيران، المطبعة الإسلامية، 1403هـ. تحقيق: الحسين أستاد ولي، وعلي أكبر الغفاري.

- أمل الآمل في تراجم جبل عامل: لمحمد بن الحسن الحر العاملي، مطبعة نمونة، قم، إيران. نشر دار الكتاب الإسلامي، قم، إيران.

- الانتفاضات الشيعية: لهاشم معروف الحسيني.

- الأنوار النعمانية: لنعمة الله الموسوي الجزائري. مطبعة شركة جاب، تبريز، إيران.

- أوائل المقالات في المذاهب والمختارات: للمفيد. مكتبة الداوري، قم، إيران، ط2، 1371هـ.

- الإيضاح: للفضل بن شاذان الأزدي. منشورات مؤسسة الأعلمي، بيروت، لبنان، ط1، 1402هـ- 1982م.

- الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة: للحر العاملي. انتشارات نويد، إيران، 1362هـ. صححه هاشم الرسولي المحلاتي.

- بحار الأنوار الجامع لدرر أخبار الأئمة الأطهار: لمحمد باقر المجلسي. دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، ط3، 1403هـ- 1983م. وقد طبع على نفقة: دار الكتب الإسلامية، طهران، إيران.

- البرهان في تفسير القرآن: لهاشم بن سليمان الحسيني البحراني. المطبعة العلمية، قم، إيران، ط2 وط3، 1393هـ. يقع في أربع مجلدات.

- بصائر الدرجات الكبرى: لمحمد بن الحسن الصفار. طبع في مطبعة الأحمدي، طهران. من منشورات الأعلمي، طهران، 1342 ش – 1404ق.

- بيان غيبة حضرت إمام موعود: لمحمد علي كرئلائي – مخطوط – من مكتبة رضا – الهند -.

- تاريخ اليعقوبي: لأحمد بن أبي يعقوب. دار صادر، بيروت، لبنان.

- تجريد الاعتقاد: لنصير الدين الطوسي. منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، ط1، 1399هـ- 1979م.

- تحفة العوام مقبول: لمنظور بن حسين. مطبوعة حيدري بريس، لاهور، باكستان.

- تفسير الصافي: لمحسن الفيض الكاشاني. مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، ط1، 1399هـ- 1979م.

- تفسير العياشي: لمحمد بن مسعود بن عياش. المكتبة العلمية الإسلامية، طهران، إيران. صححه وعلق عليه: هاشم الرسولي المحلاتي.

- تفسير فرات الكوفي: لفرات بن إبراهيم الكوفي. المطبعة الحيدرية، النجف، العراق. من منشورات مكتبة الداوري، قم، إيران.

- تفسير القمي: علي بن إبراهيم القمي. مطبعة النجف، العراق. منشورات مكتبة الهدى. صححه وعلق عليه وقدم له: السيد طيب الموسوي الجزائري. يقع في مجلدين. وهذه التي أشرت إليها بـ (الطبعة الحديثة).

- تفسير القمي. ط حجرية بخط اليد، طهران، إيران، 1313هـ.

- تلخيص الشافي: لمحمد بن الحسن الطوسي. طبعة حجرية مكتوبة بخط اليد. نسخها مير أبو القاسم بن مير محمد صادق الخوانساري. فرغ من نسخها في شهر رجب، سنة 1301هـ. طهران، إيران.

- تنقيح المقال في علم الرجال: لعبد الله المامقاني. طبعة حجرية منسوخة بخط اليد. يقع في ثلاث مجلدات.

- جامع الأخبار: لمحمد بن محمد الشعيري. مطبعة أمير قم، ومنشورات الرضى، قم، إيران، ط2، 1363هـ.

- جلاء العيون: لمحمد باقر المجلسي –باللغة الفارسية-.

- الجمل = النصرة في حرب البصرة: للمفيد. منشورات مكتبة الداوري، قم، إيران، ط3.

- حق اليقين في معرفة أصول الدين: لعبد الله شبر. دار الكتاب الإسلامي. لبنان. ط1 1404هـ- 1983م. مجلدان.

- حق اليقين: لمحمد باقر المجلسي. انتشارات علمية إسلامية، بازار شيرازي، جنب نوروز خان، إيران.

- الحكومة الإسلامية: للخميني. منشورات المكتبة الإسلامية الكبرى. إيران.

- حياة القلوب: للمجلسي.

- الخرايج والجرايح: للقطب الراوندي. مكتوبة على الحجر.

- الخصال: للصدوق. الناشر: مكتبة الصدوق، طهران، جنب مسجد سلطاني، إيران. 1389هـ. ق- 1348هـ. ش.

- دائرة المعارف الشيعية: لمحمد حسن الأعلمي. من مطبوعات إيران.

- الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة: لصدر الدين علي خان الشيرازي الحسيني. منشورات مكتبة بصيرتي، قم، 1397هـ. قدّم له: محمد صادق بحر العلوم.

- دلائل الإمامة: لأبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري. منشورات المطبعة الحيدرية ومكتبتها في النجف- العراق. 1383هـ- 1963م.

- الذريعة إلى تصانيف الشيعة: لآغا بزرك الطهراني. دار الأضواء، بيروت، لبنان، ط3، 1403هـ- 1983م. يقع في ثمانية وعشرين مجلداً.

- رجال الحلي: لابن المطهر الحلي. طبع مطبعة الخيّام، قم- إيران، الناشر: مكتبة الرضى، قم، إيران، والمطبعة الحيدرية في النجف، العراق، ط2، 1381هـ- 1961م. تحقيق: محمد صادق بحر العلوم.

- رجال الطوسي: لمحمد بن الحسن الطوسي. المطبعة الحيدرية، النجف، العراق، ط1، 1380هـ- 1961م.

- رجال النجاشي= فهرست أسماء مصنفي الشيعة.

- الرجعة: لأحمد زين الأحسائي. من مطبوعات إيران. نشر: مكتبة العلامة الحائري العامة، كربلاء، ط الثانية.

- روضات الجنات: للخوانساري. تحقيق: أسد الله إسماعيليان. ط دار المعرفة، بيروت- لبنان.

- الروضة من الكافي: للكليني. طبعة حجرية بخط اليد على هامش المجلد الرابع من مرآة العقول للمجلسي. طهران، إيران، كتبت سنة 1354هـ.

- سعد السعود: لأبي القاسم علي بن موسى المعروف بابن طاوس، مطبعة أمير، قم، الناشر: مكتبة الرضى، قم، إيران، 1363هـ.

- السقيفة= كتاب سليم بن قيس: لسليم بن قيس الكوفي الهلالي العامري. منشورات دار الفنون للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، 1400هـ- 1980م.

- سيرة الأئمة الاثني عشر: لهاشم معروف الحسيني. دار القلم، بيروت، لبنان، ط3، 1981م. يقع في مجلدين.

- الشافي في الإمامة: لأبي القاسم علي بن الحسين بن موسى، المعروف بالشريف المرتضى. طبعة حجرية بخط اليد، كتبت في طهران، سنة 1354هـ. كتبها عباس الحائري.

- شرح الخطبة الشقشقية: لمحمد رضا الحكيمي. مؤسسة الوفاء، بيروت، لبنان، ط1، 1403هـ- 1983م.

- شرح نهج البلاغة: لعبد الحميد بن أبي الحديد. دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، مصر، ط2، 1387هـ- 1967م. يقع في عشرين جزءاً في عشر مجلدات. تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم.

- شرعة التسمية في زمن الغيبة: للسيد الداماد الحسيني. مخطوط يوجد في مكتبة (رضا)، رامبور، الهند. ويحمل الرقم (1927).

- الشعائر الحسينية: لحسن الشيرازي. دار الصادق، بيروت، لبنان.

- الشيعة في الميزان: لمحمد جواد مغنية. دار الشروق، بيروت، لبنان.

- الشيعة والحاكمون: لمحمد جواد مغنية. دار التعارف للمطبوعات، بيروت، لبنان.

- الشيعة والرجعة: للطبسي النجفي. من مطبوعات النجف، مطبعة الحيدرية، 1375هـ- 1956م.

- الصافي في تفسير القرآن: للفيض الكاشاني. من منشورات المكتبة الإسلامية، طهران، إيران، نسخة خطية كتبها محمد علي التبريزي الغروي، سنة 1374هـ.

- صحيفة علوية: سيد مرتضى حسين صاحب فضل. مطبعة غلام علي، لاهور، باكستان.

- الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم: لأبي محمد علي بن يونس العاملي النباطي البياضي. مطبعة الحيدري. نشر: المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية، ط1، 1384هـ. صححه وعلق عليه: محمد الباقر البهبودي.

- الصوارم المهرقة في نقد الصواعق المحرقة: للتستري. طبع كتاب جان خانه، شركت سهامي، إيران، ط1، 1367هـ. عني بتصحيحه: جلال الدين الحسيني.

- الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف: لابن طاوس. مطبعة الخيام، قم، إيران، 1400هـ.

- عقاب الأعمال: للصدوق. نشر كتبي نجفي، قم، إيران، ومكتبة الصدوق، طهران، إيران. صححه وعلق عليه: علي أكبر الغفاري.

- عقائد الإمامية الإثني عشرية: لإبراهيم الموسوي الزنجاني. مؤسسة الوفاء، بيروت، لبنان، 1402هـ- 1982م. يقع في ثلاث مجلدات.

- عقد الدرر في شرح بقر بطن عمر: (د.م). مخطوط يوجد في مكتبة (رضا)، رامبور، الهند، يحمل الرقم (2003).

- علم اليقين في أصول الدين: للفيض الكاشاني. خال من مكان الطبع وتاريخه.

- عين الحياة: لمحمد باقر المجلسي. انتشارات قائم، طهران، إيران.

- عيون أخبار الرضا: للصدوق. الناشر: رضا مشهدي، شهريور، إيران، 1363هـ.

- عيون المعجزات: لحسين عبد الوهاب. المطبعة العلمية في قم، إيران.

- الغارات = الاستنفار والغارات: لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي. دار الأضواء، بيروت، لبنان، ط1، 1407هـ- 1987م. حققه وعلق عليه: عبد الزهراء الخطيب.

- الغيبة: لمحمد بن الحسن الطوسي. مطبعة النعمان، النجف، العراق، منشورات مكتبة بصيرتي، قم، إيران، 1385هـ.

- فرق الشيعة: لأبي محمد الحسن بن موسى النوبختي. المطبعة الحيدرية، النجف، العراق. علق عليه: محمد صادق آل بحر العلوم.

- الفروع من الكافي: للكليني. مطبوع على هامش مرآة العقول للمجلسي. طبعة حجرية مكتوبة بخط اليد سنة 1354، طهران، إيران.

- فصل الخطاب في إثبات تحريف كلام رب الأرباب: لحسين بن محمد تقي النوري الطبرسي. طبعة حجرية، مكتوبة بخط اليد سنة 1298هـ، إيران.

- الفصول المختارة من العيون والمحاسن: للمفيد. دار الأضواء، بيروت، لبنان، ط4، 1405هـ- 1985م.

- الفصول المهمة في أصول الأئمة: للحر العاملي. منشورات مكتبة بصيرتي، قم، إيران، ط3.

- الفصول المهمة في معرفة الأئمة: لعلي بن محمد، الشهير بابن الصباغ. مطبعة العدل، النجف، العراق.

- الفهرست: لابن النديم. دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت، لبنان، 1398هـ- 1978م.

- الفهرست: لمحمد بن الحسن الطوسي. منشورات المكتبة المرتضوية ومطبعتها، النجف، العراق، ومكتبة الشريف الرضي، قم، إيران. صححه وعلق عليه: محمد صادق آل بحر العلوم.

- فهرست أسماء مصنفي الشيعة: لأبي العباس أحمد بن علي النجاشي. مكتبة الداوري، قم، إيران.

- في ظلال التشيع: لهاشم معروف الحسيني. مؤسسة الوفاء، بيروت، لبنان، ط1، 1403هـ- 1983م.

- قرة العيون في المعارف والحكم: للفيض الكاشاني. الناشر: مكتبة الألفين، الكويت، ط2، 1399هـ.

- الكافي: للكليني. ويشتمل على الأصول، والفروع، والروضة. وهو مطبوع عدة طبعات، أشهرها طبعة دار الكتب الإسلامية، طهران، إيران

- كشف الغمة في معرفة الأئمة: لأبي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الإربلي. طبع المطبعة العلمية، قم، إيران، الناشر: مكتبة بني هاشم، تبريز، إيران، 1381هـ. علق عليه: هاشم الرسولي المحلاتي. يقع في مجلدين.

- كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد: لابن المطهر الحلي. منشورات مؤسسة الأعلمي، بيروت، لبنان، ط1، 1399هـ- 1979م. مع حواشي وتعليقات لإبراهيم الموسوي الزنجاني.

- الكشكول فيما جرى على آل الرسول: لحيدر بن علي العبيدي الحسيني الآملي. مطبعة أمير، قم، إيران، منشورات الرضى، قم، إيران، ط2، 1372هـ.

- كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر: لأبي القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز القمي الرازي. مطبعة الخيام، قم، إيران، انتشارات بيدار، ط1، 1401هـ. حققه: عبد اللطيف بن علي أكبر الحسيني.

- الكنى والألقاب: لعباس القمي. المطبعة الحيدرية، النجف، العراق، ط2، 1389هـ- 1969م.

- مجمع البيان في تفسير القرآن: لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي. مطبعة العرفان، صيدا، لبنان، سنة 1333هـ، منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، إيران، 1403هـ. يقع في خمس مجلدات.

- مختصر بصائر الدرجات: لحسن بن سليمان الحلي. انتشارات الرسول المصطفى، قم، خيابان، أرم باساز قدس. منشورات المطبعة الحيدرية في النجف، العراق، ط1، 1370هـ- 1950م.

- مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول؛ وهو شرح لكتاب الأصول والفروع والروضة من الكافي: لمحمد باقر المجلسي. طبعة حجرية مكتوبة بخط اليد سنة 1354هـ، طهران، إيران.

- مروج الذهب: للمسعودي. شرح وتقديم الدكتور: مفيد محمد قميحة. ط دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1406هـ- 1986م.

- مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين: لرجب البرسي. منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، ط10.

- مصباح الكفعمي= جنة الأمان الواقية، وجنة الإيمان الباقية لإبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد العاملي الكفعمي. مطبعة أمير، قم، إيران. منشورات الرضى ومنشورات زاهدي. ط2، 1405هـ.

- معاني الأخبار: للصدوق. الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت، لبنان، 1399هـ- 1979م.

- معجم رجال الحديث: لأبي القاسم الموسوي الخوئي. منشورات مدينة العلم؛ آية الله العظمى الخوئي، قم، إيران، ط3، 1403هـ- 1983م. يقع في ثلاثة وعشرين مجلداً.

- مفاتيح الجنان: لعباس القمي. منشورات دار التربية، بغداد، العراق. عرَّبه: محمد رضا النوري النجفي.

- مفتاح الجنان. (د.م). نشر مكتبة الماخوزي، البحرين.

- المقالات والفرق: لسعد بن عبد الله القمي. مطبعة حيدري، طهران، إيران، 1963م. صححه وقدم له وعلق عليه: الدكتور محمد جواد مشكور.

- مقدمة تفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار: لأبي الحسن بن محمد طاهر النباطي العاملي الفروي. وهي مقدمة على تفسير البرهان للبحراني. المطبعة العلمية، قم، إيران، ط3، 1393هـ.

- مقدمة مرآة العقول: لمرتضى العسكري. وهي مقدمة على مرآة العقول للمجلسي. طبع على نفقة مكتبة ولي العصر، طهران، إيران. الناشر: دار الكتب الإسلامية، طهران- إيران، 1398هـ. يقع في مجلدين.

- الملاحم والفتن في ظهور الغائب المنتظر: لابن طاوس. منشورات مطبعة الحيدرية، النجف، العراق، ط3.

- منار الهدى في النص على إمامة الأئمة الاثني عشر: لعلي البحراني. دار المنتظر، بيروت، لبنان، ط1، 1405هـ- 1985م. حققه وعلق عليه: عبد الزهراء الخطيب.

- مناقب آل أبي طالب: لمحمد بن علي بن شهر آشوب. المطبعة العلمية، قم، إيران. مؤسسة انتشارات علامة. يقع في ثلاث مجلدات.

- منهاج الكرامة في إثبات الإمامة: لابن المطهر الحلي. مطبوع مع منهاج السنة النبوية لابن تيمية. بتحقيق: محمد رشاد سالم.

- مؤتمر علماء بغداد: لمقاتل بن عطية. ط3، 1399هـ. وهو مخطوط في مكتبة راجا محمود آباد، بخط المؤلف. قام بطبعه ونشره: هداية الله المسترحمي الأصفهاني الجرقوني. قدّم لهذا الكتاب: شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي.

- الميزان في تفسير القرآن: لمحمد حسين الطباطبائي. ط مؤسسة الأعلمي، بيروت، لبنان، ط2، 1394هـ.

- النصرة في حرب البصرة: للمفيد= الجمل.

- نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت: لعلي بن عبد العالي العاملي الكركي. مخطوط يوجد في مكتبة (رضا) برامبور، الهند. تحمل الرقم (1998).

- نهج البلاغة: لأبي الحسن محمد بن الحسن، المعروف بالشريف الرضي. دار الكتاب اللبناني، مكتبة المدرسة، بيروت، لبنان، ط3، 1983م. بتحقيق صبحي الصالح. (يقع في مجلد واحد).

- نهج البلاغة: للشريف الرضي، بتحقيق وشرح محمد عبده. ط دار الكتاب العربية. (يقع في مجلدين).

- الهداية: للصدوق. مخطوط يوجد في مكتبة الجمعية الآسيوية، كلكتا، الهند. ويحمل الرقم (22).

- الهداية الكبرى: للحسين بن حمدان الخصيبي. ط مؤسسة البلاغ، بيروت- لبنان، ط1، 1406هـ- 1986م.

- الهفت الشريف من فضائل مولانا جعفر الصادق (ع). رواية المفضل بن عمر الجعفي. دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، ط3، 1980م. تحقيق وتقديم: مصطفى غالب.

- وقعة صفين: لنصر بن مزاحم المنقري.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: قسم الحـــوار الشيعــــي :: ال البيت والصحـــابه-
انتقل الى: