يظن البعض أن التعاون بين السنة و الشيعة دعوة يهودية في ظنه القائم على أساس أن الشيعة الجعفرية ليسوا من المسلمين! و أن التقارب معناه تنازل كل فئة عن معتقداتها؟!
بينما التقارب معناه الأخذ بما ورد في القرآن الكريم و بما ثبت في السنة النبوية التي رواها الصحابة رضي الله عنهم و ذلك قبل أن تنشأ المذاهب و الفرق.
كما أن التقارب يغلق باب الفتنة التي أشعلت نار الحرب بين الطرفين، و هو الذي تسعى إليه قوى الكفر العالمية و حلفاؤها.
إننا و إن قلنا بالتقارب و لكننا نقول أن القول بتحريف القرآن كفر، وأن من قال بعصمة الأئمة حتى تخولهم بنسخ القرآن و تخصيصه و غير ذلك أقوال كفرية..
*و إن أول شيء يدعو للتقارب هو عدم تكفير الشيعة كما قال ابن تيمية و الإمام أحمد بن حنبل و ابن مبارك و غيرهم، و إنهم من أهل البدع.
* ثانياً رد أقوال الشيعة القائلة بتحريف القرآن و سب و لعن الصحابة بيد الشيعة أنفسهم كما فعل محمد مهدي الآصفي فهو يقول
ليس لدينا – عدا كتاب الله- كتاب صحيح.... فنحن لا نأخذ كل ما في كتبنا، مهما كانت وثاقة المؤلف).
و عن كتب الحديث و المدونات الأربعة المعروفة عندهم (الكافي، الاستبصار، التهذيب، من لا يحضره الفقيه) قال الآصفي: (إن كانت هي أفضل المدونات، و الأصول الحديثية عندنا، فلم يلتزم أصحابها رحمهم الله بصحة كل ما في مدوناتهم، و لم نلتزم نحن بصحة كل ما فيها).
*ثالثا ليس التشيع كله كفر! فالتشيع بدأ بموالاة الإمام علي، و الإقرار بأحقيته في الخلافة، و هم يختلفون بعد ذلك فمنهم من يرى أن أحقية الإمام علي نزل بها جبريل فهي حق إلهي كالنبوة يختار الله من بين عباده كما يختار الأنبياء و يعصمهم من الخطأ، و هذا هو اعتقاد الشيعة الإمامية الجعفرية، و من الشيعة من يرى أنها ليست حقاً إلهياً، فلا يعين الأئمة بوحي من الله، بل يتعينون بالصفات، فكل مجاهد و مجتهد من ذرية فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و آله وسلم تنعقد له الإمامة و إن تولاها من دونه صحت إمامته مع الكراهة، و هؤلاء هم الزيدية.. و هم يرون صحة خلافة أبي بكر و عمر للمصلحة، مع أن علياً أفضل عندهم.
فأصل التشيع ليس هو تحريف القرآن و تكفير الصحابة حتى يقال إنه يلزم البراءة من التشيع، لكي نقبل رواتهم، و حتى يجوز التقارب معهم.
*رابعاً إن محو الطائفية و الحقد، يجب أن يكون غاية مقصودة، لأن الخلاف الطائفي نزعة عنصرية، و الطوائف الإسلامية يجب أن تتلاقى على محبة الله و رسوله، و تحت ظل كتابه تعالى و السنة الصحيحة. و القواعد الإسلامية التي علمت من الدين بالضرورة.
و يجب أن نعلم أن الخصومة في الدين غير الاختلاف المذهبي.. و حسبك أن تعرف العلاقة و الصلة العلمية بين الأئمة أصحاب المذاهب و بين أئمة آل البيت. فإن موالاة آل البيت و الاقتداء بهم واجب على كل مسلم، و ذلك طبقاً لمفهوم آل البيت في القرآن والسنة، و في هذا و غيره يكون التقارب بين المسلمين.
*خامساً و مما يؤدي إلى جمع الكلمة و التقارب، ترك الاستمرار في الطعن بالخلفاء الثلاثة أبي بكر و عمر وعثمان رضي الله عنهم و ترك تحريم أسمائهم، إذا الأئمة و أولهم علي رضي الله عنه سمى أولاده بأسماء هؤلاء الخلفاء الأجلاء، و علي زوج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب... و كذا فعل الحسن بن علي في تسمية أولاده، و الحسين و ابنه علي زين العابدين. و يتضح خطأ من افتعل الخصومة بين الخلفاء الثلاثة و علي رضي الله عنهم، بأن علياً اعتمد على المصحف المجموع في عصر عثمان رضي الله عنه فلا يوجد مصحف آخر!!
و كذا اعتماده قرار أبي بكر في عدم توريث زوجته فاطمة في أرض فدك مما تركه النبي صلى الله عليه وسلم من أموال الفيء، تنفيذاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (نحن معشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة).
و لم يعلن شيئاً عن حديث غدير خم، بالوصاية لعلي رضي الله عنه و الأئمة الإثنى عشر، و الأولى أثناء خلافه مع معاوية أن يبرز هذه الوصية لو كانت صحيحة.
*سادساً أيضاً على الشيعة ترك مخالفتهم للمسلمين و ذلك بتركهم إضافة الشهادة الثالثة في الأذان، و هي الخاصة بولاية علي والأئمة، مع علم علماء الشيعة أن الذي أضافها إلى الأذان هو الشاه إسماعيل الصفوي.
*سابعاً كما يجب ترك استمرارهم في نكاح المتعة التي حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم و علي رضي الله عنه و من بعده.
هذه هي الضوابط و الأحكام و الخطوات التي تمكّن الطرفين من التقارب بينهما و ذلك بعد إعلانها و إعمالها.
المختصر