اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

  هل أمر يزيد بقتل الحسين بن علي؟!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100250
 هل أمر يزيد بقتل الحسين بن علي؟! Oooo14
 هل أمر يزيد بقتل الحسين بن علي؟! User_o10

 هل أمر يزيد بقتل الحسين بن علي؟! Empty
مُساهمةموضوع: هل أمر يزيد بقتل الحسين بن علي؟!    هل أمر يزيد بقتل الحسين بن علي؟! Emptyالجمعة 8 نوفمبر 2013 - 15:06

هل أمر يزيد بقتل الحسين بن علي؟!

سؤال يطرح كثيراً حول مقتل الحسين رضي الله عنه.

السؤال: هل بايع الحسن والحسين ابن عمومتهم معاوية رضي الله عنهم؟

نعم أم لا؟!

إذا كان نعم فهل أنت أفهم من المعصوم؟ فكيف تدعي موالاته وتخطئ فعله؟ فهذا خدش بعصمته!

بالنسبة للفتنة التي حدثت بين سيدنا الحسين رضي الله عنه ويزيد وقانا الله شرها، ومقتل الحسين ليس مسؤولاً عنه يزيد، فلو قلنا إن يزيد كان مسؤولاً عن مقتل الحسين، فإذا لحملنا سيدنا علي كذلك مسؤولية مقتل الزبير بن العوام التي أمه صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم فقد قتله عمرو بن جرموز، وكان مع سيدنا علي.

هنا أنقل حوار من كتاب الإمام علي قدوة وأسوة - للمدرسي. تبين أن سيدنا علي لم يأمر بن جرموز بقتل الزبير.

"قال طلحة: أَلَّبت الناس على عثمان.

فقال علي: يومئذ يوفيهم اللـه دينهم الحق ويعلمون أن اللـه هو الحق المبين. يا طلحة تطلب بدم عثمان؟ فلعن اللـه قتلة عثمان، يا طلحة جئت بعرس رسول اللـه صلى الله عليه وسلم تقاتل بها، وخبَّأت عرسك، أما بايعتني؟".

ثم ذكَّر الإمام الزبير ببعض المواقف مع رسول اللـه صلى الله عليه وسلم، فاعتزل المعركة، ولما اعتزل الزبير الحرب وتوجه تلقاء المدينة، تبعه ابن جرموز فغدر به، وعاد بسيفه ولأمة حربه إلى الإمام فأخذ الإمام يقلِّب السيف ويقول: "سيف طالما كشف به الكرب عن وجه رسول اللـه صلى الله عليه وسلم"!

فقال ابن جرموز: الجائزة يا أمير المؤمنين، فقال: إني سمعت رسول اللـه صلى الله عليه وسلم يقول: «بشر قاتل ابن صفيه (الزبير) بالنار»!

ثم خرج ابن جرموز على عليِّ مع أهل النهروان فقتله معهم فيمن قتل.

ابن جرموز قتل الزبير ليس بأمر من سيدنا علي، وكذلك الحسين لم يقتل بأمر من يزيد؛ بل إن يزيد بن معاوية لم يكن يريد قتل الحسين. هذا كما ورد في كتبكم على لسان الإمام علي بن الحسن رضي الله عنه. كتاب الاحتجاج.

احتجاج علي بن الحسين زين العابدين على يزيد بن معاوية، لما أدخل عليه روت ثقات الرواة، ثم قال له علي بن الحسين عليه السلام: يا يزيد بلغني أنك تريد قتلي؛ فإن كنت لا بد قاتلي، فوجه مع هؤلاء النسوة من يؤديهن إلى حرم رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال له يزيد لعنه الله: لا يؤديهن غيرك، لعن الله ابن مرجانة، فو الله ما أمرته بقتل أبيك، ولو كنت متولياً لقتاله ما قتلته، ثم أحسن جائزته وحمله والنساء إلى المدينة.

فإذاً يزيد لم يأمر ولم يريد مقتل الحسين مثلما لم يأمر ولم يرد سيدنا علي مقتل الزبير فالذي قتل الزبير عمرو بن جرموز شيعي، والذي قتل الحسين شيعي شمر بن ذي الجوشن، وشبث بن ربعي شيعي أيضاً.

بل الشيعة سبب البلاء، فقد كاتبوا الحسين للقدوم إليهم، ثم خذلوا الحسين، وما روي عن خذلان الشيعة للحسين.

أخرج (الحسين) إلى الناس كتاباً فيه: "أمّا بعد: فقد أتانا خبر فظيع، قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد الله بن يقطر، وقد خذلنا شيعتنا، فمن أحبّ منكم الانصراف فلينصرف في غير حرجِ، فليس عليه ذمام. أعلام الورى.

دعاء الامام الحسين رضي الله عنه على الشيعة:

لقد دعا الامام الحسين رضي الله عنه على شيعته قائلاً: "اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً (أي شيعاً وأحزاباً) واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترض الولاة عنهم أبداً، فإنهم دعونا لينصرونا، ثم عدوا علينا فقتلونا" [الإرشاد للمفيد 241، أعلام الورى للطبرسي 949، كشف الغمة].

قاتل الحسين شمر بن ذي الجوشن الشيعي:

شمر بن ذي الجوشن، واسمه شرحبيل بن قرط الضبابي الكلابي، أبو السابغة، من كبار قتلة ومبغضي الحسين عليه السّلام، كان في أول أمره من ذوي الرّئاسة في هوازن موصوفاً بالشجاعة وشهد يوم صفين مع عليّ عليه السّلام، سمعه أبو إسحاق السبيعي يقول بعد الصلاة: اللهمّ إنك تعلم أني شريف فاغفر لي! فقال له: كيف يغفر الله لك وقد أعنت على قتل ابن رسول الله؟! فقال: ويحك كيف نصنع، إن أُمراءنا هؤلاء أمرونا بأمرٍ فلم نخالفهم! ولو خالفناهم كنّا شرّاً من هذه الحُمر. ثمّ إنه لمّا قام المختار طلب الشمر، فخرج من الكوفة وسار إلى الكلتانية - قرية من قرى خوزستان - ففَجَأه جمع من رجال المختار، فبرز لهم الشمر قبل أن يتمكّن من لبس ثيابه فطاعنهم قليلاً وتمكّن منه أبو عَمرة فقتله وأُلقيت جثته للكلاب [الكامل في التاريخ 92:4، ميزان الاعتدال 449:1، لسان الميزان 152:3، جمهرة الأنساب 72، سفينة البحار 714:1، الأعلام 175:3 ـ 176، ابن الأثير 4/ 55 - البداية والنهاية 7/ 270].

هنا شعر لأحد الشيعة الخونة الذين قتلوا الحسين رضي الله عنه:

وقال زحر بن قيس الشيعي:

فصلى الإله على أحمد *** رسول المليك تمام النعم‏

رسول نبي ومن بعده‏ *** خليفتنا القائم المدعم‏

عنيت علياً وصي النبي‏ *** يجالد عنه غواة الامم

وزحر هذا شهد مع علي الجمل وصفين كما شهد صفين معه شبث بن ربعي وشمر بن ذي الجوشن الضبابي ثم حاربوا الحسين عليه السلام يوم كربلاء فكانت لهم خاتمة سوء، نعوذ بالله من سوء الخاتمة [في رحاب أئمة اهل ‏البيت(ع) السيد محسن الامين الحسيني العاملي].

شبث (شيث) بن ربعي:

كاتب الحسين (عليه السلام)، وطلب منه القدوم إلى الكوفة وكان من المحاربين، ولقد خاطبه الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء فنادى: يا شبث بن ربعي، ويا حجار بن أبجر، ويا قيس بن الأشعث، ويا يزيد بن الحارث، ألم تكتبوا لي أن أينعت الثمار واخضر الجناب، وإنما تقدم على جند لك مجندة ... إلخ [ذكره الشيخ المفيد في الإرشاد في أواسط (فصل وكان خروج مسلم ابن عقيل - رحمة الله عليه - بالكوفة يوم الثلاثاء].

وأضيف أن شبث من الذين ثاروا على الخليفة عثمان بن عفان

زينب وتحميلها الشيعة ما حدث:

خطبة زينب بنت علي بن أبي طالب، يقول الإمام زين العابدين عليه السلام: "إن هؤلاء يبكون علينا؛ فمن قتلنا غيرهم"، وخطبة زينب بنت علي بن أبي طالب بحضرة أهل الكوفة ... في ذلك اليوم تقريعاً لهم وتأنيباً، عن حذيم بن شريك الأسدي قال: لما أتي علي بن الحسين زين العابدين بالنسوة من كربلاء، وكان مريضاً، وإذا نساء أهل الكوفة ينتدبن مشققات الجيوب، والرجال معهن يبكون. فقال زين العابدين عليه السلام - بصوت ضئيل وقد نهكته العلة -: إن هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا غيرهم، فأومت زينب بنت علي بن أبي طالب عليهما السلام إلى الناس بالسكوت. قال حذيم الاسدي: لم أر والله خفرة قط أنطق منها، كأنها تنطق وتفرغ على لسان علي عليه السلام، وقد أشارت إلى الناس بأن أنصتوا فارتدت الأنفاس، وسكنت الأجراس، ثم قالت - بعد حمد الله تعالى والصلاة على رسوله صلى الله عليه وآله -: أما بعد. يا أهل الكوفة يا أهل الختل والغدر والخذل، ألا فلا رقأت العبرة، ولا هدأت الزفرة، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم، هل فيكم إلا الصلف والعجب، والشنف والكذب، وملق الإماء، وغمز الأعداء، أو كمرعى على دمنة، أو كفضة على ملحودة؟! ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم، وفي العذاب أنتم خالدون، أتبكون أخي؟! أجل والله فابكوا فإنكم أحرى بالبكاء فابكوا كثيراً، واضحكوا قليلاً، فقد أبليتم بعارها، ومنيتم بشنارها، ولن ترحضوا أبداً، وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة، وسيد شباب أهل الجنة، وملاذ حربكم، ومعاذ حزبكم، ومقر سلمكم، وأسى كلمكم، ومفزع نازلتكم، والمرجع إليه عند مقاتلتكم، ومدرة حججكم، ومنار محجتكم، ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم، وساء ما تزرون ليوم بعثكم، فتعساً تعساً! ونكساً نكساً! لقد خاب السعي، وتبت الأيدي، وخسرت الصفة، وبؤتم بغضب من الله، وضربت عليكم الذلة والمسكنة، أتدرون ويلكم أي كبد لمحمد صلى الله عليه وآله فرثتم؟! وأي عهد نكثتم؟! وأي كريمة له أبرزتم؟! وأي حرمة له هتكتم؟! وأي دم له سفكتم؟! لقد جئتم شيئا إداً تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا! لقد جئتم بها شوهاء صلعاء، عنقاء، سوداء، فقماء خرقاء، كطلاع الارض، أو ملء السماء.

الإمام علي بن الحسين زين العابدين رحمه الله وموقفه من الشيعة:

وأما علي بن الحسين الملقب بزين العابدين فأبان عوارهم، وأظهر عارهم، وكشف من حقيقتهم فقال: "إن اليهود أحبوا عزيراً حتى قالوا فيه ما قالوا، فلا عزير منهم ولا هم من عزير، وإن النصارى أحبوا عيسى حتى قالوا فيه ما قالوا، فلا عيسى منهم ولا هم من عيسى، وأنا على سنة من ذلك، إن قوماً من شيعتنا سيحبونا حتى يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير، وما قالت النصارى في عيسى، فلا هم منا ولا نحن منهم.

هذا، وشيعته خذلوه وتركوه، ولم يبق منهم إلا الخمسة كالرواية التي رويناها قبل، وأيضاً ما رواه فضل بن شاذان ["رجال الكشي" ص107].

أو ثلاثة كما ذكر جعفر بن الباقر أنه قال: ارتد الناس بعد قتل الحسين إلا ثلاثة، أبو خالد الكابلي ويحيى بن أم الطويل وجبير بن مطعم، وروى يونس بن حمزة مثله وزاد فيه: وجابر بن عبد الله الأنصاري" ["رجال الكشي" ص113].

الإمام الباقر وابنه الصادق رحمهما الله ويأسهما من الشيعة:

وأما محمد الباقر فكان يائساً من الشيعة إلى حد حتى قال: "لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكاً والربع الآخر أحمق" ["رجال الكشي" ص179].

ويشير جعفر أنه لم يكن لأبيه الباقر مخلصون من الشيعة إلا أربعة أو خمسة كما روى:

إذا أراد الله بهم سوء صرف بهم عنهم السوء، هم نجوم شيعتي أحياءاً وأمواتاً، يحيون ذكر أبي، بهم يكشف الله كل بدعة، ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين وتأويل الغالين. ثم بكى فقلت: من هم؟ فقال: من عليهم صلوات الله عليهم ورحمته أحياء وأمواتاً بريد العجلي وزرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم" ["رجال الكشي" ص124].

وأما الباقر فكان لا يعتمد حتى ولا على هؤلاء، فكما روي عن هشام بن سالم عن زرارة أنه قال: سألت أبا جعفر عن جوائز العمال؟ فقال: لا بأس به، ثم قال: إنما أراد زرارة أن يبلغ هشاماً أني أحرم أعمال السلطان" ["رجال الكشي" ص140].

ثم وكيف كان هؤلاء؟ فأعرفهم عن جعفر أيضاً، ولقد روى مسمع أنه سمع أبا عبد الله يقول: لعن الله بريداً، لعن الله زرارة" ["رجال الكشي" ص134].

وأما أبو بصير فقالوا: إن الكلاب كان تشغر في وجه أبي بصير" ["رجال الكشي ص155].

وأما جعفر بن الباقر فإنه أظهر شكواه عن شيعته بقوله حيث خاطب: أما والله لو أجد منكم ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثي ما استحللت أن أكتمهم حديثاً" ["الأصول من الكافي" ج1 ص496 ط الهند].

ولأجل ذلك قال له أحد مريديه عبد الله بن يعفور كما رواه بنفسه: "قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ويتولون فلاناً وفلاناً لهم أمانة وصدق ووفاء، وأقوام يتولونكم ليس لهم تلك الأمانة ولا الوفاء ولا الصدق" ["الأصول من الكافي" ج1 ص375 ط طهران].

وفوق ذلك كان شكاكاً في القوم كلهم، ولأجل ذلك لم يكن يفتيهم إلا بفتاوى مختلفة حتى لا يفضوها إلى الأعداء والمخالفين كما مر بيانه مفصلاً.

وإنه كان كثيراً ما يقول: "ما وجدت أحداً يقبل وصيتي ويطيع أمري إلا عبد الله بن يعفور" ["رجال الكشي" ص213].

ومرة خاطب شيعته فقال: ما لكم وللناس قد حملتم الناس عليّ؟ إني والله ما وجدت أحداً يطيعني ويأخذ بقولي إلا رجلاً واحداً عبد الله بن يعفور، فإني أمرته وأوصيته بوصية فاتبع أمري وأخذ بقولي" ["الأصول من الكافي" ص215].

الإمام موسى الكاظم ووصفه للشيعة:

وأما ابنه موسى فإنه وصفهم بوصف لا يعرف وصف جامع ومانع لبيان الحقيقة مثله، وبه نتم الكلام، فإنه قال: "لو ميزت شيعتي لم أجدهم إلا واصفة، ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين، ولو تمحصتهم لما خلص من الأف واحد، ولو غربلتهم غربلة لم يبق منهم إلا ما كان لي، إنهم طالما اتكئوا على الأرائك، فقالوا: نحن شيعة علي" ["الروضة من الكافي" ج8 ص228].

فهؤلاء هم أهل بيت علي رضي الله عنه، وهذه هي أقوالهم وآراءهم في الذين يدعون أنهم شيعتهم، أتباعهم ومحبوهم وهم يكبّون عليهم الويلات، ويكيلون عليهم اللعنات، ويظهرون للناس حقيقتهم وما يكنون في صدورهم تجاههم، وما أكثر لعناتهم عليهم والبراءة منهم، ولكننا اكتفينا بهذا القدر لأنها كافية لمن أراد التبصر والهداية، كما أننا بيّنّا الحقيقة ما يكنه الشيعة لأهل بيت علي رضي الله عنه ولأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من كتب القوم أنفسهم، ووضعنا النقاط على الحروف، فهل من عاقل يتعقل؟ وهل من بصير يتبصر؟

إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، والله أسأل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وهو الهادي إلى سواء السبيل وعليه نتوكل وإليه ننيب.

من قتل الحسين: أهم أهل السنة؟ أم معاوية؟ أم يزيد بن معاوية؟ أم من؟

إن الحقيقة المفاجئة أننا نجد العديد من كتب الشيعة تقرر وتؤكد أن شيعة الحسين هم الذين قتلوا الحسين. فقد قال السيد محسن الأمين: "بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق، غدروا به، وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه" [أعيان الشيعة 34:1].

وكانوا تعساً الحسين يناديهم قبل أن يقتلوه: "ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار، وإنما تقدم على جند مجندة؟ تباً لكم أيها الجماعة حين على استصرختمونا والهين، فشحذتم علينا سيفاً كان بأيدينا، وحششتم ناراً أضرمناها علي عدوكم وعدونا، فأصبحتم ألباً أوليائكم وسحقاً، ويداً على أعدائكم. استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الذباب، وتهافتم إلينا كتهافت الفراش ثم نقضتموها سفهاً، بعداً لطواغيت هذه الأمة" [الاحتجاج للطبرسي].

ثم ناداهم الحر بن يزيد، أحد أصحاب الحسين وهو واقف في كربلاء فقال لهم: "أدعوتم هذا العبد الصالح، حتى إذا جاءكم أسلمتموه، ثم عدوتم عليه لتقتلوه فصار كالأسير في أيديكم؟ لا سقاكم الله يوم الظمأ" [الإرشاد للمفيد 234، إعلام الورى بأعلام الهدى 242].

وهنا دعا الحسين على شيعته قائلاً: "اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً (أي شيعاً وأحزاباً) واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترض الولاة عنهم أبداً، فإنهم دعونا لينصرونا، ثم عدوا علينا فقتلونا" [الإرشاد للمفيد 241، أعلام الورى للطبرسي 949، كشف الغمة 18:2و38].

ويذكر المؤرخ الشيعي اليعقوبي في تاريخه أنه لما دخل علي بن الحسين الكوفة رأى نساءها يبكين ويصرخن فقال: "هؤلاء يبكين علينا فمن قتلنا؟" أي من قتلنا غيرهم [تاريخ اليعقوبي 235:1]

ولما تنازل الحسن لمعاوية وصالحه، نادى شيعة الحسين الذين قتلوا الحسين وغدروا به قائلاً:" يا أهل الكوفة: ذهلت نفسي عنكم لثلاث: مقتلكم لأبي، وسلبكم ثقلي، وطعنكم في بطني، وإني قد بايعت معاوية فاسمعوا وأطيعوا، فطعنه رجل من بني أسد في فخذه فشقه حتى بلغ العظم [كشف الغمة540، الإرشاد للمفيد190، الفصول المهمة 162، مروج الذهب للمسعودي 431:1].

فهذه كتب الشيعة بأرقام صفحاتها تبين بجلاء أن الذين زعموا تشييع الحسين ونصرته هم أنفسهم الذين قتلوه ثم ذرفوا عليه الدموع، وتظاهروا بالبكاء، ولا يزالون يمشون في جنازة من قتلوه إلى يومنا هذا، ولو كان هذا البكاء يعكس شدة المحبة لأهل البيت، فلماذا لا يكون البكاء من باب أولى على حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإن الفظاعة التي قتل بها لا تقل عن الطريقة التي ارتكبت في حق الحسين رضي الله عنه حيث بقر بطن حمزة واستؤصلت كبده، فلماذا لا يقيمون لموته مأتماً سنوياً يلطمون فيه وجوههم ويمزقون ثيابهم، ويضربون أنفسهم بالسيوف والخناجر؟ أليس هذا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؟ بل لماذا لا يكون هذا البكاء على موت النبي صلى الله عليه وسلم؟! فإن المصيبة بموته تفوق كل شيء؟ أم أن الحسين أفضل من جده لأنه تزوج ابنة كسرى الفارسية؟

المصدر: شبكة الدعاة إلى العلم النافع الإسلامية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل أمر يزيد بقتل الحسين بن علي؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  جسمي يزيد من الجزء العلوي ولا يزيد من الجزء السفلي!!
» أمر النبى بقتل معاوية
»  يزيد.. ودم الحسين
»  هل يزيد الكلوميد من فرص الحمل؟
» كيف يزيد المسلم إيمانه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: قسم الحـــوار الشيعــــي :: شبهات الشيعه وردها-
انتقل الى: