نقــاط : 100210
| موضوع: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الجمعة 23 سبتمبر 2011 - 9:11 | |
| إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي ...
لقرآن الكريم - الغيبيات
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعه إلى يوم الدين يقول الله جل شأنه :
)(إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وما تدري نفس بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)( لقمان 34 صدق الله العظيم
وفي حديث جبريل عليه السلام قال: (أخبرني عن الساعة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما المسئول عنها بأعلم من السائل، هن خمس لا يعلمهن إلا الله تعالى: إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ما تكسب غدا) قال: (صدقت). لفظ أبي داود الطيالسّي.
وقال ( حدثنا ابن وكيع، قال: ثني أبي، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم." كل شيء أوتيه نبيكم صلى الله عليه وسلم ، إلا علم الغيب الخمس: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام ما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت)" كان المسلمين يسألوا الرسول عن الساعة وكانوا يسألوه عن نوع الجنين قبل أن يولد إن كان ذكر أو أنثى وكانوا يسألونه كذلك عن موعد نزول المطر فأجابهم وقالإِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ كل شيء أوتيه نبيكم- صلى الله عليه وسلم -، إلا علم الغيب الخمس: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام ما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت) في هذا الحديث نرى أن الرسول اختص نفسه بأنه لا يعلم عن هذه الأمور الخمس شيئا وقد أكد لهم في حديث جبريل عليه السلام ولكن الرسول العظيم لم يسحب هذا على مر الزمن 0
وسوف ادرس هذه الأمور( الغيبيات الخمس في الآية ) دراسة تحليلية.
( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ)) والمقصود بالساعة هي يوم القيامة وقد سؤل النبي صلى الله عليه وسلم عنها كثيرا من قومه(يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)ألأعراف187 وكان جوابه دائما أن علمها عند ربى ( إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى) وقد ذكرت الساعة في القرآن 35 مرة
نعود للآية نجد إن الله استأثر لنفسه بعلم الساعة بقوله -عز من قال-( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) فلا جدال أو نقا ش في ذلك فقد اختص لنفسه بعلمها) وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا( هنا يؤكد الله عز وجل انه لا توجد نفس تدرى ولا تعرف ماذا تكسب غدا لأنه نفى ذلك بقوله ما وهى أداة نفى وهنا لابد أن نفرق بين المكاسب المادية والتي قد نتفق عليها مسبقا في حياتنا اليومية وبين المكسب من الحسنات
)(هل يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ)( وقد ذكرت كلمة تكسب أو كسبت 17 مرة فالمكسب هنا ما يكسبه الإنسان من الحسنات أو السيئات
) وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ( وهنا نفى آخر انه لا توجد نفس تدرى بأي ارض تموت وصدق الله في ذلك لأنه نفى ذلك أيضا بقوله( ما) وكما ذكرنا فهي أداة نفى ) وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ( هنا لم يستأثر بها الله لنفسه بقوله (عنده) كما في أ ول ألآية) إن اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ( ولم ينفي عن الغير الفعل ب (ما) ولكن قال( ينزل ) وسنعود لذلك بعد قليل
) وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ (كذلك هنا لم يستأثر الله عز وجل لنفسه العلم بقوله( عنده) ولم ينفى كذلك بقوله (ما) وهى أداة نفى هنا سنعود إلى القرآن نفسه لنستدل منه على مراد الله جل شأنه في قوله--" والله أعلى واعلم بمراده"-- (وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ)
يعرض الله جل شأنه في القرآن كلمة (يعلم) 71 مرة ونأخذ منها على سبيل المثال. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) البقرة 235 فى هذه ألآية يقول الله أنه يعلم ما في أنفسنا هذا القول لا ينفى أننا نعلم ما في أنفسنا ولكن يؤكد انه يعلم ما في أنفسنا الذي نحن نعلمه كذلك
(أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) (البقرة:77)
كذلك هنا في هذه ألآية يقول الله عز وجل انه يعلم ما نسره وما نعلنه ونحن كذلك نعلم مانسره ما نعلنه ,إذن الله جل شانه لم ينفى عنا علمنا بما نسره وما نعلنه
(مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ) (المائدة:99) وهنا أيضا يقول الله انه يعلم ما نبدى وما نكتم ونحن نعلم أيضا ما نبدى وما نكتم
(أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا)النساء 63 كذلك في هذه ألآية يقول الله جل شأنه انه يعلم ما في قلوبهم وهم كذلك, فكل واحد يعلم ما في قلبه ولم ينفى الله عنا إننا نعلم ما في قلوبنا , (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) المائدة97, في هذه الآية يقول الله عز وجل انه يعلم ما في السماوات وما في الأرض وقد علم الإنسان بعض مما في السماوات ومما في الأرض وان كان علم الله محيط وعلمنا محدود ولكن علمنا ما شاء الله لنا أن نعلمه, وهذه الآية واحدة من مجمل إعجاز القرآن فلو قال الله (وانتم لا تعلمون) ونحن في هذا العصر الذي علم فيه الإنسان كثير -(وليس كل) -- من علوم الأرض وعلوم الفلك والذي وصل إلى المشترى لدراسته وقد يصل بإذن الله إلى أبعد من ذلك يوما ما – أقول ماذا كان موقف المسلمين اليوم مع الذين يصرون على أن القرآن ليس كلام الله بل هو من تأليف محمد وما دام أن الله لم ينفي (يعلم ) أو استأثر بها لنفسه فان العلم بما في السماوات والأرض مفتوح للإنسان والإعجاز فيها إنها إشارة واضحة إلى أن الإنسان سوف يصل يوما ما إلى هذا العلم والقرآن انزل على قوم لم يكن يعلمون إلا النادر جدا في الأرض والسماء ولو كان القرآن ليس كلام الله لاستأثر علم السماوات أو لنفى عنا علم السماوات ولجاز هذا في زمنه لأنهم لم يكن يعلموا من علوم السماء إلا النجوم الظاهرة في السماء ليلا ولكن لأنه كلام الله وهوالذى فتح للإنسان علوم الفلك على مر الزمن وهذه إشارة من أكثر من14 قرن مضت (أليس هذا كلام الله وليس من عند محمد ).
. ولكن في آيات كثيرة يقر الله عز وجل انه يعلم وينفى عن الإنسان انه يعلم مثل الآية(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)البقرة 216(وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)البقرة ه232(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) آل عمران7 نرى في هذه الآية ينفى الله عز وجل العلم عنا ب(ما),. ) هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (آل عمران:66) هنا ينفى بكلمة (لا)
نعود إلى ألآية محل النقاش ( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وما تدري نفس بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) نرى في هذه ألآية أن الله جل شأنه لم ينفى (ويعلم) ولم يستأثر بها لنفسه بقوله (عنده) وهذا إعجاز لأن الإنسان استطاع إن يعرف نوع الجنين ذكر أو أنثى وهو أقصى ما يود الإنسان أن يعرفه بما يسمى بجهاز السونار الذي عن طريقه نستطيع أن نحدد نوع الجنين وكذلك استطاع العلماء أن يعلموا حتى أنواع الأمراض التي يمكن أن يصاب بها الجنين من قبل أن يولد واستطاعوا علاج بعض الأمراض للطفل قبل أن يولد بل وإجراء بعض العمليات الجراحية له وهو في بطن أمه ويمكن أن يعرفوا إذا كان الجنين حي أو ميت وهو في بطن أمه بإذن الله أما القول" بأنهم هل علموه شقي أم سعيد" فهو قول مردود عليه لأن السعادة و الشقاء لها دورات تمر على كل إنسان في حياته فكثيرا ما نجد إنسان منشرح ومبسوط رغم الهموم والمصاعب التي يمر بها وكذلك العكس وقد ثبت علميا أن السعادة والتعاسة تتعلق بكيمياء المخ ولا علاقة لها بالظروف التي يمر بها الإنسان وهذا ما يفسر الحالة المزاجية للشخص التي قد لا تتناسب والظرف التي تمر عليه ولم نرى إنسان شقي من يوم مولده إلى مماته ولم نرى إنسان سعيد كذلك فكل إنسان يمر بدورات السعادة والتعاسة على مدار حياته ولو تأملنا هذه ألآية لعلمنا أنها إشارة من الله عز وجل أن الإنسان سوف يأتي عليه يوم ويستطيع أن يعلم نوع الجنين بإذنه تعالى وهذا منذ أكثر من ألف وأربع مائة عام , وهو إعجاز أكيد للقرآن وعلى وجه آخر لو افترضنا---(وأعوذ بالله أن افترض على الله ) ولكن أقصد به التوضيح فقط –أن الله نفى (ويعلم ) بأى أداة نفى أو أستأثر بها لنفسه بقوله (عنده) والقرآن أنزل على قوم لم يكن يتصور احد منهم أنه يمكن أن يعرف نوع الجنين -- فكيف يكون الحال معنا اليوم مع المتربصين بالدين بعد أن أصبح الناس يعلمون ما في الأرحام بواسطة الأجهزة (السونار) أما قوله عز وجل( وينزل الغيث) فالله عز وجل أعطى الإنسان القدرة على أن ينزل الأشياء فقد استطاع الإنسان أن ينزل مركبات الفضاء على سطح القمر والمشترى ويتطلعون إلى أبعد من ذلك ويعودون بها إلي سطح ألأرض وفى الحرب الأمريكية الفيتنامية استطاع الأمريكان إنزال ألأمطار الحمضية على الأراضي الفيتنامية المزروعة لإتلافها والآن في السعودية يقومون بما يسمى الإستمطار أي أنهم استطاعوا أن ينزلوا الأمطار وحتى لو كانت بكميات قليلة واستطاع الإنسان أن يعرف كيفية نزول المطر ووقت ومكان نزولها بإذن الله وهذا إعجاز آخر لأن الله لم ينفى أو يستأثر الفعل لنفسه فهي إشارة أخرى من ألف وأربعمائة عام أن الإنسان سوف يأتي عليه يوم وينزل المطر بإذنه بما يسمى الإستمطار.
(يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ) (سـبأ:2) في هذه الآية يوضح لنا الله جل شانه انه يعلم ما يلج في الأرض أو يخرج منها من براكين وغازات وبترول وخلافه وكذلك ما ينزل من السماء أو يعرج فيها ولم ينفى عنا العلم بذلك وقد علمنا كثيرا من هذه الأمور, إذن الله عنده علم ما غاب علمه عن خلقه، فلم يطلعهم عليه ولم يدركوه ولم يعلموه ولن يدركوه. {ويعلم ما في البر والبحر} يقول: وعنده علم ما لم يغب أيضا عنكم، لأن ما في البر والبحر مما هو ظاهر للعين يعلمه العباد. فكان معنى الكلام: وعند الله علم ما غاب عنكم أيها الناس مما لا تعلمونه ولن تعلموه مما استأثر بعلمه لنفسه، ويعلم أيضا مع ذلك جميع ما يعلمه جميعكم أو بعضكم على مر الزمان، لا يخفى عليه شيء، لأنه لا شيء إلا ما يخفى عن الناس أو ما لا يخفى عليهم. فأخبر الله تعالى أن عنده علم كل شيء كان ويكون وما هو كائن مما لم يكن بعد، وكذلك كل منفى علمه عنا في الآيات القرآنية بقول( والله يعلم وانتم لا تعلمون) وإذا كان الله قال لنا (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) (الإسراء:85)
فلو فكرنا في هذه الآية لعلمنا إن الذي نعلمه أقل من ذرة في محيط علم الله وهنا السؤال لم قصرت الغيبيات على الخمس التي قي الآية الكريمة (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (لقمان:34)
هذا إعجاز آخر من مجمل إعجاز القرآن مفاده أن الإنسان بعد أكثر من ألف وأربعمائة عام سوف يعلم ما في الأرحام وكذلك يستطيع أن ينزل المطر ولو بكميات قليلة ويعلم كذلك أين ومتى ينزل المطر بدقة عالية ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)النساء 82 (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)
صدق الله العظيم والله أعلى وأعلم.
| |
|