بسم الله الرحمن الرحيم
تأخير صلاة الفجر عن وقتها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س-1 : فضيلة الشيخ ماحكم تاخير صلاة الفجر بدون قصد اي ياشيخ اذا الإنسان وهو نام قد وضع المنبه على ساعة صلاة الفجر وقام الإنسان في الساعة 7 ووجد المنبه قد توقف لان البطارية انتهت وقام وصلى الفجر في ذلك الوقت هل عليه ذنب ؟
س-2: يا فضيلة الشيخ معروف ان من صلى الفجر فهو في ذمة الله فهل من صلى الفجر متأخرا بدون قصد يكون في ذمة الله وهل هذا الإنسان اذا قرأ اذكر الصباح والمساء في اليوم الذي أخّر فيها صلاة الفجر بدون قصد يكون في حفظ الله ؟
وجزاكم الله خيرا
الجواب :
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خير الجزاء وأوفره
ومرحبا بك في هذا المنتدى وهذا القسم
أختنا الكريمة :
1 - ثبت عن النبي صلى الله عليه على آله وسلم أنه قال : ليس في النوم تفريط ، إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى ، فمن فعل ذلك فليصلها حين ينتبه لها . رواه مسلم .
ولهذا الحديث قصة ، وفيها فوائد ، وسوف أسوقها بطولها بعد انتهاء الجواب .
وقال – عليه الصلاة والسلام – : من نسي صلاة أو نام عنها ، فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها ، لا كفارة لها إلا ذلك . رواه البخاري ومسلم .
فإذا نام المسلم أو المسلمة بِنيّـة القيام لصلاة الليل ولم يقُم فإنه يؤجر على نيّـتـه
وكذلك إذا نام وفي نيّـته أن يقوم لصلاة الفجر فلم يستيقظ فلا إثم عليه خصوصاً مع عدم التفريط .
أما الذي يُفرّط ويُفرِط في السهر ، أو لا يجعل المنبه عند رأسه فإنه مُفرِّط ومؤاخذ على تفريطه .
وقد أفتى سماحة الشيخ ابن باز – رحمه الله – بأن من يضع المنبه عند رأسه للاستيقاظ للعمل دون الاستيقاظ لصلاة الفجر أنه يكفر بذلك .
وهذه فتوى لسماحة الشيخ – رحمه الله –
http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=Bz02221.htm وهذه أخرى
http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=Bz02558.htm 2 – قال رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم : من صلى صلاة الصبح ، فهو في ذمة الله ، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء ، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ، ثم يكبه على وجهه في نار جهنم . رواه مسلم .
فمن صلّى صلاة الصبح ( الفجر ) فهو في ذمة الله .
ولا شك أن أداء الصلاة في وقتها هو المُتعيّن ، ويُعفى عمن نام دون تفريط – كما تقدّم –
وعلى من نام عن صلاة الصبح أن يُصليها إذا ذكرها . كما تقدّم في الحديث .
ومما لا شك فيه أن الله يحفظ العبد بالأذكار إذا حافظ عليها .
وإليك رعاكِ الله هذا الموضوع حول أهمية الأذكار
ماذا أصاب هذا الرجل لما نسيَ الذِّكـر ؟؟
والله أعلم .
==========
روى مسلم عن أبي قتادة – رضي الله عنه – قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنكم تسيرون عشيتكم وليلتكم وتأتون الماء إن شاء الله غداً .
فانطلق الناس لا يلوي أحد على أحد .
قال أبو قتادة : فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير حتى إبهار الليل ، وأنا إلى جنبه قال ، فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم فمال على راحلته ، فأتيته فدعمته من غير أن أوقظه ، حتى اعتدل على راحلته .
قال : ثم سار حتى تهور الليل مال عن راحلته . قال : فدعمته من غير أن أوقظه حتى اعتدل على راحلته .
قال : ثم سار حتى إذا كان من آخر السحر مال ميلة هي أشد من الميلتين الأوليين حتى كاد ينجفل فأتيته فدعمته ، فرفع رأسه فقال : من هذا ؟
قلت : أبو قتادة .
قال : متى كان هذا مسيرك مني ؟
قلت : ما زال هذا مسيري منذ الليلة .
قال : حفظك الله بما حفظت به نبيه .
ثم قال : هل ترانا نخفى على الناس ؟
ثم قال : هل ترى من أحد ؟
قلت : هذا راكب ، ثم قلت : هذا راكب آخر حتى اجتمعنا ، فكنا سبعة ركب .
قال : فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطريق ، فوضع رأسه .
ثم قال : احفظوا علينا صلاتنا .
فكان أول من استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم والشمس في ظهره .
قال : فقمنا فزعين ، ثم قال : اركبوا ، فركبنا ، فسرنا ، حتى إذا ارتفعت الشمس نزل ، ثم دعا بميضأة كانت معي فيها شيء من ماء . قال : فتوضأ منها وضوءا دون وضوء . قال : وبقي فيها شيء من ماء .
ثم قال لأبي قتادة : احفظ علينا ميضأتك ، فسيكون لها نبأ .
ثم أذن بلال بالصلاة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ، ثم صلى الغداة ، فصنع كما كان يصنع كل يوم .
قال : وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وركبنا معه .
قال : فجعل بعضنا يهمس إلى بعض : ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا ؟
ثم قال : أما لكم فيّ أسوة ؟
ثم قال : أما إنه ليس في النوم تفريط ، إنما التفريط على من لم يصلِّ الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى ، فمن فعل ذلك فليصلها حين ينتبه لها ، فإذا كان الغد فليُصلها عند وقتها .
ثم قال : ما ترون الناس صنعوا ؟
قال : ثم قال : أصبح الناس فقدوا نبيهم ، فقال أبو بكر وعمر : رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدكم ، لم يكن ليُخلِّـفكم .
وقال الناس : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيديكم فإن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا .
قال : فانتهينا إلى الناس حين امتد النهار وحمي كل شيء ، وهم يقولون : يا رسول الله هلكنا . عطشنا .
فقال : لا هُـلك عليكم .
ثم قال : أطلقوا لي غُمري . قال : ودعا بالميضأة ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب وأبو قتادة يسقيهم ، فلم يَعدُ أن رأى الناس ماء في الميضأة تكابُّوا عليها .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحسنوا الملأ . كلكم سيروى .
قال : ففعلوا ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب وأسقيهم ، حتى ما بقي غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال : ثم صب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لي : اشرب .
فقلت : لا أشرب حتى تشرب يا رسول الله .
قال : إن ساقي القوم آخرهم شربا .
قال : فشربت وشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال : فأتى الناس الماء جامّين رواء .
قال : فقال عبد الله بن رباح : إني لأحدث هذا الحديث في مسجد الجامع إذ قال عمران بن حصين : انظر أيها الفتى كيف تحدث ، فإني أحد الركب تلك الليلة ؟
قال قلت : فأنت أعلم بالحديث .
فقال : ممن أنت ؟
قلت : من الأنصار .
قال : حَدِّث ، فأنتم أعلم بحديثكم .
قال : فحدّثت القوم .
فقال عمران : لقد شهدت تلك الليلة وما شعرت أن أحدا حفظه كما حفظته .
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم