اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

 النار ووصفها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 99310
النار ووصفها Oooo14
النار ووصفها User_o10

النار ووصفها Empty
مُساهمةموضوع: النار ووصفها   النار ووصفها Emptyالثلاثاء 2 يوليو 2013 - 15:40

ملخص الخطبة
وصف النار وحال أهلها وطعامهم وشرابهم وخلودهم فيها – صفة أهل النار من الكفار - تلاوم أهل النار – وجوب التوبة ومحاسبة النفس
الخطبة الأولى
 
أما بعد:
فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله والاستعداد ليوم عظيم، تذهل كل مرضعة فيه عما أرضعت و تضع كل ذات حمل حملها.
إخواني في الله، مر معنا في الخطبة الماضية حديث عن الجنة التي هي نزل الكرامة والرحمة والغفران، وفي هذه الخطبة نعرج على النار التي أوقد الله عليها ألف عام حتى ابيضت وألف عام حتى احمرت وألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة ـ أجارنا الله وإياكم منها ـ.
إنها دار الذل والهوان، والعذاب والخذلان، دار الشهيق والزفرات، والأنين والعبرات، دار أهلها أهل البؤس والشقاء، والندامة والبكاء، والأغلال تجمع بين أيديهم وأعناقهم، والنار تضطرم من تحتهم ومن فوقهم، شرابهم من حميم يصهروا به ما في بطونهم والجلود، وأكلهم شجر الزقوم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم، يدعون على أنفسهم بالموت فلا يجابون، ويسألون ربهم الخروج منها فلا يكلمون، كيف لو أبصرتهم وهم يسحبون فيها على وجوههم وهم لا يبصرون، أم كيف لو سمعت صراخهم وعويلهم وهم لا يسمعون: النار ووصفها Start-iconفَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا إِلاَّ مَتَـٰعُ ٱلْغُرُورِالنار ووصفها End-icon [آل عمران:185].
وحينما يجاء بالموت على صورة كبش أملح فيذبح، تزداد حسرة أهل النار وينقطع أملهم في الموت بعد أن كانوا في الدنيا لا يحبونه، النار ووصفها Start-iconوَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّـٰلِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِى ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً النار ووصفها Mid-iconيٰوَيْلَتَا لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً النار ووصفها Mid-iconلَّقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ ٱلذّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِى وَكَانَ ٱلشَّيْطَـٰنُ لِلإِنْسَـٰنِ خَذُولاًالنار ووصفها End-icon [الفرقان:27-29].
وعن أبي هريرة النار ووصفها Radia-iconقال: قال النبي النار ووصفها Salla-icon: ((لا يدخل أحد الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا، ولا يدخل النار أحده إلا أرى مقعده من الجنة لو أحسن ليكون عليه حسرة)) رواه البخاري[1].
فتوضع الأغلال في أعناقهم ويجمع بعضهم إلى بعض نكاية لهم وزيادة في العذاب، النار ووصفها Start-iconأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبّهِمْ وَأُوْلَئِكَ ٱلاْغْلَـٰلُ فِى أَعْنَـٰقِهِمْالنار ووصفها End-icon [الرعد:5]، النار ووصفها Start-iconوَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِى ٱلاْصْفَادِالنار ووصفها End-icon [إبراهيم:49].
ويلبسون ثيابا من نار وإن اشتهوا الماء فإنهم يسقون من ماء صديد يتجرعونه ولا يكادون يسيغونه، النار ووصفها Start-iconهَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ النار ووصفها Mid-iconوَءاخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوٰجٌالنار ووصفها End-icon [ص:57، 58]، عن أبي أمامة النار ووصفها Radia-iconعن النبي النار ووصفها Salla-icon: ((يقرب إليه فيكرهه، فإذا أدني منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره))، النار ووصفها Start-iconوَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَاء كَٱلْمُهْلِ يَشْوِى ٱلْوجُوهَ بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًاالنار ووصفها End-icon[2] [الكهف:29]، النار ووصفها Start-iconوَنَادَىٰ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ أَصْحَـٰبَ ٱلْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ قَالُواْ إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَالنار ووصفها End-icon [الأعراف:50]،  وإذا جاعوا أكلوا من شجرة الزقوم التي لا أقبح ولا أبشع من منظرها مع ما هي عليه من سوء الطعم والريح والطبع، النار ووصفها Start-iconفَإِنَّهُمْ لاَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَالنار ووصفها End-icon [الصافات:66]، النار ووصفها Start-iconإِنَّ شَجَرَةَ ٱلزَّقُّومِ النار ووصفها Mid-iconطَعَامُ ٱلأَثِيمِ النار ووصفها Mid-iconكَٱلْمُهْلِ يَغْلِى فِى ٱلْبُطُونِ النار ووصفها Mid-iconكَغَلْىِ ٱلْحَمِيمِالنار ووصفها End-icon [الدخان:43-45]، قال النار ووصفها Salla-icon: ((لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن يكون طعامه))[3].
ومن هذا الطعام والشراب واللباس الذي هو من النار يصف الله ـ تعالى ـ شدة حرها: النار ووصفها Start-iconكَلاَّ إِنَّهَا لَظَىٰ النار ووصفها Mid-iconنَزَّاعَةً لّلشَّوَىٰ النار ووصفها Mid-iconتَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰالنار ووصفها End-icon [المعارج:15-17]، أي إنها لشدة حرها تبري الجلد واللحم عن العظيم وتنزعه ثم يبدل بعد ذلك وهي أيضا من شدة حرها: النار ووصفها Start-iconلاَ تُبْقِى وَلاَ تَذَرُالنار ووصفها End-icon [المدثر:28]، أي تأكل لحوم أصحابها وعروقهم وعصبتهم وجلودهم، قال النار ووصفها Salla-icon: ((ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم)) قيل: يا رسول الله إن كانت لكافية، قال: ((فضلت عليهن بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها))[4].
يخلق الله الكافرين غلاظ الأجسام نكاية بهم، قال رسول الله النار ووصفها Salla-icon: ((ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد، وغلظ جلده مسيرة ثلاث))[5] وقال النار ووصفها Salla-icon: ((ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع))[6].
وهذه النار تمتلئ بالعصاة والكافرين: النار ووصفها Start-iconيَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمْتَلاَتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍالنار ووصفها End-icon [ق:30]، النار ووصفها Start-iconإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَالنار ووصفها End-icon [الأنبياء:98]. عن أبي هريرة النار ووصفها Radia-iconقال: كنا مع رسول الله النار ووصفها Salla-iconإذ سمع وجبة فقال النبي النار ووصفها Salla-icon: ((أتدرون ما هذا، قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا فهو يهوي في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها))[7].
وتحيط به النار من كل مكان، فلا يستطيعون الفرار أو الاختباء: النار ووصفها Start-iconلَهُمْ مّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌالنار ووصفها End-icon [الزمر:16]، النار ووصفها Start-iconلَوْ يَعْلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَالنار ووصفها End-icon [الأنبياء:39]. وقال النار ووصفها Salla-icon: ((إن أهون أهل النار عذابا من له فعلان وشراكان من نار يغلي منها دماغه كما يغلي المرجل (القدر) ما يرى أن أحدا أشد عذابا منها وإنه لأهونهم عذابا))[8] وقال النار ووصفها Salla-icon: ((منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه النار إلى حجرته ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته))[9]. والحجزة: معقد الإزرار، والترقوة: العظم المشرف من النحر.
لقد صب عليهم العذاب صبا، وذاقوا مس سقر، وفي ذلك المكان المرعب المخيف ما لهم من ناصرين ولا صديق حميم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: النار ووصفها Start-iconهَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ % ٱصْلَوْهَا ٱلْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ النار ووصفها Mid-iconٱلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوٰهِهِمْ وَتُكَلّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَالنار ووصفها End-icon [يس:63-65].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونسأله ـ سبحانه ـ أن يصرف عنا عذاب جهنم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل من كل ذنب...





[1]  صحيح البخاري: كتاب الرقاق – باب صفة الجنة والنار، حديث (6569).
[2]  أخرجه أحمد (5/265)، والترمذي: كتاب صفة جهنم – باب ما جاء في صفة شراب أهل النار (2583) وقال: حديث غريب وهكذا قال محمد بن إسماعيل عن عبيد الله بن بسر، ولا نعرف عبيد الله بن سبر إلا في هذا الحديث، واأخرجه أيضاً الحاكم: كتاب التفسير – نورة إبراهيم (2/351) وصححه ولم يتعقبه الذهبي. ومدار إسناده على عبيد الله بن بُسر، وهو مجهول كما ذكر الترمذي، وكذا قال ابن حجر في التقريب (4278)، وانظر ضعيف الترمذي (477)، فالحديث ضعيف.
[3]  أخرجه أحمد (1/301، 338)، والترمذي: كتاب صفة جهنم – باب ما جاء في صفة شراب أهل النار، حديث (2585)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه، كتاب الزهد – باب صفة النار، حديث (4325)، وإسناده ضعيف، فيه عنعنة الأعمش، وانظر ضعيف ابن ماجه (944).
[4]  أخرجه البخاري: كتاب بدء الخلق – باب صفة النار، وأنها مخلوقة، حديث (3265)، ومسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها – باب في شدة حر نار جهنم، حديث (2843).
[5]  أخرجه مسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها – باب النار يدخلها الجبارون... حديث (2851).
[6]  أخرجه البخاري: كتاب الرقاق – صفة الجنة والنار، حديث (6551)، ومسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها – باب النار يدخلها الجبارون... حديث (2852).
[7]  أخرجه مسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها – باب في شدة حر نار جهنم.... حديث (2844).
[8]  أخرجه مسلم: كتاب الإيمان – باب أهون أهل النار عذاباً حديث (213)، وأخرج البخاري أول الحديث، صحيح البخاري: كتاب الرقاق – باب صفة الجنة والنار، حديث (6562).
[9]  أخرجه مسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها – باب في شدة حر نار جهنم، حديث (2845).
الخطبة الثانية
 
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، خلق الإنسان في كبد، فأخذ طريق الغواية وأخذ سبيل الرشد.
والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي ذكر النار يوما فأشاح بوجهه فتعوذ منها، ثم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها ثم قال: ((اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة))[1].
عباد الله، إن أهل النار في عذاب دائم لا ينقطع ولا يخفف، إنهم يسألون ربهم العودة إلى الدنيا ليعملوا صالحا، يسألونه بقلوب منكسرة يعتصرها الحزن والأسى: النار ووصفها Start-iconوَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُواْ يٰلَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذّبَ بِـئَايَـٰتِ رَبّنَا وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَالنار ووصفها End-icon [الأنعام:27]، النار ووصفها Start-iconقَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالّينَ النار ووصفها Mid-iconرَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَـٰلِمُونَ % قَالَ ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلّمُونِالنار ووصفها End-icon [المؤمنون:106-108].
ثم يسألون الموت والراحة من هذا العذاب، ولكن هيهات النار ووصفها Start-iconوَنَادَوْاْ يٰمَـٰلِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَّـٰكِثُونَالنار ووصفها End-icon [الزخرف:77]، النار ووصفها Start-iconوَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مّنْ عَذَابِهَاالنار ووصفها End-icon [فاطر:36].
ويسألون تخفيف العذاب عنهم ولو يوما واحدا كي يستريحوا فلا يجابون ولا يخفف عنهم: النار ووصفها Start-iconوَقَالَ ٱلَّذِينَ فِى ٱلنَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ يُخَفّفْ عَنَّا يَوْماً مّنَ ٱلْعَذَابِ النار ووصفها Mid-iconقَالُواْ أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِٱلْبَيّنَـٰتِ قَالُواْ بَلَىٰ قَالُواْ فَٱدْعُواْ وَمَا دُعَاء ٱلْكَـٰفِرِينَ إِلاَّ فِى ضَلَـٰلٍالنار ووصفها End-icon [غافر:49، 50]، قال النار ووصفها Salla-icon: ((إن أهل النار ليبكون حتى لو أجريت السفن دموعهم لجرت وإنهم ليبكون الدم))[2].
ثم ينادي إبليس ـ عليه لعنة الله ـ، الذي أقسم أن لا يطأ النار وحده، لكن معه أتباع وأمم كثير النار ووصفها Start-iconقَالَ فَبِعِزَّتِكَ لاَغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ النار ووصفها Mid-iconإِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَالنار ووصفها End-icon [ص:82، 83]، النار ووصفها Start-iconوَقَالَ ٱلشَّيْطَـٰنُ لَمَّا قُضِىَ ٱلأمْرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُمْ مّن سُلْطَـٰنٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِى فَلاَ تَلُومُونِى وَلُومُواْ أَنفُسَكُمْ مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِىَّ إِنّى كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌالنار ووصفها End-icon [إبراهيم:22].
لقد زين الشيطان أعمالهم القبيحة في الدنيا وهاهو يتبرأ منهم، لقد بدا للناس في صورة المحب المشفق في الدنيا الذي يريد لهم الخير ويتمنى لهم، يخلفهم ما وعدهم من الكذب النار ووصفها Start-iconأَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يبَنِى ءادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَـٰنَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ النار ووصفها Mid-iconوَأَنِ ٱعْبُدُونِى هَـٰذَا صِرٰطٌ مُّسْتَقِيمٌالنار ووصفها End-icon [يس:60، 61].
إن سكانها هم الكفرة والمجرمون والطغاة والمتكبرون، وكل من كذب الرسل من الأولين والآخرين، كفرعون وقارون وهامان وأبي جهل وأبي لهب، النار ووصفها Start-iconإِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ ٱلرٌّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِالنار ووصفها End-icon [ص:14].
ثم يتلاوم أهل النار ويلعن بعضهم بعضا ويتبرأ بعضهم من بعض، ويقول الضعفاء أنتم الذين حرفتمونا عن الهدى، ويقول الآخرون بل أنتم اتبعتمونا ولم نصرفكم عن الهدى، النار ووصفها Start-iconكَذٰلِكَ يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعْمَـٰلَهُمْ حَسَرٰتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَـٰرِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِالنار ووصفها End-icon [البقرة:167]، النار ووصفها Start-iconيَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِى ٱلنَّارِ يَقُولُونَ يٰلَيْتَنَا أَطَعْنَا ٱللَّهَ وَأَطَعْنَا ٱلرَّسُولاَ النار ووصفها Mid-iconوَقَالُواْ رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلاْ النار ووصفها Mid-iconرَبَّنَا ءاتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ ٱلْعَذَابِ وَٱلْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراًالنار ووصفها End-icon [الأحزاب:66-68]. لقد ندموا أشد الندم ولكن ولات ساعة مندم، وعلموا أن الحق لله وأن القوة لله جميعا، ولكن بعد انقضاء المهلة، إنهم سوف يستمر معهم العذاب خالدين مخلدين في نار جهنم النار ووصفها Start-iconفَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُواْ فَفِى ٱلنَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ النار ووصفها Mid-iconخَـٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَـٰوٰتُ وَٱلاْرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لّمَا يُرِيدُالنار ووصفها End-icon [هود:106، 107].
عباد الله، إنه يجب علينا محاسبة أنفسنا ومراجعتها، إنها دعوة إلى إخواننا الذين غشيهم من ظلمة المعصية ما غشيهم أن يراجعوا أعمالهم، ويعودوا إلى ربهم من قبل أن تأتي الساعة التي تحاكم الأنفس، إنها دعوة إلى الأباء والأبناء، إلى الشباب والشابات، إلى البنات والأمهات أن نسارع جميعا إلى التوبة إلى الله ـ تعالى ـ، وأن يكون في هذه الدنيا بين خوف ورجاء، خوف من عذاب الله وسخطه ورجاء فيما عنده ـ سبحانه ـ إنه يجب علينا من هذه اللحظة التوبة إلى الله والاستغفار والندم على التفريط في جنب الله ـ تعالى ـ ولذلك كان من دعاء عباد الرحمن: النار ووصفها Start-iconرَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً النار ووصفها Mid-iconإِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماًالنار ووصفها End-icon [الفرقان:65، 66].
ألا وصلوا وسلموا على الهادي البشير والسراج المنير...



[1]  أخرجه البخاري: كتاب الزكاة – باب اتقوا النار ولو بشق تمرة، حديث (1417)، ومسلم: كتاب الزكاة – باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة، حديث (1016) بنحوه.
[2]  أخرجه الحاكم: كتاب الأهوال (4/605)، وصححه، ولم يتعقبه الذهبي، وأخرجه ابن ماجه: كتاب الزهد – باب صفة النار، حديث (4324)، قال البوصيري في الزوائد (1546): فيه يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف. وذكر الألباني أن سند الحاكم على شرط الشيخين إلا أن محمد بن الفضل (عارم) اختلط فلا يُدرى هل سمع منه تلميذه قبل الاختلاط أم بعده، ثم حسنه الألباني، السلسلة الصحيحة (1679).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النار ووصفها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هلم عن النار
» التحذير من النار
»  من أهل النار
» أنذرتكم النار
»  اتقوا النار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ منتدي الاسلاميات العامه ۩✖ :: مقــــالات اســــلاميه :: خطب مقـــرؤه-
انتقل الى: