اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

  الوقت والحياة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 99975
 الوقت والحياة Oooo14
 الوقت والحياة User_o10

 الوقت والحياة Empty
مُساهمةموضوع: الوقت والحياة    الوقت والحياة Emptyالجمعة 7 يونيو 2013 - 4:22

إنَّ الحمد لله، نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران:102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70-71].

أما بعد:
فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهدي هديُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالةٌ، وكلَّ ضلالة في النار.
* قال الله - تعالى - في كتابه العزيز: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [الزمر:53-59].

أيها الناس:
لقد ودعنا عامًا قد انصرم، واستقبلنا عامًا جديدًا قد أتى، ودّعنا عامًا بحسناته وسيئاته، بأفراحه وأتراحه، ربح فيه من ربح بطاعة الله - عزَّ وجلَّ - وخسر فيه من خسر بمعصيته - تبارك وتعالى.
وإذا كنَّا قد نسينا ما فعلناه في هذا العام من حسنات وسيئات، فإن ربِّي لا يضل ولا ينسى، {وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف:49].
فالواجب على المؤمن المبادرة بالأعمال الصالحة قبل أن لا يقدر عليها، وقبل أن يحال بينه وبينها إما بمرض أو موت أو شغل أو غير ذلك.
ويُروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((بادروا بالأعمال سبعًا: هل تنتظرون إلا فقرًا مُنْسيًّا، أو غنى مطغيًا، أو مرضًا مفسدًا، أو هِرَمًا مفنِّدًا، أو موتًا مجهزًا، أو الدجَّال فشرُّ غائب ينتظر، أو الساعة، والساعة أدهى وأمر))[1].

قال الحافظ ابن رجب معلقًا على هذا الحديث: والمراد من هذا أن هذه الأشياء كلها تعوق عن الأعمال، فبعضها يشغل عنه، إما في خاصة الإنسان كفقره وغناه ومرضه وهرمه وموته، وبعضها عام كقيام الساعة وخروج الدجال، وكذلك الفتن المزعجة، وبعض هذه الأمور العامة لا ينفع بعدها عمل، كما قال تعالى:
{يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ} [الأنعام:158].

* وفي "الصحيحين" عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا))[2].
وفي صحيح مسلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض))[3].
قال أبو حازم: إن بضاعة الآخرة كاسدة، يوشك أن تنفق، فلا يوصل منها إلى قليل ولا كثير، ومتى حيل بين الإنسان والعمل لم يبقى له إلا الحسرة والأسف عليه، ويتمنى الرجوع إلى حال يتمكَّن فيها من العمل فلا تنفعه الأمنية[4].

* فيا أيها الإنسان:
دَقَّاتُ قَلْبِ الْمَرْءِ قَائِلَةٌ لَهُ إِنَّ الْحَيَاةَ دَقِائِقٌ وَثَوَانِ
فَارْفَعْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ ذِكْرَهَا فَالذِّكْرُ للإنْسَانِ عُمْرٌ ثَانِ
وقال بكر المزني: ما من يوم أخرجه الله إلى الدنيا إلا يقول: يا ابن آدم اغتنمني لعله لا يوم لك بعدي، ولا ليلة إلا تنادي: ابن آدم اغتنمني لعله لا ليلة لك بعدي.

* وينادي الله - تبارك وتعالى - يوم القيامة: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ} [المؤمنون:112]. كم مكثتم على هذه الأرض؟ كم عمَّرتم في هذه الدنيا؟ كم أكلتم؟ كم شربتم؟
{قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ * قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلا قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون:112-116].

هذا هو عمر الإنسان وهذه هي حياته كلُّها، عمر قصير يمرّ مرّ السحاب، وهذا العمر هو رأس مال العبد، إن أحسن فيه كان من أهل النعيم، وإن أساء كان من أهل الجحيم، قال تعالى: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ} [فاطر:37]. أولم نمهلكم، أولم نترككم، أولم نجعل لكم مديدًا من العمر؟ فما بالكم أعرضتم، وما بالكم اتخذتم حياتكم لهوًا ولعبًا، وعبثًا وتفلتًا على شرع الله وأمره.

* آلآن تتندَّمون؟ آلآن وتبكون وتقولون: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} [المؤمنون:107].

* وتقولون: {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنعام:27].

* وتقولون: {فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} [الأعراف:53].

* ولكن الأمر كما قال الله - عزَّ وجلَّ -: {وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الأنعام:28].
إنَّهم لكاذون في دعواهم أنهم إذا ردوا فسوف يعملون الصالحات، لأن نفوسهم خبيثة، وقلوبهم منطوية على الكفر والنفاق، منافقون حتى وهم في جهنم، كَذَبةٌ حتى وهم يصلون نارًا تلظَّى.
عباد الله،
إن الوقت من أكبر النعم التي أنعم الله بها علينا، فماذا عملنا في أوقاتنا، وبماذا شغلنا أنفسنا؟
هل شغلنا أنفسنا بطاعة الله - عزَّ وجلَّ - والسعي في مرضاته؟ أم جعلنا أوقاتنا تضيع في اللهو واللعب والأغنية والمسلسل؟

إن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - كان أحفظ الناس لوقته، فكانت حياته كلها ذكرًا لله - عزَّ وجلَّ - وطاعة له، فقد قال عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما -: كنا نعدّ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المجلس الواحد مئة مرة: ((رب اغفر لي وتب عليَّ إنك أنت التوَّاب الرحيم))[5].

* وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّه ليُغَانُ على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مئة مرة))[6].

* وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((والله إنِّي لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة))[7].
فالرسول - صلى الله عليه وسلم - مع ما كان فيه من انشغال بأمور الأمة، ومصالح المسلمين، كان لا يفتر عن ذكر الله - عزَّ وجلَّ - وكان إذا عرض له عارضٌ بشري فشغله بعض الشيء عدّ ذلك ذنبًا وفزع إلى ساحة الاستغفار، والتوبة إلى الله - عزَّ وجلَّ - فأين نحن من هدي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في حفظ الوقت واستغلال العمر فيما يقربنا من الله - عزَّ وجلَّ.

* يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس؛ الصحة والفراغ))[8].
فكثير من الناس لا يستغلون أوقات الشباب والقوة، في التقرُّب إلى الله - عزَّ وجلَّ - بأنواع القربات؛ كالصلاة، والصيام، والحج، والجهاد في سبيل الله، والسعي في مصالح المسلمين.
وكذلك لا يستغلون أوقات الفراغ وما أكثرها في حياة المسلمين، فلا يعمرون أوقاتهم بذكر الله - عزَّ وجلَّ - والدعوة إلى دينه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وقد حثَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على المسارعة إلى الطاعات والمسابقة إلى فعل الخيرات فقد روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هَرَمك، وصحتك قبل سِقَمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلِّك، وحياتك قبل موتك))[9].
كان الربيع بن خزيم يكتب كلامه من الجمعة إلى الجمعة، ويحاسب نفسه مساء كل يوم سبت!!

وقال المنذر: سمعت مالك بن دينار يقول لنفسه: ويحكِ! بادري قبل أن يأتيكِ الأمر، ويحكِ! بادري قبل أن يأتيكِ الأمر، حتى كرّر ذلك ستين مرَّة! أسمعه ولا يراني.
وكان الحسن يقول: المبادرة المبادرة، فإنما هي الأنفاس لو حبست انقطعت عنكم أعمالكم التي تتقربون بها إلى الله - عزَّ وجلَّ - رحم الله امرءًا نظر إلى نفسه وبكى على عدد ذنوبه، ثم قرأ هذه الآية: {إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا} [مريم:84]. يعني الأنفاس: آخر العدد خروج نفسك، آخر العدد فراق أهلك، آخر العدد دخولك في قبرك.

أيها الناس،
إنَّ هناك أناسًا يرتكبون في اليوم الواحد جبالاً من الخطايا، وتلالاً من الذنوب ومع ذلك لا يهتمون لها، ولا يتأسفون عليها، فتراهم يلعبون ويمرحون، ويضحكون ولا يبكون، وكأنهم سوف يخلدون في هذه الدار، وكأنَّ الموت بمعزل عنهم، وكأنَّهم لن يعرضوا على الله - عزَّ وجلَّ - ليس بينهم وبينه حجاب ولا تَرْجُمان، في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدُّون.
قيل لسفيان الثوري: اجلس معنا نتحدَّث؟ فقال: كيف نتحدَّث والنهار يعمل عمله!!
نَرُوحُ وَنَغْدُو لِحَاجَتِنَا وَحَاجَةُ مَنْ عَاشَ لا تَنْقَضِي
تَمُوتُ مَعَ الْمَرْءِ حَاجَاتُهُ وَتَبْقَى لَهُ حَاجَةٌ مَا بَقِي
ولذلك شكى وبكى الصالحون والطالحون ضيقَ العمرِ، وبكى الأخيارُ والفجَّارُ انصرامَ الأوقات.
أما الأخيار فبكوا لأنهم تمنَّوا أن كانوا قد ازدادوا من فعل الخيرات والطاعات والقربات.
وأمَّا الفجّار فندموا على أنهم لم يستعدُّوا للآخرة، ولم يتزودوا لها بالعمل الصالح.
حضرت الوفاة نوحًا، عليه السلام، قيل له: يا نوح كم عشت؟ فقال عليه السلام: ألف سنة. قالوا: كيف وجدت الحياة؟ قال: والذي نفسي بيده ما وجدت الحياة إلا كبيت له بابان، دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر!!
فيا أبناء الستين والسبعين ماذا تنتظرون؟ إنكم لن تعمروا كما عَمَّر نوح - عليه السلام - ولا قريبًا من ذلك، فكيف تصرفون هذا العمر القصر في الغفلة والمعصية، في انتهاك حدود الله، في التجرؤ على محارم الله
اسْتَعِدِّي يَا نَفْسُ للْمَوْتِ وَاسْعِي لِنَجَاةٍ فَالْحَازِمُ الْمُسْتَعِدُّ
ذكروا عن الجنيد بن محمد أنه حين حضرته الوفاة، وغشيته سكرات الموت، أخذ يقرأ القرآن ويبكي، قالوا له: تقرأ القرآن وأنت في سكرات الموت؟ قال: سبحان الله من أحوج مني بقراءة القرآن، وقد أصبحت أنفاسي معدودة.

* عباد الله،
اعلموا أن جميع المعاصي محاربة لله – عز وجل – قال الحسن بن آدم: فهل لك بمحاربة الله من طاقة؟ فإن من عصى الله فقد حاربه، لكن كلما كان الذنب أقبح كانت المحاربة لله أشد، ولهذا سمَّى الله تعالى أكلة الربا وقطاع الطريق محاربين لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ لعظم ظلمهم لعباده، وسعيهم بالفساد في بلاده.
وكذلك من عادى أولياء الله تعالى – أهل الإسلام – من العلماء وطلاَّب العلم والصالحين والدعاة وأهل الفضل فهو محارب لله – عز وجل – متعرِّضٌ لسخطه كما قال تعالى في الحديث القدسي: ((من عادى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب))[10] فهل تقدر أيها العبد المسكين على محاربة رب العالمين؟ هل تجرؤ على أن تكون خصمًا لله تبارك وتعالى ؟
فيا مَن انصرم عمره في الغفلة والضياع، ويا من ضاعت أوقاته في اللهو واللعب، ويا من انقضت ساعاته في الغيبة والنميمة، ويا من آذى أولياء الله وحارب العلماء والدعاة والصالحين، إنَّ أبواب التوبة مفتوحة، وإنَّ ساعات الإجابة كثيرة، وإنَّ الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها[11].
.
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران:135-136].
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

* أما بعد.. أيها الناس،
احتجت النار والجنة، فقالت النار: ما لي لا يدخلني إلا الجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة: ما لي لا يدخلني إلا الضعفاء والمساكين، فقال الله – عز وجل – للنار: ((أنت عذابي أعذِّب بك من أشاء))، وقال للجنة: ((أنت رحمتي أرحم بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها))[12].
فالله – عز وجل – خلق الخلق وجعلهم قسمين، فريق في الجنة، وفريق في السعير، وأخبر صلى الله عليه وسلم عن أهل الجنة وصفاتهم وأهل النار وأحوالهم.

* فقال عليه الصلاة والسلام: ((ألا أخبركم بأهل الجنة؟)) قالوا: بلى. قال: ((كل ضعيف مُتَضَعِّف[13] لو أقسم على الله لأبرّه)) ثم قال: ((ألا أخبركم بأهل النار؟)) قالوا: بلى. قال: (( كل عُتلّ[14]جواظ مستكبر))[15].
فعلى العاقل أن لا يأمن مكر الله – عز وجل – فهو سبحانه وتعالى يحول بين المرء وقلبه، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء[16].

* وأخبر صلى الله عليه وسلم أيضًا: أن العبد ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وأن العبد ليعمل بعمل أهل النار حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها))[17].
وكان أبو بكر الصدِّيق – رضي الله عنه – يقول: والله لو كانت إحدى قدميّ في الجنة ما أمنت مكر الله.
ولشدَّة هذا الأمر أخبر النبي، عليه الصلاة والسلام، أن أوَّل من تسعَّر بهم النار ثلاثة: عالم، ومتصدِّق، ومجاهد.

فقد دخل شفيٌّ الأصبحيُّ المدينة فإذا هو برجل قد اجتمع عليه الناس، قال: من هذا؟ فقالوا: أبو هريرة، قال: فدنوت منه حتى قعدت بين يديه، وهو يحدث الناس، فلما سكت وخلا، قلت له: أنشدك بحقّ وبحقٍّ لما حدثتي حديثًا سمعته من رسول الله عَقَلْتَه وعلمته. فقال أبو هريرة: أفعل، لأحدثنَّك حديثًا حدثنيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عقلته وعلمته، ثم نشغ[18] أبو هريرة نشغة، فمكث قليلاً ثم أفاق، فقال: لأحدثنك حديثًا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا البيت ما معنا أحد غيري وغيره، ثم نشغ أبو هريرة نشغة أُخرى، ثم أفاق فمسح وجهه فقال: لأحدثنك حديثًا حدثنيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا وهو في هذا البيت ما معنا أحدٌ غيري وغيره، ثم نشغ أبو هريرة نشغة شديدة، ثم مال خارًّا على وجهه فأسندته عليَّ طويلاً، ثم أفاق فقال: حدَّثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله - تبارك وتعالى - إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية، فأولُ من يدعو به رجل جمع القرآن، ورجل يَقْتَتِلُ في سبيل الله، ورجل كثيرُ المال، فيقول الله للقارئ: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟ قال: بلى يا ربّ، قال: فماذا عملت فيما علمت؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول الله له: كذبت. وتقول له الملائكة: كذبت ويقول الله: بل أردت أن يقال إن فلانًا قارئٌ فقد قيل ذاك، ويُؤتى بصاحب المال فيقول الله له: ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد؟ قال: بلى يا ربِّ. قال: فماذا عملت فيما آتيتك؟ قال: كنت أصلُ الرحم وأتصدَّق، فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت. ويقول الله تعالى: بل أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذاك، ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله، فيقول الله له: فيماذا قتلت؟ فيقول: أُمرتُ بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت. فيقول الله تعالى له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت. ويقول الله: بل أردت أن يقال فلان جرئ فقد قيل ذاك، ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي فقال: يا أبا هريرة، أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة[19].

فدخل شُفيّ على معاوية – رضي الله عنه – فأخبره بهذا عن أبي هريرة، فقال معاوية: قد فعل بهؤلاء هذا فكيف بمن بقي من النَّاس؟ ثم بكى معاوية بكاءً شديدًا حتى ظننا أنه هالكٌ. وقلنا قد جاءنا هذا الرجل بشر، ثم أفاق معاوية ومسح عن وجهه وقال: صدق الله ورسوله: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ * أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [هود:15-16].

فيا عباد الله،
لقد بكى الصالحون يوم تذكروا العرض على الله – عز وجل – وتطاير الصحف، فآخذ بيمينه وآخذ بشماله، بكوا لأنهم لا يعلمون مصيرهم هل سيؤمر بهم إلى الجنة أو تكون الأخرى.
ونحن والله أحق منهم بالبكاء؛ لأننا لم نقدِّم مثل ما قدموا، ولم نجاهد جهادهم، ولم ننفق إنفاقهم، ومع ذلك إذا صلَّى أحدنا بعض الركعات ظنَّ أنه مستحق للفردوس الأعلى، وأن منزلته لا تقل عن منزلة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا!!
أما الصالحون؛ فقد بكوا لأنهم لم يأمنوا مكر الله عز وجل، قال تعالى: {فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف:99].
وقال تعالى: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ} [المعارج:28].
بكى سفيان عند الموت وجزع، فقيل له: يا أبا عبد الله، عليك بالرجاء، فإن عفو الله أعظم من ذنوبك، فقال: أوَ على ذنوبي أبكي؟ لو علمت أني أموت على التوحيد لم أبال بأن ألقى الله بأمثال الجبال من الخطايا!!

وحكي عن بعض الخائفين أنه أوصى بعض إخوانه فقال: إذا حضرتني الوفاة فاقعد عند رأسي، فإن رأيتني مت على التوحيد فخذ جميع ما أملكه، فاشتر به لوزًا وسكرًا، وانثره على صبيان أهل البلد، وقل: هذا عرس المنفلت، وإن مت على غير التوحيد فأعلم الناس بذلك، حتى لا يغتروا بشهود جنازتي ليحضر جنازتي من أحبّ على بصيرة.
وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يخافون على أنفسهم النفاق ومن هؤلاء عمر بن الخطاب – رضي الله عنه.
قال الحسن: لو أعلم أني بريء من النفاق كان أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس.
وكان حذيفة - رضي الله عنه - قد خصَّ بعلم المنافقين وأسباب النفاق وكان يقول: إنه يأتي على القلب ساعة يمتلئ بالإيمان حتى لا يكون للنفاق فيه مغرز إبرة، ويأتي عليه ساعة يمتلئ بالنفاق حتى لا يكون للإيمان فيه مغرز إبرة.

فهؤلاء هم سادات القوم من الصحابة والتابعين وغيرهم كانوا يخافون على أنفسهم الفتنة مع رسوخ أقدامهم وقوة إيمانهم، فكيف لا نخاف نحن على أنفسنا، مع تفريطنا وتضييعنا لحدود الله وأوامره، ألا نعلم أن الله أخرج آدم من الجنة بسبب معصية واحدة، وأبعد إبليس عن رحمته بسبب معصية واحدة، وقرَّب الملائكة إليه من غير وسيلة، وأنه يوم القيامة سوف يقول: هؤلاء في الجنة ولا أبالي، وهؤلاء في النار ولا أبالي!!

فالله الله في أوقاتنا أن تضيع هباء منثورًا، فإن الوقت هو الحياة، وإن العمر قصير، يضيع بين التسويف والانشغال، فالسعيد من خاف ((ومن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة))[20].
عباد الله،
وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:56].

* وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من صلَّى عليَّ صلاة صلَّى الله عليه بها عشرًا))[21].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم واعرض صلاتنا في هذه الساعة المباركة يا رب العالمين، وارض اللهم عن أصحابه الأطهار من المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وكرمك ومَنِّك يا أكرم الأكرمين.

[1] أخرجه الترمذي (4/478، 479) رقم (2306) وقال: حسن غريب وضعفه الألباني كما في السلسلة الضعيفة رقم (1666).
[2] أخرجه البخاري (7/191) كتاب الرقاق، ومسلم (1/137) رقم (157).
[3] أخرجه مسلم (1/138) رقم (158).
[4] جامع العلوم والحكم ص (336، 337).
[5] أخرجه أبو داود (2/85) رقم (1516). والترمذي (5/461) رقم (3430). وابن ماجه (2/1253) رقم (3814). قال الترمذي: حسن صحيح غريب وصححه الحاكم في المستدرك.
[6] أخرجه مسلم (4/2075) رقم (2702).
[7] أخرجه البخاري (7/145) كتاب الدعوات.
[8] أخرجه البخاري (7/170) كتاب الرقاق.
[9] أخرجه الحاكم، والبيهقي في الشعب. وصححه الألباني كما في صحيح الجامع رقم (1077). وقال الحافظ العراقي: أخرجه ابن أبي الدنيا بإسناد حسن. انظر: الإحياء (4/459).
[10] أخرجه البخاري (7/190) كتاب الرقاق.
[11] أخرجه مسلم (4/2113) رقم (2759).
[12] أخرجه مسلم (4/2186) رقم (2846).
[13] متضعف: متواضع متذلل لإخوانه.
[14] العتل: الجافي الشديد الخصومة بالباطل. والجواظ: الجموع المنوع.
[15] أخرجه البخاري (6/72) كتاب التفسير، ومسلم (4/2190) رقم (2853).
[16] أخرجه مسلم (4/2045) رقم (2654).
[17] أخرجه البخاري (8/188) كتاب التوحيد ومسلم (4/2036) رقم (2643).
[18] نشغ نشغة: أي شهق حتى كاد يغمى عليه، ويحصل ذلك للإنسان إذا اشتد أسفه على فائت.
[19] أخرجه الترمذي (4/510-512). رقم (2382) وقال: حسن غريب. وهو عند مسلم مختصرًا (3/1514) رقم (1905).
[20] أخرجه الترمذي (4/546) رقم (2450) قال الترمذي: حسن غريب وصححه الألباني بشواهده كما في السلسلة الصحيحة رقم (2335).
[21] أخرجه مسلم (1/288) رقم (384).


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الوقت والحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ منتدي الاسلاميات العامه ۩✖ :: مقــــالات اســــلاميه :: خطب مقـــرؤه-
انتقل الى: