السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة مطلقة حديثاً وليس عندي أولاد، وحالتي النفسية متعبة جداً، بعد طلاقي أي منذ ثلاثة أشهر لاحظت نزول إفرازات بنية بعد انتهاء الدورة بأيام، استمرت يوما واحدا فقط، مع ألم أسفل البطن مثل ألم الدورة.
وقد تكرر نفس الأمر في الشهر التالي، ولكن في هذا الشهر بعد انتهاء الدورة بأسبوع استمرت الإفرازات أكثر من يوم، ومن فترة وأنا أعاني من حكة وحساسية في المنطقة الحساسة أظن سببها الفوط اليومية، واستعملت كريما - والحمد لله- أصبحت أحسن.
أرجو مساعدتي مع العلم أني قد سافرت إلى بلد آخر ولا أستطيع مراجعة طبيب هنا، وأخاف أن يكون عندي التهابات مهبلية أو مرض نقله لي زوجي قبل طلاقنا؛ حيث أني اكتشفت خيانته لي مع امرأة أخرى.
مع جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
أتفهم مخاوفك يا عزيزتي، وأقدر ظرفك الذي أنت فيه، وأسأل الله العلي القدير أن يعوضك بكل خير، وعليك أن تتعاملي مع أي ظرف - مهما كان صعبا - على أنه ابتلاء وامتحان, وحاولي أن تكتسبي منه خبرة جديدة , تفيدك في حياتك القادمة, إن شاء الله.
ومن الوصف الذي جاء في رسالتك، فأنني أتوقع بأن ما نزل من إفرازات بنية بعد الطهر من الدورة الشهرية بأيام أو بأسبوع هو عبارة عن دم, وليس إفرازات التهابية؛ لأن توقيت نزوله يصادف في فترة التبويض من الدورة, وفي هذه الفترة يحدث هبوط مفاجئ لكنه مؤقت في هرمون هام جدا، يخرج من جراب البويضة عند انفجارها, ويسمى هرمون (الاستروجين)، وعندما يهبط هذا الهرمون فإن بطانة الرحم تتأثر مؤقتا, فينزل قليل من الدم؛ ولأن هذا الدم قليل الكمية، فإنه لا يخرج بسرعة, بل يبقى في الرحم لبعض الوقت ويختلط بالإفرازات, وبالتالي يتغير لونه فيصبح بنيا، وعندما يخرج من المهبل، فإنه يبدو على شكل إفرازات بنية، تشبه الإفرازات التي تنزل عند حدوث الالتهاب.
والأمر المطمئن في مثل حالتك هو أن هذا الإفراز يخرج في وقت التبويض, وبعد ذلك يختفي، وهو إفراز يترافق مع ألم في البطن، والذي هو غالبا ألم التبويض, كما أنه لا يترافق مع رائحة كريهة, ولا يترافق مع حكة، وكل هذه تعتبر علامات مطمئنة, إن شاء الله.
إذا يا عزيزتي، من الوصف الذي جاء في رسالتك فلا يبدو بأن لديك التهابا مهبليا، بل هي حالة طبيعية جدا تحدث عند الكثيرات، وقد تختفي في بعض الأشهر وقد تعود ثانية, والأمر يتبع كثيراً الحالة النفسية, والهرمونات في الجسم, لكنها حالة سليمة، ولا تدل على وجود مشكلة في المبيض, ولا تدل على وجود التهابات.
وبالطبع, هنالك بعض الالتهابات التي قد تحدث عند السيدة بدون أن تعطي أية أعراض, بمعنى أن الميكروبات فيها تكون كامنة وغير نشطة, وقد تبقى كامنة هكذا لفترة طويلة أو قد يستطيع الجسم التخلص منها, لكن في بعض الحالات قد تتمكن هذه الميكروبات الكامنة من أن تنشط وتتكاثر، فتسبب التهابا فعالا، وتعطي أعراضا واضحة، لكن هذا يكون بعد فترة، قد تطول أو تقصر.
هذه الالتهابات الكامنة بهذا الشكل, لا يمكن كشفها إلا بعمل تحليل وزراعة في المختبر لعينة من مخاط عنق الرحم، ولا أقصد هنا أن أخيفك بكلامي هذا, لكن أردت أن أوضح معلومة طبية هامة على جميع النساء معرفتها وهي: إن عدم وجود أعراض للالتهاب لا يعني عدم وجود الالتهاب بشكل مؤكد؛ ولذلك، ولكونك غير قادرة على الذهاب إلى الطبيبة وعمل تحليل لعينة من إفرازات عنق الرحم والمهبل، فإنني أرى بأن تتناولي علاجا وقائيا, كنوع من الاحتياط, فهذا أفضل في كل الأحوال, وهنا يمكنك تناول العلاج التالي:
- CEFIXIME 400 ملغ جرعة واحدة فقط بالفم (على شكل حبة واحدة أو شراب بنفس العيار).
- ثم بعد ذلك يمكنك تناول حبوب تسمى DOXYCYCLINE حبوب عيار 100 ملغ حبة صباحا وحبة مساءً لمدة أسبوع كامل.
إن العلاج السابق سيفيد إن- شاء الله تعالى- على الأقل في الوقاية من أكثر الأمراض الجنسية انتقالا بالعلاقة الجنسية، وهي مرض الكلاميديا ومرض السيلان.
نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.