اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

 حوادث السيارات وآداب القيادة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100205
حوادث السيارات وآداب القيادة Oooo14
حوادث السيارات وآداب القيادة User_o10

حوادث السيارات وآداب القيادة Empty
مُساهمةموضوع: حوادث السيارات وآداب القيادة   حوادث السيارات وآداب القيادة Emptyالسبت 18 مايو 2013 - 20:43

حوادث السيارات وآداب القيادة



الحمد لله جعل النعماء لمرضاته سبلًا وطرائق ونهانا أن تعقب حوادث ومضائق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً تجلي بأنوارها غياهب وحقائق، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، بدد بالوحي المنير ظلماتٍ وعوائق، صلى الله وبارك عليه وعلى آله المصطفين خلائق وصحبه الزاكين علائق، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ ما أخلف كر الملوان ثواني ودقائق، وسلم تسليمًا كثيرا.

أما بعد:
فاتقوا الله أيها الناس، اتقوه في الرخاء والباس، واعلموا أن تقواه - سبحانه - أزكى الغراس، وفيها النجاة - وايم الله - في الأرماس: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197].
وتمسكوا بجانب تقوى ربكم كي تسلموا من خزيه وعقابه
وتجنبوا سبق الخطى فلكم هوى ذو الهوى من حصنه وعقابه

أيها المسلمون:
إبان السعي لرفأ بعض قضايا أمتنا المباركة والعزم الأكيد على الرقي بها في معارج الأمن الوارف والمجد البالغ ذرا المشارف، تنبلج في الآفاق قضيةٌ مؤرقةٌ مفزعةٌ مسهدةٌ مفجعةٌ أوارها في طهاف وآثارها المتبرة في انتهاف مخالبها الحادة، لا تفتأ في استحصاد وبراثنها الكاسرة للناس بالمرصاد، إنها معضلةٌ مآسيها مطوحة ولأنس البيوت وأهلها مصوحة، كيف لا وهي تفتك بالنفوس فتكا وتهتك بالأرواح هتكا، اخترامها للأرواح سريع ونيلها من الأجساد جد مريع، تفتت الأكباد من مشاهدها وتقطع الأطواد في مشاهدها.

رباه... رباه... كم أجلبت من كروبٍ وأحزان ويتمٍ وثكلٍ وحرمان، كم أقعدت من إنسانٍ وأفضت بالدموع الغزار الأحداق والإنسان، فكم من أرواحٍ حصدت وكم من نفوسٍ أزهقت وكم من بيوتٍ دمرت؟ وكم من أسرٍ شتت؟ وكم من أطفالٍ يتمت؟ وكم من نساءٍ رملت؟ كم بترت من أطراف؟ وطمست من أوصاف؛ رحماك ربنا رحماك، فمنك سوابغ الألطاف.

تلكم - يارعاكم الله - هي ما يقض المضاجع ويدع النفوس بلاقع من حوادث السيارات والمرور وما تحمله من خطبٍ مريعٍ وثبور.

أيها المؤمنون:
ليس يخفى على شريف علمكم أن من المقاصد القعساء لشريعتنا الغراء حفظ النفس وإعلائها وصونها عن الإزهاق وإغلائها.. يقول - سبحانه -: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29].
والنفس صنها وعاملها بإشفاق وحاذرًا سفكها يومًا بإزهاق
وإن ترُمْ جنةً زُينتْ بأشواقِ فصُنْ نفوسًا زكت دومًا بآفاق

معاشر المسلمين:
مما لا ريب فيه أن للطريق في الإسلام حقوقًا وآدابًا متى امتثلها السالك نال غاياتٍ سامياتٍ وآرابا.

كما أنه لا مراء أن السيارات والمركبات في هذا العصر غدت من وسائل النقل المهمة التي يشق الاستغناء عنها.

كما أنها من نعم الباري الجمة التي تستوجب الشكر والثناء، بل هي من بواعث السعادة والمنن المستفادة، يقول - صلوات ربي وسلامه عليه -: ((من سعادة المرء: المسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهني)) أخرجه البخاري.

ولكن استدراك مخزون كظيم، ومع التطور التقني والتفاني الصناعي في إنتاج أحدث المركبات المزودة بأدق وسائل السلامة ودواعيها وأوفر أجهزتها خافيها وباديها؛ إلا أن نزيف الدماء في الطرقات لا يزال مهدرًا صبيبا وتناثر الأشلاء جراءها لا يزال هما رعيباً، وتطالعنا الإحصاءات المروعة أن نسب حوادث السير في ارتفاعٍ وازدياد دون انخفاضٍ أو إرواد، تحصد الأرواح في الغدو والرواح، تفجع الأسر والبيوتات وتبدد الأموال والممتلكات وتعنت الأفراد والمجمعات.

ويعظم ذلك في مواسم الصيف والإجازات حيث التنقل والارتحالات، فقد بلغت نسب وإحصاءات أهوالها أرقامًا مذهلة؛ حيث ناهز عدد الوفيات في العالم سنويًّا مليوني حالة وفاة، وبلغ عدد الإصابات ثلاثين مليون إصابة، وعلى الصعيد المحلي بلغ عدد حودث السير في عامٍ واحدٍ زهاء النصف مليون حادث، ثلث صرعاها من فئة الشباب؛ نتج عن ذلك أكثر من ستة آلاف متوفى وما يربو على أربعين ألف مصاب - أي: ما يقارب حالة وفاة في كل ساعة - زوروا المشافي وأقسام الطوارئ لترو أن أكثر من ثلث أسرة المشافي يشغلها مصابوا حوادث السير وتكاليفها المادية تعادل بعض ميزانيات دول بأسرها.

فلا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله من هذا الداء الزمِن الذي دهى الخلق في هذا الزمن مما يفوق آثار الحروب العالمية المدمرة والخطوب والكوارث الدولية المروعة.

ولا تسل - أيها المحب - عن الذين اخترموا في شرخ أعمارهم وأوج نفعهم وعطائهم لأسرهم وآبائهم وأمهاتهم وفلذات أكبادهم كانوا لهم بهجةً وحنانًًا ومسرةً وزينةً وحبًّا وقرة، بل كانوا من صفوة الأفاضل وأمثلهم وأنبلهم وأنفعهم لمجتمعاتهم وأرفعهم.

فيالله ثم يالله.. كم من عالمٍ نحريرٍ في حادثٍ فظيعٍ قضي وداعيةٍ موفقٍ مضى وطودٍ في البر والإحسان هوى، وكم من محب خيرٍ ذوى!

ولكن – يا عباد الله - ما باعث ذلك؟ ومن أين مأتاه، ما سببه؟ ومن أين منشأه؟

لعمر الحق ما سببه إلا السرعة القصوى والتجاوز السافر والتفلت واللامبالاة في تعدي إشارات المرور، التي ما وجدت إلا لحفظ النظام وسلامة النفوس، وما باعثه إلا ثورة الشباب المراهق والثقة المزعومة في التحكم في المركبة، وما منشأه إلا التقليد المقيت القاتل للمتهورين والمفحطين الذين يروج لهم الإعلام المضاد، وما مأتاه إلا غياب الأخلاق والسلوك والجهل الذريع بأنظمة السير وقواعد المرور، يتولى كبر ذلك غالبا حدثٌ غِرٌّ ويافعٌ أرعن وبالغٌ مغرور بفعلٍ نزق وتصرف غير مسئول.

والله - جل وعلا - يقول: والله عزّ وجلّ يقول: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} [لقمان: 19]، {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63]، {وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18].

إخوة الإيمان:
وإنكم لترون في الطرق عجبًا لا ينقضي في استعمال ذلك المركوب الخطر، ترى فئامًا أجهدوا مطاياهم كخطف البرق وعصف الرياح ضاربين عرض الحائط بأمن الأنفس البريئة والأرواح، ذاهلين عن قول الحق - تبارك وتعالى -: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، وآخرين لا يبالون في الانشغال عن القيادة بالثرثرة في الهواتف المحمولة فيقع ما لا تحمد عقابه، ومنهم من تتنحي عنه مترًا فيدنو منك فترا، يسرع إسراع الحمقى وما علم أن المنبت لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى:
لا تعْجَلن بأمرٍ أنت طالبُهُ فقلما يُدْرَكُ المطلوب بالعجل
فذو التأني مصيبٌ في مقاصده وذو التسرُّعِ لا يخلو من الزلل

ويدهشك من يعكس اتجاه السير ويقتحم الطريق اقتحام السيل، يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((التأني من الله والعجلة من الشيطان)) رواه أبو يعلى والبيهقي.

فما أبأس من خالف أنظمة المرور وقواعد السلامة، وامتطى السرعة والاستعجال، ولم يستشعر عاقبة ذلك الوبال في الحال والمآل.

وَلَكَمْ كان الأجل في مطاوي التهور والعجل فأورث تفجعات الصدور المكروبة، وتوجعات النفوس المنكوبة بين طفولةٍ مفزعة وأبوةٍ مرزوءةٍ مفجعة وأمومةٍ ملتاعةٍ ممزقة وإصاباتٍ في الأبدان يؤول كثيرٌ منها إلى العلل المزمنة أو الإعاقات الملازمة، ويقضي هؤلاء بقية حياتهم بين عللٍ وأسقام وأوجاعٍ وآلام ولوعةٍ وعناء جراء الأفعال الرعناء.

ليست الصحة - ياأمة الإسلام - من أعظم النعم على الإنسان بعد الإيمان، فلا يوازيها حال ولا تقدر بعزٍّ ولا مال ؛ فما زوى من الصحة أنى يؤوب، وما أنهك من الأطراف أنى يصوب.
والجسم للروح مثل الربع تسكنه وما تقيم إذا ما خرب الجسد

وبعد معاشر الإخوة:
بمزيد الحب الوافر ومزيد الوداد الغامر نناشد أحبتنا الشباب، نناشد أحبتنا الشباب وكل قائد مركبة في الحضر أو السفر أن ألزم الرفقا الحيطة والحذر، واتقوا الله في قيادة مراكبكم وارعوا حرمة مواكبكم، وكونوا عن السير شامةً في مواكبكم، وعليكم بالأناة الأناة والهوينا الهوينا ؛ فالتؤدة عن السير بالمركبة أمارة العقل والرجحان ومنبع الأمن والاطمئنان، وبها سلامة الأبدان والأمن في الأوطان بتوفيق الواحد الديان.
عليك بوجه القصد فاسلك سبيله ففي الجور إهلاكٌ وفي القصد مسلك
إذا أنت لم تعرفْ لنفسك قدرها تحملها ما لا تطيق فتهلك

وتذكروا – يا رعاكم الله - قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فيما أخرجه مسلم في صحيحه: ((إن الله رفيقٌ يحب الرفق في الأمر كله، من يُحرم الرفق يحرم الخير كله)).

كيف ومن لزم الرفق والتأني أمن عثار القدم ووُقي مواقع الندم ورقي سلم الشرف، وبلغ من سيره أنبل غاية وأسمى هدف، وقد جاء في الخبر عن سيد البشر - عليه الصلاة والسلام -: ((القصد القصد تبلغوا))، وفي التنزيل العزيز يقول - سبحانه - ممتنًا على عباده: {وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ * لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزُّخرف: 12- 14].

بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنبٍ وزلل ومن كل خطأ وخطل؛ فاستغفروه وتوبوا إليه على عجل دون إبطاءٍ وكلل إنه كان للأوابين غفوراً.


الخطبة الثانية

الحمد لله ولي التوفيق للهدى والطاعة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً له بالتوحيد ضواعة، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله المخصوص بالحوض والشفاعة، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، أتقى الأمة قلوباً وأشدها نصاعة، ومن تبعهم بإحسان يرجوا الحق واتباعه، وسلِّمْ تسليماً كثيرًا.

أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله وسيروا في مناكب الأرض بالتؤدة والاعتدال، واحذروا السرعة والاستعجال تفوزوا بمرضاة الكبير المتعال.

أيها الأحبة في الله:
وبعد أن تبينت مخاطر حوادث السير وأضرارها لزم بيان العلاج الشافي ووصف الترياق الكافي للحد من ذلك البركان المدمر المحرق، وذلك من خلال سنط فريد متلألئ يضم درراً من النتائج السنية والتوصيات البهية، يأتي في طليعتها وأولها: التوعية الشاملة المكثفة لفئات المجتمع عامةً بحسن استعمال المركبات وفق أصول القيادة السليمة ونظم المرور الآمنة، يسهم في ذلك المسجد والبيت والمدرسة ووسائل الإعلام والجهات الأمنية.
ثانيها: التحذير الشديد من مخالفة قواعد المرور وتهميشها، وإيقاع العقوبة الرادعة لمن تعداها.

ثالثها: بيان العظات والعبر والحوادث والكوارث ذات الخطر جراء السرعة الجنونية العاصفة التي أردت في المهالك وأركست في سوء الأحوال الحوالك.

رابعها: الحث على التحلي بمحاسن الشيم ومكارم القيم مع مرتادي الطريق ؛ وخصوصا العيون الساهرة من رجال المرور وأمن الطرق - وفقهم الله -.

خامسها: الاقتداء بأكمل الهدي.. هدي محمدٍ - صلوات ربي وسلامه عليه - وما أوصى به في آداب الطريق الرضية وأدعية الركوب العلية.

سادسها: تعهد المركبة وإطاراتها وصيانتها وفحصها الدوري قبل القيادة، يدل عليه مفهوم قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((اتقوا الله في هذه البهائم فاركبوها صالحة)) رواه أبو داود بإسناد حسن.

سابعها: نشر فتاوى أهل العلم الأجلاء في تحريم وتجريم تجاوز السرعة القانونية ومخالفة الإشارات الضوئية، وبيان الحوادث الناجمة عنها.

ثامنها: توعية الآباء والأمهات بضرورة متابعة الأبناء بالتوجيه والإرشاد نحو القيادة الآمنة مع مزيد الحزم والصرامة في زجرهم عن سلوكيات القيادة الطائشة، وعدم تمكينهم من المركبات إلا بعد تأهيلهم والترخيص لهم من الجهات المعنية.

تاسعها: ضرورة الإفادة من التقانات الحديثة في توعية المجتمع - وخاصة الشباب - وضبط المخالفات المرورية.

عاشرها ومسك ختامها: الإشادة بالحملات الوطنية للتوعية الأمنية والمرورية وتثمين جهودها في الحد من معاناة المجتمع نتيجة الحوادث وتفعليها، وإشراك أفراد المجتمع في تعزيز قواعد السلامة ودرء الأخطاء المرورية أنى كانت، مع تأصيل كون قائد السيارة والمركبة هو رجل الأمن والمرور الأول.

إنه لا بد للحد من غلواء الاستهتار في أرواح الناس ومركباتهم من التوارد على ميثاق شرفٍ عالمي للسلامة المرورية يقاضي كل من لا يبالي بالأرواح والممتلكات، ويسهم في التخفيف من الحوادث والإصابات ليعم الأمن والسلامة كافة الأفراد والمجتمعات.

وها قد برح الخفاء ووصف الدواء لنسأل المولى - سبحانه - أن يبلغنا الرجاء ويحسم الداء، سدد الله الخطى وبارك في الجهود وحقق أغلى المقاصد، وصرف عنا الحوادث والمفاسد، وللمسافرين نقول: حفظكم الله في سفركم وإقامتكم، نستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم، زودكم الله بالتقوى وغفر ذنوبكم.

هذا، واذكروا - رحمكم الله – على الدوام أن المولى الملك العلام قد أمركم بالصلاة والسلام على خير الأنام، فقال - تعالى - في أجلِّ الكلام: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].
وصلِّ ياربّ على المبارك محمد وآله وبارك
وصحبه والتابعين النبلا ومن قفا آثارهم ووصلا

اللهم صلِّ وسلِّمْ على سيد العرب والعجم خير من ركب النجائب وسار بقدمٍ ما هما ركامٌ وغيث سجم، وعلى آله وصحبه قادة الدنيا وسادة الأمم، ومن سار على نهجهم واقتفى يا خير من تجاوز وعفا.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وسلم المعتمرين والزائرين والمسافرين في برِّك وبحرِك وجوِّك أجمعين.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا، اللهم وفِّق إمامنا بتوفيقك وأيده بتأييدك، اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك، وهيئ له البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه، اللهم وفقه ونائبيه وإخوانه وأعوانه إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد.

اللهم وفق جميع ولاة المسلمين لتحكيم شرعك واتباع كتابك سنة نبيك - صلى الله عليه وسلم - اللهم اجعلهم رحمةً على عبادك المؤمنين.

اللهم ادفع عنا الغلا والوباء والزنا والزلازل والمحن والربا وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا وعن سائر بلاد المسلمين عامةً يا رب العالمين.

اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم إنَّا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم.

اللهم اشفِ مرضانا وارحمْ موتانا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا، واختمْ بالسعادة آجالنا، واختمْ بالسعادة أعمالنا وآجالنا يا حي يا قيوم ياذا الجلال والإكرام.

ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حوادث السيارات وآداب القيادة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  حوادث السيارات.. حقائق وأسباب
»  القيادة وقت الأزمات
» فن القيادة عند السلف الصالح
»  الهجرة دروس حركية في القيادة والجندية
»  حوادث الدهور في مدى الأيام و الشهور المؤلف ابن ثغري بردي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ منتدي الاسلاميات العامه ۩✖ :: مقــــالات اســــلاميه :: خطب مقـــرؤه-
انتقل الى: