تحميل ملف الكتاب (انقر الرابط بالزر الأيمن للفأرة واختر "حفظ الهدف باسم" أو "Save Target As")
فإن هذا الزمن الذي نعيش فيه قد تشعبت معارفه، وتنوعت علومه، وتطور واقعه تطورًا أبعده عن كثير من الوقائع السابقة.
ومع هذا التطور المتسارع، والتعقيد البالغ في تداخل العلوم وتنوعها، وشدة غموض واقعها على غير المتخصص فيها، نجد بعض
الناس يبادر إلى تنزيل الأحكام الشرعية على هذا الواقع دون نظر وتأمل في
صحة هذا التنزيل، إما تقصيراً في تصور النازلة، أو تهاونًا في معرفة
الدلائل الشرعية وثمراتها.
إن الاجتهاد في معرفة حكم الواقعة يمر بمرحلتين رئيستين:
الأولى: معرفة حكم اللّه تعالى، وهذه المرحلة لها شروطها ومراتبها.
الثانية: معرفة الواقع في الخلق، وهذه المرحلة لها وسائلها وطرقها.
وباكتمال هاتين المرحلتين وصحتهما يكون التطبيق الصحيح للحكم الشرعي على
الواقع ونظرًا لأهمية تصوير النازلة في بيان حكمها، وأثره الكبير في
اختلاف الفقهاء، فقد أحببت أن أبحث موضوع تصوير النازلة وأثره في بيان
حكمها.