اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

  التنصيرُ عبرَ الإذاعاتِ والمراسلات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100270
 التنصيرُ عبرَ الإذاعاتِ والمراسلات Oooo14
 التنصيرُ عبرَ الإذاعاتِ والمراسلات User_o10

 التنصيرُ عبرَ الإذاعاتِ والمراسلات Empty
مُساهمةموضوع: التنصيرُ عبرَ الإذاعاتِ والمراسلات    التنصيرُ عبرَ الإذاعاتِ والمراسلات Emptyالأربعاء 15 مايو 2013 - 11:12

[الكاتب خاض التجرِبة بنفسه وتلقى إحدى رسائلهم]
التنصيرُ عبرَ الإذاعاتِ والمراسلات

نواصلُ مع القارئ سلسلةَ المقالات والدراسات التي بدأناها حول المخطط التنصيري في العالم وخططه وأساليبه لحرب الإسلام، ونقف هنا مع بعض الوسائل التي يعتمدون عليها في نشر دعوتهم، وهي الإذاعاتُ التنصيرية، والمراسلات البريدية، التي تنتشر على مستوى العالم انتشارَ النار في الهشيم.

فمع التطور الكبير الذي شهده العصرُ الحديث في العلم والتكنولوجيا، ومع ظهور وسائل الإعلام الحديثة من إذاعة وتلفزيون وأقمار صناعية وفضائيات وإنترنت، كان من الطبيعي أن يحرص المخططُ التنصيري العالمي على استغلال هذه الوسائل فى نشر أفكاره، ومحاربة الاسلام، وكانت الإذاعاتُ التنصيرية في مقدمة تلك الوسائل، فقد أكدت المؤتمراتُ التنصيرية كافةً ضرورةَ إنشاء الإذاعات في كل مكان، وإنشاء معاهدَ لإعداد الإذاعيين، وإقامة مؤسسات لإنتاج المواد الإذاعية، وتزويدها بجميع الإمكانات.

• هيئات ومنظمات إذاعية:
وتجسيدًا لهذا الاهتمام بالإذاعة كوسيلة تنصيرية، أنشأت عشراتُ الهيئات والمنظمات الإذاعية المسيحية في أنحاء متفرقة من العالم المحطاتِ الإذاعيةَ، وخططت لها، وتبادلت الخبرات والبرامج والاستشارات والخبراء، وعقدت المؤتمرات، وأقامت الدورات التأهيلية والتدريبية للذين يعملون في هذه المحطات، وأجرت البحوث والدراسات على جماهير المستمعين للكشف عن مدى تأثير هذه المحطات وفاعليتها، فضلا عن تقويم خططها وبرامجها.

ولعل أنشط هذه المؤسسات والهيئات والمنظمات -على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر- المؤسسات التالية:
1- الرابطة الكاثوليكية للراديو والتلفزيون: ومقرها سويسرا، وهي الرابطة التى تضم مئة محطة إذاعية كاثوليكية، وينصب نشاطُها على خدمة التنصير، وعقد المؤتمرات، وتبادل الخبرات والمعلومات في هذا المجال، فضلا عن التعاون المنظم مع الروابط والهيئات والمنظمات الإذاعية التنصيرية، وإجراء البحوث والدراسات وتقديم التوصيات اللازمة.

2- الرابطة العالمية للإذاعة المسيحية: وكانت هي البديل الذي حل محل اللجنة التى أنشأها مجلسُ الكنائس العالمي عام 1961م، وتعمل هذه الرابطة -التي تتخذ من جنيف مقرًا لها- على خدمة الإذاعات الدينية في تطوير برامجها ورفع مستواها، ومن ثم فهي تُولي البحثَ والدراسات في هذا المجال أهميةً فائقة، كما تقدم منحًا للكنائس والمنظمات المسيحية والأفراد للتدريب على استخدام الإذاعة في مجال التنصير وإعداد المتخصصين عقائديًا وفنيًا.

3- الاتحاد العالمي للاتصالات المسيحية، الذي أنشئ عام 1968م في لندن، ويمنح حق العضوية للأفراد والكنائس ووكالات الاتصال والهيئات المسيحية المختلفة العاملة في مجال الاتصال، إلى جانب تزويد محطات الإذاعة التنصيرية بالخبرات والاستشارات الفنية وإعداد الفنيين والمتخصصين المدربين.

4- الرابطة الدولية للإذاعيين المسيحيين: وهي رابطة خاصة بالإذاعيين العاملين في مجال الإذاعات التنصيرية في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أنشئت بناءً على توصية من المؤتمر العالمي للراديو التنصيري. وتبذل الرابطة جهدًا واضحًا في متابعة محطات الراديو العاملة في مجال التنصير، وإصدار النشرات التي توزع مجانًا عن هذه المحطات وبرامجها ونشاطاتها، فضلا عن إجراء البحوث والدراسات لتعرُّف مدى تأثير هذه المحطات على جمهور المستمعين والمشاهدين.

5- جمعية التنصير العالمية بالراديو: وهي جمعية بروتستانتية، مقرها "نيوجرسي" بالولايات المتحدة الأمريكية، وتتولى الإشراف وإدارة عدد من المحطات التنصيرية الدولية، تأتي في مقدمتها إذاعة "حول العالم" الناطقة بالعربية من مونت كارلو.

6- الهيئة التنصيرية العالمية في "هونج كونج": وهي الهيئة التى تقود مسئولية الإشراف وإدارة عدد من الإذاعات الموجهة إلى دول جنوب شرق أسيا، وإن كانت تولي عناية فائقة للمحطات الموجهة إلى إندونيسيا على نحو خاص.

7- الاتحاد الفليني للإذاعيين الكاثوليك: ومقره"تايلند"، ويتولى الإشراف على عدد من المحطات التنصيرية، ويقدم لها المعلومات وخدمات التدريب والتخطيط.
ولا جرم ليست هذه هي كل المؤسسات والهيئات الإذاعية التنصيرية في العالم، فقد بلغ عددُها عام 1980م أكثرَ من خمس وثلاثين هيئة ومؤسسة إذاعية دولية، يمتلك بعضُها محطات كاملة، ويستأجر بعضُها الآن ساعات للبث من محطات دينية أو تجارية أخرى. وقد بلغ عدد المحطات التى تملكها أو تستأجرها الطائفةُ المعمدانية وحدها أكثر من مئة محطة تنصيرية في أكثر من ثمانين بلدًا.

• تاريخ الإذاعات التنصيرية:
والحقيقة أن تاريخ هذه المحطات الإذاعية التنصيرية يعود إلى بداية العشرينيات من القرن الماضي (1920م)، وفي الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، إذ اتجهت بعضُ المحطات الأمريكية للعمل في مجال "التنصير" وأصبحت جزءًا رئيسًا من برامجه وامتدادًا له، فاستخدمت هذه المحطات للتوجه بتعاليم المسيحية وأفكارها إلى أولئك الذين لم يعتنقوا المسيحية، أو الذين لم يعتنقوا دينًا أو عقيدة على الإطلاق، ومن هنا بدأت فكرةُ المحطات الدينية الدولية، ونشأت أولى محطات من هذا النوع، وهي محطة "نداء المسيح" أو "صوت يسوع المبارك"، وبدأت المحطةُ إرسالَها من إكوادور في 25 من ديسمبر عام 1931م، في حين بدأ راديو الفاتيكان إرساله في شهر فبراير من العام نفسه، ومن مدينة الفاتيكان نفسها، وهو يسعى إلى خدمة المسيحيين الكاثوليك أينما كانوا. أما محطة "صوت المسيح" فقد كانت معنية بالوصول إلى الذين اعتنقوا المسيحيةَ أو لم يعتنقوها على حد سواء.

وفي عام 1948م ظهرت محطة ثالثة أنشأتها إحدى منظمات التنصير الأمريكية في "مانيلا"، وعرفت باسم "اتحاد إذاعات الشرق الأقصى"، وسرعان ما امتد إرسالُها ليغطي مناطق واسعة من بقية القارة الآسيوية.

وقد شهد العقدان التاليان توسعًا هائلا في إقامة المحطات الإذاعية الدولية للتنصير في قارتي أسيا وإفريقيا، وبدعم خاص من قبل منظمات وهيئات ومؤسسات التنصير الأمريكية بالذات.

ففي عام 1954م، بدأت إذاعة "awla"، ومعناها: "بالحب الأبدي نكسب إفريقيا"، ويعد ذلك الاسمُ الشعارَ والهدفَ الذي حددته المحطة دليلاً لعملها منذ بدأت إرسالها من منروفيا عاصمة ليبيريا، وقد بدأت البث باللغة العربية عام 1957م. وبلغ عدد اللغات التي تذيع بها هذه المحطة برامجَها ما يقرب من خمسين لغة حتى الآن.

وفى عام 1954م أيضا بدأت محطة طنجة إرسالها من مدينة طنجة بالمغرب، وهي المحطة التي استمرت وواصلت إرسالَها من مكان آخر فيما بعد عام 1960م تحت اسم "إذاعة حول العالم" من "موناكو"- مونت كارلو.

وفي عام 1956م، بدأت محطة "جماعة الراديو" إرسالَها من جنوب كوريا.

وفي عام 1963م بدأت محطة "راديو كورداك" إرسالها من بورندي، وهي محطة تنطق باسم المذهب البروتستانتي، وفي العام نفسه أيضًا بدأت من إثيوبيا إذاعة "راديو صوت الإنجيل"، وهي المحطة التى أغلقتها الحكومة الإثيوبية عام 1975م.

وفي عام 1969م بدأت محطة إذاعة "فيرتياس"، وهي محطة دولية كاثوليكية قرب مانيلا، يديرها الاتحادُ الفليني للإذاعيين الكاثوليك بالتشاور مع الكنيسة الكاثوليكية الألمانية الغربية، وهي محطة موجهة إلى مناطق آسيوية فقط.

وفي عام 1973م، بدأت محطة "ويفر" إرسالها من ولاية فلوريدا، وهي تبث برامجها باللغة العربية على مدى ثلاث ساعات ونصف أسبوعيا، مع أنها غير مسموعة في البلاد العربية لبعدها الشديد عن العالم العربي.

وإلى جانب هذه المحطات يمكن القولُ بأنَّ هناك مئاتِ المحطات التنصيرية المعروفة ومئاتٍ أخرى ما زالت مجهولة، وقد يكون مفيدًا أن ندرج فيما يلي بعضَ أسماء هذه المحطات "المعروفه"- على سبيل المثال لا الحصر – وهي:
إذاعة راديو الفاتيكان- إذاعة حول العالم "موناكو"- إذاعة صوت الغفران "جزيرة سيشل"- إذاعة صوت الشبيبة – إذاعة المحبة والوفاء – إذاعة المركز المعمدان- إذاعة مقدم الحق – إذاعة مركز النهضة – إذاعة صوت الإصلاح – إذاعة نور على نور "مرسيليا" – إذاعة المدرسة الإنجيلية "مرسيليا" – إذاعة صوت كلمة الحياة "أسبانيا" – إذاعة نداء الرجاء – إذاعة دار الهداية "سويسرا" – إذاعة ميجانوسا "إندونيسيا"- إذاعة أدفنت "إندونيسيا" – إذاعة بكما "إندونيسيا" – الإذاعة الإنجيلية "إندونيسيا" – إذاعة زيون "إندونيسيا" – إذاعة تي "إندونيسيا" – إذاعة تليستار "زائير" – إذاعة صوت الإنجيل "إثيوبيا" – إذاعة صوت الحق "لبنان".

• 14 محطة عربية:
ومع عدم وجود إحصاء دقيق لعدد المحطات الدينية التنصيرية في العالم، إلا أن أهم ما يلفِت النظر في هذا الصدد أن هناك أربعَ عشرةَ محطة تنصيرية تبث إرسالَها باللغة العربية، على مدى 1500 ساعة أسبوعيا، تبث أربعة من قبرص، وأربعة أخرى من موناكو، وتبث واحدة من روما، وثلاثة أخرى من جزيرة سيشل. وقد لوحظ من خلال رصد هذه المحطات ومتابعتها خلال السنوات الماضية أنها تستبدل أسماءها وتغيرها بين حين إلى آخر.

كما جرى ضم بعضها إلى بعض في إطار محطة واحدة تنطق باسم واحد، وتمثل كل محطة من المحطات المنضمة برنامجًا يحمل اسمها في إطار المحطة العامة، ونجد مثالا واضحًا لذلك في الإذاعة الناطقة باسم "صوت الغفران" التي كانت تنطق باسم "صوت الإنجيل" في البداية، ثم غيرت اسمها إلى "صوت الحق" ثم "صوت الغفران"، وهذه المحطة أصبحت تضم ثلاث محطات هي: صوت الغفران- نداء الرجاء- ساعة الإصلاح. وهي ثلاثة برامج يقدم كل منها تحت الاسم نفسه في وقت معين لكل منها، وفي مساحة زمنية متصلة تحت الاسم الرئيس "إذاعة صوت الغفران". وهنا تجدر الإشارة إلى أن كلا من ساعة الإصلاح ونداء الرجاء وصوت الغفران منظمات تنصيرية أصلا، وليست محطات إذاعية فقط.

وهذه المحطات الثلاث المندمجة، ومعها محطة راديو الفاتيكان، ومحطة حول العالم من مونت كارلو، تعد أهم المحطات التنصيرية الموجهة إلى العالم العربي شرقه وغربه.

وقد واكب ذلك الانتشارَ الواسع للمحطات الإذاعية التنصيرية ظهورُ الكثير من مراكز إنتاج البرامج، حتى أصبح بإمكان محطة ما أن تنتج الكثير من البرامج بمختلف اللغات وأن تذيعها من محطات خاصة بها، أو أن تستأجر وقتًا من محطات تجارية أو دينية أخرى لتذيع من خلالها برامجها المختلفة، ناطقة باللغات التي تريدها.

والحقيقة أن مخططات التنصير تلاحق كل تقدم تكنولوجي يحدث في مجال الاتصال الجماهيري، وتحاول استغلال كل ما يجد من هذه الوسائل، وآخرها الأقمار الصناعية والبث التلفزيوني المباشر وشبكة الإنترنت، فقد وافقت الفاتيكان منذ سنوات على مشروع ضخم، تقدم به الأب الكاثوليكي "جوساي"، يتمثل في بناء محطة تلفزيونية كبيرة للبث منها إلى جميع أنحاء العالم، للتبشير بتعاليم الإنجيل عن طريق ثلاثة أقمار صناعية. وقد سمي هذا المشروع بمشروع "لومين2000"، والذي يعد الأولَ من نوعه، من جهة الحجم واتساع مساحة البث، وإمكان السيطرة إعلاميا على جميع قارات العالم، وخصوصًا قارتي أفريقيا وآسيا حيث يوجد معظم المسلمين.

وهذا المشروع التنصيري الخطير الذي موله مليونير هولندي، يهدف بالدرجة الأولى إلى تحقيق أهداف مجلس الكنائس العالمي في تنصير المسلمين، أو على الأقل زعزعة عقائدهم عن طريق البث الثقافي التلفزيوني اليومي المستمر بلغات متعددة للتبشير بتعاليم المسيح تحت اسم "التنوير والتعاون ومحاربة الجهل"، وكلها مسميات للتمويه على القيادات السياسية والحكام المسلمين.

ولقد عقد في هولندا أخيرًا اجتماع عالمي للتنصير، رأسه المنصر جراهام بللي، وحضره 8194 منصر من أكثر من مئة دولة، وبلغت نفقاته 21مليون دولار، وقد أعلن رئيسه أنه يستعد من الآن ويخطط لحملة صليبية عالمية لنشر المسيحية، تستخدم فيها الأقمار الصناعية وأحدث وسائل الاتصال والمعدات الإعلامية.

• التنصير عبر المراسلة:
وتعد المراسلات البريدية وسيلةً أخرى من الوسائل التي تعتمد عليها هيئاتُ التنصير ومنظماته، وتمارسها الإذاعاتُ التنصيرية أيضًا، إذ تقوم بإرسال الخطابات والنشرات والكتب إلى الكثير من المسلمين، خاصة الشباب منهم، تحت دعاوى التعارف والمحبة، وفي داخل هذه الخطابات والنشرات والكتب تبث سمومَها، فهناك حوالي 150 ألف مغربي ترسل لهم الدروس التنصيرية عبر البريد من أوربا ومن مركز التنصير الخاص بالعالم العربي (A.W.M)، وهذه الوسيلة تركز على المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة، خاصة في العالم العربي حيث يصعب الوصول إليها مباشرة عن طريق الإرساليات والبعثات، وتساعد الإذاعات التنصيرية مساعدة كبيرة على استغلال هذه الوسيلة، من خلال الربط بين مراكز التنصير وبين المستمعين، وبث العناوين التي تمكّن المستمع من مراسلتها وطلب الكتب والنشرات التي يرغب فيها.

• الكاتب وإذاعة حول العالم:
وفي بعض البرامج التنصيرية يعلن مقدم البرنامج عن كتاب معين، ويؤكد استعداد الإذاعة لإرساله إلى كل من يطلبه من المستمعين، ويقدم العنوان الذي تكون المراسلة عليه، وهو عنوان الإذاعة، أو مركز من مراكز التنصير.

ولقد خُضتُ هذه التجربة بنفسي مع "إذاعة حول العالم"، وهي إحدى الإذاعات التنصيرية الموجهة للعالم العربي، ففي برنامج "نهر الحياة" أعلن القس الذي يقدمه عن كتاب "ما معني المسيح ابن الله"، وأنه سوف يرسله لمن يرغبُ في قراءته من المستمعين، فأرسلت بالفعل خطابًا أطلبُ فيه الكتاب على العنوان الذي أذاعه في البرنامج.

وبعد مدة ليست طويلة جاءني الكتابُ ومرفق معه رسالة تقول:
"الأخ والصديق/ أحمد أبو زيد
سلام الله يكون معك دائمًا

شكرًا لرسالتك ولحسن استماعك ومتابعتك للبرنامج، ومرفق نسخة من كتاب "ما معني المسيح ابن الله" نرجو أن يكون ذا فائدة ونفع لكم، كما نرجو إفادتنا بوصوله، وأحيي فيك الرغبة في العلم والمعرفة، ونحن على استعداد للرد على أي سؤال أو استفسار.. والله يبارككم ويزيدكم علما ومعرفة به".
إذاعة حول العالم – برنامج نهر الحياة
ص ب 52 رمسيس الجديدة
القاهرة"
وواضح من الرسالة أنها من القاهرة، أما الكتاب فلا يخفى على أحد ما يتضمنُه من تحريف في العقيدة وافتراء على عيسى بن مريم عبد الله ورسوله، فعنوانُ الكتاب يدل على ما فيه.

والحقيقة أنني اكتفيتُ بهذه الرسالة ولم أرد عليهم بوصولها، فلست في حاجة إلى معرفة المسيح بن مريم بالصورة التي يضعونه فيها، ولكن أردتُ أن أقف على بعض أساليبهم في تنصير المسلمين ومحاولة تشكيكهم في عقيدتهم الصحيحة، فهؤلاء لا يستهدفون إلا تخريبَ العقائد، وضرب الأديان، ونشر الكفر والإلحاد باسم رسالة المسيح.

والحق أن تتبع هذه الإذاعات ومراسلتها يستهوي الكثيرين من الشباب العربي المسلم، الذين لا يعون أهدافَها الحقيقية وما ترمي إليه، ولذلك يقعُ كثيرٌ منهم في شراكها؛ إذ تتمادى في جذب انتباههم، وربطهم بها، ومدهم بكل ما يطلبونه وما لا يطلبونه من كتب ونشرات تحمل السم في الدسم، ومن هؤلاء الشباب من يصحو على حقيقة هذه الإذاعات، ومنهم من ينساق ورائها وينتهي به الأمر إلى الفتنة في دينه.

• رسالة وكتاب تنصيري:
ففي عدد صفر 1414هـ نشرت مجلة "التوحيد" الصادرة عن جماعة أنصار السنة المحمدية بالقاهرة رسالة بعث بها المواطن: محمد أحمد دنيا من فارسكو – دمياط – جاء فيها:
"لما عهدته عن مجلتكم بل مجلتنا –جميع المسلمين– نشر كلمة الحق دون تراجع من أي شيء يهدد الإسلام والمسلمين، لذا تجرأت على أن أبعث إليكم بهذه الرسالة لكي نوعي الناس بخطرها قبل فوات الأوان:
منذ سنة تقريبًا اتجه مؤشر الراديو إلى موجة الإذاعة الفرنسية العربية، وكان بها برنامج تنصيري يدعو إلى ديانة المسيح والإيمان به، وكانوا يعلنون عن كتاب اسمه "ثلاث شموع أساسية" في التبشير، فأردت أن أعرف ما به من كلام، فبعثت إليهم لإرسالة إلي، فبعثوا إليّ به مع بعض من الكلمات الجميلة المتألقة عن ديانة المسيح، وعندما قرأتُه علمت ما به من تخاريف وهزالات وقارنته بما جاء في كتاب "مناظرة بين الإسلام والنصرانية" لجماعة من العلماء، فعلمتُ ما به من تحريف، وخفت أن أرسل إليهم الرد كما طلبوا خوف الفتنة على نفسي، فأنا ضعيف الإيمان، واقتصرت على ذلك، ومنذ مدة ليست بالطويلة جاءني خطابٌ مسجل من فرنسا، ففتحت هذا الخطاب لأقرأ ما فيه فإذا أنا أجد فيه هذه الرسالة التي أرسلتها مع تلك الرسالة إليكم، فعلمت أنهم يسعون جاهدين بما لديهم من مال وغيره لنشر رسالتهم بدليل أنهم تذكروني بعد مضي سنة، لذا أرجو من سيادتكم التنويه والكتابة عن دعوة التنصير في هذا العصر في موضوع يوعي الناس ويجعلهم متمسكين بدينهم، ولقد ارتعد جسدي عندما قرأت هذه الفقرة: صديقي: نحن نرحب بأي سؤال يتعلق بحياتك الحاضرة أو أبديتك.

إنهم يغرونني لكي أضعف أمامهم، فأدعو الله أن يثبتني بالإيمان، ويختم أعمالنا بالصالحات، وأن يوفقكم لما فيه صالح الإسلام والمسلمين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

إمضاء: محمد أحمد دنيا – دمياط – فارسكور – شارع البوستة".

وفيما يلي نص الرسالة التي بعثوا بها إليه من فرنسا، كما نشرتها مجلة التوحيد:
"الصديق العزيز/ محمد دنيا.. كان قد وصلنا منك يا صديقي العزيز خطاب في الماضي، تطلب فيه بعض الكتب التي كنا قد أعلنا عنها في برنامج "خبز الحياة"، حيث قمنا بالرد الفوري على خطابك، وأرسلنا الكتاب المطلوب، وسألناك إذا كان لديك أي سؤال عن هذا الكتاب، أو أي سؤال آخر نكون مسرورين بالرد عليه، كما يرشدنا الله عز وجل، لكن للأسف لم يصلنا منك أي رد أو دليل يطمئننا عن وصول الكتاب، ونظرًا لأن بعض الجوابات تفقد في البريد، ولما كانت صداقتُك لنا مهمة، لهذا نرسل لك هذا الجواب مصلين أن يجدك في أتم الصحة وآملين أن يصلنا منك ما يطمئننا عن أحوالك.

وإذا كنت قد انقطعت عن الاستماع لإذاعتنا لأي سبب، فنحن نرحب بك مرة ثانية، وندعوك للاستماع لبرنامج "خبز الحياة" والبرامج الأخرى على إذاعة حول العالم مساء كل يوم من الساعة العاشرة والدقيقة 40 إلى الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل بتوقيت القاهرة.

إن الاهتمام بأبديتك يا صديقي هو أمر مهم جدًا، إن الكتاب المقدس يقول: "وضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة"، كذلك يقول: "إن نهاية كل شيء قد اقتربت".
وكلنا نتفق أن العالم بما فيه من شرور وحروب وقتل لا يمكن أن يستمر طويلا.

نعم يا صديقي قد تكون النهاية أقرب كثيرًا مما نظن، فهل أنت مستعد لمواجهة الأبدية والوقوف أمام الله لتعطي حسابًا عن أعمالك؟!

يا صديقي: اعلم أنه ليس لك وسيلة للنجاة من العقاب والغضب الآتي إلا اللجوء إلى دم المسيح، إذ قد دفع الرب يسوع الأجرة ومات عني وعنك ليحمل خطايا العالم، ليتك تلجأ إليه الآن طالبا الرحمة والغفران.

أما إذا كنت مطمئنًا من جهة أبديتك، لكن العالم ومشاكله قد ثقل عليك والهموم أضنتك فتذكر يا أخي أن يسوع قال:
"ها أنا آتي سريعًا"، نعم قريب وقريب جدًا سيأتي الفادي وسنكون معه كل حين ولا يكون حزن ولا بكاء فيما بعد.

صديقي: نحن نرحب بأي سؤال يتعلق بحياتك الحاضرة أو أبديتك. اكتب لنا على العنوان الذي في أعلى الصفحة (نرجو كتابة العنوان باللغة الأجنبية) وسنكون سعداء بكتابة الرد الفوري عليك.

نحن في انتظار أن نسمع منك.. وإله السلام يحفظ أفكارك في ذلك الذي مات من أجلك"
صديقك/ سامي من برنامج "خبز الحياة"
20/5/1993م"

ويتضحُ من خلال هذه الرسالة حرصُ الإذاعات التنصيرية ومن يقفون وراءها على الارتباط الوثيق بمن يراسلونهم من الشباب ومطالبتهم بأن يستمروا في المراسلة والاستماع إلى برامجهم دون انقطاع.

ولقد بثوا في رسالتهم من فرنسا إلى المواطن محمد دنيا الكثير من أفكارهم التنصيرية وسمومهم التي يسعون لنشرها في مواجهة عقيدة الإسلام.

فهم يغرونه بأن صداقته لهم مهمة، ودليل ذلك أنهم تذكروه بعد سنة كاملة، وأرسلوا إليه خطابا يسألون فيه عن صحته وأحواله، ويطالبونه بالاستماع إلى إذاعتهم إذا كان قد انقطع عنها، ويحاولون إقناعه باللجوء إلى المسيح وطلب الرحمة والمغفرة منه، لأن في ذلك وسيلةً للنجاة من العقاب والغضب الآتي، وأن المسيح قادم لخلاص العالم من آلامه وأحزانه، ويلحون عليه في نهاية الرسالة بضرورة أن يبعث إليهم بأسئلته التي تتعلق بحياته الحاضرة أو أبديته، وأن يكتب إليهم وسوف يردون عليه على الفور وهم سعداء.

ونواصل مع القارئ حديثنا عن جوانب أخرى من المخطط العالمي للتنصير ووسائله وأساليبه لحرب الإسلام في مقالات أخرى قادمة بإذن الله.

• المراجـع:
- الإذاعات التنصيرية المواجهة إلى المسلمين العرب- د. كرم شلبي- مكتبة التراث الإسلامي - الطبعة الأولى - القاهرة 1991م
- الزحف إلى مكة- د. عبد الودود شلبي- دار الزهراء للإعلام العربي - الطابعة الأولى - القاهرة 1989م.
- مجلة التوحيد - جماعة أنصار السنة المحمدية – القاهرة، صفر 1414هـ.
- مجلة الرابطة – العدد 290 – رابطة العالم الاسلامي، مكة المكرمة، رمضان 1409هـ.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التنصيرُ عبرَ الإذاعاتِ والمراسلات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: شبهـات حــول الاسـلام-
انتقل الى: