في أثناء انعقاد مؤتمر عن دور الصوفية أمام تحدِّيات العصر؛ أعلن محمد علاء أبو العزايم - شيخ الطريقة العزمية - إصدار قناة للصوفية في يناير القادم 2009م.
وذكر أنَّ المتخصِّصين الإعلاميين من أبناء الطريقة العزمية قدَّموا دراسة لوضع خطة للفِقرات التي ستعرض على القناة، وهي مقسمة بين: مسلسلات، وأفلام دينية ووثائقية، وبرامج يتحدث فيها علماء التصوف، ومحاضرات للتربية الصوفية للشباب، ودروس لحماية اللغة العربية، وتغطية احتفالات الموالد الصوفية والمؤتمرات.
وعن إعلانه من طرفٍ واحد بثَّ قناة الصوفية، قال أبو العزايم: "اقترحتُ الموضوع على المجلس منذ عامين، الذي وافق بالإجماع، لكنهم لم يتخذوا أيَّ خطوة في سبيل ذلك، وفي اجتماع المجلس غدًا سنعرف إن كان سيُشارك جديًّا أم لا، وبناءً عليه سيتحدد اسمُ القناة بين (مشيخة عموم الطرق الصوفية) التابعة للمجلس، أو قناة (الصفوة) للمشيخة العزمية".
وهنا ثار العديدُ من التساؤلات حول دور هذه القناة، ومصدر تمويلها الذي يصل لخمسة ملايين دولار، خاصة مع الدَّور المشبوه المعروف عن الطريقة العزمية، وعلاقتها بأمريكا وإيران، وتشيُّع الكثير من أفرادها، ودعوتها الشيعية الخفية، خاصة أن هذا الإعلان جاء بعد عودة أبو العزايم من مؤتمر للتصوف بأمريكا، القائم عليه مجموعة من شيعة إيران.
بيَّن الدكتور عبدالعزيز آل عبداللطيف – الأستاذ المشارك في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض - أنْ لا غرابةَ أن ينشط أهل الأهواء - كالصوفية مثلاً - في سبيل التشبُّث بأذواقهم ومواجيدهم، فقد قال تعالى: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} [البقرة: 93], لا سيَّما وأن (صحو) الصوفية يؤزُّه الغرب عمومًا، وأمريكا خصوصًا, والباعث لذلك هو المكايدة للمذهب السَّلفي السُّني, وتقديم (التصوف) بديلاً مريحًا وذلولاً للغرب وأذنابِه!
هذا (الصحو) سيعقبه (المحو) والانطماس بعون الله تعالى؛ إذ إن من أسباب ظهور الحق: ظهورَ المعارضين والشانئين له, ولو أن أهل السنة والجماعة بذلوا بعض جهودهم في مدافعة هذا الوباء ومعالجتِه, ونشرِ السُّنة، وتبليغِ دين الله؛ لما كان لهؤلاء (الغثاء) أن يَظهَروا, ولكن نشكو إلى الله عجزَ الثقة، وجلدَ الفاجر.
والمدافعة لهذه القناة تكون بنظيرها، فيُسعى إلى إنشاء قنوات تهدف إلى تقرير منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال في جميع شؤون الدين؛ من اعتقاد، وفروع، وسلوك وآداب... وكشف عوار المناهج البدعية؛ من تصوفٍ، وتشيُّع، وكلام... واتخاذ مراكز بحثية متخصصة من أجل إعداد الخطط والبرامج في رصد التصوف ومدافعته، وكشف تهافته, ودعوة القوم ومناظرتهم ومحاورتهم؛ بل ومباهلتهم إذا احتيج إلى ذلك، فهل نحن فاعلون؟