﴿
قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [ص: 82]، كان ذا إعلانَ العداوة من إبليس، وأقسم بالله جهْدَ يمينه
ألاَّ يَسْلَم مِن كيده من بني آدم إلا قليل، وأن يأتيَهم مِن بيْن أيديهم،
ومِن خلفهم، ومن تحت أرجلهم، ومن فوقهم تنزل رحمةُ الله، فأنَّى له
المجيء؟!
فنزل آدم - عليه السلام - وهبط
معه عدوٌّ لا يَكلُّ ولا يَمَلُّ من إغواء ذريته من بعده، جلب عليهم بخيله
ورَجِله، وأكثرهم له منقادون، حتى قادها تمشي على خُطواته، إلى عبادة
الشياطين وتولِّيه، وذا قديمٌ قِدمَ الشرك، وقدمَ الوثنية نفسها، فمذ حاد
الإنسان عن التوحيد، اتَّبع خُطواتِ الشيطان إلى الشِّرْك، واتَّخذ لله
أندادًا، ثم مرَّت فترة، حتى أعلن الإنسانُ الشيطانَ إلهًا.
وقد يظن ظان أنَّا نحكي روايات
ألف ليلة وليلة، و"يُحكى أنَّ..."، لا والله، ففي زمننا، بل زمن مَن
قبلَنا، بل من عصور ما قبل الميلاد لم تنقطعْ عبادة الشياطين، ولا نقصد
بعبادته طاعتَه وتوليه، والوقوعَ في المعاصي فقط، بل أعظم من ذلك؛ اتخاذه
إلهًا، وتوجيه العبادات له زُلْفَى، والقربى جهارًا، بل وجعله نِدًّا لله،
لا في الألوهية وحسب، بل في الربوبية، والزعم بأنَّه مدبِّر الكون، بل كان
منهم مَن يشهد أنَّ الشيطان إلهٌ لا شريك له!! نعم، يوجدون في التاريخ، بل
هم الآن في عصرنا، بل تسرَّبوا إلى أمتنا بدعاوى الحرية المطلقة، وحرية
الاعتقاد، ورأس الدعوة الشيطانيَّة في حاضرنا هي
"المنظَّمة الماسونية العالمية"، التي اخترَقَها
عَبَدةُ الشيطان من
فرسان المعبد، ثم أعاد تنظيمَ نشاطها بشكل دقيق ومُحْكَم
النورانيُّون "حملة لواء الشيطان"،
وهم أعلى مرتبةٍ في الماسون، إلا أنهم لا يُجاهرون بعبادة الشيطان
للعامَّة، ولا تجد ماسونيًّا -إن أعلن عن هُويته - يجاهر بعبادته للشيطان،
غير أنَّ أتباعهم في المراتب الدنيا، أنشؤوا جماعاتٍ صارتْ تجاهر بعبادة
الشيطان دون رَبْطها بالماسونيَّة؛ لأنَّ للالتحاق بالماسون شروطًا أخرى.
ولسبر غور هذه الدِّيانة، وبيان
ماضيها وأصولها من الأهمية، قدرَ ما للدعوة إلى التوحيد من أهمية؛ لأنَّ
دعواهم من معاول هدْم التوحيد، ولا يُستهان بأنَّها دعوةٌ شاذَّة، فقد كان
لها صدًى في الماضي، وهدَّدتْ كيانَ الدولة الإسلامية، لا يعي فداحةَ أمرهم
إلاَّ مَن أحاط بهم خُبرًا.
ولا يزعمنَّ قائل أنهم شرذمة
قليلون، كلاَّ، فكم من قلَّة صارتْ كثرة، خاصة وأنَّها آفةٌ تصطاد شبابًا
أغرارًا، أحداثَ أسنان، سفهاءَ أحلام، لكنَّهم من الطبقة الثريَّة
المُتْرَفة النافذة، ولهم مؤهلات عِلميَّة، فلا يَمرُنَّ زمن، حتى يطلع
علينا منهم رأس في الدولة، وحينها سنرى الحقيقة المرة، والمثل حي يرى
للناظرين، فلِعَبدة الشياطين في الولايات المتحدة الأمريكيَّة كنائسهم
وجمعياتهم، وجماعات ضَغْط على النظام السياسي.
وهذه الدعوة هي موضةُ
التسعينيات للمراهقين، ولكنَّهم الآن في العالَم مجتمع له رسالته، فلهم
كُتبُهم، ومجلاَّتهم، وفلسفتهم، وموسيقاهم، وطقوس عبادتهم، وألبستهم،
ونظامهم، وجمعياتهم ونواديهم، ومحلاَّتهم، وأتباعهم في تزايد، ومنهم أولو
الأمر والنهي في الدول الكبرى، وشعاراتهم أصبحت (ماركات) عالمية، ومعابدُهم
كالفطريات تستشري في دول عِدَّة!!
وكيما نعيَ فِكرَهم، نستدعي شيئًا من ماضيهم؛ كيما نقارعَهم ونحن على عِلم بمخططاتهم وغاياتهم.
فلهذه الدِّيانة جذورٌ في معظم
الحضارات القديمة، بالأخصِّ الوثنية منها، فقد كان عَبَدَة الأوثان يستمتع
بهم الجانّ، ويوحي لبني الإنسان، بمطالبِه من القُرْبى والطقوس الوثنية
الشِّركيَّة، ومَن مارسوا السِّحر، إنما بُغيتهم التحكُّم في الجان، وخِدمة
الشيطان.
تاريخ النِّحْلة الشيطانية
- الحضارة الفرعونية المصرية: تكمن التعاليم السحرية، وعبادة
الشيطان فيما يُعرَف بـ"تقاليد القبالاه المصرية القديمة"، التي توارثتها
الأجيال المتعاقبة كتعاليم شفوية، وفي الحضارة الفِرْعونيَّة، كان الفراعنة
على رأس السُّلطة، يليهم "الملأ" الجيش: يمثِّل القوَّة المادية لفرعون،
والسحرة، أو الكهنة: كانوا يمثِّلون الدِّينَ والفِكر، والفلسفة التي يعتمد
عليها الفرعون.
والكَهَنة كانوا عِمادَ الحضارة الفِكريَّة والعقدية، وتكوَّنتْ خلالَ هذه الحضارة
الطوطمية[1] قاعدةٌ هائلة من الثقافة السِّحرية السوداء، والعقائد الوثنيَّة، والأساطير الخُرافية[2].
وفي خِضمِّ تلك الحضارة كان
يقبع تحتَ سلطانها بنو إسرائيل، يسومهم آلُ فرعون سوءَ العذاب، ولأنَّهم
ضمنَ النسيج الاجتماعي الحضاري، كان من نِتاج الاحتكاك الثقافي تلقِّي
ثقافة الغالب، وامتزاجها مع ما لديهم، وضمها ضِمنَ تراثهم العقدي والفكري،
على أنَّها مِن نتاجهم تدريجيًّا؛ لإقامتهم عِدَّة قرون في مصر، فتشكَّلت
عندهم كتعاليم كهنوتية فلسفيَّة سحرية، عُرفت في التاريخ اليهودي فيما بعد
بـ"ثقافة القبالاه اليهودية"، المستوحاة من "
القابالاه المصرية القديمة"،
وهذه التعاليم بمثابة فلسفة منهجيَّة للتفكير والتحليل، مَرَّتْ بتطورات
عِدَّة، حتى طبَّقوها على شرْح التوراة، فكسبت رداءً دينيًّا، معه وشاح
الشرعيَّة التلمودية.
- أساطير إله الشرِّ الفرعونية: وهي مبنية على أسطورة "
إيزيس[3]
"، و"
أوزوريس" الفرعونية، التي كُتبت حوالي عام 4000 ق م[4].
تقول الأسطورة: إنَّ أوزوريس هو ابن إله الأرض الذي ينحدِر من سلالة إله الشمس رع، الإله
الخفي، أصبح أوزوريس مَلِكًا على مصر، وعلَّمَ شعبَها كيف يزرع، وكيف يصنع
الخبز والنبيذ، وتزوَّج أوزوريس من أخته إيزيس، وتعاونَا معًا لنشْر
الحضارة في البلاد، وكان أوزوريس محبوبًا لدى شعبه، وأثَار هذا الحبُّ
حِقدَ أخيه "ست"، الذي أخذ يُفكِّر في التخلص من أخيه والاستيلاء على
عَرْشه، واستطاع سِت التخلصَ من أوزوريس، وبعدَ طول عناء استطاعتْ إيزيس -
الزوجة الوفية - بمعونة بعض الآلهة وبسِحرها إعادةَ أوزوريس إلى الحياة
الأبدية، وأصبح أوزوريس إلهًا بعد بعثه، وعاد إلى الأرض، حيث قام بتعليم
ابنه حورس، ومساندته ضدَّ عمه ست، واستطاع حورس في النهاية التغلُّبَ على
عمِّه، واستعادة عرش أبيه.
أصبح "أوزوريس" رمزًا لإله الخير، بينما أصبح "ست"، أو "سيتان" "
SATAN" رمزًا لإله الشرِّ أو الشيطان، وانتشرتْ عبادة كلاَ الإلهين في الحضارة المصريَّة القديمة.
عبادة الشيطان في التراث البابلي:في الألفية الخامسة ق.م كانتِ الإمبراطورية السومرية في بلاد الرافدين، ولها مُدن رئيسة،
كأور عاصمة
"بابل"، والتي عُرِفت بعلوم السِّحْر والفَلَك والتنجيم، وفي ذلك الزمن كان هاروت وماروت[5] بمدينة
بابل؛
لتعليم الناس السِّحر ابتلاءً من الله - عزَّ وجلَّ - للتمييز بيْن السحر
والمعجزة، حتى يَميز الناس الخبيث من الطيِّب، ويعي المؤمنون الفُرقان بيْن
معجزة الأنبياء، وسِحر الكهَّان.
وفي القرن العشرين ق.م - عَهْد الكلدانيِّين - استشرى السِّحْرُ في أهل
بابل،
حتى ضرب المثل في إتقان السحر بحُكماء وكهنة وسحرة بابل، الذين كانوا
قومًا يعبدون آلهةَ الكواكب السبعة، ويعتقدون أنَّ حوادث العالَم كلَّها من
أفعالها، وعملوا أوثانًا على أسمائها، وجعلوا لكلِّ واحد منها هيكلاً فيه
صنمه، يتقرَّبون إليه بضروب من الطاعات والطقوس، من الرُّقَى والعُقَد
والنفث، ولكلِّ كوكب اختصاص، فمَن رام شرًّا أو حربًا، أو موتًا أو بوارًا
لغيره، تقرَّب
لزحل، ومَن أراد البرق والحرق والطاعون، تقرَّب إلى
المريخ بما يوافقه من ذَبْح بعض الحيوانات [6].
وقد اتَّخذت تلك الأساطير، وما
خالطها من الشعوذات والطلاسم، والممارسات السحرية - عِدَّةَ امتدادات
دينيَّة وعِرقيَّة خلال مساراتها التاريخيَّة، في الحضارة الفرعونيَّة
والفينيقيَّة والتدمُريَّة.
عبادة الشيطان عند الفرس:استولى الفُرْسُ على بابل فيما بعدُ، ومِن أقدم ما ذُكِر في تاريخ هذه النِّحلة الشيطانية ما كان في
بابل وأشور،
حيث تذكر الأساطير البابلية والآشورية أنَّ هناك آلهةً للخير، وآلهة
للشَّر، وأنَّهما كانَا في صِراع دائم، والجذور المعروفة لهذه الدِّيانة
ترجع إلى أرْض فارس، حيث بدأتْ عبادة شياطين اللَّيْل المفزِعة، فقد كان
ثَمَّة قبائل بدوية رحَّالة، تروح وتجيء بيْن شمال فارس، تبحث عن الماء
والكَلأ، وعانَتْ من الأعاصير والجَفَافِ حالَ تنقُّلها ذهابًا وإيابًا،
وليقينهم أنَّ الله - تعالى - لا يأتي الشرُّ منه، والشرُّ كلُّه من
الشيطان؛ توهَّموا أنَّ العقاب لا يصدر إلاَّ من الشيطان، فأمِنوا مكرَ
الله، ثم تسارعوا للتقرُّب من الشيطان كيما يكفَّ عنهم شرَّه، ثم تطورتْ
بعد أجيال لتعبِّرَ عن مطلق الشر، ثم تطوَّرت - مرةً أخرى - لتعبر عن
الشرِّ بالظلمة، والخير بالنور، من خلال العقائد
الثنوية التي كانتْ تؤمن بإلهين: الأول إله النور الفاعل لكلِّ ما هو خير، والثاني
إله الظُّلْمة الفاعل لكلِّ ما هو شر، وهو الشيطان، ويقتسم - في زعْمهم -
الإلهان السيطرةَ على الكون، واختلاف تفسير العَلاقة بين الإلهين وتأثيرهما
في الكون، نشأ منه الفرق والطوائف، التي تتميَّز كلُّ واحدة بمفهوم لهذه
العلاقة، حتى نشأتْ فِرقٌ تُعظِّم الشيطان أكثرَ، واتخذته الإلهَ في المقام
الأول، وسعتْ للتقرب له بطقوس وثنية؛ رهبةً منه، ثم وجدت طوائف من
الثنوية، تفرض
لإله الشرِّ في بعض الأزمنة سلطانًا أكبرَ من سلطان إله الخير على الأرض،
فترى أنَّ النور والخير منفردان بالسموات، وأنَّ الظلمة والشر غالبان على
الأرَضِين.
وتقوم سلسلة الديانات الفارسيَّة
الثنوية على معتقد أنَّ العالَم مركَّب من أصلين "اثنين" قديمين: أحدهما النور، والآخر الظلمة، ومِن الديانات
الثنوية:
الزرادشتية و
المزدكية، و
الديصانية والمانوية، و
الشامانية، وكذلك ا
لمجوسية عَبَدة النار بصفتها معدنَ الشيطان وأصله.
و
الشامانية و
المانوية،
تُؤمنان بقوَّة إله الشر والظلمة "الشيطان" وتَعْبُدانِه، وما زال لهما
بعض الأتباع في أواسط آسيا يُقدِّمون له الأضاحي والقرابين، وكذلك في
أوربا.
وهؤلاء هم عَبَدةٌ للشيطان وحْدَه؛ لقوَّته على الكون وتغلُّبه، وهؤلاء يتقرَّبون منه رغبةً.
عبادة الشيطان في التراث النصراني:حينما انتشرتْ فكرةُ عبادة الشيطان في التراث اليهودي من خلال ثقافة
"القبالاه"،
عبرتْ إلى النصرانيَّة من خلال بعض الأفكار الغنوصيَّة، التي صاحَبتِ
انتشارَ النصرانية في أوربا، والتي ترى في العالَم الجحيم المطلق، وهو
عالَم الشر، ولا يمكن أن يخلقَه إلهُ الخير، وكل قصص الخلق مغلوطة، بل
النصرانية نفسها لا تنفي غلبةَ الشيطان على العالَم الأرضي، وبها تعظيم
لقدرات الشيطان، بالإضافة إلى انتشار المظالِم الاجتماعيَّة زمنَ انتشار
النصرانية، وتفسيرها بأنَّها من ثوابت القَدَر؛ ممَّا دَعَا البعض إلى
الكفر بالإله السماوي، والإقبال على عبادة الشيطان المتمرِّد، فتكرَّست
فكرة عبادة الشياطين؛ اتقاءً لشرها (رهبة)، ومفهوم هذه العبادة يرتكز على
وجود عالَمين: عالَم الملكوت، ويسيطر فيه إله الخير، وعالم الكهنوت، ويسيطر
فيه إله الشر، وهو الشيطان.
وأوربا الشرقيَّة قومُها مؤمنون
بالسِّحْرِ والشياطين حالَ اعتناقهم للنصرانية، فآمنوا بها مع إثبات
تغلُّب الشياطين، وحُكمهم العالَم السفلي، ومدافعتهم لإرادة الرَّبّ، كما
ظلَّتْ نِحْلة "البيوجوميل" (النِّحْلة الشيطانية) غالبةً على عشائر
البلغار والبلقان لعِدَّة قرون.
- وفي القرون الظلامية الأوربية الوُسْطى، ظهرتْ جماعة
"فرسان الهيكل"
فرسان المعبد الصليبية في أوروبا، اتَّخذتْ من الشيطان إلهًا ومعبودًا،
وكان لها اجتماعاتٌ ليلية مُغْلَقة تبتهل فيها للشيطان، وتزعم أنه يزورها
بصورةِ امرأة، وتقوم هذه الجماعةُ بسبِّ المسيح وأمِّه وحوارييه، وتدعو
أتباعَها إلى تدنيس كلِّ ما هو مقدَّس، وتعتبر جماعة "فرسان الهيكل " طورًا
من أطوار الماسونيَّة العالميَّة، وكانوا يتميَّزون بلبس قميص أسود يسمونه
"
الكميسية".
انتشرتْ هذه الجماعةُ في فرنسا
وإنجلترا والنمسا، ثم اكتشفتْها الكنيسة، وقامتْ بحَرْق مجموعة من أتباعها،
وقتلتْ زعيمها، وقد قالتْ إحدى أعضاء هذه المجموعة قَبْل حرقها: "إنَّ
الله مَلِك السماء، والشيطان مَلِكُ الأرض، وهما نِدَّان متساويان،
ويتساجلان النصرَ والهزيمة، ويتفرَّد الشيطان بالنصر في العصر الحاضر".
وفي القرن الرابع عشر انتشَرَ
الطاعون في أوروبا، وقتل ثلث سكَّانها، فارتدَّ عدد كبير عن النصرانية،
وعبدوا الشيطانَ بدعوى أنَّه اغتصب مملكةَ السماء، ثم ظهرتْ عِدَّة جماعات
بين عامي 1432- 1440م، مثل "جمعية الصليب الوردي"، وفي القرن السابع عشر
ظهرتْ جمعية تُسمَّى "ياكين"، ثم "الشعلة البافارية"، و"الشعلة الفرنسية"،
و"إخوة آسيا".
في 1770 بدأتْ بذور فكرة إقامة
مجمع شيطاني على يدِ مجموعة من عَبَدة الشيطان من اليهود، وكانوا مِن كبار
المرابين والحاخامات، والمديرين والحُكماء، فأسَّسوا مجمعًا سِريًّا يعمل
على تحقيق أغراضهم، وأسموه: "المجمع النوراني" (
The Illuminati الإليوميناتي). وكلمة "نوراني" بمعنى "لوسيفر" Lucifer "حامل الضوء"، أو
"الكائن الفائق الضياء"، ثم أسَّس الألماني آدم وايز هاوبت مذهبًا مشابهًا
باسم "حملة النور الشيطاني" النورانيِّين ضمن المجمع النوراني، وفي عام
1776م[7]، نظَّم وايز هاوبت جماعةَ النورانيِّين لوضع مؤامرة انتشار دعوتهم، وسيطرتهم على مواضع التنفيذ.
في عام 1784 اكتشفتِ الحكومة البافارية وجودَ مخطَّط شيطاني لتدمير جميعِ الحكومات الملكيَّة، والأديان الموجودة.
اندماج النورانية والماسونية
بعد فضيحتهم، انتقل نشاط
النورانيِّين إلى العمل خلفَ مسمَّى "العالمية"، ونقل مركز القيادة وكهنة
النظام الشيطاني إلى سويسرا، فلَبِثوا هناك حتى نهاية الحرْب العالمية
الثانية، حيث انتقلوا إلى نيويورك[8].
ولكي يحافظ وايز هاوبت على
برنامجه؛ رأى أن يمتزجَ مع الماسونيِّين، الذين يجدون مطلق الترحيب في
الأوساط البروتستانتية؛ وذلك لكون المذهب البروتستانتي صِهْيونيَّ النزعة،
يهودي الجذور، فبالتالي هو لا يتعارض كثيرًا مع التطلعات الماسونية
اليهودية، وهذا التحوُّل سيجعل النورانيِّين ينشطون في البلدان
البروتستانتية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، ثم استراليا وشمال أوربا.
ومن مبادئهم: أنَّ
الأرواح لا تنجو إلا إذا انحدرتْ إلى الدَّرْك الأسفل من الخطيئة،
والشيطان هو الإله، وأنه مساوٍ تمامًا لأدوناي - وهو اسم يُطلقونه على
(الله تعالى) - وتنصُّ العقيدة الشيطانية على أنَّ الشيطان قاد الثورةَ في
السماء، وأنَّ إبليس هو الابن الأكبر لأدوناي، وهو شقيق ميخائيل الذي هَزَم
المؤامرة الشيطانية في السماء، وأنَّ ميخائيل نزل إلى الأرض بشخصِ "يسوع"؛
لكي يكرِّر على الأرض ما فعله في السماء، لكنَّه فَشِل.
والنورانيون هم أكبر داعم لنشْر
هذه الديانة في عصرنا؛ لذا كوَّنوا جمعياتٍ تابعةً للماسونية بشعارات
مختلفة؛ كيما تموه على العامَّة والسلطات في دول عِدَّة، كلها تدعو لحرية
الأديان، غير أنَّ المراد من تلك الدعاوي نشْرُ التحرُّر من ربقة الأديان،
واتِّباع الشيطان.
- جمعية الجمجمة:مؤسِّس الجمعية " وليام هـ. راسل" "
William H. Russell"
طالب في (جامعة ييل)، من أسرة ثَرِيةٍ امتلكتْ إمبراطورية تجارة الأفيون
في أمريكا، ابتعثَه النورانيُّون سنة 1833 إلى ألمانيا بمِنحة دراسية
لمدَّة سَنَة، فتصادق هناك مع رئيس جمعية سِريَّة ماسونية، كان "الموت"
شعارًا لها، وحين عاد إلى أمريكا، أسَّس "جمعية إخوة الموت"، وبشكل غير
رسمي كانت "جمعية الجمجمة والعظام" شعار الجمعية، عبارة عن عَظْمَتي ساقٍ
تعلوهما جُمجمة، وفي الأسفل يوجد الرقم 322، تعبيرًا عن سَنَة تأسيس
الجمعية عام 322 ق. م زمن الإغريق؛ ليُعادَ إحياء الجمعية على يد الماسون
عام 1832م في ألمانيا، وعام 1882م في أمريكا؛ ليكون الهدف منها إحكامَ
السيطرة على العالَم، حيث يُشاع بأنها القَلْب المعتم لحكومة العالم
السِّريَّة[9].
- كنيسة الشيطان: بالرغم من أنَّ معظم الباحثين
يذهبون إلى أنَّ آنطوان ليفي هو مؤسِّس فكر عبادة الشيطان في العصر الحديث،
إلاَّ أنَّ البعض ينسب هذا الفكرَ الحديث إلى موسيقا "الرُّوك"، والمغني
الأمريكي ليتل ريشارد، الذي أدخل سنة 1952م إلى الرقص أنغامًا وحركات تعود
إلى العُنف، وبعدَه في عام 1955م، تزعَّم ألفيس بريسلي الحركة الموسيقيَّة،
وراح يخاطب غرائزَ الشباب، ويُشجِّعهم على رفْض القِيَم الدينيَّة
والأخلاقية، وعلى الحياة نفسها[10].
تَمَّ الاعتراف بشكل رسمي وعلني
في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1966م، بأوَّل كنيسة لعبادة الشيطان
في سان فرانسيسكو، تحتَ حماية قانون كاليفورنيا لحريَّة الأديان، الذي صدر
في العام نفسه.
وحسب تقارير مكتب التحقيقات
الفِيدرالي في الولايات المتحدة، فإنَّه يدخل في كل عام في هذه الديانة 50
ألف شخص، كما أكَّد أنَّ هذه الطائفة وراءَ الكثير من جرائم القتْل وخطف
الأطفال، وخاصَّة في ولايتي سان فرانسيسكو، ولوس أنجلوس، حيث كانتِ الشرطة
تجد بقايا دماء أطفال، وحيوانات مذبوحة بجوارها الشموع والأقنعة السوداء
والجماجم[11].
والمجتمع الأمريكي يضمُّ أكثر من 20 طائفة تُقدِّس الشيطان.
بعض الحقائق بالأرقام في أمريكا وغيرها: ♦ 17 مليون مواطن أمريكي هم مجموعُ أتباع الطوائف التي تقدِّس الشيطان، 105
ملايين مواطن أمريكي بين ملاحِدة وعلمانيِّين، 70 مليون مواطن أمريكي لا
يؤمنون بالبَعْث.
♦ 47 % من سكَّان أوروبا يعانون هلاوسَ بصريَّة وسمعيَّة (إما بشكل مرَضي، أو نتيجة لتعاطي الكحوليات والمخدِّرات، والأدوية العصبية).
♦ 1282 مكانًا رسميًّا على مستوى العالَم، تُمارَس فيه عبادات تقوم على تقديس الشيطان والأنفس السفلى.
♦ الدستور الأمريكي يُعْطي حريةَ اختراع كلِّ فرد لدِين خاص به[12].
♦ ومؤخرًا
بدأتْ هذه الممارسات تزدهر علنًا في دول أوروبية كثيرة، ففي إنجلترا -
مثلاً - هناك تسعة ملايين شخص ينتمون إلى كنائس الشيطان - ومثلهم تقريبًا
في ألمانيا وإيطاليا، وفي فرنسا هناك مجلَّة وبرنامج خاص لعَبَدة الشيطان،
تُقدِّمه عرافة تُدْعى "مدام سولي"، وفي سويسرا وإيطاليا والنمسا يُمارِس
آلاف الأشخاص بانتظام ما يُسمَّى بالقُدَّاس الأسود عند اكتمال البدر.
♦ وأشار
تقرير صدر في شهر مارس/ آذار سنة 2005 عن البَعْثة الوزارية لمراقبة
ومكافحة التجاوزات الطائفيَّة، وتَمَّ تسليمه إلى رئيس الوزراء: أنَّ ظاهرة
عبادة الشيطان تكتسب أرضًا جديدةً في فرنسا؛ مما يؤدِّي إلى زيادة عمليات
تدنيس المقابِر، وطقوس معادية للمسيحيَّة.
♦ كما
تشهد الظاهرة تزايدًا أيضًا في الدول الإسكندنافية وروسيا، وإيطاليا
وإسبانيا، وألمانيا واليونان، وجنوب أفريقيا، واعترفتْ بعض الدول بها[13].
عبدة الشيطان في تاريخ المسلمين
اليزيدية (عبدة الشيطان): نشأتْ هذه الطائفة في أوَّل أمْرِها في منطقة "الشيخان"، ومنها انتشرتْ في باقي المناطق.
ففي مواطن اليزيدية كان قبيل
"ترهايا"، وهم مِنَ المجوس الذين نزحوا إلى جبال حلوان لَمَّا فَتَح
المسلمون بلادَ الفُرْس، وقد دخلوا الإسلام، غير أنَّ عُزْلتَهم عن الناس
جعلتْ معتقداتِهم خليطًا بين الوثنيات المجوسيَّة، وتقاليد القوم، مع دراية
سطحية بالدِّين الإسلامي، ثم انتشرتْ فيهم الطرق الصوفية[14]، حتى غلبتْ عليهم الطريقة العدوية؛ نسبةً للشيخ عدي بن مسافر[15]،
الذي بلغ عندَهم مقامًا لا يحوزه أحدٌ من البشر، قال شيخ الإسلام ابن
تيمية: "وفي زمن الشيخ حسن زادوا أشياء باطلة، نظمًا ونثرًا، وغلوا في
الشيخ عدي، وفي يزيد، بأشياءَ مخالفة لِمَا كان عليه الشيخ عدي - قدَّس
الله رُوحه - فإنَّ طريقته كانت سليمة، ولم يكن فيها من هذه البِدع"[16].
واليزيدية في الأصْل كانت
تُسمَّى بالطائفة العدوية، قال أبو سعيد عبدالكريم بن محمد السمعاني (توفي
562هـ/1166م)؛ أي: بعد خمس سنوات من وفاة الشيخ عدي، في الورقة 600 من
كتابه "الأنساب"، الذي طبعَه المستشرق البريطاني ماركليوث عام 1912م:
"وجماعة كثيرة لقيتهم بالعراق في جبال حلوان، ونواحيها من اليزيدية، وهم
يتزهَّدون في القُرى التي في تلك الجبال، ويأكلون الحال[17]، وقلَّما يخالطون الناس، ويعتقدون الإمامةَ في يزيد بن معاوية، وكونه على الحق"[18].
خَلَف الشيخَ الأعزب بعدَ وفاته
ابنُ أخيه أبو البركات بن صخر بن مسافر، ثم خَلَف أبا البركات ابنُه عدي
بن أبي البركات، الملقَّب بأبي المفاخر، والمشهور بالكردي، وكان صالحًا مثل
أبيه، مُكْرِمًا لأهل الدِّين والعلم، وافرَ العقل، شديدَ التواضع، وكانتِ
الطريقة في أيَّامه على غاية من الصفا في جوهرها[19].
ثم خلفهم الشيخ حسن بن عدي بن
أبي البركات بن صخر بن مسافر، الملقَّب بتاج العارفين، شمس الدين أبو
محمَّد شيخ الأكراد، ولد سنة 591، وتوفي 644، وفي زمانه بدأ الانحراف عن
نهْج الطريقة العدوية الأولى، وزاد الغلوّ في الشيخ عدي بن مسافر الأموي،
وفي خلفائه، كما كَثُر الضلال في تعاليمه.
رأى الشيخ حسن تكاثرَ المريدين
من حوله، فألْقَى هالة من القداسة حولَ نفسه، بأنِ اعتزلهم لسِتِّ سنوات،
ثم طلع عليهم بكتاب "الجلوة لأهل الخلوة"، به خليطٌ من الوثنيات القديمة،
والمجوسية والزرادشتية، واليهودية والنصرانية والإسلام، وسَوَّر عقائده
بسِياج من السِّريَّة، ومنَعَهم من القراءة والكتابة؛ كيما ينقادوا له
طواعيةً، ثم حادت الطريقة العدوية إلى اليزيدية الحالية شيئًا فشيئًا، ومِن
الذين أثَّروا على الشيخ حسن وغيَّروا أفكاره وعقيدته محي الدين ابن عربي
(550 - 638هـ) أثناء تردُّد الشيخ حسن إلى الموصل، حيث كان يُقِيم ابن
عربي.
وبالرغم من عدم وجود إحصائيات
دقيقةٍ لليزيديِّين لأسباب عِدَّة، فإنَّ التخمينات تجعل أعدادَهم كما يلي:
في العراق 40 ألف نسمة، في سوريا 25 ألفًا، في تركيا 50 ألفًا، في أرمينيا
55 ألفًا، في جورجيا 45 - 50 ألفًا، وبذلك فإنَّ عددهم في العالَم يتجاوز
200 ألف يزيدي[20].
عقيدتهم:يؤمنون بوجود إله أكبرَ خالقٍ
لهذا الكون، إلاَّ أنَّه لا يُعْنى بشؤونه، بعدَ أن فوَّضها لمساعدِه،
ومنفذ مشيئته "ملَك طاوس"، والذي يرتفع في ذِهْن اليزيدية إلى مرتبة
الألوهية، حتى إنَّهم يسبحون به، ويتضرَّعون له، وهو الملاك الأعظم الذي
عَصَى الله في بَدْء الخليقة، فعاقبه الله على خطيئته، فظلَّ يبكي سبعة
آلاف سَنَة، حتى ملأ سبعَ جرار من دموعه، وألقاها في جهنم، فأطفأ نارها،
فأعاده الله إلى مركزه الرفيع في إدارة الكَوْن.
ولَعْن الملاك طاوس، وتسميته
بالشيطان، واعتقاد أنَّه خالق الشر، مخالِف لمعتقدات اليزيدية، بل يجب
تسبيحُه، إن لم يكن حبًّا فيه، فدفعًا لغضبه.
أما نبي هذه الدِّيانة فهو
الشيخ عادي، الذي يَرْوُون عنه أخبارًا ورواياتٍ عديدة، ويرفعونه لدرجة
التقديس، والعلاقة بين شخصية الشيخ عادي والشيخ عدي بن مسافر غامضةٌ جدًّا.
ويعتقدون في وجود آلهة موكل إلى
كل منها شأن من شؤون الدنيا، ومِن ذلك "بري أفات"، وهو إله الفيضانات
والطوفان، و"خاتونا فخران" وهي إلهة الولادة عندَ النساء...إلخ، ويعتقدون
بوجود أنصاف آلهة مثل "مم شفان"، وهو إله الغنم، و"العبد الأسود" إله
الآبار، و"ميكائيل" إله الشمس... إلخ.
وفيما يتعلَّق بالشيطان الذي ارتبطتْ به الديانة اليزيدية:فإنهم يُقدِّسونه ويحترمونه،
ويَحْلِفون به، ويعتبرونه رمزًا للتوحيد بزعمهم؛ لرفضه السجودَ لآدم - عليه
السلام - ويُسمُّون الشيطان "طاوس ملك"؛ أي: "طاوس الملائكة".
ولليزيدية سبعة طواويس، لكلٍّ
منها اسمُه الخاص، وقد صنعوا لكلِّ طاوس تمثالاً خاصًّا، وسبب ذلك هو عدم
كفاية طاوس واحد لجميع اليزيدية؛ لأنَّهم منتشرون في أقاليمَ متباعدةٍ
جدًّا.
ويعتقدون أنَّ أصل الملائكة مِن نور الله سبحانه، وأنهم قد شاركوا الله في خَلْق الكون.
وأما الكتب المقدسة لديهم،
فهناك "مصحف رش"، وينسبونه إلى الشيخ عدي بن مسافر، ويتحدَّث عن بداية
خَلْق الكون، ومراحل تكوينه، وخَلْق آدم، وامتناع عزازيل (الشيطان) عن
السجود لآدم، كما أنَّه يحتوي على بعض الأوامر والنواهي، وذِكْر بعض
المحرَّمات.
مظاهر عَبَدة الشيطان المعاصرة
انتشرتْ مظاهر وطقوس عَبَدة
الشيطان في حاضرنا جهارًا نهارًا، ولم يعد للسِّريَّة داعٍ؛ إذ الحُكم لهم
في مجتمعاتهم ولمبادئهم، فشعارات "الحرية" بلغتْ مداها، والماسون استنفذوا
طاقتَهم في إقناع هذه المجتمعات الإباحيَّة بلزوم الحُريَّة لكل شيء، إي
نَعَم، لكلِّ شيء، حتى الاعتقاد بألوهية الشيطان! ومن ثَمَّ سنُّوا لها
القوانينَ المشرِّعة لها، الحامية لأتباعها، وقالوا: لكلٍّ شِرْعة هو
مولِّيها، وشرعتنا: هوانا إلهنا، لا شريك له، عليه توكَّلْنا، وإليه ننيب.
- فلسفتهم: الإنسان هو صورةُ الكون
المصغَّرة؛ صورة مصغَّرة طِبق الأصل للكون الأكبر الأزلي، ولازم أزليَّة
الكَوْن، أزلية الإنسان؛ أي: إنَّه غير قابل للفَناء، وظاهرة موته إنما هي
انتقاله مِن حلقة لأخرى، إذ يتناسخ مِن درجةٍ لأختها، فهو أبديٌّ وقديم؛
أي: لا مَبدأ لنشأتِه، ولا مُنْتهى لمستقبله، فالبشر جميعهم آلهة، وعلى
الإنسان التخلُّص مِن خوفه مِن الموت، فليس بالنهاية، لكنَّه نقطة الانطلاق
إلى حلقة جديدة.
وفكرة "الخطيئة" ليستْ إلا
بدعًا من الكلام، اختلَقَها الضعفاء، ثم تحوَّلوا لعبيدٍ لها؛ كيما
يسترضُوا شعورَهم بالضعف، وغاية العبادة والصلاة هي في الوصول إلى "النور"،
وذاك ببلوغ حالة النَّشْوَة والكمال، أو الصفاء الذِّهني، وللترقِّي إلى
هذه الحالة يستخدمون الموسيقا الصاخِبة، والخمورَ والمخدِّرات والعقاقير،
وبالطبع الممارسات الجِنسيَّة – الزِّنا - والشاذَّة أيضًا.
وبلوغ حالة النشوة لهم فيه دهاء
كبير، فتهييج المشاعِر، وتخدير العقول، ثم غَسْل المعتقدات، وغَرْس
المتعفنات عن طريق السماع في حضور جماعي، يتطلَّب حنكةً من رؤوس القوم،
ومِن سبل الدِّعاية لهذا الفِكر موسيقا
Black Metal، وهي موسيقا صاخِبة تعتمد على الجِيتار الإليكتروني، ومِن أشهر الفِرق التي تتغنَّى بعظمة الشيطان، وتدعو إلى فكره، فرقة
Dimmu Borgir، وفرقة
slayer،
وأشهر مُغنٍّ يدعو إلى هذا الفكر يُدْعى مارلين مانسون، الذي ألَّف كتاب
"الطريق الخارج من جهنم"، ويخرج أغانيه بأسلوب فلسفي يُثير غرائزَ الشباب،
ويدعوهم للإعجاب بهذا الفِكر.
كما ألَّف أتباعُ هذه الطائفة
الكتبَ الكثيرة؛ للدعوة إلى باطلهم، ومنها: "صمت إبليس" تأليف د. لورانس
بازدر، و"إبليس تحت الأرض"، و"جاء لتحرير الرهائن"، و"الطقوس الشيطانية"،
و"الساحر الشيطاني"، و"مذكرة الشيطان"[21].
يقول علماء النفس: إنَّ موسيقا "الروك" تصنع نوعًا من الغياب الذهني، وعلى وجه التحديد
موسيقا "الميتال"، و"الديث ميتال"، فهي المفضَّلة في تجمُّعات العبادة
والصلاة لديهم، إذ تصل نسبةُ الضوضاء في هذه الأنواع من الموسيقا إلى 120
ديسبل، مع تعاقب سريع جدًّا بيْن الإضاءة المبهرِة وسطَ ظلام حالك، يصل إلى
ما يزيد عن 40 مرة في الثانية، وبهذه الضوضاء العالية جدًّا، والإضاءة
المتسارِعة، مع المخدِّرات والخمور، يتمُّ شلُّ مقاومة العقل الإنساني
الطبيعي، ويفقد الإنسانُ القدرةَ على التركيز، وبذا يصل إلى حالة النَّشْوة
والكمال الذهني، التي تصل به إلى "النور" المزعوم، وما ذاك إلا حالة للشلل
الفكري، ناتج عن تخدُّر الدِّماغ، وانهيار التركيز، مع تعاقُب الترميز،
فتتوارد صُورٌ ذهنية في حالة لذَّة ذهاب العقل مع الطَّرَب، يحسبها الظمآن –
روحيًّا - وحيًا.
وفي ذلك الحال يأتي دَورُ
الحضور الجماعي، بإلقاء القادة الرسائلَ الإيحائية في هذا الجوِّ المخدِّر
للعقول، تلك الرسائل تهيِّج مشاعرَ المتعبدين المجتمعين معًا بالمئات، بل
بالآلاف، وتكون في شكل وصايا؛ كيما يتوهمَ القداسة فيها.
الوصايا التِّسْع لعَبَدة الشيطان: 1- أطلِقِ العِنانَ لأهوائك، وانغمس في اللذَّة.
2- اتبع الشيطان، فهو لن يأمرَك إلاَّ بما يؤكِّد ذاتك، ويجعل وجودَك وجودًا حيويًّا.
3- الشيطان يمثِّل الحكمة والحيوية غير المشوهة، وغير الملوثة، فلا تخدعْ نفسك بأفكار زائفة، سرابية الهدف.
4- أفكار الشيطان محسوسةٌ
ملموسة، ومشاهدة، ولها مذاق، وتفعل بالنفس والجِسم فِعلَ الترياق، والعمل
بها فيه الشفاءُ لكلِّ أمراض النفس.
5- لا يَنبغي أن تتورَّط في الحُبِّ، فالحبُّ ضعْف، وتخاذل وتهافت.
6- الشيطان يمثِّل الشفقة لمن يستحقونها، بدلاً من مضيعة الحبِّ للآخرين، وجاحدي الجميل.
7- انتزعْ حقوقَك من الآخرين، ومَن يضربك على خدِّك، فاضربْه بجميع يديك على جسمه كلِّه.
8- لا تحبَّ جارَك، وإنما عامله كآحاد الناس العاديِّين.
9- لا تتزوَّج، ولا تُنجب، فتتخلَّص من أن تكون وسيلةً بيولوجية للحياة، وللاستمرار فيها، وتكون لنفْسك فقط[22].
وهذه الوصية الأخيرة هي للمانوية الثنوية الفارسية؛ دعاة هلاك البشر، واستعجال الفَناء.
الإشارات والرموز التي تُميِّز عَبَدة الشيطان: - الوَشْم: على أشكال الشياطين، على جميع الجِسْم، ومنها النجمة السُّداسية، ورقم
666، وهو رقم الشيطان عندهم، ورسومات مفزِعة ترمز للعُنْف والرعب، كرسم
الجمجمة والعظمتين، علامة خطر الموت، ورسْم الحيوانات الخياليَّة المفزعة،
والشياطين، ورسوم جِنسيَّة، وكلمات بذيئة.
- قصَّات معينة للشَّعْر: مع الوشْم على الرأس، أو وضْع شعارات الجماعة.
- فصوص وأقراط وسلاسل: ذات أشكال معيَّنة يرتدونها على كامل الجِسْم، حتى الشفاه والرقبة، والأنف، وجمجمة الرأس، والأيدي، والبطن.
أساور وقلادات وخلاخيل: ذات
تصميمات معيَّنة تشير إلى أُمور خاصَّة بعبادتهم، بل حتى الأعضاء
التناسليَّة لم تَسلَمْ من غرْز الأقراط، ولهم في ذاك معتقد خرْق المألوف،
غير أنَّه من الحالات المازوشية، وهي عرض مرضي نفسي، يجعل صاحبَه يتلذَّذ
بالألم.
- ومن رموزهم: ثقب
الآذان وتوسيعها، وثقب الأنوف، وإلْصاق المسامير والحلقات بمناطق مختلفة
مِن الجِسم، بشكل مؤذٍ ومقزِّز، يُنبِئ عن انعدام الذَّوْق والحس، يرمزون
بذلك إلى مخالفة كلِّ الأعراف البشرية، والتميُّز بأنهم يتحدَّوْن الألَم،
ورفض كل ما له علاقة بالقِيَم، أو الأخلاق، أو الدين.
طقوس عبادتهم:
- التأمل: يكون فرديًّا أو جماعيًّا، في إضاءة خافتة، أو على ضوء الشموع مع البخور؛ وذلك لإضفاء نوْع من الخشوع على المتعبدين.
- القداس الأسود: فيه يُستهزأ ويُتهكَّم على الله تعالى، وعلى المسيح وأمِّه وحوارييه،
ويشتمونه فيما يُشبه الترانيم في العبادة الكنسيَّة، ويُكسَر الصليبُ
ويُقلب، ويُحْرَق أكبر عدد من الكتب المقدَّسة عندهم، ويُقدِّمون الذبائح
البشرية، ويتعاطون الخمورَ والمخدِّرات، والعقاقير المخدرة، ويمارسون كلَّ
أنواع الفُحْش الشاذ.
- نبش القبور: والعَبَث بالجُثث، والرقص عليها، وممارسة الجِنس مع الجُثث الحديثة الدفن.
- السُّكْر الشديد: حتى الثُّمالة، مع تعاطي المخدِّرات بكميات كبيرة جدًّا، تجعل أشكالَهم تبدو بصورة غريبة وفظيعة.
- ذبح الحيوانات: يُطلب من الأتباع الجُدد والأطفال تربيةُ حيوانات مثل القطط والكلاب، ثم
يَجْبرونهم على قَتْلها بطعنها وإخراج دمائِها وأحشائها، وإجبارهم على
شُرْب دمائها، وتلطيخ أيديهم ووجوههم بها.
- الصلاة للشيطان: ممارسة صلاتهم باللَّيْل؛ لاعتقادهم أنَّ الشيطان لا يقبل الترانيمَ مع ظهور أول ضوء.
- إشعال النيران: وَسْطَ حلقة مستديرة في وَسَطِها نجمة خُماسية، والرقص على أنغام موسيقا "الروك" الصاخبة حولها، بعدَ تعاطي المخدرات.
- استحضار الشياطين: في غرفة مظلمة، مرسوم على جُدرانها رموزٌ شيطانية، وفيها مَذْبح مُغطًّى
بالأسود، تُوضع على المذبح كأسٌ مليئة بالعِظام البشرية، وخِنجر لذبْح
الضحية، ونجمة الشيطان ذات الأجنحة الخمسة المقلوبة، وتكون الضحيةُ إحدى
الأعضاء، ويُفضَّل أن تكون ابنة زِنًا.
ويبدؤون طقوسَهم بالرقص، ثم يخلع الجميعُ ملابسَهم، وتتقدم الضحية في وسط الراقصين؛ لتذبحَ ويُشرب دمها.
- شرب الدماء: لاعتقادهم بتناقل الطاقَّة الرُّوحيَّة لحياة صاحب الدم نحوَ الشارب لدمه،
وهذا الطقس يشمل دماءَ البشر والحيوانات على السواء، غير أنَّ دماء
الأطفال هي المفضَّلة كأعلى القُربان للشيطان، فتجرُّع دمِ البريء الذي لم
يقارفِ الخطيئة بعدُ، هو مِن شعائر تعظيم إله الشرِّ والخطيئة.
- أكل لحوم البشر: لاعتقادهم بتناسُخ القُوَى الرُّوحية، وانتقالها من المأكول إلى الآكِل،
كأكْل قلوب الضحايا وهم أحياء أمامَ ناظريهم، قطع الرقبة، وسَلْق أجزاء
الجِسم في المرجل، فسخ أشلاء المولود الجديد لأكْله، أكْل التعويذة
السِّحرية مركبة من خليط من أعضاء الجسم المأكول، وفضلاتُ الجسم تُستعمل
بتلطيخ الأطفال بها وهُم عُراة، ويجبرونهم على أكْلها؛ تقرُّبًا للشيطان.
- حجرة التعذيب: تُثبَّت الضحية على طاولة بقيود حديديَّة، ثم يُحلَق رأسها، بعدها يدخل
قضيب بطول 85 سم مِن فتحة الشرج إلى المِعَى المستقيم، ثم يأخذ أعضاء الطقس
في جرح صدر الضحية، ورسْم النجمة الخماسية الشيطانية المقلوبة، وتَحدَّث
أطفال شهود عِيان عن نزْع الأعين، وقطْع الآذان، واستخراج الأدمغة، وخَلْع
القلوب، وبَتْر الأيدي والأقدام، ومِن معتقدات عبدة الشيطان أنَّ عذاب
الأضحية، كلَّما كان أبطء تحصَّلوا على قوة رُوحيَّة أكثر، وقَبول من
الشيطان أكبر.
- سحق العظام: ليتمَّ تحويلها إلى مادة أولية لصناعة أواني يستعملونها في طقوسهم،
كالكؤوس والفناجين، والصحون والدُّمَى، وما زاد عن حاجتهم يبيعونه للجماعات
الأخرى من عَبَدة الشيطان مثلهم، ويحتفظون أحيانًا بالجماجم؛ ليشربوا فيها
الدم.
- الاغتسال بالدماء: يُدعَى الطقس بـ"القمر الدموي"، ويكون في اللَّيالي القمرية الحمراء، حيث
يتمُّ ملءُ مغطس بالدِّماء، بشرية أو حيوانية، ويغطس فيها لمدَّة زمنية
معينة.
- قتل الحيوانات: للحصول على دمائها، يقوم الأتباعُ بتربية بعض الحيوانات الأليفة، ثم
يُجبِرون أطفالهم على قتلها؛ ليتولَّدَ فيهم نزوة التلذُّذ بإيلام الآخرين،
وعدم الاشمئزاز أو الخوف من القَتْل، والحيوانات المقتولة تكون من الحقيرة
الصغيرة، كالفئران والجُرذان، إلى الضخمة كالأبقار، ولا يرحمون لا القِطط
ولا الكلاب.
- طقس القارب: تُمدَّد الضحية على القارِب، وتُنشر عليها الأفاعي كي لا تتحرَّك، وحولها 6
شموع حمراء مضاءة، ويحيط بها 6 من أعضاء الجماعة، وهذا الطقس هو "طقس
التطهير" من خطايا معاداة الشيطان.
- ممارسات جِنسيَّة شاذَّة، والأذى الذاتي.
عبدة الشيطان في الوطن العربي
أرجع صفوت وصفي أسبابَ هذه الظاهرة بالوطن العربي إلى أمور سبعة، نوجزها هنا؛ ليظهرَ لنا جانبٌ من أسباب تلك الطاعة العمياء للشيطان[23]:1- سياسة تجفيف المنابِع، التي
ازداد أُوارها بعدَ عملية السلام مع العدو الصِّهْيَوني، حيث انبثق عنها ما
يُعرف بعمليات تطبيع العلاقات مع اليهود، والتي استتبعتْ غربلةَ المناهج
الدراسيَّة، وإجراءَ كثير من التعديلات، والحذف لصالِح هذا التوجُّه، فضلاً
عمَّا هو موجود أساسًا، من تحجيم لمواد التربية الإسلامية[24].
2- دور الإعلام المتواصِل عن
طريق وسائله المنوَّعة في إثارة نزوات الشباب من الجِنسَيْن، وإشغالهم
بالفِكر الهابط الرديء، والأغاني الماجِنة، والأفلام الخليعة، وترويج
الكُتَّاب اليساريِّين للأفكار المنحرِفة في المجتمعات الإسلامية.
وقد اعتبر أنَّ مِن إرهاصات
فِكْر عبادة الشيطان في بلادنا، المحاضرة التي ألقاها في بيروت الشيوعي
السوري د. صادق جلال العظم سنة 1996 بعنوان "مأساة إبليس"، دعا فيها إلى
ردِّ الاعتبار لإبليس، وهي المحاضرة التي ساقتْه إلى المحاكمة التي تراجع
أمامَها؛ لينجوَ من العقاب، وهو تراجعٌ كاذِب، وقد ضمنها مِن بعد كتابَه
"نقد الفكر الديني".
3- سوء استغلال شبكات الاتصالات
الحديثة (الإنترنت)، والتي تحتوي على برامجَ تروِّج لمِثْل هذا الفكر
المنحرِف، خاصَّة وأن شبكة الإنترنت، هي الوسيلة الأهم لنَشْر أفكارهم،
والتواصُل بيْن الأتباع، ولهم على هذه الشبكة أكثرُ من ثمانية آلاف عنوان.
4- تحجيم التوعية الإسلامية، من
برامجَ ومحاضرات وندوات، عن طريق العلماء والدُّعاة، ولا سيَّما في
الجامعات والنوادي، والمراكز التربوية، بدعوى أنَّ لِمَن يلقونها أهدافًا
غير مرضيٍّ عنها.
5- الحياة المترَفة والمنفلِتة،
التي تعيشها أُسَرُ هؤلاء الشباب، بكل ما تعنيه الكلمة من معنًى، من شيوع
التبرُّج والسفور، والاختلاط بيْن الجِنسَيْن، وترْك مسؤولية تربية الأبناء
للخَدَم، أو للمدارس الداخلية، والتي عادةً ما تكون أجنبيةَ الولاء.
6- المدارس المختلطة بين
الجِنسَيْن في كثير من الدول العربية، وخاصَّة الجامعات، ووضع المناهِج
المختلطة، ووصول الأمْر إلى تدريب هؤلاء الشباب من الجِنسَيْن، في دورات
ومعسكرات مختلطة، لا شكَّ أنها وسيلةٌ لإشاعة الفاحشة بينهم.
7- السياسة الأمنية المتطرِّفة،
حيالَ الاتجاهات الإسلامية في بعض الدول العربية، والتي لا تُفرِّق بين
صالح وطالح، ولا بيْن معتدلٍ وغالٍ.
8- تسخير وسائل الإعلام
والثقافة والفن كافَّة؛ لنشرِ أفكار عَبَدة الشيطان، وجعلها مستساغةً عندَ
المسلمين، ومن ذلك نشْرُ وسائل الإعلام الغربية لأفلامٍ تتحدَّث عن مصَّاصي
الدماء، وأشخاص ذوي قُدرات سِحريَّة؛ ليغروا الشبابَ بامتلاكها إن وجدت،
مثل فيلم الغراب "
the crow"، ومسلسل "بافي"، و"إنجل"، و"بلايد" و"إندر" و"ورد" وغيرها، وللأسف تساهم كثيرٌ من الفضائيات العربية في نشْر مثل تلك الأعمال.
عبدة الشيطان في الجزائر: في تحقيقٍ أجراه الصحفي الجزائري أمين شاوش، اكْتُشِف لأوَّل مرة وجودٌ لعَبَدة الشيطان بالجزائر رسميًّا، بجامعة باب الزوار.
من تقاليدهم: اللِّباسُ الأسود للرجال، والشفَّاف للفتيات، ممارسة الجِنس في الظلام، مع
إشعال شمعتين في زاويتين متقابلتين، الرَّقْص على الموسيقا الصاخبة
"البلاك ميتال"، التي يؤمنون بأنَّها توصلهم إلى "نور النفس".
ومن أهم معتقداتهم: اعتقادُهم بعدم وجود الله، وأنَّ وجوده خرافة ابتدعها العقلُ البشري،
وأنَّ المسؤولية الأخلاقية منتفية، كما أنَّ الشيطان يمثِّل الذكاء،
والتحرُّر، والسعي الدائم نحوَ الشهرة والمال والقوة؛ لأنَّه هو الذي أخرج
آدمَ مِن الجَنَّة، فهو القوي، وجميعُ أفرادها من الطبقة الغنية الراقية،
الشيء الذي ساعدهم على البَذَخ والتَّرَف، والعيش في مجون.."[25].
عبدة الشيطان في تونس:كشَفَ تقريرٌ إخباري عن وجود طائفة من عَبَدة
الشيطان في تونس مكوَّنة من نحو 70 شابًّا، أغلبهم من طلبة الجامعات والمدارس الثانوية.
وأغلب أفراد هذه الطائفة يَقْطُنون العاصمةَ
تونس، ويُحيطون نَشاطَهم بسِريَّة تامَّة، يجتمعون بثلاثة فضاءات سِريَّة بالعاصمة، لممارسة (طقوسهم)، المتمثِّلة
في الرَّقْص على أنغام موسيقا "الهارد روك" الصاخبة، وذبْح كلاب وقطط سوداء، وشرب دمائها، وممارسة الشذوذ الجِنسي الجماعي.
وأتباع هذه الطائفة يُميِّزون
أنفسَهم بوضْع عصابة سوداء عريضة على مِعْصم اليد اليُمنى، وارتداء ملابس
وقُبَّعات سوداء، عليها صور لجماجم بشريَّة، وحمْل حقائب وإكسسوارات تحتوي
على اللونين المفضَّلَيْن ل
عَبَدة الشيطان، وهما: الأحمر والأسود، ويستعملون
فيما بينهم أسماءً غريبة، وأحدُ الأعضاء غيَّر اسمه من "محمد" إلى "عزرائيل"[26].
عبدة الشيطان في المملكة المغربية[27]: القِصَّة بدأتِ الأربعاء 14 - 2
- 2007، حينما أبلغ تلاميذُ شاهدوا الحادثة، وهي تبوُّلُ مراهقين يلبسون
أزياءَ غريبة، يغلب عليها الطابعُ الأسود، على المصحف الكريم داخلَ
المدرسة؛ لينتشرَ الخبرُ بعدها خارجَ أسوار المدرسة وداخلَ المدينة، مما
تسبَّب في انهيار أستاذة لم تتحمَّلِ الخبر، إذ شرعتْ في البكاء والصُّراخ.
وعن هذه المجموعة أضافتِ
المصادر نفسُها: أنَّ أغلبها فتيات، ويبلغ عددها نحو 13 شخصًا، ويرتدون
ألبسةً سوداء، ويعلق بعضهم الصلبان حولَ أعناقهم، ومعظمهم من عائلات
ميسورة.
ومن خارج المدرسة، أكَّدت
لـ"إسلام أون لاين.نت" مصادرُ مقرَّبة من حِزب العدالة والتنمية - فضَّلتْ
عدم الكشف عن نفسها -: أنَّ الظاهرة في تنامٍ